وهذا قصور في فهم الموت الحقيقي للقلب هو ذهاب نور الايمان منه هذا هو الموت الحقيقي للقلب فلو كان القلب انشط ما يكون نبظا واقوى ما يكون حركة لكنه منطمس للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله فذكر الله كما انه يحيي الله الارض بما انزل عليها من مطر كذلك يحيي القلوب بما جاء به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه من الهدى ودين الحق يقول رحمه الله فيا ايها الباغي فيا ايها الباغي استنارة قلبه تدبر كلا الوحيين وانقد وسلما. وانقد تدبر الوحيين وانقد وسلما. فعنوان اسعاد الفتى في حياته مع الله اقبالا عليه معظما وفاقد ذا لا شك قد مات قلبه او اعتل بالامراض كالين والعمام. يقول رحمه الله فيا ايها الباغي استنارة قلبه بدأ المؤلف رحمه الله ذكر اسباب صلاح القلوب بالنداء فقوله فيا ايها الباغي هذا شروع في ذكر اسباب حياة القلب وابتدأ المؤلف رحمه الله ذلك بنداء كلي من طلب استظاءة قلبه بان يمتلئ قلبه بنور الايمان فيدرك به سعادة الدنيا والاخرة. فقال رحمه الله فيا ايها الباغي يعني يا ايها الطالب استنارة قلبه اي طلب طالبا ان ينير الله قلبه وان يقشع عنه الظلمة وان يزيل عنه العمى وان يبصر به الحق وان يرزقه البصيرة. كل هذا مما ينتج عن استنارة القلب فيا ايها الباغي استنارة قلبه اي يا من طلب النور في قلبه والهداية والبصيرة تدبر كلا الوحيين وانقد وسلما هذا ذكر اول الاسباب التي يستنير بها القلب اول الاسباب التي تستنير بها القلوب هو تدبر الوحي تدبر الوحيين الكتاب والسنة الله جل وعلا امر بتدبر كتابه بل جعل علة الانزال تدبر القرآن قال جل في علاه كتاب انزلناه اليك مبارك ايش ليدبروا اياته فجعل علة الانزال التدبر ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون فجعل ظرب الامثال في هذا القرآن للذكرى والذكرى ثمرة التدبر ولذلك قال في في الاية التي التي سبقت في سورة صاد كتاب انزلنا اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكروا اولوا الالباب. فالتذكر ثمرة التدبر وقد عاب الله تعالى على من ترك التدبر فقال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وقال جل وعلا افلم يدبروا القول يعني يتدبروا القرآن والتدبر ايها الاخوة هو فهم الكتاب والسنة فهم الوحيين وذلك بالتأمل في نصوص القرآن واخبار سيد الانام واعادة النظر بالوحيين مرة تلو مرة لفهم نصوصهما وادراك ما احتواه واشتمل عليه من المعاني وهذا غاية الفقه اعلى الفقه فهم معاني كلام الله ومقاصد رسول الله هذا اعلى الفقه واسماه وارفعه ان تفهم عن الله وعن رسوله ولذلك التدبر مفتاح العلوم والمعارف التدبر به يدرك الانسان صلح قلبه وصلح عمله ولهذا لم يبدأ بسبب قبل التدبر لانه التدبر هو المفتاح فمن وفق اليه حي قلبه سمت روحه واستقامت احواله قال الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا شف اول شيء جعل وصفه بانه روح والروح بها الحياة ثم ذكر النور والنور تكمل به الحياة فالنور زيادة لذلك يقول الله تعالى في الاية الاخرى او من كان ميتا ايش اومن كان ميتا فاحييناه ثم قال وجعلنا له نورا يمشي به في الناس جاء النور بعد الحياة ولذلك اكمل ما يكون في حال الانسان ان ان يكون منور القلب لان منور القلب حيا قلبه وازداد فضلا باستنارة قلبه انتشاع الظلمة عنه ولهذا ينبغي لمن اراد استنارة قلبه ان يقبل على كتاب ربه وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم تفهما لمقاصدهما بل لمعانيهما وادراكا لمظمونهما فهذا هو العلم فالقلوب حياتها بالروح وقوتها بالنور ولا حياة ولا نور الا فيما جاء به القرآن