المبعوث رحمة للعالمين السراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنة واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنواصل ما كنا قد قرأناه في الاحاديث متعلقة بصفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم اتباع سنته ظاهرا وباطنا وان ان يرزقنا ورود حوضه والحشر في زمرته ومرافقته في الجنة. و نبدأ الحديث حديث من احاديث فضل الوضوء وهو ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في معرفة امته يوم القيامة قال تأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء. تأتون يوم القيامة غرا محجلين غرا اي في وجوهكم بياض ومحجلين يعني في اطرافكم بياض. من اثار الوضوء اي من اسبابه وعواقبه ونتائجه وهذا من الاحاديث التي تبين فضيلة هذه الاعمال الصالحة يوم القيامة الاعمال الصالحة يوم القيامة لها شأن وكثير منها يتحول الى اشياء محسوسة فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان العبد في ظل صدقته يوم القيامة. فالصدقة والانفاق في سبيل الله يأتي يوم القيامة على صورة ظل او غمامة تظل صاحبها. تظل المتصدق في يوم الموقف والحشر وهذا بعض جزاء الصدقة. وليس كله بل في في المجازات في دخول الجنة شيء مضاعف عن وزائد على هذا الذي يكون في الموقف. فمن الاعمال الصالحة ما يكون ثمرة اجره وثوابه في عرصات يوم القيامة في الموقف يوم القيامة منه الوضوء فانه قال صلى الله عليه وسلم تأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء ومنه ما يكون جزاؤه بعد فصل الحساب والقضاء. ودخول الناس الجنة فيكون لهم من ثمرات اعمالهم الصالحة واجور سعيهم وكدهم في الدنيا ما ينالونه في الاخرة كما قال الله تعالى تلك الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون. فثواب الاعمال على انواع من حيث حصول وقته وزمان ادراكه. منه ما يكون في الحياة البرزخية. ومنه ما يكون يوم القيامة ومنه ما يكون في الجنة. ولكن ليعلم ان العمل الصالح الذي له اجر في الحياة البرزخية في القبور او يوم القيامة لا ينفي ان يكون له اجر عند المستقر في الجنة. فان الاجور المقدمة تكون من فضائله واجوره. لكن ثمة اجر يكون ايضا عند دخول الجنة لعموم قوله وتلك الجنة اورثت اكتموها بما كنتم تعملون. فالوضوء من الاعمال الصالحة التي جاء اجرها وثوابها في الموقف. تأتون يوم القيامة اي تبعثون يوم القيامة غرا محجلين. من اثار الوضوء فهذه الطهارة التي تتطهرون بها لصلواتكم ولعباداتكم تدركون اجرها وفظلها يوم القيامة بنور وبياض يكون في وجوهكم ويكون في اعضاء وضوءكم في اطرافكم غرا محجلين من اثار الوضوء ومن ذلك ما جاء ايضا في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تبلغ الحلية من المؤمن ما يبلغ الوضوء. الحلية يعني ما يؤجر به من العطاء والتزين والتجمل يوم القيامة ما يبلغ الوضوء تبلغ الحلية يوم تبلغ الحلوة تبلغ الحلية من المؤمن ما يبلغ الوضوء. ولم يذكر ذلك في يوم القيامة انما ذكره على وجه الاطلاق وذلك اما ان يكون بالمعنى السابق وهو البياض والتحجيل الغر والتحجير المذكورة في الحديث السابق واما ان يكون شيء اخر يدركه المؤمن بعمله الصالح في الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها فينبغي للمؤمن ان يستحضر فضائل الاعمال واجور العمل ليكون ذلك عونا له على الاستزادة والاستكثار فإن ذكر فضائل الأعمال ينشط النفوس ويشحذ الهمم ويصلح النية ويحمل على اتقان العمل هذي فوائد من استحضار فضائل الاعمال. انه يشحذ النفوس وينشطها على الاعمال الصالحة. كما انه يحملها على اتقان وعلى الاخلاص. على الاتقان في موافقة السنة وعلى الاخلاء وعلى الاخلاص في احسان العمل. ليدرك الانسان ثواب تلك الاعمال الصالحة فان ثواب تلك الاعمال واجورها لا يدركه الانسان بمجرد فعلها دون نية او بفعلها مع في اتباع السنة فان اتباع السنة به يبلغ الانسان السلامة والنجاة. ويدرك الفوز والسبق فلهذا ينبغي للمؤمن ان يحرص على دوام سماع او قراءة احاديث فضائل الاعمال. من الناس من يزهد في هذه هذه فقط رقائق ولا ولا تؤثر هي لو لم يكن فيها خير وعون وحفز للنفوس تنشيط لها في اتقان تلك الاعمال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على بلاغها وبيانها لكن لما بلغها دل ذلك على اهميتها واهميتها العناية بها. فينبغي للمؤمن ان يحرص على مطالعة هذه الاحاديث في فضائل الاعمال واجمع كتاب تجمع ذكر الفضائل للاعمال الصالحة مع العناية بصحة الاحاديث وسلامتها من الموضوعات والمتروكات والواهن من الحديث كتاب رياض الصالحين الحافظ النووي رحمه الله. فانه من اجمع الكتب التي جمعت احاديث الفضائل بل فيها اه جزء كبير معنون بكتاب الفضائل. ذكر فيه فضائل الاعمال الصالحة في كان الاسلام من الصلاة والصوم والحج والزكاة وغيرها من الاعمال التي تتعلق بحقوق العباد فينبغي الحرص على مطالعته. اسأل الله ان يعيننا واياكم على طاعته وان يستعملنا واياكم فيما يحب ويرضى. نعم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله آله وصحبه اجمعين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال رحمه الله وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال ثم مسح صلى الله عليه وسلم برأسه وادخل اصبعه وادخل اصبعيه السباحتين في اذنيه ومسح بابهامين ظاهر امه. اخرجه ابو داوود والنسائي وصححه هذا الحديث حديث عمرو ابن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو موافق لما تقدم من الاحاديث السابقة. حديث عثمان رضي الله تعالى عنه وحديث رضي الله تعالى عنه وحديث عبدالله بن زيد بن عاصم. فكل هذه الاحاديث في بيان صفة وضوء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. الا ان هذا الحديث اضاف شيئا لم يذكر في الاحاديث السابقة وهو مسح الاذنين. والاذنان جزء من الرأس لهما علاقة الرأس من جهة ولهما علاقة بالوجه من جهة. ولذلك من اهل العلم من يقول الاذنان من الوجه ومنهم من يقول الاذنان من الرأس. والذين قالوا الاذنان من استندوا الى ما جاء عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الاذنان من الرأس وهو حديث في اسناده مقال صححه بعض اهل العلم والذين قالوا الاذنان ليسا من الرأس انما من الوجه استدلوا بما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث علي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده سجد وجهها للذي خلقه وشق سمعه وبصره. وشق سمعه وبصره فجعل السمع وهو الاذن من الوجه. وعلى كل حال الله جل وعلا عندما ذكر فرائض الوضوء لم يذكر مسح الاذن. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى مرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين. فليس للاذنين ذكر في الاية. وانما جاء ذكرهما في هذا الحديث وهذا الحديث قد اخرجه كما قال المصنف رحمه الله ابو داوود والنسائي وهو من طريق موسى ابن ابي عائشة عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده و هذه السلسلة سلسلة عمرو بن شعيب عن عن ابيه عن جده مما اختلف فيه العلماء على قولين من حيث صحته وضعفه عليه الائمة النقاد ان هذه الرواية مما يحتج به وهو وهو من الاسانيد المستقيمة التي تصلح للاحتجاج ولهذا صحح هذا الحديث ابن خزيمة وغيره وقد جاء مسح الاذنين في جملة من الاحاديث جاء في حديث عبد الله بن عمرو هذا الذي بين ايدينا وكذلك جاء في حديث المقداد بن معد كرب وجاء في حديث الربيع بنت معاذ وجاء في حديث عبد الله ابن عباس وجماهير العلماء على اية واستحباب على مشروعية جماهير العلماء على مشروعية مسح الاذنين في الوضوء. اي لا خلاف بين اهل العلم انه يشرع مسح الاذنين في الوضوء على وجه الاجمال. الا انهم اختلفوا في حكم مسح الاذنين هل هو واجب او مستحب سنة. للعلماء في ذلك قولان. فذهب جماهير العلماء الى ان مسح الاذنين سنة وليس واجبا لان الله تعالى لم يذكر ذلك في الايات النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في بعض الاحاديث التي وصفت وضوءه وجملة من الاحاديث التي وصفت وضوءه لم تذكر الاذنين وذكروا جملة من الاقيسة ايضا التي تدل على ان على انه لو ترك مسح الاذنين لما اخل بوضوءه فقالوا المسح الوارد هو على وجه الاستحباب لا على وجه الوجوب. قالوا المسح الوارد على وجه الاستحباب وليس واجبا. وهذا القول قوي من حيث النظر. وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في ترجمة ما امر الله تعالى به من الوضوء على نحوين منه ما هو واجب وفرض ومنه ما هو مستحب الواجب هو بيان ما وجب احب فيما يتعلق جملة من الافعال المقارنة للوضوء. ومنه مسح الاذنين. هكذا قال الجمهور. وذهب الامام احمد رحمه الله وهو قول طائفة ايضا من اهل العلم الى ان ان الى ان مسح الاذنين واجب وقالوا فيما يجب هو مسح هو ادخال الاصبعين في ثقب الاذن الصماخ الذي يسميه العلماء الصماخ. صماخ الاذن وهو ثقبها وهذا ما هذا الواجب من المسح ادخال اصبعين في ثقب الاذن وما عداه مستحب ولهذا الاجماع منعقد على ان مسح ظاهر الاذنين وباطنهما ليس واجبا انما الواجب هو مسح ثقبي الاذن السماخ وما عداه ليس واجبا. وعلى كل حال الراجح من القولين ان مسح الاذن في الوضوء ليس واجبا. وانما هو مستحب كما ذهب الى ذلك جماهير العلماء من الحنفية المالكية والشافعية ورواية في مذهب الامام احمد وقول غيرهم من اهل العلم. وحديث الاذنان من الرأس حديث باسناده مقال ولو قيل بثبوته فانه لا يدل على وجوب المسح. وعليه فان مسح الاذنين من تكميل مسح الرأس وليس واجبا فان الذين وصفوا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم منهم من لم يذكر الاذنين بالكلية كحديث عثمان وحديث وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله تعالى عنهم جميعا. فهذا يدل على انه لم يكن لازما ولو كان لازما لبينوه ووصفوه حيث انهم اعتنوا في وسط وضوء النبي صلى الله عليه وسلم بما كان واجبا وبما كان مستحبا وعلى القول بالوجوب كما هو قول وكما هو مذهب الامام احمد وجماعة بينا الواجب وهو ان يمسح ان ان يمسح ثقبي الاذن وهو ما يعرف بالصماخ. هذا الحديث حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عن قال فيه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه وادخل اصبعيه السباحتين. السباحتان جمع سباحة. والسباحة هي التي يسبح بها وهي السبابة وتسمى السبابة والسباحة. وهي الاصبع التي تلي الابهام. سميت هذه الاصبع بالسباحة لانه يشار بها عند التسبيح. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل في خطبته حيث كان يشير اصبعه عند الدعاء وكما هو مشروع في التشهد فان النبي صلى الله عليه وسلم كان كان يرفع اصبعه والسبابة يدعو بها في صلاته. فلذلك سميت سباحة وسبابة. و قول السباحتين تغليب والا فالتسبيح يكون والاشارة غالبا السباحة اليمنى اي الاصبع التي تلي الابهام اليمنى واطلق وسميت الاخرى بذلك تغليبا. والا فانه لا يشار لم ينقل ان النبي صلى الله عليه وسلم اشار بها لا في خطبه ولا في دعائه صلى الله عليه وسلم ولا في صلاته. وقوله رضي الله تعالى في صفة مسح النبي صلى الله عليه وسلم وادخل اصبعيه السباحتين في اذنيه المقصود بالاذنين ولذلك قال ومسح بابهاميه ظاهر اذنيه. ابهامين هما الاصابع العظمى وسميت بهذا الاسم لتميزها عن باقي الاصابع وكبر الابهام فيها وهو فصلة الاصبع. فلذلك سمي سميت ابهاما. فالابهام هو الاصبع الكبرى التي تلي السباحة ولها مفصلان. هكذا وصف عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه صفة وضوء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه ادخل اصبعيه في اذنيه يعني في صماخي اذنيه ومسحا بابهاميه ظاهرا اذنيه. وكما ذكرت الاجماع منعقد على ان مسح ظاهر الاذنين سنة وان وان الواجب يتحقق ادخال الاصبعين في الاذنين. هذا ما يتصل هذا الحديث وما فيه من المسائل فيه من الفوائد تنو حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت هذا في الاحاديث السابقة وصفه خليفتان عثمان وعلي وصفه جمع من الصحابة مر معنا حديث عبد الله بن زيد وحديث علي وحديث وهذا حديث عمرو بن شعيب رضي الله تعالى عنه وجملة من الصحابة وصفوا وضوءه صلى الله عليه وعلى اله وسلم