الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير السراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين ما بعد فكنا قد اه تكلمنا في الدرس السابق على قول المؤلف في منظومته حمدت الذي كما وافقنا وعلم وسير شكر العبد للخير سلما واهدى واهدي صلاة تستمر على الرضا هذا الذي فرغنا منه من كلام المؤلف رحمه الله قال واصحابه والال جمعا مسلما واصحابه اصحابه اه جمع الصحابي وهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وعلى اله مؤمنا به ومات على ذلك. من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك واما قوله والال فهم قرابات النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهم من يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم نسبا وهم ابا علي وان جعفر واهل العباس وال عقيل هؤلاء هم ال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ويدخل في اله ازواجه وهذا بنص القرآن قال الله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. ذكر ذلك بعد ان وجه الخطاب الى نساء النبي صلى الله عليه وسلم امرا ونهيا وتوجيها. سألوه صلى الله عليه وسلم مراداته الذين يتصلون به نسبا ويدخل في ذلك ازواجه ايضا. آآ قوله رحمه الله جمعا اي ما اقص احدا منهم بالصلاة دون الاخر. بل اصلي على الجميع. ثم قال اسلما المستصحبا التسليم عليهم. على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله واصحابه فان الله تعالى امر بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم. والسلام هو سؤال الله تعالى السلام مثل النبي صلى الله عليه وسلم من كل اية دينية او دنيوية. فكلما من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم او سلم على غيره فانه يدعو رب العالمين ان يسلم المسلم عليه فتحية الاسلام السلام عليكم هي دعاء من دعاء آآ من العبد لله على ان يسلم من القيت عليه هذه التحية. ثم قال رحمه الله كما دلنا في الوحي والسنن التي اتانا بها نحو الرشاد وعلمه كما دلنا كما هنا بمعنى لاجل ما فكما هنا نية اي واهدي صلاة تستمر على الرضا كما دلنا هذا تعليل للصلاة المستمرة والتسليم المستمر على النبي صلى الله عليه وسلم. وكما تأتي للتعليم كما في قول الله جل وعلا واذكروه كما هداكم كما هداكم اي واذكروه لاجل انه هداكم فهو استحق الذكر جل وعلا والثناء والتعظيم لاجله بدايته الخلق والعباد. كما دلنا في الوحي والسنن التي دلنا الدلالة في ارشاد والاخبار بالطريق الموصل الى الغاية والمقصود فقوله دلنا في الوحي والسنن اي ارشدنا في ما جاء به من القرآن الكريم وهو المراد به وهو المراد بالوحي في قوله في الوحي والسنن اي وفيما جاء به من سنته التي هي تفسير وبيان وشرح وايظاح للقرآن العظيم. قال رحمه الله التي اتانا بها اتانا بها. اي اتانا بتلك السنن من رب العالمين. كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد وغيره باسناد لا بأس به الا واني اوتيت القرآن ومثله معه. والذي اتاه ذلك هو رب العالمين وقوله رحمه الله نحو الرشاد وعلم هذا بين به النهاية التي يصل بها من التزم هذه الدلالة. فالنهاية لهذه الدلالة هو الرشاد والرشاد ضد الغيب الرشاد ضد الغيب وهو العمل بالحق على بصيرة وهدى. قال الله جل وعلا قل هذه سبيلي الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فالرشاد اصابة الحق على بصيرة وهدى وهو ضد الغيب الذي يتضمن المخالفة للحق بعلم وادراك. وقوله وعلم اي علم العباد ما فيه خير دينهم وخير دنياهم. ما فيه خير المعاش وخير المعاد التعليم هنا شمل النوعين. وذلك ان الشريعة جاءت باصلاح المعاشي والمعاد وهذا لا