سم الله يا اخي. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اما بعد اللهم اغفر للمصنف ولشيخنا ابو بكر من الاغبياء وعثمان من الاغنياء وعبد الرحمن بن عوف من الاغنياء والزبير بن العوام من الاغنياء هؤلاء اربعة اشتهر غناه بين الصحابة رضي الله عنهم وهم من العشرة المبشرين بالجنة والحاضرين. امين. قال المؤلف رحمه الله تعالى. وفي المسند عن بريدة قال خرجت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي فلا يذكره فاذا نحن بين يدي رجل يصلي يكثر الركوع والسجود. قال اجراه يرائي قلت الله ورسوله اعلم. قال فترك يده من يدي ثم جمع بين يديه فجعل يصوبها ويرفعهما ويقول عليكم هديا قاصدا عليكم قاصدا عليكم هديا قاصدا. فانه من يشاد من يشاد هذا الدين يغلبه. وقد روي من وجه اخر مرسلا وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا اخذ للعشر ولم يأخذ باليسر. ثم دفع في صدره فخرج من ولم يرى فيه بعد ذلك. وقد انكر النبي صلى الله عليه وسلم على من عزم التبدل والاختصار وقيام الليل انها وقراءة القرآن كل ليلة لعبدالله بن عمرو بن العاص وعثمان بن مظعون والمقداد وغيرهما وقال ولكني اصوم وافطر واقوم وانام واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. وانتهى بعبد الله ابن عمرو ان يقرأ القرآن كل سبع. وفي في رواية انه انتهى الى قراءته في ثلاث. وقال صلى الله عليه وسلم لا يفقه من قرأه في اقل من ثلاثة. وانتهى به بالصيام الى صيام داوود وقال صلى الله عليه وسلم لا افضل من ذلك. وفي القيام الى قيام داوود عليه السلام. فقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة وعائشة طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد تقدم في كلام المصنف رحمه الله ان الجنة تبلغ برحمة الله عز وجل وفضله ومغفرته وان العمل لا يستقل ولا يكفي في حصول الجنة والفوز بها فلولا رحمة الله ولولا مغفرته لما ادرك الناس شيئا من نعيم الاخرة بعد ان قرر هذا رحمه الله ذكر انه من الاسباب التي يدرك بها الانسان العمل الصالح الذي يبلغه الجنة ان يسلك في ذلك طريقين. الطريق الاول المداومة حيث قال الله احدهما ما داوم عليه صاحبه وان كان قليلا فان الله تعالى يحب العمل الدائم احب العمل الى الله ادومه وان قل والثاني ان يكون على وجه السعة والسداد والاقتصاد والتيسير دون ان يكلف نفسه ما لا يطيق او يحملها ما يشق عليها كما قال الله تعالى وما جعل اليكم في الدين من حرج وقال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا انما بعثتم ميسرين ولم تبعثم معسرين الى اخر ما ذكر مصنف رحمه الله من شواهد ذلك وذكر اثارا تدل على انكار النبي صلى الله عليه وسلم على المشددين الذين شددوا على انفسهم بان حملوها ما لا تطيق. طبعا التشدد يفهمه بعض الناس فهما مغلوطا فيصف المستمسك بالسنة العامل بها بانه متشدد ويقول لا تتشدد اي لا تتمسك بالسنة وتأخذ بالاحكام التي يجب الاخذ بها. وهذا فهم منقوص انما الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من التشدد وذمه عابة هو ان يحمل الانسان نفسه من العمل ما لا يطيق اما القيام بما يجب وترك ما ينهى عنه فان هذا ليس من التشدد في شيء فاذا امتنع مثلا عن استماع الغنى وامتنع عن اكل الربا وتحرى طيب المكسب هذا ليس تشددا هذا قيام بما يجب وتركه حرام وليس ترك هذا من التيسير فالتيسير ليس معناه حل عقد الشريعة والتخلص من احكامها انما التيسير هو ان يأخذ برخصة الله وان لا يكلف نفسه ما لا يطيق ولهذا عاب النبي صلى الله عليه وسلم على اقوام شددوا على انفسهم فقال ما بال اقوام ما باله اقوام يقول احدهم آآ اصوم ولا افطر ولا اتزوج النساء اقوم ولا افتر فانني اصوم وافطر واقوم واقوم وانام واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. هذا هو التشدد الذي ذمه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعابى اهله واصحابه وهذا ما بينه المصنف رحمه الله في هذا الموطن ذاك ان التشديد على النفس سبب لانقطاعها فمن شدد على نفسه وحملها ما لا تطيق كلت نفسه فانقطعت عن المسير فكان بتشدده قاطعا لنفسه عن السير الى الله تعالى وسلوك السبيل اليه جل في علاه ولهذا جاء التحذير والتنفير والتشديد في حق التشديد على الناس هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون نعم يقول ولهذا والى هذا المعنى اي معنى ترك التشدد وحمل النفس على ما يسمح به آآ تسمح به طاقتها دون مشقة ولا عسر يقول والى هذا المعنى الاشارة في حديث عائشة. فقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة وعائشة المراد بالتسديد العمل بالسداد وهو القصد والتوصل في العبادة. فلا يقصر فيما امر به. فيقصر. فلا يقصر فيما امر به ولا يتحمل منها ما لا يطيقه. وقال النهر ابن شعيب السداد القصد في الدين والسبيل وكذلك المقاربة المراد بها التوسط بين التفريط والاكراه. فهما كلمتان بمعنى واحد. بمعنى واحد. فهما كلمتان بمعنى واحد او متقارب وهو المراد بقوله في الرواية الاخرى وعليكم هديا قاصدا. وقوله وابشروا يعني ان من مشى في بطاعة الله على التسديد والمقاربة فليبشر. فانه فانه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الاعمال. فان طريقة الاقتصاد تقارب افضل من غيرها فمن سلكها فليبشر بالوصول فان الاقتصاد فيه سنة فان الاقتصاد في سنة خير من الاجتهاد في غيرها وخير الاقتصاد في سنة. فان الاقتصاد في سنة خير من الاجتهاد في غيرها. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه عليه وسلم فمن سلك طريقه كان اقرب الى الله من غيره. وليست الفضائل بكثرة الاعمال القدرية. لكن بكونها خالصة لله صوابا على متابعة السنة. وبكثرة معارف القلوب واعمالها. فمن كان بالله اعرف وبدينه واحكامه وشرائعه وله اخوف واحب وارجى فهو افضل ممن ليس كذلك. وان كان اكثر منه عملا للجوارح. والى هذا المعنى والى هذا معنى الاشارة في حديث عائشة. هذي قاعدة مهمة في العمل ان فظل العمل ليس بكثرته انما هو باتقانه يقول الله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ولم يقل ايكم اكثر عملا انما قال احسن فحسن العمل يكون كمال اخلاصه ومتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم يشير الى هذا المعنى المؤلف يقول وليست الفضائل اي في الاعمال والاجور والعطايا بكثرة الاعمال البدنية لكن بكونها خالصة لله صوابا على متابعة السنة. وهذان هما شرط حسن العمل وقبوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهذا ما كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا يشرك بعبادة ربه احدا وهذا فيه الاخلاص لله جل وعلا في العمل نعم والى هذا المعنى الاشارة في حديث عائشة رضي الله عنها في قوله صلى الله عليه وسلم سددوا وطالبوا واعلموا انه لن يدخل جند احدا منكم عمله. وان احب الاعمال الى الله ادومها وان قل. فامر بالاقتصاد في العمل وان يرم الى ذلك العلم بانه احب الاعمال الى الله. وبان العمل وحده لا يدخل لا يدخل الجنة. ولهذا قال بعض السلف ما سبقهم ابو بكر رضي الله عنه بكثرة صوم ولا صلاة. ولكن في شيء وقر في صدره. وقال بعضهم الذي في صدر ابي بكر وابي بكر رضي الله عنه المحبة لله ولرسوله والنصيحة لعباده. وقال قائل من العارفين ما بلغ من بلغ بكثرة صيام ولا صلاة ولكن شقاوة الانفس وسلامة الصدور والنصيحة للامة. زاد بعضهم وبذم نفوسهم. وقال اخر منهم انما تفاوتوا بالارادة ولم يتفاولوا بكثرة الصيام والصلاة. الارادات يعني المقاصد وما في القلوب من اعمال وهذا معاني معاني ما تقدم من نقل فالسبق ليس بكثرة العمل انما ما قام في القلب من محبة الله وتعظيمه واجلاله في الاعمال نعم وذكر لابي سليمان طول اعمار بني اسرائيل وشدة اجتهادهم في الاعمال. طوله طول طول اعمار بني اسرائيل وشدة اجتهادهم في الاعمال وشدته طول اعمار بني اسرائيل وشد باجتهادهم في الاعمال وان من الناس من غضبهم بذلك فقال انما يريد الله ومنكم صدق النية وقال انما يريد الله منكم صدق النية فيما عنده. لا ان صدق النيته صدق النية فيما عند الحسنات وقال ابو يزيد رأيت رب العزة في المنام فقلت له يا رب كيف الطريق اليك؟ فقال اترك نفسك وتعالى. الله اترك نفسك يعني اترك حظوظها وشهواتها وما تميل اليه وتعالى اي واقبل عليه ما اعطيت امة من الامم ما اعطيت هذه الامة ببركة متابعتها نبيها صلى الله عليه وسلم. حيث كان افضل الخلق اكبر الخلق افضلها حيث كان افضل الخلق وهديه وهديه افضل الخلق وهديه افضل الهدي مع ما يسر الله او على يديه من دينه ووضع به من الآثار والاغلال والعن امته. فمن اطاعه فقد اطاع الله واحب الله بهدى الله فمن جملة ما حصل لامته ببركته وتيسير شريعته ان من صلى منهم العشاء في جماعة فكانما نشر الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله يكتب في كتب له قيام ليلته وهو نائم على فراشه الله اكبر لا سيما ان نام على طهر وذكر الله حتى تغلبه عيناه. ومن صار منه ثلاثة ايام من كل شهر فقد صام الشهر كله فهو صائم لبقية الشهر في مضاعفة الله. ومفطر له في رخصة الله. والطاعن الشاكر له. الطاعن الشاكر له اجر الصائم الصابر. ومن نوى ان ومن نوى ان يقوم من الليل فغلبته عيناه فنام كتب له ما نوى وكان نومه عليه صدقة. وقال ابو الدرداء يا حبذا يوم الاكياس. يا حبذا نومه. يا حبذا نوم الاكياس وفطرهم فطرهم. يا حبذا نوم الاكياس وفطرهم. كيف يسبق سفر الجاهلين وصيامهم ولهذا جاء في الحديث الصحيح رب قائم حظه من قيامه السهر وصائم حظه من صيامه الجوع فالجوع والعطش وقال بعضهم كم من مستغفر ممقوت وساكت مرحوم وهذا استغفر وقلبه فاجر وهذا ساكت وقلبه ذاكر. وقال ابن مسعود رضي الله عنه لاصحابه. لكن هذا ينبغي ان لا يفهم منه ان الاستغفار منقصة لكن المنقصة في كون الانسان يستغفر وقلبه فاجر. اما الاستغفار في ذاته فهو عمل صالح فينبغي ان تفهم هذه النصوص على وجهها وانها ليست لتنقص العمل انما لبيان سوء حال العامل الذي لم يأتي بهذه الاعمال على وجهها الصحيح والا فالاستغفار عمل جليل صالح امر الله تعالى به عباده وامر بها المرسلين نعم وقال ابن مسعود رضي الله عنه لاصحابه انتم اكثر صوما وصلاة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خير منكم قالوا اللي قالوا بما ذلك؟ قال كانوا ازهد منكم في الدنيا وارغب في الاخرة. يشير الى ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقوا على من بعدهم على من بعدهم بشدة تعلق قلوبهم بالاخرة ورغبتهم فيها واعراضهم عن الدنيا وتصغيرها وان كانت في ايديهم فكانت في قلوبهم فكانت قلوبهم منها فارغة وبالاخرة ممتلئة. الله اكبر. وهذه الحال ورثوها من نبيهم صلى الله عليه وسلم فانه اشد الخلق بقلبه فراغا من الدنيا وتعلقا بالداء والدار الاخرة. ولهذا القاعدة انه كلما فرغ القلب من الدنيا اقبل على الله وصلحت اخرته واذا اشتغل القلب بالدنيا نقص من اقباله على الله ومن صلاح اخرته بقدر ما يشتغل بها وهذا لا يعني ان لا ينتفع من الدنيا بما ينتفع به الناس ولا ان يعطلها ولا يعمرها شتان بين من كانت الدنيا في قلبه ومن كانت الدنيا في يده بينما كانت الدنيا في قلبه فانه هالك ولو لم ينل منها شيء واما من كانت الدنيا في يده وقد فرغ قلبه منها فلو كانت الدنيا كلها في يده لم ينقصه ذلك عند الله تعالى وابرز مثال لذلك سليمان عليه السلام فقد اتاه الله من الملك ما لم يؤت احدا بعده وسخر له من الجنود ما لم يسخره لاحد بعده ومع ذلك كان من انبياء الله ورسله عليه صلوات الله وسلامه. ليس النقص في ان تكون الدنيا في يد الانسان انما النقص ان تكون الدنيا في قلبه ولهذا لا يعاب على الصالح اذا كان في يده مال بل قال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم نعم المال الصالح للعبد الصالح وقال صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين. رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته فهو ينفقه في سبيل الله فجعل ذلك من مواطن الغبطة ولو كانت هذه حالا ناقصة لما كان ذلك محلا للغبطة والحسد فينبغي ان يعلم ان النقص ليس في ملك الدنيا النقص في تملك الدنيا للقلب هذا هو النقص الذي ينبغي ان يحذر منه الانسان ولهذا بعض الناس اذا رأى على شخص نعمة قال يا اخي ما يليق بك كذا وانت يعني مفروض تزهد او تترك او ما اشبه ذلك وقد يرى انه اذا اخشوشن في لبسه تبائس في مركبه انه من احسن الناس واتقاهم ولو كان قلبه متعلقا بالدنيا. هذا غلط في الفهم انما ينبغي ان يعرف ان الاشكال في ان تملك الدنيا قلب الانسان وليس الاشكال في ان يملك الانسان الدنيا نعم وهذه الحال ورثوها من نبيهم صلى الله عليه وسلم. فانه اشد الخلق بقلبه فراغا من الدنيا. يعني انت اذا نظرت في العشرة المبشرين من الجنة وليس فيهم فقير لم يذكر في العشرة المبشرين من الجنة انه فقير فقرا بينا مدكعا بل كان رظي الله عنهم اوساط او اغنياء لكن الذي مازوا به غيرهم انه سلمت قلوبهم وخلصت لله عز وجل. فسبقوا غيرهم نعم وهذه الحال ورثوها من نبيهم صلى الله عليه وسلم فانه اشد الخلق بقلبه فراغا من الدنيا وتعلقا بالله والدار الاخرة مع مدرسته للخلق بظاهره وقيامه باعباء النبوة وسياسة الدين. وكذلك خلفاؤه الراشدون بعده وكذلك اعيان التابعين لهم باحسان كالحسن وعمر ابن عبد العزيز وكان وقد كان في زمانهم من هو اكثر منهم صوما وصلاة ولكن لم قلبهم الى ما وصلت اليه قلوبهم. قلوبهم قلوبهم من اقتحامها عن الدنيا وتوطنها للاخرة. الله اكبر. فافضل الناس سلك طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وخواص اصحابه في الاقتصاد في العبادة البدنية والاجتهاد في الاحوال القلبية فان سفر الاخرة يقطع يقطع بسير القلوب لا بسير الاخلاق. الله اكبر. ما اعظمها من كلمة. سفر الاخرة يقطع بسير القلوب واقباله على الله وليس بسير الابدان يقول ابن القيم قطع المسافة بالقلوب اليك لا بالسير فوق مقاعد الركبان ولذلك ينبغي ان يعرف العبد ان سفره الى الله انما هو سفره بقلبه والبدن تابع ومن ترحل قلبه الى الله تبعه البدن لكن البدن اذا دفع الى الله والقلب متعلق بالدنيا كان سيره ظعيفا ومهما كان في اندفاع بدنه وقلبه قد تخلف لم يكن في ذلك نجاح ولا فلاح ليظهر لك الامر جليا اه من ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات العسرة لما رجع من تبوك قال ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولا نزلتم واديا الا شاركوكم في الاجر قالوا وهم في المدينة يا رسول الله قال وهو في المدينة حبسهم العذر هؤلاء كقوم خرجت قلوبهم وان تخلفت وتأخرت ابدانهم فساروا الى الله بالقلوب فكانوا مشاركين لمن سار الى الله بالبدن وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء يقول الله جل في علاه ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ولهذا مفتاح الصلاح مفتاح النجاح مفتاح الفوز بالاخرة هو صلاح القلب الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الناس في اهتمامهم يصرفون جل اهتماماتهم الى صلاح الصورة الى صلاح الشكل الى اتقان الظاهر لكنهم لا يعتنون قدر هذه العناية التي يصفونها للظاهر لا يعتنون ببواطنهم ولهذا لا يجدون لذة العبادة ولا يأنسون بها ولا تطمئن قلوبهم ونفوسهم الاقبال على الله وما الى ذلك من المعاني التي هي نعيم ندركه من اقبل على الله عز وجل ان الابرار لفي نعيم نعم جاء رجل الى بعض العارفين فقال له قطعت اليك المسافة قال ليس هذا الامر بقطع المسافة. فالق نفسك بخطوة فلك ذلك وقد حصل. يعني تدرك ما تؤمل فلك ذاك اي تدرك ما من اجله سرت وارتحلت وقد حصل لك مكروه. نعم. وقال بعضهم ليس الشأن في من يقوم الليل انما الشأن فيمن ينام الليل على فراشه. ثم يصبح وقد سبق الرجل وفي ذلك قيل مني بمثل سيرك المدلل تمشي رويدا وتجيء في الاول. وتجيء في الاول وتجيء في الاول وقوله صلى الله عليه وسلم اخرجوا وروحوا وشيء من الدنيا. كقوله في الرواية الاخرى استعينوا في الغدوة والروح وشيء من الدلة يعني ان هذه الاوقات الثلاثة تكون اوقات السير الى الله بالطاعات وهي اخر الليل واول النهار واخره. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الاوقات في قوله واذكر اسم ربك بكرة واصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا. وقال واصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. ومن اناء الليل فسبح واطراف النهار. لعلك ترضى وقال وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وادبار السجود. وذكر الله سبحانه وتعالى وبين النهار في مواضع كثيرة من كتابه كقوله يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا وقال واستغفروا واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. فبذكر زكريا عليه السلام في ذكر زكريا عليه السلام وقال ولا تقل للذين يدعون ربهم بالغداء والعشي يريدون وجهه. وقال واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي وقال فاوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشيا وقال وسبح بالعشي والابكار. فهذه فاصل ثلاثة منها وحدان وهما اول النهار واخره. اجتمعوا في اخره. واخره يجتمع في كل هذين الوقتين عملان عمل واجب وعمل تطوع فاما الواجب فهو صلاة الصبح وصلاة العصر وهما افضل الصلوات الخمس وهما الوردان اللذان من حافظ عليهما دخل الجنة وقيل في كل منها انها الصلاة الوسطى. واما التطوع فهو ذكر الله بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس. وبعد صلاة العصر حتى طيب اه هذا الكلام الذي ذكره المصنف في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا واغدو وروحه شيء من الدلجة والقصد القصد تبلغ نحتاج الى ان نقف معه قبل ان نعلق على ما ذكر المؤلف الحديث ما موضوعه الحديث موضوعه بيان ان العمل لا يكفي لدخول الجنة اليس كذلك يقول صلى الله عليه وسلم لن ينجي احدا منكم عمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. ثم قال سددوا وقاربوا هذا تنبيه الى ان العمل وان كان لا يستقل ولا يكفي لدخول الجنة لكنه لا بد منه لبلوغ الغاية وهو الوصول الى المقصود لان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يفهم الناس ان الجنة لا تبلغ بالعمل مهما كان متقنا لكن هذا ليس مبررا ولا مسوغا لترك العمل لذلك قال اغدوا وروحوا وسددوا وقاربوا هذه ليست اعمالا هذه اعمال اذا ليس المقصود الا تعمل وتتكل على آآ ما تظن من آآ ادراكك لرحمة الله التي لابد لها من اسباب لابد من بذلها فاذا الحديث يبين المقصود اخر الحديث يبين المقصود من اوله وانه ليس المقصود نفي نفي العمل لتركه. انما نفي نفع العمل اغترارا به واكتفاء به وظنا انه سيكفي لبلوغ الرحمة. والوصول الى المقصود ولهذا اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الاعمال في الروايتين. قال اغدوا وروحوا وشيء من الدلجة تبلغوا. ثم قال استعينوا في الغدوة والروحة سوى شيء من الدلجة وسيأتي مزيد بيان وايضاح لهذا في المجلس القادم ان شاء الله تعالى والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد