مسألة الخبر اما مقطوع بكذبه كالمعلوم خلافه ضرورة او استدلالا. طيب انتقل الان الى تقسيم اخر للخبر باعتبار امور خارجة عنه الحكم على الخبر بالصدق والكذب هو الجزء المهم. لاحظ كيف بدأ التقسيم من اعلى الى ادنى. وبدأ يدخل في صور التقاسيم الى ما هو اقرب الى ما يعنينا. ما الذي يعنينا معشر الفقهاء الاصوليين المحدثين في تقاسيم الاخبار هو هذا القسم. انقسام الخبر الى صدق وكذب والى صحيح وباطل هذا هو المعول لان عليه مبنى الاحتجاج. السنة يا احبة في شغل الفقيه ترتكز على ركنين كبيرين. الاول ثبوتها والثاني دلالتها. الدلالة وقد تقدمت معك في الكتاب الاول. دلالات الالفاظ كيف تتعامل معها؟ وما يقال في القرآن يقال في الفاظ السنة فيأتي في كتاب السنة هنا سيركز الفصول والمسائل على الشطر الاول الذي هو الحديث عن ثبوتها وهي صنعة المحدثين التي اقاموا عليها علوم الحديث جملة رواية ودراية في الاغلب فيما يتعلق بالدراية. والرواية باكملها تعنى بهذا الباب في السنة التثبت والتتبع والتصحيح والتضعيف وما قام من علوم جمة تخدم هذا الباب فاذا هو يتكلم عن هذا التقسيم الذي يفضي بنا الى الوصول الى هذا النوع. قال الخبر اما مقطوع بكذبه طيب ويقابله المقطوع بصدقه طيب هل في قسم ثالث ما يحتمل الصدق الكذب دون قطع اذا الخبر اما يقطع بكذبه او يقطع بصدقه او يظن به احد الامرين. فاذا ظن به الصدق يبقى مع احتمال الكذب والعكس ابتدأ رحمه الله بالاقسام التي هي محل اتفاق حتى يصل الى ما يحتمل وهو الذي عليه شغل اهل العلم. قال الخبر نعم الخبر اما مقطوع بكذبه كالمعلوم خلافه ضرورة او استدلالا. طيب هذا القسم الاول اما مقطوع بكذبه نجزم بانه خبر مكذوب قال في المثال كالمعلوم خلافه ظرورة يقول بالليل الشمس طالعة هذا معلوم كذبه ظرورة لانه خلاف الحس وكذلك المعلوم خلافه او المعلوم كذبه استدلالا مثل ما ياتي من يستدل بان العالم قديم وان الخلق بلا خالق. ويريد ان يستدل لذلك فايضا دلت الدلائل بالاستدلال على ان هذا الكلام مما يقطع بكذبه وعدم صحته. اذا هذي واحدة من الامور التي يعلم بها كذب الكلام او الخبر قطعا يقطع بكذبه وانه لا يصح واشهر امثلته المعلوم خلافه ظرورة او استدلالا. ما معنى ظرورة بديهة من غير حاجة الى نظر واستدلال كما يقال في المحسوسات الليل مظلم ويقول هو ان الشمس طالعة والاستدلال ما يقوم على ادلة وبراهين. نعم وكل خبر اوهم باطلا ولم يقبل التأويل فمكذوب او او نقص منه ما يزيل الوهم وسببه الى هنا كل خبر اوهم باطلا كل خبر عن النبي عليه الصلاة والسلام. اوهم باطلا يعني اوهم معنى باطلا فهل هذا صحيح او كذب صدق او كذب يعني الان بغض النظر عن دراسة الاسناد ومعرفة صدق الرواة من عدمهم انت تتكلم على الكلام الخبر من حيث هو خبر يقول كل خبر اوهم باطلا بهذين الامرين الشرطين او الصفتين لم يقبل التأويل او نقص منه ما يزيل الوهم كانه يقول الخبر الذي يوهم باطلا اما ان يقبل التأويل او نجد السبب وهو ان الراوي نقص في الرواية ما يزول معه الوهم اوليس كذلك هذه قسمة ثنائية كل خبر تراه منسوبا الى النبي عليه الصلاة والسلام يوهم معنى باطلا فانت امام احتمالات ثلاثة اما ان يكون هذا الخبر لا يقبل التأويل. طيب فان قبل التأويل اولناه حتى نبتعد عن ايهام المعنى الباطن طيب لا يقبل