ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهدني الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فقال رحمه الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا اي شهادة اقروا بها وتوحيدا اي افرادا لله تعالى بهذه الشهادة فلا يشركه معه غيره فيها واشهد ان محمدا عبده ورسوله عبد الله ورسوله عبده المصطفى ورسوله المجتبى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا فصلى على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والصلاة عليه هي الثناء عليه صلى الله عليه وسلم واظهار فضله وشرفه تكريمه وتقريبه. هكذا ذكر اهل العلم في تفسير الصلاة وعمدتهم في ذلك ما رواه البخاري عن ابي العالية ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الثناء عليه في الملأ الاعلى وتناقل العلماء هذه الكلمة وتلقوها بالقبول من ابي العالية وهي ظاهر اختيار البخاري في بيان معنى الصلاة وذهب جماعة من العلماء الى ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم امر اكثر من اظهار من الثناء عليه في الملأ الاعلى وذكره في الملأ الاعلى. وقالوا ان الصلاة هي ارادة هي خير كثير يمنحه الله تعالى رسوله ويهبه لرسوله وليس فقط الثناء عليه وهذا المعنى جيد لا سيما وان ما ذكره بالعالية يحتاج الى توقيف وابو العالية ليس من الصحابة حتى نقول ان قوله بمنزلة كلام النبي صلى الله عليه وسلم اي انه له حكم الرفع فهو قول تابعي ولا آآ يبلغ ذلك ان يكون آآ اجتهادا منه لا يبلغ ذلك ان يكون اجتهادا منه رضي الله عنه في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا القول الاخير هو ما اختاره شيخنا محمد ابن عثيمين رحمه الله. وان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الدعاء له بالخير الكثير ومن ذلك ما ذكره ابو العالية وهو الثناء عليه في الملأ الاعلى. ثم بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله من هذه المقدمة التي تضمنت حمد الله والثناء عليه والشهادة لله بالالهية وللنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة انتقل الى آآ صلب ما يريد كتابته فيبين وما يريد بيانه من العقيدة فقال اما بعد هذه الكلمة يؤتى بها للفصل بين المقدمة والمقصود من الكتاب او المقدمة والمقصود من الخطاب فهي تقال في الكتب وتقال في الخطب وقد قال بعض اهل العلم انه يؤتى بها للانتقال من اسلوب الى اسلوب لكن هذا ليس عليه شاهد ولا له دليل في كلام العرب. الجاري في كلام العرب ان اما بعد يؤتى بها للفصل بين مقدمة الخطاب ومقصوده او مقدمة الكتاب ومقصوده هذه الكلمة يؤتى بها لهذا الغرض ايذانا بالشروع في المقصود. ايذانا بالشروع في المقصود وهي آآ متكونة من من فعل شرط وجوابه ما بعده. ولذلك اما بعد تقديرها كما قال غيره من النحويين آآ مهما يكن من شيء فهذا اعتقاد الفرقة الناجية سيقدرون قوله اما بعد باسم وفعل آآ يمثل آآ فعلا يمثل جملة شرطية اما بعد مهما يكن من شيء فهذا اعتقاد اهل السنة والجماعة ولذلك الغالب في الجملة التي تأتي بعد اما بعد اقتراب بالفعل الواقعة في جواب الشرط ويأتي قليلا ما بعدها عاريا عن الفاء لكنه ليس بالاصل. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم اما بعد اما بعد ما بال رجال يفعلون كذا وكذا في بعض روايات الصحيح. فلم يقل اما بعد فما بال لكن الغالب ان يأتي ان تأتي مقترنة. اطلنا الكلام في بعض هذه المقدمات لان الطالب يحتاجها في جميع ما يمر عليه من المتون لانها تتكرر فاستحضارها وكونها قريبة من يعرف ما المقصود منها يسهل عليه. رحمه الله قال فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. هذا المشار اليه ما تظمنته هذه العقيدة فهو اشارة الى موجود بعد الكتابة والى مزور ومتخيل في الذهن قبل الكتابة اعتقاد اعتقاد مأخوذة من عقد او اعتقد وهو في الاصل جزم القلب وتصديقه يثمر قلبي وتصديقه والاعتقاد غالب اطلاقاته يكون على الامر المتيقن الذي لا ريب فيه ولا تردد وقد يقال الاعتقاد على الامر المظنون وقد اختلف اهل العلم هل يصوغ اطلاق الاعتقاد على الذريات ام لا يسوق فمنهم من قال انه لا يطلق هذا الا في ما هو مقطوع ومعلوم يقينا لان الاعتقاد جزم القلب ويقينه ومنهم من قال ان الاعتقاد يطلق ويقال فيها ما ليس مجزوما به بل هو ما بل ما هو مظنون وما يغلب على الظن اعتقاده وهذا المعنى الثاني هو الصحيح ان الاعتقاد يطلق على المتيقن المسجون به ويطلق على ما لم يتمكن الانسان فيه من اليقين فيكتفي بغلبة الظن لان الشريعة جاءت باعمال واعتبار غلبة الظن فيما يتعذر فيه اليقين وليس كل مسائل الاعتقاد على حد سواء في اليقين بل هي متفاوتة فمنها ما هو واضح وجلي ولا ريبته مثلا ذكره الله في القرآن في سبعة مواضع وجاء وجاءت الادلة عليه العلو ثابت ثبوتا لا يمكن ان يتردد فيه مؤمن لكن في بعض مسائل الاعتقاد كاثبات الساق لله تعالى على سبيل المثال ليس ثبوت هذا كثبوت ذاك وليس جزم القلب هذا هذه الصفة اللي هي صفة العلو كجزمه بصفة الساق لله تعالى فاذا الاعتقاد يشمل ما هو يقين ويشمل ما هو ظن وهذا هو الصحيح الذي اشار اليه شيخ الاسلام رحمه الله وغيره من اهل العلم ان الاعتقاد يكون فيما هو مجزوم متيقن وفيما هو غالب على الظن. يقول رحمه الله فهذا اعتقاد الفرقة الناشئة الفرقة طائفة الجماعة ووصفها بالنجا لما جاء من غير طريق عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم عن ابي هريرة وابي سعيد وعمرو بن عوف وعوف بن مالك آآ انس ومعاوية وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم آآ جاء عنهم قول النبي صلى الله عليه وسلم وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة كلها في النار الا واحدة وهذا يدل على ان وسط الفرقة بالنجا لنجاتها من النار. لقوله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كلها في النار الا واحدة. وهذا النجا يضمن لها نجاة من النار يضمن لها النجاة من الضلال في الدنيا. ولذلك هي ناجية لامرين لنجاتها من الشبه والضلال والانحرافات في الدنيا سواء كانت انحرافات اعتقادية او انحرافات عملية كله مما نجى الله سبحانه وتعالى هذه الفرقة منها فلما كانت ناجية من ضلالات القول والعقد والعمل في الدنيا فهي ناجية ايضا من النار في الاخرة فقوله رحمه الله الفرقة الناجية مستند الى هذا الحديث حديث الحديث المشهور المروي في المسانيد والسنن والصحاح وهو حديث صحيح ستفتح وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قال رحمه الله المنصورة فوصف هذه الفرقة بانها منصورة وهذا قد جاء به الحديث من حديث معاوية ابن ابي من حديث آآ معاوية اه ابن قرة اه ابن ياس عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة وفي رواية منصورين حتى يأتي امر الله. روى ذلك الترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه وهو باسناد اه صحيح هذا الحديث اسناده صحيح فهذا الوصف ثابت لهذه الفرقة وانها فرقة منصورة آآ ونصرها هو معنى ظهورها كما في الحديث الذي رواه البخاري من حديث إسماعيل عن قيس عن المغيرة وكذلك في حديث أبي الزبير عند مسلم عن جابر وعن ثوبان وعن معاوية بن ابي سفيان كل هذه الاحاديث فيها الاخبار بانه لا تزال طائفة من امة الاسلام على الحق ظاهرة والظهور هو النصر فلو لم تأتي هذه الرواية رواية معاوية ابن الياس ابن معاوية ابن الياس ابن معاوية ابن قرة ابن ياس عن ابيه لكانت كافية تلك اه الروايات في اثبات الظهور والنصر لهذه الامة يقول رحمه الله الى قيام الساعة هي ناجية وهي منصورة الى قيام الساعة اي الى ان يأذن الله تعالى بقبض ارواح المؤمنين فلا يبقى على الارض من يقول الله الله كما في صحيح الامام مسلم ثبات هذه الامة على الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم ما دام هناك من يعبد الله تعالى ويرغب اليه. وادلة هذا لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين. بل ان دليل ذلك من القرآن في قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون هذا دليل على انه لا تزال طائفة من امة الاسلام على الحق لان الله جل وعلا قال انا نحن نزلنا الذكر وهو القرآن ويدخل فيه بيانه وهو السنة النبوية انا نحن نزلنا بك وانا له لحافظون والحفظ للقرآن لا يمكن ان يكون لالفاظه فقط بل هو حفظ لالفاظه وحفظ لحملته العاملين بها الداعين اليه وهذه بشارة تصدق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. بل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم يبين معنى الحفظ المذكور في هذه الاية وانه حفظ لهذا الكتاب لالفاظه ومعانيه ومن يقوم به ويحمله ويدعو اليه لانه لا ينفع ان القرآن محفوظا بالفاظه وقد غابت معانيه عن امة الاسلام. ولا ينفع ان يكون القرآن محفوظا ومعانيه في الكتب وليس هناك من يقوم به ويعمل فقوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. دليل على ما ذكر المؤلف رحمه الله من اه وصف هذه الامة اه وصف هذه الفرقة بانها منصورة الى قيام الساعة ثم قال اهل السنة والجماعة هذا التمييز والتخصيص لهذه الفرقة حتى تتميز عن سائر الفرق المدعية للنجاة والمدعية للحق والنصر فان الزرق التي تدعي النجاة وتدعي آآ النصر كثيرة بل كل فريق من الفرق وكل اصحاب قول من الاقوال فاصحاب المقالات على اختلاف اقوالهم واصحاب الطرق على اختلاف طرقهم كلهم يدعي انه على الحق والهدى فكل يدعي وصلا بليلة وليلة لا تقر لهم بذاك فلا بد من التحرير ولذلك حرر المؤلف رحمه الله من هي الفرقة الناجية المنصورة؟ فقال هم اهل السنة والجماعة. واحسن رحمه الله حيث انتخب هذين الوصفين الذين جاء بهما الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم. فوصف السنة جاء في حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه. وفي حديث آآ وصف السنة جاء في حديث آآ عبد الله بن عمرو وفي حديث انس فان النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله الصحابة عن هذه الفرقة من هي؟ قال هم من على من هم على مثل ما انا عليه واصحابه. هم من على هم من على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. وجاء ذلك في الترمذي في غيره لكن هذا الحديث فيه ضعف فانه من رواية عبدالرحمن بن زياد الافريقي وهو ممن تكلم فيه اهل العلم فهذه رواية ضعيفة بعضهم قواها بمجاعة عن انس. فجعلها في مرتبة الحسن لكن على كل حال لو لم تأتي هذه آآ الرواية التي من كانوا من هم اهل النجاة لكان في قول الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر كفاية ولكان قول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله كافيا في اثبات هذا الوصف لكن العلماء طلبوا ذلك نصا من قول النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا رواية عبد الله بن عمرو ورواية انس رضي الله عنهما اما وصفها بالجماعة فجاء من حديث معاوية بن ابي سفيان ومن حديث انس ايضا رضي الله عنهم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هي الجماعة يد الله على الجماعة. وهذه الرواية رواية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي بيان سبب وصف هذه الفرقة بالجماعة في اخر اخر ما ذكره المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة المباركة كذلك سبب وصف هذه الفرقة بان اهل السنة سيأتي بيان وتوضيحه في كلام المؤلف في اخر الرسالة لكن اختصارا اهل السنة لانهم يعتصمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فليس لهم متبوع يتعصبون له غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لهم امام يأتسون به ويقتدون به الا الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم. واما وصفهم بالجماعة فلانهم اهل ائتلاف واجتماع يجتمعون على الحق كما قال الله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فهم اهل اجتماع قال الله تعالى ولا تكونوا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا فنهى الله تعالى اهل الاسلام على التفرق فهذه الفرقة اهل اجتماع وائتلاف. اجتماع على الحق واجتماع على الهدى ليس فيها اختلاف والافتراق يأتي مزيد بيان في اخر ما ذكره المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة. كما انهم سموا بهذا الاسم لانهم يعتدون ويعتبرون بالاجماع. خلافا الطوائف والفرق الاخرى فانهم لا يعتبرون الاجماع ولو اعتبروه لما اعتبروا الا اجماع اهل الكلام ولم يعتبروا اجماع علماء الاسلام من آآ اصحاب القرون المفضلة الصحابة والتابعين. واما اهل هذه الطريق اهل السنة والجماعة فانهم يعتبرون الجماع ويعدون لو اصلا يصدرون عنه قال الله تعالى ومن يتبع غير سبيل المؤمنين ومن يتبع ومن يشغل الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصبه جهنم وساءت مصير ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعد هذا اه التعريف للعقيدة التي سيشرحها ويبينها بين رحمه الله الايمان المجمل الذي يجب على كل احد ان يقر به وهذا الايمان جاء بيان في حديث ابن عمر حديث عمر رضي الله عنه في مجيء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن الايمان قال ان الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره كره فهذه الاصول لا يتم ايمان احد الا اذا اقر بها عقدا ونطقا. والاقرار بها يسمى المجمل وعندنا الايمان يقسمه العلماء رحمهم الله الى قسمين ايمان مجمل وايمان مفصل الايمان المجمل هو ما تضمنه حديث جبريل من الايمان بالله ان يؤمن بالله وذلك يتضمن الايمان بربوبيته والهيته واسماء صفاته على وجه الاجمال الايمان بالرسل الايمان بالكتب الايمان بالملائكة الايمان اليوم الاخر الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره هذا هو الايمان المجمل الذي يجب على كل احد اما الايمان المفصل فهو تفاصيل ما جاء به الخبر عن الله وعن رسوله في الايمان بالله كالامام باستوائه الايمان بعلوه الايمان آآ بسائر ما اخبر الله به من الاسماء والصفات والافعال الجميلة له جل وعلا هذا كله تفصيل للايمان المجمل. الايمان بالملائكة. الايمان بجبريل الايمان اسرافيل الايمان بما ميكائيل وغيره من الرسل هذا ايمان مفصل هذا ايمان مفصل الايمان بالرسل كذلك فيه اجمال وتفصيل اذا امن العبد ان الله بعث رسلا يدعون الى الحق والهدى هذا امام مجمل لكن اذا امن بنوح وابراهيم وموسى على وجه التعيين هذا ايمان مفصل. فالواجب والاصل الذي ينطلق منه الايمان هو الايمان المجمل الذي لا يعذر احد بتركه. فلو ان احدا ما علم بنبي اسمه موسى هل يقدح هذا في ايمانه اذا كان قد امن بان الله بعث رسلا تجب طاعتهم ويجب اتباعهم؟ دعوا الى التوحيد وحذروا من الشرك. هل هذا يخرب ايمانه طب لا ايمانه ثابت ولكن يكمل الايمان ويرتفع آآ ميزانه ويعلو معياره في قلب العبد باي شيء في الايمان يعني المفصل فبقدر ما يكون مع الانسان من الايمان المفصل بقدر ما يكون معه من الايمان التام الكامل وسيأتي تفصيل هذا في مبحث الايمان اذا الايمان المجمل هو الايمان بهذه الجمل العامة التي آآ لا يصح ايمان احد الا بها. واما الايمان مفصل فهو ما تحت كل اصل من هذه الاصول من التفاصيل التي جاء بها الخبر عن الله والخبر عن رسوله صلى الله عليه وسلم. وينبغي ان يعلم في بداية دراستنا لهذه العقيدة ان جميع العقائد المؤلفة في غالبها تدور في بيان ما يجب الايمان به على هذه الاصول الستة. وتأمل كل المؤلفات في الاعتقاد تجدها آآ دائرة على تقرير الايمان بالله الايمان بملائكته الايمان بكتبه الايمان برسله الايمان باليوم الاخر الايمان بالقضاء بالقضاء والقدر خيره وشأنه يقول رحمه الله وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. آآ هذا هو عقد اهل اهل السنة والجماعة اجمالا الايمان بالله ما هو الايمان الايمان سيأتي تفصيل البيان وانه قول وعمل لكن المعنى العام الذي ينبغي ان لا يغيب عنك في اه تعريف الايمان انه عمل قلبي يستلزم الخضوع والانقياد وهذا اجود تعريف مجمل للايمان يتبين به ما هو الايمان لان من الناس من ابواب الايمان التصديق منهم من يقول ايمان الاقرار لكن هذا سند توضيحا وبيانا لمعنى الايمان على وجه الكمال فقال هو عمل القلب المستلزم للاقرار والخضوع او للخضوع والانقياد وعرفه جماعة من العلماء بانه بان الايمان هو آآ الاقرار المستلزم للاذعان والقبول للاذعان للاحكام والقبول للاخبار وهذا في كلام شيخ الاسلام رحمه الله في مواضع عديدة من مؤلفاته الايمان بالله ذكرنا في الجملة انه ان الايمان بالله اصوله ايمان ايمان بربوبيته ايمان باسمائه وصفاته بالهيته. هل نحتاج الى بيان انواع التوحيد هذي على وجه الاجمال التوحيد توحيد الربوبية هو ان تؤمن بانه لا فاعل حقيقة الا الله تعالى ويمكن ان نقول هو افراد الله تعالى بالخلق والملك والرزق والتدبير هذي اصول الايمان بربوبية الله تعالى. من جمعها في قلبه فقد فاتم الامام بربوية الله تعالى فلا خالق الا الله ولا رازق الا الله ولا مدبر الا الله ولا مالك الا الله. دليل ان توحيد الربوبية يعود الى هذه الاصول الاربعة قول الله تعالى قل من يرزقكم من السماوات والارض. امن يملك السمع والابصار. ومن يخرج الحي من الميت. ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر فسيقولون الله ما الذي سيقول الله المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم الذين احتج عليهم بتوحيد الربوبية للاقرار بتوحيد الالهية. هذه الاصول الاربعة ليس هناك اية في القرآن تجمع هذه الاصول الا هذه الاية التي في سورة يونس واذا تأملت ما ذكر الله فيها وجدت ان المذكور فيها هو ايش هو اثبات الخلق لله تعالى اثبات الملك اثبات الرزق اثبات التدبير. طيب اه اما التوحيد الالهية فهو افراد الله تعالى بالعبادة. واما توحيد الاسماء والصفات فهو افراد الله تعالى بما يستحقه من من الكمال في اسمائه وصفاته. اثبات ما اثبته سيأتي تفصيل هذا توحيد الاسماء والصفات تأتي التفصيل في كلام المؤلف رحمه الله. قال وملائكته الايمان بالملائكة الايمان المجمل ان تؤمن بان بان لله تعالى ملائكة وان انهم خلق خلقه الله تعالى من نور وانهم احياء ناطقون وانه لا يحصي عددهم الى الله تعالى ولهم من الاحوال والقدرات والمكن ما ليس لغيرهم من الخلق. وآآ يجب اعتقاد انهم خلق اذلاء مدللون لله تعالى آآ لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. ومن الايمان بالملائكة الايمان بمن اخبر الله تعالى آآ عنهم بمن اخبر الله تعالى عنه تعيينا كجبريل واسرافيل وميكائيل سواء في الكتاب او في السنة الايمان بالكتب فالايمان بالكتب يتضمن الايمان بان لله كتبا انزلها. وان الله تعالى ما بعث رسولا الا وانزل معه كتابا وان جميع كتب الله تعالى قد تكلم بها. وسيأتينا تفصيل هذا في كلام المؤلف رحمه الله الايمان بالرسل ان تؤمن بان الله تعالى بعث رسلا فتؤمن بكل رسول او نبي ارسله الله تعالى وبمن سمى الله تعالى منهم في كتابه سماهم رسوله رسوله صلى الله عليه وسلم وتؤمن ان هؤلاء الرسل جاءوا بالهدى ودين الحق وانهم دعوا الناس الى التوحيد ودعوا آآ وحذروا الناس من الشرك هذا ينتظمهم جميعا تؤمن بمن؟ جاء على وجه التعيين في الكتاب والسنة كما ذكرنا لكن رسول لكن رسولنا الله عليه وسلم يختص بامر لابد من اعتقاده فيه وهو عموم رسالته صلى الله عليه وسلم. فلا يصح ايمان احد بالرسل ولا الرسول الا اذا اعتقد عموم رسالته صلى الله عليه وسلم. وانما نحتاج الى هذا لما حصل من اشتباه واضطراب. في افهم الناس فظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ ليس رسولا لكل الخلق فاليهود يسعهم ما هم عليه والنصارى يسعهم مع ما هم عليه هذا خلاف ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله واجمع عليه سلف الامة وعلماؤها ان ان النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث الى عامة الورى الى عامة الخلق وكافة الورى. لا يجوز لاحد ان يتخلف عن دينه ولا ان يخرج عن هديه. قال الله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. وقال الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. وقال الله جل وعلا اه وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا. كل هذه الادلة تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث الى عامة الناس. كما ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيما رواه الامام مسلم وخالد بن حجاج البخاري ومسلم من حديث جابر انه انه اعطي خمسا لم يعطهن احد قبله ومنها ان بعثته عامة بعثت الى الناس عامة وكان النبي يبعث في قومه خاصة. وروى عمرو وروى البخاري وروى مسلم من حديث عمر آآ عن ابي يونس عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده وهذا قسم لا يسمع بي احد من هذه الامة والامة هنا امة الدعوة فيشمل كل من بعث في النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع باحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي او ثم لا يؤمن بما ارسلت به الا ادخله الله النار. وهذا يدل على عموم الرسالة. آآ يأتي بحث هل من هل من الانبياء نساء او لا؟ هذا بحث ذكره العلماء والصحيح الذي عليه الجماهير انه ليس في الانبياء والرسل اه نساء وليس ايظا من الانبياء اه ليس من الجن انبياء وهذه مسائل تبحث في مبحث الرسل والمؤلف رحمه الله لم يبحث لم يتكلم عنها في هذه الرسالة لكن ذكرناها من باب بيان ما يندرج تحت الامام بالرسل. اه اما اه خامس ما ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الامام المجمل فهو الايمان باليوم الاخر وقال المؤلف فيه والبعث بعد الموت وضابط هذا الايمان هو الايمان بكل ما اخبر الله به ورسوله مما يكون بعد الموت وقد فسر المؤلف رحمه الله في هذا تفصيلا جيدا فنرجع الكلام على هذا النوع من او هذا الاصل من اصول الايمان الى حين مجيئه في كلام المؤلف رحمه الله. السادس من اصول الايمان الايمان بالقدر. وسيأتي تفصيله ايضا في كلام المؤلف رحمه الله ومعنى القدر وما يتعلق به. ثم بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله من هذه المقدمة لتمثل القاعدة والاصل الذي يدور عليه البحث في هذه الرسالة والذي لا يمكن ان يقر ايمان احد ولا يستقيم له عقد ايمان الا بهذه الاصول انطلق رحمه الله الى قال ما الذي يجب من الايمان في بعض هذه الاصول المذكورة؟ آآ انفا. وما ذكره المؤلف رحمه الله ذكر شيئا مما يتعلق الايمان بالله لا سيما فيما يتعلق باسمائه وصفاته. ذكر شيء مما يتعلق بالايمان بالقدر. ذكر شيئا مما يتعلق الايمان نفسه. ذكر ما تعلق في اليوم الاخر ذكر شيء مما يتعلق بالايمان بالرسل وهو ما يتعلق بالصحابة والكرامات. ذكر شيئا عاما مما يتعلق بالمنهج العام الذي يثمره هذا الايمان الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وهو ما يمثل المنهج العملي السلوكي لاهل السنة وهذا في اخر فصل ذكره المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة ابتدأ فيما يتعلق بالايمان المفصل بالايمان آآ بالله تعالى فقال رحمه الله ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه نقتصر على هذا من الوقت حال ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم