قال حدثني محمد ابن ابي بكر قال حدثنا قصي بن سليمان قال حدثنا موسى ابن حبة قال عن ابن عباس قال الرجل في البيت من كان حلالا. فاذا ركبت العربة وما ذكره الحافظ البخاري الامام البخاري رحمه الله نقف عليه ونستقبل ان شاء الله في الدرس القادم من تيسر له نتيجة من الابل او البقر او الغنم ما تيسر له من ذلك. اي ذلك الشاء غير وذلك قبل يوم عرفة. وان كان امر يوم من الايام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح عليه. ثم اليوم من حتى يقف بعرفة من صلاة الى ان يكون الظلام. ثم ليدفعوا من عرفات اذا منها حتى يلغوا جمعا يأتون به ثم ليذكر الله كثيرا واكثروا التكبير والتهليل قبل ان تصبحوا ثم اخيكم فان الناس كانوا فيكم. رأى الله تعالى ثم افيكم حيث الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. حتى ترموا الجمرة هذا البيان من عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه يوافق ما جاء عن ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها في تفسير قوله تعالى ثم افيضوا من حيث افاض الناس. وان المراد بالافاضة هي الانصراف من الى عرفة ثم الانصراف مع بقية الناس ومجموع الناس من عرفة الى مزدلفة وهو الغاء تختص به قريش ومن معها من ترك الذهاب الى عرفة يزعمون انهم لا يعظمون شيئا في غير الحرم. يقول ابن رضي الله تعالى عنه في وصف اعمال الحاج قال يطوف الرجل بالبيت الرجل يعني الانسان رجل او امرأة يطوف الرجل بالبيت وهذا من مقاصد قصد الحرم ان يطوف بالبيت والمقصود يطوف بالبيت ما كان حلالا اي بعد فراغه من عمرته فانه اذا جاء طاف للعمرة ثم بعد ذلك سعى هذا فيما اذا كان متمتعا ثم تحلل وهو ما وصف ابن عباس رضي الله تعالى عنه ما وصف فيه الاعمال. قال يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا حتى يهل بالحج اي حتى يلبي بالحج في اليوم الثامن من ذي الحجة فاذا ركب الى عرفات وهنا الشاهد انه يركب الى عرفات يتجه الى عرفات اليوم التاسع فمن تيسر له هدي من الابل او البقر او الغنم الغنم ما تيسر له من ذلك اي مات تيسر له من هذه الانعام ما تيسر له من ذلك اي اي ذلك شاء غير انه ان لم يتيسر له فعليه ثلاثة ايام يا بنت الحاج وهذا بيان ان المتمتع اذا لم يتيسر له قربان بشاة او بسبع بقرة او سبع آآ سبع بعير فانه يصير الى البدن وهو الصيام لقول الله تعالى ممن تمتع بالعمرة الى الحج فمن استيسر من الهدي فمن لم يجد يجد هديا فصيام ثلاث ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم. وهذا الكلام ابن عباس رضي الله تعالى عنه بيان متى يصوم الايام الثلاثة. قال فعليه ثلاثة ايام في الحج. وذلك قبل يوم عرفة. ومن لم يجد الهدي فانه يبدأ الصيام من بالعمرة من لم يجد الهدي يبدأ صيامه الايام الثلاثة التي قال الله تعالى فصيام ثلاثة ايام في الحج يبدأها من متى؟ من احرامه بالعمرة سواء احرم في شوال في ذي القعدة في اول ذي الحجة فانه يبدأ وقت الثلاثة ايام التي ذكر الله عز وجل في قوله فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم اي رجعتم الى الحج سواء في مكة او في بلده اذا رجع الى بلده. يقول رضي الله تعالى عنه فان كان اخر يوم من الايام الثلاث هذا يوم عرفة فلا جناح عليه. يعني له ان يصوم الثلاثة ايام حتى لو كان اخرها يوم عرفة وذلك انه اذا صام فانه صام مشتغلا بواجب وهو ما ذكره الله تعالى في قوله ثلاثة ايام ولو كان ذلك في يوم عرفة فلا جناح عليه اي لا اثم عليه ولا يؤاخذ بذلك ثم لينطلق وهنا الشاهد حتى يقف بعرفات من صلاة العصر الى ان يكون الظلام هذا بيان مبدأ الوقت مبدأ الوقوف المشروع ومنتهى مبدأ مبدأه من بعد صلاة العصر والمقصود بالعصر هنا العصر المجموعة مع الظهر لان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء نمرة نزل حتى زالت الشمس ثم ركب صلى الله عليه وسلم راحلته حتى اتى موقف الناس فخطبهم ثم اذن واقام فصلى الظهر ثم اقام فصلى العصر ثم دخل الموقف صلى الله عليه وعلى اله وسلم دخل الى ومكث فيها الى الظلام. لان النبي صلى الله عليه وسلم وقف في عرفة حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا ثم ارتحل صلى الله وسلم وافاض من حيث امره الله تعالى في قوله ثم افيضوا من حيث افاض الناس يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه ثم ليدفعوا من عرفات اذا منها حتى يبلغوا جمعا وسبب تسمية المزدلفة جمعا ان العرب في الزمن السابق كانوا ينقسمون الى قسمين. قريش ومن دان دينها يبقون وين؟ يبقون في المزدلفة. لا يأخذون عرفة وبقية العرب يذهبون الى عرفة. فاذا رجع الناس بعد يوم عرفة الى مزدلفة صارت مزدلفة تجمعهم ولذلك سميت جمعا لانها جمعت الناس كلهم. قريش وغيرهم وغيرهم من الناس ولذلك هي مسماة بثلاثة اسماء كل اسم منها او كل اسم من اسمائها له معنى فسميت بالمشعر حرام لانها مقابل عرفة التي هي المشعر ايش؟ الحلال. وسميت المزدلفة لان اول منزل يقترب به من الحرم. وسمي جمعا لان الناس يجتمعون فيها. وذلك في الزمن في السابق عندما كانت قريش لا تخرج الى عرفات بل تقف في المزدلفة في يوم عرفة. قال رضي قال رضي الله تعالى عنه حتى يقول ثم ليدفعوا من عرفة اذا افاضوا منها حتى يبلغوا جمعا. التي يتبرر فيها يتبرر فيها ان يتقرب الى الله تعالى فيها بانواع من البر واول ذلك الصلاة فانه فانه لما وصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع في الصلاة ثم ليذكروا الله كثيرا ان يشتغلوا بذكره كثيرا واكثروا واكثروا التكبير قبل ان تصبحوا والمقصود قبل ان تصبحوا قبل ان ينتشر النور. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء الى مزدلفة فكان اول ما عمله ان توظأ وامر المؤذن فاذن فصلى المغرب قبل ان ينيخ الناس دوابهم ولا ان انزلوا رواحلهم ثم انزل الناس متاعهم فاقام العشاء صلوات الله وسلامه عليه ثم اضطجع بعد العشاء اضطجع الى ما صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اليوم الطويل واستعدادا ليوم قادم حافل النسك وهو يوم النحر. فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صلى الفجر بغلس يعني في اول وقته حتى ان بعض الصحابة ظن انه صلاها قبل وقتها. ولكن الصحيح انه لم يصلها قبل وقتها لان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وانما صلاها في اول الوقت ليتمكن صلى الله عليه وسلم من من ذكر الله بعد ذلك حتى وهذا ما فعله صلى الله عليه وسلم فانه بعد ان فرغ من الصلاة ذهب الى المشعر الحرام وكل جمع مشعر حرام كل مزدلفة مشعر الحرام لكن هذا الاسم يطلق على الجبل الذي عليه المسجد الان فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم واستقبل القبلة ودعا حتى الله عز وجل حتى اسفر جده وهذا معنى قول عبد الله بن عباس واكثروا التكبير والتهليل يعني في هذا الوقوف قبل ان تصبحوا قبل ان يطلع الصباح بشروق الشمس. ثم افيضوا فان الناس كانوا يفيضون. كما امر الله تعالى وقال الله تعالى ثم افيضوا من حيث افاضوا الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. حتى ترموا الجمرة وهي اول اعمال منى فان اول اعمال منى رامي جمرة العقبة. هذا الحديث او هذا الاثر هو موافق لما تقدم في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في سبب نزول الاية. نعم. بعد ذلك يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. قال حدثنا ابو معنى. قال احدنا عبد الرازق عن عبد العزيز عن قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة. وقنا عذاب النار بعد ان ذكر الله عز وجل ما ذكر من من الاعمال حيث قال جل وعلا فاذا قضيتم مناسككم اذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا. اي اذا فرغتم من اعمال النسك التي لكم في حجكم فاشتغلوا بذكر الله عز وجل كما كان الناس يذكرون اباءهم في هذه المجامع يفتخرون بهم وذلك لكثرة ما كانت العرب تردده من امجاد ابائها واسلافها. فقال الله تعالى نافيا ذلك الذي كان عليه الجاهليون من الفخر بالاحساب والطعن بالانساب وذكر الاباء وامجادهم قال الله عز وجل فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله. وهذا تأكيد لاهمية ذكر الله في هذه العبادة. وفي كل العبادات كذكركم اباءكم اي كما تذكرون اباءكم او اشد ذكرا. ثم ذكر الله تعالى بعد هذا انقسام احوال العابدين المشتغلين بالعبادة في مسائلهم ومطالبهم الى قسمين. فمن الناس وهذا القسم الاول يقول في القسم الاول فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا. ربنا اعطنا في الدنيا. يسأل الله عز وجل العطاء في الدنيا ربنا اتنا في الدنيا طيب والاخرة وماله في الاخرة من خلاق ليس له هم ولا نصيب ولا حظ ولا عناية بالاخرة فكل همومه ومطالبه ورغباته هي فيما يتعلق باصلاح دنياه. اما الاخرة فهو غائب فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وانظر في سؤاله قال اتنا في الدنيا ولن يقيد بل اتنا في الدنيا حسن او غير حسن اعطنا من متاعها سواء تحسن به حالنا او تقبح به حالنا اعطنا في الدنيا ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق ليس له في الاخرة نصيب ولا حظ هؤلاء هم القسمة الاول من الذين يدعون ويشتغلون بادعاء في ذلك النسك وفي كل العبادات على هذا النحو ومن وهذا هو القسم الثاني من يقول اي ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة طلب الله عز وجل في حسنة ثم ولم يطلب الدنيا مطلقا انما قيدوها بوصف خلاف فالاوائل قالوا ربنا اتنا في الدنيا بس ما في اكثر من ان تعطينا في الدنيا بدون اي قيد اعطنا في الدنيا مطلقا لكن هؤلاء قيدوا الطلب فقالوا ربنا ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة سنة اي ما تحسن به حالنا في الدنيا. في كل شأن من شؤون الدنيا. وفي كل امر من امور الدنيا اعطنا ما يكون بنا حسنا وما يكون لنا حسنا وما لا يكون لنا حسنا في دنيانا عنا يا ربنا فهذا قيد في الدعاء ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة واعطنا ما تحسن به حالنا في الاخرة. واعظم حسنة في الدنيا الايمان. العلم النافع والعمل الصالح ولذلك فسر جماعة من اهل العلم الحسنة بهذا فقال الحسن في تفسير معنى ربنا اتنا في الدنيا حسنة قال الحسن البصري رحمه الله هي العلم والعبادة في الدنيا ان يعطيك الله تعالى علما عملا فانه اذا وفقك للعلم النافع والعمل الصالح فانه ستحسن دنياك وتطيب اخراك ولهذا فسر رحمه الله الحسنة بهذا المعنى. واما حسنة الاخرة فهي فرح عن حسنة الدنيا. واعلى ما فيكون فيما يتعلق بحسنة الاخرة الجنة للذين احسنوا الحسنى وزيادة. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا من اهلها يا الله بفضلك ومنك. نسأله الجنة من فظله وعظيم احسانه. فقوله وفي الاخرة حسنة يشمل كل ما تحسن به حالك. لنقف عند الدنيا والاخرة. الدنيا هي الدار التي يعيش فيها الناس وذكرت في معنى الحسنة هنا ما ذكره الحسن البصري رحمه الله من انها العلم النافع والعمل الصالح. لكن قبل هذا قلت في تفسير اخر وهو اوسع واشمل ان سؤال الله عز وجل حسنة الدنيا يشمل كل ما تحسن حالك في في علمك وفي عملك وفي بدنك وصحتك وفي غناك اكتفاءك وفي زوجتك وفي ولدك وفي اصحابك وفي اقاربك وفي كل شأن من شؤون الدنيا تسأل الله ان يرزقك منه حسنا تتنعم به. هذا التفسير هو التفسير الواسع العام. اذا تأملنا ما ذكره العلماء في تفسير حسنة الدنيا وجدنا تفسير بالمثال تفسير لبعض الصور الحسن في فالحسن البصري قال في تفسير الحسنة التي في الدنيا بانها ايش؟ ايش؟ ايش قال الحسن البصري؟ العلم والعمل الصالح. وقال ابن الزبير يعملون في في دنياهم لدنياهم واخرتهم. هذا هو هو يعملون في دنياهم لما تصلح به الدنيا والاخرة. وقال قتادة في تعريف الحسنة ربنا اتنا في الدنيا حسنة اي العافية في الدنيا العافية وفي الاخرة العافية. وقال محمد بن كعب القرظي حسنة الدنيا الزوجة الصالحة من الحسنات. قال الزوجة الصالحة من الحسنات وكل هذا لا يخرج عما تقدم من من ان الحسنة تشمل ذلك كله. سفيان الثوري قال الحسنة في الدنيا الرزق الطيب والعلم. وفي الاخرة الجنة. والصواب بحسنة الدنيا انها تشمل كل ما تتمناه مما تطيب به حالك. فيخرج كل ما تسأله الله مما يكون نقصا في حالك او ابعادا لك عن طاعة ربك. من الناس من اذا فتح الله عليه في الدنيا فسدت حاله ضعف ايمانه ومن الناس من اذا انعم الله عليه بالصحة تجبر وطغى ومن الناس ومن الناس ومن الناس فعندما تقول اتنا في الدنيا حسنة انت تفوظ العطاء للكريم جل في علاه. ان يعطيك ما تحسن به حالك ما تصلح به دنياك واخرتك. وهذا كمال التفويظ لله عز وجل في السؤال. لانك ما تحدد انما تفوض الامر لمن بيده الامر جل في علاه. الذي يعلم السر واخفى. الذي يعلم جل في علاه ما كان وما يكون. وما لو لم يكن كيف كان يقول فسبحانه وبحمده هو بكل شيء عليم. وهذا ترجمة لقوله جل وعلا وتفسير لقوله وافوت امري الى الله ان الله بصير بالعباد. هو بصير بما يصلحك. الله اعلم بما يصلحك بنفسك فقد تظن ان صلاحك في المال ويكون هلكك فيه. وقد تظن ان صلاحك في الغنى او في الصحة ويكون هلاكك فيه. فلذلك اكثر من ان تقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اذا هذا ما يتعلق بحسنة الدنيا. لو ما نخرج اليوم الا بفهم هذا المعنى مكسب ما معنى ربنا اتنا في الدنيا حسنة؟ اي يا الله اعطني كل ما تحسن به حالي في دنياي في صحة في غناي في اولادي في وظيفتي في اهلي في بلدي في كل شعب. وهذا الدعاء يتكرر معنا كثيرا ونسمعه كثيرا فالجدير بنا ان نفهم ما هي حسنة الدنيا؟ حسنة الدنيا هي التي تطيب بها نفسك. ومن كمال وثقتك بالله ان تفوظ اليه الاختيار جل في علاه. ولا تتمنى عليه ما ما قد يكون سببا لهلاك طيب حسنة الاخرة وش معناها؟ وفي الاخرة حسنة الاخرة ما هي اولا؟ عرفنا الدنيا وهي التي نعيش فيها نسأل الله ان يقضيها على خير وان يعمرها بطاعته وان يجعلها مزرعة للاخرة بما يرضى عنا به سبحانه وبحمده لكن الاخرة متى تكون؟ الاخرة يا اخوان اذا اطلقت فكثير من الاذهان تنصرف الى يوم القيامة الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين وهم في هذا يتجاوزون مرحلة بين الدارين الدنيا والقيامة متقابلة لكن بينهما مرحلة تسمى الحياة البرزخية. البرزخ هو الفاصل بين الدنيا والاخرة. وهي حياة مدفونين حياة المقبورين هذه هل هي من الدنيا فتدخل في قولك ربنا اتنا في الدنيا حسنة او هي من الاخرة تدخل في قوله وفي الاخرة حسنة هي من الاخرة. فالاخرة اسم لما يكون بعد الموت. من ما تطلع روحك من بدنك وتفارق بدنك ويقبضها ربك فانت في الاخرة. وانت الله حسنها فتقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة هذا يشمل قبظ روحك ويشمل حال روحك بعد موتك في البرزخ وما يكون فيه من نعيم وعذاب فانت تسأل الله احسن العطاء ما تحسن به حالك في الحياة البرزخية. ثم بعد ذلك البعث والنشور. ثم بعد ذلك العبور على الصراط بعد فصل القضاء ثم بعد ذلك الاستقرار في دار القرار فريق في الجنة وفريق في السعير نسأل الله ان يجعلنا من اهل الجنة وان يجيرنا هذا هو هذه هي الاخرة التي تقول فيها وفي الاخرة حسنة تسأل الله ان يجعل الاخرة حسنة في قبرك حسنة في بعثك ونشورك حسنة في فصل القضاء حسنة في اجتيازك على الصراط حسنة في دخولك الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها. والنجاة من النار. بهذا يتضح معنى هو منهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة لكن لما كان اعظم مخوف في الاخرة النار عليها فقال وقنا عذاب النار. لان النار اعظم مخوف. يخافه الناس في الاخرة. وهي في القبر فان المقبور اما ان يفتح له باب الى الجنة واما باب الى النار. نسأل الله ان نكون ممن يفتح له باب الى الجنة وان يكون قبره روضة من رياضها لا حفرة من حفر النار. نسأل الله السلامة والعافية. ثم بعد ذلك يكون المستقر في النار لاهلها فانت تقول وقنا عذاب النار. ذكر النار على وجه الخصوص هو لوقاية اعظم مخوف يكون في الدار الاخرة لان الناس في الاخرة ينقسمون الى قسمين ما فيه ما في قسمة غير هذه في الجملة ينقسمون الى قسمين ذكرهم الله تعالى في كتابه فريق في الجنة وفريق في السعير وهذه القسمة وفق ما كانوا عليه من اعمال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. هذا اتصل تفسير هذه الاية الكريمة. اما ما جاء في ما ذكره البخاري رحمه الله في هذه الاية فقد ساق من حديث عبدالعزيز بن صهيب عن انس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وفي هذا بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء وقد جاءت رواية اخرى في الصحيحين لهذا الحديث ان انس قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم اكثروا من ان يقول يعني في دعائه ربنا اتنا اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار لذلك اوصي نفسي واخواني اذا اردت ان تجمع خيري الدنيا والاخرة في دعائك فلا تترك هذه الجملة المختصرة ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فان سيد الورى وانصح الخلق للناس كان يكثر من ان يقول هذا في دعائه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا ما يتصل بتفسير هذه الاية