فكأنه يقول لا تترك مني شيئا الا احطته بمغفرتك وعفوك ولذلك تجد في اول ما ذكر من الاحاديث اللهم اللهم اغفر لي ذنبي كله هذا على وجه العموم يكفي بذكر ثم انه تجهز من المدينة لفتح خيبر وفي اواخر وفي اواخر غزاة خيبر قدم عليه ابو موسى اشعريون رضي الله عنهم وفي تلك المدة اسلم ابو هريرة رضي الله عنه نعم وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وعلانيته وسره واوله واخره نعم. وثبت عنه في الصحيحين انه كان يقول بين التكبير والقران. اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما حتى بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد وثبت ايضا في صحيح مسلم انه كان يقول نحو هذا الدعاء اذا رفع رأسه من الركوع بعد التسميع التحميد بعد ان يقول. من التفريق اللي ذكرناه اغلبي فلا يشكل عليك انه قال اللهم باعد بيني وبين خطاياي وقولي في الحديث السابق اللهم اغفر لي ذنبي كله لا يشكل عليك لانه لكل قاعدة استثناءات لكل قاعدة استثناءات لكن هذا هو الغالب بالنظر الى ما ذكر من الادعية مفتتحا بذكر الالهية وبين ما ذكر من الادعية مفتتحا بالربوبية نعم اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد. لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منك الجد وثبت عنه في الصحيحين عن ابي موسى رضي الله عنه انه كان يقول في دعائه اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري وما انت اعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي. وخطئي وعمدي كل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت به مني انت المقدم وانت المؤخر وانت على كل شيء قدير الله في مقام الاستغفار والتوبة يأتي التفصيل والاسهاب خلافا لغيره من المقامات فانها مبنية على قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واجملوا في الطلب في مقام سؤال المغفرة يأتي التفصيل وذلك لشدة حاجة الانسان الى مغفرة ربه الذنوب وطلب المغفرة منها لكن انظر الى التفصيل دقه وجله يعني صغيره وكبيره دقه وجله وعلانيته وسره واوله واخره. ثم ايضا في الحديث الثاني اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي اسرافي في امري وما انت اعلم به مني اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي تفصيل اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت يعني هذا التفصيل والاسهاب يحقق به الداعي معنى العبودية يحقق به افتقاره الى مغفرة الله عز وجل وانه لا قوام له ولا نجاة له ان لم يحطه الله عز وجل برحمته ومغفرته وهذا السر في هذا الاطناب والتطويل الذي يخرج على المعتاد في ادعية النبي صلى الله عليه وسلم التي مبناها على الاجمال في الطلب نعم وثبت عنه في الصحيحين انه كان يقول في دعائه بالليل اللهم لك الحمد انت رب السماوات والارض فيهن ولك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السماوات والارظ ومن فيهن. انت الحق وقولك الحق. الله اكبر. ووعدك الحق ولقاؤك حق. والجنة حق نار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. اللهم لك اسلم. وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت. انت الهي لا اله الا انت. الله اكبر. الله اكبر هذا يبين لنا عظم هذا المطلوب فكل هذا الثناء والتمجيد والوصف لرب العالمين مذيل بسؤال اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت يدل على عظم هذه المسألة وانها مسألة عظيمة ينبغي للمرء الا تخطئ لسانه وان لا يغفل عنها لشدة حاجته اليها فما هذا التوسل العظيم الطويل المتظمن اثبات اصول الدين واصول الكمال لرب العالمين يعني تضمن اثبات اصول الكمال للرب جل وعلا واصول وتضمن اثبات ما تعبد الله به الخلق من الايمان به والايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ثم تسليم تمام التسليم وتمام تحقيق العبودية لله عز وجل بالعمل في قوله اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انا وبك خاصمت واليك حاكمت تأتي المسألة. اذا توسل لله عز وجل بصفاته. توسل لله عز وجل بالاقرار بشرعه وهو الايمان. التوسل اليه سبحانه وتعالى بالعمل الصالح كل ذلك لاجل اي شيء لسؤال المغفرة اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت ثم بعد ذلك عودة للتوسل انت الهي لا اله الا انت ويا اخواني هذه الاذكار لا تثمر طلاح في القلب واستقامة في الحال وزيادة وزيادة في الايمان الا اذا عقل الانسان معناها فقول اللسان لا يغني اذا كان القلب مغيبا ولذلك ينبغي للمؤمن ان يعتني بفهم هذه المعاني واستحضارها وتأملها ينبغي له ان ينظر فيها وان يتأمل معانيها لان في ذلك تحقيق لمقصودها وفيها خير يعني وفي ذلك خير كبير للانسان اذا عود نفسه عليه نعم وثبت عنه في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها لكن لا ننسى ما نحن فيه من ايش؟ ايش مقصود من سياق هذا اثبات ان سؤال المغفرة واثبات ظلم النفس واثبات الذنب لا ينافي درجة النبوة فضلا عن عن من دونها من من الدرجات الصديقية غيرها من من درجات الصالحين نعم وثبت عنه في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها انه كان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن ان يمتثل ما امر به في قوله فسبح بحمد ربك استغفر انه كان توابا كما امتثل بتلك الادعية ماء كما امتثل بتلك الادعية ما امره به في قوله فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمدك وسبح بحمد ربك بالعشي بالعشي والابكار فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وهذا الدعاء الذي ذكرته عائشة عدى نزول قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فانه قد ثبت في الصحيح ان سورة اذا جاء نصر الله والفتح اخر سورة انزلت وايضا فابو موسى الاشعري وابو هريرة رضي الله عنهما انما صحباه بعد نزول قوله ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فان هذه الاية قد ثبت في الصحيح انها نزلت عام الحديبية. لما بايعه الصحابة بيعة الرضوان تحت جرى وانصرف وقد خالت اصحابه كآبة وحزن. لرجوعهم ولم يتموا العمرة التي خرجوا لها قد صالحوا المشركين لما ان في ظاهره غضاضة عليهم حتى كرهه كثيرا منهم. وجرت فيه فانزل الله سورة الفتح بنصرته من الحديبية. وهو في الطريق قبل وصوله الى المدينة ولما انزل الله هذه الاية ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال له الناس يا رسول الله هذا لك فما لنا؟ فانزل الله تعالى هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ايمانا مع ايمانهم وفي هذا رد على طائفة من الناس كبعض المصنفين في السير وفي مسألة العصمة. يقولون في قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وهو ذنب ادم وما تأخر ذنب امته يعني لا ينسبون الذنب الى النبي صلى الله عليه وسلم لا ما تقدم ولا ما تأخر انما ينسبونه لغيره وهذا من غلوهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ان يحمل القرآن وان يفسر بهذه الظنون الكاذبة التي لا تستند على نصوص ثابتة وهي تخالف الظواهر المتبادرة من النصوص بل الواجب اثبات ما اثبته الله رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم بربه واعلم بنفسه من هؤلاء والله عز وجل يقول له ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما ذنبه في معصية ادم وما ذنبه في معصية امته ليس عليه ذنب في ذلك بل هو تحميل له ما لا يحتمل والله عز وجل قال ولا تزر وازرة وزر اخرى كل نفس بما كسبت رهينة فلا يجوز تفسير الاية بهذا بوجه من الوجوه لكن هؤلاء حملهم على هذا التأويل الباطل ما اعتقدوه من من استحالة وقوع الذنب من النبي صلى الله عليه وسلم فحملوا ما هو نظير هذا هذه المحامل البعيدة اما ان يحملوه على ذنب ادم او ذنب الامة او ان احسنوا في المخرج قالوا هذا تعليما لامته هذا انما هو لتعليم الامة والا فانه لا ذنب له ولا ظلم منه لنفسه صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ رحمه الله في مناقشة هذا فان هذا القول فان هذا القول وان كان لم يقله احد من الصحابة والتابعين ولا ائمة المسلمين. ولا يقوله من يعقل ما فيقول فقد قاله طائفة من المتأخرين. رد عليه من ثلاثة اوجه ان هذا لم يقوله احد من الصحابة ولا من التابعين ولا من من ائمة المسلمين بعد القرون المفضلة كما انه يرده العقل فقال ولا يقوله من يعقل ما يقول فهو مردود نقلا لانه لم ينقل ومردود عقلا. فلا يشهد له نقل ولا عقل بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله ويظن بعض الجهال ان هذا معنى شريف. وهو كذب على الله تحريف للكلم عن مواضعه فانه قد ثبت في الصحاح في احاديث الشفاعة ان الناس يوم القيامة يأتون ادم يطلبون منه الشفاعة اليهم ويقول اني نهيت عن الشجرة فاكلت منها نفسي نفسي. ويأتون نبيا بعد نبي الا ان يأتوا المسيح فيقول ائتوا محمدا فانه عبد قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما فتأخر فلو كان ما تقدم هو ذنب ادم لم يعتذر ادم. لانه قد غفر له وايضا فلما نزلت الاية قالت الصحابة هذا لك فما لنا؟ فانزل الله هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين فلو كان ما تأخر مغفرة ذنوبهم لقال هذه لكم وايضا فقد قال تعالى واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ففرق بينما اضاف اليه وما يضاف الى المؤمنين والمؤمنات وايضا فاضافة ذنب غيره اليه امر لا يصلح في حق احد الناس. فكيف في حقه صلى الله عليه وسلم حتى تضاف ذنوب الفساق من امته اليه. ويجعل ما فعلوه من الكبائر كالزنا والسرقة شرب الخمر ذنبا له صلى الله عليه وسلم. والله يقول في كتابه ولا تزر وازرة وزر اخرى ويقول في كتابه ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هظما قالوا الظلم ان تحمل عليه سيئات غيره. والهضم ان ينقص هو من حسناته. وهو افضل من عمل من الصالحات وهو مؤمن فكيف تحمل عليه سيئات غيره وتضاف اليه ظاهرة في لابطال ما فسر به بعض الناس قوله تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك انه ذنب ادم وما تأخر ذنب امته ذكر الرد اجمالا بان هذا لم ينقل وانه لا يقول به عاقل ثم ذكر اوجه ابطال ذلك في حديث الشفاعة وفي قول الصحابة له هذا لك فما لنا؟ فدل ذلك على انه لا يخصهم ولا يتعلق بهم وايضا بانه لا يصلح ان يضاف الذنب الى غير فاعله وبين وجه ذلك ثم ايضا يقول واي فرق بين ذنب ادم هذا ايضا مواصلة للمناقشة نعم واي فرق بين ذنب ادم وذنب نوح والخليل وكلهم اباؤه. واي فرق بين ذنب الانسان وذنب غير ابنه حتى يضاف اليه هذا دون هذا والله يقول ام لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى الا تزر وازرة وزراء اخرى. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لرجل معه ابنه لا يجني عليك ولا تجني عليه وايضا فقد قال الله في غير موضع في القرآن انه ليس عليه الا البلاغ المبين. وقال فان تولوا فان انما عليهما حمل وعليكم ما حملتم فاذا كان على امته ما حملوا وهو ليس عليه الا البلاغ المبين. كيف تكون ذنوب امته ذنوب ومثل هذا القول لا يخفى فساده على من له ادنى تدبر. وان كان قاله طوائف من المصنفين في العصمة حتى ترى ذلك في بعض من له في السنة والفقه والحديث قدم لكن الغلو اوجب اتباع الجهال الضلال فان مثل هذه التفاسير انما تصدر في الابتداء عن اهل التحريف لكتاب الله اما من الزنادقة المنافقين. واما من المبتدعة الضالين واول الحذر من ما يسمع الانسان والا اه ينساق دون نظر في الدليل فانه قد يكون صاحب علم فقه ومعرفة في دين الله عز وجل لكن يتسرب اليه مثل هذه الاقوال فتنطلي عليه و يقبلها آآ دون نظر فيها وتأمل وهذا يوجب للانسان ان يلاحظ ما يقول لا سيما فيما لم يسبق اليه وما لم يتكلم به سلف الامة يجب عليه ان يتروى وان يتأنى فلن يخطئ بالتأخر عن قول في مسألة من المسائل خير له من ان يقدم فيخطئ لا سيما في تفسير كلام الله عز وجل او ما يتعلق غيره من آآ الناس لا سيما اذا كان الكلام على وجه العموم ينبغي له ان يتروى والتأني خير من العجلة لا اشكال فهذا امر مهم وايظا فيه فائدة انه ينبغي ان لا نبخس الناس حقوقهم ولا ان نسلبهم ما منحهم الله عز وجل من المنازل بسبب خطأ وقعوا فيه. فالشيخ رحمه الله يقول حتى ترى في بعض من له في السنة والفقه والحديث قدم اي معرفة وتقدم على غيره. فهو اثبت لهم الفضل لكن لم يسلم لم يسلمهم من آآ النقد فيما اخطأوا فيه فبين خطأهم مع حفظ منزلتهم فمن الناس من لا يتسع قلبه حفظ منزلة الرجل اذا كان قد وقع في خطأ زل في قول فيجعل زلله وخطأه سببا لالغاء منزلته واهدار مكانته وهذا من الخطأ ومن الجور والله عز وجل امر بالعدل والعدل اذا تمسك به الانسان سلم في فيما يتعلق عبادته لربه وفيما يتعلق معاملته للخلق العدل طريق السلامة نعم والسلامة نعم والسلامة نعم والسلامة نعم والسلامة