في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق الى اهلها يوم القيامة اي سيؤدي الله تعالى الحقوق الى اهلها بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال المؤلف رحمه الله تعالى وكل شيء مما اوجب الله عليه الفناء يفنى الا الجنة والنار والعرش والكرسي واللوح والقلم والصور ليس يفنى شيء من هذا ابدا ثم يبعث الله الخلق على ما ماتوا عليه يوم القيامة فيحاسبهم بما شاء. فريق في الجنة وفريق في السعير. ويقول لسائر الخلق من لم يخلق ويقول لسائر الخلق ممن لم يخلق للبقاء كونوا ترابا. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين آآ هذا المقطع تقدم الحديث عن اه اكثره فقوله رحمه الله ثم يبعث الله الخلق على ما ماتوا عليه يوم القيامة يعني من الايمان والكفر والصلاح والفساد فيحاسبهم بما شاء اي يعد عليهم اعمالهم فالحساب هو عد الحسنات والسيئات وهذا بحق اهل الاسلام ممن لهم حسنات وسيئات اما اهل الكفر فان افناء حسناتهم وذهاب آآ اعمالهم بالاحباط لا يبقي لهم حسنة ليحاسبوا عليها بل يلقون في النار وانما يقررهم الله تعالى على ما كان من سيء اعمالهم واما الحساب الذي هو الموازنة بين الحسنات والسيئات فهذا لا يكون الا لاهل الاسلام لان معهم حسنات وسيئات يحاسبون بها فيحاسبهم بما شاء اي بما اراد جل في علاه وكيفما اراد ثم نهاية هذا الحساب ومآله انقسام الناس الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير والى هذا ينتهي حال الناس طريق في الجنة وفريق في السعير لكن هذا آآ ليس آآ آآ من اول الوقت بمعنى انه ليس كل من دخل السعير بقي فيها بل من اهل النار من يدخلها دخولا مؤقتا ليمحص ويطهر ثم يعود بعد ذلك الى الجنة. لكن منتهى اه احوال الناس اما الى جنة واما الى اما الى سعير قال رحمه الله ويقول لسائل الخلق اي لبقية الخلق من غير الانس والجن ممن لم يخلق للبقاء كونوا ترابا وهذا في حق البهائم و نحوهم ممن يحشرون يوم القيامة فيقتص لهم مختص للحقوق التي بينهم والمظالم ثم بعد ذلك يقال لهم كونوا ترابا ودليل ذلك قول الله تعالى يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض اي ان تبتلعه الارض كما هو كما هي حال كما هي حال اولئك الذين لم يخلقوا للبقى وقد قال الله تعالى انا انذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا والمقصود بالتراب هنا ان يصير الى زوال الى عدم الى لا شيء الى اصل خلقته وهذا بالنظر الى ان الخلائق ممن لم يرد الله عز وجل لهم البقاء يصيرون الى تراب هذا معنى قوله رحمه الله كونوا ترابا اي صيروا ترابا وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فلا يبقى الا منعم او معذب ممن اراد الله تعالى لهم البقاء من الانس والجن وغيرهم ممن خلق الله تعالى واراد بقاءهم ثم قال رحمه الله والايمان بالقصاص يوم القيامة بين الخلق كلهم بني ادم والسباع والهوام حتى للذرة من الذرة حتى يأخذ الله لبعضهم من بعض لاهل الجنة من اهل النار واهل النار من اهل الجنة واهل الجنة بعضهم من بعض واهل النار لبعضهم من بعض هذا بيان ومزيد تفصيل لعاقبة الحساب وان الحساب وزن ثم بعد هذا آآ يكون الناس في ما يتعلق ثمرة ذلك الحساب ان يختص الظالم من المظلوم وآآ ذلك بما ذكر رحمه الله في قوله والايمان والايمان بالقصاص يوم القيامة. اي بان الله تعالى يقتص لكل مظلوم ممن ظلمه لكمال العدل يقتص الله تعالى للشاة الجلحاء من الشاة القرناء وهذا من تمام عهد الله عز وجل وقد جاء الخبر بذلك وذلك ما ذكر من القصاص حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء وهذا معنى قوله رحمه الله والايمان بالقصاص يوم القيامة بين الخلق كلهم. يعني العاقل منهم وغير العاقل حتى يقول رحمه الله ثم ذكر تفصيل ذلك بقوله بني ادم والسباع والهوان حتى للذرة من الذرة حتى يأخذ الله لبعضهم من بعض لاهل الجنة من اهل النار اي يقتص لاهل الجنة الحقوق التي على اهل النار واهل النار من اهل الجنة اي الحقوق التي لاهل النار من اهل الجنة فلو ظلم مسلم كافرا فان ذلك لا يذهب بل يقتص الله تعالى للكافر ولو كان من اهل النار من ممن ظلمه ولو كان مسلما واهل الجنة بعضهم من بعض كما قال تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين. قال واهل النار بعضهم من بعض فلا يبقى حق لاحد على احد كما قال الله تعالى ونضع الموازين القصة ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا تبيه وهذا فيه تمام العدل ودقته وانه لا يفوت منه شيء بل الدقيق والجليل كله آآ يحصى على الخلق يوم البعث والنشور. ثم قال رحمه الله قال واخلاص العمل لله والرضا بقضاء الله والصبر على حكم الله والايمان بما قال الله عز وجل والايمان باقدار الله كلها خيرها وشرها وحلوها ومرها قد علم الله ما العباد عاملون والى ما هم صائرون لا يخرجون من علم الله ولا يكون في الاراضين ولا في السماوات الا اما علم الله عز وجل وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. ولا خالق مع الله هذا العرض لجملة من اعمال القلوب وآآ العقائد فبين فيه المؤلف رحمه الله ان هذه الاعمال مما يندرج بعقد اهل السنة والجماعة. قال رحمه الله واخلاص العمل لله اخلاص العمل اي ان يكون العمل خالصا من كل شائبة ان يكون نصيحا ان يكون لله لا يبتغى به سواه فاخلاص العمل لله بالقصد يعني يقصد بالعمل الله عز وجل لا يقصد سواه وقوله رحمه الله العمل يشمل العمل الظاهر والباطن العمل الواجب والمستحب فان الواجب في كل الاعمال ان تكون لله خالصة انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. وقد قال الله تعالى الا لله الدين الخالص اي العمل الخالص وقال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فكل الاعمال ينبغي ان يكون فيها الاخلاص لله بان لا يقصد سواه. ومن قصد غيره فقد اتعب نفسه فيما لا طائل وراءه قال الله جل وعلا بما جاء في الحديث الالهي من من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما روي عن ربه من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه وآآ كل من خرج عن هذه القاعدة انه لم يقصد بذلك الله من مقاصد اه العاملين فانه خارج عن الاخلاص المطلوب في قوله واخلاص العمل لله قال والرضا بقضاء الله الرضا بقضاء الله اي الرضا بفعله جل وعلا فالقضاء حكمه الكوني الرضا بحكمه وفعله قول الرضا والرضا بقضاء الله اي الرضا بحكم الله الكوني وفعله وذلك بالنظر الى انه الفاعل جل في علاه. الذي يقضي ما يشاء ويحكم ما يريد. وانه لا يقضي ولا يحكم في كونه بشيء الا وله فيه حكمة لكن هذا الرضا لا يعني ان يحتج بالقضاء والقدر على الشرع بل عندما يأتي الشرع بامر فان الواجب المبادرة الى امتثاله وعدم معارضته بالقضاء والقدر. فالرضا هو بالنظر الى انه حكم الله وانه فعله جل في علاه. لكن بالنظر الى المقضي والمقدر فان كان مما تقره الشريعة قبله سر به وان كان مما ترده الشريعة وجب عليه رده وامتثال الشرع في التعامل معه وان كان فيما يتعلق بحوادث الزمان والمصائب التي تنزل بالناس فهذا الواجب فيه ما جاءت فيه الشريعة من الصبر واما الرضا فهذه مرتبة عالية وهي ان لا يختار غير ما اختاره الله تعالى له ولا يعني هذا الا يفر من قدر الله الى قدر الله لا يعني هذا ان لا يبذل السبب برد المكروه. قوله رحمه الله والصبر على حكم الله ايا الصبر على ما قضاه الله تعالى وقدره. الرضا بقضاء الله الذي هو فعله والصبر على حكم الله الذي هو مفعوله جل في علاه الرضا واجب بالنظر الى فعله وهو من مقتضيات الرضا بالله ربا ان ترضى به آآ مدبرا خالقا رازقا مالكا واما اما اما المقدور والمقضي فهذا يقابل بالصبر عدم الجزع والتسخط لما قضاه جل وعلا وقدره. قال والايمان بما قال الله عز وجل اي ومن الواجب وعقائد اهل السنة والجماعة الايمان بما قال الله عز وجل اي بما تكلم به جل في علاه واخبر به من الاحكام والاخبار كما قاله الله عز وجل نوعان حكم وخبر فالخبر يقابل بالقبول و الحكم القابل بالاذعان والانقياد وهذا ما يقابل به كل ما جاء عن الله سمعنا واطعنا سمع السمع القبول والاطاعة والطاعة الامتثال قال رحمه الله والايمان باقدار الله كلها خيرها وشرها الايمان بالقدر المقصود به ان اه المقصود به ان يؤمن الانسان ان كل ما قضاه الله تعالى وقدره في الكون انما هو بعلمه السابق وبكتابته لذلك العلم وبمشيئته وهو الخالق له جل في علاه. هذه اربع مراتب هذه اربع مراتب يتحقق بها الايمان بالقدر علم كتابة مولانا مشيئته هذه ثلاثة مراتب بعد ذلك وخلقه وهو ايجاد وتكوين هذا هو الرابع من مراتب الايمان بالقدر وقول خيرها وشرها وحلوها ومرها اي بكل ما قضاه الله تعالى من الخير والشر. والخير والشر هنا بالنظر الى ما يكون من نظر الناس الى المقدور اما بالنظر الى فعله جل وعلا فكله خير كما دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك والخير كله في يديك ثم قال رحمه الله قد علم الله ما العباد عاملون. هذا من مستلزمات الايمان بالقدر ان يوقن المؤمن بان الله علم كل شيء قبل وقوعه ما اصعب مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير فما من شيء الا والله تعالى قد احاط به علما قبل وقوعه فهو بكل شيء عليم هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. قال رحمه الله اه والى ما هم صائرون يعني علم الاعمال والمآل العمل ما يكون من اعمالهم في طاعة الله ومعصيته وفي سائر احوالهم وشؤونهم والى ما هم صائرون اي ما ينتهي اليه حالهم سواء في الدنيا بمعرفة عواقب الوقائع والاحداث افرادا او بالنظر الى ما يكون في الاخرة من كونهم من اهل الجنة او من اهل السعير. قال لا يخرجون من علم الله اي قد احاط الله تعالى علما بكل احوالهم وشؤونهم فان العبد اذا نفخ اذا جاء الملك لنفخ الروح فيه سأل الله تعالى فامره بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله عمله وشقي وشقي او سعيد يكتب على الانسان عند نفخ الروح فيه هذه الامور يكتب هذه الامور جميعها وهذا مما يدل لقوله رحمه الله لا يخرجون نعم ولا نعم ولا يخرجون من علم الله فقد احاط بكل شيء علما. قال تعالى ولا يحيطون به علما وهو جل وعلا اه بكل شيء محيط. قال ولا يكون في الارض وقال جل وعلا الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. قال ولا يكون في الارض هنا ولا في السماوات الا ما علم الله عز وجل وهذا شامل لكل حركة او سكون فلا يخلو شيء عن علم الله عز وجل في هذا الكون في السماء والارض في البر والبحر في السهل والوعر في شأن بني ادم وفي شأن سائر الخلق فعلم مثاقيل البحار وعدد قطر المطر وعدد حب الرمل وعدد ورق الشجر كل ذلك قد احاط به علما سبحانه وبحمده فهو بكل شيء عليم جل في علاه لا يخفى عليه شيء من خلقه. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ وقد خلق كل هذا واحاط به علما جل في علاه. قال تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. اي ان ما نزل بك من اقضية الله واقداره لم يكن ليتجاوزك لغيرك بل لا محالة هو نازل بك وواقع عليك وما اخطأك اي ما تجاوزك ولم يقع بك لم يكن ليصيبك اي يستحيل ان ينزل بك لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وقد جاء هذا في خبر عبد الله بن فيروز الديلمي عندما سأل ابي بن كعب وزيد ابن ثابت وحذيفة بن اليمان وعبدالله بن مسعود قال لهم انه قد وقع في نفسه شيء من القدر فحدثني لعل الله ان يذهبه آآ مني عني فقال لو ان الله عذب اهل سماواته وارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولكن رحمته اوسع لهم واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن لاخطاك. وانك لو انفقت مثل احد ذهبا ما تقبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ولو مت على خير هذا لكنت من اهل النار وهذا اه جاء فيه واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. قال ولا خالق مع الله. هذا المقطع من كلام المؤلف هو تفصيل لي اه الايمان بالقدر فقد تقدم قبل قليل ان الايمان بالقدر يتضمن الايمان باربع مراتب المرتبة الاولى الايمان بعلم الله السابق لجميع الحوادث والوقائع قبل وقوعها وان ذلك مكتوب قد كتبه الله عز وجل فلا يخفى عليه شيء جل في علاه وان ذلك آآ قد شاءه الله واراده وان ذلك قد خلقه الله فهو خالق كل شيء سبحانه وبحمده ولذلك قال ولا خالق مع الله فهو خالق كل شيء سبحانه وبحمده. ثم قال والتكبير في الجنائز قال رحمه الله والتكبير على الجنائز اربع وهو قول مالك ابن انس وسفيان وسفيان الثوري والحسن بن صالح واحمد بن حنبل والفقهاء وهكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والايمان التكبير على الجنائز اي التكبيرات التي تكون على الجنازة قوله اربعة هذي من مسائل الفقه وليس من مسائل الاعتقاد وقد ذكرنا ان المؤلف رحمه الله ذكر وفي ثنايا كتابه جملة من مسائل الفقه وان لم تكن في مسائل الاعتقاد لكن هي اقوال آآ قال بها بعض اهل البدع فميز اهل السنة بتلك الاقوال وانها من اقوال وان كانت فقهية ولهذا ابن عبد البر رحمه الله قال اتفق العلماء على ان التكبيرات في الجنازة اربعة ايه واختلفوا فيما عدا ذلك يعني في مزاد اختلافا فيه شذوذ يشبه البدعة يشبه البدعة مما يشير الى ان المؤلف انما ذكر هذا في آآ كتابه لاجل بيان اه السنة وما يعتقده وما يعمله اهلها ومن ذكرهم هم اعيان من اهل السنة والا في المسألة كما ذكر غير واحد من اهل العلم اجماعيا اي انهم اتفقوا على ان تكبيرات الجنازة اربعة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد نقف على قوله والايمان بانما مع كل قطرة ملكان