الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. يقول رحمه الله وهو وتعالى يتمدح بانه ذو العرش كقوله سبحانه قل لو كان معه الهة كما يقول اذا لا ابتغوا الى ذي العرش سبيلا. وقوله تعالى رفيع الدرجات ذو العرش من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاقي. يومهم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. وقال تعالى ذو العرش المجيد فعال لما يريد. وقد قرأ المجيد رفع صفة لله وقرأ بالخفظ صفة للعرش. وقال تعالى قل من رب السماوات السبع ورب والعرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون. فوصف العرش بانه مجيد انه عظيم. وقال تعالى فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش تلك الكريم فوصفه بانه كريم ايضا. وكذلك في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم. لا اله الا الله رب السماوات ورب ارضي ورب العرش الكريم فوصفه في الحديث بانه عظيم وكريم ايضا. المؤلف رحمه الله يواصل ذكر ما جاء في الكتاب والسنة من اوصاف العرش الذي هو اعظم المخلوقات واولها يقول رحمه الله وهو سبحانه يتمدح بانه ذو العرش اي بانه صاحب العرش فذوهنا بمعنى صاحب كما قال ابن مالك رحمه الله من ذاك ذو ان صحبة ابانا فهذا من الاسماء الخمسة وهو بمعنى صاحب اي صاحب العرش ولا شك ان اظافة الله جل وعلا اظافة الصحبة الى العرش دليل على عظمة هذا العرش. لان الله سبحانه وتعالى اظاف صحبته اليه فدل ذلك على عظيم مكانته وشريف منزلته لانه يشرف الشيء بشرف وعلو منزلة صاحبه. قال الله تعالى قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش اي الى صاحب العرش سبيلا. وهو الله جل وعلا. ثم قال رفيع درجات ذو العرش اي صاحب العرش ثم قال جل وعلا ذو العرش المجيد فعال لما يريد وذكر هنا انه قد قرأ المجيد بالرفع صفة لله تعالى وقرأ بالخفظ صفة للعرش فاذا قرب ظن بالرفع فهو صفة لله جل وعلا صاحب صاحب العرش. واذا كان بالخفظ اي فهو صفة للعرش لانه صفة للمضاف اليه. يقول رحمه الله وقال تعالى قل من رب السماوات السبع ورب العرش سيقولون لله قل افلا تتقون. هنا ذكر الله جل وعلا ربوبيته للسماوات السبع ثم ذكر ربوبيته للعرش ووصفه بانه عظيم. وهذه الربوبية ربوبية خاصة ووصفه بالعظمة دليل على ان انه قد جمع من الصفات الدالة على علوه رفعته وطيب منزلته ما استحق به العظمة. يقول رحمه الله فوصف العرش بانه مجيد وانه عظيم. وكلا الوصفين يدلان على الكمال. فان المجد والعظمة صفات لا تثبت للموصوف بها الا اذا اجتمعت فيه من خصال الكمال ما يستحق به هذين الوصفين. قال رحمه الله وقال تعالى فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم. فوصفه بانه كريم والكريم هو الذي يعطي عطاء واسعا الكرم هو الذي يعطي عطاء واسعا ويطلق على الحسن والبهي. فالكرم هنا يراد به جمال المنظر وبهاؤه وحسنه قال رحمه الله وكذلك في الصحيحين عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم هذا الحديث في الصحيحين من طريق هشام عن قتادة عن ابي العالية عن ابن عباس رضي الله عنه. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان الى اقربه امر واكره قال هذه الكلمات يتوسل بها الى الله تعالى في رفع كربته وكشف ما نزل به كان يقول عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم تأمل في هذا المقام الذي فيه الاستنجاد وطلبوا كشف الكرب وفيه اللجأ الى الله تعالى كيف ذكر العرش مرتين فانه ذكر العرش اولا بعد التوحيد لا اله الا الله رب العرش العظيم ثم ذكره ثانيا لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم ووصف العرش بالكرم ووصفه بالعظمة. وهذا يحتمل ان يكون وصف للرب. ويحتمل ان يكون وصف للعرش. ويصح هذا وهذا على ان عظمة العرش واه وصفه بالكرم لا يعني مماثلة ما لله عز وجل من هاتين الصفتين كما هو معلوم فان لله جل وعلى من الصفات ما ليس لخلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. الشاهد ان الله سبحانه وتعالى وصف العرش تدل على عظمته وبهائه وجلالته ورفعة مكانته. وهذا لا يتحقق فيما يزعمه اصحاب الهيئة واصحاب ابو الفلك واصحاب الفلسفة في الفلك التاسع فان الفلك التاسع لا يفارق سائر الافلاك الاخرى الثامن والسابع الى الاول. ليس بينه وبين تلك