العاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين اشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله صادق الوعد الامين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس السنة بعدما ابتدأنا في مجلس الاسبوع المنصرم اول دروسها ونحن لا نزال في شرح متن جمع الجوامع للامام تاج الدين ابن السبكي رحمة الله عليه وهذا هو اليوم الخامس والعشرون من شهر الله المحرم لعام الف واربعمئة وثمان وثلاثين للهجرة المجلس الماضي يتولن فيه الحديث عن تعريف السنة وما يتعلق مصدر حجيتها واصل ذلك في الجملة ثم كان الحديث عن وجه دلالة السنة على ما يستنبط منه الاحكام قولا وفعلا وختم المصنف تلك المقدمة بحال تعارض الفعل والقول والحالات التي او الصور التي تنشأ عنها والمصير الذي يعمد اليه الفقهاء مجلس الليلة تتمة لما سبق فيه تقسيم للاخبار من حيث ورودها الينا ومن حيث دلالتها ومن حيث اشتمالها في جملة مدخل اعم مما يتكلم عنه في احاديث واخبار المصطفى عليه الصلاة والسلام الحيث من الاخبار ومن حيث هي اخبار جعلها مدخلا للوصول الى اخبار السنة النبوية وكلام المحدثين عنها كما سيأتي تباعا ان شاء الله تعالى. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا وللحاضرين الكلام في الاخبار المركب اما مهمل وهو موجود خلافا للامام وليس موضوعا واما مستعمل والمختار انه موضوع. نعم هذه الجملة الاولى في هذا التقسيم الجديد الكلام في الاخبار الاخبار جمع خبر وهو يريد به ها هنا في كتاب السنة تحديدا اخبار النبي عليه الصلاة والسلام وهي المرفوعة حقيقة او لانها هي المقصودة بالدراسة عند الاصوليين في كتاب السنة الحديث عن مصدر التشريع الحديث عن مأخذ الاحكام عن منزع الدلالة ولا خبر في اخبار البشر يكون محلا لتشريع الاحكام سوى خبر رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن كان في حكمه وهو اقوال الصحابة المرفوعة حكما. وكذلك اقوال الصحابة عند الاصوليين في المسائل الاجتهادية. اذا صدرت عن واحد منهم وانتشر دون ان يعرف له مخالف كما سيأتيكم بعون الله قال الكلام في الاخبار ثم قدم بمقدمة عامة اعم من ان تكون اخبار السنة او غيرها بل هي اخبار من حيث هو خبر. يقول المركب اما مهمل او مستعمل يعني الكلام المركب والمقصود به الجمل التي تتكون من مفردات ويسمى بها الكلام المركب الكلام المركب الذي يتكون من مبتدأ وخبر او فعل وفاعل حيث يوجد اسناد كلمة الى كلمة ففي الجملة الاسمية الاسناد واقع بين المبتدأ والخبر في الجملة الفعلية بين الفعل والفاعل. كل ذا يسمى كلاما مركبا الكلام المركب في القسمة العقلية له تقسيمان اما مهمل واما مستعمل المقصود بالمهمل الكلام المركب على نحو لا معنى له بلفظ كلام الهذيان الذي يركب فيه الكلام دون ان تدرك منه معنى فيتكلم فيجعل كلمة واسما وفعلا وحرفا في سياق يركب كلاما لا مفهوم له ولا دلالة. فيسمى هذا تركيبا مهملا حتى لا تخلط رعاك الله في تقسيم الكلمة من حيث الدلالة على المعنى يقال اللفظ مهمل ومستعمل فيقول المستعمل كزيد والمهمل كمقلوبه دايز ذاك الكلام في المفردات. الكلام هنا الان في المركبات في التركيب في الجمل ايضا الجمل هل يقسم فيها التقسيم ايضا الى مستعمل ومهمل قال هنا نعم المركب اما مهمل ثم قال واما مستعمل المهمل قال وهو موجود خلافا للامام الرازي اذا ماذا يرى الرازي انه ما في شيء اسمه مركب مهمل وانه لا يوجد التركيب الا لافادة معنى طيب فماذا لو اتينا له بمثال؟ لو قال آآ شخص الى يذهب جميل الجبل هو. فركب كلمات لا معنى لها. هل تقول هذا تركيب مهمل؟ يقول هذا اصلا ليس تركيبا هذا لغو هذا ليس تركيبا حتى اصفه بانه مهملة ومستعمل فيشبه ان يكون الخلاف لفظيا الذي يعنينا من هذا هو تقسيم لا غير حتى يدخل الى ما بعده. قال وهو موجود يعني ما هو المركب المهمل قال وهو موجود يعني في الكلام وفي التقسيم خلافا للامام يعني الرازي لا يرى ذلك ثم قال وليس موضوعا. يعني حتى على القول بوجوده خلافا لما قرره الرازي الا ان المركب المهمل ليس موضوعا ما وضعته اللغة والاواظع اللغة فعلى التقسيم هو شكلي يوجد لكنه ليس موضوعا واما مستعمل القسم الثاني من ماذا من الكلام المركب اما مهمل واما مستعمل نعم. قال والمختار انه موظوع ان الكلام المركب موظوع فعدنا الى اصل المسألة التي ابتدأناها قديما في الكلام على المقدمات هل الكلام موظوع اصطلاحا ام هو توقيف؟ قال والمختار انه موظوع. نعم والكلام ما تضمن من الكلم اسنادا مفيدا مقصودا لذاته طيب والكلام الان عرف الكلام قسمه اولا الى مهمل ومستعمل ثم جئنا الى الكلام المستعمل قال هو ما تضمن من الكلم اسنادا مفيدا مقصودا لذاته عرف الكلام اللفظ المفيد المفيد لمعنى قال هنا ما تضمن من الكلم يعني ما تضمن من كلمتين فصاعدا ما تضمن من كلمتين فصاعدا اسنادا مفيدا مقصودا لذاته المقصود بالاسناد هنا كما قلت لك الواقع بين المبتدأ والخبر وبين الفعل والفاعل في اسناد الحكم ما تضمن كلمتين فصاعدا اسنادا مفيدا مقصودا لذاته. فخرج غير المفيد فانه لا يسمى كلاما وخرج المفيد غير المقصود كالكلام الصادر من النائم فانه لا يسمى كلاما وخرج المقصود لغيره كصلة الموصول. تقول جاء الذي قام ابوه فقام ابوه جملة وهو كلام وفيه اسناد وتضمن ايضا حكما ومفيدا لكنه ليس مقصودا لذاته بل مقصودا لما وصل لاجله. فخرج بهذا تعريف ارادوا فيه ان يضبطوا تعريف الكلام وهو المركب المستعمل