العظيم وما بينه سيد الانام صلوات الله وسلامه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. فالذين امنوا به وعذروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه فالوحيان القرآن والسنة منشأ كل هداية فمن اراد الهداية فليتدبر الكتاب والسنة الخلاصة ما معنى تدبر الوحيين فهم الفهم عن الله وعن رسوله وذلك لا يتحقق بمجرد قراءة مرة واحدة وادراك المعنى اللفظي فقط بل باعادة النظر. ولذلك المشركون لم يقل الله عز وجل لم يفهموا القول قال افلم يتدبروا القول افلا يتدبرون القرآن هم فهموه ولو لم يفهموه ما قامت عليهم الحجة لكن الذي حصل انهم لم يتدبروه لم يتأملوا معانيه لم يقفوا عند عند دلالاته ليستدلوا بها على ما ينجون به من الهلاك انما اقتصروا فقط على نظر عسير وفهم مقتصر على ادراك معنى لم يؤثر في قلوبهم صلاحا واستقامة ثم ثاني ما ذكر رحمه الله في اسباب صلاح القلب وحياته قال وانقد وسلما. هذا في الحقيقة ثمرة للتدبر فان التدبر السليم الصحيح يثمر انقيادا للنص وتسليما له. قال وان قد وسلم فان القلب الحي المستنير هو القلب الذي يعقل عن الله وعن رسوله. هذا ايش هذا ايش يا اخوان؟ هذا التدبر هذي المرحلة الاولى يعقل عن الله وعن رسوله ويفهم عن الله وعن رسوله. ثم اذا فهم المرحلة الثانية اذعن وانقاد لتوحيده ومتابعة ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا مقتضى الايمان ولذلك قال وانقد وسلم اي ان قد لما جاءت به النصوص بعد فهمها لانه ما يمكن ان يمتثل الانسان الا بعد الفهم اذا ما فهم النص وادرك معناه لم يستطع الامتثال تنقذ فقول وانقد هذا ثمرة التدبر وبه يحصل للقلب تمام تمام العقل عن الله ورسوله لانه عقل وعمل وهذا هو الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق فالهدى العلم ودين الحق هو العمل ان قد وانقد وسلم وهما مقتضى الايمان. الانقياد والتسليم مقتضى الايمان قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. ويسلموا تسليما. فالاية ذكرت الانقياد وذكرت التسليم والانقياد والتسليم يمكن ان يقال ان المعنى واحد الانقياد هو التسليم ويمكن ان يقال الانقياد يختلف عن التسليم في هذا السياق اذ ان التسليم اوسع من الانقياد لان التسليم يكون للاحكام ويكون للعقائد بخلاف الانقياد فالانقياد لا يكون الا للاحكام لكن من اهل العلم من قال الانقياد والتسليم بمعنى واحد ومنهم من قال التسليم هو الانقياد لاوامر الله فاذا قلنا التسليم هو الانقياد كان هذا من باب عطف المترادف. ايش فائدة عطف المترادف؟ لماذا تأتي المترادفات متعاطفة تثبيت المعنى حتى لا يقول طيب اذا كان هذا نفس الانقياد والتسليم. ليش عطف المؤلف هذا على هذا نقول العرب تأتي بعطف المترادف لافادة ايش ايش تثبيت المعنى فاقول لك اكرم الطالب المجد والمثابر او الطالب المجد المثابر المجد هو المثابر فلماذا جاء بهذين الوصفين تأكيد المعنى الذي هو سبب الاكرام الذي هو سبب الاكرام. فقوله وانقد وسلم اذا قلنا انهما مترادفان مع فائدة هذا ايش تثبيت المعنى وهو ان الاسباب صلاح القلب الانقياد والتسليم واذا قلنا انهما مختلفان وهذا متغيران فالانقياد يتعلق بالاحكام والامتثال ظاهرا والتسليم يتعلق بالامتثال باطنا بطمأنينة القلب وانشراحه وقبوله سيكون الانقياد هو الاذعان والتسليم هو القبول هذا معنى قوله رحمه الله وان قد وسلم. بعد هذا قال رحمه الله فعنوان اسعاد الفتى في حياته مع الله اقبالا عليه معظما الان ما هي ما هي الاسباب التي ذكرها لحياة القلب؟ كم ذكر من سبب في الجملة نقول سببين. السبب الاول كم ذكر من سبب؟ ذكر سببين. السبب الاول التدبر والسبب الثاني ثمرته وهي الانقياد والتسليم على ما ذكرنا من الانقياد هو التسليم او هو غيره طيب بعد ذلك يقول فعنوان اسعاد الفتى في حياته مع الله اقبالا عليه معظما. عنوان اسعاد الفتى اي علامة اسعاد الفتى. سمة اسعاد الفتى. يعني ما يستدل به على اسعاد الفتاة هو ما ذكره رحمه الله الاقبال على الله المقترن بتعظيمه الاقبال على الله المقترن بتعظيمه ما معنى اسعاد الاسعاد هو الاعانة فقوله فعنوان اسعاد الفتى اي علامة اعانة الله الفتى في دنياه واصلاح امره ان يرزقه الاقبال مع التعظيم والعون من الله عز وجل به يدرك الانسان كل مأمول واذا عدم العون انقطع انقطعت اسباب النجاة اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده فالله اذا اعان العبد ادرك كل ما يؤمل واذا غاب عون الله عز وجل العبد فقد ما ينجو به ولذلك ذكر الله تعالى هذين الامرين في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين فلا غنى للعبد عن عون ربه في كل امر دقيق او جليل به تدرك المطالب وبه يفوز الانسان بسعادة الدنيا وفوز الاخرة اياك نعبد واياك نستعين بتحقيق هذين فقوله فعنوان اسعاد الفتاة يعني اعانة الله الفتى في حياته اي في حياته التي هي موضع الابتلاء والاختبار وهي حياته الدنيا مع الله اقبالا عليه يعني في قوله مع الله يعني في شأن صلة العبد بربه فعلامة اسعاد اعانة الفتى في حياته الدنيا في شأن ربه ان يرزقه هذين الامرين. ما هما الاقبال عليه المقترن ليش بتعظيمه جل في علاه اقبالا عليه هذا يمكن ان نقول هو ثالث اسباب حياة القلب او ان نقول الثاني فيكون وانقذ وسلم ثمرة التدبر فقوله اقباله عليه اي اقباله على ربه جل في علاه. فبالاقبال على الله تحيا القلوب وبالاقبال على الله تستنير الافئدة وما معنى الاقبال على الله؟ التوجه اليه بالطاعة والاذعان فطاعة الله نور وهدى وانشراح واستقامة وسعادة وصلاح فطاعة الله نور يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته هذا اول الجزاء ثاني الجزاء ويجعل لكم نورا تمشون به فكل من اطاع الله اخذ بشيء من النور ولذلك تم النبي صلى الله عليه وسلم بعض العبادات نورا فقال الصلاة ايش؟ نور. نور بقدر ما تقبل على الصلاة تدرك من النور فرض صلاة والمقصود بالصلاة الصلاة فرضها ونفلها فطاعة الله نور ولذلك الاقبال على الله تعالى نور وقد فسر ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه قول الله تعالى نور على نور بان المؤمن في خمسة من النور فكلامه نور لانه يذكر ربه وعمله نور لانه يعمل بطاعة ربه ومدخله نور لانه لا يدخل الا فيما يرضي ربه ومخرجه نور لانه لا يخرج الا فيما امره الله تعالى بالخروج منه ومصيره نور اي مآله وعاقبة امره نور لانه قد اطاع الله في حياته فكان في نور في الدنيا يدرك به نورا في الاخرة يعطيه الله تعالى نورا يوم القيامة يدرك به مواطن النجاة والفلاح والسلامة انها سعادة لا نظير لها ان يشتغل الانسان بالاقبال على ربه. قال ابن عباس ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن فالحسنة لابد ان ينتج عنها ثمرة فالاقبال على الله بكل تسبيحة بكل تحميدة بكل تكبيرة بكل سجدة بكل ركعة بكل صدقة بكل عمل صالح سر او اعلان ينعكس ذلك على قلبك نورا جاء في الصحيحين من حديث حذيفة تعرض الفتن على القلوب عودا عودا فايما قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء هذه المعصية ظلمة وايما قلب انكرها انكرها بردها والبعد عنها والنهي عنها نكتت فيه نكتة بيضاء هذا النور حتى تعود القلوب على قلبين. ابيض مثل الصفا ابيظ في اشراقه ومثل الصفا في قوته وصلابته فلا يستسلم للفتن ولا تؤثر فيه الشبه الشهوات لقوته بما منحه الله تعالى اياه من النور والاخر اسود مربادة كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. اذا الاقبال على الله الخلاصة الاقبال على الله سبب لنور القلب وحياته وقوته وسلامته اما ثالث الاسباب التي بها تحيا القلوب فهو تعظيم الله تعالى واشار اليه بقوله معظما اي الاقبال على الله حال كونه معظما لله تعالى في ذلك الاقبال هذا ثالث الاسباب التي تحيا بها القلوب وتستنير ولا شك ان تعظيم الله عز وجل من اعظم ما تشرق به القلوب وتستنير وتستظيء ذاك ان تعظيم الله ثمرة معرفته ومعرفة الله جنة الدنيا معرفة الله نعيم لا نعيم يضارعه من ملذات الدنيا ولهذا كان المعظم لربه منور القلب حي القلب بما فيه من معرفة الله. ما سبب تعظيم الله عز وجل تعظيم الله ثمرة العلم به والعلم به هو العلم باسمائه وصفاته وافعاله جل في علاه كلامه وشرعه فكل هذا يورث في القلب تعظيما. بقدر علمك بالله في اسمائه في صفاته في افعاله في شرعه ودينه في كلامه جل في علاه ينقدح في قلبك تعظيم الله عز وجل ولهذا من ظعف قدر الله في قلبه بضعف تعظيم ربه ليقبل على معرفة اسماء الله وصفاته. عندما تقرأ هو الله الذي لا اله الا هو. عالم الغيب والشهادة هو الرحمن هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن تقرأ هذه الاسماء وانت متدبر لما فيها من الكمالات بما فيها من الجلال والبهاء والعظمة لا يمكن ان يقرأ تخصن هذه الايات مستحضرا معانيها الا وينقدح في في قلبه تعظيم هذا الذي يذكره بهذه الصفات جل في علاه سبحانه وبحمده عندما يذكر الحمدلله الذي خلق السماوات والارض. الان لو هذا الجهاز نقول ما شاء الله الذي صنعه عبقري هو جهاز لما ننظر الى هذا البناء نقول هذا بناء بهاء بهي وجميل وجزى الله خير من صنعه واتقن صناعته افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء الماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت ايات عظيمة سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق لا شك ان من تأمل هذا الكون وهو الكتاب المبثوث في الافاق والانفس من قدح في قلبه تعظيم الله جل في علاه لابد ان ينعكس في قلبه اثر ذلك تعظيما لربه ولهذا تعجبت الايات من قوم قفا في قلوبهم تعظيم ربهم ما لكم لا ترجون لله وقارا اي لا تخافونه ولا تعظمونه حق تعظيمه والعباد مهما بلغوا طاعة وعبادة فهم يقصرون عن ادراك حق الله في التعظيم لذلك يقول الله تعالى وما قدروا الله فاحياء القلوب الميتة القاسية بالذكر كاحياء الارظ الجدباء الميتة بالمطر اما النوع الثاني من القلوب فهو القلب الميت المريض وهو الذي اشار اليه بقوله او اعتل بالامراض كالرين والعمى اعتل اي مرض حق قدره يعني القدر الذي يجب له ما يقدره العباد لجهلهم به وعدم قدرتهم على ادراك ما له من الكمالات ولهذا رضي الله منا فاتقوا الله ما استطعتم رضي الله من الخلق ان يتقوه قدر استطاعتهم وطاقتهم. وهذا من رحمته بهم جل في علاه اذا التأمل باسماء الله وصفاته وافعاله وشرعه وكلامه يوجب تعظيمه سبحانه وبحمده هذا رابع ثالث الاسباب ثالث الاسباب التي ذكرها من اسباب حياة القلب. بعد هذا بين عظيم اثر فقد هذه الصفة صفة التعظيم اذا فقد القلب تعظيم الرب ما اثر ذلك عليه؟ يقول وفاقد ذا المشار اليه ايش ما تقدم من المذكورات يمكن نقول ذا كل المذكورات السابقة الثلاثة التدبر والاقبال وايش والتعظيم ويمكن ان نقول انه عائد الى اخر مذكور وهو التعظيم والذي يظهر ان فقد كل واحد من هذه مشكلة ففقدها جميعا طامة وفقد واحد منها مشكل يترتب عليه فساد القلب يقول وفاقد ذا لا شك قد مات قلبه نعوذ بالله من الخذلان وهذا اول اقسام القلوب فالمؤلف رحمه الله لما ذكر الاسباب ذكر اسماء اسباب حياة القلب ذكر اقسام القلوب والقلوب تنقسم الى ثلاثة اقسام الاول الموت القلب الميت اسأل الله ان يسلم قلوبنا من ذلك الثاني المريض القلب المريض الثالث القلب الصحيح ومن بديع نظم المؤلف الناظم رحمه الله انه بدأ اولا بايش بالقلب الميت لانه يبحث عن اسباب الحياة ليصل الى القلب الصحيح في اخر المطاف فبدأ اولا بذكر القلب الميت ثم ذكر بعد ذلك القلب المريض ثم بعد ذلك ذكر القلب الحي المستنير. اسأل الله ان يجعلني واياكم من اصحاب هذا القلب القلب الحي المستنير بذكره وطاعته والقيام بحقه جل في علاه. يقول وفاقد ذا المشار اليه ما تقدم لا شك قد مات قلبه هذه الحالة الاولى هذا الفقد الكلي اذا فقد كل ما تقدم من التعظيم والاقبال والتدبر مات قلبه. او اعتل هذا القسم الثاني من اقسام القلوب وهو القلب المريض. او اعتل بالامراض كالرين والعمى اعتل اي اصابته علة بان نزل به مرظ افسد قلبه وليعلم ايها الاخوة ان هذا البيت تضمن ذكرى قسمين من اقسام القلوب القلب الميت والقلب الحي. اما موت القلب ما معنى موت القلب موت القلب ايها الاخوة ليس وقوف ليس هو وقوفه عن الحركة والنبض وهذا هو المتبادر الى اذهان كثير من الناس انهم لا يذكرون في موت القلب الا توقف نبضه من انوار الهداية عام عن نور الوحي والطاعة فانه قلب ميت وهذا القلب هو قلب الكافر والمنافق فان قلب الكافر والمنافق ميت وهو الذي اشار اليه قول الله تعالى او من كان ميتا فحينه كيف ما تنفح هنا؟ هو يا حي المقصود بالموت في هذه الاية هو موت القلب ولذلك قال المفسرون في الاية اومن كان كافرا ميت القلب مغمورا في ظلمة الجهل فهديناه لرشده ووفقناه للايمان وجعلنا قلبه حيا بعد موته مشرقا مستنيرا بعد ظلمته فجعل الكافر الله عز وجل جعل الكافر لانصرافه عن طاعته وجهله بمثابة الميت وقد مثل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت لبيان اثر الطاعة في احياء القلوب وان الحقيقة في الموت ليس موت البدن لان موت البدن يعتري الجميع ولا اشكال في كل نفس ذائقة الموت لكن الاشكالية في ان يموت القلب لانه اذا مات القلب تعثر سير الانسان في سفره الى ربه لفلم يدرك خيرا ولا هدى ولا فلاحا ولا نجاحا وقد سمى الله الكافرين امواتا في ايات عديدة انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله فسمى الله تعالى من قبل الدعوة وان قاد للهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بانه يسمع انما يستجيب الذين يسمعون فيدركون ويقبلون واما الموتى فهؤلاء لا سبيل الى اسماعهم. انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء الذي فيه صمم لو تناديه اقوى ما يكون من نداء لن يسمعك لن يسمعك لن يسمعك لانه اصم فكذلك القلب اذا مات فان القلب اذا مات لم يقبل على هدى بل هو في عداد الموتى الذين لا يسمعون صوتا ولا يعقلون دعاء ولا يفقهون قولا ولهذا ضرب الله مثلا للقلوب الميتة اذا استنارت بالهدى بالارض الميتة اذا نزل عليها الحياء المطر واعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها. جاء بهذه الاية بعد قوله الم فالاعتلال هو الخروج عن حالة السلامة والصحة هذا الاعتلال مرض في القلب وهو ثاني اقسام القلوب واعلم بارك الله فيك ان ان المقصود بمرض القلب هو ان يصاب القلب بما يخرجه عن السلامة والصحة والاستقامة وهذا هو قلب الفاسق العاصي فان قلب الفاسق العاصي مريض كما قال الله جل وعلا فيطمع الذي في قلبه مرض ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض الشهوة والمرض قد يطلق على قلب الكافر وقلب المنافق لكن في الغالب ان القلب المريض يطلق على من كان دون الكفر من اصحاب الفسوق والعصيان. واعلم ان امراظ القلوب ترجع الى احد نوعين. النوع الاول مرض الشبهات وهذا الذي اشار اليه قوله تعالى في قلوبهم مرض في المنافقين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرض واما النوع الثاني من الامراض التي تصيب القلب فهو مرض الشهوات المردية تا الزنا ومحبة الفواحش والمعاصي ونحو ذلك وهذا الذي ذكره الله تعالى في قوله فاطمع الذي في قلبه مرض المؤلف رحمه الله ذكر نوعان مثل في امراض القلوب بنوعين من المرض وهما الرين والعمى قال كالرين والعمى او اعتل بالامراض كالرين والعمى هذان هذان مثالان لما يصيب القلب من الامراض الاول الريب وقد ذكره الله تعالى في قوله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون واصل الرين الغلبة في اللغة فالرين هو ما يغلب على الشيء. ران على القلب اي غلب عليه والمقصود بالرين هنا اجاب غليظ يحجب القلب عن رؤية الحق والهدى تل بل ران على قلوبهم اي غطى قلوبهم حجاب منعهم من رؤية الحق والعلم وقصده وطلبه هذا الريب طبقة تعلوا القلب تمنعه من قصد الحق وطلبه والعمل به والقلب تعلوه عدة طبقات قال العلماء الرين اغلب الطبقات التي تعلو القلب وتحجبه والغيم ارق الطبقات التي تعلو القلب وتغشاه وهذا يكون حتى في الابرار والمتقين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم انه ليغان على قلبي ليغان على قلبه اي يصيب قلبي الغير وهي طبقة تعلو القلب فاستغفر الله مئة مرة فجعل الاستغفار سبيل لكشف هذه الطبقة التي تشوش على القلب الادراك وهذا قلب سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه. فكيف بقلوب عن غيره من الخلق واما الطبقة الوسطى بين الغين والرين الغيب لا اعلم لها اصلا بكلام الله عز وجل وكلام رسوله لكن ذكرها جماعة من اهل العلم والذي يظهر ان بين الران بين الرين والغين طبقات تختلف باختلاف حال الناس في اقبالهم على الطاعة واخذهم باسباب الهدى والصلاح اذا هذا المرض الاول الذي ذكره مما يصيب القلب وهو الرين الثاني العمى وهو انطماس الرؤيا فقد الرؤية القلب له عين كما ان الرأس فيه عين يدرك به الانسان المرئيات كذلك القلب له عين يدركوا بها المعاني عين القلب ما ترى الاشياء المحسوسة لكنها تدرك المعاني الاشياء المعنوية وكلما صفا القلب قوي النظر كلما صح قلبك قوي بصر عينه قوي بصر عين قلبك ولذلك يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. ويقول تعالى انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فجاء فاضاف العمى الى القلب قال افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى. اعمى يعني اعمال القلب نعوذ بالله فلا يميز حقا من باطل ولا يدرك هدى من ضلال ولذلك قال افا انت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون. المقصود بالعمى هنا عمى القلب فعمى القلب هو عدم ابصار الحق وعدم رؤيته وهو انطماس معرفة الهداية مع انها واضحة كالشمس في ربيعة النهار فيبقى القلب حائرا لكون قلبه لكون قلبه قد عمي عن الحق والهدى هذا ما يتصل النوع الثاني من انواع القلوب وهو القلب المريض اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقني واياكم قلبا صحيحا سليما اللهم نور قلوبنا بمحبتك وتعظيمك واعمرها بطاعتك وما يرضيك يا ذا الجلال والاكرام اهدنا سبل السلام واصرف عنا السوء والفحشاء واجعلنا من حزبك واوليائك يا رب العالمين. نكمل ان شاء الله تعالى آآ التعليق على النظم بعد آآ الصلاة