الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اه هذا الحديث الذي آآ ذكره المصنف رحمه الله في باب هل يخرج المعتكف لحوائجه الى باب المسجد حديث صفية بنت حيي في مجيئها الى النبي صلى الله عليه وسلم فيه جملة من الفوائد كنا قد قرأنا هذا الحديث من حيث معانيه اه واما من حيث فوائده من فوائده اه ونحرص على الاقتصار على الفوائد المتعلقة بالباب المباشرة من فوائد هذا الحديث جواز زيارة اهل المعتكف المعتكف في معتكفه جواز زيارة اهل المعتكف المعتكفة في معتكفة وذلك ان صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم زارته في معتكفه وفيه جواز حديث المعتكف مع اهله فيما فيه مصلحة او تدعو اليه حاجة او ما يكون سببا ادخال السرور عليهم وفيه من الفوائد جواز اشتغال المعتكف بالامور المباحة من استقبال الزائر او تشييعه او الحديث معه وفيه الرد على ما ذهب اليه الامام مالك رحمه الله من ان المعتكف لا يشتغل بغير تلاوة القرآن والصلاة والذكر فان مالك رحمه الله كره ذلك لان الاشتغال بغير ما اعتكف من اجله هو خروج عن مقصوده في اعتكافه والاعتكاف مشروع لاعمال محددة فلا يتعدى تلك الاعمال الى غيرها سواء كانت من اعمال البر او من غير اعمال البر لكن هذا الحديث ايرد هذا القول ويبين السعة في اشتغال المعتكف بالمباح فضلا عن عمل صالح من الاعمال التي تكون في المساجد كحضور حلق العلم والتعليم والافتاء ونحو ذلك من فيه من الفوائد شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بامته حيث خشي على هذين الصحابيين ان يتطرق الشيطان الى قلوبهما بشر تجاه سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه وقال على نسلكما انها صفية بنت حيي وفي من الفوائد حسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لازواجه حيث احسن استقبال صفية وخرج معها ليقلبها الى بيتها وفيه من الفوائد جواز خروج المعتكف من معتكفه لما تدعو اليه الحاجة ولو لم يكن ظروريا فانه خرج مشيعا لصفية ومنه خروج المعتكف مع العالم ليسأله اذا دعت الى ذلك حاجة وهذا يحصل ان يتبع بعض المعتكفين اهل العلم لسؤالهم في مسائل من مسائل العلم فيخرجون معهم يخرج العالم فيتبعه يقضي حاجته وفيه جواز اشتغال المعتكف بالتعليم جواز اشتغال المعتكف بالتعليم من اين يؤخذ هذا من قوله صلى الله عليه وسلم على رسلكما انها صفية ثم قال فان فان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم وفيه من الفوائد المبادرة الى ازالة كل ما يكون سبب لتطرق الشيطان الى القلب وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم بادر الى بيان ما بين قطعا لطريق الشيطان قطعا الطريق على الشيطان ان ينفذ الى قلوبهما حيث قال واني خشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا وفيه من الفوائد ان الاحسان الى بعض الزوجات بما تقتضيه المصلحة او الحاجة ليس تفضيلا ينافي العدل. فقد خرج يقلبها واعطاها ساعة من وقته في معتكفه ولم يذكر ذلك لبقيتهن. وقد ذكر العلماء لهذا علة ان صفية لم يكن لها اهل بالمدينة انسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجلوس معها لما زارته بخلاف بقية زوجاته فان لهن من الاقارب والاهل ما يأنسون بهم وفيه من الفوائد ابعاد النفس عن مواطن الريق ابعاد النفس عن مواطن الريب. حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان حاله قد يتوهم منه ريبة كشف الامر ووضحه فقال على رسلكما انما هي صفية. بنت حيي وفيه من الفوائد ان علو رتبة الرجل او الشخص لا يمنع من ان يلقي الشيطان في قلوب الخلق ما يكون منافيا لحاله فان الشيطان يتطرق الى القلوب من كل من كل ناحية ليفسدها يدخل عليها السوء في التصور او العمل في ملفات جواز خروج المرأة ليلا حيث جاءته ليلا وفي من الفوائد التي ذكرها بعض العلماء جواز مخاطبة الرجل الرجال الاجانب ومعه محارمه من زوجة او نحوها نعم الباب الذي يليه قال باب الاعتكاف وخرج النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين قال حدثني عبد الله ابن نمير قال حدثني عبد الله ابن منير سمع هارون ابن اسماعيل قال حدثنا علي ابن المبارك قال حدثني يحيى ابن ابي كثير قال سمعت ابا سلمة ابن عبد الرحمن؟ قال سألت ابا سعيد الخدري رضي الله عنه قلت هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر؟ قال نعم اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الاوسط من فلما قال فخرجنا صبيحة عشرين قال فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين فقال اني اريت ليلة القدر واني واني نسيتها فالتمسوها في العشر الاواخر في وتر فاني رأيت اني اسجد في ماء وطين ومن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع فرجع الناس الى المسجد وما نرى في السماء قزعة. قال فجاءت سحابة فمطرت واقيمت الصلاة فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطين والماء حتى رأيت الطين في ارنبته وجبهته هذا الباب يقول فيه المصنف باب الاعتكاف وخروج النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين اي فيه الدلالة على مشروعية الاعتكاف وفيه بيان خروجه صلوات الله وسلامه عليه صبيحة عشرين عندما اعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الاوساط وقوله وخروج النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين اي من معتكفه عندما اعتكف العشر اوسط وساق الحديث باسناده عن ابي سلمة ابني عبد الرحمن قال سألت ابا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قلت هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر يعني يعينها او يذكر توقيتا لها قلت قال نعم اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الاوسط من رمضان قال فخرجنا صبيحة عشرين خرجنا صبيحة عشرين لتمام الاعتكاف لتمام اعتكاف العشر الاوسط صبيحة عشرين. قال فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين فقال اني اريد ليلة القدر واني نسيتها قد تقدم الكلام على هذا فالتمسوها في العشر الاواخر اي اطلبوها في العشر الاواخر في وتر فاني رأيت اني اسجد في ماء وطين ايري صلى الله عليه وسلم انه يسجد في ليلتها في ماء وطين. ومن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع. اي فليعود الى فرجع الناس الى المسجد اي من اعتكف معه صلى الله عليه وسلم فالناس هنا عام اريد به الخصوص وما نرى في السماء قزعا يعني ولم نكن نتوقع ان نمطر تلك الليلة والقزعة هي القطعة الصغيرة من السحاب اي كان السماء اي كانت السماء صحوا قال فجاءت سحابة فمطرت واقيمت الصلاة اي صلاة الفجر فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطين والماء من اثر ذلك المطر حتى رأيت اثر الطين على ارنبته اي طرف اي يريد طرف انفه وجبهته اي موضع السجود من جبهته صلى الله عليه وسلم هذا الحديث سبق وسبق الاشارة الى جملة من فوائده وفيه ان المعتكف يخرج من معتكفه صبيحة يوم عشرين اذا اعتكف العشر اوسط وقد حمل العلماء ذلك وتأولوه بان هذا الخروج في من اعتكف الليالي فقط واما من اعتكف العشر كلها فانه لا يتم له اعتكاف العشر كلها الا بتمام اليوم الا بتمام اليوم العاشر وخروجهم صبيحة عشرين لا يتم به اعتكاف العشر الاوسط كاملة فلذلك تؤول هذا الخبر بحق من اعتكف ليالي العشر الاوسط وفيه من الفوائد ان من اعظم المقاصد التي يقصد بها الاعتكاف تحري ليلة القدر ان