بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة عبودية ولما غلب هذا الاصطلاح سار فيتوهم من اعتاده انه هكذا في لغة العرب ومنهم من يجعل لفظ الكلمة في اللغة لفظا مشتركا. بين الاسم مثلا وبين الجملة. ولا يعرف في صريح في اللغة من لفظ الكلمة الا الجملة التامة. والمقصود هناك ان المشروع في ذكر الله سبحانه هو ذكره بجملة تامة. وهو المسمى بالكلام. والواحد منه بالكلمة. وهو الذي ينفع القلوب ويحصل به الثواب والاجر. والقرب الى الله ومعرفته. ومحبته وخشيته. وغير ذلك من المطالب العالية والمقاصد الثانية. واما الاقتصار على الاسم المفرد مظهرا او مضمرا فلا فضلا عن ان يكون من ذكر الخاصة والعارفين. بل هو وسيلة الى انواع من البدع والضلالات وذريعة الى تصورات واحوال فاسدة من احوال اهل الالحاد واهل الاتحاد كما بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع. نعم ذكر الشيخ رحمه الله في غير هذا الموضع كيف توصل بذكر الاسم المفرد الى انواع من الضلالات كذلك انهم يأمرون المريدين بان يجلس احدهم في غرفة مظلمة وينكس رأسه ويكرر الله الله الله ثم يتلقى ما يلقى في قلبه من علوم ومعارف ويقول هذه كشوفات. ويقول بعضهم انه يتلقى في هذه الحال شيئا لم يتلقاه الانبياء. ويصل الى مرتبة تفوق مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج ولا مرتبة موسى عليه السلام لما كلمه الله في الطور او عند الضوء. المهم ان ان انواعا من البدع والضلال تترتب على على هذه البدعة وهي ذكر الله. تعالى بالاسم المفرد وما روي من النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الله بالاسم المفرد لا يصح بل هو حديث موضوع فانهم قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم علم علي ابن ابي طالب فقال له قل الله الله الله ثلاث مرات فكررها وهذا حديث موضوع كما قال الشيخ رحمه الله. بل الذكر في شريعة الاسلام لا يكون الا ذكرا نافعا مفيدا يعني يحصل به معنى تام الا نعبد الا الله ولا نعبده الا بما شرع له نعبده بالبدع كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا بعبادة ربه احدا. وذلك تحقيق الشهادتين. شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله ففي الاولى الا نعبد الا اياه. وفي الثانية ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله المبلغ عنه فعلينا ان نصدق خبره ونفع امره. وقد بين لنا ما نعبد الله ونهانا عن محدثات قال تعالى فلا من اسلم وجهه الله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون كما اننا مأمورون الا نخاف الا الله ولا نتوكل الا على الله ولا نرغب الا الى الله ولا نستعين الا بالله والا تكون عبادتنا الا لله فكذلك نحن مأمورون ان نتبع الرسول ونتأسى به. فالحلال ما حل له. والحرام ما حرمه. والدين ما شرعه. قال فتعالى ولو انهم رؤوا ما اتاهم الله ورسوله. وقالوا حسبنا الله فيؤتينا الله من من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فجعل الانسان لله والرسول كما قال الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه. وجعل التوكل على الله وحده بقوله. وقالوا حسبنا الله ولم يقل ورسوله كما قال في وصف الصحابة رضي الله عنهم في الآية الاخرى الذين قال لهم الناس ان الناس لقد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. ومثله قوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. هي حسبك وحسب المؤمنين كما قال اليس الله بكاف عداه؟ ثم قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله. فجعل لسان الله والرسول وقدم ذكر الفضل لله. لان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم له الفضل على رسوله وعلى المؤمنين. وقال انا الى الله راغبون. فجعل الرغبة الى الله وحده فما في قوله فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. والقرآن يدل على مثل هذا في غير موضع فجعل العبادة والخشية والتقوى لله. وجعل الطاعة والمحبة لله ورسوله. كما في قول نوح عليه السلام ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه وقوله ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فاولئك هم الفائزون. وامثال ذلك. والرسل امروا بعبادته وحده والرغبة اليه والتوكل عليه والطاعة لهم. فاضل الشيطان النصارى واشباههم. فاشركوا بالله وعصوا الرسول فاتخذوا احبارهم ورباناهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. فجعلوا يرغبون بهم ويتوكلون عليهم ويسألونهم مع معصيتهم لامرهم ومخالفتهم لسنتهم الله المؤمنين المخلصين لله اهل الصراط المستقيم الذين عرفوا الحق واتبعوه. فلم كونوا من المغضوب عليهم ولا الضالين. فاخلصوا دينهم لله. واسلموا وجوههم لله الى ربهم واحبوه ورجوه وخافوه وسألوه ورغبوا اليه وفوضوا امورهم اليه وتوكلوا عليه واطاعوا رسله وعزروهم ووقروهم واحبوهم ووالوهم او هم واقتفوا اثارهم واهتدوا بمنارهم وذلك هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من الرسل. وهو الدين الذي لا يقبل الله منا دينا الا اياه وهو حقيقة العبادة رب العالمين. فنسأل الله العظيم ان يثبتنا عليه ويكمله لنا ويميتنا عليه وسائر اخواننا المسلمين. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. آمين. الحمد لله. الحمد لله. هذا الفصل اخير تقدم تقريره في كلام المؤلف رحمه الله المتقدم وجعله رحمه الله وقدس روحه في جنات النعيم وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء جعله في خاتمة الرسالة جمعا لاصل الجواب وجامع الجواب قال جماع الدين اصلان الا نعبد الا الله وهذا معنى اشهد ان لا اله الا الله ولا نعبده الا بما شرع اي بما امر به رسله امر ايجاب او امر استحباب. لا نعبده الا بما شرع اي بما جاءت به الرسل. وهذا معنى شهادة ان محمدا رسول الله. وبهذا يتم الدين. واذا لزم الانسان هذين الاصلين فقد جمع الله له سبب السعادة وتحقق له العبودية التي من لزمها لزم اه اذا تحققت له سعادة الدارين نسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما علمنا وسمعنا وان يسمعنا وان يعلمنا ما ينفعنا وبهذا تكون قد انتهت هذه الرسالة المباركة النافعة وقد حوت قواعد جليلة واصول نافعة يحسن لطالب العلم ان يلخصها وان يجعلها آآ منه على بال حتى يستفيد وكتب الشيخ رحمه الله آآ كثيرة النفع غزيرة العلم آآ تحوي اوجه في الاستدلال وقواعد واصول العناية بكتب الشيخين شيخ رحمه الله وتلميذه ابن القيم مما يقوي الطالب ويعطيه بصيرة ويعطيه قوة في العلم ورسوخ ويمكنه من النظر في الا فاوصيكم بمطالعتها والاستفادة منها وحسن تلخيص القواعد والفوائد التي فيها فانه مما يقوي اودى الطالب ويشد ظهره. نقرأ بحث لا يختلف. بسم الله الرحمن الرحيم عنوان البحث هل كان يظهر على موسى عليه السلام الغشي عند كل مناجاة لربه؟ اولا معنى التغشي في لغة العرب قال قال ابن منظور في لسان العرب يقال غشي عليه غشية وغشيا وغشيانا اغمي فهو مغشي عليه وهو وهي وكذلك غشية الموت قال الله تعالى نظر المغشي عليه من الموت وقال لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم اي اغماء وقال وغمي على المريض واغمي عليه غشي عليه ثم اخاف وفي التهذيب اغمي على ان ظن انه مات ثم يرجع حيا انتهى. ثانيا القول في تفسير قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله كان واخذ موسى صعقا. قال القرطبي رحمه الله في تفسيره وتجلى معناه ظهر من قولك جلوت العروس اي ابرزتها وجلوت كيف ابرزته من الصدأ وتجلى الشيء اي انكشف؟ وقيل تجلى امره وقدرته. قاله قطرب وغيره. قال وفي التفسير فساخ الجبل في الارض فهو يذهب فيها حتى الان. وقال ابن عباس رضي الله عنهما جعله ترابا. وقال عطية في رملا هائلا وخاف موسى صعقا اي مغشيا عليه. وقال ابن جرير رحمه الله في تفسيره فما يتحقق الرب للجبل قال الله الجبل دكا اي مستويا. وخر موسى صعقا اي مغشيا عليه. وقال ابن كثير رحمه الله والمعروف ان الصعق هو ها هنا كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما وغيره. لا كما فسره قتادة بالموت. وان كان ذلك صحيحا في اللغة قوله تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون فان هنا قرينة تدل على الموت. كما ان هناك قرينة تدل على الغش. وهي قوله فلما افاق. والافاقة انما تكون من غشوة ثالثا فاذا تحقق ذلك فهل هذا في ذاته لا يدل على الموت؟ انما هو صوت كما مر معنا صوت عظيم يحصل به انزعاج قد يفضي بالانسان الى الموت او يفضي به الى الاغماء. وما جرى لموسى عليه السلام اغماء ولا اشكال وليس موتى ثالثا فاذا واما ما ذكره قطرك فليس بالصحيح ان الذي تجلى قدرته لا الذي تجلى هو رب العالمين هذا ظاهر القرآن. نعم فهل هذا الغش كان يحدث لموسى عليه السلام كلما ناجى ربه؟ ابتداء لم اقف على شيء ينص على ذلك لا من قريب ولا من بعيد. وكل ثم وقفت عليه هو غشيانه عليه السلام لما سأل الرؤيا والذي يظهر والله تعالى اعلم انه لم يكن من عادته عليه السلام بل لو قال انه لم يحدث له الا مرة واحدة وهي وهي عند سؤاله الرؤيا لم يبعد عن الصواب ومما يدل لذلك ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال اذ تسب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم والذي المصطفى محمدا على العالمين بقسم يقسم به فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي فذهب اليهودي الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره الذي كان من امره وامر المسلم. فقال لا كوني على موسى فان الناس يتعفون. فاكون اول من يفيق. فاذا موسى باقش بجانب العرش فلا ادري اكان في الصعق فافاق قبلي او كان ممن استثنى الله؟ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح وقع في حديث ابي سعيد لا ادري كان فيمن صعق فافاق قبلي؟ ام حوسب بصعقته الاولى؟ اي التي صعقها لما سأل الرؤيا وبين ذلك ابن الفضل في روايته بلفظ احسب بصعقته يوم الطور والجمع بينه وبين قوله او كان ممن استثنى الله ان في رواية ابن الفضل وحديث ابي سعيد بيان السبب في بيان السبب في استثنائه وهو انه حوسب بصعقته يوم الطور فلم يكلف بصعقة اخرى والمراد بقوله ممن استثنى الله قوله تعالى الا من شاء الله انتهى كلام الحافظ رحمه الله تعالى فعلى هذا الذي يظهر والله اعلم ان موسى عليه السلام لم يخشى عليه الا هذه المرأة. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد محمد جمع الطالب بلال ابن عبد الغني ابن عبد الحميد. بارك الله فيك. الصعق هذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ليس موتا انما هو غشيان صوت يدهم الناس في الموقف فيغشى عليه. وليس موتا وبعض العلماء يعد صعقا ثالثا يحصل به الموت ولكن الظاهر ان هذا اختلط على الراوي وادخل ما يوهم انه الصعق الذي يحصل به الموت كما ذكر ذلك جماعة من المحققين منهم ابن القيم ونقله بعض الشراح واختاره شيخنا علي بن باز رحمه الله ان هذا الصاع غشيان وليس صعق موت. وما ذكره اخونا هو الظالم انه لم لم يغشى عليه غير هذا ولا لك انا جاء ذكر ذلك في السنة او الاشارة اليه في الكتاب وليس في الكتاب ولا في السنة فيما نعلم شيء من ذلك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. جزى الله الشيخ خير الجزاء على ما قدم