نعم ولهذا قال واما من واما من بخل اي بما عنده واستغنى قال عكرمة قال عكرمة ابن عباس اي بخل بماله واستغنى عن ربه عز وجل. رواه ابن ابي حاتم وكذب بالحسنى اي بالجزاء في الدار الاخرة. فسنيسره للعسرى اي لطريقه الشر كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ونذرهم في طغيانهم يعمهون. والايات بهذا المعنى كثيرة دالة على ان الله عز وجل يجازي من قصد الخير بالتوفيق له. ومن قصد الشر بالخذلان وكل ذلك قدر مقدر والاحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة رواية ابي طيب قوله جل وعلا واما من بخل واستغنى هذه تشبه قوله واما فاما من اعطى واتقى تشبه من حيث ايش من حيث عدم ذكر ما بخل به بخل بايش بخل بالمال بخل بالزكاة بخل بالنفق بالنفقة ما عين يشمل كل ما يبخل به من حقوق الله وحقوق الخلق البخل هنا يشمل الامتناع عن اداء ما وجب منع الحقوق واما من بخل واستغنى اي طلب الغنى بغير الله عز وجل تغنى عن ثوابه تغنى عن عطائه استغنى عن احسانه وهذي حال كل من كفر كما قال الله تعالى كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ونستغنى فطغى استغنى فطغى كما قال كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى اذا ظن انه استغنى وقع في الطغيان وهنا يقول اما من بخل واستغنى اي استغنى عن الله استغنى عن ثوابه تغنى عن هداية تستغني عن توفيقه ظن انه اغتنى بما عنده وكذب بالحسنى وكذب بالحسنى. اي كذب بما يجب التصديق به من ثواب الله ومن الجنة ومن المجازات على العمل ومن لا اله الا الله وسائر ما تقدم من الاقوال في قوله تعالى وصدق بالحسنى ولذلك لم يعد المصنف رحمه الله ذكر معنى الحسنى ليشمل التكذيب بكل ما يجب الايمان به تشمل التكذيب بكل ما يجب الايمان به قال فسنيسره هذا الجزاء هنا قال فسنيسره لليسرى فسنيسره لليسرى ما تكلمنا عنه فسييسره اي سنهيئه ليه اليسر في الدنيا والاخرة وهنا قال فسنيسره للعسرى اي فسنهيئه لما يكون عسيرا في الدنيا والاخرة اما في الدنيا قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري ها فان له معيشة ضنكا واما في الاخرة ونحشره يوم القيامة اعمى وكذلك وصف الله تعالى يوم القيامة بانه يوم عسير كما قال تعالى فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير السير. هي غير يسير في سورة المدثر فالمقصود ان العسر المذكور في قوله فسنيسره للعسرى ليس مقصورا على الاخرة بل على الدنيا والاخرة المصنف هنا قال فسنيسره للعسرى اي طريق الشر كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول من رغم نذرهم في طغيانهم يعلمون هذا هذه صورة من صور العسر الذي التي تكون في الدنيا ولكن هذا ليس قصرا انما هذا نموذج لما يكون في الاخرة من العسر فبين الله تعالى في مواضع عديدة منها هذا الموضع انه لا ينتفع من ما له بشيء وقد اخبر الله تعالى عن ذلك في كما ذكرت في مواضع عديدة ليقطع الناس التعلق بالاموال وهنا كما تقابل السعي بين الكفر والايمان كذلك تقابل الجزاء بين العسر واليسر فسنيسر ليسرى في الحالة الاولى وسنيسره للعسرى بالحالة الثانية نعم قال بعد ذلك رواية ابي بكر الصديق رضي الله رضي الله عنه قال قال الامام احمد حدثنا علي ابن اياس قال حدثني العطاف ابن خالد قال حدثني رجل من اهل البصرة عن طلحة ابن عبد الله ابن عبد الرحمن ابن ابي بكر الصديق عن ابيه. قال سمعت ابي يذكر ان اباه سمع ابا بكر وهو يقول قلت الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انعمل على ما فرغ منه او على ما او على امر مؤتنف. قال بل على امر قد فرغ من قال ففيما العمل يا رسول الله؟ قال كل ميسر لما خلق له رواية علي رضي الله عنه قال البخاري حدثنا ابو نعيم قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن سعد بن عبيدة عن ابي عبدالرحمن السلبي عن علي ابن ابي طالب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد في جنازة فقال ما منكم من احد الا وقد كتب من بعده من الجنة ومقعده من النار. فقالوا يا رسول الله افلا نتكل؟ فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. قال ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى الى قوله للعسرى وكذا رواهم طريق شعبة ووكيع عن الاعمش بنحوه. ثم رواه عن عثمان بن ابي شيبة عن جرير عن منصور عن سعد ابن عبيدة عن ابي يا عبد الرحمن عن علي عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعد ما حوله ومعه مخصرة فنكس فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من احد او ما من نفس منفوسة الا كتب مكانها من الجنة والنار والا قد كتبت شرقية او سعيدة. فقال رجل يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع الامل؟ فمن كان من ان من اهل السعادة فسيصير الى اهل السعادة. ومن كان منا من اهل الشقاوة فسيصير الى اهل الشقاء. فقال اما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاء فيسرون الى عمل اهل الشقاء. ثم قرأ فاما من واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. الاية وقد اخرجه وقد اخرجه بقية الجماعات من طريق من من طرق عن سعد ابن عبيدة به. رواية عبد الله ابن عمر وقال الامام احمد حدثنا عبدالرحمن قال حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيدالله قال سمعت سالم بن عبدالله يحدث عن ابن عمر قال قال عمر رسول الله ارأيتم ارأيت ما نعمل فيه افي امر قد فرغ او مبتدأ او مبتدع؟ قال فيما قد فرغ منه فاعمل بن الخطاب فان كلا ميسر اما اما من كان من اهل السعادة فانه يعمل للسعادة. واما من كان من اهل الشقاء فانه او يعمل للشقاء. ورواه الترمذي في القدر عن بندر عن ابن مهدي به. وقال حسن صحيح حديث اخر من رواية جابر قال ابن جرير حدثني يونس اخبر اخبرنا ابن وهب قال اخبرني عمرو ابن الحارث عن ابي الزبير عن جابر لعبد الله انه قال يا رسول الله انعمل لامر قد فرغ منه او لامر نستأنفه؟ فقال لامر قد فرغ منه فقال سراقة ففيما العمل اذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عامل ميسر لعمله. ورواه مسلم عن ابي الطاهر عن ابن وهب به حديث اخر اه الاحاديث الاخرى هي في معنى ما تقدم وهي من آآ في غير الصحيحين من رواية احمد والطبراني فنكتفي بما ذكر المصنف من الاحاديث في حديث ابي بكر وحديث علي وحديث عبد الله بن عمر وحديث جابر فمنها ما هو في الصحيحين ومنها ما هو في اه السنن والمسانيد وما يغني عنه ما له اذا تردى وقوله وما يغني عنه ما له اذا تردى. قال مجاهد اي اذا مات. وقال ابو صالح ومالك عن زيد ابن اسلم اذا تردى في النار وما يغني عنه ما له آآ هذا اشارة الى ان ما يستغني به الانسان قال ماذا قال؟ وما من بخل واستغنى اي طغى بسبب ظنه الغنى عن الله عز وجل وعن طاعته والاستقامة على امره كل من اغتر بشيء سيتبين له يوم القيامة ظلال وسعيه وانه لن يغنيه نسب ان كان اغتر به ولا مال ان كان اغتر به ولا ولد ان كان اغتر به كما قال تعالى يوم لا ينفع ما له ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. هنا ذكر المال قال جل وعلا وما يغني عنه ما له اذا تردى فالمال هو اعظم ما يغتر به اصحابه ويظنون ان انهم به ينجون في الدنيا وفي الاخرة وان هذه الاموال مهما عظمت ونمت وكثرت فانها لن تغني عن اصحابها شيئا كما قال تعالى ما اغنى عني ماليا هلك عني سلطانية. وهنا قال وما يغني عنه ماله اذا تردى اذا هلك لكأنه بالتردي وهو هنا قد فسره بالموت تنقطع علاقته بالمال فماله الذي اغتر به يسير الى الى الورثة الذين لا آآ ينتظر لا يمكن ان يعيدوا له فلسا بعد موته وقوله اذا تردا هنا فسرها بالموت فسرها اخرون بانه اذا سقط وهذا وذاك في في معنى واحد فان التردي يشمل الموت ويشمل السقوط في النار وكلاهما آآ يتبين الانسان ان ما اغتر به لن ينتفع منه بشيء. ولهذا ذكر هنا قولين في التردي اذا تردى اذا مات المعنى الاخر اذا تردى في النار اي سقط فيها وهلك