وهذا اشارة من المصنف رحمه الله الى ان عمدته فيما ذهب اليه من الجمع هو ما صح في فضيلة الاشتغال بالحديث وليس هذا الحديث الضعيف. وهو مؤيد للشروط التي ذكرنا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اه فرغنا من جزء من مقدمة المصنف رحمه الله التي ذكر فيها من الف في الاربعين آآ الاصل الذي آآ ورد في ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل اه جمع اربعين حديثا ثم قال رحمه الله بعد ما تقدم من ذكر الاتفاق على تضعيف الحديث حيث قال واتفق الحب الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه والمراد آآ الحديث هنا ما جاء في آآ من حفظ على امتي اربعين حديثا في امري دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء وما اشبه ذلك من اه الروايات التي حول هذا المعنى وهي روايات جمع روايات فضل جمع اربعين حديثا من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر اه بعد ذلك من صنف من اهل العلم وقال آآ رحمه الله وقد استخرت الله في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة وحفاظ الاسلام وهذا يفيد ان المصنف رحمه الله تردد العمل بهذا الحديث واستخار الله تعالى مستأنسا بما تقدم من عمل الائمة فتح الله عليه ان كتب وجمع وفي هذا الاستخارة العمل الصالح الذي يشك في فظله اما ما كان من العمل الصالح المتيقن فهذا الاستخارة فيه فلا يستخير الانسان مثلا هل يعتمر العمرة ذاتها لكن قد يستخير في الوقت هل يعتمر في هذا الاسبوع في هذا الشهر؟ او في غيره لكن فيما يتعلق باصل العمل الصالح لا استخارة فيه لانه خير في كل حال لكن قد يستخير فيما يتعلق بالعمل الصالح. فهو لما كان هذا الحديث ضعيفا آآ في قول عامة اهل العلم وجرى على الكتابة في هذا الباب جملة من اهل العلم استخار الله تعالى في ان ينحى منحاهم وان يسير على طريقهم ووقع ان فتح الله تعالى عليه ثم عاد لذكر مسألة اه يجيب بها عن انه انه انه انه لا دلالة في الاحاديث فكيف تعمل به وهو حديث ضعيف فقال وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ونقل رحمه الله في هذا الموضع اتفاق العلماء على جواز العمل بالحديث الظعيف في فضائل الاعمال وهذه المسألة من المسائل المهمة التي يحتاج الى معرفتها لكثرة ما جاء من الاحاديث الظعيفة ولكثرة من يذكر الاحاديث الضعيفة فاذا ننتقد او نبه قال لا بأس بالعمل في الحديث الضعيف لا بأس في العمل في الحديث الضعيف في فضائل الاعمال مسألة الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ذات شقين الشق الاول معنى الاحتجاج مراد العلماء جواز الاحتجاج بالحديث الظعيف في فضائل الاعمال والمسألة الثانية هل الامر كما ذكر المصنف رحمه الله من ان العلماء متفقون على ان الحديث الضعيف يجوز الاحتجاج به والعمل به بالنسبة للمسألة الاولى والشق الاول وهو ما المقصود بالاحتجاج بالحديث الضعيف؟ المقصود به الاستئناس بهذه الاحاديث في فضائل العمل الذي وردت فيه سيكون المراد بالاحتجاج تسويق العمل في هذا الحديث وانا في وصف البدعة عن من اخذ به لكن لا يعني الاحتجاج اثبات الاستحباب للعمل ولذلك المصنف كان دقيقا حيث قال وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف اي على اباحته اما الاستحباب فان الاستحباب لا يمكن ان يثبت في حديث ضعيف لانه حكم شرعي ولابد في الاحكام الشرعية من نص بين ظاهر قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما ذكر مسألة الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال قال ليس معناه اثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به فان الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت الا بدليل شرعي ومن اخبر عن الله انه يحب عملا من الاعمال من غير دليل شرعي فقد شرع في الدين ما لم يأذن به الله وهذا يبين ويوضح ان الاحتجاج بالحديث الضعيف لا يفيد استحباب العمل انما يفيد جوازه بل حكى رحمه الله الاجماع في بعض ما نقل من انه لا يجوز ان يثبت الاستحباب او المشروعية لعمل الا بدليل شرعي ولذلك يقول ولا يجوز ان يقال فيما دلت عليه الاحاديث الضعيفة من فضائل لبعض الاعمال لا يجوز ان يقال انه مستحب ولانه مشروع لانه لا يقال مستحب ولا مشروع الا بدليل شرعي ولا يجوز ان يثبت الشريعة بحديث ضعيف لكن اذا ثبت ان العمل مستحب بدليل شرعي وروي له فضائل باسانيد ضعيفة جاز ان تروى تلك الاحاديث لتنشط على العمل لكن لا تفيد حكم الاستحباب ولا تفيد حكم الندب والمشروعية لهذا العمل وقد نص على هذا الكلام النووي نفسه رحمه الله كما فيها فهم منه في هذا الموضع في كتابه خلاصة الاحكام حيث قال رحمه الله ما نصه ينبغي لكل احد ان يتخلق باخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقتدي باقواله وافعاله وتقريره في الاحكام والاداب وسائر معالم الاسلام ماذا ذكر الاداء وتقريره في الاحكام والاداب وسائر معالم الاسلام والاداب مما يندرج تحته فضائل الاعمال ثم قال رحمه الله وان يعتمد في ذلك ما صح وجانب ما ضعف ولا يغتر بمخالف السنن الصحيحة. ولا يقلد معتمدي الاحاديث الظعيفة الا انه رحمه الله خالف هذا في كتاب الاذكار فقال قال العلماء من المحدثين والفقهاء يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الظعيف ما لم يكن موضوعا والذي يظهر ان مراده بقوله يجوز ويستحب ان الاستحباب لا يثبت من الحديث الضعيف حتى يتوافق مع ما ذكره سابقا وما حكى عليه اتفاق غير واحد من اهل العلم انه لا يجوز اثبات حكم الاستحباب من الحديث الضعيف. انما مقصود انه ثبت استحبابه والندب اليه في احاديث او في نصوص الكتاب والسنة فانه اذا جاء ما يرغب فيه وينشط عليه جاز ذكره والاستحباب لا يستفاد من هذه الاحاديث الظعيفة انما يستفاد من الندب العام والاصل ثم بعد هذا هذا الشق هذا الشق الاول من المسألة وهو مسألة ما معنى الاحتجاج بالحديث الظعيف؟ ننتقل الى القسم الثاني وهو ما ذكره المصنف ماذا قال المصنف؟ قال وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل العمل. هل هذا الاتفاق كما ذكر المصنف ام ان المسألة فيها خلاف بالنظر الى كلام العلماء في الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال نجد انهم مختلفون وليسوا على طريقة واحدة كما حكاه من الاتفاق رحمه الله ليس منظبطا لان العلماء لهم اقوال في هذه المسألة ابرز ذلك قولان القول الاول انه لا يجوز الاحتجاج بالحديث الضعيف مطلقا لا في فضائل الاعمال ولا في الاحكام وان عاد ذهب جماعة من المحدثين ومن ابرزهم الامام مسلم رحمه الله فانه اشار في صحيحه الى ان الاخبار في امر الدين ان انما تأتي بالتحليل او التحريم او امر او نهي او ترغيب او ترهيب يجب ان يعتمد فيها على صحيح الاخبار وقد استظهر هذا المعنى من كلام الامام مسلم في مقدمته الحافظ ابن رجب رحمه الله حيث قال وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه يقتضي انه لا تروى احاديث الترغيب والترهيب الا عمن تروى عنه احاديث الاحكام اذا الامام مسلم يرى انه لا فرق بوجوب الاحتجاج بالحديث الصحيح دون الضعيف في الاحكام بين الاحكام وبين الفضائل بل الجميع يجب ان يكون مستندا الى صحيح. فلا يجوز الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. ونسب هذا القول الى ابن حبان رحمه الله وهو اه قول ابن حزم واختيار ابن العربي وجماعة من اهل العلم القول الثاني انه يجوز الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال القول الثاني انه يجوز الاحتجاج في الحديث الضعيف في فضائل الاعمال وهذا هو ظاهر صنع البخاري رحمه الله فانه جاء عنه في التاريخ ان ابراهيم ابن عبد المجيد سأله فقال له لم لا تدعو على من يتهمك ويظلمك لم لا تدعو على من يظلمك ويتهمك وقال البخاري رحمه الله من دعا على من ظلمه فقد انتصر ذكر هذا الحديث وهذا الحديث قد نص البخاري على ضعفه فاستشهد به على فضيلة ترك الدعاء على الظالم احتسابا للاجر عند الله عز وجل ويمكن ان يفهم من هذا ان البخاري يرى صحة الاحتجاج في الحديث الضعيف في فضائل الاعمال ممن قال بهذا جماعة من اهل العلم المحدثين ولكنهم اشترطوا شروطا للاحتجاج بالحديث الظعيف اجملها في ثلاثة شروط. الشرط الاول ان يكون الضعف يسيرا كما كان شديد الظعف فانه لا يجوز الاحتجاج به المنكر والمتروك والموظوع كل هذه لا يحتاجون بها في فضائل الاعمال. الشرط الثاني ان يكون الفضل الوارد في هذه الاحاديث او العمل الوارد في هذه الاحاديث قد ورد فظله بنص صحيح او من طريق صحيح سواء من القرآن او من السنة هذا الشرط الثاني سيكون اصل فضيلة العمل ثبتت دليلا سليم. اما من الكتاب او من السنة الشرط الثالث الذي ذكروه للاحتجاج بالحديث الضعيف الا يعتقد ثبوته على النبي صلى الله عليه وسلم فان ذلك يحتاج الى صحة الاسناد والاسناد لم يثبت وبالتالي لا يثبت به وهذا قول هو الذي عليه عامة المحدثين والفقهاء وهو صحة الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ثم بعد ذلك قال المصنف رحمه الله في ذكر تكلم عنه في مقدمته قال رحمه الله ومع هذا يعني مع كل ما تقدم من توجيهات لاخذه هذا العمل وهو جمع اربعين حديثا في امر الدين قال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث نشير الى ماذا حديث فضل جمع اربعين حديثا في امر الدين بل على قوله في صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائط وقوله نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فانه لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ورد في فضيلة الاشتغال بالسنة احاديث صحيحة ثابتة والحديث ليس من شديد الضعف الذي لا يصح الاحتجاج به كالموظوعة والمتروكة والمنكر هو اشار الى هذا بما ذكر رحمه الله من استناده الى هذين الحديثين اما الحديث الاول يبلغ الشاهد منكم الغائب فهو في الصحيحين من حديث عبد الله بن ابي بكرة عن ابيه ابي بكرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليبلغ الشاهد منكم الغائب فرب حامل فقه الى من هو افقه منه والثاني قوله صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ وهو دعاؤه صلى الله عليه وسلم لمن اشتغل لسماع احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وحفظه واشتغل بحفظها ونقلها الى الناس حيث قال صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ سمع مقالتي وهذا ادراك بالاذن فوعاها وهذا فهم المسموع وحفظها وهذا العناية باقواله ظبطا لانه وسيلة فهمها وبلغها اي نقلها الى غيره وهذا ما فعله في هذه الاربعين فانه اه حفظها وبلغها بجمعها قال هذا آآ قال رحمه الله ثم من وهذا الحديث جاء من طرق عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم جاء من طريق زيد ابن ثابت ومن طريق انس وعبدالله ابن مسعود انس ابن جبير ابن مطعم وبالدرداء وغيرهم. والحديث جيد من من هذه الطرق التي آآ تعددت مخارجها ثم قال رحمه الله ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين اي مسائل الاعتقاد وبعضهم في الفروع يعني في الاحكام وبعضهم في الجهاد يعني في ابواب خاصة من ابواب العلم الجهات وبعضهم في الزهد وهو السلوك وبعضهم في الاداب الاخلاق وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة. اي كلها مما يحتاج اليه وفيه الثناء على عمل من تقدم وهذا به يعرف الانسان ان ان فظله وشرف العمل الذي قام به لا يلزم من حصوله هدم عمل غيره لان بعض الناس يتصور انه ما يصير زين ولا يصير متفوق الا اذا صار كل اللي حوله ردي. هو رحمه الله ذكر جملة من الطرق التي سلكها العلماء في جمع الاربعين. فقال منهم من جمع في اصول الدين الاربعين في اصول الدين مسألة اعتقاد وبعضهم في الفروع وبعضهم في ابواب في الجهاد وفي الزهد وفي الاداب وفي الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله تعالى على عن قاصديها ثم قال وقد رأيت الان يبين ما الذي اضافه وتميز به عن غيره من من ما جمع في هذا الباب. وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله. وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك يعني على جميع الابواب الاصول والفروع والجهاد والزهد والاداب والخطب على جميع ذلك وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بانه مدار الاسلام بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك. اذا الذي تميزت به هذه الاربعين انها جمعت قواعد السنة اصول السنة في العقائد وفي الاحكام وفي الزهد وفي الاخلاق وفي الاداب وفي السير وفي كل باب من ابواب العلم جمعت اصوله وقواعده. ثم قال رحم الله ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة. بينما ما حرص على مراعاته ومعظمها في صحيحي البخاري واذكرها محذوفة الاسناد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى ثم اتبعها بباب في ظبط في ظبط خفي الفاضحة يعني شرح مبهم الالفاظ. وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث وهذا من وهذا معنى ما ذكرت لكم قبل انه من ظبط الاربعين فقد حقق علم العيني لانها احتوت على اصول الدين قال رحمه الله لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيهات على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره بعد ذلك قال وهذه مقدمة بديعة تبين عظيم ما كان عليه من حسن التأليف رحمه الله فانها بينت سبب التأليف ومن سبق وطريقته ومصادره وما الى ذلك مما آآ يدل على آآ جودة كتابته رحمه الله وهذا من اسباب انتشار مؤلفات النووي رحمه الله بعد ذلك قال وعلى الله اعتمادي واليه تفويضي واستنادي وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة وبهذا تكون قد انتهت المقدمة التي جعلها بين الاربعين التي سنبدأ بها ان شاء الله تعالى في اول احاديثها في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب