الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وقد وقفنا على قول الحق جل في علاه او كصيد من السماء به ظلمات ورعد وبرق وهو المثل الثاني الذي ضربه الله تعالى للمنافقين مثل اول قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا تقدم الكلام عليه وهو المثل الناري واما هذا المثل وهو المثل الثاني فيسميه العلماء المثل الماء لان الله تعالى مثل فيه حالهم بالماء فقال تعالى او كصيد يعني كمطر من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق نقرأ ما ذكره المصنف رحمه الله آآ نواصل ان شاء الله اولا فيما يتعلق او من او قوله من لو وقفنا على اول طيب ابدأ من الاول بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن جزير رحمه الله تعالى في قوله تعالى او كصيد قال او كصيب عطف على الذي استوقد والتقدير او كصاحب صيب واو للتنويه لان هذا مثل اخر ضربه الله للمنافقين والصيب المطر. قوله جل وعلا او كصيب. ذكر المؤلف رحمه الله ان او هنا للتنويع والتنويع المقصود به ان الله تعالى نوع الامثال في بيان حال اهل النفاق ويمكن ان يكون وهذا ظاهر كلام مؤلف قال لان هذا مثل اخر ظربه الله للمنافقين فهو من تنويع الامثلة في بيان حقيقة شيء واحد والمثال في الاصل غرضه وغايته تقريب معنوي بامر حسي هذا مقصود الامثال في الغالب او تقريب حسي غائب بحس فيه حاضر فمثلا عندما اخت اقرب لكم شيئا محسوسا لكن لا تعرفونه فاقول هذا يشبه كذا او هو كذا كذا مثلا من من يقرب القطار على سبيل المثال ما تعرفون القطار فاقول القطار وسيلة نقل كالسيارة فهذا تقريب محسوس غائب بمحسوس حاضر وهذا تظرب له الامثال ومما تظرب له الامثال وهو الغالب في التمثيل تقريب امر معنوي بامر حسي لان الامور المعنوية قد لا تدركها العقول فالنفاق امر معنوي فقربه الله تعالى بضرب الامثال التي تبين حقيقة النفاق وتكشف ما هو فيكون ذلك حاملا للنفوس على النفرة والنفور من هذا العمل وهذه الخصلة فقوله او للتنويع اي نوع الله في وصف المنافقين على هذا النحو وقيل ان او للتأخير ومعنى التأخير اي ان شئت فمثلهم بكذا وان شئت فمثلهم بكذا فهي للتأخير للتخيير في في التمثيل في تمثيل المنافقين او في تمثيل وتقريب صورة النفاق والمنافقين وهذا القول وهذا الوجه نوقش بان التخييل لا يكون الخبر انما يكون في الطلب التخيير لا يكون في الخبر انما يكون في الطلب بل خبر لا يكون فيه تخيير الذي يظهر لي والله تعالى اعلم ان القول بالتخيير له وجه لان التخيير هنا للتصوير والتمثيل والتقريب وهذا يصلح ان يدخل فيه التخيير اذا كان خبرا اما اذا كان خبرا محضا ليس تمثيليا او تقريبيا فهذا الذي لا يدخله التخيير يعني لا تقول جاء زيد مخبرا او عمرو ما يصلح للتخيير لانه الخبر لا بد ان يتعين به واحد من هؤلاء اما الذي جاء زيد واما الذي جاء عمرو. لكن اقول اكرم زيدا او عمرا فهذه ممكن ان تكون للتخيير انت تختار من تكرم الطلب يصلح فيه التأخير اما الخبر فلا يصلح فيه التخيير لكن هنا التخيير وجهه ان المقصود تقريب الصورة وتمثيل الامر المعنوي بامر حسي فيصلح ان تقول مثلا في المثال اللي ضربته لكم قبل قليل قطار لمن لا يعرفه قلت القطار كالسيارة ويمكن اقول ان القطار كالعربة التي آآ يجرها مثلا حمار او نحو ذلك فهي وسيلة نقل كذا ككذا فتمثل بامرين وتخير في التمثيل. فهذا النوع من الاخبار ليس فيه اشكال يصلح ان يكون للتخيير. وعلى كل حال سيتبين لنا ان ثمة اقوال في هذين المثلين هل هما لشيء واحد فيكون هذا للتنويع او للتخيير ام ان هذا لشيئين فيكون للتنويع تنويع الصفات والخصال سيأتي بعد قليل نعم قال والصيد المطر واصله صيوب ووزنه فيعل وهو مشتق من قولك صاب يصوبه وفي قوله من السماء اشارة الى قوته وشدة انصبابه قال ابن مسعود لان كل مطر من السماء فما فائدة ذكره ذكره لبيان قوته وشدته لانه من علو السماء العلو وما يسقط من العلو يسقط قويا شديدا قال ابن مسعود ان رجلين من المنافقين هربا الى المشركين فاصابهما هذا المطر وايقنا بالهلاك فعزم على الايماء ورجع الى النبي صلى الله عليه وسلم وحسن اسلامهما. فضرب الله ما نزل بهما مثلا منافقين وقيل المعنى تشبيه المنافقين في حيرتهم في الدين وفي خوفهم على انفسهم بمن اصابه مطر فيه ظلمات رعد وبرق فضل عن الطريق وخاف الهلاك على نفسه وهذا التشبيه على الجملة وقيل ان التشبيه على التفصيل يقصد الجملة اي على جملة المعنى في النفاق النفاق حقيقته هذا التشبيه الذي ذكره الله تعالى في هذه الصورة من حيث ما يصيب الكفار المنافقين من الحيرة والخوف والقلق نظير حال اولئك الذين اصابهم مطر فيه ظلمة ورعد وبرق فلا يهتدون سبيلا وقد احاطت بهم المزعجات وهي الرعد والبرق فظلوا الطريق و اوشكوا على الهلاك. نعم وقيل ان التشبيه على التفصيل فالمطر مثل للقرآن او الاسلام. والظلمات مثل لما فيه من الاشكال على المنافقين كاين والرعد مثل لما فيه من الوعيد والزجر لهم. والبرق مثل لما فيه من البراهين من البراهين الواضحة فان قيل لما قال فيكون التفصيل المقصود به ذكر مفردات المثل فالمطر القرآن والظلمات آآ آآ الاشكال الاشكالات الواردة على المنافقين وهلم جر والتفصيل في النهاية يرجع الى المعنى المشمل فان قيل لما قال ورعد وبرق بالافراء ولم يجمعه كما جمع ظلمات فالجواب ان الرعد والبرق مصدران والمصدر لا يجمع ويحتمل ان يكونا اسمين وتركوا وترك جمع وترك جمعهما لانهما في الاصل مصدران واضح. نعم قوله يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق اي من اجل الصواعق قال ابن مسعود كانوا يجعلون اصابعهم في اذانهم لئلا يسمعوا القرآن في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم. ويمكن ان وقال ايضا في عدم الجمع بالرعد والبرق بخلاف الظلمات ان الظلمات انواع وصور بخلاف الرعد والبرق شيء واحد صوت مزعج. وبريق يخطف الابصار بخلاف الظلمة فالظلمة انواع كما قال الله تعالى ظلمات بعضها فوق بعض فليست على درجة واحدة اما الرعد والبرق فهو شيء واحد لا يمكن ان يكون الجمع لاجل التعدد بانواع الظلمة والافراد في البرق والرعد لانه شيء واحد في الاصل قال قال قوله يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق اي من اجل الصواعق قال ابن مسعود كانوا يجعلون اصابعهم في اذانهم لئلا يسمعوا القرآن في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فهو على هذا حقيقة في المنافقين والصواعق على هذا ما يكرهون من القرآن والموت هو ما يتخوفونه فهما مجازان وقيل انه راجع لاصحاب المطر المشبه بهم فهو حقيقة فيهم والصواعق على هذا حقيقة وهي التي تكون مع المطر من شدة الرعد. ونزول قطعة نار والموت ايضا حقيقة وقيل انه راجع للمنافقين على وجه التشبيه لهم في خوفهم بمن جعل اصابعه في اذنه من شدة الخوف من المطر والرعد فان قيل لما قال اصابعهم ولم يقل اناملهم والانامل هي التي تجعل في الاذان فالجواب ان ذكر الاصابع ابلغ. لانها اعظم من الانامي. ولذلك جمعها مع ان الذي يجعل في الاذان السبابة خاصة والله محيط بالكافرين يعني قوله تعالى يجعلون اصابعهم اي جميع اصابعهم وهذا للاشارة الى انهم لا يتركون سبيلا لتوقي ما يكون من ازعاج الرعد والصواعق الا سلكوه ولو بان يجعلوا جميع اصابعهم مع ان الاذن لا تتسع ثقب الاذن لا يتسع للاصابع كلها بل لا يتسع الا لانملة من اصبع لكن لما كانوا على غاية الحرص والانزعاج والقلق من هذه الاصوات لو تيسر لهم وتهيأ ان يجعلوا جميع اصابعهم في اذانهم يتوقوا ازعاج هذه الاصوات بالرعد والبرق في الرعد والصواعق لفعلوا نعم اللهم قوله والله محيط بالكافرين اي لا يفوتونه بل هم تحت قهره وهو قادر على عقابهم يخطف ابصارهم ان رجع الضمير الى اصحاب المطر وهم الذين شبه بهم المنافق. شف يقول والله محيط بالكافرين اي لا يفوتونه فلا يفلتون من عقابه بل هم تحت قهره فهو فوقهم قاهر وهو قادر عليهم فالاحاطة تفيد معنيين عدم الفوات وتمام القدرة عدم الفوات وتمام القدرة فلا يفلتون من عقابه ثم اذا كان محيطا بهم فلا يعجزونه هربا هو قادر على عقوبتهم فان من الاحاطة ما لا يتمكن فيه المحيط بالعقوبة قد يحيط بالشخص لكن لا يتمكن من انزال العقوبة به لكن فيما يتعلق بالخبر عن الله تعالى يجتمع المعنيان احاطة بعدم الافلات منه جل في علاه واحاطة بالقدرة على ان ينزل بهم من العقوبات ما يستحقون وقد اخبر الله تعالى باحاطة بمواضع كثيرة وعندما يأتي الخبر بالاحاطة بحق اعدائه فذاك موذن عظيم العقوبة انه لا ينبغي ان يغتر بالامهال فهو يمهل لكنهم لا يفوتونه ولا فلا تحسبن الله ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواه ولما ذكر من ذكر من الكفار قال والله من ورائهم محيط فاين يذهبون كلا لا وزر الى ربك يومئذ مستقر نعم قوله يخطف ابصارهم ان رجع الضمير الى اصحاب المطر وهم الذين شبه بهم المنافقين فهو بين المعنى وان رجع الى المنافقين فهو تشبيه بمن اصابه البرق على وجهين. احدهما تكاد براهين القرآن تلوح لهم كما يضيء البرق. وهذا مناسب لتمثيل البراهين بالبرق حسب ما تقدم والاخر يكاد زجر القرآن ووعيده يأخذهم كما يكاد البرق يخطف ابصار كما يكاد البرق ابصار اصحاب المطر المشبه بهم تكاد البرق يخطف ابصارهم قال ان رجع الظمير الى اصحاب المطر يعني الصورة المذكورة وهم الذين شبه شبه بهم المنافقون فهو بين المعنى يعني لشدة بريق البرق ولمعانه يوشك ان تذهب الابصار فهذا الوميض العظيم الذي يكون بسبب البرق يؤذي البصر وقد يخطفه هذا اذا كان على اصحاب المطر اما اذا كان المقصود المشبه لهم المشبه لهم يعني الذين ضرب المثل لهم فهم المنافقون فيكون المعنى على واحد من امرين اما ان يكون براهين القرآن تلوح لهم لكن ما اسرع ما تنطفئ فلا يبصرون فتكون كالبرق في ظهورها لهم فلا يكاد يبصرونها الا وتختفي وتزول فيبقون في الظلمة بسبب النفاق والمعنى الثاني ان ما في القرآن من زواج ووعيد في وقعه على نفوسهم البرق بلمعانه فتنزجر نفوسهم وقد تفيق لكنهم لا يدومون على هذا فسرعان ما ينطفئ ذلك فلا ينتفعون من تلك الزواجر بشيء نعم قوله كلما اضاء لهم مشوا فيه ان رجع الى اصحاب المطر فالمعنى انهم يمشون بضوء البرق اذا لاح لهم وان رجع الى المنافقين فالمعنى انه يلوح لهم من الحق ما ما ما يقربون به من الايمان واضح كلما اضاء لهم اي البرق مشوا فيه يعني ساروا فيه شيئا لكنهم لا لكنه سير قليل لا لا يوصلهم ولا يبلغهم الغاية. نعم قوله واذا اظلم عليهم قاموا ان رجع الى اصحاب المطر فالمعنى انهم اذا زال عنهم الضوء وقفوا متحيرين لا يعرفون الطريق وان رجع الى المنافقين فالمعنى انه اذا ذهب عنهم ما لاح لهم من الايمان ثبتوا على كفرهم وقيل ان المعنى كلما صلحت احوالهم في الدنيا قالوا هذا دين مبارك. فهذا مثل الضوء. واذا اصابته شدة او مصيبة عابوا الدين وسخطوه فهذا مثل الظلمة فان قيل لما قال مع الاضاءة كلما ومع الاظلام واذا. يعني في قوله تعالى كلما اضاء لهم مشوا فيه قال كلما اضاء لهم مشوا فيه وفي الظلمة قال واذا اظلم عليهم قاموا فلماذا استعمل كلما وهنا مع الاضاءة واذا مع الظلمة قال فالجواب انهم لما كانوا حراصا على المشي ذكر معه كلما لانها تقتضي التكرار والكثرة واما اذا فهي لا تقتضي الا الظرفية بخلاف كل ما فانها تقتضي تكرارا تكرار الفعل وكثرته نعم قوله ولو شاء الله الاية ان رجع الى اصحاب المطر فالمعنى لو شاء الله لاذهب سمعهم بالرعد وابصارهم بالبرق وان رجع الى المنافقين فالمعنى لو شاء الله لاوقع بهم العذاب والفضيحة وجاءت العبارة عن ذلك بإذهاب سمعهم وابصارهم والباء للتعدية كما هي في قوله تعالى ذهب الله بنورهم اي تعدية الفعل لانه ذهب فعل لازم محتاجة الى ما يعدى به وهو الباء هذان مثلا ذكرهما الله تعالى في كتابه في هذا الموضع وهما مثلا للهدى الذي بعث الله تعالى به الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه حال المنافقين هذيل مثلا تقدم انهما مثل النار ومثل مائي الهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يضرب له المثل في مواضع عديدة بالماء والنور او النار ومنه هذا الموضع فضارب الله تعالى مثلا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بالنور التي هي مصدر الضياء والنور وبالماء الذي هو مصدر الحياة والقرآن نور وحياة وهو روح ولذلك كرر الله تعالى هذا التمثيل في مواضع عديدة منها قوله اومن كان ميتا فاحييناه هذا الحياة التي تنتج عن الماء وجعلنا له نورا يمشي به في الناس وهذا الضياء الذي ينير فالقرآن حياة ونور ومنه ايضا قوله جل وعلا في سورة الرعد انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا. هذا مثل مائي ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله هذا مثل ناري فتكرر في القرآن ضرب الامثال للوحي بالماء وب النور لما في الوحي من الحياة والظياء يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فالنار مادة النور والماء مادة الحياة وقد جعل الله تعالى الوحي مشتملا على هذين الامرين النور حياة فهو نور القلوب وحياتها واذا فقدت كان الانسان ميتا كما قال تعالى او من كان ميتا فاحييناه والموت هنا موت القلب هذان المثلان هل هما لشيء واحد ام لشيئين للعلماء في ذلك اقوال منهم من قال انهما مثلا للنفاق وهذا ما اشار اليه المؤلف في قوله او للتنويع في قال او للتنويع لان هذا مثل اخر ظربه الله للمنافقين فهما يرجعان الى شيء واحد وهو بيان حال المنافقين والقول الثاني ان هذين المثلين مختلفين وهذا هو الصحيح انهما مثلان مختلفان وليس مثلين لشيء واحد فان الله تعالى فارق بين المثلين فقال تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم انظر ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم عمي فهم لا يرجعون فاجتمع عليهم كامل الاغلاق اما المثل الثاني قال جل في علاه او كصيبا من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم فهم يسمعون وليسوا صما من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف ابصارهم فهم يبصرون بخلاف المثل الاول فهم صم لا يسمعون وعم لا يبصرون قال كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم اذا معهم سمع وابصار ولقد لو شاء لذهب معنى هذا انهم ليسوا صما ولا عمياء فهم عندهم نوع ادراك من السمع والبصر ولو شاء الله لذهب السمع وابصارهم ان الله على كل شيء قدير فما الفرق بين المثلين؟ الان ثبت ان المثلين ليس لشيء واحد انما هما لشيئين وهما لاهل النفاق لكن النفاق مراتب درجات قيل ان المثل الاول مضروب اهل النفاق الذين غلظ رفاقهم يعني لرؤوس المنافقين والمثل الثاني لمن تبعهم من المنافقين الذين عندهم نفاق وعندهم شيء من التأثر بالقرآن والايمان فاولئك صم بكم عمي فهم لا يرجعون وهؤلاء الصنف الثاني عندهم شي من الادراك للنور و السماع للحق لكنه لكنه ليس ثابتا لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء فلم يتحيزوا في باطنهم الى الكفر على وجه التمام بل تشرق عليهم انوار لكنها لا تثبت واضح وقيل العكس قيل ان المثل الاول هو للاتباع المقلدين الذين لا بصر لهم ولا وعي والثاني هم للمنافقين الذين عندهم ادراك لمعاني القرآن ومعرفة به لكنهم لا لم يهتدوا به اتلوح لهم براهين القرآن ودلائله ولكنهم لا يستجيبون لذلك والخلاصة ان المثلين للنفاق لكنهما اما احوال مختلفة او مراتب مختلفة من النفاق احوال لشخص واحد قد يكون في حال كذا ويكون في حال كذا وقد يكون لمراتب في النفاق اما الرؤوس واما الاتباع