فقوله جل وعلا ان الله يحب التوابين اي يحب من يكثر التوبة ومن يكثر المراجعة الى الله عز وجل يكثروا الاستغفار والاوبة الى رب العالمين. فالتواب هو من يكثر التوبة. ومن يكون عظيم التوب ومن يكون ايضا عظيم التوبة فان التواب صيغة مبالغة تدل على الكثرة وعلى العظم. والكبر في هذه التوبة فتكون التوبة خالصة صادقة مستوفية للشروط تكون توبة تكون توبة عظيمة فيكون صاحبها توابا. وكذلك اذا كرر ذلك كرر التوبة واعادها وكل كلما قال فذنبا او خطأ عاود ربه جل وعلا بالاستغفار والتوبة والاعتذار. فانه يكون ذلك توابا. فقوله جل وعلا ان الله يحب التوابين اي يحب الذين يكثرون من التوبة اليه. والرجوع اليه. وكل انسان بحاجة الى التوبة لا يظن ظان ان التوبة لا تكون الا لصاحب التقصير والاساءة بل كلنا صاحب تقصير صاحب قصور نحتاج معه الى ان نتوب الى الله عز وجل. النبي صلى الله عليه وسلم كان يحسب له في المجلس الواحد سبعين استغفارا او مائة استغفار استغفر الله العظيم واتوب اليه رب اغفر لي وتب عليه انك انت التواب الرحيم. فينبغي للمؤمن ان ان يكثر حتى ينضم الى هؤلاء الذين اثنى الله تعالى عليهم بذكر محبته لهم اذا احبك الله بلغت منزلة عليا. من يحبه الله فهو امن من كل ما يخاف. من يحبه الله فهو مسدد في سمعه وسدد في بصره مسدد في اخذه وعطائه مسدد وموفق في حركته. وهو اذا سأل الله وجد الله منه قريبا. واذا استنصره وجده ناصرا. واذا استعاذ وجده حاميا حافظا مغيثا سبحانه وبحمده. لهذا احرص على ان حلى بكل وصف ذكر الله تعالى انه يحب اهله. اذا اردت محبة الله فاتصف بصفات من يحبهم. ان الله يحب التوابين اي كثير التوبة والمتطهرين. وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الالهي يقول الله تعالى وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. يعني احب ما تتقرب به الى الله عز وجل الفرائض. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل يعني بعد اداء الفرائض حتى احبه. يعني الى ان احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ويده التي يبطئ وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش ورجله التي يمشي بها كل هذه معية توفيق وتسديد وحفظ وصيانة وهداية نسأل الله من فضله ثم بعد هذا ولن استنصرني لانصرنه. ولئن استعاذني لاعيذنه. استنصرني اي طلب نصري في امر من الامور او من القضايا على عدو عام او على عدو خاص. لانصرنه ولن استعاذني اي طلب مني الحماية اعتصم به التجأ اليه وجدني ملجأ وملاذا ومعاذا ان يناله ما يكره ولئن استعاذني لاعيذنه. اما الوصف الثاني الذي ذكره الله عز وجل ان الله يحب التوبة ويحب المتطهرين. اي الذين يتطهرون عن كل سوء في الظاهر والباطن. فالمتطهر ليس فقط هو من زان بدنه. وجمل ظاهره. بل من هذا واعظم هو طهارة القلوب وطهارة القلوب هي سلامتها من الشرك سلامتها من البدعة سلامتها من النفاق سلامتها من الامراض هذي اربع امور انتبه لها واحذر ان تدب الى قلبك حتى تحقق سلامة القلب حتى تحقق طهارة القلب طهارة القلب ان يكون سالما من الشرك. فلا اله الا الله. ليس بلسانك فقط بل ينطق بها يقولها قلبك قبل ان يتكلم بها لسانك. لا اله الا الله لا معبود حق الا الله. لا تعلق بغيره جل في علاه. لا محبوب الا هو ولا معظم الا هو سبحانه وبحمده ولا استناد ولا توكل الا عليه ولا طلب غوث او فرج او كشف مدلهمات الا منه جل في علاه. فالدعاء له وحده لا شريك له. هذا اول ما يطهر به قلبك طهره من الشرك. لا يكون فيه شرك. وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر دعاء يدعو به فقال قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم. يعني وانا على بصيرة فيما وقعت فيه من الشرك. واستغفر مما لا اعلم. يعني اطلب منك المغفرة على شيء حصل مني دون ان اعلم حري بالمؤمن ان يطهر قلبه من الشرك. طهر قلبك من النفاق. والنفاق خصال. اصلها يدور على معنى واحد وهو الكذب. فكل خصال النفاق ترجع الى الكذب. والى الاخبار في الحقيقة ثم بعد ذلك قد يتطور هذا النفاق الى ان يكون نفاق قلب واعتقاد قال فالنفاق نوعان نفاق في عمل ونفاق في اعتقاد. الاخطر منهما نفاق الاعتقاد لانه يحول بين وبين الجنة بل ينزل بالانسان الى اسفل سافلين ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار الاسفل المراتب ادنى المراتب انزل دركات النار هي للمنافقين ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهذا هو النفاق الاعتقادي ما هو النفاق الاعتقادي؟ هو ان يظهر الانسان الاسلام ويبطل خلافه ويبطل الكفر. اما لعصمة دمه او لعصمة او لتحصيل المصلحة او الاستفادة او ما الى ذلك المنافقون لهم اسباب عديدة فيما يتورطون به من النفاق لكن هناك نفاق اخر وهو نفاق العمل. وهذا الذي اكثر الناس عنه غافلون وهو المشار اليه في قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة ثلاث من كن فيه كان كانت فيه خصلة من النفاق. اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. ثم جاء ايضا بيانها في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه في الصحيحين قال اربع اربع خصن صار صفات منكن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت به خصلة منهن يعني واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان الرابعة واذا خاصم فجر. اذا اذا اختصر مع شخص ما راقب لله حقا فجر يعني كالماء اذا انفجر كيف يسيح ويدمر ما بين يديه كذلك هذا اذا خاصمه احد لم يرعى تجده يسب ويكذب ويطعن ويقذف ويأكل مال ويحلف كذب من البلايا تقع بسبب الخصومات اذا خاصم فجر. فاحذر هذه الخصال في سلوكك وعملك حتى تسلم من النفاق. اذا هذا ثاني ما تطهر قلبك منه حتى تكون ممن يحبهم الله. الا تحب ان تكون من الذين قال فيهم؟ ان الله يحب التوابين واحب المتطهرين اعظم طهرة هي طهارة القلب وهذان وهاتان خصلتان من خصالها من الشرك الطهارة من النفاق الطهارة من البدعة. فاحذر البدع دقيقها وجليلها. والبدعة ما هي البدعة؟ البدعة هي خروج عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم الى بنيات الطريق. ظنا انها توصل الى الله عز وجل الله عز وجل سدد طرق كل الطرق التي تؤدي الى الجنة مغلقة الا طريقا واحدة طريقه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فليس ثمة طريق يوصلك الى الجنة الا طريقه. فالزم سبيله. الزم طريقة اذا اردت النجاة فانه لا نجاة الا بلزوم السنة. فالسنة كما قال سلف الامة سفينة نوح من الذي نجا من الطوفان؟ من ركبوا سفينة نوح. كذلك من الذي ينجو من الانحرافات والبدع بشتى صنوفها من استمسك بالسنة لذلك كانت السنة مركب نجاة لكل من اراد النجاة والسلام من الهلاك فمن اراد النجاة فليلزم سنة سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. الذي كان يردد في خطبه ويقول ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي من؟ هدي محمد صلى الله عليه وسلم فليس ثمة هدي اكمل من هدي صلوات الله وسلامه عليه فالزم هديه تنجو من كل مهلكة وموبقة ظاهرة وباطنة. اذا هذه الثالثة احذر البدع كل من زين لك قولا او عملا او اعتقادا سل قبل ان تعتقد او تقول او تعمل هل فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الدليل؟ وهناك مسألة سهلة يعني ليس فيها صعوبة ولا فيها خفاء ولا فيها انتصار لرأي فلان او فلان او علماء بلد فلان او علماء البلد الفلاني لا. نحن كلنا نرد موردا واحدا اصبر عنه صلى الله عليه وسلم. فيجب ان نرد السنة فنتعلم منها ونصدر عنها. ولذلك دقيقة وجليلة في عملك ظاهرة او باطنة اسأل عن ما هو الدليل اين ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم. طبعا ان تسأل العالم سؤال استرشاد. واستبانة واستيضاع. حتى تعرف الهدى وتستمسك به وقد يقول لك دليلا فاحرص على ان يكون الدليل صحيح لا شيء ان يكون الدليل صحيحا لا سيما مع كثرة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الان يشيع بين الناس عبر وسائل الاتصال احاديث كثر قال رسول الله واحيانا قد يكذبون ويقولون رواه البخاري او رواه مسلم او ما الى ذلك فتنبه الى ان يكون ما فلتأخذ عنه ثقة في دينه ثقة في علمه ثقة في ما معه حتى تسلم من الانحرافات. اذا السنة العمل بها ظاهرا وباطنا يسلمك من البدعة فيسلم قلبك من الانحراف. اما رابع ما طهر قلبك منه حتى تكون من المتطهرين طهر قلبك من الكبر من الامراض الفتاكة كالعجب كالرياء وما اشبه ذلك من الامراظ التي تفظي بكى الى الهلاك من حيث لا تشعر. فاذا سلم قلبك من هذه كنت من المتطهرين. واذا كنت من المتطهرين فابشر فان الله تعالى الحب التوابين ايش؟ ويحب المتطهرين. فهنيئا لهم هذه المحبة من الله عز وجل ومن احبه الله الله له في السر والعلن والظاهر والباطن ونجاه من المهلكات. بعد هذا قال جل وعلا نساؤكم حرف لكم قبل ما نمضي في الاية التالية الله عز وجل بعد ان ذكر احكاما تتعلق الحيض وما يتصل الصلة بالمرأة بالزوجة في هذه المدة. ختم بقول ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ليعلم المؤمن ان انه بحاجة دائمة الى التوبة والى التطهر حتى يكون على اكمل الاحوال فينضم الى حزب الله الذين يحبهم جل في علاه. يبين هذا ان التزام لاحكام الشريعة طهرة. فاذا اردت التطهر فالتزم احكام الله عز وجل. وراجعها وارجع اليها واستمسك بها حتى تكون من المتطهرين. وهنا رد على جماعات من اهل الانحراف والظلال واهل الغلو والتطرف الذين ليس لهم هم الا الفساد بين المسلمين. ومن طرق افسادهم بين المسلمين النيل من علماء الامة. تجد من الناس من يطعن في علماء الامة؟ ويقول هؤلاء علماء ايش؟ حيض ونفاس. حتى يزهدوا الناس عن اهل العلم فالى هؤلاء نقول من الذي سأل عن المحيض؟ اصحاب رسول الله سألوا من رسول الله من الذي بين حكم المحيض؟ الله جل في علاه. فهل يسوء لعاقل ان يهزأ باحكام الشريعة او يهزأ ويتنقص علماء الشريعة انهم يتكلمون في هذه الامور ويبينونها للناس. والله هو الذي تولى بيانها وذكرها في اية من ايات كتابه الحكيم لا شك ان هذا من خفة دينهم وقلة عقولهم وظعف احلامهم و بعدهم عن انوار الشريعة انهم يطعنون في علماء الامة انهم يبينون الاحكام للناس ويقولون لا يعرفون شيئا ولا عندهم علم الا فيما يتعلق بالحيض والنفاس. العلم بالحيض والنفاس خير من الجهل فيهما فلا ينبغي الطعن في العلماء واحذروا كل من يطعن في علماء الامة الذين امضوا اعمارهم وافنوا وامضوا جهدا واسعا في تعليم الشريعة ونشرها بين الناس فانه لا يقع فيهم ولا بالسوء الا اهل الانحراف والضلال على اختلاف مشاربهم وتنوع طرائقهم. فان فان اهل العلم اولى من من تحفظ اعراضهم وان كان كل مسلم محرم العرض كل المسلم على المسلم دمه وماله وعرضه. وكلما زاد وصف الاسلام في الشخص باخذه بخصال الايمان وقيامه باعمال الاسلام حرمته اعظم واكبر واخطر فينبغي الحرص الحرص على صيانة النفس من هذه المسالك الرديئة المنحرفة بعد ذلك يقول الله تعالى نسائكم حرث لكم فاتوا حرثكم انا شئتم نساؤكم اي زوجاتكم ومن احل الله تعالى لكم من النساء. حرث لكم اي كال ارظ التي يبذر فيها البذر لجني الزرع عنده حصاده النساء بالنسبة لازواجهن حرف لانهن موضع الولادة لانهن منهن يصدر هذا الجنس. فلذلك شبه الله تعالى النساء الزوجات بالارض فيما يتعلق بحصول الذرية واستمرار نساؤكم حرز لكم فاتوا حرثكم انا شئتم. اي ائتوا حرثكم كيفما شئتم فقد احل الله تعالى لكم الاستمتاع لزوجاتكم على النحو الذي تشاؤون محافظين في ذلك حدود الله عز وجل والذي منعه الله تعالى في هذا هو ان يأتيها في الحيض وقد تقدم في قوله فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن وقد اظاف الى ذلك ما دلت عليه الاية من ان اتيان المرأة لا يكون الا في الحرث وهو موضع الولادة موضع الولادة وهو الرحم. اما ما عداه فان الله تعالى لم يأذن به لاحد. بل قوله تعالى نسائكم حرث لكم دليل لما ذهب اليه عامة علماء الامة من تحريم اتيان النساء في ادبارهن فان الدبر ليس موضعا للحرف بل الحرف هو ما يكون موضعا النسل ما يكون موضعا ان قال جل وعلا فاتوا حرثكم انا شئتم يعني كيفما شئتم ثم بعد ان ذكر ذلك عاد الى التبكير بالاخرة وقدموا لانفسكم فلا تلهكم متع الدنيا وملذاتها عن ان تقدموا لانفسكم خيرا وقدموا لانفسكم اي ما يسركم بين ايديكم ما الذي تقدموه؟ هو ما تسلفه من العمل الصالح. ما تجعله بين يديك من صالح العمل الذي تسر به سواء كان ذلك في التوحيد وهو اصل العبادات او كان ذلك في سائر الطاعات من الاسلام وشرائعه التي هي حقوق لله تعالى او كان ذلك في حقوق الخلق بادائها واعطاء الامانات لاهلها كما قال الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها او غير ذلك. قال جل وعلا نسائكم حرث لكم فاتوا حرثكم انا شئتم وقدموا لانفسكم ما يسركم وما ينفعكم بين يديه جل وعلا ثم قال واتقوا الله اتقوا الله كيف نتقي الله؟ بان نجعل بيننا وبين عذابه وقاية. هذه تقوى الله. تقوى الله ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية. كيف تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية؟ ان تطيعه فيما امرك. وان تطيعه فيما نهاه فيما امرك بالفعل وفيما نهاك بالترك والاجتناب حتى تسلم من عذابه قال تعالى واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه. وبشر المؤمنين. واعلموا اي تيقنوا يقينا انكم ملاقون. اي ستلتقون به جل في علاه. فما منكم الا سيلقاه جل في علاه. يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا ايش؟ فملاقيه فلا بد من هذا اللقاء وهذا لكل واحد منا سيلقى الله جل في علاه. فليعد لهذا اللقاء ما يسره. واذا قدموا لانفسكم ثم اعظم ما يقدم وهو التقوى. اشمل ما يقدم هو تقوى الله عز وجل. واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه ثم بعد ذلك جاءت البشرى قال وبشر المؤمنين. لماذا؟ لانهم هم الفائزون يوم اللقاء. هم يستبشرون بلقاء الله هم المحبون للقائه وهم الذين يحب الله لقاءهم جل في علاه نسأل الله ان نكون منهم هذا ما ذكره الله جل وعلا في شأن آآ عقد النكاح وما يتصل به من من استمتاع الرجل باهله ما يحل منه وما يحرم. نقرأ ما ذكره الحافظ الامام البخاري رحمه الله في في ذلك ثم نعلق عليه وبعد ذلك ان شاء الله نجيب على اسئلتكم باذن الله قال قال كان ابن عمر رضي الله عنهما اذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يبلغ منه فاخذت عليه يوما قال ما مضى. هذا الاثر الذي نقله الامام البخاري باسناده ان نافع ونافع مولى بن عمر كان رقيقا عند ابن عمر فاعتقه وكان ممن طلب العلم تنقل عنه علما جما. واخذ عنه علما كثيرا. يقول في بيان وصف حال ابن عمر يقول كان ابن عمر رضي الله عنهما عبد الله بن عمر ابن الخطاب الصحابي الجليل الذي له من العلم ما هو معروف حتى وصفه الذهبي بانه شيخ الاسلام. قال نافع في وصف ابن عمر قال اذا قرأ القرآن لم تتكلم حتى يفرغ منه. يعني اذا كان يقرأ القرآن لم يحدث احدا لا يقطع القرآن لاجل حديث مع احد حتى ينتهي من ازبل وهذا من حزمه رظي الله تعالى عنه وهمته في انهاء ما يريد قراءته هذا واحد وثانيا ان هذا احضر لقلبه احظر لقلبه ان يكون الانسان عند قراءته مقبل لا يلتفت ولا يكلم الان انت تقرأ الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ثم تقول للولد صب ماء الرحمن الرحيم مالك يوم بعد قراءتك لن تقول في التتابع وحضور الذهن وحضور القلب كما لو كنت لا تحدث احدا حتى تفرغ من قراءتك. لذلك كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه اذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه اي حتى ينتهي من قراءته فان ذلك يفيد فائدتين. الفائدة الاولى ايش؟ انه اعون لانهاء الحزب الذي قررت ان تقرأه فان كان من حزبك ان تقرأ في اليوم جزء فلا تتكلم قبل ان تنهي الجزء. ان كان اكثر فلا تتكلم مع من تريد الحديث معه حتى تنهي من من الحصة التي قررتها القدر الذي قررته في هذه القراءة في هذا المجلس. ثانيا انه اجمع لقلبك وابعد عن الشتات وتفرق الذهن فيما يجري من حديث سواء حدثت احدا او استمعت الى من يحدثك. قال رضي الله تعالى فاخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة يعني حفظت عنه حادثة خرج عن هذا خرج عن هذه الطريقة انه لا يتكلم مع احد. فاخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى الى مكان الى مكان يعني الى اية وهي قوله تعالى نسائكم حرث لكم فاتوا حرثكم انا شئتم وقدموا لانفسكم. قال تدري فيما انزلت؟ يعني هل هل تعرف فيما انجزت؟ اما ان يكون نافع كان يستمع اليها او يراجع معه القرآن او يعرض عليه القرآن او انه كان يحضر المجلس الذي يقرأ فيه ابن عمر ولا يتكلم معه الا اذا فرغ الا في ذلك اليوم. قال اتدري فيما قال تدري فيما انزلت؟ قلت لا. نافع اقول لا لا اعلم فيما انزلت. قال انزلت في كذا وكذا وذكر فيما انزلت ثم مضى. مضى في ايش؟ في قراءة اي استمر يعني هذه هي المرة الوحيدة التي حفظ فيها عن ابن عمر انه تكلم معه وقطع قراءته لاجل الحديث معه. وهنا الكلام كلام في امر اجنبي او في امر يتصل بالقراءة. في امر يتصل بالقراءة وهو ذكر سبب نزول الاية. ولعل ابن عمر رضي الله تعالى عنه اراد ان يعلم نافعا. سبب نزول هذه الاية او ان في ذلك مراجعة اراد ابن عمر رضي الله تعالى ان يستذكر الحدث الذي نزلت فيه علمه لان من سبل العلم تعليمه. فان تعليم العلم مما يثبته في قلبك. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه بلغوا عني ولو اية لو اية والمقصود بالاية سواء اية من القرآن او من قوله صلوات الله وسلامه عليه فان قوله او دال على صدقه وهو برهان على صحة ما جاء به صلى الله عليه وسلم. ثم قال وعن عبد الصمد الان يبين آآ تفصيلا في آآ ما اجمله في الروايات السابقة. يقول عن عبد الصمد قال حدثني حدثني ايوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الله تعالى فاتوا قال يأتيها سمعت ومن ورائها جاء الولد اهون. ونزلت قول الله تبارك قول قوله قول الله تعالى انا جئتم؟ اذا بين ابن عمر رضي الله تعالى عنه في هذه الرواية الاية التي توقف عندها وسألنا اتدري او تدري فيما انزلت؟ وهي قوله تعالى فاتوا حرثكم انا شئتم. ثم له قال يأتيها في ولم يكمل الكلام لوضوحه ان يأتيها في موضع الاتيان لا يأتيها في غير موضع الحرف الذي تقدم بيانه وايظاحه عند تفسير الاية. ثم ذكر في يتصل بالاية قول اه ما ساقه باسناده من حديث محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال كانت اليهود قل اذا جامعها يعني اذا جامع امرأته واذا جامع الرجل امرأته من ورائها جاء الولد احول يعني جامعها من ورائها في قبرها وليس انه يأتيها في دبرها لانه لو جمعها في دبرها لم يأتي لاحول ولا اعمى ولا بصير. لانه ليس ايش؟ موضع للولادة ما هو موضع للتلقيح اصلا وانما مراد انه اذا جاء المرأة على هذا النحو الذي ذكر كان احول وهذا من اختراعات اليهود وكذبهم على الله ورسوله وتكذيب الواقع لهم ايضا. قال جاء الولد احول فنزلت نسائكم حرث لكم فاتوا حرثكم شئتم فكذب الله تعالى هؤلاء ولذلك فسرها جماعة من العلماء في قوله انا شئتم يعني كيفما شئتم وبعضهم قال مقبلة ومدبرة والمقصود بذلك ان الرجل اذن الله له ان يستمتع بامرأته كيفما شاء لكنه في موضع الحرف لا يتجاوز ذلك الى غيره. فقوله جل وعلا انا شئتم اي كيف شئتم هكذا قال جماعة من المفسرين وقال جمع اخرون من حيث شئتم وعلى اي وجه احببتم وقال جماعة انا شئتم متى شئتم وكل هذا مما يمكن ان تدل عليه الاية لكن اقرب ذلك والذي رجحه شيخ المفسرين ابو جعفر الطبري ان قوله تعالى انى شئتم هو من اي وجه شئتم هذا المعنى المراد وذلك ان ان في كلام العرب يؤتى بها اذا ابتدأ بها في الكلام على المسألة يريد من اي وجه ذلك اي من اي وجه اردتم؟ هذا ما في هذه الاية من مسائل نكتفي بهذا القدر من الكلام على ما ذكره الحافظ الامام البخاري رحمه الله ونجيب على اسئلتكم نسأل الله السداد والجواب