صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من السحر فقد من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس من السحر زاد ما زاد. هذا الحديث اخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن نوع من انواع السحر وهو الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليك وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة. وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد بالعلم والبيان والسيف والزنان حتى اتاه اليقين وهو على ذلك وصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الله عز وجل بين طرق الهدى التي يتبقى الناس بها الشرور وبين طريق السلامة والخروج من الافات. على وجه بين واضح. فلم يترك الا حذر منه ولا خيرا الا دل عليه وبينه. ولهذا ينبغي للمؤمن ان يقبل على كتاب الله عز وجل وعلى سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ليعرف الخير فيأخذ به ويعرف الشر ويتلقاه. فان الخير والشر قد يلتبس على الناس في بعض الاحيان فلا يتميز الخير من الشر يقع الانسان في شر يظنه خيرا او يترك خيرا يضر كله شرا فالاقبال على الكتاب والسنة يهدي للتي هي اقوم كما قال الله جل وعلا ان القرآن يهدي للتي هي اقوم. فجدير بالمؤمن ان يعتني بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله ليعرف الخير ويتوقى الشر. ليعرف الخير ويأخذ به. ويعرف الشر ويتواقاه ومما جاء التحذير منه وبيان عظيم شره وفساده على الناس السحر فان السحر من اعظم ما يستزل به الشيطان الناس فيصرفهم عن طريق الهدى والصلاح لقد قال الله جل وعلا في قوم اقبلوا على السحر واخذوه ولقد علموا لمن اشتراه ما لهم في الاخرة من خلاق اي علم اهل الكتاب الذين كذبوا على الوحيين وتورطوا في الوان من الضلالات الانحرافات علموا ان الاخذ بالكتاب لان الاخذ بالسحر والاقبال عليه ليس لصاحبه نصيب في الاخرة. فانه قد قال تعالى ولقد علموا لمن اشتراه اي لمن اخذه اخذ السحر واقبل عليه تعلما وتعليما وعملا لمن اشتراه ماله في الاخرة من اي ليس له في الاخرة نصيب. وهو من الجد والطاغوت الذي عاب الله تعالى على اهل الكتاب الايمان به فقال ومن اهل الكتاب كما قال تعالى فقال جل وعلا الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجد والطاعة فالجبت والطاغوت هما كل معظم بعبادة او كل ما يصرف عن الحق والهدى ومن ذلك السحر فان السحر من الجبن كما فسره عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه. وهذا كله ظرورة البعد عن هذا الشر والفساد الذي يوقع الناس في فساد دينهم ودنياهم فان السحر وشره لا يقتصر فقط على الاخرة بل ان شره في الدنيا قبل الاخرة الاخرة شره على صاحبه بانتقاص ايمانه وفساد دينه وتسلط الشياطين عليه مهما ادرك الساحر مما يظن انه من المصالح او من الاموال او من المنافع فانه لا يدرك ما يؤمن من سعادة الدنيا ولا يدرك ما يؤمل من الربح والفوز. الم يقل الله عز وجل محكم كتابه ولا يفلح الساحر حيث اتى وهذا حكم على كل من اشتغل بالسحر سواء به عملا وتعلما او طلبا وبحثا عمن يسحر له او من يحقق ما يريد من الشر من طريق السحر فكل ذلك من الفساد الذي يوقع الناس في شر عظيم وفساد كبير لا يدرك به خيرا لا في دنياهم ولا في اخراهم. فجدير بالمؤمن ان يتوقى هذه الموبقة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه عليه وعلى اله وسلم اجتنبوا السبع الموبقات. اجتنبوا السبع الموبقات. ثم لما سئل عنهن فقيل وما هن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله والسحر. وعد بقية المهلكات من كبائر الذنوب فذكر السحر دليل على انه في طليعة ما يحصل به الهلاك للناس في دينهم ودنياهم ولهذا ينبغي للمؤمن ان يكون على غاية الحذر من السحر ومن شره وفساده عظيم الظرر الحاصل بالسحر كانت عقوبته فيما جاءت به الاثار عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانت عقوبة سحر القتل كما جاء في ما رواه جندر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال حد ساحر ظربه بالسيف. وجاء عن عمر رضي الله تعالى عنه انه كتب الى بعض عماله ان اقتلوا كل ساحر وساحرة فقتلوا ثلاث سواحر. وكذلك جاء عن حفصة رضي الله تعالى عنها انها قتلت انها قتلت جارية لها سحرتها. وكل هذا يؤكد عظيم الخطر الحاصل على الناس بالسحر. اذ ان العقوبة بالقتل في شريعة الاسلام لا تأتي الا على الذنوب والمعاصي التي عظم فسادها وكبر شرها واستفار ظررها وتقرر فسادها وافسادها للناس. واذا تأملت العقوبات في الشريعة الاسلامية تجد ان العقوبة بالقتل لا تكون الا على الشرور العظيمة والمفاسد الكبرى التي يختل بها ما يضطر الناس اليه في دينهم او في مالهم او في انفسهم او في عقولهم او في اعراضهم. فان الشريعة لا تعاقب بالقتل على كل ذنب. بل لا يكون ذلك الا في كبائر الاثم وعظائم الذنوب. والسحر من ذلك. وليعلم ايها الاخوة ان السحر كثير الشر عظيم الفساد وله انواع وصور فجدير بالمؤمن ان يعرف صور السحر وانواعه ليتوقى شر السحر اهله واصحابه وفي هذا المجلس ان شاء الله تعالى سنقرأ جملة من الاحاديث التي ذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم انواع السحر وبين شيئا من طرقه وابوابه التي ينبغي لاهل الايمان ان يحذروها وان يتوقوها. ثم في اخر المجلس ان شاء الله تعالى نجيب على اسئلتكم فاسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل صالح وان يقينا شر السحر واهله وان يحل السحر عن المسحورين. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى باب بيان شيء من انواع السحر قال حدثنا احمد قال حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا عوف عن حيانا ابن قال حدثنا قطن بن قبيصة عن ابيه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول لاصحابه الا انبئكم ما العظم؟ يعني اي اي شيء هو العض؟ ما هو العظم قال النبي صلى الله عليه وسلم مبادرا الجواب هي النميمة كما قال ان العيافة والطرق والطيرة من الجبت. قال عوف العيافة زجر الطير والطرق الخط يخط بالارض. والجبت قال الحسن رنة الشيطان. اسناد جيدا ولابي داوود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود بإسناد صحيح وللنسائي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم نلعب هي النميمة. القالة بين الناس. رواه مسلم. ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان حرام هذه خمسة احاديث ذكرها المؤلف رحمه الله في بيان انواع السحر قد عقد المؤلف هذا الباب لذكر ما جاء في السنة مما سمي سحرا. فهذا الباب هو لتوضيح بعض انواع السحر التي جاءت تسميتها في السنة وهي ليست على حال واحدة ولا حكم واحد بل لها احكام والسحر كما تقدم منه ما يكون كفرا ومنه ما يكون معصية ومنه ما يكون مباحا ليس هو السحر المذموم الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فقوله ان من البيان لسحرا هذا وصف لحسن البيان والقول بانه سحر ولكن هذا لا يطلق على وجه الذم مطلقا كما سيأتي توضيحه وبيانه. فالمقصود ان السحر الذي ذمته الشريعة ونهت عنه واخبر الله عز وجل ان من اخذه فقد اضاع نصيبه من الاخرة. والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اجتنبوا السبع الموبقات. قل قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله والسحر فهذا اسم لما يتوصل اليه من لما يتوصل به الى الباطل من طريق خفي. فالسحر الذي نهت عنه الشريعة وذمته ذما مطلقا هو كل كل ما يوصل الى الباطل من طريق خفي لان السحر سمي بهذا الاسم بسبب ان السحر هو طريق غير ظاهر طريق خفي طريق دقيق بريء طريق غير بين يصل به الانسان الى مقصوده ان الغالب ان يكون الطريق الموصل محرم والغاية المطلوبة في الغالب غاية فساد وتعدي وظرار فهذا الذي يميز السحر المحرم الذي جاءت الشريعة بتحريمه. انه غاية فاسدة وطريق فاسد يوصل الى تلك الغاية. فانه لا يتوصل الى السحر الذي جاءت الشريعة بالنهي عنه. الا بالكفر والشرك او الخداع والغش وكلاهما مما جاءت الشريعة بالله بالنهي عنه هذا هذه الاحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله تضمنت جملة من انواع السحر نقف عند كل حديث ونبين النوع الذي عنه من السحر ونبين حكمه ان شاء الله تعالى. اول حديث ذكره ما رواه الامام احمد من طريق جعفر من طريق محمد بن جعفر قال حدثنا عوف بن حيان قال حدثنا عوف عن حيان عن قطن بن قبيصة عن ابيه يعني قبيصة وهو صحابي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان العيافة والطرق والطيرة من الجبن ان العيافة طرق والطيرة من الجب. ذكر ثلاثة امور وهذه الامور الثلاثة وصفها بانها من الجن. وقد تقدم ان الجبت هو السحر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في تفسيره للجب في قوله في قول الله عز وجل الم ترين الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت. قال عمر الجبت السحر. الجبت السحر هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان العيافة والطرق والطيرة من الجب يعني من السحر هذه ثلاث اعمال كلها تندرج في السحر الذي قال الله تعالى فيه ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق كلها تدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات فما هي هذه الاشياء الثلاثة؟ العيافة قال عوف وهو احد رواة الحديث العيافة زجر الطير ومعنى قوله العيافة زجر الطير اي تهيج الطير وتحريظه على الطيران لاجل ان يرى الانسان حظه ونصيبه في حركات هذا الطير وفيما يصدر عنه. فانهم كانوا في الجاهلية يهيجون طيور ليروا ما يكون مما يتوقعونه في المستقبل من الخير او الشر. فكان الطير اذا اذا اذا توجه من من يسار الى يمين او من يمين الى يسار او صدر منه صوت او حركة استدلوا بذلك على ما يؤملونه من خير او شر قضى النبي صلى الله عليه وسلم واخبر بان هذا العمل وهو تهيج الطيور وتحريظها طلبا للفأل او توقعا للشؤم فاذا ذهبت الطير يمينا تفاءلوا واذا ذهبت الطير شمالا تشاءموا ان ذلك حرب من الجنب وهو نوع من الاستقسام بالازلام. وهو محرم في شريعة الاسلام وهو من السحر. اذا الاستقسام بالازلام طلب ما يكون في المستقبل من طريق تهييج الطير ونحوه هو من من السحر الذي نهت عنه الشريعة وبه يعلم ان السحر غاية فاسدة وطريق لا يوصل الى تلك الغاية. اما الغاية الفاسدة في هذا المكان هو معرفة المستقبل. العلم بالغيب الذي يكون في المستقبل. وهذا يا اخواني لا سبيل اليه. لا يمكن ان يعلم احد ما يكون في غد لا يمكن ان يعرف الانسان ما يأتي في اللحظة القادمة فان ذلك من الغيب الذي استأثر الله به وكل من دعا انه يعلم ما يكون في القادم من اللحظات او الايام فانه كاذب مكذب للقرآن. والله تعالى يقول قل لا يعلم السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايان يبعثون. وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا؟ وما تدري نفس باي ارض تموت فكل من زعم ان شيئا سيقع في المستقبل من الغيب الذي لا يعلمه الا الله عز وجل فانه مكذب للقرآن وهو قد تعاطى اذا اراد كشفه وطلبه فقد تعاطى شيئا من السحر هو النوع الاول من السحر الذي ذكره المؤلف رحمه الله الثاني الطرق في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان العيافة والطرق والطيارة من الجلد. عرفنا العيافة العيافة هي تهييج الطير وتحريظه للطيران حتى يعرف ايش ايش يعرف ايش بهذا التهييج؟ يعرف ما يكون في المستقبل من الحوادث والوقائع. الفأل او الشؤم. اما الثاني الطرح فالطرق هو خط يرسم على الارض يرسمونه بطريقة معينة وتقاسيم معروفة عندهم ليست ليستشرفوا بذلك المستقبل ليستكشفوا وبذلك ما يكون فيما يأتي من الغائب في الزمان القادم. وهذا ايضا من السحر الذي حكم النبي صلى الله عليه وسلم بانه من الجن اي من الباطل ومن السحر الذي لا يجوز للمؤمن ان يشتغل به. اما الطريق الثالث الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم او النوع الثالث من انواع السحر التي ذكرها فقال صلى الله عليه وسلم الطيرة من الجن ان العيافة والطرق والطيرة من الشرك من الجن ومعنى الطيرة اي التشاؤم والتفاؤل بحركات الطيور والحيوانات واصواتها. طيب ما الفرق بينها وبين العيافة؟ تقدم ان العيافة هي ايش الطير لمعرفة ما يكون في المستقبل. والطيرة هي هي. لكن الطير اوسع. لا تتعلق فقط بالطيور بل تكون تكون بالظبا وتكون بغير ذلك من الحيوانات. فالفرق بين العيافة والطيرة ان الطيرة طريق اوسع في معرفة المستقبل من العيافة اذ ان العيافة تختص الطير واما الطير فتكون في الطير وفي غيره. كل هذه الابواب الثلاثة التي جاء ذكرها في حديث رضي الله تعالى عنه هي من السحر الذي يجب على المؤمن ان يتوقه وان يتجنبه وان يحذر التورط فيه وهي مما اتبعه اليهود والنصارى في استكشاف ما يكون في المستقبل كما قال الله تعالى عنهم واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر. وبهذا يتبين ان السحر يكون في كل ما يوصل اليه من الباطل بطريق خفي. ولذلك جاء في تفسير في تفسير الجبت في كلام الحسن رحمه الله قال الحسن في تفسير الجد رنة الشيطان وفي بعض النسخ هي النسخة المحفوظة من رواية في مسند الامام احمد ان انه فسر الجبت بانه الشيطان ولا اشكال في هذا فان الجبت يطلق على الفعل ويطلق على فاعل وقد تقدم قبل قليل ذكر ما كان عليه اهل الكتاب من الايمان بالجبت والطاغوت. وقد ذكرت في درس ماضي ان الفرق بين الجبت والطاغوت ان الجبت هو الفعل المحرم وان الطاغوت هو الفاعل. فالساحر طاغوت والسحر جبت فالجبت هو السحر والطاغوت هو الساحر وهنا الحسد فسر الجبت بفاعله وهو الشيطان فان السحر لا يصدر الا عن شياطين الانس والجن الذين يزينون للناس الباطل ويدعونهم الى مخالفة امر الله ورسوله هذا هو الحديث الاول الذي ذكره المؤلف رحمه الله في بيان شيء من انواع السحر اما النوع الثاني من انواع السحر فهو ما تضمنه حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله ما اخذ من النجوم. فمن الطرق التي يتعاطاها السحرة في سحرهم وفي فسادهم وما يقع منهم من شرور انهم ينظرون الى النجوم فيأخذون منها علما يزعمون انه ينكشف لهم به ما يكون في المستقبل. وليعلم ان النظر في النجوم على نوعين النوع الاول النظر في النجوم لاخذ ما يتعلق بعلم الاحكام والتأثير وسيأتينا ان شاء الله تعالى تفصيله في التنجيم فهذا علم باطل اعتقادا وعملا. من من ظن ان النجوم والكواكب تؤثر على الاحوال والحوادث الارظية فانه بذلك قد وقع في اخذ شيء من السحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه من اقتبس شعبة من النجوم اي علما من علم النجوم ليستدل به على الحوادث الارظية فقد اقتبس شعبة من السحر. هذا هو النوع الاول من العلم المتعلق بالنجوم وهو ما يتعلق بعلم ان الاحكام والتأثير ينظر في النجوم وحركاتها واقترانها وافتراقها شروقها وغروبها ويقول سيقع ويحدث كذا وسيكون كذا بناء على حركة النجوم لاعتقاده ان هذه الافلاك في حركتها تؤثر على الوقائع الارظية وهذا من العلم الفاسد الذي اشتغل به كثير من الناس ونحن لا نتكلم عن شيء عن حياة الناس علم الابراج الذي تورط فيه كثير من الناس اذا اراد ان يعرف ما يكون في المستقبل قال ما هو برجك في اي يوم ولدت ليستدل بذلك على حظك وسعادتك وشقائك وفلاحك وما يقع لك كل هذا من السحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم اقتبس شعبة من من النجوم اي علما من علم النجوم المتعلق بالتأثير والاحكام فقد اقتبس شعبة من زاد ما زاد اي فكلما زاد نظرا في النجوم واستدلالا بها على وقائع الارض زاد شرا وسحرا وفسادا وضررا هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد اما العلم الثاني من العلوم المتعلقة بالنجوم فهو علم التسيير. علم التسيير وهو العلم بحركات النجوم التي يتغير بها ما يكون في العادة من تقلب الفصول وطول النهار وقصره وما يتصل بمعرفة الجهاد فهذا لا حرج فيه وهو من العلم الصحيح الذي قد يحتاج اليه الناس في بعض امور مصالحهم كما قال الله عز وجل يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج. فمن طلب فيها غير هذا المطلب فجعلها وسيلة لاستكشاف المستقبل جعلها وسيلة لمعرفة الاثار والوقائع والحوادث التي تقع في الارض فانه قد اخطأ وظل كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى. اذا هذا هو النوع الثاني من انواع السحر وهو ما يستند الى الكواكب. ما يستند النجوم ما يستند الى حركة الافلاك وما يتصل بذلك من انواع العلوم التي تتعلق بالنجوم لمعرفة الحوادث الارظية والوقائع. وهذا النوع من العلم هو من السحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر. واعلم بارك الله فيك ان السحر الباطن وان السحرة فيما يتوصلون اليه من معارف يزعمونها او تأثير يدعونه يستند الى واحد من امرين. اما الى الكواكب والنجوم واما الى الشياطين وما يسخرون وما يسخرونه لهم من القدرات التي اعطاهم الله تعالى اياها الساحر لا يخرج في كل ما يخبر به. وفي كل ما يفعله عن ان يستند الى النجوم وحركاتها. وما يعتقد فيها او ان يستند الى الجن وقد يقترن الامر فان من الناس من يعتقد من السحرة من يعتقد ان هذه النجوم لها روحانيات هذه الروحانيات صوروا لها تماثيل عبدوها من دون الله هذه التماثيل لها من الجن من يزينها في لاصحابها ويمكن اصحابها من بعض الخوارق التي يصلون بها الى مطلوباتهم وهذه الخوارق الخارجة عن المألوف هي من تزيين الشيطان وتسخيره واستدراجه لهؤلاء حتى ينظر في ظلالهم ويستمروا في باطلهم يقيموا على ما هم عليه من فساد وشرك وكفر بالله عز وجل وفي المنتهى كلا الطريقين ما يتعلق بالسحر الذي يتصل بالافلاك والكواكب والنجوم والسحر المتعلق الجن وسؤالهم واللجأ اليهم كل عائد الى الشيطان الذي يزين للناس الكفر والشر والفساد كما قال الله تعالى في محكم كتابه فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. الحديث الثالث الذي ذكره المؤلف رحمه الله وبين فيه نوعا من انواع السحر السحر المتعلق بالنفث وهو ما تضمنه حديث ابي هريرة عند قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقد عقدة من عقد عقدة ثم نفث فيها عقد عقدة يعني في خير او في جلد او في سلك او في شعر. العقدة هنا تشمل كل ما يعقد سواء كانت خيوطا او كانت شعرا شعرا او كانت لباسا او كانت ما كانت مما يعقده الناس. من عقد عقدة ثم نفث فيها اي نفث والنفي هو النفخ مع شيء من البلل من الريق فجمع هذا عملين العمل الاول العقد ليتوصل الى ما يريد من السحر والعمل الثاني النف وهو النفخ في هذه العقد ليصل الى ما يؤمل من فساد. قال النبي صلى الله عليه وسلم من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك. ثم قال صلى الله عليه وسلم ومن تعلق شيئا وكل اليه. هذا النوع من السحر هو ما يكون بالعقد والنفث فيها وقد امر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم والامة بالاستعاذة بالله عز وجل من شر النفاثات في العقد كما في سورة الفلق قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد فمن ربط عقدة من خيط ثم او نحوه ثم نفخ فيه مع شيء من الريق فقد تورط في السحر الذي يقع فيه نوع من الفساد والشر والتفريق او الجمع او غير ذلك من الشرور التي يسعى اليها اصحابها بهذا الفعل وليعلم ان هذا الذي يحصل من الشر بسبب العقد والنفذ ليس لمجرد العقد والنفث. انما عقد ونفس مع نفس خبيثة وتسلط يعينون هذا العاقل في تحصيل مراده ادراك ما يؤمنه من الفساد الذي يريد تحقيقه سواء في شخص او في عمل او ما الى ذلك مما يعمله السحر السحرة اعاذنا الله واياكم من شرهم ليس مجرد العقد هو السحر ولا مجرد النفث هو السحر بل عقد ونفث ونفس خبيثة مع سؤال الجن والشياطين والاستعانة بهم في تحصيل المطلوب يقع بذلك الشر والفساد. يقول ابن القيم رحمه الله والنفس فعل الساحر. فاذا تكيفت نفسه اي تهيأت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور. ويستعين عليه بالارواح الخبيثة نفخ تلك العقد نفخا معه ريق فيخرج من نفسه الخبيثة. نفس ممازج للشر والاذى مقترن بالريق الممازج لذلك. وقد تساعده الروح الشيطانية في اذى المسحوق وبه يتبين انه ليس الشأن في مجرد العقد او النفث بل ثمة نفس خبيثة تكيفت بالشر رصدته وعزمت عليه وسكنته. هذا من جهة ومن جهة اخرى ما يكون من اعانة الشياطين بذلهم الجهد الذي يستطيعونه في الاضرار بالمسحور. هذا النوع من انواع السحر اذا وقع من الانسان فقد وقع في الشرك. لماذا؟ وقع في الشرك لان الشياطين لا دعاء لا تعين السحرة فيما يريدون من الشر الا بالشرك الشياطين لا تعينوا السحرة على ما يأملونه من فساد وعلى ما يطلبونه من اعمال الا الشرك الذي هو الاستعانة بهذه الشياطين ودعائهم من دون الله وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اذ ان من سحر فقد اشرك. ولذلك قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم من عقد عقدة ثم نفخها ثم نفث فيها فقد سحر. ثم قال صلى الله عليه وسلم ومن سحر فقد اشرك اي فقد وقع في الشرك لان ذلك لا يتحقق الا باستعانة الا باستعانة بالجن وسؤال لهم ودعاء لهم ولجأ اليهم لتحقيق تطلبهن فما الطريق الذي يتوقى الانسان به شر هؤلاء؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن تعلق شيئا وكل اليه من تعلق بالله عز وجل وعلق قلبه بالله لم يضره هؤلاء وسيصرف الله تعالى عنه اذاهم و به يتبين ايضا في ختم الحديث بقوله ومن تعلق شيئا وكل اليه ان هؤلاء لا يدركون ما يؤمنون الا تعلقهم بالجن وسؤالهم للشياطين واستعانتهم بهم لتحقيق مقصودهم. ثم في الحديث الرابع او الحديث آآ في الحديث الرابع وذكر ما جاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في الصحيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا هل انبئكم ما العظم النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا وهذه كلمة للفت الانتباه والحث على الاقبال على الحديث فهي للحث ولفت النظر الا انبئكم اي الا اخبركم ما العظم؟ يعني ما هو العضف كلمة في لسان العرب معروفة. العظم يطلق على الافك. يطلق على الكذب. يطلق على البهتان. يطلق على الافك يطلق على السحر يطلق على القطع هذي خمسة معاني للعظم. وهي معروفة عند العرب هي النميمة العضه هي النميمة. وقد تقدم قبل قليل في ذكر معاني العظم انه يطلق في لسان العرب على الكذب. وعلى الافك وعلى بهتان وعلى السحر وعلى القطع كله يطلق عليه اسم العظم. النبي صلى الله عليه وسلم عرفه هنا بالنميمة لماذا؟ لان النميمة تتضمن جملة من هذه المعاني. فالنميمة فيها قطع والنميمة فيها سحر والنميمة قد تتضمن كذبا والنميمة قد تتضمن بهتانا والنميمة قد تتضمن تتضمن والافك هو الكذب الفاحش الكبير. ولذلك عرف النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم النميمة او العم من صورها وهي النميمة فقال صلى الله عليه وسلم الا انبئكم ما العرض اي اي شيء هو العظم فقال صلى الله عليه وسلم هي النميمة. ثم بينها صلى الله عليه وسلم فقال القالة بين الناس. هذه هي النميمة. القالة بين الناس اش معنى القال بين الناس؟ اي نقل الحديث بين الناس على وجه الافساد. هذه هي النميمة. كل من نقل اليك حديث غيرك فيك او في غيرك لاجل حصون الفساد بينك وبينه فانه قد وقع في النميمة وهي من كبائر الذنوب وعظائم الاثم وهي مما نهى الله تعالى عنه ورسوله والاجماع منعقد على ان النميمة من من كبائر الذنوب ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في القبرين الذين رآهما قال انهما ليعذبان وما يعذبان كبير. اما احدهما فكان يمشي بالنميمة. واما الاخر فكان لا يستتر من البول. فالنميمة وهي نقل الحديث بين الناس على وجه الافساد من اسباب العقوبة في القبر يعني من اسباب عذاب القبر. فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن هذين المقبورين بانهما يعذبان وذكر في سبب ذلك انه كان احدهما يمشي بالنميمة. فقوله صلى الله عليه وسلم الا الا انبئكم هل انبئكم الا هل انبئكم ما العظم هي النميمة؟ قال بين الناس هو من باب التحذير من هذا العمل ومن هذا الشر والفساد الذي يحصل به شر وفساد بين الناس فكل من جاءك وقال لك فلان يقول فيك كذا او فلان فعل كذا ينقل لك قولا او عملا او حالا لاجل ان يفسد بينك وبين غيرك فهذا نوع من النميمة الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الا انبئكم ما العظم؟ يعني الافك والبهتان والكذب والقطع والسحر الا انبئكم ما ما الذي ينطبق عليه هذه الاوصاف؟ قال صلى الله عليه وسلم النميمة وهي القالة بين الناس ومعلوم ان النميمة ليست سحرا في ذاتها اذ انها عمل بشري يقصد به الافساد. لكن لماذا صنفها النبي صلى الله عليه وسلم من السحر لانه يحصل بها ما يحصل بالسحر من الفساد. المقصود من السحر في الغالب الافساد بين الناس. والفساد في احوالهم واعمالهم وكذلك النميمة يحصل بها فساد وشر. ولذلك عدها العلماء من ضمن السحر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الا انبئكم الا هل انبئكم مالعظه؟ ثم قال النميمة القالة بين الناس. وقد قال بعض السلف رحمهم الله ان النمام انتبه لهذا الكلام. ان النمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة النمام يفسد في ساعة وهو نقله للحديث يفسد بين الناس ما يفسده الساحر في سنة فايهما اكثر مظاعا وظررا وشرا ما في شك ان الذي يفسد في ساعة ما لا يفسده الاخر في سنة هو اعظم شراء واكثر فسادا. فلذلك ينبغي للمؤمن ان يحذر من النميمة. وان يحذر من النمامين. وان يتوقى ذلك وان يعلم ان هذا من كبائر الاثم وعظائم الذنوب التي توقع في الشر. ويكفي في التنفير منه ان النبي صلى الله عليه وسلم وصفه اما الحديث الخامس الذي ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيه نوعا من انواع السحر وما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا. ان من لسحرا وخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن البيان بانه سحر في هذا الحديث هو مما اختلف فيه العلماء على جهتين او على قولين القول اول من قال ان هذا الحديث ذم للبيان ومنهم من قال ان هذا الحديث ثناء ومدح للبيان والمقصود بالبيان هنا هو الفصاحة وحسن الكلام وجميل الالفاظ. وهذا بالتأكيد ليس ممدوحا لذاته ولا مذموما لذاته انما يمدح البيان بالنظر الى ما يوصل اليه ويذم بالنظر ما الى ما يوصل اليه فان كان البيان مستعملا في بيان الحق وايظاحه وتقريبه وتسهيله للناس وشرحه فهذا ممدوح او مذموم. ها اذا كان البيان يستعمل في في اظهار الحق وبيانه هل هو ممدوح او مذموم؟ ممدوح واذا كان يستعمل في رد الحق والصد عنه وتشويهه فانه في هذه الحال مذموم. ومنه ما جرى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في قصة المرأتين اللتين اقتتلتا فضربت احداهما الاخرى فاسقطت ما في بطنها وقتلته. مات الذي في بطنها طلب اولياءه المقتول الجنين المقتول الدياء. فقال حمل بن النابغة للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يضمن لا اكل ولا شرب ولا صاح ولا استهل فمثل ذلك يطل. قال هذه الكلمات في اقناع النبي صلى الله عليه وسلم ورد ليس فيه اقناع انما في رد ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم من تظمين الجانية من تظمين الجانية دية الجنين الذي سقط وقتل بسبب ضربها فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما هذا من اخوان الكهان هذا رجل فصيح لكن استعمل فصاحته في ماذا؟ في رد الحق وفي صد حكم حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بان قال هذا من اخواني الكهال. فقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان من البيان لسحرا يحتمل انه ذم للبيان ويحتمل انه مدح له فهو اذا كان في سياق نصرة الباطل ورد الحق وقلب الحقائق فانه من البيان المذموم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لحمل ابن النابغة ان انما هذا من اخوان الكهان. واما اذا كان لتقرير الحق والدعوة اليه وبيانه فان هذا ممدوح بل الله عز وجل ذكر جل في علاه مما امتن به على الانسان ان علمه ايش؟ البيان الرحمن ايش؟ خلق الانسان علمه البيان فجاء ذلك في سياق المدح والثناء والامتنان على الانسان بان تعلمه البيان وقد وصف الله تعالى القرآن بقوله هذا بيان للناس وقال جل وعلا في وصف القرآن بلسان عربي مبين فالايات دالة على ان البيان مطلوب. وحسب لكن ذلك في سياق المدح ذلك في سياق الهداية الى الحق والدلالة عليه فان كان البيان مستعملا في هذا فانه حسن وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابي بن فيما رواه ابن ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه ان من الشعر لحكمة. فقوله صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا يحتمل المعنى يحتمل المدح ويحتمل الذنب ويحمل عليهما هو مدح فيما اذا كان البيان نصرة للحق وايضاح له وهو ذم فيما اذا كان البيان للصد عن الحق ورده ورد الناس عنه. وبهذا يتبين ايها وان السحر ليس نوعا واحدا ولا يأخذ حكما واحدا بل هو انواع منه ما هو شرك وكفر كالسحر الذي لا يكون الا بالاستعانة بالشياطين. من نفس وعقد وغير ذلك. ومنه ما يكون معصية كالسحر الذي يكون في الافساد بين الناس والقالة بينهم وكذلك في قلب الحقائق ورد الهدى بالبيان والايضاح فان ذلك من السحر المذموم يتبين ان السحر مراتب ودرجات لكن الاطلاق الذي ينصرف اليه الذهن عند يسمع كلمة السحر لا ينصرف الا الى ما يحصل به فساد عريض ويستند فيه الى الجن ويعتمد فيه على اعانتهم ويستعانون فيه على تحصيل المقصود فيكون بهذا طريقا من طرق الباطل والفساد التي يصدق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن سحر فقد اشرك هذا ما يتعلق بانواع السحر التي ذكرها المؤلف والسحر الفاسد الكفري يرجع الى نوعين اما ما يتعلق بالكواكب وتأثيرها واما ما يتعلق بالجن واعانتهم ما يكون من دعائهم من دون الله عز وجل لتحقيق المطلوب. يعلم بهذا ان السحر له انواع وابواب مختلفة وحكمه ليس على نحو واحد ولذلك اختلف العلماء رحمهم الله في قتل الساحر فذهب جمهور العلماء الى ان الساحر يقتل كل من تعاطى الوصول الى المقصود من طريق النظر في الكواكب او من طريق ما يتصل بالجن والاستعانة بهم فانه يقتل. واما ما دون ذلك مما يتعلق الخدع وخفة الحرج ومعرفة خواص المواد فان هذا من اهل العلم من قال انه يقتل وهذا قول الجمهور ومنهم من قال ان هذا لا لا يقتل الا اذا قتل بفعله. واما اذا كان لم يقتل بفعله فانه لا يقتل والى هذا ذهب الامام الشافعي. رحمه الله واما ما يتعلق بما دون ذلك بما دون هذين النوعين من انواع من الانواع التي تسمى سحرا فانها من المعاصي والذنوب التي يجب على المؤمن ان يتوب الى الله عز وجل منها وان يتوقاها لكنها ليست كفرا ولا شركا ولا تستوجب القتل فالنمام وقع في شيء من السحر لكن هذا السحر لا يبيح قتله. وكذلك من استعمل البيان في قلب الحقائق والصد عن سبيل الله قد وقع في شيء من السحر لكن هذا السحر لا يدخل فيما تكلم عنه العلماء مما يتصل بقتل الساحر ما يتصل بقتل الساحر يتنزل على نوعين النوع الاول ما يتعلق بتأثير الكواكب والاستعانة بالجن. والنوع الثاني ما يتعلق بمعرفة خواص المواد وخفة الحركة الخدع البصرية التي يخدع بها الفاعلون الناس في التقبير وتغطية اعينهم للوصول الى مطلوباتهم. هذان النوعان هما اللذان تكلم العلماء فيهما عن حكم قتل الساحر وبهذا يتبين ان السحر انواع وله احكام مختلفة ثمة ما يتصل بحل السحر حل السحر. هل يجوز الاستعانة بالساحر في حل السحر؟ هذا ما نقرأه ان شاء الله تعالى ونقف عنده في بيان احكامه في يوم غد ان شاء الله تعالى نجيب على ما يسر الله تعالى من الاسئلة