وان العلم فيه الضروري وقال الكعبي والامامان نظري. وفسره امام الحرمين بتوقفه على مقدمات حاصلة لا الاحتياج الى النظر عقيدة وتوقف الامنين. طيب العلم الحاصل بالمتواتر ضروري ام نظري نعود اولا الى التفريق المتقرر بين العلم الضروري والنظري. فالعلم الضروري ما لا يحتاج الى نظر واستدلال وسمي ضروريا لان النفس تجد العلم به ظرورة ليس اختيارا. والعلم النظري ما توقف على نظر واستدلال مختلف في درجات هذا النظر قد يكون نظرا يسيرا قد يكون نظرا معقدا صعبا يحتاج الى مزيد تأمل العلم الذي تجده النفس بالخبر المتواتر. وضربت لهذا مثلا في الدرس المنصرم لو دخل داخل فقال حصل كذا في المطاف عند الكعبة. ثم جاء ثان وثالث ورابع. كلهم يقول الخبر نفسه. تجد اشتكى منقادا الى القبول به. حتى لو حصل هذا دفعة دخل قوم جماعة ثم رأيت جملة من العلامات ووصل الحد عندك كبر التواتر. قبولك لهذا العلم هل حصل ضرورة؟ او نظريا الذي عليه جمهور العلماء ان العلم الحاصل بالمتواتر علم ظروري قول المصنف وان العلم فيه ظروري معطوف على قوله والاصح اذا الاصح ان العلم الحاصد بالمتواتر ضروري ثم اشار الى الخلاف وهو الذي يقابل الاصح قال الكعبي والامامان نظري. يعني ان العلم الحاصل بالمتواتر نظري من يقصد بالامامين امام الحرمين والامام الرازي سيأتي التعقيب الان على هذه النسبة. اما الكعبي فهو احد اه ائمة المعتزلة ابو القاسم اه وفاته في اوائل القرن الرابع الهجري. طيب ثم قال وفسره امام الحرمين فسر ماذا فسر كون العلم الحاصل بالمتواتر نظري بما يلي بانه يتوقف على مقدمات حاصلة لا الاحتياج كالنظر عقيبه فسره امام الحرمين بان العلم الحاصل بالمتواتر يتوقف على مقدمات حاصلة الان كيف حصل العلم بالمتواتر بمقدمتين؟ الاول ان كل خبر متواتر يفيد العلم. والثاني ان هذا متواتر النتيجة اذا مضمون العلم بهذا الخبر يحصل ضرورة هاتان المقدمتان هي بديهية او نظرية استدلالية بديهية بمعنى انك تقرر عندك سلفا ان اي خبر يدخل من مدخل التواتر فهو ضروري. وحصل عندك في خبر من الاخبار بعينه تحصيل هذا التواتر فانت لا تجلس تبني هذا عندك بقياس واستدلال ونظر حتى تحقق هاتين المقدمتين. فهي حاصلة عندك ضرورة فمن نظر الى ان هاتين المقدمتين بين قوسين وان كانتا بديهيتين من نظر الى انهما موجودة اعتبر العلم الحاصل بهما نظريا لانه مبني على مقدمات ومن اعتبر حصولها بداهة كعدمها وان العلم حصل من دونها او بها بداهة فاعتبر العلم الحاصل بها ظرورة. مفهوم او اعيد طيب نحن نقول العلم الحاصل بالمتواتر ضروري تجده النفس ضرورة دون نظر او استدلال. من يقول انه نظري فسره بما يلي. ان انه لا يوجد خبر متواتر الا وفي مقدمتين وان كانت مستقرة لكنها موجودة ذهنا. ما هي؟ ان اي خبر متواتر يفيد العلم ويحصله ظرورة. والمقدمة الثانية ان هذا الخبر بعينه هو من النوع المتواتر. اذا طالما هو متواتر والمتواتر يفيد العلم ضرورة اذا هذا يفيد العلم هاتان المقدمتان بديهيتان يعني اشبه بتحصيل حاصل لكنها موجودة. فمن نظر الى انها النتيجة هذي مبنية على مقدم اذا هو نظري لان النظري هو ما يبنى على مقدمات ونظر وان كان هذا النظر بديهيا يعني ليس يحتاج الى تأمل ومن نظر الى انها طالما وجدت مقدمات وان كانت بديهية اعتبر العلم الحاصل بها نظريا هذا التقرير يا اخوة هو الذي ساقه امام الحرمين فانه ذكر قول الكعبي من المعتزلة وان قوله خلاف ما عليه الكافة عندما قالوا ان العلم الحاصل بالمتواتر ضروري. فكان قوله هذا مستهجلا. كيف متواتر والعلم الحاصل به نظري؟ فجاء امام الحرمين فسروا قول الكعبي وفسره بهذا وانه لا يصادم الناس ولا يخالف العقلاء. انما قصد هذا المعنى وبالتالي هو يشبه ان يقرب الخلاف بين بين الفريقين بين الكعبة من جهة والائمة من جهة. ثم لما ذكر هذا قال وهو يرد التشنيع عن الكعبي. قال امام الحرمين فهو لا يريد نظرا عقليا وفكرا صبريا على مقدمات ونتائج. يقول الرجل ما قصد مقدمات يعني تحتاج الى اثبات وبراهين وبعدين تضم واحد الى واحدة فتنتج لك مقدما لا هو ما اراد هذا. لما ساق هذا وفسر مذهبه عقبه بقوله وليس ما ذكره الا الحق يقصد ان قول الكعبي بهذا التفسير هو الذي عليه الناس. ولا يخالف ما عليه الجمهور فيشبه ان يكون الخلاف لفظيا. اذا فهمت هذا فلا يصح نسبة القول الى امام الحرمين بانه يرى ان العلم الحاصل بالمتواتر نظري هو لا يرى هذا هو اتى بقول الكعبي وبين وجهة نظره وقال ان كان هذا هو الذي يقصده فليس هذا الا الحق فهذا ليس خلافا ولا يصح ان تنسب الامام الحرمين مخالفة الجمهور. والرازي كذلك فانه لا يصح ايضا ان ينسب اليه القول بانه يرى ان العلم نظري ولا ذكر هذا ولعل هذا سهو من المصنف. والغزالي كذلك صار مسار شيخه امام الحرمين. فذكر هذا القول وايد ان من يقول نظري بهذا المعنى فهم كالمقربين بين الاقوال. يوشك يا اخوة الا يوجد خلاف في هذه المسألة الا ما ينسب الى الكعبين والكعبي حسب ما فسر مذهبه امام الحرمين لن يبعد عن قول الجمهور. فعندئذ لك ان تقول لا يكاد يوجد خلاف. في ان العلم الحاصل بالمتواتر علم ضروري. قال رحمه الله وفسره امام الحرمين بتوقفه على مقدمات حاصلة لا الاحتياج الى النظر طالما بني على مقدمات اعتبره نظريا وليس المقصود الاحتياج الى النظر عقيبه. يعني عقب تلك المقدمات. قال وتوقف الامر وهي طريقة جرى عليها عادة وهو من المكثرين من التوقف في مسائل الوصول كما اسلفت غير ما مر يكثر الابدين من التوقف بعدما يعرض الاقوال الادلة ويبدو له التكافؤ لا يرجح شيئا يصرح بالتوقف تارة يمسك عن الترجيح تارة وهو بذلك ممن يكثر التوقف في ترجيحا المسائل وهذا منها. نعم ثم ان اخبروا عن عيان فذاك والا فيشترط ذلك في كل الطبقات. هذه الجملة بلفظها هي عبارة البيضاوي في منهاجه في المختصر اتى بها السبكي رحمه الله هنا بنصها قال ان اخبروا عن عيان فذاك والا فيشترط ذلك في كل الطبقات. ان اخبروا من هم رواة المتواتر نقلة الخبر المتواتر ان كان مستند خبرهم الحس ان اخبروا عن عيان ايش المقصود بالعيان المعاينة الادراك بالعين وليس المقصود به ادراك العين خاصة بل المقصود به الحس عامة سواء ادرك بنظر او بسمع يعني انا اخبرك ماذا لو قال قائل صلى امامنا اليوم في صلاة العشاء في المسجد الحرام الشيخ خالد الغامدي هو ما رآه ولكن سمع صوته هذا اخبار عن عيان ولا يقصد بالمعاينة هنا رؤية العين قد يقوم تعبير العيان هنا مقام الحس وبعض شراح المتون يستدرك لفظ العيان يقول بعض الروايات وبعض الاخبار لا تبنى على معاينة تبنى على حس واحيانا على شم تقول حضرنا مجلس علم فاذا رائحة الطيب فيه تفوح. فانت لا اخبرتنا عن مشاهدة ولا عن سمع فكل ما يدرك بالحس ان كان هو مستند الخبر المتواتر قال فذاك يعني فمقبول فيه ما ينقله رواة التواتر ان كان ما ينقلونه مستندا الى حس. قال والا ان لم يكن الخبر مستندا الى الحس بل الى بل الى نقلي مسموع قال فلان وانت ما سمعت لكنه قيل لك ان فلانا قال ثم يستمر هذا النقل القولي قولا عن قول ان لم يكن مستندا الى حس يعني الطبقة التي تدرك الخبر عيانا يقبل خبرها والتي تنقله نقلا ما عاينت لكن تنقل ان فلانا رأى او ان قوما سمعوا او شاهدوا قال فيشترط ذاك في كل الطبقات طبقات الرواية يشترط فيها حصول العدد وهو ما يعبرون عنه بقوله استواء الطرفين والواسطة يعني السند عندك له مبدأ وله منتهى ووسط بينهما فاول السند هو من جهة الخبر واخره من جهة الراوي او العكس على ما يصطلح عليه البعض ايا كان فكل سند له طرفان وله واسطة في المنتصف. يعبرون عنه بقولهم استواء الطرفين والواسطة في ماذا في عدد التواتر التي قلنا عنها الكثرة سواء حددتها بعدد او لم تحدها بعدد يخرج من ذلك يا احبة بعض انواع الاخبار المتواترة التي يكون مبدأها احادا مثل حديث انما الاعمال بالنيات. ثم يفيض وينتشر ويتواتر هذا يقيدونه بقولهم ان لم يكن مستند الخبر العيان او الحس فيشترط في كل الطبقات. نعم والصحيح ثالثها ان علمه لكثرة العدد متفق وللقرائن قد يختلف فيحصل لزيد دون عمرو. هذه مسألة اخرى فيها خلاف دخل مباشرة الى المسألة بخلافها راجح فيها بقوله الصحيح ثالثها. عندنا مسألة فيها خلاف على اقوال. الصحيح عند المصنف الثالث منها وهي ان العلم علمه يعني علم المتواتر او العلم الحاصل بالمتواتر. لكثرة العدد يعني بسبب كثرة العدد متفق يعني يحصل العلم به باتفاق عند الكل. عند زيد وعمر وبكر وخالد مرة اخرى العلم الذي يحصل بالمتواتر ان كان بسبب كثرة العدد العلم الذي يحصل بالخبر عفوا سواء كان او غيره. العلم الذي يحصل بالخبر ان كان مستند هذا العلم وسببه الكثرة كثرة الرواة فهذا لا فرق بيني وبينك في حصول العلم به. طيب وان كان العلم ليس حاصلا بكثرة العدد بل بالقرائن جاء شخص فاخبر عن وجود حريق عن وجود حادث سيارة واشار الى مكان وبدت من القراعن ما يدل على صدقه فخرج وهو يحكي مشهدا او يبدو عليه الذهول او عليه اثار في جسده او ثوبه تدل على الخبر هذه قرائن فعلنا المتكلم واحد او اثنان لكن حف بهما من القرائن ما يجعل تصديقهما يرتفع في نفس السامع فيقبل القول السؤال هو هذه القرائن التي ليست كثرة عدد الراوي واحد او اثنين لكن وجدت قرائن حصلت العلم عندك بالخبر هل هذه القرائن يستوي فيها الجميع؟ لا فانت قد تقبل قول شخص لعينه لانه ثقة عندك وهو عندك مقام البلد باكمله لو تكلم بكلمة او حكى رواية ليس كذلك لا يعرفه فهو مجهول عنده. القرائن تفيد العلم وليست عند الكل. بل عند بعض دون بعض. لم اختلاف اثر القرائن في نفوس الناس. فبعضها قد تكون قرينة على الصدق عند فلان. ولا تكون عند غيره. قال رحمه الله والصحيح ثالثها ان علمه اي علم الخبر لكثرة العدد متفق. ايش يعني انه العلم الحاصل بسبب كثرة العدد يكون علما متفقا عليه بين السامعين. وللقرائن يعني وان كان العلم محصنا بسبب القرائن اللام للتعليل قد يختلف فيحصل لزيد دون عمر بسبب ان تحصيل العلم نسبي فينسب او يحصل من العلم بالنسبة لزيد ما لا يحصل بالنسبة الى عمرو لاختلاف القرائن كما اسلفت