بد من التنبيه اليه والتذكير به فان من الناس من يظن ان الشريعة انما جاءت فقط لاقامة الاديان. وهذا غلط الشريعة جاءت لاقامة الدين والدنيا. لا يمكن ان يقوم دين بلا دنيا. ولا يمكن ان تقوم دنيا بلا دين فاقامة الدين يلزم منه اقامة الدنيا. واقامة الدنيا لا تكون الا باقامة الدين ولذلك الامم التي نقص دينها حصل في دنياها من النقص بقدر ما حصل من نقص دينها والامم التي اقامت الدين لا يمكن ان يشهد لها باقامة الدين الا اذا اقامت دنياه. يقول الله جل وعلا وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا. فالنصيب من الدنيا هو من جاءت الشريعة امرة باستحضاره واخذه. ثم قال رحمه الله ازال بها الاغلال الازالة هي النقل. فقول ازال بها اي اذهب ونقل جمع غلاف وهو ما يحيط بالقلب مما يمنع عنه الادراك. الاغلاط جمع غلاف وهو ما يحيط بالقلب مما يمنع عنه الادراك وقد ذم الله تعالى حال القلوب التي غشاها وعلاها الغلاف فقال في قول الكفار وقالوا قلوبنا غلف غلف اي مغلفة وفي الاية اخرى قالوا وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه. وهذا في نفس المعنى لكنه اي تستتر به وتكتن به عن ان يصل اليها ما تدعون اليه و ترشدنا اليه فقوله ازال بها الاغلاف عن قلب حائر اي ازال بها هذه الطبقة التي تعلو القلوب فتحجب عنها الانوار وتحول بينها وبين ادراك الخيرات فتعمل بصيرة. لان الانسان له عينان عين يدرك بها المبصرات الحسية. وعين يدرك بها الامور المعنوية اهي البصيرة وهي عين القلب قال الله جل وعلا انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في فالقلوب تبصر وتدرك ولا يمكن ان تدرك الا بعين باصرة لكن هذه فهذه العيب ليست في كل قلب. فالقلب الكافر قلب انطمست بصيرته. فلا يرى رشد ولا يدرك خيرا. كما ان ابصار الناس تتفاوت في ادراك المبصرات فمنهم حديد البصر الذي يدرك الخفي والبعيد. ومنهم كليله الذي لا يدرك القريب. ولا فيبصر الواضح حتى يعمل في ردعة النهار عن ادراك المرئيات فكذلك بصيرة القلب هي متفاوتة تفاوتا اعظم من تفاوت الناس في حدة ابصارهم وادراك اعينهم قوله رحمه الله ازال بها الاغلاب اي ازال بها الحجب التي تحيط بالقلب فتمنع منه الادراك قال رحمه الله ازال بها الاغلاب عن قلب حائر الحائر هو المتردد في الشيخ وهو خذ من حيرة او حارة وهذه الكلمة تدور على التردد بين شيئين. وذلك ان القلب الخالي من نور القرآن وهدي السنة قلب في شك وفي تردد يقول الله تعالى في ما اخبر به عن حال المشركين بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج في امر متردد مطلع. وكل قلب عرى عن نور البصيرة وعن الحق والهدى فهو في امر مريد. فهو وحائر ولذلك يقول المؤلف ازال بها الاغلاف عن قلب حائر وفتح اذانا اصمت واحكم وفتح والتسليح مقتضاه الانتفاع بما وهب الله تعالى به العبد من المكنع في سمعه وبصره فهو قد ذكر ان القلب ازيل عنه الغنى واذا ازيل الغلاف عن القلب فقد تهيأ واستعد لاستقبال ايش؟ لاستقبال المعلومات واستقبال الانوار التي بها يحيى. ثم ذكر الطريق الموثوق او الطريق الاعظم في حياة القلوب وهو السمع ولذلك قال وفتح اذانا اصمت واحكمت. وذكر الاذان لانها ابلغ بالتأثير من البصر هي ايضا اوسع في التأثير اذ ان السمع يدرك به الانسان ما يشاهده وما لا يشاهده يدرك به الحاضر والغائب سواء كان غائبا في فيما مضى او غائبا فيما يستقبل. ولذلك ذكر هذا الطريق لانه الطريق الذي يسترشد به الانسان الخير. ويدرك به البر وذلك ان الرسل جاءت تخبر عن الله تعالى. وتبين ما له من الحقوق وتبين وجوب الايمان به والايمان باليوم الاخر وسائر ما جاءت به الرسل من امور الايمان. ذلك يدرك عن طريق ايش؟ السمع. ولذلك الادلة اسيري في القلوب. اذا قوله رحمه الله فيا ايها الباغظ استنارة قلبه تدبر كلا الوحيين بدأ بالوحيين القرآن سنة لانهما مبعث كل هداية. وهما النور والروح الذي تحيا به الابدان ادلة سمعية وهي ما يدرك بالسمع من الكتاب والسنة وادلة نظرية وهي التي تدرك بالعقل والفتية والادلة البصرية الا تنفع ماذا تنفع؟ لكنه لم يحيط المؤلف رحمه الله بكل الادلة والطرق التي يحصل بها حياة الخلق انما ذكر هكذا واعظمها تأثيرا وهو السمع. يقول وفتح اذانا اصمت يعني منعت من السمع واحكم يعني واحكم في ازالة هذه الاغلاف فتح هذه الاذان التي اغلقت. فكان متقنا في فتحه. متقنا في ازالته. فقوله من الحكمة وهو وهي الاتقان. للصنعة والتكميل في انشائها و ادراك الغاية. يقول رحمه الله بعد هذه المقدمة فيا ايها الباغي استنارة قلبه هذا مبدأ النظم فيما نظم المؤلف رحمه الله من اسباب حياة القلب. كل ما تقدم هو حمد وثناء على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبيان لسبب الصلاة المستمرة في هذين البيتين كما اذلنا في الوحي والسنن التي اتانا بها نحو الرشاد. وعلم ازال بها الاغلاف عن قلب حائر وفتح اذانا قمة واحكم يقول رحمه الله فيا ايها الباغي وابتدع النظم بالنداء ونادى كل من طلب ورغب في نجاة نفسه قال فيا ايها الباغي استنارة قلبي يا ايها الباغي اي الطالب استنارة استنارة قلبه استنارة هي طلب النور طلب النور واستنارة القلب هي الغاية التي يحصل بها للانسان السعادة في الدنيا والاخرة. ولذلك قال المؤلف فيا ايها الباغث انارة قلبه. لم يقل يا ايها المؤمن او يا ايها المسلم او يا ايها المجتهد انما دعاهم بما يحقق الغاية التي من اجلها يعملون وهي استنارة القلب واستنارة القلب مقصد لكل الخلق لكنهم يختلفون في اصابة هذا المقصد فمنهم من لطف الاسباب المادية لاستنارة قلبه وانشراحه وسعادته. ومنهم من يسلك طرقا منحرفة دينية ومنهم من يهدى الى الصراط المستقيم والنور المبين الذي جاء به خير النبيين صلى الله عليه وسلم شاء يهدى الى اعظم الانوار واعظم ما طرق الدنيا من نور وهو نور النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء به في كتاب ربه وفي سنته صلى الله عليه وسلم. يقول المؤلف فيا ايها الباغي استنارة قلبه تدبر كلا الوحيين وانقد وسلما. وهذا ذكر اول الاسباب التي بها تستنير القلوب. اول الاسباب واعظمها هو تدبر القرآن ولا غرو ولا عجب في ان يكون اعظم الاسباب واولها مما يحصل به نور القلب وحياته تدبر القرآن فان الله تعالى سمى كتابه نورا في مواضع عديدة من محكم التنزيل فمن ذلك قوله جل وعلا قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. وقال جل وعلا فالذين به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه. واتبعوا النور الذي انزل معه هو القرآن العظيم. وكذلك قال جل وعلا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولا جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. فوجد الله تعالى هذا الكتاب الحكيم بانه نور كما انه وصفه بانه روح. والروح بها حياة الابدان. فمن ذلك هذه الاية التي ذكرناها قال الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وقال جل وعلا ينزل الروح ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده. وقال جل وعلا رفيع الدرجات يوقر يرافع الدرجات العرش يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده. فسمى القرآن روحا وسماه نورا. وبهما تكمل الخلق لان حياتها بالروح وقوتها بالنور. والله تعالى سمى ما جاء به النبي صلى الله عليه نورا وضربناه مثلا في كتابه الحكيم فقال جل وعلا الله نور السماوات والارض. مثل نوره جل وعلا مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة من زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. هذا هذا هذه الاضاءة الذاتية هي اضاءة الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله هذه الفطرة اذا انظاف اليها نور الوحي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اشرق الخلق يقول ربنا جل وعلا نور على نور. نور الوحي على نور الفطرة وتكمل وتكمل بذلك الانوار. وتكمل بذلك السعادات. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. ويضرب الله الامثال اي الناس لعلهم يتفكرون. هذا ما ضربه الله تعالى في كتابه الحكيم مثلا لنور القرآن تستنير به القلوب وهما مصدر التقوى فلا يمكن ان تتحقق التقوى لاحد الا بايش الا بالكتاب والسنة والتقوى هي الفرقان الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل يقول الله تعالى في كتابه يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وهذا الفرقان صلبه التمييز بين الخير والشر بين الحق والضلال بين الهدى والزيف هذا لا يكون الا بنور انه نور القرآن. كذلك يقول جل وعلا في ما يكون في قلب العبد من الهداية في هذا القرآن وفي هذا الوحي ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. واقوم في العمل واقوم في الاعتقاد. اقوم في الدين واقوم في الدنيا لكن هذه الانوار التي في الكتاب والسنة ما وسيلة وطريقة الحصول عليها؟ هل هو قراءة القرآن هل هو حفظه؟ هل هو قراءة تفسيره؟ الجواب كل ذلك واهمه التدبر ولذلك قال تدبر كلا الوحيين والتدبر معناه التفهم والتأمل اعادة النظر في الشيء مرة تلو مرة. فانه لا يوصف الانسان بانه متدبر الا اذا اعمل ذهنه في تفهم النصوص وادراك معانيها والنظر فيما احتوته واشتملت عليه من المعاني. تدبرت الى والتدبر مفتاح خير كثير للعبد. يقول ابن القيم التدبر مفتاح حياة القلوب وهذه كلمة عظيمة من هذا الامام الجليل التدبر مفتاح يفتح به الانسان القلوب المغلقة وتنفتح له حياته هذه القلوب من طريق التدبر. ولذلك امر الله جل وعلا بالتدبر بل على من اعرض عنه وجعله من اعمال المعرضين الكافرين يقول الله تعالى كتاب انزلناه اليك ليس مبارك يتدبر اياته. فجعل الله ذكر الله تعالى هذا الكتاب انه انزل وصفه بانه مبارك فيه خير كثير فالبركة والمبارك هو الذي شمل خيرا كثيرا ثم ذكر الطريق الذي تدرك به هذه فقال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته فالتدبر هو الطريق الذي تستخلص بركات هذا القرآن العظيم. وقال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها فالتدبر والتفهم للكتاب هو اعظم ما يدرك به الانسان الخير. ولذلك امر الله تعالى به وعاب على تركيا التدبر فهم والفهم يتبعه عمل وعقل يتبعه عمل وعقد عمل في الاحكام وعقد قائل والاخبار ولذلك قال المؤلف رحمه تدبر كلا الوحيين ثم اتى بالثمرة التي تنتج عن هذا التذمر وانقذ وسلما. الانقياد يكون للاحكام والتسليم يكون للاخبار وهذا شطر مختصر لكن اختصر لك طريق طويل ثم فيه الاعمار. وتقضى فيه الازمان ويبلغ به العبد اعلى الدرجات في الدنيا والاخرة. تدبر كلا الوحيين وانقد وسلما. وهذا من بديع نظم المؤلف قوة ابداعه في هذا النظم رحمه الله حيث اختصر هذا المشروع اللي هو مشروع حياة لا يقتصر في موقف او يوم او ليلة انما هو مشروع عمر يقول في هذا العمل الذي حواه هذا الشطر من هذا البيت. تدبر كلا الوحيين وانقذ وسلم الانقياد مقابل ايش؟ الاحكام الاحكام وسلما مقابل الاخبار. طيب نقف على هذا ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين