لان قيام الليل المندوب اليه ليس هو ما كان في اجر قيام الليل انما ما كان قياما حقيقيا. قال من قام رمظان ولم يقل من صلى العشاء والفجر في رمضان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد نقرأ في هذه الليلة ان شاء الله تعالى باب الاعتكاف وقيام رمظان من كتاب بلوغ المرام وما جاء في ذلك من الاحاديث عن سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه نجيب ان شاء الله تعالى في ختم المجلس على اسئلتكم فمن كان عنده سؤال فليكتبه اسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يسددنا في الاقوال والاعمال وان يصلح لنا السر والاعلان وان يغفر لنا الخطأ والزلل والعصيان اللهم صلي على محمد سم الله يا اخي. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا سامعين قال الامام الحافظ ابن حجل رحمه الله باب الاعتكاف وقيام رمضان. عن ابي هريرة رضي الله الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه هذا الباب ذكر فيه المؤلف رحمه الله عملين صالحين مما يكونان في هذا الشهر المبارك. رمضان شهر مبارك انزل الله تعالى فيه خاتم الكتب على خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه وجعله محلا لهبات وعطايا وفضائل ومنن وهي متنوعة ولله الحمد فابواب الخير والبر تعمر كل هذا الزمان صباحا ومساء ليلا ونهارا من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن الاعمال التي يتقرب بها الى الله عز وجل في هذا الشهر الكريم وفي هذا الموسم المبارك الاعتكاف والاعتكاف حقيقته لزوم مسجد لطاعة الله عز وجل هكذا ذكر العلماء في تعريف الاعتكاف انه لزوم مسجد اي الاقامة فيه بنية التعبد لزوم مسجد لطاعة الله عز وجل وبه يعلم ان الاقامة المساجد اذا كانت لغير هذا الغرض فانها لا تسمى اعتكافا وقد نص على ذلك العلماء فيما ذكروه في احكام الاعتكاف فمن نزل المسجد سكنة لانه لا يجد مكانا يسكنه فلا يكون بذلك معتكفا وانما الاعتكاف هو ان يقصد الاقامة في المسجد لطاعة الله عز وجل اي التقرب اليه بلزوم احب البقاع اليه. فالمساجد احب البقاع الى الله تعالى واحبها وافضلها المسجد الحرام الذي جعله حراما يوم خلق السماوات والارض وخصه بانواع من الخصائص والفظائل لا يشركه فيها مكان في الدنيا والمقصود من الاعتكاف جمعية القلب على طاعة الله عز وجل خلوة به سبحانه وبحمده وسيأتي مزيد تفصيل وبيان من خلال ما ذكر المؤلف رحمه الله من الاحاديث في ما يتصل بمقاصد الاعتكاف واحكامه وانما تكلمت عليه لانه ذكر في الترجمة هذا الاسم فبينت ما المقصود بالاعتكاف فالاعتكاف هو التعبد لله عز وجل بلزوم مسجد لطاعته سبحانه واما قيام رمظان فالمقصود بقيام رمظان التقرب الى الله تعالى بصلاة الليل فيه فالقيام هو صلاة الليل التي تكون ما بين المغربي ما بين العشاء الى الفجر مما يتطوع فيه الانسان بما يفتح الله تعالى عليه من التطوعات هذا هو القيام واما رمظان فالمقصود به القيام الذي يكون في هذا الشهر المبارك في لياليه و القيام في اصله عبادة جليلة اثنى الله تعالى على اصحابها وبين فظلها بل هي اول ما شرعه الله تعالى لاهل الاسلام من الاحكام لاهميتها ورفيع منزلتها وكبير اثرها في تحقيق الايمان يقول الله تعالى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا انا سنلقي عليك قولا ثقيلا ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا. فاول ما شرعه الله لاهل الاسلام هذه الصلاة التي تكون في الليل وبه يعلم عظيم شرفها وكبير اثرها فان الله لا يشرع لعباده في اول ما يشرع الا ما كان من المهمات من من الطاعات والعبادات ولهذا استمرت هذه العبادة مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلم يترك القيام صلى الله عليه وسلم لا سفرا ولا حظرا فكان صلى الله عليه وسلم يصلي الليل كل عمره ما كتب الله تعالى له صلى من اول الليل واوسطه واخره فالقيام اثنى الله تعالى لازمه رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنى الله تعالى على اهله وبين ما لهم من النعيم العاجل قال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ثم قال بما يدركه اولئك من الاجور فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين اي مما تقر به اعينهم وتسر به نفوسهم ويعملون به من كل خوف ويدركون به كل امن ومطلوب وسرور وذاك لا يكون الا بطاعة الله عز وجل وبما ذكر من الاعمال الصالحة ومنها القيام فان هؤلاء قوم تتجافى جنوبهم عن المضاجع اي تبعد جنوبهم عن وتير الفرش وطيبها طاعة لله ورغبة فيما عنده سبحانه وبحمده فالقيام فظله عظيم الحديث عن فضائله يطول بها المقام ولكن هذه اشارة بفضل القيام عموما ثم فضله في رمضان على وجه الخصوص هو ما ذكره المؤلف فيما رواه من حديث ابي فيما نقله عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فيما جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه من قام رمظان اي من صلى الليل في رمظان تطوعا وتقرب الى الله عز وجل بهذه الصلاة ايمانا واحتسابا ايمانا واحتسابا تجري على السنتنا تجري على اسماعنا في كثير من الاحيان نسمعها ولكن كثيرا منا قد لا يدركون معناها ويظن انها جملة زائدة ليس فيها مزيد ليس فيها قيد او شرط وهي في الحقيقة قيد او شرط لتحصيل الاجر المذكور. من قام رمظان ايمانا حسابا يعني حال كونه مؤمنا محتسبا غفر له ما تقدم من ذنبه. فجدير بنا ان نفهم الوصف الذي جعله الله تعالى قيدا لادراك الاجر وهو مغفرة الذنوب والخطايا واعلم بارك الله فيك ان الايمان والاحتساب الايمان عمل قلبي جماعه الاقرار المستلزم للاذعان والقبول هذا هو الايمان الايمان حقيقته عمل قلبي ولذلك قال العلماء الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال فالايمان يقر في القلب ويسكنه وهو خير ما تحلى به القلب وتزين وهو لباس التقوى الذي قال فيه جل وعلا ولباس التقوى ذلك خير فالايمان هو الاقرار بكل ما جاء عن عن الله في كتابه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه وصح اقرارا جازما مستلزما للاذعان الاذعان الاحكام وهو الانقياد والتسليم والقبول للاخبار فهذا هو حقيقة الايمان والمقصود به هنا ان قيام رمظان اذا كان باعثه الايمان التصديق والاقرار بمشروعيته وما جاء في فضله هذا هو الايمان الذي جعل جعل شرطا لتحصيل المغفرة من قام رمظان ايمانا اي مقرا بمشروعيته مشروعية القيام ومقرا بما جاء في فضائله هذا هو الباعث على العمل هذا الذي يحمل الانسان على القيام قال واحتسابا الاحتساب هو الطمع والرجاء بثواب ذلك عند الله عز وجل فهو الغاية فيكون قوله ايمان ايمانا هو الباعث واحتسابا هو الغاية والمقصود ويكون بهذا قد جمع الانسان بين هذين الامرين الجليلين ان يكون عمله صادرا عن رغبة فيما عند الله صادرا عن ايمان بما شرع الله تعالى وتصديق فيما اخبر وان يكون عمله لاجل طلب الثواب منه سبحانه وبحمده والرغبة في ان يكون الاجر من قبله لا من سواه. فلا يرجو من احد جزاء ولا شكورا ولا يؤمل من احد عطاء ولا ثواب بل رغبته وهمته حرصه على ان يجد جزاء ذلك عند الله عز وجل ومن الله سبحانه وبحمده هذا معنى قوله ايمانا واحتسابا واعلم بارك الله فيك ان هذين ان هاتين الحالين الايمان والاحتساب شرط في جميع الاعمال بلا استثناء فلا يدرك الانسان اجرا ولا ثوابا في عمل من الاعمال الصالحة سواء كان فرضا او كان نفلا الا بتوفير هذين الشرطين الا بقيام هذين الوصفين ان يكون عمله صادرا عن ايمان وان يكون عمله احتسابا عند العزيز الغفار جل في علاه وبذلك يحقق الانسان المطلوب في تحقيق في في نيل الاجر وتحصيله ثم قال صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه غفر له المغفرة تقتضي امرين الامر الاول التجاوز عن الخطايا والمحو للسيئات والامر الثاني الستر وعدم الفظح وكلاهما من معاني المغفرة وهما جزاء واجر من قام رمظان ايمانا واحتسابا ان يغفر الله له خطاياه بان يمحوها والا يؤاخذه بها وان يتجاوز عنه فيها وكذلك ان يسترها عليه فلا يفضحه بها. يوم عرض ويوم يقوم الناس لرب العالمين بل من تمام فضله انه لا يعاقبه عليها وكذلك لا يفضحه بها هذا معنى المغفرة فانت اذا قلت اللهم اغفر لي فانت تسأل الله هذين الامرين تسأله ان يتجاوز عن سيئاتك وان يمحو خطاياك والا يعاقبك على ذنبك وان يسترك فلا يفضحك وان يستركا فلا يفضحك وهذا مما يكمل به عظيم الفضل من الرب جل وعلا على العبد في مغفرة السيئات ان يجمع له هذين الامرين التجاوز والصفح والمحو والامر الثاني الستر وعدم الفظح فاذا تحقق للعبد هذان الامران فاز فوزا عظيما ويا له من جزاء عظيم جزيل على عمل يسير من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه عرفنا معنى غفر له ايش معنى المغفرة ها يا اخوان غفر له تتضمن معنيين المعنى الاول المحو والصفح. المعنى الثاني الستر وعدم الفرح هذا معنى المغفرة قول ما تقدم من ذنبه يعني الذي تقدم من خطاياه وذنوبه كلها تغفر والذنوب ايها الاخوة انواع واصناف منها كبير ومنها صغير منها ما هو في حق الله ومنها ما هو في حق الخلق والحديث جاء مطلقا قال غفر له ما تقدم من ذنبه ما من الفاظ العموم في لسان العرب. بمعنى الذي تقدم وهذا يشمل كل الذنوب الصغائر والكبائر وما كان في حق الله وما كان في حق الخلق هذا الذي يظهر من من عموم اللفظ وما دل عليه الا ان هذا المعنى تكلم عنه اهل العلم بانواع من قيود فقال جمهور العلماء ان المغفرة التي في قوله غفر له ما تقدم من ذنبه المقصود به بها الصغائر دون الكبائر فان الكبائر لا تغفر الا بالتوبة واستدلوا لذلك بجملة من الادلة فقالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الفرائض وهي من مهمات الاعمال تكفر الصغائر دون الكبائر فالصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر فاذا كان هذا في الفرائض وهي اعظم اجرا واكبر قدرا عند الله عز وجل فكذلك في قيام الليل في رمضان فانه يغفر الصغائر واستدلوا بهذا القيد لاخراج الكبائر وقالوا الكبائر لا يغفرها شيء الا التوبة منها الا التوبة منها فلا بد من توبة لمغفرتها. والتوبة امر يسير ليس بين الانسان وبين التوبة ما يحجزه. اذا صدق في ايه طلب ما عند الله اذا جمهور العلماء حملوا قوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه على صغائر الذنب وقال جماعة من اهل العلم بل الحديث بل بل الحديث عام فيبقى على عمومه فالمغفرة هنا شاملة لكل الذنوب صغيرها وكبيرها لمن حقق الوصف المطلوب والعمل المشروط لتحصيل ذلك وهو ان يقوم رمظان ايمانا واحتسابا لهذا قال جماعة من اهل العلم وقالوا انما ورد في الشرع مقيدا يؤخذ به في موضعه وما ورد مطلقا يبقى على اطلاقه وما ورد عاما يبقى على عمومه وهذا القول هو الاقرب للصواب والله تعالى اعلم ان قوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه يشمل الصغير والكبير بفظله ومنه وعظيم جوده وكرمه واما كون الاحاديث في الصلوات الخمس وهي مكتوبة مفروضة قيدت اجتناب الكبائر فان هذا يكون قيدا في الموضع الذي ورد فيه ولا ينقل الى غيره لان القياس في باب الحسنات والعقوبات لها مجال له فقد يكون العمل غير واجب ويترتب عليه من عطاء الله وفضله ما لم يرد مثله في الواجب ما لم يرد مثله في الواجب وبالتالي لا يمكن ان يلغى ما دل عليه الحديث من عموم لورود القيد في عمل اخر من اعمال مشابهة او من اعمال في معناه اذ ان القياس في العمل الصالح في اثبات الاجر القياس في اثبات الاجور او العقوبات غير وارد هذا ما يتصل بقوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه بقي ما يتعلق التبعات حقوق العباد هل تدخل في هذا عامة العلماء على ان حقوق العباد لا تدخلوا في عموم قوله غفر له ما تقدم من ذنبه. لان حقوق العباد فيها حقا السرقة الغصب النميمة الغيبة وما اشبه ذلك الجناية على الدماء الانفس هذه فيها حقان حق لله الذي منع ذلك وهذا يدخل