بما نقل عنه ابن عباس وان تحلوا بهذا البلد؟ قال انت يا محمد يحل لك ان تقاتل فيه قوله حل هنا من الاباحة وضد الحرمة وقيل وان تحلهم بهذا البلد اي وانت مستحل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقال ابن كثير في تفسيره سير سورة البلد وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم. لا اقسم بهذا البلد وان تحلوا بهذا البلد. ووالد يا ولد لقد خلقنا الانسان في كبد. ايحسب ان لن يقدر عليه احد. يقول اهلكتم مال اللبدا ايحسب ان لم يره احد؟ الم نجعل له عينين؟ ولسانا وشفتين وهديناهن نجدين هذا قسم من الله عز وجل بمكة ام القرى في حولك في حال كون الساكن فيها حال. لينبه على عظمة قدرها في حال احرام اهلها قال قال خسيف عن مجاهد لا اقسم بهذا البلد لا رد عليهم اقسم بهذا البلد. وقال شبيب عن عكرمة عن ابن عباس لا اقسم بهذا البلد يعني مكة وانت حل بهذا البلد. قال انت يا قد يحل لك ان تقابل به وكذا روي عن سعيد بن جبير وابي صالح وعطية والضحاك وقتالة والسدي وابن زيد فقال مجاهد ما اصبت فيه فهو حلال لك وقال قتادة وانت حل بهذا البلد. قال انت به من غير حرج ولا اثم. وقال الحسن البصري احلها الله له من النهار وهذا المعنى الذي قالوه قد ورد به الحديث المتفق على صحته ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة. لا يعبد شجره ولا يختلى خلاه. وانما احلت لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالامس الا فليبلغوا الشاهد الغائب وفي لفظ فان احد ترخص بقتال رسول الله فقولوا ان الله اذن لرسوله ولم يأذن لكم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فاعوذ بالله من الشيطان الرجيم يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم لا اقسم بهذا البلد هذه السورة بالاتفاق مكي لا خلاف بين اهل العلم في انها من السور المكية وموضوعها هو بيان شرف هذا المكان وهذه البقعة وحال الناس في الايمان بالله تعالى واغترارهم بما يمن عليهم من القوة وبيان نعم الله عليهم الموجبة لشكره ثم بيان انقسام الناس بعد انعام الله تعالى عليهم الى قسمين اهل ايمان واهل كفر وبيان ما لكل فريق من هذين الفريقين هذا هو موظوع السورة باجمال و افتتح الله تعالى هذه السورة بالقسم كما قال المصنف رحمه الله هذا قسم من الله تبارك وتعالى بمكة ام القرى فالبلد المقصود به ام القرى مكة البلد الحرام و قيل المقصود بالبلد هنا طيبة المدينة مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الذي عليه اكثر اهل التفسير وهو الظاهر ان المراد بالبلد مكة وقد سماها الله تعالى بلدا في كلام ابراهيم واجعل هذا بلدا وفي الاية الاخرى قال واجعل هذا البلد امنا فالبلد اذا اطلق فهو من اسماء مكة المكرمة مكة شرفها الله عز وجل فقوله تعالى اقسم بهذا البلد واقسام هذا البلد العظيم الذي اقسم الله تعالى به بقوله تعالى والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين فاقسم الله تعالى بالبلد الامين وهو ما اقسم به هنا في قوله لا اقسم بهذا البلد ومن هنا يتبين ان قوله لا هنا ليست للنفي انما هي لتوكيد القسم وهذا جار في لسان العرب يضيفون لها في كلامهم لتوكيد ما يريدون لا والله ما افعل لا والله ما اقول لا والله ما اتي لا والله ما فعلت ولا يقصدون بذلك النفي انما يقصدون به توكيد ما يقسمنا عليه فهو للتوكيد والتوثيق وقيل ان لا هنا بما في كلام متقدم مقدر وهو ما كانوا عليه من انكار البعث وانكار النبوة وانكار ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كان كانت الاية مصدرة بما انكروه لا اي ما تقولونه من من تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الايمان به ثم قال اقسم بهذا البلد لكن المعنى الاول اقرب والله تعالى اعلم ولذلك قال عن مجاهد قال لا اقسم بهذا البلد لا رد عليهم هذه الاشارة الى القول الثاني الذي ذكرته قبل قليل يقول مجاهد رد عليهم في ايش في تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الهدى والنور. ثم استأنف اقسم بهذا البلد آآ وقوله تعالى وانت حل بهذا البلد الواو هنا للعلماء فيها قولان هل هي حالية وقيل بل هي مستأنفة وعلى الاول يكون المعنى لا اقسم بهذا البلد وانت حل فيه حال كونك حل فيه اي اقسم بهذا البلد حال كونك يحل فيه حل هنا فسرت تفسيرين التفسير الاول حل اي آآ اي مقيم من الحلول والنزول فمعنى هذا اقسم بهذا البلد حال كونك حالا فيه وهو مكان مولدك وبعثتك ودعوتك وهذا كان في مكة عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها قبل الهجرة وبعد البعثة فيكون المقصود من هذا بيان شرف هذه البقعة وان هذا الشرف زاد كون النبي صلى الله عليه وسلم حالا فيه مقيما فيه فزاد شرف المكان شرف النازل زاد شرف المكان شرف النازل فيه فمكة بلد شريف وبلد حرام وازداد شرفه باقامة النبي صلى الله عليه وسلم ونزول النبي صلى الله عليه وسلم فيه هذا المعنى الاول وقيل وان تحلوا بهذا البلد اي حالة استحلالك هذا البلد اي قد احل لك فيه ما حرم على غيرك وهذا هو المعنى الثاني الذي اشار الى المصنف رحمه الله في قوله به حرمتك بما يواجهك به هؤلاء من التكذيب والاهانة ويكون هذا انكارا عليهم على المشركين ان اذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بلد حرام وهو يدعوهم الى الحق والهدى هذه اوجه في معنى قوله تعالى وانت حل بهذا البلد والقاعدة في مثل هذا ان ما كان يحتمله النص ولا تعارض بين فانه يحمل عليه جميعا فيمكن ان يقال كل هذه الاقوال صحيحة في معنى قوله تعالى وانت حل بهذا البلد ثم قال ووالد وما ولد. نعم وقوله ووالد وما ولد قال ابن جرير حدثنا ابو كريب قال حدثنا ابن عطية عن شريك عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس في قوله ووالد وما الوالد الذي يلد وما ولد العاقر الذي لا يولد له. رواه ابن ابي حاتم من حديث شريك وهو ابن عبدالله القاضي به قال عكرمة الوالد العاقر وما ولد الذي يلد. رواه ابن ابي حاتم وقال مجاهد وابو صالح وابو صالح وقتالة وظحاك وسفيان الثوري وسعيد بن جبير والسدي والحسن البصري وخسيف وشرحبيل ابن سعد وغيرهم يعني بالوالد ادم وما ولد ولده. وهذا الذي ذهب اليه مجاهد واصحابه حسن حسن قوي. لانه تعالى لما وبام القرى وهي ام وهي ام المساكن. اقسم بعده بالساكن وهو ادم وابو البشر. وولده. وقال ابو عمران هو ابراهيم وذريته. رواه ابن جرير وابن ابي حاتم. واختار ابن جرير انه عام في كل والد وولده. وهو ايضا طيب قوله تعالى ووالد وما ولد هذا قسم فهو اما عطف على قوله لا اقسم بهذا البلد ولا اقسم بوالد وما ولد ويحتمل ان الواو هنا استئناف للقسم قسم اخر فيكون الواو هنا للقسم وليست العطف ووالد وما ولد اقسم الله تعالى بالوالد وما ولد والله تعالى يقسم بما شاء من خلقه وانما يقسم بما ذكر الاقسام به في كتابه لفتا عجيب اياته وبديع صنعه وما في ما اقسم به من الايات الباهرات وقد ذكر المصنف رحمه الله ابن كثير بقوله ووالده وما ولد ثلاثة اقوال انه ادم وذريته انه ابراهيم وذريته انه صادق على كل والد وما ولد وهذه كلها محتملة و على القول الاخير يشمل بني ادم وغيره قسم بكل والد وبكل ما ولد من اي حي كان من الانس وغيرهم والذي يظهر والله تعالى اعلم ان القسم هنا فيما يقرب اما بادم ويعني ادم وذريته او بابراهيم نيته اه لما لهما من الخصوصية بهذا البيت فادم اول ما عبد الله تعالى في الارظ عبده عند هذا البيت قال الله تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي بكة مباركا وهدى للعالمين فيها ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا الى اخر الايات بل بقعة هذا هذه وهذا الموضع هذا البلد هو اول موضع عبد فيه الله تعالى في الارض فيكون هذا اقساما بهذا البلد الذي واول مواضع العبادة في الارض واقسام باول عابد في الارض من بني ادم وهو ادم عليه السلام ثم ذريته. ثم ثم اقسام بذريته من بعده والقول الثاني آآ انه ابراهيم ايضا ابراهيم لو خصص له خصوصية بالبيت فهو الذي عمره واعاد بناءه واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا وطهر بيته الطائفين والعاكفين والركع السجود واذن في الناس بالحج وهو الذي اعاد لهذه البقعة اه حرمتها ومشروعية قصدها بعد اندثر ذلك في الناس ما جرى من انحراف وبعد عن الرسالات فهذا او ذاك كلاهما قريب مناسب لسياق اه القسم بالبلد الذي هو مكة نعم وقوله لقد خلقنا الانسان في كبد. روي عن ابن مسعود ابن عباس وعكرمة ومجاهد وابراهيم النخاعي. طيب اه في نكتة اه في قوله وما ولد؟ ما قال ومن ولد؟ قال وما ولد ذاك انه آآ غلب الصفات على الذات جاء بما التي تشمل الاعيان والاوصاف كما قال تعالى والله اعلم بما وضعت الملاحظ فيه الصفات وذلك على وجه التفخيم لهذا المولود وما فيه من صفات الكمال التي اه وظعها الله تعالى فيهم نعم وقوله وقوله لقد خلقنا الانسان في كبد. روي عن ابن مسعود وابن عباس وعكرمة ومجاهد وابراهيم النخعي وخيث ما والضحاك غيرهم يعني منتصبا. زاد ابن عباس في رواية عنه في بطن امه والكبد الاستواء والاستقامة ومعني هذا القول لقد خلقنا الانسان سويا مستقيما كقوله يا ايها الانسان ما بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك. وكقوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. وقال ابن جريج وعطاء عن ابن عباس في كبد قال في شدة خلق الم تر الم تر اليك وذكر مولده ونبات اسنانه وقال مجاهد في كبد نطفة ثم علقة ثم مضغة يتكبد في الخلق. قال مجاهد وهو كقوله حملته امه ما وضعته كرها وارضعته كرها ومعيشته كره فهو يكابد ذلك. وقال سعيد بن جبير لقد خلقنا الانسان كان في كبد في شدة وطلب معيشة. وقال عكرمة في شدة وطول وقال قتادة في مشقة وقال ابن ابي حاتم حدثنا حدثنا احمد بن عصام قال حدثنا ابو عاصم قال اخبر انا عبد الحميد بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن جعفر قال سمعت محمد بن علي ابا جعفر الباقر سأل رجلا من الانصار عن قول الله لقد خلقنا الانسان في كبد. قال في قيامه واعتداله فلم ينكر عليه ابو جعفر. وروي من طريق ابي في مودود سمعت قال سمعت الحسن قرأ هذه الاية لقد خلقنا الانسان في كبد. قال يكابد امرا من امر الدنيا وامرا من امر الاخرة. وفي رواية يكابد مضايق الدنيا وشدائد الاخرة. وقال ابن زيد لقد خلقنا الانسان في كبد قال ادم خلق في السماء فسمي ذلك الكبد. واختار ابن جرير ان المراد مكابدة ان المراد الامور ومشاقها هذه الاية قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في كبد هذا هو المقسم عليه الله تعالى قدم في هذه السورة القسم بالبلد وهو والد وما ولد والقسم يحتاج الى ما يكون توكيدا سيق من اجله القسم فالمقسم عليه هو قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في كبد فاقسم الله تعالى بالبلد ووالد وما ولد انه خلق الانسان في كبد واكد هذا الخبر باللام وقد قد خلقنا الانسان اي اوجدناه والانسان المقصود به جنس بني ادم في كبد في كبد ذكر فيها تفسيرين. التفسير الاول باستواء خلقه و انتصاب وقيام والمعنى الثاني في مشاق واهوال وكلا المعنيين صحيح فالمعنى الاول دل عليه قوله تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك وكذلك قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم وكذلك ما ذكره الله في هذه السورة الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين كل هذا من انتصاب الخلقة وقيامها على احسن ما يكون فهذا المعنى له وجه وعليه ادلة المعنى الثاني للكبد هو المشقة والمعاناة والتعب وهذا ايضا صادق على حال الانسان فالانسان لا يخلو من تعب في كل اطباق عمره لا راحة لبني ادم الا اذا دخلوا الجنة ما قبل ذلك لا يخلو من مشقة حتى الملاذ التي يدركها الناس انما هي مقرونة بالمشقة فلا تحصل الا بعناء ثم هي في ذاتها لو تأملها الانسان كما قال بعض اهل العلم ليست ملذات خالصة بل هي انفكاك من الم فالشبع انفكاك من الام الجوع و الصحة انفكاك من الم المرض ليست لذات مكتملة هكذا قال بعض اهل العلم والذي يظهر والله اعلم ان ان انه ان الله تعالى اذاق الناس من في الدنيا ما يعرفون به ما اخفي لهم من ملذات الاخرة ففيها اه ملذات وفيها اه اه مضار لكن الغالب فيما يقع في الانسان انه في كبد في اطباقه. وقد ذكر العلماء لذلك تسلسلا كونه ما ابده في رحم امه وما كابده عند خروجه وما كابده في صغره وما كابده في بلوغه وما يكابده في مشاق عمره ويقولون كلما كبر الانسان زاد زادت الامه ومكاعبه كلما كبر الانسان زادت الامه ومتاعبه حتى اذا اكتمل الانسان بقوته وبلغت ذروة فهو عائل الى ظعف آآ آآ شيبة وآآ حتى اذا بلغ الكتاب اجله جاءه الموت الذي ينزع روحه ثم ما يلقاه في القبر ثم ما يلقاه في يوم العرظ والنشور كل هذا صادق على قوله تعالى لقد خلقنا الانسان وانما يخلع الانسان عنه رداء التعب واثاره عندما يرث الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها ولهذا قيل الامام احمد رحمه الله متى الراحة قال عندما يضع المؤمن قدمه في الجنة لا راحة قبل هذا كل من لاقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن؟ لا يمكن مهما فكرت ومهما آآ تأملت لكن الانسان يغتر بالمظاهر فيظن هذه الابتسامات وهذا السرور وهذا الجمال في المنظر والهناء في المركب وما يظن ان هذا خالي من من تعب ما فيه انسان الا ويكابد من الاتعاب ما يصدق عليه قوله تعالى لقد خلقنا الانسان الالف واللام هنا للاستغراق لقد خلقنا كل انسان بكبد لا يخلو عن هذا ابد احد والناس يا اختي يتفاوتون في مقدار الكبد لكنهم يشتركون في حصوله المعنى الثالث الذي اشار اليه ان الكبد هو آآ العلو والارتفاع اه ادم خلق في السماء فسمي ذلك الكبد وهذا لا ليس له وجه واظح والذي يظهر ان والذي عليه اكثر المفسرين ان الكبد هو المشقة ويصدق عليه ما ذكر المؤلف تقديما بانه انتصاب الخلق وحسنه نعم وقوله ايحسب ان لن يقدر عليه احد؟ قال الحسن البصري يعني ايحسب الا يقدر عليه احد؟ يأخذ ما له؟ وقال قال قتادة ايحسب الا يقدر عليه احد؟ قال ابن ادم يظن ان لن يسأل عن هذا المال من اين اكتسبه؟ واين انفقه وقال السدي ايحسب ان لا يقدر عليه احد؟ قال الله عز وجل قوله طيب الذي يظهر انه الاية التي ذكرها الله تعالى بعد الخبر عن كون الانسان قد خلق في كبد ايحسب الانسان الا يقدر عليه احد ايهما انسب في سياق الاية تفسير الكبد بالمشقة او باستواء الخلق واكتماله مع الاية التي تليه الاكتمال لانه لو كان في مشقة للمراد بقولها لقد خلق الانسان في كبد المشقة والمعاناة والتعب كان عند الانسان وضوح وبيان انه قدرا عليه بما تحيط به من بما يحيط به من اهوال والمشقة التي لا ينفك عنها في مرحلة من مراحل عمره لكن لما كان المقصود الاكتمال وهذا اكتمال قد يغتر به الانسان ذكر الله تعالى القدرة عليه ان الانسان قد يغره اكتمال خلقه فيظن ان لا الا يقدر عليه احد. ولذلك يقول ايحسب هذا الاستفهام انكار استنكار على هؤلاء ما ظنوه وما توهموه من انه لا يقدر عليه احد ايحسب الانسان ايحسب اي الانسان الا يقدر عليه احد الا يتمكن احد فيوقع فيه ما يكره ويصل الى ما يرغمه ويذله هذا معنى قوله تعالى ايحسب ايتوهم الانسان الا يقدر عليه احد اه ثم ذكر حكاية قوله عند اغتنائة بالمال واغتراره بالقوة وما امده الله تعالى به من النعم يقول اهلكت مالا لبدا نعم وقوله يقول اهلكتم هذا اللبد اي يقول ابن ادم انفقت مالا لبدا اي كثيرا. قاله مجاهد وقتادة والصديق وغيرهم ايحسب ان لم يره احد؟ قال مجاهد اي ايحسب ان لم يره الله عز وجل؟ وكذا قال غيره من السلف طيب ايحسب الا يقدر عليه احد يقول اي هذا المغتر بقدرته وغناه اهلكت مالا لبدا اي مالا كثيرا ولم يذكر فيما اهلكه انما اراد كثرة ما له وقت كثرة غناه وانه افنى مالا كثيرا وهو مغتر بما بقي يعني رغم كثرة ما اهلك فهو لم يفتقر هذا معناه آآ الاية انه مغتر بكثرة غنى وكثرة ماله لانه اهلك مالا كثيرا ولم يزل مغترا بما معه من غنى يقول اهلكت مال اللبدا فهو لم يذكر ما اهلك المال فيه هل هو فيه خير فيه شر في شهوات وملذات في الصد عن سبيل الله وحال هذا في الغالب ان انه اهلكها في ما لا نفع فيه على اقل الاحوال لانهم مغتر بهذا المال ومغتر بكثرة الانفاق وقوله تعالى ايحسب ان لم يره احد وهذا ايضا استفهام الانكار على اغتراره وظن ان الله تعالى لم يطلع على ما كان منه من من انفاق ومن اهلاك لهذا المال وهذا اشارة الى ان ذلك الاهلاك لن يكون سدى بل سيحاسب عليه ايحسب ان لم يره احد فيما اهلك من مال وفيما اغتر به من قوة وكثرة يقول تعالى بعد ذلك الم نجعل له عينين اذا قولها يحسب ان لم يره احد هذا رد على اغتراره وانه ما يكون منه من انفاق ما يكون منه من اغتراط فهو في علم الله عز وجل الله مطلع عليه على ظاهره وباطنه على الاهلاك وعلى المقاصد التي كانت وراء هذا الانفاق. طيب على هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد