مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له متفق عليه في هذا الحديث الشريف اثبات نزول الله تعالى الى السماء الدنيا وقد استفاضت به سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم واتفق سلف الامة وائمتها واهل العلم بالسنة والحديث على تصديق ذلك وتلقيه بالقبول. وهذا الحديث حديث مشهور رواه عامة الصحابة. ومع هذا ومع هذا الاثبات يصان جل وعلا عن الظنون الفاسدة. فان مذهب سلف الامة انه مع نزوله الى السماء الدنيا انه مع نزوله الى سماء الدنيا لا يزال فوق العرش. لا يكون تحت المخلوقات ولا تكون رقاة محيطة به قط. بل هو العلي الاعلى. العلي في دنوه. القريب في علوه سأل بشر بن السري حماد بن زيد في حديث النزول ايتحول من مكان الى مكان فسكت ما دم ثم قال هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء. وقد تأول هذه الصفة اهل كلامي بانواع من التحريف المخالف لما عليه اهل السنة والجماعة. قال البخاري وقال الفضيل بن عياض اذا قال لك الجهمي انا كافر برب يزول عن مكانه. فقل انا اؤمن برب يفعل ما يشاء. وجمهور وجمهور اهل السنة يقولون انه ينزل ولا يخلو منه العرش كما نقل مثل ذلك عن اسحاق ابن ترى هويه وحماد بن زيد وفي هذا الحديث اثبات صفة الكلام لله تعالى وقد تقدم تقرير ذلك في الكلام على الايات وسيأتي مزيد بحث فيه ان شاء الله تعالى. هذا الحديث حديث ابي هريرة هريرة رضي الله تعالى عنه وقد رواه البخاري ومسلم من طريق ما لك عن ابن شهاب عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول جل في علاه من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له هذا الحديث الشريف اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد استفاض في السنة خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نزول الله عز وجل الى السماء الدنيا. واتفق على ذلك سلف الامة وائمتها. فانهم متفقون على اثبات هذا الحديث والايمان به. وهو متضمن الخبر عن نزول الله جل في علاه الى السماء الدنيا. والسماء الدنيا هي السماء التي تكون اول الطباق اقرب السماوات الى الارض. وسميت بالدنيا لانها اقرب السماوات الى الارض فهي دنيا من الدنو وهو القرب ويمكن ان تضاف ايضا الى الدنيا التي هي محل اختبار الناس وابتلائهم وابتلائهم. وعلى كل حال هذا الحديث يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن نزول الله عز وجل. وهو نزول في وقت محدد حين يبقى ثلث الليل الاخر وهو اخر الليل وهذا النزول الذي اخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم متكرر كل ليلة ذاك من فضله واحسانه وعظيم رحمته ورأفته وجوده لطفه بعباده سبحانه وبحمده. فانه يدنو جل في علاه على الوجه اللائق به. ينزل الى السماء الدنيا كل في الثلث الليل في ثلث الليل الاخر. ويقول جل في علاه ثلاث جمل. كلها حث وترغيب للعاملين فيقول جل في علاه من يدعوني فاستجيب له. اي من يناديني ويطلب مني بدعائه سواء كان الدعاء هنا دعاء سؤال وطلب او دعاء عبادة بالتقرب اليه جل في علاه بصلاة وتلاوة وذكر ونحو ذلك مما يشرع في هذا الوقت من الاعمال الصالحة. فقوله من يدعوني يشمل نوعي الدعاء. دعاء العبادة والمسألة ودعاء دعاء العبادة الخضوع ودعاء الطلب والمسألة فالدعاء نوعان دعاء العبادة يشمل كل قربة يتقرب بها العبد الى الله عز وجل. من الصلاة والزكاة والصوم والحج كل هذا دعاء لانه يعمل العبد بذلك او يعمل العبد ذلك رجاء ثواب ثواب الله عز وجل ورغبة منه في النجاة والفوز بالاجر والجزاء الوفير من الله عز وجل. وايضا دعاء المسألة والطلب وهو سؤال الحاجات سبحانه وتعالى وقوله فاستجيب له الاستجابة في مقابل السؤال والطلب هي باحدى ثلاث خيصان اما ان يعطيه الله ما سأل واما ان يصرف عنه من السوء مثلما سأل واما ان يدخره له الاخرة فالاستجابة في قوله فاستجيب له هو بواحد من هذه الاوجه الثلاثة وقوله من يدعوني فاستجيب له اذا كان المقصود به دعاء العبادة من الصلاة ونحوها فالاستجابة في هذه الحال تكون بالاجر والجزاء والثواب على ما يكون من الطاعات والعبادات فقوله صلى الله عليه وسلم من يدعوني فاستجيب له في الخبر عما يقوله الله عز وجل يشمل الاستجابة التي هي العطاء واجابة السائل ويشمل ايضا الاستجابة بمعنى القبول للعمل اثابة عليه. اما ثاني الجمل فهي قوله سبحانه وبحمده من يسألني فاعطيه والسؤال داخل في الدعاء اذ انه نوع منه وانما ذكره لحث النفوس على التقرب الى الله عز في هذه اللحظة بالمسائل. والناس لا تنقظي مسائلهم ولا تنتهي حوائجهم. فلا يزالون في حاجة الى واحسانه وبره وعطائه فهو الغني وعباده الفقراء. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد فالناس محتاجون الى الله عز وجل في كل لحظاتهم. لا يستغنون عنه لحظة من اللحظات ولا شيئا من الزمن. فهم الى الله فقراء وهم اليه جل وعلا في غاية الظرورة والحاجة قال من يستغفرني فاغفر له وهذا ذكر مسألة بعينها وهي الاستغفار. والسبب في هذا ان الاستغفار للاعمال لذلك ذكره الله تعالى في اعمال اهل التقوى والصلاح وبالاسحار هم يستغفرون. فذكر الاستغفار على وجه الخصوص مع دخوله في الدعاء والمسألة تنبيه الى اهميته وانه من المواطن التي يتفضل الله تعالى بها على العباد بجزيل المغفرة والعفو والصفح. هذا الحديث تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اصحابه وهم اعلم الناس بالله وهم احرص الناس على الخير. وهم اشد الناس حرصا على معرفة معاني قوله صلى الله عليه وسلم فخبلوا ذلك منه وامنوا بما فيه لم يعارضوه باراء ولم يخالفوه باوهام ولم وعليه ظنونا وايرادات اضعافه او رده او التشكيك فيه. وهكذا ينبغي للمؤمن عندما يسمع مثل هذا الحديث. الذي يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه يجب عليه قبول ذلك والنظر الى ما فيه من الرحمة والمنة والنعمة حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن هذا تحفيزا للنفوس. والصحابة يوقنون ان الله تعالى ليس كمثل فيه شيء فنزوله الذي اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث نزول يليق به لا يستلزم بحال من احوال معنى فاسدا او نقصا او عيبا. فالله منزه عن كل عيب ونقص سبحانه وبحمده. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير له المثل الاعلى اي صفة التامة الكاملة وله الاسماء الحسنى جل في علاه. فلا يتطرق اليه عيب ولا نقص سبحانه وبحمده ولهذا امنوا بالنزول على الوجه الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يأتي في اذهانهم ان ذلك يقتضي نقصا او عيبا او شيئا من هذه الاوهام التي يتكلم بها ضعاف الايمان ممن امتلأت قلوبهم شبها وريبا فظهرت في السنتهم على نحو من الاسئلة فتجد من يقول؟ كيف ينزل؟ فيقال له نزوله يليق به سبحانه وبحمده لا نعلم كيف نزوله لان الكيف في اسماء في صفات الله تعالى مجهول. انما نثبت نزولا يليق به. لا يستلزم مماثلة المخلوقين له فيه الكمال المطلق سبحانه وبحمده ولهذا ما يريده بعض الناس من ان هذا الحديث يستلزم ان يكون الله نازلا الى السماء الدنيا كل وقت لان الليل وثلث الليل ينتقل المكان اللي له مكان هؤلاء لم يتدبروا ما في هذا الحديث من المعنى المقصود ببيان عظيم رحمة الله وفضله والله ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده. كل يوم هو في شأن. فاذا جاءك الخبر عن الله عن اسمائه عن احذر ان تمثل احذر ان تطلب كيفية احذر ان ترد قول الله او قول رسوله لوهم يرد في قلبك او ظن فاسد يلقيه الشيطان على خاطرك. فالله ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده. بما اخبر به النبي صلى الله وسلم لذلك دون ان تورد عليه هذه الايرادات الباردة التي تخرج النص عن مدلوله ولو كانت خيرا وبرا وعلما وهدى لسأل عنها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا طلبوا بيانها وايظاحها. فلما سمعوها واعرظوا عن ذلك دل ان المقصود هو ما اعتقدوه من الخبر عن الله عز وجل بما يليق به من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وقد ظل في هذه الصفا قوم فقالوا ان الذي ينزل ملك من الملائكة وقال اخرون الذي ينزل هو امر الله وكل هذا فرار من اثبات ما اثبته الله لنفسه لاعتقادهم ان النزول الالهي يقتضي نقصا وهو يقتضي بيان كمال الرب برحمته وفضله واحسانه على عباده فهو الرؤوف الرحيم وهو جل في علاه الذي يبتدر عباده بالاحسان رب العالمين ينادي عباده فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطي من يستغفرني فاغفر له فينبغي امرار ذلك على نحو ما دلت عليه النصوص من غير تحريف ولا تعطيل. وعدم النظر الى تلك الاسئلة والايرادات التي ايها الموردون على مثل هذه النصوص فانها صدرت عن اعلم الخلق بربه وافصح الخلق لسانا واعظمهم نصحا وبيانا صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن التائب من احدكم براحل متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما ثم يدخل الجنة متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم ازلين قنيطين. فيظل يضحك ويعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن في هذه الاحاديث اثبات الفرح والضحك والعجب لله تعالى. وجميعها من الصفات الاختيارية الفعلية اما اثبات صفة الفرح لله فقد جاء في الحديث الاول. وهذا الحديث مستفيض عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من غير وجه من حديث ابن مسعود وابي هريرة وانس وغيرهم. وقد جاء ايضا وصفه تعالى بانه يسر في الاثر والكتب المتقدمة. وهو مثل لفظ الفرح. وصفة الفرح في دالة على محبة الله تعالى للتوبة. اذ الفرح انما يكون بحصول المحبوب. واما الضحك فكثير في الاحاديث بل احاديثه متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يلزم من اثباته لله تعالى نقص بحال فان الضحك في موضعه المناسب له صفة مدح وكمال. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ينظر اليكم الرب قنطين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. فقال ابو رزين عقيلي يا رسول الله يا رسول الله اويضحك الرب؟ قال نعم. قال لن نعدم من رب يضحك خيرا فجعل الاعرابي العاقل بصحة فطرته ضحكه دليلا على احسانه وانعامه. فدل على كأن هذا الوصف مقرون بالاحسان المحمود وانه من صفات الكمال. واما التعجب فقد جاء في القرآن قال الله تعالى بل عجبت ويسخرون. وقد جاء في احاديث عديدة ولا يلزم من اثباته اي لازم باطل. فالعجب الموصوف به الله تعالى ليس مقرونا بجهل. بل يتعجب لخروجه عن واليه تعظيما له والله تعالى يعظم ما هو عظيم. اما لعظمة سببه او لعظمته واما قوله في حديث التعجب وقرب وقرب غيره. فالمراد قرب تغييره من الجذب الى الخصم والتعجب تختلف دلالته بين الرضا والغضب حسب سياقه. ذلك انه كما يدل على محبة الله لفعل النحو عجب ربك من شاب ليست له صبوا. ويعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه الى الصلاة ونحو ذلك. وقد يدل على بعض الفعل نحو قوله وان تعجب فعجب قولهم. وقوله بل عجبت ويسخرون وقوله كيف تكفرون بالله وقوله وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم الله وقد يدل على امتناع الحكم وعدم حسنه نحو قوله كيف يكون للمشركين عهد وقد يدل على حسن المنع منه وانه لا يليق به فعله نحو قوله كيف يهدي الله قوما كفروا بعد انيم ولم يثبت اهل الكلام هذه الصفات جميعا. معتمدين في ذلك على عقولهم التي سكنتها اوهام كاذبة وظنون فاسدة. فنفوا عن الله الصفات لاختيارية. لانها حادثة تستلزم وهذا ممتنع في صفات الله. فصفاته كلها قديما. وكذلك لتوهمهم ان اثبات هذه الصفات يستلزم النقص. فقالوا في نفي الضحك عن الله. بان الضحك خفة. بان الضحك خفة روح تكون لتجدد ما يسر واندفاع ما يضر. وقالوا في نفي العجب بانه استعظام للتعجب من هذه الاحاديث الثلاثة كلها في اثبات صفات الفعل لله عز وجل. وانه سبحانه وبحمده يفعل ما يشاء ولا ريب ان الله تعالى اخبر في كتابه عن افعاله واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وافعاله الاختيارية تليق به وهي منوطة بمشيئته ثابتة له على الوجه اللائق به سبحانه وبحمده فالحديث الاول حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن التائب من احدكم براحلته يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعظيم الفرح الذي يكون من الله جل وعلا لتوبة التائب. فالله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده اشد من فرح صاحب الراحلة الذي اضاعها واظلها في الصحراء ثم وجدها من غير سعي منه. فالله سبحانه وبحمده اشد فرحا بالعبد بتوبة العبد من صاحب الظالة تعود اليه ضالته ويجد ضائع ماله من غير جهد ولا طلب وهذا فيه الخبر عن عظيم رحمة الله بعباده. وهو يدل على عظيم محبته جل في علاه للتوبة. وان التوبة تقع منه هذا الموقع العظيم الجليل. اذ ان الله تعالى يفرح بها وما فرح الله تعالى به سبحانه وبحمده فانه يحبه وهو مما يندب الى التحلي به كما دل عليه الحديث الشريف اما الحديث الاخر وهو اثبات صفة الضحك لله عز وجل على الوجه اللائق به. يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة هذا الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه يخبر فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن ضحكه وهذا يدل على رضاه جل في علاه في هذه الحال الخبر عن ضحك الله عز وجل جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم على وجه متواتر وهو دال على عظيم صفاته وكماله سبحانه وبحمده ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ينظر اليكم الرب قنطين. اي بسبب قلة المطر او جذبه وقحط الامطار. فيظل يضحك سبحانه وبحمده يعلم ان فرجكم قريب. لما سمع ذلك ابو رزين العقيلي رضي الله تعالى عنه وهو من الصحابة الكرام قال يا رسول الله اويضحك الرب؟ يستفسر هل يضحك ربنا جل في علاه؟ فاجاب النبي صلى الله عليه نعم ثم علق ابو رزين رضي الله تعالى عنه على هذا الخبر فقال لن نعدم من رب يضحك خيرا. انظر كيف كان اثر هذا الخبر على هذا الصحابي الكريم الذي استدل بهذا الوصف على عظيم احسان الرب جل في علاه وان ضحكه سبحانه وبحمده موجب لعطائه مؤذن بكريم احسانه وجزيل بره لعباده وجزيري وجزيلي بره بعباده سبحانه وبحمده واما الحديث الثالث فهو حديث حديث رواه غير واحد من اهل العلم باسناد لا بأس به. قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده اي من اياسهم فالقنوط هو شدة اليأس من الاجابة والعطاء وقرب غيره اي واقتراب زمن تغييره سبحانه وبحمده فيعجب الله عز وجل من حال الناس تمتلئ صدورهم قنوطا من فضل الله واحسانه. والفرج قريب منهم. والفرج والتغيير الى الاحسن والافضل بين ايديهم يوجب ان ينزل بهم ينظر اليكم اذلين قانطين. فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. وهذا يدل على اثبات صفة التعجب لله وليعلم ان التعجب لا يلزم منه الجهل ولا يلزم منه نقص من المعاني التي يمكن ان يتوهمها المتوهمون. فالتعجب يكون للرضا بالشيء. ولتعظيمه ولخروجه عن نظائره فالله سبحانه وتعالى اخبر عن تعجبه من بعض حال عباده وذلك تعظيما لهذه الحال ورضا بها وقد يكون التعجب ايضا في سياق عظيم الغضب وشدة المقت كما قال جل وعلا بل عجبت ويسخرون فان العجب هنا دال على عظيم وقته جل في علاه وغضبه على هؤلاء الذين بين لهم ما بين ودلهم على سبل الهدى والرشاد مع اصرارهم على ما هم عليه من الكفر والعناد. ولذلك قال كيف تكفرون بالله؟ وقال تعالى وكيف تكفرون وانتم عليكم ايات الله وقد يأتي التعجيب في سياق نفي الحكم وعدم ثبوته. كما قال تعالى في عهود المشركين كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله اي لا يكون ذلك. فالاستفهام هنا والتعجيب هنا نفي لما يتوهم من التزام العهود مع نقض هؤلاء للعهد الذي بينهم وبين اهل الاسلام والمقصود ان هذه الادلة دالة على اثبات هذه الصفات لله عز وجل وهي من صفات الفعل النزول والفرج والضحك والتعجب والله سبحانه وبحمده له الصفات العليا وله الكمال المطلق. ليس كمثله شيء اي وهو السميع البصير