يوم القيامة فالمؤمن يصدق ويقبل ولا يتم الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الا اذا صدق ما جاء عنه من الاخبار صلى الله عليه وسلم. نقف على هذا الحديث ونكمل باجابة اسئلتكم احمر عن ابيظ عن اسود عن عرعر عربي عن عجمي كلهم على نحو واحد كما خلقوا. لا يتميز فيهم رجال عن نساء ولا صغار عن كبار من يتفقون في الصورة والشكل لكنهم يفترقون في العمل. لذلك قال صلى الله عليه بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم على آله وصحبه ومن والاه. ننتقل للحديث الذي يليه. قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ان امتي يأتون يوم القيامة من استطاع منكم ان يطيل متفق عليه هذا الحديث الشريف هو من احاديث فضائل الوضوء والوضوء جاء فيه جملة من الاحاديث التي تبين فضيلة وعظيم الاجر المرتب عليه. من ذلك هذا الحديث الذي في الصحيحين الذي في الصحيحين في صحيح البخاري البخاري ومسلم وهو حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه اخرجه الشيخان من طريق سعيد ابن ابي هلال عن ابن عبد الله المجمر عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين يعني يعثون على هذه الصفة غرا محجلين من اثار الوضوء فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل. اي فمن استطاع ان يطيل الغرة فليفعل في اطالتها وقوله وقوله في الحديث فمن استطاع ان يطيل غرته فليفعل ذهب جماعة من اهل العلم الى انه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هو مدرج من كلام ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. فهذه الجملة ليست مما مما روي عنه الله عليه وسلم واستدلوا لذلك بجملة من الادلة اولا الحديث تعددت مخارجه وليس فيه هذه الزيادة في قول اكثر من نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم تأتي الا من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. الامر الثاني انهم قالوا ان قوله فليضل غرته غير ممكن الحصول. ذلك ان الغرة هي البياض في الوجه. والمطلوب هو غسل كل الوجه. فكل فمن غسل وكل وجهه حقق المطلوب وليس ثمة مجال لاطالة الغرة بمدها من جهة علو لانه يكون قد بلغ عضوا وهو الرأس او يكون قد بلغ ما لا يجب غسله وهو الرقبة. فليس ثمة سبيل لتحقيق قوله فمن منكم ان نطل ان نطيل غرته فليفعل لان الغر محدودة. فليس فليس ثمة سبيل لتحقيق ما جاء في الحديث من ان من ان من اطال غرته فليفعل. ويمكن ان يقال لو ثبت ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم ان اطالة الغرة بكثرة فيكون هذا ليس اطالة مكان انما اطالة زمان تكرار الوضوء والمحافظة عليه لكن هذا الوجه انما فصاروا اليه عندما يثبت ان هذا من كلامه صلوات الله وسلامه عليه. واما كونه من كلام واما في حال كونه مدرجا من كلام ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فاننا لسنا بحاجة الى هذا التوجيه. قوله صلى الله عليه وسلم ان امتي الامة المقصود بها هنا امة الاجابة والامة تطلق ويراد بها واحد من ثلاثة اما امة اجابة واما امك اتباع. واما امة دعوة. هذي ثلاث مراتب للامة اعلاها امة الاتباع وادناها امة الدعوة ومن حيث العدد ايضا اكثر اكثرها عددا امة الدعوة واقلها عددا امة الاتباع. ولنبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الامة واضاف اليه في مواضع ففي هذا الحديث ان امتي يوم القيامة يأتون غرا محجلين. الامة هنا شاملة لكل من امن به. ممن توضأ وصلى من اهل الصلاة. سواء كان متبعا لسنته. او كان مقصرا في اتباع لان هذا شامل لكل من اجابه وامن به صلوات الله وسلامه عليه. هذه تسمى امة ايش؟ امة الاجابة فكل من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه فهو من امة الاجابة. وهو داخل في قوله ان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين واما امة الدعوة فهم اخص اضيق دائرة من امة الاجابة وهم اهل الاتباع. الذين يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ويختفون اثره ولا يخرجون عن هديه. فهؤلاء اعلى منزلة وهم الذين ساروا على ما سار عليه في الاعتقاد والعمل. كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وصف الفرقة الناجية المنصورة قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي فهذا فهؤلاء هم هؤلاء هم امة اتباع نسأل الله ان نكون منهم. هذا اعلى المراتب واشرف المنازل ان تكون من اتباعه وهم الموعودون بمحبة الله في قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله اما القسم الثالث من اقسام الامة فهي امة الدعوة. وهم الذين خطبوا برسالة الاسلام وهذا شامل لكل الناس بل لكل الثقلين الانس والجن ممن؟ جاء بعد بعثته صلى الله عليه وسلم فكل من جاء بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فهو من امته امن به او لم يؤمن به. لكن ذلك في امة الدعوة في امة الرسالة وليست امة الاتباع والاجابة. وهذا ما اشار اليه قول النبي صلى الله عليه وعلى اله الذي ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يقول صلى الله عليه وسلم يقسم والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار وهذا يدل على ان اليهود والنصارى وسائر الملل الذين جاءوا بعد بعثته هم من امته. ولو لم يتبعوه ولو لم يؤمنوا به فهم من امتي بالنظر الى ايش؟ انهم مخاطبون برسالته مأمورون باتباعه. ولذلك جعل مؤكدا هذا المعنى في عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم للناس كافة. قال الله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فامر الله تعالى رسوله ان يبلغ الرسالة للناس كافة فكلهم من امته كل من بلغه الخطاب فهو من امته. وقد قال الله جل وعلا يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وهي شفاء لما في الصدور وهدو ورحمة للمؤمنين فالخطاب للناس كافة وقال جل وعلا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا فنذارة القرآن ليست خاصة بالعرب ولا خاصة لمن امن بالنبي صلى الله عليه وسلم من العرب وغيرهم. بل هي عامة للبشرية كافة. لكل الناس كلهم مخاطبون بهذا القرآن. ما بالايمان به وبما جاء به واتباع ما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه عليه. اذا قوله صلى الله عليه وسلم ان امتي يوم القيامة المقصود بالامة هنا من امن به من اجابه الى ما دعاه اليه من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. هذا المقصود بالامة في قوله ان امتي يأتون يوم القيامة. غرا محجلين. وقوله صلى الله عليه وسلم غرا الغرة هي اللمعة البيضاء تكون في الجبهة. هذا هو الاصل في الغرة انها لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس. لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس تكون واضحة بينة فليست نقطة ولا نقاطا متفرقة بل لمعة. يصطبغ بها اكثر وجهه. هذا في اصل وهي تستعمل في كلام العرب للدلالة على الجمال والبهاء والطيب والشهرة وعلو المنزلة. ولذلك جعلها النبي صلى الله عليه وسلم فارقا بين امته وبين غيرهم. فالناس يوم القيامة يقومون على نحو متشابه في الخلقة. كما بدأنا اول خلق نعيده وكما قال الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف حال الناس في في في خروجهم من قبورهم انهم يخرجون حفاة عراة غرلا غير مختونين. فيقومون ويخرجون على صفة من الخلق لا يختلف في من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. فالقيام لا يسبق فيها الناس الا باعمالهم. والاعمال لا تبدو في ملبس او مظهر من الشكل بل تبدو في وجوه الناس. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه كما قال جل وعلا وهذا البياض والاسوداد حقيقي وليس ابيظ واسوداد معنوي بل هو حقيقي وهو ثمرة ما في القلوب من البياض والسواد فمن ابيض قلبه بطاعة الله والايمان به ومحبته وتعظيمه وافراده بالعبادة وطاعته في السر والعلن وخوفه واجلاله انعكس ذلك على وجهه يوم القيامة. هذه الاعمال يوم القيامة تتجسد حقائق يراها الناس ويبصرون اليوم ما نميز بين الناس كلنا عشكل واحد ليس ثمة ما يميز الطاعة عن غيره في الصورة ولو ارخى آآ لحيته شمر ثوبه لا تتميز الاعمال بالصور. فالقلوب مكنون وهي هي معقد الصلاح والفلاح ولا يبدو ذلك الا يوم فمما يبدو يوم القيامة من اثار الاعمال اثر الوضوء. حيث قال صلى الله عليه وسلم ان امتي يوم القيامة يأتون غرا محجلين غرا اي في وجوههم بياض يعرفون يميزهم به صلى الله عليه وسلم عن سائر الامم فتتميز هذه الامة عن اليهود وعن النصارى وعن سائر امم الانبياء من قبل وعن الكافرين بان الله تعالى ايلقي على وجوههم بياضا غرة وتحجيلا قوله صلى الله عليه وسلم محجلين اي في اطرافه البياض. فالتحجيل هو البياض في الاطراف وذلك بان يكون ان تكون الاقدار اقدام الفرس بيضاء وقوائمه بيضاء هذا والتحجيل المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم محجلين. وفي بني ادم يوم يأتون اطرافهم ايديهم الى العضد والاقدام الى السوق تميزهم عن غيرهم. لكن هذا البياض ما سببه؟ قال صلى الله عليه وسلم من اثار الوضوء. من هذا من هنا لك بيانية اي ان ذلك البياض هو ثمرة وسبب ونتيجة ما كانوا عليه من محافظة على الوضوء من اثار الوضوء اي من ثماره ونتائجه. واما يحصله الانسان يوم القيامة بسبب وضوءه ومحافظته على الوضوء انه يكون ذلك ظاهرا باديا في يديه وفي قدميه. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم من اثار الوضوء اي من كبار فعله. وقوله صلى الله عليه وسلم الوضوء فيه وجهان. الوضوء بضم الواو اي من فعل الوضوء بفتحه الوضوء اي من اثار الماء من اثار ماء الوضوء وكلاهما يؤدي الغرض. ثم قال رضي الله تعالى عنه فمن استطاع منكم ان يطيل مرته فليفعل. اي اي فليفعل في اطالة الغرة والتحجيم. اما ما يتعلق بالغرة وهي بياض الوجه فلا سبيل الى اطالته. الا باستيعاب آآ لا سبيل على الزيادة فيه لانه يحصل غسل الوجه بغسل الوجه من منابت الشعر الى ملتقى الى اسفل الى اسفل الذقن الى الى الذقن ملتقى اللحيين. هذا ما يجب غسله. واما ما استرسل من اللحية فهذا مما وقع فيه خلاف بين العلماء ما استرسل من لحية يعني الشعر الذي يمتد هل يجب غسله او لا؟ للعلماء في ذلك ثلاثة اقوال منهم من قال يجب غسله ومنهم من قال يستحب غسله ومنهم من قال لا يشرع غسله. اي لا يصلح يشرع مرار الماء عليه والذي يظهر انه يستحب غسله ولا يجب لعدم لعدم الدليل على وجوب ما زاد على حد الوجه. فالله تعالى بغسل الوجه وما زاد هو خارج عن الحد الذي يصدق عليه الوجه في المعتاد. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته فلو كان واجبا الغسل لغسل جميعها فلما خلل ولم يغسل دل ذلك على على عدم وجوب غسل ما استرسل من اللحية من من الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد الحديث بيان فضيلة هذه الامة بما خصها الله تعالى به. فان هذه الامة مميزة يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انتم الاخرون الاولون يوم القيامة. الاخرون زمانا في الدنيا الاولون يوم القيامة. فان الامم تدخل الجنة انه بعد هذه الامة اذ ان اول من يستفتح الجنة هو النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال انا اول شفيع في الجنة انا اول شفيع في الجنة. وذلك انه يأتي يستفتح باب الجنة فلا يفتح لاحد قبله. فيقول الخازن من انت؟ فيقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك كما في الصحيحين كما في صحيح الامام مسلم من حديث انس من فضائل هذه الامة تميزها بهذه العلامة فان هذه العلامة ميزة للامة يوم القيامة. وقد استدل بعض اهل العلم بهذا الحديث على ان الوضوء من خصائص الامة وان الامم السابقة لم يكن فيها وضوء. الا ان هذا لا يستقيم. وذلك انه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة سارة لما هم بها الملك الكافر. ان يصيبها بسوء. توضأت فصلت. فذكر فذكر الوضوء الامم السابقة قد لا يكون على نفس الصفة التي عليها وضوء النبي صلى الله عليه وسلم لكنه جاء الخبر ان من الامم السابقة من كان يتوضأ هل هذا على وجه الوجوب والاستحباب؟ الله اعلم. والمقصود ان الوضوء ليس من خصائص الامة. انما الذي من خصائص هذه الامة هو الغرة والتحجيم وهو بياض الوجوه يوم القيامة وبياض الاطراف. وفيه من الفوائد ان من ترك الصلاة ولم تطهر لا غرة له ولا تحشيم. فكيف يعرفه سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه؟ وهذا فيه بيان عظيم الجرم الذي فيه من ترك الصلاة وان ترك الصلاة حرمان يحرم به الانسان هذا الفضل الغر والتحجيم كما ان النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وقال صلى الله عليه وسلم الصلاة نور فمن لا صلاة له لا نور له. الصلاة نور من لا صلاة له لا لا نور له. ولذلك يجب على المؤمن ان يحرص على الصلاة. وعلى مقدمتها وهي الطهارة فان الله لا يقبل صلاة احدكم اذا حتى يتطهر وفيه من الفوائد ان الغرة والتحجيم من اثار الوضوء لقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الغلة والتحجيم قال من اثار الوضوء. وعليه فانه كلما اكثر الانسان من الوضوء واسبغه واجتهد في اكماله كان ذلك من اسباب نور وجهه وبياضه وغرته وتحجيله يوم القيامة وهذا يتفاوت بتفاوت الناس. فكل متوضأ له غرة وتحجيم. لكن هذه الغرة والتحذير ليست على درجة واحدة بل مختلفة بقدر ما يكون في قلوب الناس من الاخلاص وبقدر ما يكون في اعمالهم من اتباع والاكثار من العمل الصالح. فان العمل الصالح يعمله عاملان على صورة واحدة يكون بينهما في اجر كما بين السما والارض. والسبب في هذا التفاظل هو ما يقوم في القلوب من محبة الله وتعظيمه وتوحيده واخلاص العمل له. فينبغي المؤمن ان يحرص على ان يستكثر من العمل الصالح فان الغرة والتحجير تزيد بزيادة الاسباق. واتباع اي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في طهارته وفي وضوئه وليس هذا مدعاة الى الاسراف كما تقدم فالاسراف منهي عنه والله لا يحب المسرفين. بل الزيادة على المشروع هو من الظلم الذي يعاقب عليه الانسان لقوله صلى الله عليه وسلم فقد تعدى واساء وظلم. وفيه من الفوائد ان الاعمال يوم القيامة تظهر اثار فيراها الناس عيانا ويبصرونها على وجه لا يلتبس وذاك في احاديث كثيرة من هذا الحديث فان الوضوء الذي نشترك فيه الان لا يكسب اعضائنا بياضا ولا وجوهنا بياضا في الحاضر. نتوضأ ولا تتغير الواننا. ولا نستطيع ان نميز بين متوضئ وغيره لكن ذلك اليوم تظهر اثار الاعمال. فمن اثار الاعمال التي تظهر الوضوء. ومن اثار وذلك في الغرة والتحجير. وجاء ايضا من اثار الاعمال ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. من تجسد الاعمال يوم القيامة ومجيئها على صورة اجسام فقد قال في الصحيحين اقرأوا الزهراوين في حديث ابي امامة الباهلي في البخاري ومسلم اقرأوا الزهراوين فانهما تأتيان يوم القيامة تلغى يايتين غايتين او الغمامتين او الفرقين الصواف يعني سر بالطير تظلان صاحبهما يوم القيامة. وهذا فيه ان الاعمال تتجسد وتكون اجرام يوم القيامة. فينبغي ومن ان يستكثر من العمل الصالح فان ذلك يفيد في الموقف وفي المقر في الموقف يوم العرظ على الله عز وجل وفي المقر في درجات الجنة وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال المرء في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس في ظل صدقته ايام الصدقة يوم القيامة تتحول الى ظل يستظل به اصحابه. من حر ذلك الموقف وشدته وعظيم هوره وتوالي كرباته فالاعمال الصالحة تتجسد وتظهر عيانا. واما الايمان اجمالا فذاك يظهر لقوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. فاما الذين ابيضت وجوههم فبرحمة الله هم فيها خالدون. واما الذين اسودت وجوههم. اكفرتم بعد ايمانكم فالذين تبيظ وجوههم هم اهل الايمان بالله ورسوله واما الذين اسودت وجوههم اهل الكفر والعدوان. والتولي والاعراض والبياظ والسواد على درجات كما ان الجنة درجات تتفاوت يتفاوت فيها العاملون فكذلك البياض درجات على وفق ما يكون مع الانسان من اعمال كما ان السواد درجات وفق ما يكون من الكفر والمحادة لله ورسوله. وقد قال الله جل وعلا ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. فهم في كات وليسوا على مرتبة واحدة ولا على درجة واحدة. هذا كله يبين ظرورة العناية بالعمل. وان هذه الاعمال لها شأن يوم القيامة يدركه الناس يوم القيامة. ومن لم يؤمن باليوم الاخر يقول هذا مو صحيح. لكن لا يكون هذا عن موقع القبول الا في قلوب المؤمنين الذين يصدقون ما جاء عن الله وعن رسوله الذين الذين يقولون امنا بالله ورسله كما زكى الله المؤمنين في قوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك بسيط هذه جملة من الفوائد المتعلقة بهذا الحديث وفيما يتعلق باطالة التحجيم يحصل بان يشرع في الساعد اذا غسل ذراعيه. لكن الرفع الى ما اعلى من ذلك ليس عليه دليل وان كان قد فعله ابو هريرة رضي الله تعالى عنه فانه كان يغسل الى الكتف. لكن هذا لا دليل فيه. فقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة ان اطالة التحجيل تكون بان يشرع في العضد. حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا توضأ فغسل غسل يديه حتى يشرع في العضد. وكان اذا غسل قدميه غسلهما حتى اشرعات الساق يعني حتى يبدأ في الساق يتحقق ما امر به من الغسل الى المرفقين ومن الغسل الى الركبة اي الى هذي بعض الفوائد المتصلة في هذا الحديث ومن فوائده استحباب الاكثار من الوضوء لانه كلما كثر الوضوء زاد آآ زاد البياض الغر والتحجيم. ولكن ينبغي ان يعلم ان الوضوء المشروع هو ما حصلت به صلاة. فلو توضأ الانسان الان ولم يصلي واراد ان ان يعيد الوضوء يقال له هذا الوضوء غير مشروع يعني الوضوء المسنون تجديد الوضوء من غير حدث انما يسن اذا صلى بذلك الوضوء صلاة واضح هذا؟ فاذا توظأ ولم يصلي قرأ قرآن آآ ذكر الله عز وجل وحظرت الصلاة اذن المؤذن وقال ابى اتجدد اعيد الوضوء تجديدا. هل يشرع هذا الوضوء او لا يشرع؟ هذا الوضوء غير مشروع. لان الله تعالى قال يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم. فامر بالغسل عند القيام للصلاة. وهذا لم يصلي بصلاته بهذا الوضوء فلا يشرع تجديد ولذلك نص الفقهاء رحمهم الله على ان المسنون تجديده من الوضوء هو ما كان قد صلى به الانسان سواء كانت صلاة واجبة هبة او صلاة مستحبة. فيسن تكرار الوضوء والمحافظة عليه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحافظ على الوضوء الا الا مؤمن. بدليل ان المحافظة على الوضوء ودواء ودوامه ممن صدق وعد الله عز وجل وقبل ما شرعه من الاحكام. فيه من الفوائد فضيلة هذه الامة وان هذه الامة ميزها الله تعالى عن سائر الامم بهذه الميزة يوم القيامة. فهذه الامة مميزة بالغرة والتحجيم. وفيه من الفوائد ان من لا يصلي لا غرة له ولا تحجيم ومن لا يتوضأ له غرة له ولا تحجير. وفيه من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وسلم اطلعه الله على ما يكون. من احوال الناس يوم القيامة. فان هذا من الخبر عما يكون من احوال