بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله الله تعالى باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وافطاره. قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا ابو عوانة عن ابي بشر عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا انقضوا غير رمضان ويصوم حتى يقول القائل لا والله لا يفطر ويفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم قال حدثني عبد العزيز ابن عبد الله قال حدثني محمد ابن جعفر عن حميد انه سمع انس رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن ان لا يصوم منه. حتى نظن ان لا يصوم منه نصوم حتى نظن ان لا يفطر منه شيئا. وكان لا تشاء تراه من الليل مصليا الا رأيته ولا نادرا الا رأيته وكان لا تشاء تراه من الليل مصليا الا رأيته ولا الا رأيته. نعم. قال حدثني محمد قال اخبرنا ابو خالد الاحمر. قال اخبرنا حميد قال فسألت انس رضي الله عنه عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما كنت احب ان اراه من الشهر صائما الا ولا مفطرا الا رأيتم ولا من الليل قائما الا رأيته ولا نائما الا رأيته. ولا مسست خزة ولا حريرة الين من كظم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شممت مسكة ولا عبيرة اطيب رائحة من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم على رسول الله. هذه الاحاديث فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صومه وافطاره وفي صلاة الليل. ذكر فيها المصنف الامام البخاري رحمه الله حديث عبدالله ابن عباس وحديث انس اما حديث عبد الله ابن عباس قال ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمظان وقد اخبرت عائشة بذلك فوافق خبر عبد الله ابن عباس خبر عائشة رضي الله تعالى عنها وانه لم يكن صلى الله عليه وسلم في صيام يصوم شهرا كاملا وانما كان يصوم صلى الله عليه وعلى اله وسلم كاملا في الفرض وهو شهر وهو صوم شهر رمضان يقول في صيام النبي صلى الله عليه وسلم التنفل والتطوع قال ويصوم اي تطوعا وتنفلا يقول القائل يعني الناظر الى حاله وعمله صلى الله عليه وسلم لا والله لا يفطر اي يدوم في صيامه حتى يظن الظال انه لا يفطر ابدا لتوالي صيام صيامه صلى الله عليه وسلم. ويفطر اي ويقع منه الفطر متتابعا متواليا حتى يقول القائل لا والله لا يصوم. اي ليس من عادته الصيام. فكان صلى الله عليه وسلم تتنوع حاله بين صيام متتابع وفطر متتابع. وانس اخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن ان لا يصوم منه. اي انه كان صلى الله عليه وسلم يترك صيام ايام كثيرة من الشهر حتى يقال انه لا يصوم من هذا الشهر شيئا ويصوم حتى نظن ان لا يفطر منه شيئا. يعني في حاله صلى الله عليه وسلم كان بين ترك وفعل وفي تركه وفعله يراعي مصالح عديدة ومن ذلك ما يفتح الله تعالى عليه من القوة والقدرة والنشاط في صيام التطوع. قال رضي الله تعالى عنه وكان اي النبي الله عليه وسلم لا تشاء تراه من الليل مصليا الا رأيته. يعني انه صلى الله عليه وسلم لم يكن يخص الصلاة في وقتها من الليل بل كان في صلاته في الليل يتنقل يصلي من اول الليل واوسطه واخره. ولذلك قال كان لا تشاء تراه من الليل مصليا الا رأيته. ليس المقصود انه يصلي كل الليل. ولذلك قال ولا نائم من الا رأيته؟ يعني كان يخلط ليله قياما بنوم او نوما بقيام فلم يكن يفرد وقته للصلاة كلها ولم يكن ينم صلى الله عليه وسلم كل الليل بل ينام ويستيقظ. فقوله لا تشاء تراه من الليل مصليا الا رأيته اي يصلي احيانا اول الليل ثم ينام ثم يصلي اوسط الليل ثم ينام او ان ذلك يختلف باختلاف الليالي. وقال سليمان عن حميد الطويل انه سأل انس في الصوم واتى بالحديث في الرواية الثانية لحديث انس لما سئل عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم قال في جواب ذلك ما كنت احب ان اراه من الشهر صائما الا رأيته اي ان النبي لم يكن صلى الله عليه وسلم يخص الصوم في اوسط