الافلاك فرق فمقصود المؤلف رحمه الله بهذا بيان ان العرش ليس ما يزعمه اصحاب الهيئة من انه الفلك التاسع نعم فقول القائل المنازع ان نسبة الفلك الاعلى الى ما دونه كنسبة الاخر الى ما دونه. فلو كان العرش من جنس الافلاك لكانت نسبته الى ما دونه كنسبة الاخر الى ما دونه. وهذا لا يوجب خروجه عن الجنس وتخصيصه بالذكر. كما لم يوجب ذلك تخصيص سماء دون سماء. وان كانت العليا بالنسبة الى السفلى كالفلك على قول هؤلاء. وانما امتاز عما دونه بكونه اكبر. كما تاج السماء العليا عن الدنيا. بل نسبة السماء الى الهواء ونسبة الهواء الى الماء والارض. كنسبة تلك الى تلك ومع هذا فلم يخص واحدا من هذه الاجناس عما يليه بالذكر. ولا بوصفه بالكرم والمجد والعظمة. وقد علم انه ليس سببا لذواتها ولا لحركاتها. بل لها حركات تخص فلا يجوز ان يقال حركته هي سبب الحوادث. بل ان كانت حركة الافلاك سببا للحوادث بركات غيره التي تخصه اكثر. ولا ولا يلزم من كونه محيطا بها ان يكون اعظم من مجموعها الا اذا كان له من الغلظ ما يقاوم ذلك. والا فمن المعلوم ان الغليظ اذا كان متقاربا مجموع الداخل اعظم من المحيط بل قد يكون بقدره اضعافا. بل الحركات المختلفة التي ليست عن حركته اكثر. لكن حركته تشملها كلها. هذا الكلام فيه مناقشة اصحاب الهيئة والفلاسفة فيما يصفون به الفلك التاسع نحن لا بد ان يكون اه حاضرا في اذهاننا ان البحث في مناقشة كلام الفلاسفة فيما يتعلق بالعرش حيث يقولون ان العرش هو الفلك التاسع فهم يقسمون الافلاك الى تسعة اعلاها الفلك التاسع وهو العرش الشيخ رحمه الله يناقش هذا القول ويبين ان ما ذكروه في الفلك التاسع لا ينطبق على ما جاء الخبر في الكتاب والسنة عن العرش فان الخبر في الكتاب والسنة على العرش يفارق ما ذكروه فان العرش موصوف بصفات تميز بها دون سعر ما دونه من خلق الله تعالى من السماوات السبع والارض وغير ذلك. المراد ان المناقشة هنا في قول المؤلف رحمه الله فقول القائل المنازع هذا في الرد على من على الفلاسفة واصحاب الهيئة القائلين بان العرش هو الفلك التاسع الموصوف بالصفات التي ذكروها وهي انه يتناسب في الخلقة مع ما قبله وانه ملاصق للثامن وانه لا يخرج عن جنس هذه الافلاك بما يختص به. فبين اختصاصه رحمه الله بانه موصوف بالكرم وانه موصوف بالمجد وانه موصوف بالعظمة. وانه مخالف لغيره. وهم يزعمون ان الفلك التاسع آآ لا يوصف بخفة ولا بثقل كما سيأتي وظاهر السنة يخالف هذا كما سيبين المؤلف رحمه الله في ما يأتي ايضا. ايضا هم يزعمون ان الفلك التاسع عنه تصدر كتب ما دونه والمؤلف رحمه الله ناقشهم وسيناقشهم في الكلام القادم في ابطال هذا الذي زعموه من كلامهم نعم وقد ثبت في صحيح مسلم عن جويرية بنت الحارث ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى من صلاة الصبح الى وقت الضحى. ليس في الصحيح ان انها كانت تسبح بالحصى انما كانت تسبح بالحصى هذي ليست في صحيح الامام مسلم ولا في شيء من روايات الحديث نعم فقال لقد قلت بعدك اربع كلمات لو وزنت بما قلته لوزنتهن سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله مداد كلماته فهذا يبين ان زنة العرش اثقل الاوزان. طيب هذا الحديث سبحان الله عدد خلقه. سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رظا نفسه سبحان الله مداد كلماته ذكر فيه امرين يتعلقان بالخلق وامرين يتعلقان بالرب جل وعلا الامران الاولان يتعلقان بالخلق سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه وهذا يدل على كثرة التسبيح وعظمه وثقله. فالعدد من حيث الكثرة والزنا من حيث الثقل. وذكر امرين يتعلقان بصفات الله جل وعلا فقال سبحان الله رضا نفسه وسبحان الله مداد كلماته هذا يتعلقان ايضا بالعظم وبالكثرة فقوله مداد كلماته هذا من حيث الكثرة والرضا من حيث العظام. نعم يقول رحمه الله فهذا يبين ان زنة العرش اثقل الاوزان. واضح لانه قال زنة عرشه ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم شيئا اثقل من العرش لقال سبحان الله زينة ذلك الشيء فلما ذكر العرش دون غيره دل ذلك على ان العرش اثقل الخلق وزنا اثقل الخلق وزنا نعم وهم يقولون ان الفلك التاسع لا خفيف ولا ثقيل. بل يدل على انه وحده اثقل ما يمثل به كما ان عدد المخلوقات اكثر ما يمثل به. الله اكبر. وفي الصحيحين عن ابي سعيد قال جاء رجل من اليهود الى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه. فقال يا محمد رجل من اصحابك لطم وجهي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ادعه فدعوه فقال لما لطمت وجهه؟ فقال يا رسول الله اني مررت بالسوق وهو يقول والذي اصطفى موسى على البشر فقلت يا خبيث وعلى محمد فاخذتني غضبة فلطمته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروا بين الانبياء فان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون اول من يفيق. فاذا انا بموسى اخذا بقائمة من العرش فلا ادري افاق قبلي ام جوزي بصعقته. صعقته التي كانت في الدنيا لما طلب رؤية الله تعالى ذلك في قوله تعالى ربي ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فقوله ام جوزي بصعقته هي الصعقة التي اخبر الله تعالى عنها في كتابه وهذا الحديث فيه النهي عن التخيير بين الانبياء في مقام المفاخرة في مقام المفاخرة ولذلك قال لا تخيروا بين الانبياء وليس هذا نهيا عن اثبات الفظل لمن فظله الله تعالى فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولا فخر وقد قال الله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ففظل الرسل بعظهم على بعظ ثابت بالكتاب والسنة والمنهي عنه هو المفاظلة في مقام المغاظبة وفي مقام المفاخرة اما بيان الفضل على وجه الاستحقاق اي من يستحق الفضل لا على وجه طلب العلو ولا على وجه المنافسة فان ذلك قد جاء في الكتاب والسنة ولا ريب ان نبينا صلى الله عليه وسلم افضل الخلق على هذا الاجماع قد انعقد اجماع المسلمين على ان افضل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء رسولنا صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول رحمه الله الشاهد من سياق هذا الحديث هو بيان صفة من صفات العرش وهي ان العرش عرش الرب جل وعلا له قوائم يقول فهذا فيه بيان ان للعرش قوائم. نعم فهذا فيه بيان ان للعرش قوائم. وجاء ذكر القائمة بلفظ الساق. والاقوال متشابهة في في هذا الباب وقد اخرج في الصحيحين عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ. قال فقال رجل لجابر ان البراء يقول اهتز قال انه كان بين هذين الحيين الاوس والخزرج ضغائن سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ. ورواه مسلم في صحيحه من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنازة سعد موضوعة انزلها عرش الرحمن. هذا الحديث في الصحيحين جاء من طريق الاعمش عن ابي سفيان طلحة بن نافع عن جابر رضي الله عنه. وجاء كذلك من طريق الاعمش عن ابي صالح عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله وسلم قال عن ابي صالح عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ. وهذا يدل على ان العرش تعتريه تغيرات واحوال ومنها الاهتزاز قال فقال رجل لجابر ان البراء يقول اهتز السرير يريد بايش يريد بالسرير النعش الذي يحمل عليه الميت يعني ان نعش وسرير جنازة معاذ اهتز فقال جابر رضي الله عنه في رد هذا القول قال انه كان بين هذين الحيين الاوس والخزان ذغائب يعني فالذي حمله ان فسر اهتزاز العرش باهتزاز السرير الذي عليه الميت انما هو ما بينهم من الظغائن. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ قال الحافظ بن حجر رحمه الله وقد جاء حديث اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ عن عشرة من الصحابة او اكثر. والذي يدل على ان التأويل الذي ذكره البراء ليس بصحيح حديث انس بن مالك رضي الله عنه انه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنازة سعد موضوعة. اذا صارت موضوعة فلا يمكن ان يهتز السرير لا يمكن ان يكون معنى قول اهتز لها عرش الرحمن ان المقصود به السرير الذي على الارض ثم انه هنا بين ان العرش هو عرش الرحمن كما في الرواية السابقة. اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ فالمقصود ان الاهتزاز كان للعرش الذي خصه الله تعالى بالاستواء عليه في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وهذا يدل على ان العرش تعتريه احوال تختلف باختلاف تلك الاحوال والحوادث وايضا يدل على ان ان موت سعد ابن معاذ رضي الله عنه امر عظيم امر عظيم ولذلك اهتز له عرش الرحمن