نعم اللهم وبيان هذا ان اهل السنة والجماعة في باب اسماء الله واياته وصفاته بين امره الذين من اسماء الله وآياته حتى يشبهه بالعدم والمودة. وبين اهل التنبيه الذين يضربون لهم الامثال ويشبهونهم واهل السنة يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله من غير اثباتا لصفات الكمال وتنسيها له عن ان يكون له فيها انداد وامثال اثبات بلا تمثيل وتنزيه هذا اول ما ذكره المؤلف رحمه الله من اوجه وسطية اهل السنة والجماعة او من امثلة وسطية اهل السنة والجماعة في الاعتقاد. وهو ما يتصل بالايمان بالله عز وجل الايمان بالله عز وجل مفتاح الخيرات به يدرك الانسان سعادة الدنيا والاخرة. به يدرك الفوز وينجو من كل عطب وهلاك الايمان بالله عز وجل يقتضي الايمان ربوبيته وانه لا رب سواه جل في علاه انه الخالق المالك المدبر الرازق يقتضي الايمان باسمائه وصفاته يقتضي الايمان بانه لا يستحق قل عبادة سواه وانه لا تصرف العبادة بكل صورها الباطنة والظاهرة القلبية والقولية والعملية لا تصرف الى غيره سبحانه وبحمده. بل هي حق له وحده لا شريك له. وهذا معنى لا اله الا الله فالايمان بالله يقوم على هذه المرتكزات الثلاث الايمان بربوبية الله وانه لا فاعل في الكون الا هو لا خالق لا رازق لا مدبر الا هو جل في علاه فهو المدبر المصرف لهذا الكون سبحانه وبحمده الايمان بانه لا يستحق العبادة سواه جل في علاه. الايمان باسمائه وصفاته. والايمان باسمائه وصفاته هو الذي اشار المؤلف رحمه الله في هذا المقطع الى وسطية اهل السنة والجماعة فيه. فاهل السنة والجماعة يؤمنون بكل ما اخبرهم الله تعالى به عن نفسه من الاسماء ومن الصفات والله قد ملأ كتابه بذكر اسمائه وصفاته جل في علاه وذكره افعاله الجميلة فمن ذلك ما ذكره الله تعالى في اية الكرسي اعظم اية في كتاب الله. الله لا اله الا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم لهما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. يعلم يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم سبحانه وبحمده. هذه الاية كانت اعظم اية في القرآن. لانها اخلصت ما لله من الكمالات في اسمائه وصفاته وافعاله جل في علاه في سورة الاخلاص قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فليس له نظير ولا مثيل ولا كفؤ في كل ما اخبر به عن نفسه سبحانه وبحمده وهذه تعدل ثلث القرآن. وفي سورة الحشر يخبر الله بجملة من اسمائه هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون الى اخر ما ذكر الله في السورة من اسمائه وصفاته. هذه الاسماء يؤمن بها اهل السنة والجماعة لكن ينبغي ان يعلم ان الذي ميز الله تعالى به اهل السنة والجماعة الذين لزموا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من وما كان عليه الصحابة الكرام من طريق وسبيل انهم يثبتون هذه الاسماء وما تظمنته من الصفات على هذا النحو ليس ثمة تكييف ولا تمثيل لا يكيفون ولا يمثلون هذه الصفات. لا يقولون كيف الجبار؟ كيف السميع؟ كيف البصير؟ كيف العليم؟ كيف كذا من اسمائه وصفاته لانه جل في علاه اجل من ان تحيط به العقول فلا يعلم كيف صفاته. كذلك لا يمثلون لان التمثيل لا يكون الا مع الا بعد معرفة الكيف. والله تعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويقول لم يكن له كفوا احد ويقول هل تعلم له سميا؟ ويقول جل في علاه فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. كل هذه الايات تدل على انه لا يمكن ان يمثل الله تعالى باحد من خلقه. فالله لا مثيل له. لا كفؤ له. لا نظير له. لا سمية له لا ند له سبحانه وبحمده هو الواحد الاحد. المنفرد عن كل مثيل ونظير اذا كان كذلك انقطع في ذهن المؤمن كله تصور وتخيل في اسماء الله وصفاته لانه ليس له مثيل. نؤمن بانه السميع وانه البصير. وانه الرحمن وانه على العرش استوى. دون ان نقول هو بهذه الصورة او بتلك الكيفية لاننا لا نحيط به علما سبحانه وبحمده كذلك يثبتون ذلك من غير تحريف ولا تعطيل. من غير تحريف تحريف الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه يميلون بالمعاني عن ظواهرها فيقولون في اسماء الله وصفاته خلاف ما يفهم منها فيما تقتضيه لغة العرب فعلى سبيل المثال استواء الله الذي اخبر الله تعالى به عن نفسه في سبعة مواضع من الكتاب العظيم الرحمن على العرش استوى يؤمن اهل السنة والجماعة بان الله تعالى على عرشه على الاستواء هو العلو وهذا علو خاص بالعرش وهو غير علوه العام الذي على جميع المخلوقات. لكنه يختص العرش دون ما سواه. نؤمن بهذا العلو ولا نقول انه على الصفة الفلانية بالكيفية الفلانية لاننا لا نعرف ذلك ولا نحيط به علما. لهذا قال الامام مالك رحمه الله لمن سأله عن هذه الاية الرحمن على العرش استوى. كيف استوى؟ قال بعد ان اطرق وشق عليه السؤال وعرق من شدة وقع السؤال على نفسه لانه سؤال عن كيفية صفة العظيم الذي لا تدركه العقول. ولا تحيط به جل في علاه. ولا يحيطون به علما. قال الاستواء معلوم هذا من فتح الله عليه رحمه الله حيث وفق الى هذه الكلمات المختصرات التي تمثل ما كان عليه الصحابة من منهج قوي وطريق مستقيم. الاستواء معلوم. يعني من جهة ايش؟ من جهة المعنى. فالاستواء من جهة المعنى معلوم. وقد دل عليه الكتاب وهو في لغة العرب يدل على العلو والكيف مجهول لاننا لا نحيط به علما سبحانه وبحمده ولا نحيط بشيء من اوصافه جل في علاه والايمان به واجب لان الله اخبر به في كتابه واخبر به رسوله في سنته والسؤال عنه بدعة اي محدث. لماذا؟ لانه لم يسأل عنه خيار الخلق. اعظم الناس حرصا على معرفة الرب وهم الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم فلم يسألوا كيف استوى. فكان الاستواء فكان السؤال عنه بدعة كما قال الامام مالك رحمه الله فدل هذا على اثبات ما اثبته الله لنفسه على على المعنى اللائق بالله دون ان نمثل ودون ان نكيف الذين مثلوا وكيفوا وتصوروا معنى من المعاني ذهبوا فارين من ذلك المعنى انا الى التحريف او التعطيل ذهبوا فارين من تلك الصورة التي تخيلوها وقذف الشيطان في قلوبهم لصفات الله وما اخبر عن نفسه ذهبوا وفارين الى التحريف اما التحريف الكلي واما التحريف الجزئي اما تحريف اللفظ والمعنى واما تحريف المعنى وهذا هو الاغلب الاكثر فوقعوا في الانحراف ولهذا سلم الله اهل السنة والجماعة من هذا من هاتين الضلالتين فكانوا كما قال رحمه الله فهم وسط في باب صفات الله تعالى اين اهل التعطيل الجهمية نسبة الى جهم بن صفوان واهل واهل التمثيل المشبهة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه والله ليس كمثل في شيء وهو السميع البصير سبحانه وبحمده. فاهل السنة والجماعة يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تكييف. هذا اول ما ذكره المؤلف من اوجه وسطية اهل السنة والجماعة بين الفرق في سأل الاعتقاد الثاني الله تعالى بين الجبرية والمعيدية من القدرية والعلمية السنة والجماعة بافعال الله عز وجل. بين المعجزة المكذبين بالقدر. الذين بقدرة كاملة ومشيئته الشاملة وقدره لكل شيء. القائلين بنفوز ايها التقليد وبين الجبرية النافذة حكمة الله. ورحمته وعدله والمعارضين امر الله ونهيه وثوابه وعقابه. القائلين بانه يجوز عليه كل فعل فلا عن ظلم ولا عن غيره. والمفسدين من دينه والمفسدين بدينه الذين يجعلون عبدا ليس لهم ولا قدرة ولا عملا. فيعظمون الامر والنهي. فيصيرون بمنزلة المشركين الذين قال لو شاء الله ما اشركنا ولا آبائنا ولا حرمنا من شيء. فيؤمن اهل السنة لان الله على كل شيء قدير. فيقدر ان يأتي العباد ويقرب قلوبهم. وانه كان وما لم يشأ فلا يكون في ملكه بعد ان يريده. ولا يعجز عن انفاذ مراده وانه خالق كل شيء من الاعيان والصفات والحركات. ويؤمنون ان العبد له قدرة وعمل وانه مختار. ولا يسمونه مجبورا. اذ مجبور من اقيم على خلاف والله سبحانه جعل العبد مختارا لما يفعله. وهو مختار مجيده. وهو خالق وقال ولا من افعالي. سبحانه وبحمده. يقول المؤلف رحمه الله في بيان وسطية اهل السنة والجماعة وهم اي اتباع الكتاب والسنة من اهل السنة والجماعة وسط في باب افعال الله تعالى اي فيما يثبتونه من افعال الله تعالى في ما يتصل صلة فعله بخلق العبد بافعال العباد. بين الجبرية والوعيدية وهذان فريقان ظلا في افعال الله عز وجل وذلك ان الفرق في افعال الله عز وجل ثلاثة اهل السنة والجماعة الذين يثبتون لله تعالى كمال الفعل وتمام القدرة وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وانه سبحانه وبحمده في ذلك كمال العلم وكمال الخلق وكمال احاطة بما يكون من عباده جل في علاه ولا يعارضون القدر بالشرع بل يؤمنون بقدر الله عز وجل وينقادون لشرعه جل في علاه بخلاف هذه الطوائف التي انحرفت فظلت تصادمت الشرع بالقدر وذلك في فعل الجبرية او انهم اخرجوا افعال العباد عن تقدير الله عز وجل فجعلوا في خلف كون في الكون ما ليس من تقديره وما ليس من قضائه جل في علاه والله تعالى يقول وان من شيء وهو الله تعالى يقول ان كل شيء انه بقدر ويقول جل في علاه والله على كل شيء قدير وهو على كل شيء قدير سبحانه وبحمده. فهاتان الطائفتان الجبرية والوعيدية القدرية متقابلتان كلاهما اخذا ببعض النصوص وظل عن الاخر وبالتالي انحرفوا عن السبيل المستقيم وخرجوا عن الصراط القويم ومالوا عن الوسط الى بنيات الطريق اما بغلو واما ابي جفاء اما بافراط واما بتفريط. اهل السنة والجماعة يؤمنون بان الله تعالى خالق كل شيء وانه ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن وانه من حكمته وعظيم قدرته جعل لخلقه مشيئة هذه المشيئة عنها تصدر افعالهم والخلق مشيئة وفعلا خلق لله عز وجل. كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فالله منح العباد مشيئة واختيارا على ظوءه يجري مجازاتهم بالاحسان احسانا وبالسيئات اما معاقبة ومؤاخذة واما عفو وتجاوز فهذا مقتضى ما دلت عليه النصوص. اما الجبرية والقدرية فانهم ضلوا فالجابرية قالوا ان كل ما يكون من العبد لا دخل له فيه. وليس له اختيار في ايجاده. بل هو كالريشة في مهب الريش ليس له ادنى تصرف فيما يصدر عنه. وهؤلاء سموا الجبرية لانهم يعتقدون ان الخلق مجبورون على ويقابلهم القدرية الذين يقولون ان الله تعالى لم يخلق افعال العباد بل العباد خلقوا على انفسهم فاثبتوا مع الله خالقين. ثم قالوا ان الله تعالى لم يعلم ما يكون من الخلق فنفوا العلم والكتابة والخلق والمشيئة فلم يؤمنوا بالقدر وهذا في غلاتهم. واما الاخف غلوا فهم الذين اثبتوا علم الله وكتابته لكنهم نفوا خلق الله ومشيئته بما يكون من افعال العباد فقالوا لا يكون في افعال العباد لا يكون من افعال العباد ما هو خلق لله وما هو بمشيئة بل العباد يفعلون ما يفعلونه دون مشيئة الله وارادته وهذا زعموا انه تنزيه لله عن الظلم وهم قد ظلموا انفسهم بعدم العلم بكمال ما دلت عليه النصوص من اثبات خلق الله لكل شيء. وان ذلك لا ينافي ما هو معلوم عقل والحس ان الانسان يفعل ما يشاء اختيارا. انتم الان في هذه الحلقة اجئتم مختارين وجلستم بارادتكم ام ان ثمة شيئا اجبركم على المجيء بالتأكيد ان الجميع جاء باختياره وبارادته وهذا ما منحه الله تعالى الخلق لكن هذا لا ينفي ان الله علم ذلك وكتبه في الازل وانه جل في علاه خلقه وشاء وهنا السر الخفي في ارتباط مشيئة الانسان بمشيئة الله انه مهما شاء للانسان فان الله منحه الاختيار لكن هذه المشيئة لا تخرج عن مشيئة الله عز وجل. فاذا ضاق عقل الانسان عن ادراك هذا الارتباط بين مشيئة البشر ومشيئة الله فليؤمن بانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما من شيء الا هو خلق الله وارادته وان الله تعالى لا يظلم الناس شيئا. ولكن الناس انفسهم يظلمون. املأ قلبك يقينا بهذه العقائد تسلم من تلك الانحرافات التي تورط فيها الجبرية والقدرية واعلم ان هؤلاء يقدمون عقائدهم المنحرفة في بعض الاحيان بزخرف من القول قد يعمى عنه الانسان فيظن ان هذا تنزيه لله عز وجل وهو في الحقيقة قدح في الله وعدم ايمان بما دلت عليه النصوص. جاء رجل عند خليفة من الخلفاء وعنده عالم من العلماء فقال وهو منحرف الاعتقاد قال سبحان من تنزه عن الفحشاء كلمة جميلة سبحان من تنزه عن الفحشاء سبحان من تنزه عن الفحشاء فتفطن له العالم وعلم انه اراد بهذه الكلمة ان ينفي عن الله خلق ما يكون من افعال العباد التي تخالف امره من الفساد والشر وان هذا ليس خلقا لله. فماذا اجاب فبماذا اجابه العالم؟ رد عليه مباشرة كلمة تمتلئ ايمانا ويقينا بما دلت عليه الادلة في الكتاب والسنة وتجمع ذلك فقال سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء سبحان من لا يكون في ملكه الا من يشاء الا ما يشاء. وهذا اكمل تنزيها. واعظم تمجيدا وثناء على الله عز وجل من ذلك الذي قال تلك المقالة فقال سبحان من تنزه عن الفحشاء. فمقتضى ذلك ان يكون في ملك الله ما لا يشاء ان يكون في ملك الله ما لا يريد. وهذا نقص في حق الله جل وعلا ارأيت لو انه فعل احد في ملكك ما لا تشتهي. ايدل ذلك؟ الا يدل ذلك على ضعفك؟ وعدم قدرتك؟ الجواب نعم بلى هذا يدل دلالة واضحة على عدم القدرة. فلهذا قال قال العالم في جواب هذا الانحراف قال سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء. واعلم بارك الله فيك ان ما يردده بعض الناس من السؤال هل الانسان مسير او مخير لا هل الانسان مسير ام مخير؟ ليس ثم ليس الجواب ان يقال انه مسير ولا ان يقال انه مخير. منحك الله اختيارا في امور كثيرة وقضى جل في علاه عليك امورا ليس لك بها اختيار انت لم تختر لونك ولم تختر لغتك في الاصل عندما خلقت من بلد يتكلم باللغة العربية لم تختر اشياء كثيرة مما يجري في خلقك خلقها الله خلقك الله بها طولا وعرضا ووزنا وما الى ذلك. لم تختر ذلك الله تعالى خلقك على هذه الصورة وعلى هذا الشعب او على هذه الحال لكن هذا لا يعني انه ليس لك اختيار بل الا منحك اختيارا في امور كثيرة فانت تذهب اذا شئت وتأتي متى شئت تقوم متى شئت تفعل متى شئت تفعل ما تشاء في امور كثيرة فليس ثمة جواب يكون في احد الاختيارين فقط بل الانسان له اختيار في امور وليس له اختيار في امور ولهذا اقوم جواب لهذا السؤال ان يقال ان الانسان ميسر ميسر بل ما يكون مما قضاه الله مما لا اختيار للانسان فيه. ومما للانسان فيه اختيار. كما قال الله تعالى فاما من اعطى اتقى وصدق بالحسنى ايش فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى قال فسنيسره للعسرى. فالانسان ميسر ليس مسيرا وليس مخيرا مطلقا اختيارا يخرجه عن ارادة الله عز وجل بل هو ميسر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له فالجواب عن هذا السؤال الذي يتكرر كثيرا على السنة بعض الناس هل الانسان مسير او مخير؟ ان الانسان ميسر كما دل عليه القرآن والسنة فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره العسرى. وقد قال صلوات الله وسلامه عليه لما سئل فيما العمل يا رسول الله؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اهل السنة والجماعة فتح الله عليهم. فكانوا وسطا بين هاتين الضلالتين الجبرية الذين الذين يلغون اختيار الانسان ويجعلونه كالريشة بمهب الريح. وهؤلاء يترتب على اعتقادهم ان الجنة ودخول النار ليس للعمل العمل لا اثر له. انما هو محض مشيئة الله التي لا تتعلق بها حكمة ولا رحمة ولهذا يقولون لو ان الله عز وجل جعل اكبر الطائعين واعظم العابدين في النار وجعل اكبر العاصين واعظم المعاندين في الجنة لما كان ظالما والله تعالى قد تنزه عن الظلم وهذا يجازي الحكمة كما يجافي النصوص التي دلت على كمال الرحمة وان الجنة هي دار العباد الصالحين وان النار هي دار المعتدين الظالمين المجرمين فليس من حكمة الله ولا من رحمته ان يجعل اولياءه في جهنم وان يجعل اعداءه في الجنة. والجبرية يعتقدون انه ما في مشكلة في هذا لانهم ينفون عن الله الحكمة وينفون عنه جل في علاه ما اقتضته رحمته من انه سبحانه وبحمده لا يظلم الناس شيئا هذا ما يتصل ما يترتب على العقائد المنحرفة ولذلك يا اخوان احيانا العقيدة المنحرفة لا يبدو عوارها ولا يظهر فسادها الا بمعرفة لازم تلك العقائد وما يترتب عليها ولهذا ينبغي للمؤمن ان يلزم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ان يعتصم بما اعتقده سلف الامة الصالح من الصحابة والتابعين وتابعهم باحسان فانهم اعلم الخلق بالله. وانصح الخلق للامة وهم افصح الامة بيانا واعظمها ايضاحا فوجب ان يكون ان تكون الاستقامة والهدى ما كانوا عليه صلوات الله وسلامه عليه. يقابلهم الذين يخرجون عن افعال الله عز وجل ما آآ ما يكون من آآ افعال الخلق حيث انهم يعتقدون ان افعال الخلق خارج خارجة عن ارادة الله عز قلت له سيأتي مزيد بيان وايظاح في مسائل القدر في حديث المؤلف رحمه الله عن هذا الاصل الايمان بالقدر نسأل الله ان يرزقنا الايمان الصادق واليقين الراسخ وان يكمل ظواهرنا وبواطننا بما كان عليه سيد الورى صلوات الله وسلامه وعليه وما جرى عليه اصحابه الكرام. ثالث باب من ابواب الانحراف في باب الاعتقاد والذي توسط في اهل السنة والجماعة بين الطوائف والفرق