الشهر او اوله او اخره. بل من كل الشهر صام النبي صلى الله عليه وسلم. من اوله واوسطه واخره كما انه من كل الليل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اوله واوسطه واخره. قال ولا من الليل قائما الا رأيته ولا نائما الا رأيته. هذا كله في كمال عبوديته. وطيب اخلاقه وتحقيق طاعة ربه جل في علاه. ثم انتقل الى ذكر وجه اخر من كمالاته صلى الله عليه وسلم وهو كمال الخلقة كمال خلقته صلى الله عليه وسلم يقول ولا مسست خزة ولا حريرة من اطايب الثياب افخر الاقمشة والينها ولا مسست خزة ولا حريرة الين من كف رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولم يكن ذلك عن تنعم انتبه. لم يكن ذلك عن ترف لم يكن ذلك عن توسع في امن الدنيا بل كان ذلك من تكميل الله جل وعلا لخلقته صلى الله عليه وسلم. والا فقد كان صلى الله عليه وسلم في مهنة اهله ان يخدم اهله في شؤونهم فيما يتعلق بمصالحهم. كما انه كان صلى الله عليه وسلم يجاهد في سبيل لله وكسرت رباعيته وشج وجهه وادمي صلى الله عليه وسلم وكان بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم يربط الحجر على بطنه من الجوع. فلم يكن هذا الذي وصف انس ابن مالك من حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في طيب ملمس يده ولين ملمس يده عن تنعم. انما كان عن طيب خلقة من الله جل وعلا فقد كمل الله له الخلق وكمل له الخلق فجمع له الفضل في خلقه والفضل في خلقه صلى الله عليه وسلم ولا ولا مسست خزة ولا حريرة الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مسكة ولا عبيرة وكلاهما من الطيب. اطيب رائحة من رائحة رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم. هذا الحديث او هذه الاحاديث فيها الشاهد بما ذكر المصنف رحمه الله من بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صومه وفطره وانه كان يخلط صلى الله عليه وسلم في صومه وفطره في الشهر كما كان يخلط في ليلة بين نوم وقيام. فكان يصلي من اول الليل واوسطه واخره. وكان يصلي وينام من الليل كما كان يصوم ويفطر صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وفي حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على نقل هديه وعمله. ولا غرابة في فان الله تعالى قد قال لاهل الايمان لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. فلا غرابة ان يرصد الصحابة رضي الله تعالى عنهم احواله الدقيق والجليل الخاص والعام الخلقي والخلقي وذلك لانه صلى الله عليه وسلم امام المؤمنين وهو قدوة من يرجو الله واليوم الاخر ومن كانت هذه حاله فان الحريص على النجاة والسعي في فوز نفسه يسعى الى العلم بما يكون من حاله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وفيه من الفوائد ان الله عز وجل اعان رسوله صلى الله عليه وسلم على طاعة الله. فجمع انواعا من العبادات صياما وقياما. فكان اعبد الناس وقد قال ذلك مقسما قال صلى الله عليه وسلم اما والله اني لاتقاكم لله واعلمكم به اتقاكم لله اي اعظمكم تقوى لله. واعلمكم به اي اعظمكم علما بالله جل في علاه وهذان قرينان كلما عظم علم الانسان بالله زادت عبادته. فان العلم يثمر العمل لذلك جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم فلما كمل الله له العلم به جل في علاه كمل له سبحانه عمل فكان اعبد لربه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولذلك لما تقال بعض الناس ما كان من عمل النبي صلى الله عليه وسلم حيث سألوا عن عمله فقالوا يصوم ويفطر ويقوم وينام ويتزوج النساء فتقول اولئك النبي جاء رهط ثلاثة سألوا ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله فشافوا ان العمل ما هو كما يتوقعون كثيرا على نحو ما يتخيلوه في عمله صلى الله عليه وسلم. فقال احدهم اما والله اني اصوم ولا افطر. وقال الاخر اقوم ولا انام وقال الثالث اعتزل النساء. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فقال اما والله اني لاصوم وافطر واقوم وانام واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني اي من عدل عما انا عليه من طريق وعن ما عانى عليه من هدي فليس مني في عمل صالح ولا في يبقى ايه؟ سنة واقتفاء هدي. فتبرأ منه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. تبرأ من من خرج عن هديه فالزم نفسه ما لم تلزمه الشريعة هذا هو هديه صلى الله عليه وسلم ويترجمه ما نقله اصحابه من تنوع حاله صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد ان العبادة فتح من الله عز وجل تنشط النفوس له احيانا وتكسل عنه حينا. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم وهذا تنويع منه صلى الله عليه وسلم في طاعة ربه وقيامه بعبادته سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى باب حق الضيف في الصوم قال حدثنا اسحاق قال اخبرنا هارون ابن اسماعيل قال حدثنا علي قال حدثنا يحيى قال حدثني ابو سلمة قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث يعني ان لزرك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا. فقلت وما صوم داوود؟ قال نصف الدهر اللي بعده. باب حق الجسم في الصوم. قال حدثنا ابن مقاتل قال اخبرنا عبد الله الاوزاعي قال حدثني يحيى ابن ابي كثير قال حدثني ابو سلمة ابن عبدالرحمن قال بني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله الم اخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل. وقلت بلى يا رسول الله. قال فلا تفعل صم وافطر وقم ونم فان لجسدك عليك حظا وان لعينك عليك حقا. وان لزوجك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا وان بحسبك ان تصوم كل شهر ثلاثة ايام. فان لك بكل حسنة عشر امثالها فان ان ذلك صيام الدهر كله. وشددت فشدد علي. فقلت يا رسول الله اني اجد قوة قال فصم صيام نبي الله داود عليه السلام ولا تزد عليه. قلت وما كان صيام نبي الله داوود عليه السلام قال نصف الدهر فكان عبدالله يقول بعد ما كبر يا ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم. هذان البابان حديثهما واحد. الباب الاول باب حق الضيف في الصوم اي بيان ما للضيف من الحق في ما اذا ورد على صائم هل له حق؟ في ان يفطر المضيف او لا. وذكر في ذلك قصة عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنه. وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومن علماء الصحابة ومن اكثر الصحابة رواية ونقلا عن النبي صلى الله عليه وعلى وسلم وقد تميز بكثرة نقله وذلك انه كان يكتب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة حديث فكان كثير الحديث رضي الله تعالى عنه. وهو من علماء الصحابة واكثرهم رواية رضي الله تعالى عنه وكان صاحب عبادة وطاعة. وكان من عبادته انه يصوم ولا يفطر ويقوم ولا ينام. فجاء خبر وذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه صلى الله عليه وسلم اخبره بما بلغه عنه من انه يصوم ولا يفطر وانه يقوم ولا ينام. فكان ما وجهه اليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في هذه القصة يقول عبدالله بن عمرو بن العاص قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا يا عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم محدث عبد الله بن عمرو بن العاص يا عبد الله الم اخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل يعني كثرة وتتابعا واستمرارا على هذا العمل. فقلت بلى يا رسول الله. اي الامر كما اخبرت من اني اصوم ولا افطر او اصوم كثيرا واقوم كثيرا ولا انام. قال صلى الله عليه وسلم فلا تفعل اي لا على هذا الطريق وعلى هذا السبيل لكن صم وافطر. اي اخلط الفطرة بالصوم. وقم ونم. اي اخلط القيامة بالنوم. ثم قال صلى الله عليه وسلم في علة هذا التوجيه فان لجسدك عليك حقا وان لعينك عليك حقا. وان لزوجك عليك حقا. وان لزورك عليك حقا لزورك اي لضيفك. لزائرك. وليس المقصود الزور الذي يطلق بعض الناس على بعض الجهاز الهضمي زور. الزور هنا المقصود به الضيف. وان لزورك عليك حقا ثم قال وان بحسبك ان تصوم كل شهر ثلاثة ايام. وان بحسبك ان يكفيك. و تبلغ الغاية في الصيام المشروع ان تصوم كل شهر ثلاثة ايام فان لك بكل حسنة عشر امثالها يعني الحسنة تتضاعف عشرة اضعاف فيكون بهذا اذا صام ثلاثة ايام من كل شهر كما لو صام الدهر كله ولذلك قال فان ذلك صيام الدهر المقصود بصيام الدهر الدهر المقصود به السنة الدهر المقصود به السنة وذلك انه اذا كان يصوم من كل شهر ثلاثة ايام واليوم بعشرة ايام فقد صام السنة كاملة لان كل شهر ثلاثة ايام تغني عن صيامه او تقابل وتكافئ صيامه كاملا فيكون بهذا قد صام دهر كله اي صام السنة كاملة. فالمقصود بالدار هنا السنة. يقول عبدالله ابن ابن عمرو رضي الله تعالى عنه فشددت فشدد علي اي شددت في طلب زيادة على هذا القدر الذي وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم بان طلب الزيادة في الصوم اكثر من ذلك. قلت يا رسول الله هذا بيان التشديد. قلت يا رسول الله اني اجد قوة ويرغب في الصوم فقال اني اجد قوة اي تزيد على ان اصوم ثلاثة ايام من الشهر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فصم صيام نبي الله داود هذا النهاية ولا في بعض روايات الحديث ذكر انه قال له صم يوما وافطر يومين. فقال اني اطيق اكثر من ذلك او افضل من ذلك. فقال صم يوما وافطر يوما. قال اني اطيق افظل من ذلك. قال الافضل من ذلك فليس وراء هذا ان هذا النمط وهذا النوع من الصيام ليس وراء هذا صيام افضل منه فهذا افضل الصيام واكمله واطيبه وهو صيام داوود ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فصم صيام نبي الله داوود عليه السلام ولا تزد عليه اي ولا تزد على هذه الصورة فان الزيادة عليه خروج عن الصراط المستقيم في في الصيام. قلت وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام؟ اي كيف كان صيامه؟ قال نصف الدهر. يعني شهر يعني شطر السنة فكان يصوم يوما ويفطر يوما. فكان عبد الله يقول بعد ما كبر. عبد الله مظى على هذا الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم وفاوض النبي صلى الله عليه وسلم عليه في الصوم فكان يصوم يوما ويفطر يوما مضى على هذا حتى كبر وهو ملازم هذه هذه السنة وهذا العمل ثم انه لما كبر وجد نوعا من المشقة في ان يصوم يوما وافطر يوما. لكنه كره ان يترك ما كان عليه زمن النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم يعني توسعته وهي وهي نافلة لكنه ما احب ان يبدل شيئا كلم فيه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال شددت فشدد علي. اي شددت في طلب اعلى بعد ان رخص لي النبي صلى الله عليه وسلم بالقدر الاقل فشدد عليه لما كبر وجد من نفسه شيئا من المشقة والعناء في ان يصوم يوما ويفطر يوما. ولقيت شخصا مرة في مناسبة فسلم ليجاس يعني الحديث عن الفطر او كان في وقت الفطر واذا به يفطر ولقيته مرة ثانية اذا به يفطر فقلت له ما شاء الله انت ما مناسبة هذا الصوم؟ قال انا منذ خمسة عشر سنة اصوم يوما وافطر يوما. يعني ما الله اعلم ما كنت اظن ان احدا يدوم هذا الوقت الطويل على هذا العمل. وهذا فضل الله لكن على كل حال من اطاق ذلك فهذا افضل الصيام. ولكن من كان له شغل او كان له عمل فلا ينبغي ان يقل ان ثلاثة ايام من كل شهر. اذا اراد العمل بالسنة فليصم ثلاثة ايام من كل شهر فان صيام ثلاثة ايام من كل شهر يدرك به فضيلة يسيرة واجرا عظيما وهو ان يكون كما لو صام الدهر كله اي صام السنة كاملة. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد الحديث عناية النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه فانه فاوظ عبدالله ابن ابن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنه في الصيام وفي من الفوائد حتى يخفف عنه. وفيه حتى يخفف عنه وفيه من الفوائد نقل العمل الصالح والاخبار به اذا كان في ذلك مصلحة فان اخبار النبي صلى الله عليه وسلم جاء من بعض اهل عبدالله لما رأوا منه كثرة صيام وصلاة وقراءة للقرآن وفيه من الفوائد ان النفوس قد تنشط في زمان وتكسل في زمان اخر فينبغي ان يراعي الانسان في ذلك ما لا يرهقه ولا يخرجه عن حد الوسط ولا يجعله ايه يجري على اصحاب الحقوق سواء فيما يتعلق بنفسه او فيما يتعلق بغيره ان لنفسك عليك حقا ولعينك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا وهذه حقوق منها يكون خاصا بالانسان نفسه ومنها ما يكون خاصا باهله ومنها ما يكون خاصا بضيفه. وفي كلها ينبغي ان يحرص على اداء الحقوق وحفظها فحفظ الحقوق تستقيم به الاحوال. وفيه من الفوائد رحمتها هذه الشريعة بالانسان فانها جاءت على نحو يتحقق به عبودية الرحمن دون وقوع في ما يعود على الانسان بالهلاك والعناء والمشقة. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ان جسدك عليك حقا وان لعينك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا وان لضيفك عليك حقا وان لزورك عليك حقا وفي من الفوائد ان الشريعة امرت باداء الحقوق على اكمل وجه. لم تخص في ذلك حقا دون حق بل امرت باداء الحقوق كلها وتكبيرها كلها حسب الطاقة والسعة. وهذا بالتأكيد لان الشريعة عدل. الله تعالى يقول ان الله يأمر ايش؟ بالعدل فاول ما ذكره الله من المأمورات العدل وهو اقل ما يجب ان يستمسك به الانسان في في حق نفسه وفي حق غيره في معاملة ربه وفي معاملة الخلق ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. العدل الذي جاءت به الشريعة يكتظي العدل مع النفس. والعدل مع الاهل والعدل مع الضيف والعدل مع كل ذي حق وفيه من الفوائد ان لنفس الانسان عليه حقا يجب ان يراعيه. وان يسعى في المحافظة عليه. فلا يجوز له ان يسعى في اتلاف نفسه واهلاكها والحاقها ما يضر بها فانه مؤتمن عليه حق النفس ان يحفظها. وان لا يوردها المهالك. لذلك الله ارحم بنا من انفسنا. الله ارحم بنا منا بانفسنا. الله ارحم بنا منا بانفسنا ولذلك قال الله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل ولا تقتلوا انفسكم. ان الله كان بكم ايش؟ رحيما. فهو ارحم بنا منا فرحمته بنا سبحانه وتعالى اعظم من رحمتنا نحن بانفسنا. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ان ان لجسدك عليك حقا وان ان لعينك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا. وفي من الفوائد ان النوافل ينهى عنها اذا كانت تفظي الى تظييع الحقوق. وهذا يلفت النظر الى انه ينبغي العناية بمعنى معرفة مراتب الاعمال فالاعمال ليست على مرتبة واحدة فمنها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب منها ما هو محرم ومنها ما هو مكروه فينبغي ان يعتني الانسان بمراتب العمل. فليس له ان يشتغل بنافلة تفضي الى تضييع حق. ولهذا لو كان العمل بالنافلة يؤدي الى مفسدة فانه ينهى عنها. ينهى عن هذه النافلة كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عمرو عن الصيام فقال صم وافطر وقم ونم وفيه من الفوائد مشروعية المحافظة على صيام ثلاثة ايام من كل شهر وان به يتحقق للانسان فظيلة صيام الدهر كله وفيه من الفوائد ان صيام داوود داوود عليه السلام ان صيام داوود عليه السلام شطر الدهر اي نصفه فكان يصوم يوما ويفطر يوما ان وفيه من الفوائد ان الانسان ينبغي له ان يحرص على العمل الذي يدوم. ويحمل من العمل ما يطيق فاحب الاعمال الى الله ادومه وان قل. فينبغي ان يحمل من العمل ما يظمن استمراريته وينبغي ان يسوس نفسه بما لا يكرهها بالعبادة ويثقل عليها طاعة الله عز وجل. لكن هذا لا يعني ان ان لا يجتهد في زمان فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره لانه فرصة آآ منحة من الله عز وجل وزمن فيه عطايا وهبات وحقه ان يسابق فيه الى رحمة الله ومغفرته وعطائه وحسن بلاءه هذه بعض الفوائد المتصلة بهذا الحديث ونستمع الى ما جاء من اسئلة ونستكمل ان شاء الله قراءة بعض الابواب بعد صلاة التراويح