عليها او المشي بينها بالنعال الا ان تدعو الى ذلك حاجة هذا ما تضمنه قوله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا الى القبور ولا تجلسوا عليها لكن المقصود ان للجن تسلطا على الابل وقربا منها يوجب النهي عنها حال الصلاة والبعد عن اماكن معاطلها وهذا نظيره قوله تعالى خلق الانسان من ايش من عجل هل هذا معناه ان الانسان تركيبه واصل خلقته من شيء اسمه عجل لا المقصود خلق الانسان من عجل اي ان طبيعته وصفته وخلقه العجلة وكذلك قوله خلقت من جن اي ان صفتها آآ ما تشبه الجن في الاضطراب وقد جاء الامر بالصلاة في معاطن في مبارك الغنم كما في حديث عبد الله بن مغفل انه قال صلى الله عليه وسلم صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في معاطل الابل وذكر العلة في هذا الحديث قال فانها خلقت من الجن خلقت من الجن ذكرت ما معنى خلقت من الجن؟ ليس ان اصل خلق الابل من الجن فالجن خلقوا من نار وعدم السكون والقلق الذي يتناسب مع مع الجن فلا يتناسب مع حال المصلي اما الموطن الاخير الذي ذكره حديث عبد الله بن عمر فهو النهي عن الصلاة فوق ظهر بيت الله والمقصود ببيت الله الكعبة المشرفة زادها الله حرمة وتشريفا وتعظيما هذا البيت العظيم الذي اصطفاه الله تعالى اذا اطلق البيت فلا يراد به الا الكعبة وقد اضافه الله تعالى اليه في كتابه فقال وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود اضاف الله البيت اليه وهي اضافة تشريف وتعظيم وما اظافه الله اليه اما ان يكون اظافة خلق واما ان يكون اضافة تشريف وتعظيم واصطفاء واختيار ومنه هذا ومنه هذا الاصطفاء لهذه لهذه البنية المباركة حيث اضافها الله تعالى اليه قال وطهر بيتي للطائفين. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول وفوق ظهر بيت الله وقد جاء الاظافة الى اليه على وجه آآ ظاهر بين في قوله جل وعلا فليعبدوا رب هذا البيت ربى هذا البيت اي صاحبه والذي شرع تعظيمه والذي امر باستقباله والتوجه اليه والذي اصطفاه فجعله اول موضع عبد الله تعالى به في الارض فاول موضع عبد الناس الله تعالى فيه في الارض هو هذه البقعة المباركة. جاء ذلك في قوله ان اول بيت وضع للناس لا الذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل اي مسجد وضع للناس اول؟ قال البيت الحرام مسجد الكعبة او قال الكعبة ثم قال له السائل ثم اي اي بعد هذا؟ قال بيت المقدس او المسجد الاقصى فهذا الموضع هو اول موضع عبد فيه الله عز وجل وقوله صلى الله عليه وسلم وفوق ظهر بيت الله اي من المواطن التي ينهى عن الصلاة فيها فوق ظهر بيت الله وعلة هذا ومرجعه الى الحديث وعلة هذا علة النهي عن الصلاة في بيت الله اي داخل فوقه قالوا انه لا يستقبل شيئا اذا صار فوق البيت ولكن هذا ليس بصحيح لان فظاء البيت كالبيت في الاستقبال فالذي يصلي في مكان مرتفع يستقبل فضاء البيت وان لم يستقبل شيئا منه فلا حرج في ذلك فهذه علة لا تقوم ولم يذكروا لذلك علة ظاهرة وانما من رأى النهي لا يملك الا ان يقول هكذا جاء عن النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اخذ بعض اهل العلم من هذا ان النهي عن الصلاة في داخل الكعبة لان لانه اذا نهي عن الصلاة على ظهر البيت فالصلاة في داخل الكعبة كذلك والصواب ان الصلاة في داخل الكعبة فرضا ونفلا جائزة فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه صلى لما دخل الكعبة صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلى نافلة ثم خرج فقال هذه قبلتكم فدل ذلك على انها قبلة لمن دخلها وقبلة لمن كان خارجا عنها وقد ذهب جماعة من اهل العلم الى عدم صحة الصلاة داخل الكعبة به قال الامام مالك وهو قول وهو احدى الروايتين عن احمد رحمه الله واختاره جماعة من المحققين واما القول بصحة الصلاة فريضة ونافلة الكلام على الفريظة اما النافلة عامة العلماء على صحة الصلاة صلاة النافلة لكن الفريضة اختلفوا في فذهب الامام مالك واحمد في احدى الروايتين الى انه لا تصح صلاة الفريضة داخل الكعبة لانه لم ينقل عن النبي انه صلى فريضة داخل الكعبة وذهب الامام ابو حنيفة والشافعي الى صحة صلاة الفريضة داخل الكعبة. وعلى كل حال ظاهر الادلة ان ما ثبت في النافلة يثبت في الفرض فتصح الصلاة الفريضة والنافلة داخل الكعبة آآ وهو قول الجمهور فهو مذهب ابي حنيفة ومذهب الشافعي واحدى الروايتين عن الامام احمد هذا ما يتصل بهذه المواطن بقي موطن نحتاج الى ان نقف اه معه بيانا وايظاحا وهو ما تظمنه حديث اه ابي مرثد الغنوي رضي الله تعالى عنه. وقد جاء ذكره في حديث ابي سعيد وفي حديث عبد الله بن عمر حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد الارض كلها مسجد الا المقبرة والحمام ثم في حديث عبد الله ابن عمر قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى في سبع مواطن وذكر منها المقبرة والحمام ايضا. وفي حديث ابي مرفد الغنوي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا اليها وهذا سبب سياقه والاتيان به هو تكميل ما دل عليه الحديث ان السابقان من ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في المقبرة في حديث ابي مرفد الغنمي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تصلوا الى القبور ولا تجلسوا عليها لا تصلوا الى القبور ولا تجلسوا عليها والحديث في صحيح الامام مسلم وقد رواه رحمه الله من طريق عبدالرحمن بن يزيد عن ابن عبيد الله عن عن ابي ادريس الخولاني عن واثلة بن الاسقع رضي الله تعالى عنه عن ابي مرثد الغنوي وابو مرثد صحابي وابوه صحابي وهم من قدماء الصحابة فقد شهدا بدرا واحدا رضي الله تعالى عنهما وشهد مرثد بقية المواطن اما ابوه فقد قتل رضي الله تعالى عنه في احد على كل حال آآ قوله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا الى القبور نهي عن استقبال القبر في الصلاة وقوله لا تصلوا يشمل النهي عن صلاة الفرض والنهي عن صلاة النفل لعموم قوله لا تصلوا وهذا يشمل النهي عن كل صلاة عن فعل الصلاة سواء كانت صلاة فرض او صلاة نفل وهذا ما جرى عليه قول عامة اهل العلم انه لا يصلح استقبال القبر للصلاة المفروظة ولا الصلاة المتنفل بها وكان هذا شائعا معروفا بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ان عمر رضي الله تعالى عنه رأى انا سنصلي وكان بين يديه قبر لم يشعر به اما في فضاء او في فسحة ومكان برح في صحراء فقال له عمر رضي الله تعالى عنه القبر القبر ينبهه الى ان بين يديه قبرا وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الى القبور فظن انس رضي الله تعالى عنه انه يقول القمر القمر وهذا يدل على انه كان اليه فلم يتنبه لكون القبر القبر بين يديه فرفع رأسه ينظر يعني ليش عمر رضي الله تعالى عنه يقول القمر القمر هو سمعها؟ القمر القمر فعاد عليه القبر ففهم مقصوده فتقدم حتى اجتاز القبر واتم صلاته فدل هذا على ان الشائع بين الصحابة والمعروف هو النهي عن الصلاة الى القبور كما نهى عنه صلى الله عليه وسلم في حديث ابي مرثد لا تصلوا الى القبور وقوله الى القبور المقصود جنس مدافن الموتى سواء كان قبرا او كان اكثر من قبر لان العلة قائمة فيما اذا كان المصلي استقبل قبرا او استقبل قبورا فان النهي عن استقبال القبور في الصلاة خشية تعظيمها وعبادتها من دون الله. وليعلم ايها الاخوة ان اول فتنة حرفت البشرية عن عبادة الله وحده الى عبادة غيره هي فتنة القبور الناس بقوا على التوحيد بعد ان انزل الله تعالى هبط الله تعالى ادم عليه السلام الى الارض هو وزوجه وبقى وبقيت ذريته على ما كان عليه من توحيد عشرة قرون كما قال ذلك عبد الله ابن عباس في صحيح الامام البخاري بقي الناس على التوحيد عشرة قرون لا يعبدون الا الله وحده لا شريك له حتى اجتال الشيطان الناس عن عبادة الله بما زين لهم من محبة الصالحين فغلوا في جماعة من الصالحين كانوا في قوم نوح وهم الذين سماهم الله تعالى في قوله لا تذرن الهتكم ولتذرن ودا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوقا ونسرا. هذه عبد الله ابن عباس يقول اسماء رجال صالحين بقوم نوح ماتوا فلما مات وجاء الشيطان الى من يحبهم وقالوا هؤلاء كانوا اهل طاعة واحسان وبر وعبادة لو نصبنا على قبورهم انصابا نذكر عبادتهم طاعتهم وما كانوا عليه من احسان فيكون هذا منشطا لنا على الطاعة بذكر الصالحين وما كانوا عليه من صالح العمل فلما طالب بالناس زمان فعلوا هذا ولم تعبد الاصنام في هذه الجيل وهذه الطبقة من الناس ثم لما هلك اولئك قال ونسي العلم اي ذهب حملته واهله فنسيان العلم وقبظه بذهاب حملته واهله عبدت من دون الله. جاء الشيطان اليهم وقال انما كان اهلكم او اباؤكم يعبدونهم من دون يعبدونهم ويتقربون بهم بعبادتهم الى الله فعبدوهم من دون الله فوقع الشرك فكانت اول فتنة وقعت في البشرية صرفت الناس عن عبادة الله وحده لا شريك له الى غيره كانت فتنة القبور ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم في اول بعثته عن زيارة القبور لماذا؟ لان القبور كانت محلا لعبادة غير الله. فيأتي الناس الى المقبورين ويعبدونهم من دون الله كيف يعبدونهم؟ يتقربون اليهم بالذبح وبالنذور وبالقربات والطاعات عند قبورهم. واعظم من هذا ومثله انهم يدعونهم من دون الله في قضاء الحاجات وكشف الكربات واغاثة اللهفات وبلوغ المأمولات وحصول المطلوبات يسألونهم ذلك دون الله عز وجل ولو فكر الانسان ادنى تفكير لعلم ان هؤلاء ضعفاء قد انقطع عملهم وهم بحاجة الى من يحسن اليهم بالدعاء لهم. لا ان يتوجه اليهم بالعبادة من دون الله. لو كانوا يملكون جلب نفع او دفع ضر لم منعوه من انفسهم ولما ماتوا وهلكوا لكنهم عباد مربوبون مقهورون لا يملكون حولا ولا قوة فلذلك البصير يعرف ان التوجه الى القبور مما نهته عنه الشريعة بالتعظيم وبالصلاة وما اشبه ذلك مما نهت عنه الشريعة صيانة صيانة وحفظ لحق الله في عبادته وحده لا شريك له ولهذا النهي علة النهي عن الصلاة الى القبر ليس كما يذكر بعض الفقهاء احتمال اختلاط الارض بنجاسة بالنجاسة التي يمكن ان تكون بسبب تحلل الابدان وما الى ذلك وهذا ليس بصحيح المسلم لا ينجس وليس في هذا هذا التحلل نجاسة وما ذكر لا دليل عليه وانما النهي حقيقته ان انها تعبد من دون الله ان ان الصلاة اليها والصلاة عندها وسيلة لعبادتها من دون الله فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها. والحديث تضمن نهيا عن امرين الامر الاول لا تصلوا الى القبور. سواء كانت هذه القبور في المقابر او كانت هذه القبور في الصحراء او كانت هذه القبور في المساجد البدعية التي بنيت على القبور كل هذا مما يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا الى القبور فلا يجوز لمؤمن ان يصلي الى القبر و لا خلاف بين العلماء في ان هذا مما نهت عنه الشريعة اختلفوا في مرتبة النهي فمنهم من قال ان النهي للكراهة ومنهم من قال ان النهي للتحريم ولكنه متفقون على ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة الى القبور نهى عن الصلاة في المقبرة لكنهم اختلفوا في مرتبة ذلك والذي يظهر والله تعالى اعلم ان النهي في الاصل يدل على الفساد ولهذا اذا صلى الانسان عالما الى قبر او صلى في مقبرة لا فرضا او نفلا فانه قد اتى محرما منهيا العن وذلك يوجب فساد صلاته والى هذا ذهب الامام احمد رحمه الله في احد قوليه وهو الظاهر من النصوص في نهي النبي صلى الله عليه وسلم وتغليظه في حق اتخاذ القبور مساجد ومما يدل على ان القبور ليست محلا للصلاة. قوله صلى الله عليه وسلم اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم. ثم قال ولا تجعلوا ايش قبورا. ليش؟ لا تجعله قبورا. اي لا تتركوا الصلاة في بيوتكم. فتكون كالمقابر التي لا يصلى فيها فالمقابر ليست محلا للصلاة وهذي قظية خفيت على بعظ الناس وتجد بعظ الناس يصلي عند القبور بل بعظهم يبني المساجد على القبور وهذا من اعظم الانتهاك لحقوق الله عز وجل والجناية على المقبورين لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اوجب اللعنة لاولئك الذين بنوا على قبور انبياء المساجد فكيف بمن يبني القبور على غير الانبياء الذين لهم من المنزلة والمكانة مالهم فاذا كان بناء المساجد على القبور ولو كانت قبور انبياء يوجب اللعن وهو من كبائر ذنوب وعظائم الاثم فكيف ببناء المساجد على غيرهم من الناس؟ لا شك انه موجب للعنة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم اي سيروا وجعلوا قبور انبيائهم مساجد اي محل الى الصلاة وهذا له صورتان الصورة الاولى ببناء المساجد على القبور على قبور الانبياء والصورة الثانية بالصلاة الى قبور الانبياء وعندها وفي فنائها فان هذا ولو لم يبنى مسجد من اتخاذها آآ مساجد من اتخاذ القبور مساجد واستثنى العلماء رحمهم الله فيما يتعلق بالصلاة في المقبرة الصلاة على الميت سواء كان مقبورا وهذا محل اتفاق لا خلاف بينهم فيه او كان لم يقبر لان الصلاة على الميت ليست صلاة ذات ركوع وسجود ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه صلى على قبر منبوذ كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عباس وصلى ايضا على المرأة او الرجل الذي كان يقوم المسجد ومات ليلا ولم يشعر به فصلى عليه فاخبر به ثم ذهب اليه فصلى عليه صلى الله عليه وسلم وهو في قبره وجاء عن نافع باسناد جيد قال ما صلينا على عائشة وام سلمة الا في البقيع والمقصود الصلاة على الجنازة وفيما يظهر انهم صلوا عليه انهم صلوا عليهما على عائشة ام المؤمنين وام سلمة رضي الله تعالى عنهم في المقبرة بين القبور صلاة الميت والذي صلى بهم ابو هريرة يقول نافع وقد حضره عبدالله بن عمر فدل هذا على ان الصلاة على الجنازة سواء كانت صلاة على المقبور او صلاة على الميت قبل ان يدفن لمن لم يدرك الصلاة عليه في موضع الصلاة فانه لا حرج في ذلك ولا يدخل فيما نهي يا علي لانه لان اصله ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيكون مستثنى من قوله صلى الله من نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المقابر في حديث المساجد الأرض كلها مسجد الا المقبرة والحمام وحديث ابن عمر وايضا في حديث ابي مرثد الغنوي رضي الله تعالى عنه هذه جملة المواطن التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاحاديث وقد الحق بها جماعات من اهل العلم مواطن اخرى قالوا انه ينهى عن الصلاة فيها لانها موافقة لذلك في المعنى فمما ينهى عنه عن الصلاة فيه المواطن التي تحضرها الشياطين وذكروا لذلك اصلا وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن صلاة الفجر هو واصحابه في واد من الاودية او في مكان من الاماكن لما استيقظ امر النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة ان يأخذ كل اهل احد رأس راحلته وقال فان هذا منزل حضرنا فيه الشيطان فجعل حضور الشيطان هذا المنزل الذي فات بسببه عليهم صلاة الفجر موجب لتحويل الصلاة عن هذا المكان الى مكان اخر. وعليه فان الانسان اذا نام في مكان عن الصلاة ولو كان معذورا في نومه فانه يستحب له الا يصلي فيه بل يصلي في موضع اخر لانه موضع حضره فيه الشيطان كما قال صلى الله عليه وسلم لاصحابه حيث ناموا حتى طلعت الشمس في احدى سفراته صلى الله عليه وسلم وقد بلغ بهم الجهاد ما بلغ قال ليأخذ كل واحد وكل رجل برأس راحلته فان هذا منزل حضرنا فيه الشيطان ومنه اخذ جماعة من اهل العلم النهي عن الصلاة في الكنائس وفي البيع وفي المعابد التي يعبد فيها غير الله قالوا ان هذه المواطن لا يصلى فيها لانها مواطن سخط ومواطن عبادة غير الله فلا يشرع الصلاة فيها والى هذا ذهب الامام مالك رحمه الله الى انه يكره الصلاة في الكنائس ونحوها على وجه العموم سواء كانت فيها تصاوير وتماثيل او لم يكن فيها تصاوير ولا تماثيل وسواء كانت فيها من يدعو غير الله ويعبد غيره او كانت خالية الذي اجمع عليه العلماء ان من صلى في كنيسة او بيعة في مكان طاهر فصلاته جائزة لكنهم اختلفوا في الكراهية فمن اهل العلم من قال انه تكره الصلاة مطلقا كذب ما ذهب اليه الامام مالك وقال اخرون بل تكره اذا كان فيها تصاوير وتماثيل فقد جاء عن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال ان ان قال لي احد النصارى لما دعاه وقد جاء الى الشام رحمه الله ورضي عنه بفتح بيت المقدس دعاه الى وليمة فقال انا لا ندخل كنائسكم من اجل التماثيل التي فيها الصور وكان ابن عباس يصلي في البيعة وهي اماكن عبادة اليهود الا بيعة فيها تماثيل وجاء عن آآ عمر ايضا في ذلك وعن عبد الله بن وعن سفيان وعن جماعات من آآ الائمة بالنهي عن الصلاة عن في الكنائس او الاماكن التي فيها تماثيل وفيها تصاوير. من المواطن التي ايضا ذكر العلماء النهي عن الصلاة فيها مواطن العذاب التي نزل فيها عذاب وسخط وذلك ان الاصل في مواطن العذاب ان تجتنب وتترك اراضي العذاب كارض الخسف والعقوبة لا يقام فيها الا على وجه من الخشوع والبكاء ما يصدق به قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما جاء في الصحيح انه قال صلى الله عليه وسلم لما مر بديار صالح في ذهابه صلى الله عليه وسلم الى تبوك قال لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الا ان تكونوا باكين اي الا ان تكونوا في حال من الخشوع والخوف والوجل ان يصل بكم الى الغاية وهو البكاء فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما اصابهم. هذه جملة من المواطن التي نهي عن الصلاة فيها ثمة ثلاث مواطن نستكمل الحديث عنها باختصار ومن المواطن التي ذكر العلماء كراهية الصلاة فيها الصلاة الى الى من يتحدث والصلاة الى النائم. اما الصلاة الى النائم لا وجه للكراهة فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة رضي الله تعالى عنها بين يديه. فكان صلى الله عليه وسلم اذا سجد همزها فكفت رجليها وذلك لضيق المكان الذي بموضع صلاته صلى الله عليه وسلم في بيته دل هذا على جواز صلاة الانسان الى المستلقي بين يديه سواء كان نائما او مستلقيا. وانه لا كراهة فيه لا سيما مع الحاجة اما اذا كان لا حاجة فينبغي ان لا يشغل نفسه بالصلاة الى من يكون بين يديه فان ذلك قد يشغله شتتوا ذهنه ومثله الصلاة الى المتحدث فان