الشياطين في الارض حيران. فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب. وسمى من نفسه بان قال لابد ان كان له كذا من ان يكون له كذا فعمى عن البين بالخفي فجحد ما سمى في المركز وعلى هذا اذا كان الانسان الان اذا كان في المركز هنا هل يقال ان هذا تحت؟ هذا سفل وهذا علو؟ ام ان كل المحيط به علو كل المحيط به علو صغر نظيرها منهم يعني كيف استدللنا بهذه النصوص على عظيم قدر الله تعالى وعظيم صفاته جل وعلا كيف استدلنا بصغرها من انفسنا فيد الواحد منا لا تتسع الا للشيء القليل الان الكرة هذي مثلا لو قدرنا هذي كرة هي اشبه ما يكون بالكرة الان هذا العلو او سفل هالجهة ذي الجهة ذي علو ولا سفل والجهة هذي علو او سفل؟ لا علو ما فيه كل المحيط هذا علو السفن هو مركز الكرة تخيل دائرة لو قلنا مثلا هذه دائرة تشوفون الدائرة ذي الان كل جهة من هذه الجهات علو حقيقة. وانما السفل وين الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. ذكر المؤلف رحمه الله شاهدا اخر على عظيم قدر الله تعالى وانه ينبغي ان يعلم ان كل ما سوى الله تعالى فهو بالنسبة الى الخالق تعالى في غاية الصغر نعم وفي الصحيحين عن عبدالله بن مسعود قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال يا محمد ان الله يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع. والجبال على والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع فيهزهن فيقول انا الملك انا الملك قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجده تصديقا لقول الحبر ثم ثم قال وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات طويات بيمينه الاية. ففي هذه الاية والاحاديث الصحيحة المفسرة لها مستفيضة التي اتفق اهل العلم على صحتها وتلقيها بالقبول ما يبين ان السماوات والارض ارضى ما بينهما بالنسبة الى عظمة الله تعالى اصغر من ان تكون مع قبضه لها. الا كالشيء الصغير في يد احدنا حتى يدحوها كما تدحى الكرة. قال عبدالعزيز بن عبدالله بن ابي سلمة الماجشون الامام نظير مالك في كلامه المشهور الذي رد فيه على الجهمية من اول كلامه الى ان قال فاما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا قد استهوى الرب من نفسه بصمت الرب عما لم يسم منها فلم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فقال لا يراه احد يوم القيامة فجحدوا والله افضل كرامة الله التي اكرم بها اولياءه يوم القيامة من النظر الى وجهه ونظرته اياهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر قد قضى انهم لا يموتون فهم بالنظر اليه ينظرون الى الى ان قال وانما جحدوا رؤية الله يوم القيامة. واقامة للحجة الضالة المضلة لان انه قد عرف انه اذا تجلى لهم يوم القيامة رأوا منه ما كانوا به قبل ذلك مؤمنين انا له جاحدا وقال المسلمون يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال هل في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونها سحاب. قالوا لا. قال فانكم ترون ربكم كذلك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمتلئ النار حتى يضع الجبار فيها قدمه تقول قط قط وينزوي بعضها الى بعض. وقال لثابت ابن قيس قد ضحك الله مما فعلت طيفك البارحة وقال فيما بلغنا عنه ان الله يضحك من ازلكم وقنوطكم وسرعة اجابتكم وقال له رجل من العرب ان ربنا ليضحك؟ قال نعم. قال لن نعدم من ربي يضحك خيرا وفي اشباه ذلك مما لم نحصه. قال تعالى وهو السميع البصير. واصبر لحكم ربك فانك اعيننا وقال ولتصنع على عيني وقال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقال والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه لا عما يشركون فوالله ما دلهم على عظم ما وصف به نفسه وما تحيط به قبضته الا صغر نظيرها منهم عند لهم ان ذلك الذي القى في روعهم وخلق على معرفة قلوبهم فما وصف الله من نفسه وسماه على رسوله سميناه كما سماه. ولم نتكلف منه علم ما سواه لا هذا ولا هذا لا نجحد ما وصف ولا نتكلف معرفة ما لم يصف المخلوقات كالكره هذا قبظه لها ورميه بها. وانما بين لنا من عظمته وصف المخلوقات بالنسبة اليهم ما يعقل نظيره منا ثم الذي في القرآن والحديث يبين انه ان شاء قبضها وفعل بها ما ذكر ما يفعل ذلك في يوم القيامة وان شاء لم يفعل ذلك فهو قادر على ان يقبضها ويدحوها وفي ذلك من الاحاطة بها ما لا يخفى وان شاء لم يفعل ذلك. وبكل حال فهو باين لها ليس بمحايث لها. ومن المعلوم ان الواحد منا ولله المثل الاعلى. اذا كان عنده خردلة ان شاء قبضها فاحاطت بها قبضته. وان شاء لم يقبضها بل جعلها تحته فهو في في الحالتين مباين لها وسواء قدر ان العرش هو محيط بالمخلوقات كاحاطة الكرة بما فيها او قيل انه فوقها وليس محيطا بها كوجه الارض الذي نحن عليه بالنسبة الى جوفها بالنسبة الى ما تحتها او غير ذلك. فعلى التقديرين يكون العرش فوق المخلوقات. والخالق سبحانه انه وتعالى فوقه والعبد في توجهه الى الله يقصد العلو دون التحت وتمام هذا ببيان المقام الثالث ذكر المؤلف رحمه الله حديث عبد الله ابن مسعود وهو في الصحيحين من طريق عبيدة السلماني في قصة مجيء الحبر الى النبي صلى الله عليه وسلم وقوله يا محمد ان الله فيجعل السماوات على اسبع والارضين على اسبع الجبال على اسبع والماء على اسبع والثرى على اصبع وسائر الخلق على اسبع فيهزهن اي اصابعه جل وعلا فيقول انا الملك انا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن مسعود حتى بدت نواجذه اي اضراسه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ وما قدر الله حققه اي شأن الله تعالى اعظم مما وصف هذا الحبر فلا تدرك العقول ولا تحيط به الافهام جل وعلا احاطة تامة كما قال جل وعلا ولا يحيطون به علما ثم بين المناسبة من سياق هذه الاحاديث الروايات الاية فقال ففي هذه الاية والاحاديث الصحيحة المفسرة التي اتفق اهل العلم على صحتها وتلقيها بالقبول ما يبين هذا الشاهد ان السماوات والارض وما بينهما بالنسبة الى عظمة الله تعالى اصغر من ان تكون مع قبضه لها كالشيء الصغير في يد احدنا. حتى يدعوها اي يفعل بها ما يفعل بالكرة من القبض و الرفع قال رحمه الله قال عبد العزيز بن عبد الله بن ابي سلمة وهذا النقل المطول يعني المشهور رحمه الله انما هو لبيان ما ينبغي ان يعتقد في الله تعالى. من اثبات الكمالات له التي جاءت في الكتاب والسنة دون دخول وولوج في ذلك برأي او عقل بمعنى انه لا يجوز ان ترد النصوص بناء على ما يظهر من اللوازم لان بعض الناس يأتي الى النصوص فيردها بلوازم ليست لازمة للنصوص انما هي اوهام وخيالات وظنون كاذبة وخيالات فاسدة في رد النص بهذا الخيال الذي جاء في ذهنه كما قال رحمه الله اما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا قد استهوته الشياطين. في الارض حيران فصار يستدل بزعمه على ما وصف الرب وسمى من نفسه بان قال لابد ان كان له كذا يعني ان كانت هذه الصفة ثابتة له من ان يكون له كذا وهذا هو الاستدلال باللازم وهذه اللوازم باطلة فانه لا يلزم على كلام الله وكلام رسوله باطل بوجه من الوجوه انما هذه اللوازم متوهمة مظنونة من رأي صاحبها او الا في النصوص سليمة من اللوازم الباطلة ولا تقبل هذه اللوازم الباطلة. يقول رحمه الله فعمي عن البين بالخفي. البين ما هو ما دلت به ما دلت عليه النصوص من اثبات الصفات. والخفي هو ما توهمه في ذهنه من انه يلزم من اثبات هذه الصفة ان يكون موصوفا قال رحمه الله فجحد ما سمى الرب من نفسه بصمت الرب عن من عما لم يسم منها فلم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قوله وجوه يومئذ ناظرة ثم تكلم عن النظر الى الله تعالى وقال ان من مقاصد الشيطان في تعطيل هذه الصفة عن الله عز وجل وهي نظر المؤمنين اليه جل وعلا ومن مقاصده ان يضل الخلق عن ربهم يوم القيامة ولذلك يقول وانما جحدوا رؤية الله يوم القيامة اقامة للحجة الضالة المضلة لانه من الشيطان قد عرف انه اذا تجلى لهم يوم القيامة رأوا منه ما كانوا به قبل ذلك مؤمنين. فالذي لا يعتقد انه يرى الله الله جل وعلا وانه يرى في الاخرة كيف يثبت هذا في الاخرة؟ سيظل عن هذا ولذلك انكار هذه الصفة انكار لامر يضل به الانسان في ذلك اليوم الذي يحتاج فيه الى الى الاهتداء بهدي القرآن وما دل عليه هدي خير الانام من اثبات رؤية المؤمنين لله تعالى. فالشيطان تسلط على الناس بهذه اللوازم حتى يضلوا عن ربهم جل وعلا ثم ذكر اثبات الرؤيا من السنة وهي آآ مسألة ثابتة بالكتاب والسنة واجماع سلف الامة ودل عليها العقل ايظا فان العقل لا يحيل هذه الصفة عن الله تعالى. وما ذكره من حديث هو حديث ابي سعيد هل تظارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب هل تظارون في رؤية القمر ليلة البدر وليس دونه سحاب فانكم ترون ربكم كذلك هذا في الصحيحين من حديث عطاء ابن يسار عن ابي سعيد رضي الله عنه وهو فيهما ايضا من حديث عطاء بن يزيد الليثي عن ابي هريرة رضي الله عنه ثم قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمتلئ النار حتى يضع الجبار فيها قدما فتقول قطن قطن او قط قط او قط قط كلها اوجه صحيحة في قراءة هذه هذه الكلمة وينزوي بعض الى بعض ان يجتمع بعضها الى بعض وهذا الحديث آآ في الصحيحين من طريق قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه في اثبات وضع الله عز وجل على النار وبه تكتفي عن طلب المزيد. اه يقول وقال لثابت ابن قيس قد ضحك الله مما فعلت بضيفك البارحة يشير الى ما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي ضاف النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل الذي الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل الازواج هل عندكم من شيء؟ فلم يكن عندهم الا الماء. فقال من يضم هذا الرجل؟ او من يضيف هذا الرجل؟ فاخذ هذا هو رجل من الانصار فاطعمه طعام صبيانه واظهر هو وزوجته انهما يأكلان معه فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد ضحك الله او عجب من فعلكما ونزل بسبب هذا قول الله تعالى يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة وهي في الانصار هذا الحديث في الصحيح من طريق ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال وفيما بلغنا عنه ان الله يظحك من ازلكم هذا فيه اثبات الظحك لله تعالى وكل هذا استمرار ومواصلة لما ذكره ابن المجدي شون رحمه الله ما نقل عن ماجد الشون رحمه الله في اثبات الصفات قال رحمه الله بعد ذكر ما ذكر من الصفات فوالله ما دلهم على عظم ما وصف به نفسه وما تحيط به قبضته الا بينما يد الرب جل وعلا احاطت بالسموات والارض فالسماوات والارض قبضته يوم القيامة كما قال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وهذا معنى قوله رحمه فوالله ما دلهم على عظم ما وصف به نفسه وما تحيط به قبضته الا صغر نظيرها منهم عندهم ان ذلك الذي القى في روعهم وخلق في معرفة فان ذلك الذي القي في روعهم يعني قلوبهم وخلق على معرفة في قلوبهم. فما وصف الله من نفسه وسماه على على رسوله سميناه. استمر في اثبات الصفات وانه يجب اثباتها كما اثبتها الله تعالى كذلك يقول وانما بين لنا من من عظمته وصف المخلوقات بالنسبة اليه ما يعقل نظيره منا هذا يعني تكرار لما تقدم قبل قليل ثم قال ثم الذي في القرآن والحديث يبين انه ان شاء قبضها وفعل بها ما ذكر كما يفعل ذلك في يوم القيامة وان شاء لم يفعل ذلك فهذا الفعل بمشيئته وقدرته ليس فعلا لا يختاره بل هو الفعال لما يريد سبحانه وبحمده. ثم هل هذا القبر يقتضي ان يكون شيء من الخلق في الله تعالى ان يحل شيء من الخلق في الله تعالى؟ الجواب لا. ولذلك اتى بمسألة المباينة محايفة فقال رحمه الله اه وبكل حال فهو مباين لها اي للمخلوقات. مباين اي انه منفصل عن الخلق جل وعلا فليس فيه شيء من خلقه ولا هو في شيء من خلقه ليس فيه شيء من خلقه ولا هو جل وعلا في شيء من خلقه بل هو البائن من خلقه سبحانه وبحمده قال فهو مباين لها ليس بمحايد لها. محايد معناه المخالط الممتزج فالله تعالى ليس ممتزجا ولا مخالطا. وقبظه للسماوات والارض لا يعني ان يكون شيء من خلقه سبحانه وبحمده الانسان الان يقبض الشيء ولا يقال انه فيه الان الكتاب الورقة تسقطها وتضمها في يدك وتطويها هل هل انت فيها؟ لا فكذلك قبض الله تعالى السماوات والارض لا يلزم منه الاوازم الباطل التي يقولون من انه يلزم على ذلك ان يكون في الله جل وعلا شيء من خلقه ومثل الشيخ رحمه الله بمثال يوضح ذلك قال ومن المعلوم ان الواحد منا اذا كان عنده خردلة ان شاء قبضها فاحاطت بها قبضته وان شاء لم اقبضها بل جعلها تحته فهو في الحالين مباين يعني حال القبض وحال عدم القبض. مباين لها وسواء قدر ان العرش هو محيط بالمخلوقات واستمر ثم قال بعد ذلك هو الخالق سبحانه وتعالى فوقه اي فوق العرش على اي وجه قدرتم العرش. قدرتموه الفلك التاسع غير الفلك التاسع قدرتموه انه محيط بالسموات والارض او انه في جهة كالقبة على اي وجه قدرتموه عرش فوق المخلوقات والله تعالى فوق العرش والعبد في توجهه الى الله تعالى يقصد العلو دون التحت وتمام هذا ببيان المقام الثالث كون الانسان لا يقصد الا العلو في طلبه لله تعالى هذا امر مستقر في الفطر لا يناقش فيه الا مجادل ويتبين هذا بالمقام الاخير وهو المقام الثالث الذي جعله الشيخ رحمه الله في جواب سؤال من سأله عن العرش هل هو كري يعني هل هو كروي؟ او لا؟ وما يقوله الفلاسفة من انه الفلك التاسع واصحاب الهيئة ايضا يقول رحمه الله المقام الثالث المقام الثالث وهو ان نقول لا يخلو اما ان يكون العرش كالافلاك ويكون محيطا بها واما ان يكون فوقها وليس هو كريا. وان كان الاول فمن المعلوم باتفاق من يعلم هذا ان الافلاك مستديرة كرية الشك ان الجهة العليا هي جهة المحيط وهي المحدد وان الجهة السفلى هو المركز وليس للافلاك الا جهتان. العلوي والسفلي فقط. هذا واضح الان هو يقول رحمه الله لا يخلو اما ان يكون العرش كريا. كريا يعني ايش كروي كري هذا لفظ العامة في وقتهم كما يقول بعظ اصحاب المعاجم ان العامة يسمون الكروي كري في اللغة انه كروي الصواب في الاشتقاق انه كروي على كل المقصود بالكري يعني الذي على شكل الكرة لا يخلو اما ان يكون العرش كريا اي كرويا كالافلاك. ويكون محيطا بها اي انه لان جميعها داخل العرش بمعنى انه احاط بها من كل جانب فهي تحته. يقول رحمه الله ويكون محيطا بها واما ان يكون فوقه وليس هو كريا يعني ليس على شكل الكرة. فان كان الاول فمن المعلوم باتفاق من يعلم هذا ان الافلاك مستديرة كلية الشكل ان الجهة العليا هي المحيطة وهي المحدد وان الجهة السفلى السفلى هي المركز وليس للافلاك الا جهتان العلو والسفل يعني انت تخيل هذا بالكرة كل المحيط به علو. هذا مراد الشيخ رحمه الله في قوله يقول فمن المعلوم باتفاق من يعلم هذا ان الافلاك مستديرة كلية الشكل ان الجهة العليا هي جهة المحيط المحيط هو هذا الدائرة يقول رحمه الله وان الجهة السفلى هو المركز. وهو محور الدائرة. يقول وليس للافلاك الا جهتان العلو والسفل فقط واما الجهات الست نعم واما الجهات الست فهي للحيوان فان له ست جوانب يؤم جهته فتكون امامه ويخلف جهة يؤم جهة فتكون امامه. نعم يؤم جهة فتكون امامه ويخلف اخرى فتكون خلفه وجهة تحاذي يمينه وجهة تحاذي شماله وجهة تحاذي رأسه وجهة تحاذي رجليه وليس لهذه الجهات الست في نفسها صفة لازمة بل هي بحسب النسبة والاظافة فيكون يمين هذا ما ما يكون شمال هذا ويكون امام هذا ما يكون خلف هذا ويكون فوق هذا ما تحت هذا لكن جهة العلو والسفلي للافلاك لا تتغير. فالمحيط هو العلو والمركز هو السفل مع ان مع ان وجه الارض التي وضعها الله للانام وارساها بالجبال هو الذي عليه الناس والشجر والنبات والجبال والانهار الجارية. فاما الناحية الاخرى من الارض فالبحر محيط بها وليس هناك شيء من الادميين وما يتبعهم ولو قدر ان هناك احدا لكان على ظهر الارض ولم يكن من في هذه الجهة تحت من في هذه الجهة. ولا من في هذه تحت من في هذه. كما ان الافلاك تحيط بالمركز وليس احد جانبي الفلك تحت الاخر. ولا القطب الشمالي تحت الجنوب. ولا وان كان الشمالي هو الظاهر لنا فوق الارض وارتفاعه بحسب بعد الناس عن خط الاستواء فما كان بعده عن خط الاستواء ثلاثين درجة مثلا. كان ارتفاع القطب عنده ثلاثين درجة. وهو الذي يسمى ما عرض البلد فكما ان جوانب الارظ والمحيطة بها وجوانب الفلك المستديرة. ليس بعضها فوق ولا تحته فكذلك من يكون على الارض من الحيوان والنبات والاثقال فلا يقال انه تحت اولئك وانما هذا خيال يتخيله الناس. وهو تحت اظافي كما لو كانت نملة تمشي تحت سقف السقف فوقها وان كانت رجليها تحاذيه. وكذلك من علق منكوسا فانه تحت السماء. وان كانت رجلاه تري السماء وكذلك يتوهم الانسان اذا كان في احد جانبي الارض او الفلك ان الجانب الاخر تحته. وهذا امر لا يتنازع فيه اثنان وهذا امر لا يتنازع فيه اثنان ممن يقول الافلاك مستديرة واستدارت الافلاك. كما انه قول اهل اهل الهيئة والحساب فهو الذي عليه علماء المسلمين. كما ذكره ابو الحسن ابن المنادي وابو محمد ابن حزم وابو الفرج ابن الجوزي وغيرهم. انه متفق عليه بين علماء المسلمين. وقد قال تعالى وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كله في فلك يسبحون قال ابن عباس مثله مثل فلكة المغزل والفلك في اللغة هو المستدير ومنه قولهم تفلك ثدي الجارية اذا استدار. وكل من يعلم ان افلاك مستديرة يعلم ان المحيط هو العالي على المركز في كل جانب ومن توهم ان من يكون في الفلك من ناحيته يكون تحته من في الفلك من الناحية الاخرى في نفس امري فهو متوهم عندهم هذا هو المقام الثالث من المقامات التي جعلها الشيخ رحمه الله في جواب سؤال من سأله عن العرش هل هو كروي او لا وما تعلق بالتوجه اليه قصده في والتوجه الى العلو في الدعاء. يقول رحمه الله بعد ان ذكر ما ذكر هذا صلة ما تقدم في المقام الثالث يقول رحمه الله وكذلك من علق منكوسا المؤلف يبحث فيما يعني يتعلق بان الفلك في جهة العلو على كل التقدير على كل حال سواء كنا قلنا ان العرش هو كري الشكل او انه كالقبة او هل هو محيط الارض او افلاك تحته او غير محيط كل هذا خارج عن البحث فيما يتعلق بان الفلك في جهة العلو على كل تقدير كان العرش. ذكر رحمه الله يقول وكذلك من علق منكوسا يعني رأسه الى الارض ورجلاه الى السماء فانه تحت السماء. يعني تعلق الانسان منكوسا هل تنتكس نسبة الفل السماء اليه؟ بمعنى انها تكون السماء تحته؟ الجواب لا السماء فوقه وان كان قد علق علق منكوسا مثل ما ضرب مثال في النملة التي تمشي على السقف فان كون اقدامه على السقف لا يقلب حقيقة ان السقف فوقها ان السقف فوقها في الحقيقة. يقول رحمه الله وان كانت رجلاه تلي السماء وكذلك يتأهم الانسان اذا كان في احد جانبي الارض او ان اه الجانب الاخر تحته وهذا الامر لا يتنازع فيه اثنان ممن يقول الافلاك مستديرة. يعني قد يتوهم الانسان نحن نتوهم الان ان الذين في جهة الارظ المقابلة لجهتنا هذه انهم تحتنا هذا يتوهمه الانسان وفي الحقيقة ان الجميع بالنسبة للفلك لهم ان الفلك عال عليهم سواء كان الانسان يعني حاضرا في ذهنه انهم تحتهم متوهما هذا او غير متوهم ويأتي تقرير في كلام المؤلف ايضا. لكن اه عاد المؤلف رحمه الله وقرر مسألة استدارة الافلاك وان هذا امر مجمع عليه ذكر دليله في قواه هو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون. وما يدل على ذلك ايظا وقد تقدم قول الله تعالى يكفر الليل عن النهار النهار على الليل ثم ذكر معنى الفلك وانه من فلكة المغزل والفلك في اللغة والمستدير ومنه قول تفلك اي استدار الجارية يقول رحمه الله واذا كان الامر كذلك فاذا قدر ان العرش مستدير محيط بالمخلوقات كان هو اعلاه وسقفها. هذي النتيجة من هذا البحث في ما تقدم من التمثيل والتصوير. نعم واذا كان الامر كذلك اشار اليه ايش؟ كذلك يعني ان الفلك في جهة العلو على كل تقدير كان العرش. نعم واذا كان الامر كذلك فاذا قدر ان العرش مستدير يحيط بالمخلوقات كان هو اعلاها وسقفها هو فوقها مطلقا. فلا يتوجه اليه واذا ما فوقه الانسان الا من العلو لا من جهاته الباقية اصلا الان يعود الى الجزئية التي في سؤال السائل يقول فما فائدة العبد؟ فما فائدة ان العبد يتوجه الى الله تعالى اذا كان العرش محيط الارض من كل جانب. فما فائدة ان العبد يتوجه الى الله تعالى حين دعائه وعبادته. فيقصد العلو دون غيره. لماذا لا يقصد السفن ولا فرق حينئذ وقت الدعاء بين قصد جهة العلو وغيرها من الجهات التي تحيط بالداعي. ومع هذا نجد في قلوبنا قصدا يطلب العلوم فلا يلتفت يمنة ولا يسرة. فما الجواب عن هذا الامر الضروري الذي يجده الناس في قلوبهم؟ الجواب على هذا يقول وهو فوقها مطلقا اليه ولا الى ما فوقه الانسان الا من العلو. لا من جهاته الباقية اصلا. يعني لا يمكن ان يتوجه الانسان الى العلو في طلبه ورغبة الا الى العلو لا يتوجه الى اي جهة اخرى. وان كان يعني الذي يعني لو صور الانسان ان من تحته ايضا هم في جهة العلو فانه لا يكون ذلك مسوغا له الى قصد السفن ليقصد العلو الذي في الجهة الاخرى من الارض. ويأتي تقرير هذا الان في كلام الظالم. ومن توجه الى الفلك التاسع او الثامن او غيره من الافلاك. من غير جهة العلو كان جاهلا اتفاق العقلاء فكيف بالتوجه الى العرش او الى ما فوقه؟ الذي هو الله جل وعلا نعم. وغاية ما يقدر ان يكون كري الشكل. والله تعالى محيط بالمخلوقات كل كلها احاطة تليق بجلاله فان السماوات السبع والارض في يدي اصغر من الحمصة في يد احدنا واما قول القائل اذا كان كريا والله من ورائه محيط به بائن عنه. فما فائدة ان العبد يتوجه الى الله حين دعائه وعبادته فيقصد العلو دون التحت فلا فرق حينئذ وقت الدعاء قصد جهة العلو وغيرها من الجهات التي تحيط بالداعي ومع هذا نجد في قلوبنا قصدا اطلبوا العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة. فاخبرونا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا وقد فطرنا عليها فيقال له هذا السؤال انما ورد لي توهم المتوهم ان نصف الفلك تكون تحت الارض وتحت ما على وجه الارض من الادميين والبهائم. وهذا غلط عظيم. فلو كان تحت الارض من جهة لكان تحتها من كل جهة. فكان يلزم ان يكون الفلك تحت الارض مطلقا هذا قلب للحقائق اذ الفلك هو فوق الارض مطلقا. الان يستدل المؤلف رحمه الله على ان الفلكت فوق الارض مطلقا وانه لا يسوء ان يقال ان الفلك الذي من الجهة الاخرى من الارض تحتنا هذا لا يسوء ولا ولا يقوله عاقل. يبين هذا بكلام اهل الهيئة وهم اهل الهيئة تقدم انهم هم اهل الفلك والنظر في سير الكواكب والنجوم ومواقعها ومنازلها. نعم يقول رحمه الله واهل الهيئة يقولون واهل الهيئة يقولون لو ان الارض مخروقة الى ناحية ارجلنا والقي في الخرق شيء ثقيل كالحجر ونحوه لكان ينتهي الى المركز حتى لو القي من تلك الناحية حجر اخر. لالتقيا جميع في المركز ولو قدر ان انسانين التقيا في المركز بدل الحجرين لالتقت رجلاهما ولم كن احدهما تحت صاحبه بل كلاهما فوق المركز وكلاهما تحت الفلك كالمشرق والمغرب انه لو قدر ان رجلا بالمشرق في السماء او الارض. ورجلا بالمغرب في السماء او الارض. لم يكن احدهما تحت الاخر وسواء كان رأسه او رجله او بطنه او ظهره او جانبه مما يلي السماء او مما الارض واذا كان مطلوب احدهما ما فوق الفلك لم يطلبه الا من الجهة العليا. لم يطلبه من رجليه او يمينه او يساره لوجهين. طيب الحقيقة او النظرية التي ذكرها عن اهل الهيئة قال لو قدرنا ان خرقا من هذه النقطة الى جهة الارض الاخرى. فاذا القي فيها شيء ثقيل اين سيستقر هذا الشيء في مركز الاب بمركز هذه الكرة التي هي الارض. فيكون بهذا كل ما فوق المركز هو فوق فلا يوصف بانه تحت لان المركز هو منتهى السفن. منتهى السفل والنزول هو المركز. وهذا واضح ولذلك قال اذا لو ان رجلين في المركز وكانت رجل كل واحد منهم او رجل كل واحد منهما الى الاخر لكان لم يصح ان يوصف بان احدهما فوق الاخر وهذا مبني على هذه النظرية وهي ان الشيء لو القي في في جوف الارظ لو كان هناك خرقا لاستقر في وسطها لكن علماء فيزياء والجيولوجيا المعاصرون او المعاصرين يقولون بانه لا يستقر في المركز والسنة دالة على هذا فانه لو القي في وسط الارض لو القي في هذا الخرب شيء ثقيل لا ذهب الى جعله الله من الجاذبية في الارض يجذبه الى مركز الارض ثم اذا انجذب الى مركز الارض وصل بسرعة قوية وهي سرعة الجاذبية ثم هذه السرعة تكون فيها قوة لهذا الجسم بان ينطلق الى الجهة الاخرى من الارض او الكرة حتى يصل الى سطحها ثم تجذبه الارض وهكذا يتجلجل في الارض دون استقرار وما قدره الشيخ رحمه الله انه يستقر في المركز بناء على ما ذكره اهل الهيئة في ذلك الزمان وعلى كل تقدير سواء قلنا انه يتجلجل يعني كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الذي جر ازاره خيلاء او انه يستقر في الوسط فان يكون في الحالين مصدقا لهذا الذي ذكره الشيخ رحمه الله من ان لا يسمى اهل الجهة الاخرى من الارض سفلا بل هم علو باعتبار مركز الارض وان جهة العلو نسبية ليست جهة مما يتفق فيها الانسان في كل مكان وفي كل حال نعم هذا يدل على سعة آآ يعني علوم شيخ الاسلام رحمه الله ومطالعته ومعارفه كانه يعني قل ان يدرك هذه الامور الا من له معرفة ونظر في ما كتبه اهل الهيئة واشباهه. لكن هو بنى ما بنى في هذا كتاب بناء على ما تكلم به الهيئة في زمانه رحمه والله تعالى اعلم لكم ان شاء الله في الدرس القادم