ولا ينفع صاحبه وليس هو من غرظ الشارع. هذه اربعة اسباب يرد لاجلها النفي. وقد يرد النفي لغير هذه من الامور. والذي يحدد المقصود من النفي هو ايش؟ السياق. فالقرائن اللفظية ثم ما حصل من العلم والخير المترتب على ذلك فانه من اثار عمله. وكمن يفعل الخير ليقتدي به ليقتدي به الناس او يتزوج لاجل حصول الذرية الصالحين. فيحصل مراده فان هذا من اثار القاعدة الرابعة والخمسون كثيرا ما ينفي الله الشيء الانتفاء فائدته وثمرته المقصودة منه. وان كانت موجودة وذلك ان الله خلق القاعدة. قاعدة مفيدة ومهمة في القرآن وفي غيره. من النصوص جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم فان الله سبحانه وتعالى ينفي الشيء. ونفي الشيء تارة يرد لنفي وجوده وحقيقته وتارة يرد لنفي مقصوده ومنفعته. وتارة يرد لنفي كماله وبيان نقصه وتارة يرد ويراد به ان ذلك ليس مقصودا والقرائن الحالية هي التي تدل على اي المرادات واي المقاصد هو المراد بالنفي اذا النفي يرد ويراد به ايش؟ نفي الوجود والحقيقة ونفي المقصود والمنفعة ونفي الكمال الذي هو دال على النقص في العمل ويرد ويراد به عدم الانتفاع. وانه ليس مقصودا للشارع طيب ناخذ امثلة على هذه الامور. ما في الحقيقة والوجود مثل كلمة لا اله الا الله. فانها نفي وجود اله مستحق للعبادة غير الله سبحانه وتعالى. نفي المقصود والمنفعة النفي لاجل انتفاء المقصود وعدم حصول المنفعة بذلك مثل مثل نفي السمع والبصر والعقل على الكفار كما سيأتي في كلام المؤلف رحمه الله وفي هذه القاعدة منه ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة بغير طهور لا صلاة بغير طهور. فالنفي هنا لنفي المنفعة وان كانت الصورة موجودة. يرد النفي ويراد به نفي الكمال ثبوت النقص في الفعل وان كان موجودا لا صلاة بحضرة طعام. ولا وهو يدافعه الاخبثات. يرد ايضا به نفي المنفعة وانه ليس مقصودا للشارع. مثل من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فليس لله حاجة. ايضا ليس الشديد بالسرعة. ايضا قول النبي قول الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله الاية فهنا بين انه ليس المقصود هو استقبال الجهات ايضا منه قول الله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منه فهذا النفي لبيان انه ليس المقصود وليس الغرض من الفعل ما نفي هذه قاعدة مهمة مفيدة لطالب العلم في القرآن وفي الحديث وفي الفقه يستفيد منها في علماء في علوم كثيرة نقرأ ما ذكره المؤلف رحمه الله الان يبحث عن النوع الثاني او يتكلم عن النوع الثاني مما ذكرنا وهو انه كثيرا ما ينفي الله الشيء الانتفاع فائدته وثمرته المقصودة منه. وان كانت صورته موجودة. يلا. وذلك ان الله خلق الانسان وركب فيه القوى من السمع والبصر والفؤاد وغيرها ليعرف ربه ويقوم بحقه فهذا المقصود منها وبوجود ما خلقت له تكمل ويكمل صاحبها وبفقد ذلك يكون وجودها اضر على الانسان من فقدها فانها حجة الله على عباده ونعمته التي توجد بها مصالح الدين والدنيا فاما ان تكون نعمة تامة اذا اقترن بها مقصودها او تكون محنة وحجة على صاحبها اذا استعملها في خلقت له ولهذا كثيرا ما ينفي الله تعالى هذه الامور الثلاثة من اصناف الكفار والمنافقين كقوله صم بكم فهم لا يعقلون. واكثرهم لا يعقلون. ولكن اكثرهم لا يعلمون وقال تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها ولا هم اعين لا يبصرون بها ولا هم اذان لا يسمعون بها فاخبر ان صورها موجودة ولكن فوائدها مفقودة. وقال تعالى فان لا تعمل الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. وقال تعالى انك لا تسمع الموتى ولا تسمع ثم الدعاء اذا ولوا