صلاتك الى من يتحدث او يتحرك او يعمل او يتكلم تشغلك وبالتالي ينبغي ان لا تستقبله استحضارا للخشوع فان من فقه الرجل في صلاته ان يبعد عن كل ما يشتت ذهنه ويشغل قلبه. ولهذا قال ابو ذر رضي الله تعالى عنه من فقه الرجل انه اذا اراد ان يصلي ان يفرغ من شغله قبل من شغله قبل صلاته ليكون فارغ القلب من التفكير بعمل طبعا هذا قد لا يتأتى للانسان فالانسان لا يخلو من شغل يعمل به وقد يقبل على صلاته فارغا من شغل لكن يتسلط عليه الشيطان بالافكار لكن هذا من الاسباب وبذل السبب قد يوصل الى النتيجة لمن صدق من المواطن التي نهي عن الصلاة فيها آآ مساجد الضرار وهي المساجد التي بنيت للمضارة لكن هذا فيما يتعلق بواقع الناس اليوم يصعب تحديده لكن آآ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم جرى هذا وقد انزل الله تعالى فيه قوله جل وعلا لا تقوم فيه ابدا لمسجد اسس التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين. فهذه الاية نهى الله تعالى فيها رسوله عن القيام في المسجد الذي بني للمضارة كما قال تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريق بين المؤمنين وارسادا لمن حارب الله ورسوله فهذا المسجد اتخذ لاجل هذا فلذلك سمي ضرارا وقد قال جماعة من اهل العلم ان الصلاة فيه محرمة لان الله نهى رسوله صلى الله سلم عن الصلاة فيه لكن من حيث الواقع العملي لا يمكن التحديد بان ذلك المسجد مسجد ضرار بمجرد الظن والتهمة لان هذا يفضي الى المنازعات والخلاف والفرقة بين اهل الاسلام فالاصل في المساجد انها بيوت الله واذا جرى في مسجد من المساجد ما يكون فيه مضارة او فساد او شر فعند كذلك يراجع المسؤولون الحكم في ذلك هو الفصل من المواطن التي ذكر النهي عن الصلاة فيها بطول الاودية فقد آآ نهى جماعة من العلماء عن الصلاة في بطن الوادي لان بطن الوادي مظنة اجتماع الهوام ولانه مظنة جريان السيل في اه وقته الذي يجري فيه عادة فيكون سببا الظرر والاذى ولكن لم يثبت بذلك حديث انما هي من المواطن التي ذكر فيها النهي الحاقا لها ما جاء به النص. حديث ابي مرفد رضي الله تعالى عنه قال ولا تجلسوا عليها. نهى عن الصلاة عن القبور والجلوس عليها. والمقصود بالجلوس عليها اما الاتكاء والاقامة الوطي والاهانة وهذه صورة والصورة الثانية الجلوس عليها اي العكوف عندها وملازمتها هكذا قال بعض اهل العلم والذي يظهر والله العالم ان كلا الامرين يشمله النهي فالجلوس الذي هو عكوف على القبور ولزوم لها مما ينافي المقصود من المجيء الى القبور بالزيارة والاعتبار وقد يفضي لصاحبها الى ما ينهى عنه من تعظيمها آآ الوقوع في المحاذير المتعلقة بالتوحيد واما الجلوس عليها امتهانا فهذا ايضا فيه تعدي على حرمة الموتى القبور في الحرمة بحرمة اصحابها كالبيوت في مساكن الاحياء. قبور الاموات بالحرمة كمساكن الاحياء في الحرمة فكما انك لا تؤذي حيا اهانة بيته باي صورة من الاهانة فكذلك القبور هي مساكن الموتى ولها فلا يجلس عليها ولا يؤذى اصحابه وقد جاء ما يدل على ان المقصود بالجلوس هنا هو الاقامة الوعيد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لان يجلس احدكم على جمرة فتخرق ثيابه حتى تحرق جسده او بدنه خير له من ان يجلس على قبر بدل هذا على ان المقصود بالنهي هنا هو الجلوس الذي يتضمن الامتهان ويتضمن عدم حفظ حرمة الميت ويشمل هذا ايضا الوطي ولهذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يمشي بين القبور بنعله قال يا صاحب السبتيتين اخلع نعليك وكان قد لبس نعالا وذلك اكراما للموتى وصيانة لهم. فيكره الجلوس على القبور كما يكره الوطي والمشي