الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه. واشهد ان لا اله الا الله شهادة تنجي قائلها من النار واشهد ان محمدا عبده ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يستعملنا في طاعته وان يعيننا على مرضاته وان يشغلنا بما يقربنا اليه وان في مرضيه وان يجعلنا من اوفر عباده نصيبا برحمته واحسانه وعطائه. اللهم صل على محمد. نقرأ ان شاء الله تعالى شيئا من الاحاديث في اخر كتاب. الصوم ونستمع ما يأتي من اسئلة ان شاء الله تعالى بعد ذلك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب صيام يوم عاشوراء قال حدثنا ابو عاصم عن عمر بن محمد عن ابيه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء ان شاء صام. قال حدثنا ابو اليماني قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني عروة ابن الزبير لان عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بصيام يوم عاشوراء فلما خلق قالوا كان من شاء صام ومن شاء افطر. قال حدثنا عبد الله ابن مسلمة عن مالك عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامهم وامر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه قال حدثنا عبد الله ابن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن حميد ابن عبد الرحمن انه سمع معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول يا اهل المدينة اين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه. وانا صائم من شاء فليصم ومن شاء افطر ومن شاء فليخطر. قال حدثنا ابو معمر قال حدثنا عبد الوارث حدثنا ايوب قال حدثنا عبد الله ابن سعيد ابن جبير عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قرأ اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم صالح. هذا يوم نجى الله بني اسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال فانا احق بموسى منكم فصامه واغرق صيامه قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا ابو اسامة عن ابي عميس عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابي موسى رضي الله عنه قال كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا قال النبي صلى الله عليه وسلم فصوموه انتم. قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن عبيد الله بن ابي يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فتحرى صيام يوم فضله على غيره الا هذا اليوم. يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان قال حدثنا المكي بن إبراهيم قال حدثنا يزيد عن سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال امر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من اسلم هنقدم الناس ان من كان اكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن اكل فليصم فان اليوم يوم عاشوراء هذا الباب في شأن صيام عاشوراء. وهو من الايام المشهودة. التي صامها رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بصيامها. وهو من اكد صيام التطوع. فالصوم نوعان صوم المفروض وهو شهر رمضان. وصوم تطوع وهو على نوعين التطوعات في الصيام نوعان تطوعات في اوقات وازمنة محدودة جاء فيها فضل. اما فضل ببيان الاجر المعين او فظل بان النبي صلى الله عليه وسلم صامها وندب الى صيامها. وهذا يسمى النفل او التطوع المقيد. وصوم لا تحديد في بل هو مطلق يكون في كل زمان فلم يأتي ان النبي خصه بصوم ولم يأتي به اجر خاص هذا النوع الثاني من صيام التطوع. عاشوراء هو افضل ايام صيام التطوع المقيد كما دل عليه الاحاديث وان كان صوم يوم عرفة اعظم منه اجرا فان صوم يوم عرفة يكفر سنتين السنة الماضية والسنة القابلة واما صوم يوم عاشوراء فانه سنة واحدة لكن من حيث فضيلة الزمان صوم يوم عاشوراء في الشهر الذي هو احب الشهور الى الله صياما. فان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن افضل الصيام بعد رمضان فقال شهر الله المحرم وهذه فضيلة تختص الزمان حيث ان شهر محرم افضل ايام السنة صياما على وجه الاجمال. وان كان صوم يوم عرفة من حيث الاجر والثواب اعلى. لكن الفضيلة ليست فقط من جهة الاجر الفضيلة قد تكتسب من اكثر من جهة اما من حيث الاجر او موافقة فضل زمان او تحديد اصطفاء شرعي لهذا الزمان فالمقصود ان عاشوراء من افضل صيام التطوعات المقيدة وقد جاء فيه انه كان مفروضا اول الامر على اهل الاسلام. النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر اصحابه بالصوم في مكة. وانما امروا بالصيام بعد الهجرة. بقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. لعلكم تتقون فكان اول عام صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضا وواجبا في السنة الثانية من الهجرة فصام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسعة رمضانات وهذا لا خلاف فيه بين العلماء ولم يكن الصوم مفروضا قبل ذلك. بل كان الصوم تطوعا. وقد اختلف العلماء في صوم عاشوراء. هل كان واجبا قبل صيام رمضان او لا فذهب طائفة من اهل العلم الى ان صوم عاشوراء كان مفروضا قبل صيام طبعا واذا نظرنا الى قدوم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة في ربيع الاول من الرابع عشر من بعثته صلى الله عليه وسلم. بقي صلى الله عليه وسلم تلك السنة وهي السنة الاولى للهجرة ادرك المحرم من السنة الثانية ورأى اليهود يصومون. فسألهم فاجابوا انه يوم صالح نجى الله فيه موسى وقومه فصامه وامر بصيامه صلوات الله وسلامه عليه. ثم فرض في السنة الثانية في نفس السنة فرض صيام رمضان بقوله تعالى اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم. فذكر الله جل وعلا فرض الصيام. في السنة الثانية من الهجرة فالذي ادركه النبي وسلم من عاشوراء في المدينة قبل فرض صيام رمضان هو في السنة الثانية من الهجرة في محرم مرة واحدة. ثم فضل صيام رمضان. هذه المرة امر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصيام واختلف العلماء في امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بالصيام في تلك السنة صيام عاشوراء. هل كان فرضا او كان نفلا؟ والذي يظهر والله تعالى اعلم انه كان امرا على غير الوجوب واللزوم بل كان حثا وندبا للامة ان تصوم هذا اليوم لكن لم يكن مفروضا. وذلك انه لم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم تقدمة للصوم انما امرهم في نفس اليوم ان يصوموا من اصبح منكم صائما فليتم صوما ومن اصبح مفطرا فليصم. فدل ذلك على عدم وجوبه وانما كان امرا مؤكدا لفضيلة اليوم. والامر يأتي للوجوب ويأتي لما يؤكد في فعله ولو لم يكن واجبا فلا دليل واضح صريح في وجوب صيام عاشوراء وانه نسخ. وانما الذي رفع بعد فرض رمضان هو تأكيد صومه هو تأكيد صوم عاشوراء. ساق المصنف رحمه الله في هذا الباب جملة من الاحاديث. او اول ما ساق ساق حديث عبدالله ابن عمر ساقه باسناده قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم يوم عاشوراء انشاء اصاب اي ان ذلك على وجه التخيير وليس على وجه الالزام والايجاب. ثم ساق حديث عائشة رضي الله تعالى عنه في ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء قبل هجرته. ساق المصنف الحديث باسناده من طريق هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ولا سبب صيام قريش لهذا اليوم. يعني لم يكن اهل مكة يصومون عاشوراء لنفس العلة والسبب الذي اليهود يصومون يصومونه من اجله. بل كانوا يصومونه لانه يوم يعظمونه تكسى فيه الكعبة. فكانوا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوافقهم فيصوم ذلك اليوم. والصوم معروف عند العرب. فلم يكن مجهول وهو امساك عن المفطرات. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم كما يصوم اهل مكة. قبل هجرته صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه. فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه. في مكة كان يصومه ولا يأمر بصومه لكن لما جاء الى المدينة زاد على صيامه انه كان يأمر بصيامه. والامر هنا ليس على وجه الفرض وانما على وجه التأكيد والندب. قالت رضي الله تعالى عنها فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء ترك يوم عاشوراء المقصود بالترك هنا انه لم يكن يأمر به كما كان يأمر به قبل ذلك وليس المقصود الترك الكلي والا ففي الصحيح. من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ان اليهود تصوم العاشر قال لئن عشت الى قابل. وهذا في اخر حياته صلى الله عليه وسلم. لاصومن التاسع وقال صلى الله عليه وكان صلى الله عليه وسلم قد توفي فلم يدرك العام الذي يليه. وهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء فالذي اخبرت عائشة ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تركه انما هو ترك تأكيد الامر به والحث عليه والا فعله وبيان اجره لم يتركه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل هم لما اخبر بان اليهود يفردون العاشر هم ان يصوم العام الذي قبله مع العاشر التاسع فقال لئن عشت الى قابل لاصومن التاسع. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين اجره وفضله فقال احتسبوا على الله ان يكفر السنة التي قبله اي يرجو من الله ثوابا. الصوم بحط الخطايا لعام سابق وهذا بصيام وهذا بصيام يوم عاشوراء. قالت رضي الله تعالى عنها فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء قام ومن شاء تركه لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستمر على حاله الاولى من تأكيد صومه والنداء في الناس ان قوموا فان كل هذا كان على وجه التأكيد والحث حتى من افطر امره بالامساك. صلى الله عليه وسلم يحتسب له ما يؤمل من اجل صيام هذا اليوم. الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوافق الناس على ما هم عليه من خير. فلما كان اهل مكة يصومون يوم عاشوراء والصوم عمل مبارك هو كان يوما تعظمه قريش لكسوة الكعبة صامه صلى الله عليه وسلم تعظيما لما عظمه الله عز وجل من هذه ثم انه لم يأمر بذلك لانه لم يعلم سببا عباديا مستقلا هذا اليوم الا لما هاجر الى المدينة صلى الله عليه وسلم فرأى اليهود يصومونه فامر بصومه. لما ذكروا له سبب الصوم وهو وانه يوم صالح نجى الله فيه موسى ومن معه. وفيه من الفوائد ان صوم رمضان افضل من كل صيام. وذلك ان رمضان صوم مفروض على اهل الاسلام. والقاعدة ان اجرى العبادات الواجبة اعظم من اجل العبادات المتطوع بها وهذا يجهل بعض الناس. قبل ايام سألني احد السائلين قال هل لي من اجر فيما اخرجه من زكاة مالي؟ قلت له نعم اكيد لك اجر فيما تخرج من زكاة مالي قال هذا واجب اي مفروظ فمن الناس من يتوهم ان فعل الواجب لا اجر فيه انما فيه عقوبة اذا تركه وهذا خطأ بل اجر الواجب عند الله اعظم من اجر التطوع. دليل ذلك ما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل من اذى لي وليا فقد اذنته بالحرب ثم قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يقول الله عز وجل وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فاعظم واجل واكبر ما تتقرب به الى الله عز وجل. ان تتقرب اليه بما فرض عليك من الواجبات وتنبه الى هذا المعنى لان من الناس من يغفل عن اجر الواجبات فتجده مجدا المجتهدا في التطوعات لكن لا تجد عنده نشاطا ولا حماسا ولا اتقانا للفرائض. وهذا خطأ وخلل كبير فان اجر الواجب اعظم عند الله من اجر المستحب. اتقانك لصلاة العشاء بركوعها وسجودها واركانها وواجباتها اعظم عند الله من اتقانك لصلاة القيام. هذا لا يعني ان ان لا تتقن القيام لكن هذا ينبغي هذا يعيد عندنا وفي اذهاننا مراتب ترتيب مراتب العمل العمل مراتب اعلاه عند الله عز وجل ثواب بل واجرا واهمية الفرائض. فان الفرائض هي المسؤول عنها اولا وهي المثاب عليها اولا وهي التي اذا اتقنها العبد استغنى بها عن سائر العمل. فلذلك احرص على اتقان الفرائض. يشهد لهذا ما في الصحيح من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه. ان جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم تائر الرأس فقال يا محمد لو قال يا رسول الله اعلمني ما افترض الله تعالى علي من الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات المكتوبات. قال هل علي غيرها؟ قال لا. الا ان تطوع ثم سأله عن الصوم الواجب فقال شهر رمضان قال هل علي غيره؟ قال لا قال الا ان تطوع ثم سأله عن الزكاة فشرح له النبي صلى الله عليه وسلم وبين له شرائع الاسلام. ثم قال الرجل والذي نفسي بيده او والله لا ازيد على هذا ولا انقص. فقال النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ان صدق فجعل النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة مرتبا على فعل الواجبات. فكل واجب تقوم به في صلاة او في او في صوم او في حج او في حق احد من الخلق. من الوالدين والارحام وغيرهم بدأ الامانات وما الى ذلك من الفرائض. اعظم عند الله عز وجل وهو موجب للجنة. ونحن هذا الخلل عندنا حتى في معاملة الخلق حتى في الاموال تجد احدا يسرق او يختلس او يتسامح فيما حل في يده من المال فلا فلا يتحرى الحلال من في المال ثم تجده ينفق صدقات وتبرعات واوقاف وهذا يقال له لا تسرق ولا تتصدق. كما قال الشاعر ومطعمة ومطعمة الايتام من كد فرجها مطعمة الايتام من كد فرجها يعني من الزنا تزني وتطعم ايتام. لا حاكي الله لا تزني ولا تتصدقي. الله غني عنك وعن صدقاتك ان تأتي بها من هذا المكسب الحرام. فينبغي للانسان ان يعرف ان اهم ما ينبغي ان في باله فيما يتعلق بالفعل القيام بالواجبات. فيما يتعلق بالترك البعد عن المحرمات. ثم بعد ذلك ميدان سباق في الصالحات واسع. كل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة. وكل تكبيرة صدقة. وكل تهليلة صدقة. امر بالمعروف صدقة نهي عن المنكر صدقة باب الصدقات واسع لكن في البداية والمدخل احرص على تكميل الواجبات ولذلك لما فرظ الله عز وجل الصوم فاصبح هناك فريضة في هذا العمل وهذا الباب وهو الصوم لم يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على الامة صيام غيره ولم يأتي ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم قبل فرض رمضان ولذلك قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فلما فرض رمضان ترك آآ ترك يوم عاشوراء يعني تأكيده الامر به فمن شاء صام ومن شاء تركه. وفي الحديث الذي يليه حديث معاوية بن ابي سفيان رضي الله تعالى عنه. وهو من مسلمة الفتح. ممن تأخر اسلامه رضي الله تعالى عنه قال عام حج على المنبر لما كان خليفة على اهل الاسلام واجتمع عليه اهل الاسلام بعد ما وقع من خلاف قبل ذلك حج رضي الله تعالى عنه فقام على المنبر اي منبر رسول الله صلى الله عليه في مسجده يقول يا اهل المدينة خطاب لاهل المدينة اين علماؤكم؟ وقد قل العلماء في المدينة ذلك الزمان لخروجهم الى الامصار وانتشالهم في الارض نشرا لدين الاسلام كما الموت اخذ من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلماء الصحابة ما اخذ. فقال معاوية رضي الله تعالى اين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء. ولم يكتب عليكم صيامه. لم يكتب اي لم عليكم صيامه وانا صائم. هذا الذي يتحدث به معاوية وهو من مسلمة الفتح. فيتبين بهذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك صيام عاشوراء. انما الذي تركه من ما حدثت به عائشة رضي الله تعالى عنه كما تقدم هو تأكيد هذا اليوم والحث على صيامه والامر به على وجه العام. لكن فضيلة هذا هذا اليوم لم تزل باقية. هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه. وانا صائم. المتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن شاء فليصم ومن شاء فليكفر فليفطر. فالصوم هنا على وجه التخيير. من شاء ان ان يصوم هذا اليوم فليفعل ومن شاء لا حرج عليه في ذلك. ولعل معاوية رضي الله تعالى عنه قال هذا الكلام لما شاهده من عناية اهل المدينة بصيام اليوم او اعتقادهم او لما شاهدهم من اعتقادهم ان صيام هذا اليوم فرض او واجب فقال له قال له اين علماؤكم الذين يبصرونكم ويبينون لكم ان صيام هذا اليوم ليس بواجب هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيام وانا صائم فمن شاء صام ومن شاء فليفطر. اما الحديث الرابع الذي ذكره المصنف رحمه الله في الباب حديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه وفيه قال ساقه باسناده عن ابن عباس قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اي جاء اليها وذلك في هجرته صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد ان امضى ما امضى في مكة ثلاثة عشرة سنة قضاها في مكة حتى بلغ الاذى منتهاه فاذن له الله في الهجرة. فهاجر صلى الله عليه وسلم الى المدينة فلما جاء رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء وذلك في يوم العاشر من محرم. والنبي صلى الله عليه وسلم قدم في ربيع الاول. فيكون هذا بعد مجيء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بنحو عشرة اشهر. رآهم يصومون عاشوراء فقال ما هذا سألهم عن سبب صومهم يعني ما الذي جعلكم تصومون وهو كان صلى الله عليه وسلم يصوم قبل الهجرة كما كان يفعله اهل مكة فقال لهم ما هذا يعني ما سبب صيامكم؟ ما سبب صيامكم؟ قالوا هذا يوم صالح. اي هذا اليوم يوم يوصف بالصلاح وصلاحه لاجل ما جرى فيه من حدث عظيم. بينوه فقالوا هذا يوم نجى الله بني اسرائيل من عدوهم وهو فرعون. وذلك بما جرى من نصر الله عز وجل لموسى وقومه على فرعون وقومه عندما تبعهم مستكبرا مستصغرا لهم طالبا قتل موسى ومن معه. ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائضون وان لجميع حاذرون. الله عز وجل يقول اخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم. جاءوا كما قال الله تعالى فاتبعوهم مشرقين اي فرعون وقومه تبعوا موسى وقومه الى جهة المشرق لان موسى عليه السلام توجه الى جهة المشرق فلما ترأى الجمعان اي رأى قوم موسى فرعون وقومه رأى قوم فرعون فرعون وقومه رأوا موسى وقومه. قال اصحاب موسى انا لمدركون. جاكم الموت البحر من امامكم وفرعون وراءكم. ما في مناص. لكن اليقين عندما يقر في القلب ويثبت تتلاشى معه كل الاسباب المادية. ويتعلق القلب بالله الذي بيده ملكوت كل شيء. الذي انما امره اذا شاء اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيقول. لذلك تأمل لما قال اصحاب موسى انا لمدركون جاء الجواب من موسى الواثق المصدق بوعد ربه كلا لن يكون هذا لن يدركنا فرعون قومه كلا ان معي ربي سيهدين هو الذي نظرا للخروج وهو المتكفل بانجاء واخراجه من هذه الازمة وهذا وهذه كلا ان معي ربي سيهدين. فاوحى الله اليه ان اضرب بعصاك البحر فانفلق. هذا البحر العظيم فكان كل فرق اثنعشر طريق كل فرق كالطود العظيم الجبل الشامخ حتى اصبحت اصبح البحر طرقا يعبر منها بنو اسرائيل شف الاية العظيمة البينة الظاهرة التي تدل على صدق موسى لكن انها لا تعمى الابصار. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فرعون يشاهد هذه الاية امامه ولا يؤمن. بل يمضي في طلب من طلب موسى وقومه. مع انه عاين نصر الله لهم. وفرجه لهم وتأييده لهم. لكن عمي بصره فلم يكن منه قبول لهذه الاية وتبع فرعون وقومه. على هذا هو الذي ذكر الله عز وجل ثم ما كان الا ان احاط به البحر فاغرقه بعد ان خرج موسى وقومه فجعله الله اية وعبرة وعظة للناس لكن حتى على عظيم هذه الاية لم يكن من بني اسرائيل تلك الاستجابة الكاملة والانقياد التام مع ما عاينوه من الايات والبينات التي رأوها وعاينوها وابصروها. وذلك لصالة قلوبهم وشدة وشدة قلوبهم وقسوتها المقصود ان ان هذا اليوم حصل في هذا هذه الواقعة يوم عاشوراء حصل فيه هذا الامر ان جاء الله عز وجل لموسى وقومه واهلاك الله عز وحصل فيه اهلاك الله عز وجل لفرعون وقومه. فكان ما كان من صيام اليهود ذلك اليوم ولعله مما كان يفعله موسى عليه السلام فهم صاموه اتباعا لنبيهم. والنبي صلى الله عليه وسلم اول ما جاء الى كان يحب موافقة اليهود فيما يعملون فكان صلى الله عليه وسلم يوافقهم فيما صنعوا فوافقهم بل قال كلمة تبين انهم حتى لو تركوا ذلك فان الامة ستستمر عليه فقال صلى الله عليه وسلم انا احق بموسى منكم. هم قالوا هذا يوم نجى الله بني اسرائيل من عدوهم فصامه موسى شكرا لله عز وجل فبقي هذا في بني اسرائيل. قال النبي صلى الله عليه وسلم فانا احق بموسى منكم احق موسى منكم اي من بني اسرائيل لانه اخوه ولانه من اولي العزم من الرسل. ولانه بشر بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولانه موافق له في الاعتقاد وان خالفه في النسب. فالموافقة ليست في النسب فهؤلاء بنو اسرائيل موافقون لموسى في النسب لكنهم خالفوه في الهدى ودين الحق فكان النبي صلى الله عليه وسلم المفارق له في النسب احق به. ولذلك قال انا احق به انا احق بموسى منكم. لاني على دينه وعلى ملته وعلى ما جاء به من توحيد وموافق لما جاء به من هداية. كما قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل هو كما قال الله تعالى ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدوه. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الانبياء اخوة لعلان دينهم واحد وقد قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بعد ان بين له من اخبار المرسلين ما في سورة الانعام قال اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدر. اولئك اي هؤلاء الرهف من الرسل الذين فعليك خبرهم وانبأتك بنبأهم اولئك الذين هدى الله فبهداهم اي بطريقهم وبعملهم اهتده ايسر على ما كانوا عليه وعلى ما ساروا عليه. قال انا حق بموسى منكم فصامه وامر بصيامه. وامره صلى الله بالصيام كما تقدم امر استحباب وتأكيد وندب وترضيع. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من الفوائد التي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل عما يراه من افعال اهل الكتاب حرصا منه على العمل بما امره الله تعالى به من اتباع النبيين السابقين. اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدي. فسألهم عن الصوم الذي رآهم يصومونه اخبر بما اخبر به فكان صلى الله عليه وسلم يصومه ويأمر بصيامه. وفيما الفوائد اقرار النبي صلى الله عليه وسلم لليهود في وصف هذا اليوم بانه يوم صالح. فالايام توصف بالصلاح والفساد والخير والشر. بالنظر الى ما يقوم فيها من خير وشر وفتح ونصر. فهو يوم صالح لكون الله عز وجل نجى الله فيه موسى ومن معه. وفيه تأكيد معنى ارتباط هذه الامة بالامم السابقة. فان نصر كل نبي من الانبياء السابقين هو نصر لمحمد وامته صلى الله عليه وسلم. كل نصر كان لمن تقدم من النبيين على من عاندوا على من عاندوهم وكذبوهم تصل لهذه الامة فنصر نوح على قومه هو نصر لاهل الاسلام. نصر موسى على على من عارضه وكذبه هو نصر لاهل الاسلام قالوا المجر في كل نصر يجري للام للانبياء السابقين هو نصر لهذه الامة تفرح به وتبتهج لان المؤمنين اخوة كما قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة وهذه الاخوة ليست لاهل الايمان الذين يوافقون لك في الزمان او الذين يوافقونك في المكان او الذين يوافقونك في الرسول الذي تؤمن به بل هي اخوة شاملة عامة تتجاوز المكان وتتجاوز الزمان بل وتتجاوز النبي الذي امنت به الى كل نبي سابق والى كل مؤمن امن بنبي ممن تقدم من النبيين ولهذا يفرح المؤمن بكل نصر لاهل الاسلام حيثما كانوا. وانت في صلاتك حتى مما يؤكد هذا المعنى انت في صلاتك عندما تقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين انت تسلم على كل عبد صالح في السماء والارض من الانس والجن والملائكة من كل جنس كل عبد صالح تناله هذه الدعوة هذا السلام. فالسلام دعوة بان والله بان يسلمه الله عز وجل من الافات وان يسلمها من من المكروهات فهذه الاخوة يظهرها ويبرزها هذا المعنى الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لليهود لما اخبر بصيام موسى قال انا احق منكم انا احق بموسى منكم انا احق بموسى منكم وفيه من الفوائد ان الحق ظالة المؤمن ان وجده اخذ به. بغظ النظر عمن جاء به فاذا جاء به موافق في الاعتقاد مخالف في الاعتقاد فانه يقبل لانه الحق بغض النظر عما عمن جاء به فلا تتوقف في الحق على من يوافقك في الجنس او في اللون او في اللسان او في البلد او في اي معيار من هذه المعايير خذ الحق ممن جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يعطينا درسا في هذا فيما يعلمه ابا هريرة. ابو هريرة كان قائما على حفظ صدقة الفطر وكان ابليس يأتيه متصورا بسورة فقير. فيأخذ من هذه الصدقة فامسكه. مرة ثم مرتين ثم في الثانية قال الا اعلمك شيئا اذا قلته لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح هذا الشيطان ان يعلم ابا هريرة. قال بلى قال اقرأ اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم. اخذها ابو هريرة الرجل لما علمه هذا هذا العلم اطلق الرجل ثم جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه الخبر فماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال لا انه هذا شيطان هذا ابليس هذا رجيم؟ لا. قال صدقك وهو كذوب. هذا العدل. صدقك في خبره والواقع انه كذوب لكن كذبه لا يمنعك من تصديقه فيما صدق به فالحق يؤخذ ممن جاء به وهذا ما افاده في هذا الحديث حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر بسبب الصوم وانه بسبب انجاح الله عز وجل وقومه من فرعون وقومه قال صلى الله عليه وسلم انا احق منكم بموسى فصامه صلى الله عليه وسلم وامر بصيامه. هذي بعض الفوائد المتصلة بهذا الحديث ثم حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه. وقد ساقه المصنف وفيه قال كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا. قال النبي صلى الله عليه وسلم فصوموه وانتم اليهود لم يكونوا على طريقة واحدة في هذا اليوم. بل هم كما وصف الله تعالى متفرقون. متنازعون تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. فكانوا مختلفين في هذا اليوم. فكان منهم من يصوم اتباع لموسى وكان منهم من يتخذه عيدا فيظهر فيه الابتهاج والسرور ولا يصوم. بل يعده يوم فطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهذه لامته فصوموه انتم لماذا؟ لان موسى صامه فرح وشكرا لله عز وجل على نعمه فصامه النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لما كان عليه موسى والله تعالى قد امره ذلك فقال اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى. فمن الاقتداء به ان يعمل بعمله. فكان النبي صلى الله عليه وسلم قد من اليهود من كان يصوم عاشوراء. لانهم هم الباقون على ما كان عليه عمل موسى عليه السلام. اما الحديث الاخير الذي ساقه المصنف رحمه الله فهو حديث ابن عباس قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم على غيره اي ميزه على غيره الا هذا اليوم. يوم عاشوراء فهو يوم ميزه وعلى غير من الايام وفظله على غير من الايام بان تحرى صيامه صلى الله عليه وسلم. وهذا الشهر يعني شهر رمظان وهذا الحديث فيه بيان فضيلة صيام عاشوراء وانه من افضل صيام التطوع المقيد كما تقدم وكون يوم عرفة اعظم اعظم اجرا لا يلغي الفضيلة التي ذكرها ابن عباس في قوله رضي الله تعالى عنه لم ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فظله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر شهر رمضان وذلك ان الله تعالى فرض صيامه وجعله شريعة وركنا من اركان الاسلام على كل مؤمن ومؤمنة ومستطيع ومستطيعة. اما الحديث الاخير الذي ساقه المصنف رحمه الله فهو حديث سلمة بن الاكوع في بيان تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم قوم يوم عاشوراء قال امر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من اسلم اي من هذه القبيلة ان اذن في الناس اي اعلمهم ان من كان اكل فليصم بقية يومه. ومن لم يأكل ومن لم يكن اكل فليصم. فان يوم عاشوراء وهذا من تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم للصيام في هذا اليوم انه صلى الله عليه وسلم اكد على الناس بالامساك من كان افطر منهم فليمسك. لانه لم يعلم بانه عاشوراء. ومن كان لم ومن كان ممسكا فليتب صومه رجاء ادراك فضيلة رجاء ادراك فضيلة رجاء ادراك فضيلة هذا اليوم نعم هذا اخر ما ذكره المسلم رحمه الله من الاحاديث في كتاب الصيام