الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه واتبع هداه اما بعد فيقول الشيخ الشنقيطي في كتابه دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب يقول رحمه الله تعالى ومن هنا اختلف العلماء في توبة الزندي اعني المستسرة بالكفر. فمن قائل لا تقبل توبته. ومن قائل تقبل ومن مفرق بين اتيانه تائبا قبل الاطلاع عليه وبين الاطلاع على نفاقه قبل التوبة. كما هو معروف في فروع مذاهب بالائمة الاربعة لان الذين يقولون يقتل ولا تقبل توبته يرون ان نفاقه الباطن دليل على ان توبته تقية لا لا حقيقة واستدلوا بقوله تعالى الا الذين تابوا واصلحوا فقالوا الاصلاح شرط والزنديق لا يطلع على اصلاحه. لان الفساد انما اتى مما اسره. فاذا اطلع عليه واظهر الاقلاع لم يزل في الباطن على ما كان عليه. والذي يظهر ان ادلة القائلين بقبول توبته مطلقة اظهر واقوى. كقوله صلى الله عليه وسلم لاسامة رضي الله عنه هلا شققت عن قلبه؟ وقوله بيبي ساره في قتل رجل اليس يصلي؟ قال بلى قال اولئك الذين نهيت عن قتلهم وقوله لخالد لما اذنه في قتل الذي انكر القسمة اني لم اومر بان انقب عن قلوب الناس. وهذه الاحاديث في الصحيح يدل لذلك ايضا اجماعهم على ان احكام الدنيا على الظاهر والله يتولى السرائر. وقد نص تعالى على ان الايمان الكاذبة جنة للمنافقين في الاحكام الدنيوية بقوله اتخذوا ايمانهم جنة وقوله سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس. وقوله بالله انهم لمنكم وما هم منكم الى غير ذلك من اياتي. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد آآ هذه الاية الكريمة التي تقدم الحديث عن معناها ومدلولها وهي قوله تعالى ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون مما يستدل به بعض اهل العلم على عدم قبول توبة الزنديق المرتد وذلك ان من تكررت ردته وكذلك الزنديق الذي يستتر بالكفر اه ازدادوا كفرا والله تعالى قد قال في كتابه ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون. فاستدلوا بقوله لن تقبل توبتهم على عدم قبول توبة من تكررت من تكررت لدته وكذلك من لا يعلم صدق توبته لان الله تعالى استثنى من اه اه المرتدين الذين لا تقبل توبتهم الا الذين الا الذين تابوا واصلحوا هؤلاء لا لا يعلموا اصلاحهم كما تقدم في كلام المصنف رحمه الله ثم عاد المصنف بعد ان استعرظ او اشار الى اقوال المختلفين في مسألة توبة الزنديق وكذلك من تكررت ردته الى الترجيح فقال والذي يظهر ان ادلة القائلين بقبول توبة اه بقبول توبته اي الزنديق مطلقا اظهروا واقوى وذكر لذلك جملة من الادلة اول ذلك آآ قوله صلى الله عليه وسلم هلا شققت عن قلبه ومثله قوله اني لم اومر بان انقب عن قلوب الناس وهذان نصان به في بيان ان من اظهر التوبة ومن اظهر الاسلام فانه يقبل منه ولا يطلب معرفة ما في قلبه فان معرفة ما في القلوب وادراك ما في افتراء امر لا يمكن ان يصل اليه الانسان لان ذلك مما استأثر الله تعالى به فهو العليم بالسرائر والخفايا والضمائر وما تكنه القلوب واما الاحكام فانها تجري في الدنيا على الظواهر والسرائر يتولاها رب السرائر سبحانه وبحمده اه ايضا اه مما يندرج في هذا السياق ان النبي صلى الله عليه وسلم امتنع من قتل من اظهر الصلاة وهي عمل من اعمال الاسلام فكل من ظهر عليه آآ اعمال الاسلام آآ استجاب له ظاهرا فانه يمنع آآ ان يطلب وينقب باطله لان الى الله جل في علاه هذا الدليل الاول الذي استدل به المصنف على ان الراجح من قوله العلماء او من اقوال اهل العلم قبول توبة كل تائب ولو تكررت لدته ولو كان زنديقا اه ولو كان اه اه لا يعلم حقيقة توبته الامر الثالث والامر الثاني الامر الثاني الذي استدل به هو ان الله تعالى جعل ما ما يصدر من اقوال المنافقين من ايمان يقول فان قيل هذه الاية الدالة على عدم قبول توبتهم اخص من غيرها لان فيها القيد بالردة وازدياد الكفر فالذين تكررت منه الردة اخص من مطلق المرتد هذا جواب عما استدل به القائلون بان توبة المرتد مانعا من اجراء احكام آآ الدنيا عليهم بقبول اعذارهم قال رحمه الله قد نص تعالى على ان الايمان الكاذبة جنة اي واقية للمنافقين في الاحكام الدنيوية بقوله اتخذوا ايمانهم جنة وكذلك بقوله سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم وتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس وكذلك قوله ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم. هذه هذا ثاني ما استدل به وهو ان الاحكام الشرعية اه ان الادلة الشرعية قبلت ايمان المنافقين مع وصفهم بالنفاق والنفاق اظهار ما ليس في الباطن فالحكم في الدنيا على الظواهر واما البواطن فانها الى الله تعالى ولا يمكن الجزم بحقائقها بعد ان استدل لما رجحه رحمه الله من قبول توبة الزنديق المستتر بالكفر يجيب عن ادلة المانعين لان الترجيح يقوم على ساقين. الساقية الاولى ذكر صحة ذكر دليل صحة القول الذي ترجحه والساقية الثانية الرد على ادلة من خالف فيقول رحمه الله وما استدل به بعضهم من قتل ابن مسعود لابن النواحة صاحب مسيلمة فيجاب عنه بانه قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه رسولا لمسيلمة لولا ان الرسل لا اقتلوا لقتلتك فقتله ابن مسعود تحقيقا لقوله صلى الله عليه وسلم فقد روي انه قتله لذلك. واضح هذا يعني ما استدلوا به من قتل ابن مسعود رضي الله عنه لابن النواحة صاحب مسيلمة فحجته ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يمتنع من قتله الا لكونه رسولا وهو بعد ان تمكنوا منه ليس برسول تمكنوا منه في قتالهم لمسيلمة فانتفى المانع من القتل فلذلك قتله ابن مسعود قتله تحقيقا لما اراده النبي صلى الله عليه وسلم وليس ان توبة من آآ من من ارتد آآ وتكررت ردته او ازداد كفرا او كان زنديقا يظهر الاسلام ويبطل الكفر آآ لا تقبل فان هذا آآ فان فيها فانه ليس في هذا دليل على هذه المسألة مع الادلة السابقة فاجاب عنه رحمه الله بما اجاب من ان ذلك له حالة خاصة فهو قظية عين قظية خاصة لا يصلح العمل بعموم نعم فان قيل هذه الاية الدالة على عدم قبول توبتهم اخص من غيرها لان فيها القيد بالردة وازدياد الكفر فالذي تكررت منه الردة اخص من مطلق المرتد. والدليل على الاعم ليس دليلا على الاخص. لان وجود الاعمي لا لا يستلزم وجود الاخص. فالجواب ان القرآن دل على قبول توبة من تكرر منه الكفر اذا اخلص في الانابة الى الله وجه دلالة القرآن على ذلك انه تعالى قال ان الذين امنوا ثم كفروا ثم من ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم. ولا ليهديهم سبيلا. ثم بين ان المنافقين داخلون فيهم بقول تعالى بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما ودلالة الاقتران وان ضاعفها الاصول. وان ضاعفها الاصوليون وقد صححتها جماعة من المحققين ولا سيما اذا اعتضدت بدلالة القرينة عليها كما هنا لان قوله تعالى لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا. بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما. فيه الدلالة الواضحة على دخولهم في المراد بالاية بل كونها في خصوصهم قال به جماعة من العلماء. فاذا حققت ذلك فاعلم ان الله تعالى نص على ان من اخلصت توبتها من المنافقين تاب الله عليه بقوله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك فاولئك مع المؤمنين. وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما. ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم. وكان الله شاكرا عليما. وقد كان بن حمير رضي الله عنه من المنافقين الذين انزل الله فيهم قوله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فتاب الى الله باخلاص فتاب الله عليه وانزل الله فيه ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة. تتحصل ان القائلين بعدم اولي توبة من تكررت منه الردة يعنون الاحكام الدنيوية. ولا يخالفني فانه اذا اخلص التوبة الى الله قبلها منه لان في تحقيق المناطق ما تقدم. والعلم عند الله تعالى طيب اه يقول رحمه الله بعد ان فرغ من ذكر ما تقدم اه يقول اه في ايراد اشكال يقول رحمه الله فقد روي نعم ولو تكررت يدته تقبل وذلك ان هذه الاية اخص من عموم تلك الاية التي فيها قبول توبة المرتد حيث ان الله تعالى قيد في هذه الاية عدم القبول بامرين بانه تكررت منهم الردة ان الذي امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم ازدادوا كفرا هذا في في الاية الاخرى باية النساء واما هنا فقد قال ان الذين امنوا ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا وهذا ايضا دليل على تكرر الردة والامر الثاني انه ازدادوا كفرا وهذا اخص من مطلق اه الايات التي قبلها وهي التي فيها ان الذين كفروا بعد ايمانهم لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون الا الذين تابوا واصلحوا فان الله تعالى استثنى من اولئك من تاب واصلح لكن لم يذكر لم يذكر تكرر الردة ولم يذكر الازدياد. بل ذكر الردة مجردة فيقول هنا رحمه الله فالذين تكررت فالذين تكررت منهم الردة اخص من مطلق المرتد والدليل على الاعم ليس دليلا على الاخص لان وجود الاعم لا يستلزم وجود الاخص هذا ايراد اشكال من المصنف رحمه الله على الترجيح الذي سبق. هو رجح ماذا رجح قبول توبة كل مرتد تكررت او لم او لم تتكرر سواء كان توبته من آآ الزندقة او من غيرها الا انه عاد وقال يشكل عليه انما استدلتم به على قبول توبة هي في حق المرتد الذي لم يتحقق فيه تكرر الردة وازدياد الكفر. فالجواب ان القرآن دل على قبول توبة من تكرم منه الكفر اذا اخلص في الانابة الى الله ووجه الدلالة ووجه دلالة القرآن على ذلك انه تعالى قال ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهداهم سبيلا هذا في اية سورة النساء بعدها قال بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما والمنافقون يقول داخلون فيما تقدم يقول ودلالة الاقتران وان ضعفها الاصوليون فقد صححها جماعة من المحققين ولا سيما اذا اعتبرت بدلالة القرينة عليها كما هنا حيث قال لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهدهم سبيلا. بشر المنافقين ان لهم عذابا اليما. فذكر الكفر والنفاق في سياق واحد فدل على انهما في حكم واحد والمنافقون دلت الادلة على انها تقبل توبتهم المنافقون دلت الادلة على انها تقبل توبتهم وذكر الدليل ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا الا الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين. وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما هذه الاية استثنى الله تعالى فيها فيها من من من عقوبة المنافقين من تاب منهم واصلح واخلص دينه لله واعتصم بالله فانه يتحقق له انه مع اهل الايمان فدل هذا على ان من تكرر فانه تقبل توبته قال رحمه الله وقد كان او ذكر شاهد لهذا في حال منافق من المنافقين تاب من نفاقه فقبل الله توبته وهو مخشي ابن حمير حيث كان من الذين استهزأوا بالله بايات الله وبرسوله فكان ما كان من توبة الله تعالى في قوله ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا قوما مجرمين يقول فتح الصلاة ان القائلين بعدم قبول توبة من تكررت منه الردة يعنون الاحكام الدنيوية لا يخالفون في انه اذا اخلص التوبة الى الله قبلها منه. هذا عودة الى ذكر ما يتعلق بتحريم ما يسمى بتحرير محل النزاع عدم القبول عدم قبول التوبة على اي شيء يتوجه يتوجه على الاحكام الدنيوية اما فيما يتعلق بقبول الله لها وعفو الله تعالى عنه فهذا لا ليس محلا للبحث فان الله يتوب من كل يتوب على كل تائب اذا تاب لكن لما كان المنافق ومن تكررت ردته لا يتحقق صدق توبته فان من العلماء من قال انه لا تقبل في الدنيا اما فيما بينه وبين الله فان الله يقبل توبة كل تائب هذا يسمى تحرير محل النزاع وبهذا تكون قد انتهت هذه مسائل متعلقة بهذه الاية والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد