واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فمن المفيد ان يتنبه قارئ كلام اهل السنة والجماعة في عقائدهم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له سواء كان ذلك في النظم او النثر ان عقائد اهل السنة والجماعة تدور على تقرير الاصول الستة اصول الايمان. الايمان بالله والايمان بما لا في الايمان بملائكته والايمان برسله والايمان باليوم الاخر والقدر خيره وشره. حيثما طالعت عقيدة في من العقائد الجامعة تجدها تذكر الايمان بهذه الاصول اجمالا في البدء ثم بعد ذلك تفصل في مسائل تتصل بهذه الاصول الستة. وفي هذا النظم على اختصارهم وقصره نجد ان المؤلف رحمه الله قد تناول الاصول الستة بالتقرير. وذلك بذكر مسائل تتصل بهذه الاصول. فالقرآن مما في الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل الرؤية مما يتعلق بالايمان بالله تعالى. اليد مما يتعلق بالله تعالى النزول مما يتعلق بالايمان بالله تعالى مراتب الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم مما يتعلق بالايمان بالرسل. لانهم اصحاب ولهم منزلة ثبتت من طريقه ومن خبره ومن صحبته. القدر يتعلق بالقدر في عصر الايمان بالقدر. مسائل اليوم الاخر تتعلق بالايمان باليوم الاخر. الايمان يتعلق بكل هذه الاصول. الايمان يتصل بجميع هذه الاركان الستة والاصول الستة التي هي اصول الايمان. بقي شيء الايمان بالملائكة ذكرنا ان القرآن يتصل بالامام بالملائكة وايضا ما ذكره من في لفظ من اه اشراف الساعة ذكر فيها منفرا ونكيرة فقال ولا تنكر ولا تنكر الجهلا نكيرا ومنكرا. وهذا مما يتعلق بالايمان بالملائكة تفصيل بيان ان شاء الله تعالى في موضعه. حتى ننبه الى هذه وكان محلها في الدرس الاول. لكن لا بأس ان نستدرك ذلك بالتنبيه في وهو ان عقائد العلماء التي تضمن بيان عقد اهل السنة والجماعة على تقرير ما جاء في حديث جبريل من اصول الايمان الايمان بالله وملائكته ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. مسألتنا لهذا اليوم هي ما يتعلق رؤية الله تعالى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الحافظ ابو بكر عبد الله بن الامام ابي داود سليمان السجستاني رحمه الله تعالى في منظومته الحائية وقل يتجلى الله للخلق جهرة كما البدر لا يخفى وربك اوضح وليس بمولود وليس بوالد وليس له شبه تعالى المسبح وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا بمصداق ما قلنا حديث مصرح رواه جرير عن مقال محمد فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح طيب هذه الابيات الاربعة مما يتصل بتقرير عقد اهل السنة والجماعة في مسألة الرؤية. والرؤيا هي من مسائل الصفات المتعلقة بالايمان بالله تعالى. اذ ان من صفاته جل وعلا انه ترى تعالى وتقذف ورؤية الله تعالى دل عليها القرآن العظيم. ودلت عليها السنة المطهرة وتواطأت عليها كلمات سلف الامة واجمعوا عليها اجماعا غير منخرط فتظافرت الادلة بانواعها الادلة من الكتاب ومن السنة وهذي ادلة وهذي ادلة سمعية والاجماع وهو ما كان عليه سلف الامة من الاقرار برؤية الله تعالى وان وانه جل وعلا يرى كما انه ليس هناك ما يمنع عقلا من رؤيته جل وعلا فدل ايضا على رؤيته الجواز والامكان العقلي فليس هناك ما يحيل ويمنع من رؤية الله جل وعلا من حيث ادلة العقول ونظره. ونذكر هذا لان هذا النوع من الدليل لان من المنكرين لرؤية الله تعالى من يحتج بالعقل في نفي الرؤيا وذلك انهم يقولون يلزم على ثبوت هذه الصفة للرب وانه يرى لوازم زرعتها عقولهم وتوهمتها اذهانهم وقالوها بارائهم وقعوا في رد ما جاءت النصوص متوافرة متغافرة في الدلالة عليه من رؤية رب العالمين المؤلف رحمه الله ذكر الرؤيا اثباتا واستدلالا. وذكر ايضا المخالف في الرؤية وعطل شبهته فكان نظمه رحمه الله متضمنا هذه الامور الاربعة اثبات الرؤية دليلها ذكر المخالف افصال حجته في المخالفة وبه يكتمل تقرير القضية. لان اي قضية من القضايا تخرب اكمل تقرير لها وما سلكه المؤلف رحمه الله. فقرر اولا الاثبات اول اثبات الرؤية. ثم استدل لهذا ثم ذكر قول المخالف ثم دحض شبهته ورد دليلة وبهذا يسلم القول المثبت ودليل واسلم دليله ويسلم دليله من المعارضة. يقول رحمه الله وقل وذكرنا في القول هنا انه يتضمن قول اللسان والاعتقاد. وهو نظير ما تقدم في قوله رحمه الله وقل غير مخلوق كلام مليكنا وهنا يقول وقل يتجلى الله للخلق جهرة فما البدر لا يخفى وربك اوضح قوله رحمه الله وقل عليك اعتقد ذلك بقلبك وقله بلسانك فالقول هنا قول القلب وقول اللسان وقوله رحمه الله يتجلى اي يظهر فالتجلي يدور على معنى الظهور والانكشاف قال الله جل وعلا ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني. ثم ماذا قال؟ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا الله تعالى التجلي لنفسه فعلا في هذه الاية اضاف فعل التجلي الى نفسه فقال فلما تجلى ربه للجبل والتجلي هنا هو الظهور وعدم الاستثار وذلك بكشف الحجاب كشف الحجاب الذي يحتجب رب العالمين عن خلقه فقد جاء في الصحيح من حديث ابي موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حجابه النور وفي رواية حجابها النار لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه جل في علاه. سبحات وجهه يعني عظمة وجهه وبهاؤها ما انتهى اليه بصره من خلقه سبحانه وبحمده تتجلى ربنا جل وعلا للجبل فجعله دكا. فقول المؤلف وقل يتجلى ان يظهر. والله تعالى يقول والنهار اذا جل عظار وانتشر وقال وبالنهار اذا جلاها كل هذا دال على المعنى الذي اشار اليه والظهور واظاف التجلي الى الله فقال وقل يتجلى الله التزاما بما جاء في كتاب الله تعالى فان الله اضاف التجلي الى اسمه. الله. فقال فلما تجلى ربه وهو قد قال قبل ذلك ربي ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا الربوبية اسم من اسماء الله تعالى. او الرد اسم من اسماء الله تعالى. وهو دال على ذاك مال الملك والخلق والرزق والتدبير فثبت ما ذكره المؤلف رحمه الله في قوله وقل يتجلى الله. للخلق. الخلق هنا اسمه ايه؟ يصدق على جميع ما خلقه رب العالمين سبحانه وبحمده لكن هذا العموم ليس مرادا اذ البحث في مسألة الرؤية هو في تجلي الله جل وعلا المكلف من الخلق للمكلف من الخلق فالبحث في هذا وليس في كل الخلق. الله تعالى خلق الجمادات وخلق الحيوانات. اي ما فيه وما ليس فيه حياة كله داخل في قوله يتجلى الله داخل في عموم قوله للخلق. لكن المراد من من قوله للخلق ليس على هذا العموم انما هو من اللفظ العام الذي اريد به الخصوص. نحو قول الله جل وعلا الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. والقائل فئة من الناس والجامع فئة من الناس هذا من الالفاظ العامة التي اريد بها الخصوص نظير هذا الذي ونظيره هذا الذي في هذا النظر يقال للخلق وليس المراد جميع الخلق ليس المراد جميع الخلق الجانب والحيوان بل المراد من الخلق وهم المكلفون. الذين امروا ونهوا وهو الملائكة ابن ادم الجن. فالبحث دائر في رؤية هؤلاء لرب العالمين وهؤلاء في الرؤية ينقسمون من حيث ثبوتها لهم الى قسمين لكن مجمع على حصول الرؤية له في الجملة الاجماع منعقد على حصول الرؤية للجنس في الجملة. يعني جنس بني ادم وليس الجميع وهذا في بني ادم فان جلت بني ادم زلت النصوص على انهم يرون الله جل وعلا. ليس الجميع انما الجنس بقي عندنا جنسان وهم الملائكة والجن وهؤلاء ليس في رؤيتهم لله تعالى بل في رؤيتهم لله تعالى خلاف عند اهل السنة وسيأتي الاشارة الى الخلاف بعد قليل. اذا الخلق ينقسمون في الرؤية في الجملة ينقسمون الى قسمين. ما اجمع على انهم يرون الله تعالى وهم نرى جنس جنس بني ادم. وهم جنس بني ادم لانه ليس ثابتا لجميع بني ادم. انما والقسم الثاني وهم المختلف فيه وهم الملائكة والجن ما عدا هذا من الخلق لم يجري فيه بحث. ولم تأتي الادلة باثبات او نفي القسم الاول وهم المجمع على رؤيتهم لله تعالى اهل السنة والجماعة اجمعوا على ان اهل الايمان يرون ربهم جل وعلا. لان بني ادم ينقسمون الى ثلاثة اقسام. مسلم وكافر ومنافق. فهل الرؤيا ثابتة للجميع؟ او هي لبعض الجنس الاجماع منعقد على ان المؤمنين يرون ربهم. دل على ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه لو سلمت واجمع على ذلك سلف الامة وسيشير المؤلف رحمه الله الى شيء من ادلة ما نأتيه. سنترك الاستدلال الى الموضع الذي ذكره الظالم اذا هذا القسم مجمع على انه يرى الله جل وعلا. وهم المؤمنون القسم الثاني الكفار هؤلاء وقع في رؤيتهم لله تعالى خلاف بين اهل السنة. فالذي عليه الجماهير انهم لا يرون الله تعالى والتدلل ذلك بقوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. وان ما ورد من النصوص في الرؤيا انما هي للمؤمنين فلا يشركه غيرهم ولا يدخل فيهم سواهم وذهب طائفة من اهل السنة الى ان الكافرين يرون ربهم لكن يرون الله تعالى في عرفات اي في موقف يوم القيامة. عندما يخرج الناس حفاة عراة غرلا ويأتي الله تعالى لفصل القضاء يرونه ثم يحتجب عنه. وهذه الرؤية ليست رؤية تنعيم بل هي رؤية وتوبيخ يقول الله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قالوا والحجب يقتضي ورؤية الا ان هذا الاستدلال فيه نرى هذا الاستدلال فيه نظر لان الحزم لا لا يلزم منه تقدم نظر الله تعالى اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث ابي موسى قال حجابه النور ولم يره احد. بل الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كما في الصحيح من حديث كما انه قال فيما رواه ابن عمر واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. فالحاجب لا يلزم ان يتقدمه نظر ورؤية. فالاستدلال بهذا فيه نظر. وعلى كل من مسألة خلافية عند اهل السنة والجماعة فمنهم من يثبت الرؤيا للكفار ومنهم من ينفي والجمهور على النفي. تنبيه من يثبت يقول لا يسوغ ان تطلق الرؤيا فلا يسوغ ان يقول الكفار يرون ربهم. لان ما قال رؤيا انما يكون في مقام التنعيم والتكليف. هذا واحد هذا اول الامر في التنبيه. الامر الثاني ان حقيقة هذه الرؤية ليس فيها دليل. انما هي عقوبة وحسرة على اصحابها كما تقدمت قبل قليل المنافقون ايضا المنافقون اختلف فيهم اهل العلم خلافا اشد من خلاف الكفار. فمن اهل العلم من يرى ان المنافقين ربهم في العرفات. كما دل على ذلك حديث ابي سعيد وحديث ابي هريرة في الصحيحين وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله اصحابه قال فقالوا هل لنا رب؟ هل نرى ربنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر؟ ليس دونها دونه سحاب هل تضامون في رؤية الشم ليس دونها سحاق فقالوا لا قال انكم سترونه ثم ذكر الحديث الذي فيه فتيان الله تعالى لهذه الامة بعد فراغ من يعبد الاوثان وليعبد الاصنام ومن يعبد ما يعبد من الشمس والقمر وغيرهم تتبع كل امة ما ما تحدث ويلقون في النار فتبقى في هذه الامة وفيها منافقوها هكذا جاء سيأتي الله تعالى سيتجلى لهم او بصورة غير الصورة التي يعرفونها ثم يأتيهم بالصورة التي يعرفونها فيسجدون له وعند ذلك يهم المنافقون بالسجود. فلا يتمكنون لا يستطيعون سجودا لما كانوا عليه من النفاق والكفر. فهذا يثبت رؤية المنافقين لله تعالى والمقصود ان المسألة خلافية عند اهل السنة والجماعة الظاهر انهم يرون الله تعالى رؤية تحفير وتنزيل بقي المؤمنون وهم الذين اجمع العلماء على رؤيتهم لله تعالى والرؤيا لهم نوعان في الجملة ورؤية تعريف ورؤية التنعيم رؤية التعريف هي التي تكون في عرصاته يوم القيامة التي دل عليها حديث ابي هريرة وحديث في الصحيحين واما رؤية التنعيم فهي التي في الجنة. نسأل الله من فضله والتي جاء فيها قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ناظرة يعني نظرة جميلة مصدر هذا البها والجمال نظرها الى الرب الكريم جل وعلا الى ربها ناظرة وهذه الاية اقوى اية في الدلالة على رؤية المؤمنين لله تعالى. فان الله تعالى ذكر الرؤيا مضافة الى الوجه وعداها بالايلاء التي تفيد المعاينة والابصار غالبا فقال جل وعلا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ومما يدل ايضا على رؤية الله تعالى في الكتاب قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقوله تعالى لهم فيها ما يشاءون ولدينا مزيد وقوله تعالى ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون هم وازواجهم نعم في سورة ياسين هم وازواجهم في ظلال على الارائك ينظرون هكذا ذكر الله جل وعلا النظر في مواضع وكل هذه الايات دالة. واما السنة فقد ثبتت الرؤية في احاديث كثيرة منها حديث صهيب. وفيه انه اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى مناد يا اهل الجنة ان لكم موعدا عند ربكم يريد ان ينجزكموه. فيقولون الم يبيض وجوهنا يثقل موازيننا؟ الم يدخلنا الجنة؟ الم يجرنا من النار؟ ذكروا منن عظيما حصل له عند ذلك يلقي الله تعالى الحجاب فينظرون اليه. فلا يدركون نعيما كالنعيم الى كنعيم النظر الى وجهه نسأل الله لذة النظر الى وجهه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وهذا الحديث زال على هذه الرؤيا وهي رؤية ايش؟ التنعيم وهي التي تكون في لعباد الله المتقين. اذا الرؤية تنقسم ثابتة للمؤمنين تنقسم الى قسمين. رؤية التنعيم ورؤية التعريف ورؤية التعريف هي التي تكون في عرفات يوم القيامة. لماذا قلنا رؤية التعريف ولم نقل رؤية تنعيم لانهم لم يذكروا ذلك في مجمل ما ذكروه مما ادركوه من النعم. في حديث فانهم ذكروا الم يبيضوا وجوهنا؟ الم يذكر موازيننا؟ الم يدخلنا الجنة؟ الم يجبرنا من النار ولو كان في الرؤيا التي حصلت لهم في الموقف من النعيم لكان اولى ما يذكرون. لكنهم لم يذكروه لم يذكروها لانها كانت رؤية تعريف وليست رؤية تدعيم. على ان الرؤية تتفاوت فاهل اهل والذين ثبتت لهم ليسوا على درجة واحدة فيها. بل هم متفاوتون وتفاوت العباد في رب العالمين في الجنة هو بقدر تفاوتهم في الاعمال والتقوى والايمان فتفاوتهم في النعيم الحاصل بالرؤية هو قرع عن تفاوتهم في وتقواهم وصلاحهم فكلما عظمت منزلة العبد وارتفع مقامه كان نصيبه من الرؤية اعظم من غيره وهذا يدركه الناس في حياتهم فنظروا الى الان الى هذا هذه اللافظة هل هو على حد سواء في الادراك والبصر؟ الجواب لا منا من يدرك دقائق ويبصر خفايا ومنا من لا يدركه الا لا يفصل سواده عن خظاره عن حماره عن سائر ما فيه من الالوان وتفاوت الناس في النظر الى الله تعالى اعظم من تفاوتهم في نظرهم بابصارهم. يقول رحمه الله وقد يتجلى الله للخلق كل هذا البعث في قوله للخلق. طيب هنا مسألة قبل ان نغادر هذا الموضع وهو الرؤية الثابتة لاهل الايمان هل هي عامة؟ لجميع المؤمنين؟ هذا الذي عليه جماهير اهل العلم لقول الله تعالى ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون. ولقوله تعالى هم وازواجهم في ظلال على الارائك ينظرون فهذه كلها دالة على ايش على على رؤية الله تعالى لجميع المؤمنين. وهم رجال ونساء. اهل الايمان رجال ونساء ذهب طائفة من اهل العلم من اهل السنة الى امن الرؤيا رؤيا الله تعالى في الجنة لا تكون للنساء انما فقط واستدلوا لذلك الاحاديث التي فيها ان اهل الجنة يذهبون يوم الزيادة ترجون الى اهليهم. هذا الذهاب ونظير ذهاب الرجال يوم الجمعة الى فاذا رجعوا الى اهليهم قالوا لقد زدتم بهاء ونظرة وهذا بسبب النظر الى الله تعالى فيقول لهم اهلهم وانتم كذلك ازددتم بهاء ضرر فقالوا ان النساء مقصورات كما قال الله تعالى مقصورات في الخيام والذي يظهر انه لا دليل في هذا. اذ القصر في الخيام لا يمنع ان يصلهم من من النظر الى الله تعالى الرؤية ما يكون نعيما لهم. وعموم الادلة التي ذكرنا دال على انهم مشاركون للرجال في النعيم وهذا الذي عليه عقد اهل السنة والجماعة وتظافرت الادلة في الدلالة عليه. يقول المؤلف رحمه الله وقل يتجلى الله للخلق جهرة جهرة اي عيالا على وجه منتشر ليس فيه الكباد وقوله رحمه الله جهرة تعشير وتقرير لما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ففي صحيح البخاري من حديث قيس عن جرير ابن عبدالله البجلي انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم عيانا وهذا يبطل قول من يقول ان المؤمنين يرون الله تعالى من غير معاينة ولا في جهة وهذا غلط. اذ ان الرؤية لا يمكن ان تكون الا بالمعاينة وهذه معاينة لا يلزم عليها لازم باطل وقد ثبت هذا النص وهذا اللفظ فيما رواه البخاري من حديث سترون ربكم عيانا ولذلك قرر المؤلف هذا المعنى بقوله جهرك. بعد هذا بين المؤلف رحمه الله صفة الرؤيا السادسة لله جل وعلا كما البدر لا يخفى وربك اوضح هنا البدر لا يخفى يتجلى الله تعالى للخلق زهرة كما البدر لا يخفى فتكون رؤية الخلق رؤية الخلق لله تعالى على نحو رؤيتهم للبدر في اي شيء؟ في الوضوح والجلاء ولذلك فقال وربك اوضح وهذا المعنى دل عليه حديث ابي هريرة وحديث جرير ابن عبد الله وجاء من احاديث عديدة حديث ابي سعيد وحديث ابي هريرة وحديث الشرير واحاديث اخرى. من طرق عديدة عن الصحابة رضي الله عنهم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ليس دونه سحر والتشبيه هنا هو للمرء او للرؤية هل التشويه هنا شبه الله تعالى نفسه في البدر او شبه نظر الناظر اليه يوم القيامة بنظر الناظر في هذه الدنيا الى البدر. يعني التشبيه للمرء او للرؤية. التشبيه للرؤية وليس لذلك قال فما ترون انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر. فالتشبيه هنا للرؤية لا للمطح. والمقصود بهذا التشبيه بيان الجلا والموظوع في هذه الرؤية وانه لا عناء فيها وانما ذكر القمر في حال اكتماله وهو كونه بدرا ليش؟ لانه اوضح ما يكون في هذه الدنيا يبصرها المبصرون. ويذيكه الناظرون هو رؤيا القمر ليلة البدر ورؤيا الشمس في ربيعة النهار ليس دونها. نعم. فشبه الله تعالى رؤية المؤمنين. له يوم القيامة برؤيتهم للقمر برؤية الخلق للقمر ليلة البدر وبرؤية الخلق للشمس في ربيعة النهار ليس دونها بحق والمقصود من هذا التشبيه تقرير الوضوح والجلاء كالرؤية وانها رؤية حقيقية. وهذا يمنع من قال ان الرؤية تكون في غير جهة ولا يلزم منها معاينة. فان النبي صلى الله عليه وسلم شبه الرؤيا التي تكون لاهل للخلق يوم القيامة بالرؤيا التي يدركونها في الدنيا. فدل ذلك على انه يرى جل وعلا فهنا ترجمة قال المؤلف وقل يتجلى الله للخلق جهرا ثم قرر ان هذا تشبيه ليس حاصرا انما هو للتقريب رؤية الله ورؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة اوضح اجلى من رؤيتهم للبدر ليلة آآ للقبر لان ليس دونه انسحاب او الشمس ليس دونها سحاب ولذلك قال وربك اوضح اي اجلى واوضح في نظر عباده واوليائه لنظروا واليه ثم لما ذكر هذا التنظير والتشبيه الذي استفاده من النصوص النبوية دفع المؤلف توهم التمثيل. فاتى بقوله رحمه الله وليس بمولود ليس بوالدك وليس له شبه تعالى المسبح سبحانه وبحمده فانه لما ذكر التنظير والتشبيه بين رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة. لرؤيتهم للبدر للقمر ليلة البدر دفع توهم التشفيه والتمثيل ببيان كمال رب العالمين وانه ليس كمثله شيء فقال وليس بمولود يعني لا الزم من هذا التشبيه ان يكون رب العالمين جل في علاه تخلص في شيء من صفاته او في شيء مما يتصل به وقرر هذا من جهتين الجهة الاولى انه قال وربك اوضح ثم قرره صريحا بينا بقوله وليس بمولود وليس بوالده كما قال جل وعلا قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد والايات في نفي الولد والولادة شهيرة في كلام الله جل وعلا وهذا لبيان كماله سبحانه وبحمده يقول وليس بمولود وليس بوالده. وليس له شبه. لماذا لماذا خص الوالد والمولود بالذكر لان انتفاء الفرع والاصل دليل الانفراد. لان انتفاء الاصل والفرع دليل الانفراد وعدم المشاركة والمماثلة ولذلك يقول الله تعالى قل هو الله احد احد في صفاته احد في اسمائه احد وفي افعاله احد فيما يجب له سبحانه وبحمده. الله الصمد لم يلد ولم يولد ثم عاد قال فلم يكن له كفوا احد والمؤلف سار على هذا النمط في تقليل نفي المماثلة عن رب العالمين فقال وليس بمولود وليس بوالد والعادة ان التشابه انما يكون عن اصل او واما المشابهة فيما ليس له اصل ولا فرع فهي بعيدة. ولذلك قال جل وعلا لم يكن له كفوا احد بعد ان نفى جل وعلا عن نفسه الامرين. لم يلد ولم يولد. وهنا هنا قال المؤلف وليس بمولود وليس بوالد وليس له شرك شبه يعني مثيل. وانما اطلق الشبه واراد لانه السائر في اصطلاح المتكلمين. استعمال الشبيه في نفي المثلية يستعملون نفي الشبه ويريدون به نفي المثلية وليس المقصود بنفي الشبه نفي ادنى اشتراك فان هذا لا يقول به اهل السنة والجماعة انما المقصود هنا بنفي الشبه نفي المماثلة. وقد جاء نفي المماثلة في كلام الله تعالى في مواضع عديدة. من ذلك قول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ومنه ايضا قوله لم يكن له كفوا احد. ومنه ايضا قوله جل وعلا هل تعلم له سنيا؟ سبحانه وبحمده. ومنه قوله جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال. ومن قوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. كل هذه الايات وغيرها دال على نشر المثلية. فالله منفرج جل وعلا في كتاب الكمال. ولذلك قال المؤلف تعالى المسبح تعالى اي على جل وعلا متنزه المسبح حي المقدس الممجد سبحانه وبحمده فقول مسبح اي الذي نسبحه من في السماوات ومن في الارض كما قال جل وعلا سبح لله ما في السماوات وما في الارض. فالله جل وعلا يسبحه كل خلقه وتسبيح الخلق لربهم يتضمن تنبيه الله جل وعلا. التسبيح تنبيه وتأبيس وتمشيك وذلك بان ينفع عنه سبحانه وبحمده العيش هذا واحد اثنين ينفى عنه سبحانه وبحمده النقص في صفاته وفي كمالاته ثلاثة ينفى عنه سبحانه وبحمده المثيل والنظير والسني والكفء والند فتسبيح الله اذا قال العبد سبحان الله او اذا قال المصلي سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى فانه يريد هذه المعاني الثلاثة. الدائرة على تمجيد الله تعالى واثبات الكمال له من كل وجه. فهي دائرة على تنبيه الله تقديسه سبحانه وبحمده وتطهيره ان يكون في صفاته عليه او ان يكون في صفاته نقص او ان يكون له نظير او كفر وهذا معنى قوله رحمه الله وليس له شبه تعالى المسبح المنزه المقدس جل وعلا سبحانه وبحمده والعبد اذا امتلأ قلبه بهذا المعنى تحرك عندما يقرأ سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وتحرك قلبه عندما يقرأ سبح اسم ربك الاعلى. وتحرك قلبه عندما يقرأ قوله تعالى يسبح له من في السماوات ومن في الارض اما اذا كان ما يعرف معنى التسبيح ولا يدرك هذه المعاني فانه سيقرأها على انها كلمة من الكلمات التي تقرأ وليس لها معنى هذا غير صحيح ثم قال المؤلف رحمه الله وقد ينكر الجهمي ترى المؤلف الى ذكر المنكر ذكر الجهل نسبة الى جهل الذي اشاع هذه البدعة. وتكلم بها حيث قال ان الله تعالى لا يرى ووافق جهلا على هذا المعتزلة. فقالوا بنفي الرؤيا وشاركهم في ذلك قواعد من اهل الضلال فوافقهم الخوارج سلفوا الرؤيا وغيرهم من الفرق والمزاحم. والمؤلف عندما ذكر الجهمية لانهم الاصل في نفي هذه الصفة قال رحمه الله وقد ينكر الجهمي هذا اي هذا الذي تقدم الخبر به في هذه الابيات من انه يتجلى الله جل وعلا للخلق جهرة قال وعندنا عندنا يقصد من؟ اهل السنة الجماعة اذ ان النظر معقود لبيان عقدهم ومنظوم لبيان عقيدتهم فلا يتحدث عن نفسه ولذلك مسائل الاعتقاد ليس فيها مذاهب خاصة. انما هي مذاهب امة. وجماعة وهم جماعة اهل السنة والجماعة يقول وعندنا بمصداق ما قلنا حديث مصرح مصرح عندنا في اثبات ما تقدم ورد بدعة المبتدع حديث مصرح مصرح صريح والصريح هو الذي لا نكتفي الصريح هو الذي لا لبس فيه ولا اشتباه. وذلك فيما ذكره رحمه الله يقول رواه جرير عن مقال محمد جرير بن عبدالله البجلي. عن مقام محمد المراد بمحمد هنا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. خاتم النبيين واحتج بقول محمد عليه افضل صلاة واتم تسليم. لانه لا عن الهوى قال الله جل وعلا في وصفه لا ينطق عن الهوى قال وما اتاكم الرسول فخذوه ما نهاكم عنه فانتبهوا فانتهوا وقال ان تتبعوه وان تطيعوه تهتدوا وان تطيعوه تهتدوا. ولكن هذا كثيرا قال رحمه الله رواه جرير عن مقال محمد فكن مثل ما قال. قال فداك تنجح المؤلف لم يشر الا الى دليل واحد. هل هذا يعني انه لم يثبت او لم تثبت هذه الصفة الا من هذا الدليل؟ الجواب لا هذه الصفة ثابتة بالنقل المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك يقول يحيى بن معين من ائمة المحدثين عندي سبعة عشر حديثا في الرؤية كلها صحاح عندي سبعة عشر حديثا عندي سبعة عشر حديثا في الرؤية كلها صحاح. اي ثبتت عنده وهي تصل الى ما يربو على العشرين طريقا. كما ذكر ذلك جماعة من اهل العلم فتفوت الرؤية عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء من طريق متواترة. ولذلك قال المؤلف رحمه الله فقل مثل ما قال يعني محمد يعني النبي صلى الله عليه وسلم يعني من لا ينطق عن الهوى قل مثل ما قد قال واذا التزمت قوله نجحت ولذلك قال فقل مثلما قد قال في ذاك تنجح فقد احسن من انتهى الى ما سمع وهؤلاء الذين يعطلون هذا الخبر وهذه الصفة يحرمون الكلم عن مواضع اما او الطالب او تحريف او تأويل كل ذلك ليصح ما اعتقدوه ويبطلوا ما دل عليه الكتاب والسنة وبهذا يكون قبل فرغ المؤلف رحمه الله من ذكر الابيات التي تضمنت تقرير وعقد اهل السنة والجماعة في مسألة رؤية الله تعالى. الرؤيا مسائل لكن نقتصر على ما يتصل بالمثل والا فيها مسائل تحتاج الى توضيح وبيان وفيما ذكرناه ان شاء الله تعالى ويأتي ان شاء الله تعالى بقية ما يتعلق آآ ابيات هذه المضمومة في الدروس القادمة ان شاء الله تعالى