وهو امام المتقين فقد جاء صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث المغيرة بشعبة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فذكر مصاحبته له نستمع الى مجامل احاديث في باب نواقض الوضوء نعلق عليها ثم ان شاء الله تعالى نستمع الى ما جاء من اسئلة الذي عنده سؤال يكتبه حتى يقرأه الاخ اذا جاء وقت الاسئلة. نعم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه. ربنا اغفر لنا ولشيخنا واجعله اينما كان. واجعل مجلسنا هذا مباركا يا رب العالمين قال الامام الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله. في كتاب ادلة الاحكام. قال رحمه الله تعالى باب نواقد عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا وصححه في مسلم باب نواقض الوضوء الوضوء عبادة من العبادات الجليلة التي رتب الله تعالى عليها اجرا عظيما وثوابا كبيرا ويكفي ببيان عظيم فضله قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه ابو مالك الاشعري في صحيح الامام مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان. وهذا يبين عظيم ما في هذه العبادة من الاجر والفظل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن وهذا ايضا يؤكد عظيم الاجر المرتب على على المحافظة على الوضوء فانه مما يؤجر عليه الانسان هذا الوضوء وهو ما ذكره الله تعالى في قوله يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين هذا الوضوء له نواقض بين المؤلف رحمه الله جملة من الاحاديث التي بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم بماذا ينتقض الوضوء؟ اي ان اي ان الانسان اذا توظأ كما امره الله تعالى فما الذي ينقض هذا الوضوء؟ اي ما الذي يرفعه ما الذي يزيله ما الذي يذهب به؟ ما الذي يفسده فالنواقض جمع ناقض وهو المفسد وهو الرافع المزيل وهو الهادم بالشيء فانه من نقض الشيء اذا هدم وازيل فنواقض الوضوء اي ما يزيله ويذهب بحكمه ويبطله ويفسده هذه هي نواقض الوضوء هذا معناها فنواقض الوضوء هي مفسداته هي را مزيلاته هي التي يرتفع بها حكمه ويحتاج به الانسان الى ان يجدد وضوءه فنواقض الوضوء يقوم بها وصف الحدث بالانسان والحدث معنى يقوم في الانسان يمنعه من الصلاة ونحوها فاذا انتقض الوضوء كان الانسان محدثا واذا كان محدثا فانه لا يصح ان يصلي الا بطهارة كما جاء في الصحيح من قول النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل صلاة احدكم اذا احدث. يعني اذا حصل منه ناقض من نواقض الوضوء حتى يتوضأ ان الله لا يقبل صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ نواقض الوضوء اختلف العلماء في عدها بناء على اختلافهم بعض النواقض ويمكن ان نقسم النواقض في الجملة الى قسمين نواقض متفق عليها بين العلماء اي لا خلاف بين العلماء ان المتوضئ اذا حصل منه شيء من هذه الاشياء فان وضوءه ينتقض ونواقض اختلف فيها العلماء اما المجمع عليها فهي البول والغائط والريح وزوال العقل بالاغماء او الجنون او السكر هذه نواقض للوضوء متفق عليها بين اهل العلم لا خلاف بينهم ان من اصابه شيء من هذا فان وضوءه ينتقض ثمة نواقض اخرى مما اختلف العلماء فيه كيسير النوم و اكل لحم الجزور امثل مرأة ومس الذكر والقبل وما اشبه ذلك هذا النوع الثاني او القسم الثاني من النوافذ وهو ما وقع فيه خلاف بين العلماء نحن ان شاء الله تعالى سنستعرض هذه النواقض ونشير الى المتفق عليه مما فيه خلاف من خلال ما ذكر المصنف رحمه الله من الاحاديث نبوية في هذه المسائل وفي هذا الباب بدأ المصنف رحمه الله في احاديث النواقض في حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه المتصل بنقض الوضوء بالنوم هل ينتقض الوضوء بالنوم او لا؟ وهذه مسألة يحتاجها كثير من الناس لان كثيرا منهم لا يدري ما النوم الناقض من النوم غير الناقض وليعلم ان النوم مما يزيل العقل مما يزيل العقل والاجماع منعقد على ان على انه اذا زال العقل فانه ينتقض الوضوء لكنهم قسموا مزيلات العقل الى قسمين قسموا ما يزول به العقل الى قسمين من حيث النقد ما هو ناقض بمجرد حصوله قليلا كان او كثيرا وهو الاغماء والجنون والسكر فهذا ينقض الوضوء قليله وكثيره فاذا اصيب الانسان باغماء ولو للحظة او جنون ولو لبرهة من الزمن فانه ينتقض وضوءه بمجرد حصول هذا المزيل للعقل لانه اذا زال العقل فانه لا يأمل انسان من حدوث ما ينتقض به الوضوء الوضوء من ريح او غيره مما ينتقض به الوضوء فلذلك كان زوال العقل ناقضا بالاتفاق على هذا فيما اذا كان على هذا النحو من اغماء او سكر او جنون. القسم الثاني ما فرق فيه العلماء بين القليل والكثير وهو النوم النوم نزيل العقل لكنه في ازالته للعقل على مرتبتين نوم مستثقل يزول به العقل فهذا في حكم الاغماء والجنون في انه ناقض ونوم غير مستثقل وهما يكون الانسان فيه حاضرة الشعور يدرك ما يمكن ان يكون منه لكنه غفت عينه لكن لو حصل منه ناقض او حصل منه شيء فانه يدرك ذلك فان فهو نوم لا يغيب الاحساس بالكلية لا يغيب الاحساس بالكلية هذا النوع من النوم اختلف به العلماء على اقواله وهو ما سنتناوله من خلال ما ذكر المصنف رحمه الله في حديث انس اذا عرفنا ان زوال العقل ناقض من نواقض الوضوء وهو على نحوين نحو متفق عليه ينقض الوضوء قليل وكثيره وهو والجنون والسكر والنوع الثاني ما يفرق فيه بين القليل والكثير وهو النوم فالنوم المستثقل ينقض الوضوء في قول عامة العلماء جماهير العلماء واما النوم غير المستثقل فانه مما اختلف فيه العلماء على ما سنبين ان شاء الله تعالى بعد قليل الحديث الاول حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه ذكره المصنف رحمه الله قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده اي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضأون هذا الحديث قال عنه مصنف اخرجه ابو داوود وصححه الدارقطني واصله عند مسلم وقد اخرجه ابو داوود من طريق هشام الدستوائي عن قتادة ابن دعامة الدوسي عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه وقد قال المصنف رحمه الله في بيان التصحيح انه صححه الدارقطني وكذلك صححه غيره كالنووي وابن حجر وغيرهما من اهل الحديث ثم اشار الى ان اصل الحديث في مسلم يعني اصل الخبر في صحيح الامام مسلم فان الامام مسلم قد روى هذا الحديث من طريق شعبة ابن الحجاج عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه انه قال كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون شعبة ابن الحجاج من اشد الناس توقيا للتدليس واحتياطا من ان ينقل شيئا فيه تدليس. وقتادة رحمه الله ممن يدلس ولذلك قال شعبة لقتادة بعد ان اتم الحديث قال له سمعته من انس اي ليس بينك وبين انس واسطة انما سمعته مباشرة قال اي والله اي والله قالت هذا يحلف على انه سمع هذا الخبر عن انس بن مالك وهذا من التوثق في الرواية والا فان رواية مسلم فيها الخبر للسمع حيث قال قتادة سمعت انس بن مالك يقول كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون والحديث له نظائر منها ما في الصحيحين من حديث انس ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل بعد ان اقيمت الصلاة فقال يا رسول الله لي بك حاجة فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يناجيه حتى نام بعض القوم ثم قام فصلى صلى الله عليه وعلى اله وسلم جاء في الصحيحين ايضا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم شغل ذات ليلة عن صلاة العشاء حتى تأخر تأخرا شديدا يقول فرقد الناس او يقول رقدنا في المسجد نمنا في المسجد ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ليس احد من اهل الارض الليلة ينتظر الصلاة غيركم والشاهد انه لم يذكر وضوءا بعد تلك الرقدة التي حصل بعدها استيقاظ ثم رقدة ثم استيقاظ فهذا الخبر خبر انس بن مالك رضي الله تعالى عنه جاءت له شواهد عديدة عنه رضي الله تعالى عنه في الصحيحين في قصة الرجل الذي ناجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بعد الاقامة وقبل الدخول في الصلاة وكذلك في قصة تأخره لما حبسه شغل عن صلاة العشاء فرقد الصحابة ثم استيقظوا ثم رقدوا ثم استيقظوا ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم يقول انس بن مالك رضي الله تعالى عنه كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد والزمان والمدة والمراد بذلك اي ان زمن الوحي زمن حياة الشريفة صلوات الله وسلامه عليه. فقولكن على عهد رسول اهل النفاق يتخلفون عن صلاة العشاء وعن صلاة الفجر لانهم لا يفقدون بخلاف صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب انهم لا فانهم لا يخفون فيما اذا تخلفوا ولهذا كانت هذه الصلاة شاقة من جهة اي في زمانه وفي مدته واثناء حياته وهذا يشعر بان الخبر الذي يلي هذه الكلمة او هذه الجملة لم يكن لم يكن حادثا عارضا بل كان عملا مستمرا دائما حيث ان انس رضي الله تعالى عنه يقول كنا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم. ينتظرون العشاء اي انهم يرقبون وقتها ويرقبون اداءها مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فالانتظار هو الامهال وارتقاء بحصول الشيء. فكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرتقبون صلاة العشاء معه حتى انه يحصل منهم هذا الذي اخبر به رضي الله تعالى عنه من انهم تخفق رؤوسهم خفق الرأس هو ان يصيب الذقن الصدر هكذا فخفق الرأس هو اصابة الذقن للصدر. فقوله رضي الله تعالى عنه حتى تخفق رؤوسهم اي انهم ينعسون حتى تسقط اذقانهم على صدورهم حتى تسقط تسقط حتى تسقط اثقالهم على صدورهم رظي الله تعالى عنهم وهم ينتظرون رؤوا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم يصلون اي يكون منهم الصلاة بعد خروج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بذلك الوضوء ولذلك جاء في رواية قال ولا يتوضأون وضوءا جديدا اي لا يجددون الوضوء مع كونهم كانوا على تلك الصفة التي ذكر من انه تخفق رؤوسهم بالنوم اه في انتظار الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الجماعة هذا الحديث فيه جملة من الفوائد موضوعه الاساس فيما يتعلق باثر النوم على الوضوء. هذا موضوع الحديث. ولذلك ساقه المصنف رحمه الله في اول احاديث نواقض الوضوء لكن ثمة فوائد نشير اليها ثم نأتي الى ما يتعلق بالباب مما يتصل بالنواقض الحديث فيه جملة من الفوائد من الفوائد بيان ان ما كان عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم في حالهم زمن النبي صلى الله عليه وسلم هو من التشريع الاحتجاج انس على ما ذكر بفعلهم رضي الله تعالى عنهم كنا وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون الصلاة حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضأون فاحتج بذلك على هذا العمل وهو الصلاة بعد النوم دون وضوء وهو يدل على ان فعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذي فعلوه على وجه الظهور والاشتهار حجة في زمن النبوة وهو حجة بعد ذلك ايضا لان اتفاقهم على عمل من الاعمال يدل على انه اجماع واجماعهم رضي الله تعالى عنهم من اصح الاجماعات ومن ادقها ومن اوجبها اخذا لقول الله تعالى ومن يشاقق الرسول من من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ثم نصليه جهنم وساعة مصيرا اذا هذه الفائدة الاولى الفائدة الاولى من الحديث الاحتجاج بما كان عليه عمل الصحابة رضي الله تعالى عنهم زمن النبوة من جهتين من جهة اقرار النبي صلى الله عليه وسلم. ومن جهة انهم اجمعوا على ذلك وما كان الله ليجمع الامة على ضلالة الفائدة الثانية حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على حضور صلاة العشاء وشهودها رغم ما في ذلك من المشقة فان اشق الصلاة على الناس زمن النبوة صلاة العشاء فان شق الصلاة على الناس زمن النبوة وما كان مقاربا لها العشاء ذاك ان العشاء في وقت رجوع الناس الى بيوتهم بعد عناء يوم طويل وذلك الوقت لا انارة فيه ولا مصابيح فاذا اظلمت الدنيا سكن الناس في منازلهم واماكن نزولهم ولم يكن ثمة ما نشاهده في عصر الناس اليوم من الخروج والذهاب والمجيء في الليل لهذه الاضاءة التي يسر الله تعالى بها للناس التنقل والمعاش ليلا ونهارا ففي ذلك الزمان اذا اظلمت الشمس بغيابها واشتدت ظلمة الليل بمغيب الشفق هجع الناس واووا الى بيوت فكان شهود الصلاة على نحو من المشقة يصفه قول النبي صلى الله عليه وسلم اثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر صلاة العشاء اثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء. وثقل الصلاة في هذين الوقتين على المنافقين لان المنافقين يقصدون باعمالهم ايش المراة وفي هذين الوقتين يخفى من جاء ممن لم يأتيه. فالوقت في ذلك الزمن ما في اضاءة يأتون يصلون ظلما فلا يشهدها الا مؤمن ولذلك كان انه لا يشهدها الا اهل الايمان ومن جهة ما يعانيه اصحابها من المشقة بشهودها حيث انها في وقت السكن والراحة و الايواء الى المنازل والاهل ولهذا جاء في الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء لو يعلمونه لو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا اي لاتوا الى صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو حبوا اي ولو على ايديهم وركبهم يحبون حبوا ليدركوا ما في هاتين الصلاتين من الخير وهذا يبين ويفسر ما كان عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم من شهود الصلاة على هذا النحو اذا تأخر النبي صلى الله عليه وسلم لعارض طبقت رؤوسهم بالنوم وفيه من الفوائد فضيلة انتظار الصلاة فان انتظار الصلاة مما يؤجر عليه الانسان فلا يزال الانسان في صلاة ما انتظر الصلاة ويقال لمنتظر الصلاة اللهم تدعو له الملائكة فتقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما دام في مصلاه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث ابي هريرة الا ادلكم على ما يحط الله تعالى به الخطايا ويرفع الدرجات؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال انتظار كثرة قال اسباغ الوضوء على و كثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فانتظار الصلاة في هذه الفظيلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فذلكم الرباط فذلكم الرباط. اي هذه الاعمال يتحقق بها الرباط. وقال بعضهم بل انتظار الصلاة هو الرباط. وعلى كل حال قال مجموع هذه الاعمال وملازمة هذه الاعمال مما يعظم به الاجر للانسان ويتحقق له به الرباط المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم فذلكم الرباط فذلكم الرباط وفيه من الفوائد ان تأخر الامام عن الصلاة لا يسقط حقه في التقدم بان يتقدم الناس ويصلوا دونه وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ضابط ذلك وحد ذلك. ما التأخر الذي يسوغ للناس ان يتقدموا ويصلوا دون امامهم اولا الامام اذا كان راتبا فانه لا يجوز لاحد ان يتقدم بين يديه هذا هو الاصل بما جاء في الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه اي في مكان ولايته وامام المسجد الراتب صاحب سلطان في مسجده فلا يجوز لاحد ان يتقدم ويصلي قبل مجيئه هذا هو الاصل لكن ما القدر الذي ينتظر فيه الامام ظاهر السنة انه منتظر ما لم يخشى فوات الوقت وهذا ما ذهب اليه جماعة من الفقهاء قالوا ان الامام الراتب ينتظر ما لم يخشى فوات الوقت فاذا خشي خروج الوقت عند ذلك يصلون ولا ينتظرونه لان الصلاة لها وقت وفرضها الله تعالى في مواقيت فلا يجوز الاخلال بذلك. قال الله تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. فلا يجوز الاخلال بذلك وهذا القول سائر فيما اذا لم يكن ثمة ترتيب وتنظيم اما اذا كان هناك تنظيم او ترتيب لاوقات الاقامة كما هو العمل الان في اكثر المساجد حيث رتب وقت محدد ينتظر فيه بين الاذان والاقامة فعند ذلك اذا تأخر عن هذا الوقت بما يشق على الناس فان لهم ان يصلوا وقد جرى هذا للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو سيد ولد ادم ثم لما جئنا اي الى القوم لعلهم كانوا قد تقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم في المسير ولم يتوقعوا مجيئه فاذا القوم يصلون يصلي بهم عبد الرحمن ابن عوف رضي الله تعالى عنه وقد سبقوا النبي صلى الله عليه وسلم بركعة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فصف في صفوف الصلاة فسبح الصحابة ففطن لذلك عبد الرحمن بن عوف فاراد ان يتأخر فامره النبي صلى الله عليه وسلم بان يبقى فاتم صلاته فلما فرغ من صلاته قام النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه ليأتي بما سبق به فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته وجد الناس في ذلك ان صلوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم فقال احسنتم واصبتم احسنتم واصبتم فدل ذلك على انه اذا تأخر تأخرا يخشى معه فوات الوقت او لا يتوقع مجيئه فانه لا بأس بان يصلي الجماعة وليس في ذلك مخالفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه هذا ما يتصل بهذه المسألة واليوم كما ذكرت المسألة محسومة بايش للتوقيت الذي رتبته الجهات ذات الاختصاص فاذا جاء الوقت المحدد للاقامة امهل الناس شيئا يسيرا فان لم يأتي الامام فلهم ان يقدموا من يصلي بهم. وليس للامام حق في ان يعنفهم او ان يغضب عليهم لان هذه التوقيتات توقيتات مصطلح عليها ومتعارف عليها والمعروف عرفا كالنشروط شرطا في الحديث من الفوائد ان النوم ليس حدثا في ذاته بل هو مظنة الحدث هذا من فوائد الحديث ان النوم في ذاته ليس حدثا وانما هو مظنة حصول الحدث يعني يتوقع اصول الحدث اثناءه هذا ما افاده هذا الحديث؟ ومعنى قولهم النوم مظنة الحدث وليس حدثا وليعلم ان النوم من حيث اثره على الوضوء له حالان الحالة الاولى ان يكون نوما مستثقلا يغيب فيه الشعور بالكلية فهذا جماهير العلماء سلفا وخلفا ومنهم الائمة الاربعة على انه ناقض للوضوء جماهير العلماء سلفا وخلفا على انه ناقض للوضوء هذا النوم المستثقل الذي يغيب فيه الشعور بالكلية اما النوع الثاني من النوم فهو النوم الذي لا يغيب فيه الشعور بالكلية بل يكون مع الانسان شعور واحساس فهذا اختلف العلماء رحمهم الله انتقاض الوضوء به فمنهم من قال ان كان هذا النوع من قاعد متمكن من الارظ فانه لا ينتقظ وظوؤه ومنهم من قال انه ينتقض وضوءه كالنوم من المستثقل وثمة تفصيلات تفريعات في صفة النوم الذي ينتقض وهو النوم غير المستقبل اذا الاصل في النوم غير مستثقل ثمة قولان منهم من يلحقه بالنوم المستثقل فيقول هو ناقض لما جاء في السنن من حديث صفوان بن عسال رضي الله تعالى عنه انه قال امرنا النبي صلى الله عليه وسلم الا ننزع خفافنا اذا كنا سفرا ثلاثة ايام بلياليها الا من جنابة ولكن من بول وغائط ايش ونوم اي نتوضأ ونمسح من بول وغائط ونوم فدل ذلك على ان النوم ناقض للوضوء. قالوا هذا يشمل كل نوم سواء كان نوما مستثقلا او غير فهؤلاء الحقوا هذا بالنوع الاول في القسم الاول وهو نوم المسفر ومن العلماء من قال ان النوم غير مستثقل وهو ما يكون الانسان فيه شاعرا غير فاقد الاحساس بالكلية هذا لا ينقض الوضوء لكنهم اختلفوا في اوصافه فمنهم من قال لا ينقض الوضوء اذا كان من جالس اذا كان من اه متمكن سواء كان بقعود او بقيام او نحو ذلك ومنهم من قال انه لا ينقض ولو لم يكن الانسان قاعدا فلو كان مضطجعا او كان مستندا فانه لا ينقض ما دام انه غير متمكن. وهذا القول اقرب الى الصواب وهو مذهب الامام الامام مالك ورواية في مذهب الامام احمد وقول عند الشافعية ان النوم غير لا ينقض الوضوء على اي صفة كان وما ضابط النوم غير غير المستثقل هو ما لا يغيب فيه شعور الانسان قال يغيب فيه شعور الانسان وهذا ما اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية وجماعة من اهل العلم كما تقدم بيان من قال به وهو الذي تجتمع به الاحاديث واما قول من قال لانه يشترط ان يكون جالسا او قاعدا او قائما حتى لا ينتقض وضوءه فهذا يقال له العبرة بعدم الاستثقال على اي صفة كان الانسان. العبرة بعدم استثقال النوم. والا يكون الانسان قد غاب شعوره واحساسه واما اذا غاب شعور واحساسه فلا فرق بين ان يكون جالسا او يكون قائما او يكون مضطجعا في انه قد يحصل منه ناقض وهو غير حاضر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد وغيره العين وكاء السهم فاذا نامت العينان اي استغرقت في النوم استطلق الوكاء والمقصود بالحديث ان الانسان اذا نام لم يشعر بما آآ يحصل منه فقول وكاء الساه هذا تمثيل تمثيل يبين ان النوم ان اليقظة والشعور تلوك اي كالرباط الذي يربط به الظرف من القربة او الوعاء او ما اشبه ذلك فكذلك العين هي مما يكون كالوكاء كالرابط للدبر في ان يخرج منه ريح او يخرج منه ما يخرج مما ناقضا وهذا معنى قوله العين وتاء السهم فاذا استطلق فاذا نامت العينان استطلق الوبكاء اي لم يدر الانسان بما يخرج منه قد يخرج منه شيء وقد لا يخرج منه شيء فيكون النوم مغنة حصول الحدث وحصول ما ينتقض بالوضوء ولذلك اذا استثقل النوم على اي صفة كان فانه يجب عليه الوضوء اذا خلاصة ما يتعلق بالنوم من حيث نقض الوضوء انه نوعان نوم نوم يتمكن من الانسان ويغيب فيه شعوره فما حكم ينقض او لا ينقض ينقض على اي صفة كان كان جالسا مضطجعا قائما مستندا ما دام انه غاب عنه شعوره فانه ينتقض وضوءه. الثاني من انواع النوم النوم غير المستثقل الذي لا يغيب فيه الشعور والاحساس فهذا لا ينتقض الوضوء كما جاء عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم فيما رواه انس في الصحيحين وفي مسلم السنن من انهم كانوا ينتظرون الصلاة ينتظرون العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى تخفق رؤوسهم ثم يقومون يقومون الى الصلاة او ثم يصلون ولا يتوضأون وفي حديث عبد الله بن عمر انه قال رقدنا ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ولم يذكر وضوءا فهذا محمول على انه نوم لا يحصل به غياب الشعور. هنا مسألة تشكل على بعض الناس اذا اشتبه على الانسان نومه هل هو مما غاب فيه الشعور او لا الاصل عدم انتقاض الوضوء الاصل انه نوم غير ناقض وبالتالي اذا شك الانسان هل هو نوم مستغرق؟ غاب عنه الشعور اولى احيانا يعني يغيب الانسان لكن اذا استيقظ لا يذكر هل هل هذا نوم غاب شعوره بالكلية؟ او انه بدايات يشعر بما يكون منه؟ الجواب ان الاصل العدم. فالاصل انه نوم غير متمكن ولكن لو احتاط وتوضأ فذلك حسن لكن لو صلى بهذا الوضوء فلا بأس هذا ما يتصل بمسائل هذا الحديث