التأويل لكننا وجدنا ان الراوي بتتبع الطرق نقص في الرواية لفظا كان هو سبب الايهام فاذا وجدنا هذا النقص زال الايهام. طيب خبر لا يقبل التأويل وليس فيه نقص وجدناه عن الراوي يدفع هذا الوهم فما حكمه قال فمكذوب كل خبر اوهم باطلا ولم يقبل التأويل فمكذوب او نقص منه ما يزيل الوهم فاذا وجدنا هذا النقص الذي يزيل الوهم اخذنا به يا احبة التقعيد في الجملة هذا صحيح لكن بشرط ان يتولاه صيارفة الحديث ونقاد السنة وجهابذة الرواية وهو ما يسمى عنده بنقد المتون وهو الذي يقوم عليه المحدثون بحكم الصنعة والاختصاص فينظر الى السند فاذا هو لا غبار عليه في الظاهر صحيح متصل ولا اشكال ولا علة تبدو فيه لكنه يلوح عندهم لائح بعدم صحة الرواية في نسبتها الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فيتوقفون وتجد هذا في اجاباتهم واتكلم عن الجهابذة والائمة وكبار نقاد السنة وليس مجرد الحفظة وحملة الحديث ورواة واوين فاذا توقف احدهم في الحديث ودلالته ثم يسأل فلا يجيب باكثر من عدم قبوله للرواية ويشعر ان ثمة شيئا ما لا يستقيم به هذا الحديث سندا ومتنا لكنه لا يجد علة واضحة صريحة صحيحة يستطيع تحميل هذا المعنى عليه هذا نقد المتون وان كان بابا علميا وهو في غاية الغموض والدقة بحيث لا يقوى عليه في في في تاريخ الامة الطويل الا الاحاد في الامة جيلا بعد جيل من الخطأ ان تجعله تقريرا ثم تفتح به بابا ليلج منه كل احد لتقول كل خبر اوهم باطلا ثم لا يقبل التأويل ولا تجد نقصا في الرواية يزيل هذا الوهم فانك تحكم عليه بالكذب تحكم عليه بالوهن تحكم عليه بعدم الاحتجاج وجعله في خانة عدم الاستدلال هذا باب يا اخوة لما فتح تجرأت بعض الطوائف في رد او عدم العمل بجملة من النصوص التي تخالف تقريرا معتقدات غير صحيحة واشهرها ابواب الصفات والكلام في الغيبيات يعني تعال تعال مثلا الى العقلانيين بدءا من المعتزلة وانتهاء بالعقلانيين المعاصرين الجدد فان احدهم لما جعل قبول المتن ومحتواه ودلالته خاضعا لقبول العقل فاذا به يرد احاديث صحيحة سندا ومستقيمة متنا ولا ما اخذ عنده للرد الا انه خبر اوهم باطلا كيف تريد ان تقنعني؟ يقول قائلهم كيف اقتنع بان ميتا في القبر قد خرجت روحه لا يسمع لا يتكلم لا يحس لا يمشي تقنعني بعذاب يجده في القبر او بنعيم يتنعم به ستقول لكن السنة ثبتت يقول انا عندي قاعدة كل خبر اوهم باطنا لا يقبل التأويل سارده ولا مستند له الا هذا التقعيد. ففتح هذا الباب اشكال كبير مثله ايضا من يقول ان كثيرا من نصوص القرآن والسنة مع كونه لا يجادل في ثبوتها وصحتها ايات ولن يناقش فيها ولن يتكلم عن السنة من حيث حكم المحدثين على صحتها وصدق نسبتها الى النبي عليه الصلاة والسلام. لكنه يقف ثم اما ان يجد تأويلا متكلفا ممجوجا حتى يستقيم له هذا. فيأتي الى حديث الشفاعة والصراط والميزان ويأتي الى مثلا آآ ارسلت ترميهم بحجار فارسل عليهم طيرا من ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل. يقول ليس طيرا طيرا حقيقيا ولا حجارة قذفتهم بها كما جاء في كلام الله وفي تفسير المفسرين لكن يقول بالتفسير العلمي المعاصر هي جراثيم واوبئة سلطت عليهم فانهكت اجسادهم فقتلتهم فمثل هذا ستجده منتشرا عندما نجعل هذا مدخلا كبيرا لكل من يريد ان يلج فيه وهذا موجود ومضطرد فاما ان يرفض واما ان يتكلف تكليفا ممجوجا يستقيم مع ما يزعم انه مقتضى العقل فكلام المصنف صحيح في الجملة لكنه بمأخذه ومدخله الصحيح الذي يبني عليه المحدثون الائمة النقاد الجهابذة. نعم وكل خبر اوهم باطلا ولم يقبل التأويل فمكذوب او نقص منه ما يزيل الوهم. يعني عامة من ينفي يا اخوة صفات النصوص الصفات او يؤولهم المعول الكبير انها نصوص توهم الباطل كيف؟ يقول يا اخي توهم التشبيه ان تثبت لله سمعا وبصرا ومجيئا ونزولا ويدا ووجها يقول انت كذا بهذا الاثبات توهم الباطل وايهام الباطل عنده اما التجسيم والعياذ بالله او التشبيه فكان الفرار من ذلك التقعيد هذا وبالتالي فاذا ما كان من هذه النصوص يوهم المعنى الباطل فهو اما مكذوب او مؤول على غير وجهه لهذا قال لا يقبل التأويل فاذا قبل التأويل مرره فاذا قبل التوبة قال ينزل ربنا تنزل رحمته لما خلقت بيدي بقوتي وينزل بل يداه مبسوطتان فضله ورحمته ونعمته وهكذا سيقول في باقي النصوص التي يصرفها باعتبار انه لو لم يفعل ذلك لا وهمت باطلا نعم وسبب الوضع وسبب الوضع نسيان او افتراء او غلط او غيرها. نعم. هذه اسباب الوضع في الرواية وهي كثيرة. نسيان فاذا نسي واخطأ واضاف كلمة مكانة اخرى واو افتراء كما يفعل الدجاجيلة والملحدون في وضع احاديث مكذوبة تنسب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام وكثير من الوضع هذا سببه او وغلط يخطئ فيه الراوي او غيرها كما قال كما يصنع بعض جهلة الزهاد لما وضعوا احاديث في فضائل الاعمال كذبا يزعم انه يرغب العباد في تلك الفضائل ونحو ذلك ومن المقطوع بكذبه على الصحيح خبر مدعي الرسالة بلا معجزة او بلا تصديق الصادق نعم هذا واحد من الامثلة. ما يقطع بكذبه كل من يدعي النبوة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام نعم وما نقب عنه ولم يوجد عند اهله. خرجت رواية فتش فيها الائمة في الدواوين في المحفوظات عند الرواة. واذا هي رواية لا زمام لها ولا خطام. لا يعرف لها اصل وهكذا تجدهم في كتب الموضوعات والاباطيل يحكمون على الاحاديث تارة بانها لا اسناد لها بمعنى انه هي هي اضعف من ان تقول هي ضعيف بل هي ابعد من ان تقول كذب لانه في النهاية هي رواية في الهواء معلقة لا يعرف لها اسناد. نعم وبعض المنسوب الى النبي صلى الله عليه وسلم بعض المنسوب الى النبي عليه الصلاة والسلام هو ايضا مما يقطع بكذبه وهو موجود قال بعضه وهذا عائد ايضا الى تطبيق الشروط وان يكون في الرواة في السند كذاب متهم ونحو ذلك فمما يقطع بكذبه ومثل هذا موجود ايضا. نعم والمنقول احادا فيما تتوفر الدواعي على نقله خلافا للرافضة. هذا ايضا مثال لما يقطع بكذبه احاديث احاد تنقل احادا في قضايا تتوفر الدواعي على نقلها هذا يمكن ان يقع فيه الكذب ايضا خلافا للرافضة وهي تزعم ان النبي عليه الصلاة والسلام اوصى صراحة بالخلافة من بعده لعلي فان قلت اين هذه الوصايا؟ اتوك برواية واثنتين لا تروى الا عن ائمة ال البيت ثم تجد في اسنادها كلاما فتقول عفوا قضية كبرى تتعلق بالامة وهي منصب القيادة بعد النبي عليه الصلاة والسلام لا يرويها الا واحد من اصحابه فهذا من علامات عدم قبول الرواية والحكم بكذبها والشيعة يرفضون مثل هذا التقعيد لانه سيهدم اصلا من اصول الامامة والوصاية والولاية لعلي رضي الله عنه وارضاه