وهذه الخاصية لم تثبت فيما حفظت كتب السنة لغير سعد رضي الله عنه يقول رحمه الله وعندهم ان حركة الفلك التاسع دائمة متشابهة ومن تأول ذلك على ان مراد به استبشار حملة العرش وفرحهم فلابد له من دليل على ما قال كما ذكر ابو الحسن الطبري وغيره مع ان سياق الحديث ولفظه ينفي هذا الاحتمال. حيث لو اظاف الاهتزاز الى العرش نفسه لا الى فهذا الاحتمال ينفيه ظاهر النص لكن لو جاء حديث يبين لنا ان الاهتزاز كان لحملة العرش كما ذكر من ذكر وان الاهتزاز استبشارا بقدوم سعد لصرنا اليه لكن اولا ظاهر النص لا لا يساعده ثم ليس هناك من الادلة ما يؤيد هذا التأويل والشاهد من سياق هذا الحديث نقض ما عليه اهل الهيئة والفلاسفة من ان العرش هو الفلك التاسع حيث انهم يقولون في وصف حركة الفلك التاسع انها حركة دائما متشابهة والحديث يدل على انه قد اعتراه من الحركة ما لم يكن دائما ولا مشبها لما قبله. ولو كان العرش يهتز لموت آآ كل ميت لما كان لذكر سعد بن معاذ رضي الله عنه خاصية نعم وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من امن بالله ورسوله واقام الصلاة واتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله ان يدخله الجنة. هاجر وفي سبيل الله ايها في البخاري جاهد في سبيل الله جاهد في سبيل الله او جلس في ارضه التي ولد فيها. قالوا يا رسول الله افلا نبشر الناس تبي ذلك؟ قال ان الجنة مائة درجة. اعدها الله للمجاهدين في سبيله. كل درجتين بينهما كما بين السماء والارض. فاذا سألتم الله فاسألوه الفردوس. فانه اوسط الجنة على الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة وفي صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابا سعيد من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة. فعجب لها ابو سعيد فقال اعدها علي يا رسول الله. ففعل قال واخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض. قال وما هي يا رسول الله؟ قال الجهاد في سبيل الله. وفي صحيح البخاري ان ام الربيع بنت البراء وهي ام حارثة بن سراقة. اتت النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت يا نبي الله الا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدأ اصابه السهم غرب فان كان في الجنة صبرت وان كان في غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء. قال يا ام حارثة انها جنان في الجنة وان ابنك اصاب الفردوس الاعلى. الله اكبر. فهذا قد بين في الحديث الاول ان العرش فوق الفردوس الذي هو في اوسط الجنة واعلاها. وان في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض والفردوس اعلاها. والحديث الثاني يوافقه في وصف الدرج المئة والحديث الثالث يوافقه في ان الفردوس اعلاها. طيب هذه الاحاديث ثلاثة اولا آآ يا نبي الله الا تحدثني بالظم الا تحدثني على ابي الرفع؟ الا تحدثني على عن حارثة؟ طيب يقول الحديث الاول حديث البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال من امن بالله ورسوله واقام الصلاة واتى الزكاة وصام رمظان كان حق على الله ان يدخله الجنة. وهذا فيه ان هذه الاصول وهي الايمان بالله تعالى ورسوله ولا يتحقق ذلك الا بالشهادة له بالالهية ولنبيه بالرسالة واقام الصلاة واتى الزكاة وصام رمضان فان حقا على الله تعالى ان يدخله الجنة سواء قام بالجهاد او لا جاهد في سبيل الله او جلس في ارضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله افلا نبشر الناس بذلك؟ قال ان الجنة مائة ان الجنة مائة درجة. اعدها الله للمجاهدين هذا فيه ابحث على الجهاد وان منازل المجاهدين اعلى من منازل غيرهم مع اشتراك الجمع في دخول الجنة لكن منازل اهل الجهاد والقيام الدين ونصرة المؤمنين وصيانة اهل الاسلام اعلى من غيرهم. ولذلك قال في جوابي سؤال افلا نبشر الناس بذلك اي باستحقاق دخول الجنة لمن امن بالله ورسوله واقام الصلاة واتى الزكاة وصام رمضان ولو لم يجاهد قال ان الجنة مئة اعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين بينهما كما بين السماء والارض. ولا شك ان هذا البون شاسع الكبر وغاية البعد فاذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فانه اوسط الجنة واعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن تفجر انهار الجنة فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان اعلى المنازل التي تطلب الفردوس وقوله فاذا سألتموه فاذا سألتم الله هنا السؤال يشمل نوعي السؤال سؤال الطلب وسؤال العمل سؤال الطلب بان يسأل العبد ربه جل وعلا ان يرزقه الجنة فيقول اللهم اني اسألك الفردوس وسؤال العمل ان يسعى لبلوغ تلك المنزلة فان تلك المنزلة تستحق من العمل اكثر من غيرها. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوه افلا يبشر الناس بهذه البشارة قال ان الجنة مئة درجة فليس الشأن في ان تدخل الجنة فقط بل الشأن في ان تسعى الى بلوغ اعلى المنازل فيها. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فاذا سألتم الله فسلوه الفردوس فانه اوسط الجنة واعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة وفي هذا الحديث ان العرش فوق الفردوس فهو سقف الفردوس وهي اعلى المنازل يقول الذي هو في اوسط الجنة واعلاها وهذا لا لا تعارض فان الشيء يكون في اوسط الشيء ويكون في اعلاه. فلا تعارض بين الوسطية وبين العلو. يقول رحمه الله اه بدلالة هذا الحديث فهذا قد بين في الحديث الاول ان العرش فوق اه الفردوس الذي هو في اوسط الجنة واعلاها وان في الجنة مئة درجة ما كل درجتي كما بين السماء والارض والفردوس اعلاها. نسأل الله ان نكون من اهله. الحديث الثاني حديث آآ ابي سعيد الخدري الله عنه يقول وفي صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابا سعيد من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة والرضا عمل قلبي والرضا بالله تعالى ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبي يستلزم صلاح العمل لا بد ان يصلح العمل لانه قد رضي بالله ربا فتعبد له. ورضي بالاسلام دينا فقام بالشرائع ورضي بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا فاتبعه واطاعه وقبل خبره فعجب لها ابو سعيد اي عجب لهذه الكلمة التي فيها البشارة لمن رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. فقال ردها علي يا رسول الله وهذا فيه ان الانسان اذا استمع من العلم ما يعجبه وما يسر به واراد ان يتحقق منه فلا بأس بطلب الاعادة فقال اعدها يا رسول الله ففعل وهذا لان العالم والمعلم ينبغي له ان يعيد ما طلب اعادته مما لا حرج عليه في اعادته ثم قال واخرى يرفع الله بها العبد وهذا فيه زيادة بشارة وزيادة خير لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم من ابي سعيد الحرص على التعلم زاده خيرا وفيه ان الحرص على التعلم من اسباب الزيادة فيه. فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قد قال له ذلك في اول الامر لكن لما طلب الزيادة زاده خيرا قال واخرى يرفع الله بها العبد مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض قال وما هي يا رسول الله؟ قال الجهاد في سبيل الله. الجهاد هو بذل الجهد في قتال الاعداء الاصل في الجهاد هو قتال الكفار وقولها الجهاد في سبيل الله اي قتال الكفار من اجل اعلاء كلمة الله تعالى ففي سبيل الله اي في سبيل اعلاء كلمته ولاعلاء دينه الذب عن عن شريعته وهذا فيه ما في الحديث الاول من ان الجنة مئة درجة. يقول والحديث الثاني يوافقه اي وافق حديث ابي هريرة في وصف الدرج المئة الحديث الثالث حديث ام الربيع في صحيح البخاري ان ام الربيع بنت البراء وهي ام حارثة ابن سراقة اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله الا تحدثني؟ هذا فيه العرض والحث على التحديد عن عن حارثة يعني ما صنع الله به وكان قتل يوم بدر اصابه سهم غرق. فاذا كان في الجنة صبرت وان كان في غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء. قال يا ام حارثة انها جنان في الجنة انها جنان في الجنة اي ليست الجنة جنة واحدة. وانما الجنة اسم لدار النعيم الكامل وهذا هذه الدار منازل ومراتب انها جنان في الجنة وان ابنك اصاب الفردوس الاعلى اصاب الفردوس الاعلى وهي منزلة من منازل الجنة كما جاء ذلك في حديث ابي هريرة المتقدم وفي هذا الحديث موافقة للحديث السابق حديث ابي هريرة في ان اعلى منازل الجنة واعلى درجات الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها الفردوس والله تعالى اعلم ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم