لان العامة ايضا يدل دلالة ظنية والمؤول ايضا يدل دلالة ظنية فلا يريد به تعريفا ولا تقريبا يريد به تحديد رتبة الظاهر من حيث القوة قال ما دل دلالة ظنية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله المصطفى ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ائمة الهدى ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم واهتدى اما بعد هذا هو مجلسنا التاسع والعشرون بعون الله تعالى في مجالس شرح متن جمع الجوامع للامام تاج الدين بن السبكي رحمة الله عليه وهو مجلسنا قبل الاخير في دروس هذا العام بعون الله تعالى حتى نستأنف مع مطلع الدراسي العام القادم ان شاء الله فيبقى لنا درس اخير في الاسبوع المقبل باذن الله ننهي فيه دلالات الالفاظ مجلس الليلة بعون الله تعالى مجلس الليلة سنتناول فيه الظاهر والمؤول. فيما اورده المصنف رحمه الله ها هنا وهو درس موجز قصير نتناول فيه هذا الباب من دلالات الالفاظ وحتى نربط السابق باللاحق فانتبه معي رعاك الله ان المصنف رحمه الله جعل هذا الكتاب الاول من كتب هذا المتن في الدليل الاول من الادلة الشرعية وهو دليل الكتاب والحق به كل ما يتعلق بالنصوص الشرعية والفاظها من المباحث المتعلقة بها وسبقت الاشارة هناك الى انه صنيع جرى عليه بعض المصنفين في الحاق ابواب دلالات الالفاظ من الامر والنهي والعام والخاص والمطلق والمقيد وسائر تقسيمات الدلالات يرى بعضهم الحاقها باول موضع في كتب الاصول هو انسب بها واليق. واول موضع يناسبها هو الحديث عن دلالات القرآن. او عن دليل القرآن وما يتعلق به من مسائل ومنهم من يؤجل هذه المباحث الى ما بعد الفراغ من دليل السنة باعتبار ان هذه الابواب الدليلين معا الكتاب والسنة ولا مشاحة في هذا. فبعدما فرغ المصنف من ايراده ابواب العموم والخصوص. وابواب الامر والنهي وفرغنا اخيرا من المطلق مقيد انتقل الى هذا الباب او هذا الفصل وهو الظاهر والمؤول وسيأتينا في المجلس القادم ان شاء الله تعالى الحديث عن المجمل المبين فهذه فيما يتعلق بدلالات الالفاظ من حيث قوة اللفظ في الدلالة على المعنى من حيث وضوح المعنى المستنبط من اللفظ سبق تقسيمه الى مراتب اربعة فاقوى ما يكون اللفظ دلالة على المعنى وضوحا وظهورا وعدم اشتباه ولا الباس ولا اشكال فانه اصطلح على تسميته بدلالة النص وهو الدلالة التي لا اشكال فيها ولا اشتباه الاقل منه درجة ما يدل فيه اللفظ على معنى ظاهر متبادر قوي راجح لكن مع احتمال معنى اخر سواه اقل منه ظهورا اضعف منه احتمالا هو مرجوح في الدلالة. ويسمى هذا دلالة الظاهر هذا المعنى المرجوح في دلالة الظاهر متى وجد الدليل فحمل اللفظ عليه وغلب على الظاهر وتقوى بسبب القرائن والادلة التي جعلتنا نحمل اللفظ على هذا المعنى المرجوح وترك الراجح فان هذا يسمى تأويلا واللفظ ها هنا مؤول. وتبقى اخر هذه المراتب وهو القسم الرابع في دلالات الالفاظ هو المجمل الذي لا يتبين معنهم الا معناه من لفظه ويحتاج الى بيان من خارجه فاللفظ بهذه المثابة اذا مراتب اربعة من حيث اشتماله على المعنى ودلالته عليه فاقواها وضوحا النص يليه الظاهر يليه المؤول ويليه المجمل فالنص واضح لا اشتباه ولا الباس فيه والمجمل لا لا معنى واضحة له ولا دلالة عليه من لفظه فهذان طرفان يقع بينهما الظاهر والمؤول وهما مجلس الليلة اذا هما الدلالتان المتوسطتان الظاهر والمؤول ويزاوج بينهما الاصول عادة في الحديث باعتبار الاتصال الذي فهمته من العلاقة بينهما. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللسامعين. الظاهر والمؤول الظاهر ما دل دلالة ظنية والتأويل حمل الظاهر على المحتمل المرجوح. قال رحمه الله مبتدأ تعريفه لهذين اللفظين او هاتين الدلالتين الظاهر والمؤول. قال الظاهر ما دل دلالة ظنية. هذا القدر ليس تعريفا ولا حدا لهذا النوع من الدلالة ولا لهذا المصطلح وسبق بكم في دروس البلبل ان اوضح تعريف للظاهر واقله الفاظا وايسره عبارة قولهم في تعريفه ما احتمل معنيين فاكثر هو في احدها اظهر او ارجح او اشهر فاذا اللفظ متى احتمل اكثر من معنى لكنه في احد هذه المعاني هو اقرب في الدلالة عليه فان هذا يسمى ظاهرا يدخل في هذا رعاك الله كل الفاظ الحقيقة والمجاز. كل لفظ له دلالة حقيقية واخرى مجازية فالحقيقية عادة هي الظاهرة والمجازية هي المؤولة فلفظة اسد ولفظة لسان وبحر. هذه الفاظ الحقائق منها المعاني متبادرة البحر الماء الكثير الذي يغلب على اليابسة في الارض والقلم الة تستعمل للكتابة واللسان الجارحة في الفم التي يتكلم بها الانسان والاسد الحيوان المشهور المفترس وتستعمل في معاني اخر فيقال في الاسد ويراد به الرجل الشجاع البحر ويراد به الوفرة وكثرة العطاء في الكرم او في العلم او في المال ونحو هذا وكذلك اللسان فيقال لسان الحال فتحمل هذه الالفاظ على غير معانيها الظاهرة ولكن بقرائن فان حمل على المعنى المتبادر فهذا طاهر وان حمل على المعنى غير المتبادر المعنى المرجوح الذي يحتاج الى قرينة لحمله عليه فان هذا يسمى مؤول قال رحمه الله الظاهر ما دل دلالة ظنية لم يقصد التعريف رحمه الله لان هذا ليس تعريفا لكنه قصد بيان رتبة دلالة الظاهر فان دلالته ظنية ثم حتى هذا القدر لا يريد به الحسرة يعني لا يريد تقريب تعريف الظاهر بقوله ما دل دلالة ظنية طيب والمؤول ايضا ما دل دلالة ظنية فما الفرق بينهما يعني كل من الظاهر والمؤول يدل دلالة ظنية فما الفرق راجح ومرجوح. اذا اذا اردت ان اقول هنا الظاهر ما دل دلالة ظنية راجحة. ليخرج المؤول فانه ما دل دلالة ظنية مرجوحة. ويخرج النص لانه ما دل دلالة يقينية او قطعية. نعم. قال رحمه الله والتأويل حمل الظاهر الذي اتفقنا على شرحه وبيان مقصوده حمل اللفظ الظاهر في معناه على المحتمل المرجوح يعني على المعنى يحتمل المرجوح يعني وترك المعنى الراجح لما ترك المعنى الراجح؟ لقرينة بدليل. سؤال. اذا التأويل يتوقف على ماذا؟ على الدليل قرينا فان لم يكن دليل ولا قرين فالتأويل باطل وغير مقبول طيب ما المقصود هنا بالدليل او بالقرينة ها نعم الصارف لهذا اللفظ عن معناه الظاهر ما يساعدك على ان تحمل هذا اللفظ من ظاهره الى المعنى المرجوح هذا ما نسميه قرينا او ما نسميه دليلا قد يكون السياق فهو الذي يشعرك بالمعنى وقد يكون دليلا اخر مستقلا خارجا فبه فهمت المقصود في هذا الكلام. وقد يكون غير ذلك. والمقصود انه لا بد من وجود ما يساعدك على صرف هذا اللفظ عن ظاهره الى المعنى المرجوح والا ما صح ذلك. ومن هنا انتقل المصنف رحمه الله الى ذكر علاقة التأويل بالدليل وذكر اثر الدليل في صحة التأويل. نعم والتأويل حمل الظاهر على المحتمل المرجوح فان حمل لدليل فصحيح فان حمل ما هو الظاهر الذي سيكون مؤولا ان حمل على ماذا ان حمل على ماذا؟ على المعنى المرجوح لدليل نعم فصحيح فان حمل فان حمل لدليل فصحيح او لما يظن دليلا ففاسد اولى لشيء فلعب لا تأويل. طيب اذا كم مرتبة هذه؟ ثلاثة. وهذا من رشيق عبارات المصنف رحمه الله. يقول في التأويل ان حمل اللفظ لدليل يعني بسبب وجود دليل معتبر فهذا تأويل صحيح او وهذه المرتبة الثانية لما يظن دليلا يعني لما يظنه المؤول دليلا يعني وهو في الحقيقة ليس بدليل. فماذا نسمي هذا الصنيع تسميه تأويلا فاسدا اذا هو تأويل لكنه لما استخدم ما ليس بدليل دليلا جعل تأويله فاسدا قال رحمه الله في القسم الثالث اولى لشيء يعني ان حمل اللفظ على المعنى المرجوح لا لشيء لا لدليل يعني ليس بدليل صحيح ولا لما يظنه دليلا. اذا على ماذا؟ نقله على ماذا حمله على هوى على تخرصات وظنون هذا هوى ولذلك قال فلعب لا تأويل يعني هذا لا يصح ان يسمى تأويلا ولهذا امثلة فمن امثلة ذلك المشهورة كل التفسيرات الباطنية الاشارية التي تستخدم في نصوص الكتاب والسنة اصحاب الفرق الباطنية على اختلاف مذاهبهم لما يأتون لنصوص القرآن فانهم يحملون اللفظ على معاني بعيدة جدا دون ما اي قرينة لكنه حسب ما يبدو للمتكلم وحسب ما يريد ان يوجه اللفظ عليه ولهذا يبعدون تماما بالالفاظ عن السياق عن المعنى ولهم اسقاطات يريدون تحويلها قول موسى عليه السلام قال هي عصايا اهشوا بها اتوكأ بها واهش بها على غنمي ولي فيها مآرب اخرى ان يحمل على انه يريد قومه ويريد معجزة في الدلالات على ذلك وقول موسى عليه السلام ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة فيحملونها على معنى يراد به بعض الصحابة كلام عجيب لا للدلالة في السياق عليه محمل ولا لللفظ ذاته دلالة على حمله عليه. فهو كما قال المصنف فهذا لعب يعني هو اقل من ان تسميه تأويلا فاسدا. هو ليس تأويلا هو عبث بالنصوص اذا التأويل تأويلان صحيح وفاسد. واما الثالث فخارج عن قسمة التأويل لانه عبث كما قال التأويل الفاسد عندما يستعمل المؤول كما قلنا ما يظنه دليلا وهو ليس بدليل طيب هذا فاسد عندك او عند المؤول عندك انت لانه هو يظن التأويل الذي فعله يحتمله الدليل. لكن لما يظنه هو دليلا. اذا قضية الصحة والفساد هذي نحكم عليها بموجب ما نراه صحيحا في انظارنا او لما يبدو لنا او فيما يترجح عندنا وقد يكون في حقيقة الامر ليس كذلك عند من يؤول يعني يعتبره صحيحا وهو في الحقيقة فاسد ويعني اظهروا ما يمكن ان يمثل به هنا هو تأويلات نصوص الصفات في الكتاب والسنة. صفات الباري سبحانه وتعالى التي حملها من الطوائف المنتسبة الى الاسلام على معاني غير المعاني الظاهرة التي دل عليها اللفظ فهذا تأويل لما يظنونه دليلا وليس بدليل يعني ان يؤول قوله سبحانه وتعالى لما خلقت بيدي بمعنى بقدرتي وان يؤول قوله سبحانه وتعالى وجاء ربك يعني وجاء امر ربك وان يؤول قوله سبحانه وتعالى بل يداه مبسوطتان الى معنى اي فضله وعطاؤه وكرمه. وهكذا قل في سائر نصوص الصفات اولت ومثله في نصوص السنة قوله عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا الى السماء الدنيا بمعنى تنزل رحمته فهذا صرف لللفظ عن ظاهره. لهم في ذلك شبه ادلة وليست بادلة غالبها او مستندها في الانطلاق هي قواعد عقلية بما يتعلق بمسألة ما يصح نسبته من من الصفات الى الله سبحانه وتعالى وما لا يصح. فلما التزموا تلك القواعد رأوا انه بالضرورة يحتاجون الى تأويل هذه النصوص. فاذا هم اولوها وحملوها على غير ظاهرها لما يظنونه دليلا فهذا مثال لما لما لا يصح تأويله واما القسم الاول فهو التي تتجاذبها اجتهادات الفقهاء التأويلات. وسيأتي المصنف رحمه الله بعد قليل بجملة من الامثلة فيها تأويلات تتفاوت قربا وبعدا شدة وضعفا فيما يتعلق بقبول التأويل. بناء على الدليل الذي بني عليه هذا التأويل او ذاك اذا مراتب التأويل كما رأيت الان فاذا جئت الى التأويل الصحيح بمعنى ما بني على دليل لكنه قد يكون قويا وقد يكون ضعيفا تأمل معي نحن الان في التأويل نصرف اللفظ عن معناه الظاهر المتبادر. المعنى القريب نتركه ونذهب الى المعنى بلاش نقول البعير قد يكون قريب بعده مباشرة فلما تترك المعنى الظاهر المتبادر الى ما يليه. قد يكون هذا المعنى الذي ستذهب اليه. قريبا من المعنى الظاهر وقد يكون بعيدا جدا وها هنا يتوقف قوة الدليل الذي ستبني عليه التأويل. فكلما كان المعنى المراد حمل اللفظ عليه ابعد احتجنا الى دليل اقوى وكلما كان المعنى اقرب كان الدليل ايسر وكلما كان بينهما كان الدليل بحسبه. فاذا كلما ابتعد المعنى الذي تريد حمل ظاهر اللفظ حمل اللفظ عليه وترك الظاهر فانك تحتاج الى قرائب وادلة تساعد على البعد في المعنى والوصول الى تلك الجهة. وكلما كان اقرب الى اللفظي كان الامر ايسر