المشركون ايسون من من رحمة الله وروحه. ولذلك قال تعالى انه لا ييأس من من روح الله الا القوم الكافرون. فهم ايسون من الله وبهذا كله وبهذا كله يسلم المؤمن الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد كنا قد آآ تكلمنا على قول المصنف رحمه الله جعفر الطحاوي العقيدة الطحاوية في قوله ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله اه ذكرت في اثناء الحديث لقوله تعالى ما لم يستحله ان هذا ما لم يكن الاستحلال عن خطأ او تأويل فان ذلك مما يخرج عما قاله المصنف رحمه الله فان كان ذلك عن خطأ او تأويل فانه لا يكفر به آآ شاهدوا ذلك ما جرى من قدامة بن مظعون وموقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا اصل فيما يتعلق بالعذر بالجهل اه والا العذر بالجهل آآ هو مما اتفق العلماء رحمهم الله على اه انه عذر يرفع الحكم بالتكفير بما آآ يجهل مثله وذلك في الجملة على خلاف بينهم ظابط الجهل الذي يعذر به صاحبه ولكن في الجملة هم يتفقون على هذا المعنى فالله تعالى يقول وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وآآ شواهد هذا في السنة بينة فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قص خبر الرجل الذي قال لاهله بعد ان آآ اشرف على الموت وحضره حضرته الوفاة اوصاهم قائلا اذا انا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم اذ رؤوني في الريح في البحر فوالله لان قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه به احدا ففعلوا به ذلك فجمع الله تعالى ما تفرق من اجزائه فقال له جل في علاه ما حملك على ما صنعت؟ فقال خشيتك يا رب آآ غفر الله تعالى له هذا رجل شك في قدرة الله على البعث والميعاد واعتقد انه بهذا لن يبعث وهذا كفر بالاجماع لا خلاف بين اهل العلم في انه كفر مع هذا لم آآ يؤاخذه الله تعالى لجهله قدرة الله تعالى على الاعادة ولو في هذه الحال كل من كان متأولا من اهل الاجتهاد حريصا على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم لكن اجتهاده لم يقده الى صواب فهو اولى بالمغفرة من مثل هذا ثم قال المصنف رحمه الله ولا نقول لا يظر مع الايمان ذنب لمن عمله اي لا نعتقد ان المؤمن لا تضره المعاصي سواء كان كانت المعصية بترك واجب او بفعل محرم بل الذنوب صغيرها وكبيرها جميعها بترك الواجبات او في انتهاك المحرمات مضر بالايمان وهي في الظرر على مراتب متفاوتة وعلى دركات متعددة فمنها ما ينقص الايمان ومنها ما يذهبه ومنها ما اه يكون محبطا للعمل ولذلك هو على درجات ليس هي الذنب على درجات وليس على درجة واحدة فيما يؤثر في الايمان الاجماع منعقد على انه يضر على ان المعاصي تضر مع الايمان ادلة ذلك في الكتاب والسنة مستفيضة الله تعالى يقول الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وفي الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فدل ذلك على ان الزنا وهو من كبائر الذنوب يؤثر على الايمان لنفي النبي صلى الله عليه وسلم الايمان عن الزاني حال زناه ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم وهو مؤمن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وهذا القول الذي ذكره المصنف ولا نقول لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله. رد على المرجئة الذين اخرجوا العمل عن مسمى الايمان وزعم غلاتهم بان الايمان هو معرفة القلوب وقالوا لا يظر مع الايمان ذنب لمن عمله ومهما كان الذنب واول من اظهر هذه المقالة الجهمي بن صفوان وقد رد عليه الائمة وابطلوا قوله وسيأتي مزيد بيان هذا الاصل في مبحث الايمان الذي سيأتي قريبا في كلام المصنف رحمه الله وقوله نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمل عليهم ولا يشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم هذا الكلام كله بيان لطريق اهل السنة والجماعة مع مع اهل الاحسان اهل السنة والجماعة يطمعون لاهل الاحسان من المؤمنين ان يدركوا ما وعدهم الله تعالى من العطاء والمثوبة. قوله نرجوا المحسنين المحسنين جمع محسن والمحسن هو من اعانه الله تعالى على تكميل خصال الايمان والاسلام وهو المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تغاه فان لم تكن تراه فانه يراك هذه اعلى منازل الدين وارفع مراتبه وهكذا نرجو لكل مسلم فانه ما من مسلم الا ومعه شيء من الاحسان ولعل هذا هو مراد المؤلف مراد المؤلف نرجو للمحسنين اي لمن كان من اهل الاسلام فان الاجماع منعقد على رجاء الخير لكل مسلم فيكون الاحسان هنا مقابل الاساءة ولهذا قال نرجو للمحسنين للمحسن ونخاف على المسيء وكل مسلم محسن وان تفاوت احسانه فقوله رحمه الله نرجو للمحسن المقصود بالاحسان هنا من كمل خصال الايمان واجتهد في بلوغ درجة الاحسان قد يقال ان هنا المراد به مسلم عموما لكنه قد اه بين المصنف رحمه الله ما يبين ان المراد به الدرجة العليا من مراتب الدين لانه قال ونستغفر لمسيئهم اي للمسيء من اهل الايمان فليس المقصود المسلم اي نرجو لكل مسلم هذه المنزلة يعني محل تأمل قد يحتمل هذا كلام المصنف رحمه الله لكن الذي يظهر ان الاحسان هنا هو تكميل مراتب الدين والاجتهاد في ذلك والاساءة هو النقص بالاسراف على النفس في المعاصي والخطايا. نرجو للمحسنين من المؤمنين وهم واهل الطاعة والاحسان ان يعفو عنهم هذا في بعض النسخ ويدخلهم الجنة ولا نأمن على عليهم اي اننا نخاف على المحسنين ان يدركهم شؤم قصورهم او تقصيرهم فالمؤمن لا يخلو من قصور او تقصير والقصور هو عدم توفية له حقه عجز واما التقصير فهو عدم القيام بحق الله تعالى مع القدرة كما نخاف على المحسنين عدم القبول لوجود ما يمنع من قبول اعمالهم فلا نأمن عليهم لا نأمن على اهل الاحسان مهما كان احسانهم فانه قد يدركهم شؤم قصورهم او تقصيرهم او لا يقبل الله تعالى ما يكون من عملهم فانه لا يجزم لمعين بالقبول الا بنصر. فقد وصف الله تعالى المسارعين في الخيرات بقوله. والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون وقلوبهم وجلة اي خائفة الا يكون عملهم مقبولا كما جاء ذلك في السنن من حديث عائشة رضي الله عنها انها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية عن قوله والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة قالت اهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون الا يقبل منهم اولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فهؤلاء خافوا من عدم القبول لوجود ما يمكن ان يكون خفيا لا يتبين فيكون سببا موجبا لرد العمل ولهذا قال ولا نأمن عليهم اي لا ليس عندنا امان على احد من المحسنين انه ناجل فذاك لابد فيه من نص وبيان وقوله ولا نشهد لهم بالجنة كما في بعض النسخ اي لا نعتقد ونقول ان معينا من المحسنين في الجنة فلو قال فلان المحسن في الجنة مهما كان احسانه ومهما كانت درجته دينه وصلاحه الا ان يأتي دليل يشهد لذلك. فان علم ذلك الى الله تعالى. واذا كان كذلك فلابد من الرجوع اليه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة بما يبدو للناس وهو من اهل النار وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه وسيأتيه مزيد عند قوله ولا ننزل احدا منهم جنة ولا نارا وقوله رحمه الله ولا نشهد لهم بالجنة يستثنى من هذا من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة فنشهد لكل من بشره النبي صلى الله عليه وسلم بانه من من اهل الجنة كالعشرة المبشرين بالجنة كما جاء ذلك بما رواه سعيد وعبدالرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن ابي وقاص في الجنة وسعيد ابن زيد في الجنة وابو عبيدة عامر الجراح في الجنة فهؤلاء شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم باعيانهم فنشهد لهم وكذلك كل من شهد له بالجنة من اصحابه رضوان الله عليهم نشهد له بالجنة كخديجة والحسن والحسين ومن جاء ذكرهم في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه قال رحمه الله ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم اي نسأل الله تعالى المغفرة لاهل الاساءة من المؤمنين والمغفرة هي سؤال ستر والتجاوز والمسيء هو من تورط بارتكاب سيئة اما بترك واجب او بفعل محرم وقوله رحمه الله ونخاف عليهم اما الاستغفار فقد امر الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات ولنا فيه اسوة حسنة ذلك في قول الله تعالى واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات امر الله تعالى رسوله بان يستغفر لذنبه وللمؤمنين والمؤمنات وهكذا اهل الايمان يستغفرون للمؤمنين والمؤمنات و قوله ونخاف عليهم اي اننا نخشى على مسيء من اهل الايمان ان تدركهم العقوبة وان يحيط بهم ما جنوه من السيئات فان ذلك قريب ومحتمل ذلك ان الذنوب تحت المشيئة ان لم يتب منها اصحابها والمقصود بالمسيء من لم يتب من سيئاته. اما من تاب فاننا نرجو ان يتوب الله عليه لكن من لم يتب من اهل الاساءة هذا لا نجزم له بمغفرة ولا خوف عليه ان يدركه ما يكون من سيء عمله حتى من اظهر التوبة نحن لا نعلم ايقبل الله توبته او لا فنخاف عليها الا تقبل توبته فقوله ونستغفر لمسيئهم يعني من اساء ولم يتب ومن اساء وتاب فهؤلاء كلهم نستغفر لهم ونخاف عليهم قال ولا نقنطهم اي لا نؤيس المسيء من المؤمنين لا نؤيس احدا من رحمة الله تعالى ومغفرته ولا نقطع طمعهم في عفو الله عز وجل واحسانه وبره وفضله بل نقول كما قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وهذا يشمل كل ذنب صغير وكبير ظاهر او باطن فقوله ان الله يغفر الذنوب جميعا يشمل كل ذلك. حتى الشرك اذا تاب منه فان الله يغفره لكن اذا لم يتب من الشرك فانه لا يغفر له لقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من الافراط والتفريط والغلو والجفاء يجمع بين نصوص الوعيد وبين نصوص الوعد فيسلم من ظلالات الخوارج المكفرين والمرجئة المنحرفين الذين يطمعون الناس في رحمة الله مع عدم اقبالهم عليه ولا تقديمهم ما يستوجب رحمته وهذا ما دل عليه القرآن فان الله تعالى ذكر رحمته وذكر مغفرته وذكر عقوبته ومؤاخذته في كثير من الايات ليكمل بذلك ايمان العبد ويجمع بين نصوص الوعد والوعيد. نبئ عبادي اني انا الغفور وان عذابي هو العذاب الاليم قد قال الله تعالى في وصف نفسه غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول فيطمع المؤمن بسعة رحمة الله عز وجل ومغفرته. ويخاف من عذابه ونقمه فيكمن له مقام الخوف والرجاء فكما لا يؤيس اهل الاجرام والاثام من مغفرته كذلك لا يؤمنون من عقابه بل يجمع بين هذا وهذا ثم قال المصنف رحمه الله والامن والاياس ينقلان عن الملة الامن من مكر الله ومن عقوبته ومن اخذه لمن يستحق العقل والاياس من رحمته و توبته لمن تاب واقبل عليه كلا هذين الطريقين الامن وهو عدم الخوف وعدم الخشية والإياس وهو قطع الأمل والقنوط من الرحمة هذان داءان متقابلان الأمن يحمل على الاسترسال بالمخالفة والمعصية وهو طريق المرجعة وعدم ويحمل على عدم العمل بالطاعة والإياس مقابل وهو اليأس وقطع الرجاء من رحمة الله والقنوط من فضله كما هو شأن الخوارج والمكفرة وكل من الامن من مكر الله والاياس من روح الله طريق يوصل الى الكفر بالله والخروج عن الهدي المستقيم اما الامن من مكر الله فقد قال الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون والخاسرون هم الهالكون والخسارة درجات اعلاه الكفر بالله عز وجل ولهذا وصف الله تعالى في القرآن العظيم اهل الكفر والتكبيب بالخسارة فقال ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون. ويقول جل وعلا والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله اولئك هم الخاسرون واما الاياس من رح الله ورحمته فذاك ايضا من موجبات الانتقال عن الملة والخروج عن الهدي القويم يقول الله جل وعلا انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون وقال في اية اخرى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون فوصفهم الله تعالى في اية بالكفر وفي الاخرى بالضلال ونهى اهل الايمان واهل الاسلام عن ان ييأسوا من رحمة الله فقال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله والنهي يقتظى التحريم فالامن والاياس محرمان في شريعة الاسلام ولكن هل ينقلان عن الاسلام بمعنى انه ينتقل الى الكفر هذا فيه تفصيل فليس كل امن ينقل عن ملة الاسلام كما انه ليس كل اياس ينقل عن ملة الاسلام انما ذاك الامن التأمل كامل التام الكامل اما الاياس والامن الذي يكون في حال او في ظرف فانه لا ينقل بل منهما ينقل ومنه ما لا ينقل فما كان كالاياس الذي يعرظ لبعظ اصحاب الذنوب او الامن الذي يعرظ لبعظ اصحاب الشهوات في ظروف معينة واحوال معينة هذا من كبائر الذنوب وعظائم الاثم لكنه لا ينقل عن الايمان الا اذا كان قياسا مطبقا او امنا تاما يشهد لي هذا قصة قدامى بن مظعون حيث اصابه شدة يأس من جراء تأوله في استباحة ما حرم الله تعالى فكتب له عمر كما سبق الاشارة كتب اليه في القصة لا ادري اي ذنبيك اعظم استباحتك الخمر او قياسك من رحمة الله فينبغي للمؤمن ان لا ييأس من رحمة الله مهما عظم الذنب فانه جل وعلا تتلاشى في جنب مغفرته ورحمته الذنوب لكن هذا لا يعني ان يمضي في ذنوبه ويسرف على نفسه بل يعني ان يبادر الى الاخذ باسباب التوبة والاستغفار فالمؤمن يعظم في نفسه الذنب ويثقل عليه ويتذكره ليستغفر ليستغفر الله منه كما جاء في الصحيح من قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه في اصل جبل يخاف ان يقع عليه في اصل جبل يعني اسفل جبل يخاف ان يسقط عليه الجبل وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على انفه فقال له هكذا فطار اي لا يقيم له وزنا ولا يخشى له عاقبة ولا يخاف من شؤمه ولذلك جاء التحذير من الذنوب الصغيرة والجليلة على حد سواء. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول اياكم ومحقرات الذنوب يعني الذنوب التي تحتقرها العيون ولا تخافها النفوس وقال بتبرير ذلك فانهن يجتمعن على الرجل فيهلكنه اذا هاتان سوأتان بهما يحصل التأثيم للانسان وهما الياس من روح الله والامن من مكر الله تعالى والامن هو اصل شبهة المرجئة كما الاياس هو اصل شبهة الخوارج فالمرجئة امنوا من مبكر الله وقالوا لا يظر مع الايمان معصية. واما الخوارج فاي الناس من رحمة الله فجعلوا الذنوب سببا للخروج عن اما كفرا كما تقول الخوارج واما منزلة بين المنزلتين كما تقول المعتزلة قال وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة طريق الهدى الصراط المستقيم الطريق القويم وسط بين هذين. بين ايش الامن والإياس فلا املأ من مكر الله ولا قنوط من رحمة الله كما دلت على ذلك النصوص فاذا ادرك العبد ذلك مجموعا في قلبه اي اجتمع في قلبه الطمع في فضل الله و اجتمع في قلبه آآ عدم اجتمع في قلبه عدم الامن وعدم الاياس في قلبه كان ذلك محققا للخوف والرجاء المطلوب الذي يصلح به مسيرنا المؤمن واما يتصل بالامن والاياس ايهما يغلب المؤمن هل يغلب الخوف او يغلب الرجا هذا مما اختلف العلماء فيه فمنهم من قال تغريب الخوف على الرجاء مطلقا يعني تكون الحالة الغالبة على القلب الخوف من المؤاخذة والثاني تغليب الرجاء على الخوف مطلقا. وهذان قولان متقابلان الثالث استواء الخوف والرجاء فهما كجناحي طائر لا يستقيم السير ولا يصلح المسير الا تكميل الخوف والرجاء فاذا استوى تم طيرانه واذا نقص احدهما وقع النقص واذا ذهب اي انعدم الخوف والرجاء صارت الطائر في حد الموت قل الرابع التفصيل بحسب اختلاف احوال الاشخاص و حال الانسان من الصحة حال حال الشخص من الطاعة والاحسان والايمان والمعصية وحاله من الصحة والمرض فهذا يختلف باختلاف احوال الاشخاص من الصحة والمرض والاحسان والاساءة والاقرب من هذه الاقوال ان الاصل في حال المؤمن استواء الخوف والرجاء. عملا بالادلة التي جمعت للمؤمن الحالين حال الخوف وحال الرجاء كما قال الله تعالى ادعوا وادعوه خوفا وطمع اي اعبدوه خائفين من عذاب طامعين في رحمته. وكذلك ذكرها الله وصفا في قوله ويرجون رحمته ويخافون عذابه يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. هكذا معظم ايات القرآن العزيز تجمع بين الخوف والرجاء. فدل ذلك على ان الاصل هو استواء الخوف والرجاء. وقد يغلب جانب الخوف في حال وجانب الخوف الرجاء في حال لكن هذه حالات استثنائية ليست هي الحال الاصلية والله تعالى اعلم ونقف على قوله ولا ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه. صلى الله وسلم على نبينا محمد