مدبرين. والايات في هذا المعنى كثيرة جدا. وقال تعالى ان الذين بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. فاثبت لهم الكفر من كل وجه فلم يكن دعواهم الايمان ببعض من يقولون امنا به من الكتب والرسل بموجب لهم الدخول بالايمان لان ايمانهم به مفقودة فائدته حيث كذبوهم في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وغيره من الرسل الذين لم يؤمنوا بهم. وحيث انهم انكروا من براهين الايمان ما هو اعظم من الطريق الذي اثبتوا به رسالة من ادعوا الايمان به. وكذلك قوله تعالى ومن النبي صلى الله عليه وسلم اعظم اعظم الرسل ايات. فايات واعظم الايات. كما جاء رسول باية الا وقد جاء الا وقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بنظيرها ومثيلها وما هو اعظم منها؟ واعظم ما جاء به صلى الله عليه وسلم كما تقدم القرآن العظيم فمن كذب رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كذب رسالة رسوله الذي يؤمن به لان رسوله الذي يؤمن به بشر برسول الله صلى الله عليه وسلم. واخبر به هذا من وجه. ومن وجه اخر ان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ايات اعظم في الدلالة على نبوته من ايات ذلك الرسول الذي صدق به. فتكذيبه لهذه الايات البينات الواضحات الظاهرات الساطعات التي لا تقبل النقاش يدل على انه لم يؤمن برسوله. لان ايات الرسول الذي يؤمن به دون اية خاتمهم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك كل من كذب برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فانه مكذب لكل رسول. وهذا هو الذي اشار اليه قوله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقول نؤمن بما اي ببعض الرسل ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اي طريقا لم الله اولئك هم الكافرون حقا. سبحان الله! فاثبت الكفر بجميع معانيه لهؤلاء. ولذلك قال الشيخ رحمه الله فاثبت اتى لهم الكفر من كل وجه كان يكفي ان يقول اولئك هم الكافرون. لكن قال حقا اي ثابتا صحيحا واضحا ظاهرا لان الحق هو الثابت الذي لا يقبل المعارضة. نعم. وكذلك قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. لما كان الايمان النافع هو الذي يتفق عليه القلب واللسان. وهو المثمر لكل خير وكان المنافقون يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم نفى عنهم الايمان الانتفاء فائدته وثمرته ويشبه هذا ترتيب الباري كثيرا من الواجبات والفروض على الايمان كقوله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى هناك فرق بين الايتين وعلى الله فليتوكل المؤمنون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. لا فرق بينهما في ان من لوازم الايمان التوكل على الله عز وجل لكن الاولى جاءت بذكر الوصف في الحكم مما يدل على ان ذلك الوصف مؤثر في ثبوته فمن لم يثبت توكله فانه لا ايمان له. ولذلك قال وعلى الله فليتوكل المؤمنون. فدل ذلك على ان الايمان يزداد ويثبت للشخص بحصول التوكل منه. واما الثاني الاية الثانية فقالوا على الله ان كنتم مؤمنين. فقوله ان كنتم مؤمنين جملة شرطية. وجواب الشرط فيها فهم مما تقدمها وهو قوله على الله فتوكل وانما قدم ذلك لبيان انفراده سبحانه وتعالى بالتوكل. وتقدير الشرط ان كنتم مؤمنين فتوكلوا عليه او فعليه فتوكلوا. نعم. وقال تعالى واعلموا ان ما غنم من شيء فان لله موسى الى قوله ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان وقوله ان لم المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا وذلك ان الايمان الواجب يقتضي اداء الفرائض والواجبات. ويقتضي اجتناب المحرمات فما لم يحصل ذلك فهو الى الان لم يتم ولم يتحقق. فاذا وجدت هذه الامور تحقق. ولهذا قال اولئك هم المؤمنون حقا وكذلك لما كان العلم الشرعي يقتضي العمل به والانقياد لكتب الله ورسله. قال عن اهل الكتاب المنحرفين. ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم. نبذ فريق من الذين الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم. كانهم لا يعلمون. ونظير ذلك قول موسى عليه السلام لم ما قال له بنو اسرائيل اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين. فكما ان فقد ففقد العمل به جهل القبيح. ولذلك يجب على المؤمن ان يتحرى تحقيق المقصود من امر الله ورسوله والا يشتغل بصورة العمل عن لبه وحقيقته. ولذلك اثنى اهل العلم قديما وحديثا على من اعتنى بالمقاصد. وقال شيخ الاسلام رحمه الله العلم الحقيقي هو ادراك مقاصد كلام الله وكلام رسوله فان من الناس من لا يتنبه لذلك لا في الاقوال ولا في الاعمال ويغفل عنها غفلة عظيمة ويهتم فقط الرسوم والصور لا شك ان الرسوم والصور لها اثر لكن اهم من هذا واولى بالاعتناء تصحيح الباطل هو المقصد. القاعدة الخامسة والخمسون يكتب للعبد عمله الذي باشراه ويكمل له ما شرع فيه وعجز عن تكميله ويكتب له ما نشأ عن عمله. وهذا من فظل الله. وسعة رحمته انه يكتب للعبد عمله الذي باشره. يعني الذي قام به والثاني ويكمل له ما شرع فيه من العمل يعني ولو لم يكمله بشرط ان يمنع منه مانع خارج عن ارادة الانسان. الثالث ان معجزة ان تكمل. الثالث يكتب له اثار عمله وكذلك من يزرع زرعا او يغرس غرسا او يباشر صناعة مما ينتفع بها الناس في امور دينهم ودنياهم وقد قصد بذلك حصول النفع. فما ترتب من نفع ديني او دنيوي على هذا العمل. فانه من اثار اي نتائج عمله؟ وما ترتب عليه وسيأتي في كلام المؤلف رحمه الله بيان ذلك فهذه الامور فهذه الامور وردت في القرآن اما الاعمال التي باشرها العبد فاكثر من ان تحصى فاكثر من ان تحصى نصوص الدالة عليها كقوله بما كنتم تعملون لها ما كسبت لي عملي ولكم عملكم ونحو ذلك. واما الاعمال التي شرع العبد فيها ولما يكملها فقد دل عليها قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع جوع الله. فهذا خرج للهجرة وادركه الاجل قبل تكميل عمله فاخبر تعالى انه وقع اجره على الله. فكل من شرع في عمل من اعمال الخير ثم عجز عن اتمامه او عجز بدني او عجز مالي او مانع داخلي او خارجي. وكان من نيته لولا المانع لاتمه فقد وقع اجره على الله فانما الاعمال بالنيات. وقال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم انسبوا لنا فكل من اجتهد في الخير هداه الله الطريق الموصلة اليه. سواء اكمل ذلك العمل او حصل عائق عنه ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذين تخلفوا عنه في غزوة تبوك ان اقواما من المدينة ما سرتم مسيرة ولا نزلتم واديا الا شاركوكم في الاجر. قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال وهم بالمدينة حبسهم العذر. وفي رواية حبسهم المرض هؤلاء قوم خرجوا بقلوبهم ونياتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعد ان عجزوا عن الخروج بابدانهم واشباه فالاشباح والصور محبوسة في المدينة بسبب المرض والعذر. لكن القلوب خارجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله لا يضيع اجرى من احسن عملا وهؤلاء احسنوا فلهم من الاجر نظير ما لي من باشر العمل بصدقه ورغبته وهذا من فضل الله وواسع رحمته. والمؤمن اذا تدبر هذا حرص على ان يقيم في قلبه نية صالحة في كل وقت. ادرك ذلك او يدركه اهم اهم شيء العزيمة على الرشد. فنسأل الله عز وجل العزيمة على الرشد. واما اثار اعمال العبد فقد قال تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا. اي باشروا عملا واثارهم التي ترتبت على اعمالهم من خير وشر. وقال في المجاهدين ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبوا ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو الا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين. فكل هذه الامور من اثار عملهم. ثم ذكر اعمالهم التي باشروها بقوله ولا ينفقون نفقة الى اخر الاية. والاعمال التي هي من قال الله جل وعلا الى الفرق بين نوعي العمل في سياق هاتين الايتين. ففي الاية الاولى قال ذلك بانهم لا يصيبهم نصب. قال لا يصيبهم ظن ولا نصب ولا محمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو النيل الا ايش كتب لهم به عمل صالح. زين؟ الثانية ماذا قال؟ جل وعلا ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم الا كتب لهم ما قال به عمل صالح. فجعل النفقة وقطع الوادي مكتوب. واما في الاول في القسم الاول قال الا كتب لهم به عمل لان لانه فرق بين الامرين ما ذكر في الاية الاولى هو ثمار الاعمال ونتائجها وهي ليست من كسب تعظم والنصب والمخمصة ليست من كسب الانسان انما هو امر ترتب ونتج عن طاعة الله عز وجل. واما الثاني فانه عمل منه فالنفقة عمل منه. وقطع الوادي عمل منه. ولذلك كتب له. وهذا الفرق بين التفريق في الايتين في الاولى قال الله كتب لهم به عمل صالح وفي الثانية قال الا كتب لهم. فذاك كتب لهم لانه عمل صالح في واما الاول فليس المخمصة اي المجاعة ولا الظمأ ولا النصب عمل صالح في ذاته. ما احد يؤجر على على الجوع الا بنية وهي نية التعبد اما بصيام او ان يصيبه ذلك نتيجة عمل صالح كالجهاد و قتال الكفار واظح الفرق بين الايتين الاول نتائج والثاني اعمال. نعم. والاعمال التي هي من اثار عمله نوعان احدهما التقى بغير قصد من الانسان. هذا التفريق مهم. تنبه له. نعم. كأن يعمل اعمالا خيرية فيقتدي به غيره في هذا الخير. فان ذلك من اثار عمله. وكمن يتزوج بغير نية اولي الاولاد الصالحين فيعطيه الله اولادا صالحين. فانه ينتفع بهم وبدعائهم. والثاني وهو نوعين ان يقع ذلك بقصده كمن علم علما نافعا فنفس تعليمه ومباشرته له من اجل الاعمال عمل ايه؟ وان كان يأخذ على عمله الاخير اجرا وعوضا. فان الله يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة صانع ورامه والممد له. وبهذا نعرف ان العمل الصالح العمل النافع يحصل به الاجر للانسان على كل حال. اذا كان العمل تعديا العمل النافع المتعدي يحصل للانسان به الاجر على كل حال. والفارق بين الاجرين هو النية والاحتساب فبالاحتساب يعظم الاجر ويكبر. وبدونه يكون الاجر ثابتا الا انه دون اجر من نوى واحتسب. ولذلك ينبغي للمؤمن ان يحتسب الخير والنفع. ولا يلزم في الخير والنفع التعيين يعني لا يلزم مثلا اذا القى كلمة في مجموعة ان يكون النفع مقصورا على على هؤلاء. بل ينوي ناء النفع مطلقا. رفع الجهل عن غيره فلو ان احدهم ذهب ونقل هذا الكلام الى شخص اخر او انه سجل ونقل بعد مماته بسنين وسمعه احد وانتفع به كان له اعظم من اجر النفع المجرد. يعني اعظم من اجر ذلك الذي لم ينويه الا مجرد اشخاص معينين او او لم ينوي انما فعل خيرا واثمر هذا الخير وانتج خيرات كثيرة. ولذلك ينبغي للمؤمن ان يلاحظ نيته وان كما ذكرنا قبل قليل ان يعزم على الخير في كل حين وقت. نعم. يشمل الممد لها الذي يمده له ليرمي به. والممد له الذي يبذل المال ليوفره للغزاة والمجاهدين يشمل كل هذا. القاعدة السادسة والخمسون يرشد اخوان المسلمين الى قيام جميع مصالحهم. وانه اذا لم يمكن حصولها من الجميع فليشتغل بكل مصلحة من صالحهم من يقوم بها ويوفر وقته عليها لتقوم مصالحهم وتكون وجهتهم جميعا واحدة هذه من القواعد الجليلة ومن السياسة الشرعية فان كثيرا من المصالح العامة الكلية لا يمكن اشتغال الناس كلهم بها ولا يمكن تفويتها. فالطريق الى حصولها ما ارشد الله عباده اليه. قال تعالى في الجهاد الذي هو من اعظم مصالح الدين والعلم. وما كان المؤمنون لينفروا كافة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم. فامر ان يقوم بالجهاد طائفة كافية طائفة اخرى وان القائمة بالجهاد تستدرك ما فاتها من العلم اذا رجعت. وقال تعالى هذه الاية ختم الله سبحانه وتعالى بها الايات الحاثة والامرة بالجهاد والقتال. فان الله سبحانه وتعالى ذكر في سورة التوبة من فضائل القتال والجهاد ما لم يكثر في صورة غيرها. بعد ذلك قال الله جل وعلا وما كان المؤمنون لينفروا كافة. لانه لما حفزت تلك ايات نفوس المؤمنين للقتال والجهاد ومقارعة اعداء الله عز وجل اصبحت النفوس متهيئة للخروج في كل ما اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من السرايا. وكانوا يتنافسون في الخروج مع كل سرية. فجاءت هذه الاية لتبين انه مع تلك مع فضل ذلك العمل وعظيم قدره الا انه لا يجب ولا ينبغي للمؤمنين ان على هذه الحال وهي وما كان المؤمنون لينفروا كافة. اذا نفر المؤمنون كافة من يبقى؟ يعلم الناس؟ من يبقى يقوم ببقية ما يحتاجه المسلمون. فلذلك قال وما كان المؤمنون لينفروا كافة. هذا نفي هذه الحال عن المؤمنين ثم قال في بيان الذي ينبغي ويجب قال فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة مجموعة تقوم بالواجب ويحصل بها الكفاية. طيب والباقي؟ والباقون؟ فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين هذا تعليل لهذا الامر. امر بان ينفر طائفة. وان يبقى غيرهم لاجل ان يتفقه الباقون في الدين وهذا يدلك على ان التفقه في الدين اعظم من القتال لان الله جل وعلا ندب للقتال طائفة وندب الى التفقه جميع من بقي فقال يتفقه في الدين ولينذروا قومهم من القوم؟ المجاهدون لينذروا بعضهم اذا رجعوا اليهم مين؟ من الجهاد حتى يتساووا معهم في العلم الشرعي الذي هو المقصود الاصلي في الشريعة لان جهاد العلم والبيان هو الاصل وهو الذي امضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جل حياته فيه اما جهاد السيف والسنان ومقارعة الكفار فلم تكن الا عند الحاجة في دفع او طلب. وهذا يبين هذه الاية من الايات الدالة على فضيلة العلم وانه ينبغي للمؤمن ان لا يحتقر جلوسه في الحلق. ومطالعته للكتب وتسجيله للفوائد المتون فهو مجاهد يجاهد في سبيل الله بهذا العمل. وهو اعظم من جهاد السيف والسنان اذا خلصت النية. وصح القصد. نعم وقال تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقال وتعاونوا على البر والتقوى. وقال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال تعالى وامرهم شورى بينهم الى غير ذلك من الايات الدالات على هذا الاصل الجليل. والقاعدة النافعة وبقيام كل طائفة منهم بمصلحة من المصالح تقوم المصالح كلها. لان كل فرد مأمور ان يراعي مصالح الكلية ويكون سائرا في جميع اعماله اليها. فلو وفق المسلمون لسلوك هذه الطريق احوالهم وصلحت امورهم وانجابت عنهم شرور كثيرة فالله المستعان. امين الشيخ رحمه الله يشير في هذا الى وجوب العناية بفروض الكفايات. فان كثيرا من الناس من يفرط في هذا الى ان غيره سيقوم بها فتضيع وتتعطل المصالح ولو ان المؤمن اتقى الله عز وجل في ذلك وقام بما يستطيع وحصل ذلك من الامة بمجموعها لحصل خير كثير واندفعت شرور عظيمة. هذا ما يريد ان يشير اليه رحمه الله في هذه القاعدة نعم