في عموم غفر له ما تقدم من ذنبه وحق للمخلوق لا يمكن ان يعفى عنه الا اسقاط صاحبه بعفو صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الصحيح من حديث ابي هريرة من عنده من كانت له عند اخيه مظلمة من كانت له عند اخيه مظلمة فليتحلله اليوم قبل ان لا يكون درهم ولا دينار فامر النبي صلى الله عليه وسلم في حقوق العباد بالتحلل لان حقوق العباد لا تسقط بمجرد ان يتوب الانسان فيما بينه وبين ربه بل لا بد من استباحة صاحب الحق وسماحه فاذا اخذ الانسان مالا بغير حق فانه لا يكفي ان يقول ربي اغفر لي وتب علي هذا يصلح في حق الله لكن يبقى حق المخلوق لا بد من التحلل منه والذي يظهر لي والله تعالى اعلم ان نتبعات وهي حقوق العباد ما كان الانسان فيه مستطيعا ان يرد الحق الى اهله فالواجب عليه ان يرد الحق الى اهله ولا يغفره شيء من العمل الصالح لا قيام رمظان ولا صوم رمظان ايمانا واحتسابا ولا حج ولا غيره من الاعمال الصالحة التي وردت فيها المغفرة لان حقوق العباد مبنية على المشاحة اذا استطاع ان يرد الحق الى اهله. اما اذا عجز ان يرد الحقوق الى اهلها وتاب توبة وتاب توبة نصوحا وصدق فيها فارجو ان يتحمل الله تعالى عنه لصدق توبته وبهذا يبقى عموم الحديث من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فيشمل الصغائر ويشمل الكبائر ويشمل التبعات اي حقوق العباد التي يعجز الانسان عن ردها الى اهلها يعجز ليس عنده قدرة على رد المظالم الى اهلها اما لغيابهم او لذهابهم او لموتهم ولا سبيل الى استباحتهم او غير ذلك من الاسباب وهذا يبين عظيم الفظل في مثل هذه الاعمال التي يحط الله بها الاوزار ويغفر بها الخطايا ويتجاوز بها عن الذنوب ويستر بها ما يكون من العثرات وما احوجنا الى مغفرة الذنوب ولذلك من رحمة الله ان نوع اسباب المغفرة وعدد اسباب التكفير تكفير الذنوب والخطايا والسيئات على نحو لا يعجز فيه الانسان عن ان يتخلص من اثار ذنبه. اذا صدق في الرغبة فيما عند الله عز وجل اما ما يتعلق المسائل التي في هذا الحديث فهذا الحديث استدل به الفقهاء على عدة مسائل المسألة الاولى قيام رمظان في هذا الحديث دليل لما اجمع عليه العلماء من ان قيام رمظان وصلاة التراويح سنة وعمل صالح وفضيلة يندب اليها كل اهل الاسلام ووجه ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم رتب هذا الاجر العظيم والفضل الكبير على قيام رمظان فقال من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه المسألة الثانية من المسائل التي يفيدها الحديث ان فضيلة قيام رمظان والاجر المرتب عليه يدركه كل من قام رمضان سواء قامه في جماعة او منفردا فاستدل بهذا الحديث عامة العلماء في ان قيام رمظان وما رتب الله وما رتب عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الاجر والثواب شامل لمن صلى الليلة في جماعة او منفردا ووجه ذلك العموم في قوله من قام رمظان يشمل من قامه في جماعة ومن قامه فرادى فكل من قام رمظان ادرك هذه الفظيلة لكن من قام مع الامام حتى ينصرف كان له اجر قيام ليلة طال قيامه ام قصر لما جاء في المسند والسنن من حديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى باصحابه ثلث الليل وقام بهم في ليلة اخرى شطر الليل نصف الليل ثم قيل له لو نفلتنا بقية ليلتنا يعني لو مديت الصلاة بنا بقية الليلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم من قام مع الامام حتى ينصرف اي حتى تنقضي صلاته كتب له قيام ليلة اي كتب له اجر قيام ليلة وهذا يدل على حصول الفضل بالصلاة مع الامام طالت صلاته او قصرت فهذا فظل عظيم واجر جزيل يدركه ملازمة الائمة لكن لو لو اختار ان يصلي في بيته يصلي منفردا فانه سيدرك الفضيلة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا يشمل ما اذا قامه في جماعة او قامه منفردا والقيام يتحقق لكل من صلى شيئا من الليل صلى صلاة طويلة او قصيرة فان كل من صلى صلاة من صلاة شيئا من صلاة الليل ادرك الفضيلة وبعض اهل العلم يقول انه يدرك الفظيلة من صلى العشاء والفجر ولو لم يتنفل بينهما لانه جاء في حديث عثمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله فاذا حافظ على صلاة الفجر وصلاة العشاء جماعة في رمظان ولو لم يصلي صلاة بينهما يكون بذلك ادرك اجر قيام الليل هكذا قال بعض اهل العلم والصواب ان ذلك لا يدرك به قيام الليل غفر له ما تقدم من ذنبه فالذي يظهر لي ان هذا ان هذا ليس مشمولا بالفظيلة الفضيلة في في حق من قام الليل وقيام الليل كما ذكرت يكون بالصلاة بين العشاء والفجر طويلا او قصيرا ما فتح الله تعالى على الانسان فانه من قيام الليل. من احب ان يوتر ركعة فليوتر من احب ان يوتر بخمس فليوتر ومن احب ان يوتر بثلاث فليوتر ومن احب ان يوتر بركعة فليوتر. وكل ذلك من قيام الليل المسألة الثالثة من المسائل التي افادها الحديث حديث ابي ذر حديث ابي هريرة من قام مع الامام حتى ينصرف من قام رمظان من قام رمظان غفر له ما تقدم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ان من شرط تحصيل الاجر بالعمل الصالح ان يكون عن ايمان واحتساب وهذا دليل هذا الحديث دليل مما ذهب اليه عامة اهل العلم انه لابد بالاعمال الصالحة لحصول الاجر المرتب عليها من نية فمن قام عادة من قام عرفا من قام مراعاة لمصلحة غير الايمان والاحتساب اي لمقصد غير ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا يدرك الاجر المرتب على ذلك العمل فالاعمال الصالحة انما يقع بها غفران الذنوب وتكفير السيئات اذا صاحبها الايمان والاحتساب وصدق النية كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه المسألة الرابعة من مسائل هذا الحديث جواز تسمية رمظان بهذا الاسم مجردا عن ذكر الشهر وقد استدل بهذا الحديث من قال انه يجوز ان يطلق على رمضان مجرد الاسم رمظان وهذي قد يستغربها البعض وذلك انه لا لا يعلم ان من العلماء من ينهى عن تسمية رمظان باسمه مجردا بل اذا ذكر رمظان لا بد ان معه الشهر فيقول شهر رمظان وهذا الحديث مما تنازع فيه المختلفون في كراهية قول رمضان مجردا دون ذكر الشهر فاستدل بهذا الحديث لما ذهب اليه الحنابلة في صحيح مذهبهم من انه لا يكره قول رمضان يعني لا يكره ان تسمي هذا الشهر برمضان مجردا دون ذكر الشهر ووجهه ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اسم الشهر دون ان يذكر الشهر واجابوا عما جاء من قوله من الحديث الذي اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تقولوا جاء رمظان فان رمظان اسم من اسماء الله ولكن قولوا شهر شهر رمظان هذا حديث لا عبرة به لا يصح ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل قال ابن الجوزي انه موظوع ولم يذكره احد لم يذكر احد ان من اسماء الله رمظان فهذا لا عبرة به ولا حجة فيه واما الشافعية والحنابلة في قول في القول الثاني فيرون كراهية قول رمضان دون ذكر ما يدل على ارادة الشهر خلافا للحنفية قول عند الحنابلة حيث قالوا بالكراهية مطلقا فعندنا في المسألة ثلاثة اقوال من العلماء من يكره قول رمضان مطلقا قل اذا بغيت تقول رمضان فقل شهر رمظان ومنهم من يقول انه اذا دل دليل على ارادة الشهر جاز اطلاق رمظان دون الشهر والقول الثالث وهو مذهب الحنابلة انه يجوز اطلاق رمظان دون ذكر الشهر سواء دلت قرينة على ارادته او لا وهذا هو الصحيح الذي دلت عليه الادلة وهو جواز اطلاق رمظان دون تقييده بشهر ولا بغيره فيجوز ان تقول جاء رمضان وتقول دخل رمظان وتقول ساصوم رمظان وتقول ساسافر في رمظان وسأعتمر في رمظان دون ان تقول شهر رمظان لعدم الدليل على على ذلك والاية ليست محرمة لذكر رمظان مفردا حيث قال الله تعالى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن انما هو بيان ليه تشريف هذا الزمان بهذا بهذه الصيغة ولكن لا يدل على تحريم ان يقول الانسان رمظان مجردا عن ذكر الشهر هذا ما تضمنه هذا الحديث من المسائل والفوائد