من اعظم المقاصد التي يقصد بها الاعتكاف او يراد اه يشرع لها الاعتكاف بحالي ليلة القدر فتحري ليلة القدر وطلب ليلة القدر عمل صالح ومن اجله شرع الاعتكاف وليس هذا هو المقصود الوحيد بل هذا وغيره. الدليل انه ليس المقصود الوحيد انهم علموا ان ليلة القدر ليلة احدى وعشرين ومع ذلك لم ينصرفوا بل بقوا حتى اتموا الشهر ولم يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه خف اجتهادهم في تلك السنة بل اقاموا العشر الاواخر كلها على نحو ما كان عليه عمله صلى الله عليه وسلم في بقية السنوات وبيعلم انه اذا عرف الانسان ليلة القدر فينبغي الا يقصر عن العمل في غيرها فلعل الليلة تكون في فيما يستقبل وفي غير ما ظن انها هي فان تعيينها ليلة القدر ظني وليس يقيني ظني باعتبار انه يستند اما الى رؤية او الى علامة والرؤيا والعلامة دلالة لكنها ليست يقينية بل ظنية والنبي صلى الله عليه وسلم امر الصحابة بتحريها بالعشر كلها وذكر علامة واستمر في عمله بعد ذلك من فوائده المتعلقة بليلة القدر بان من طرق العلم بليلة القدر الرؤيا وتقدم الاشارة الى هذا نعم باب اعتكاف الصحابة قال باب اعتكاف المستحاضة. قال حدثنا قتيبتك قال حدثنا يزيد ابن زريع عن خالد عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها قالت اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من ازواجه مستحاضة فكانت ترى الحمرة والصفرة وربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي هذا الباب فيه بيان ان الاستحاضة لا تمنع الاعتكاف ولا تمنع المكثف في المسجد خلافا للحائض فانها لا تعتكف بالاجماع واذا حاضت انقطع اعتكافها فالاعتكاف يبطل بالردة ويبطل بخروج دم الحيض وهذان محل اتفاق بين العلماء وقد اختلفوا في بطلان الاعتكاف بالكبائر وهذي مسألة خطيرة في الحقيقة فان جماعة من اهل العلم قالوا ان الاعتكاف يبطل بالكبيرة وقد يقول القائل وش الكبيرة اللي يمكن ان يفعلها الانسان في المسجد الغيبة كبيرة وما اكثر ما يتورط فيها الناس. النميمة كبيرة وما اكثر ما يتورط فيها الناس الكبر كبيرة وما اكثر ما تورط فيه الناس العجب بالعمل كبيرة وما اكثر ما يتورط به بعض العاملين المقصود ان الكبائر ليست محصورة بالزنا او السرقة وما اشبه ذلك مما لا يجري غالبا في المساجد الزنا لا يكون في المساجد وايضا السرقة لابد فيها من حرز المقصود ان من اهل العلم من قال ان الكبائر تبطل الاعتكاف فقوله رحمه الله باب اعتكاف المستحاضة بيان ان الاستحاضة وهي دم خارج على غير المعتاد لا يؤثر في صحة الاعتكاف وساق باسناده من طريق قالت عن عكرمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت اعتكفت اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من ازواجه مستحاضة ولم تسمها في هذه الرواية فكانت ترى الحمرة والصفرة اي يخرج منها الدم الاحمر وما يتبعه من صفرة تقول فربما وضعنا الطست تحتها اي فيحتاجون الى وضع ما يمنع اصابة المسجد بشيء من الخارج منها لكثافته وكثرته فيضعون طستا وهو اناء وعاء ينزل فيهما يقطر منها من حمرة وصفرة وهي تصلي ايوة هي مشتغلة بالصلاة الحديث في جملة من الفوائد من فوائد الجواز اعتكاف المستحاضة ومن فوائده انه ينبغي للمعتكف ان يصون المسجد عن كل ما يمكن ان يقدره او يلوثه وذلك مأخوذ من قولها فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي وفيه من الفوائد ان خروج دم الاستحاضة لا يقطع الاعتكاف لا يبطل الاعتكاف كما لا يبطل الصلاة وفيه من الفوائد حرص الصحابيات رضي الله تعالى عنهن على العمل الصالح مع وجود ما يعذرن به فهذه كانت تستحاض على هذا النحو ومع ذلك تحرص على الاعتكاف وفي من الفوائد جواز اعتكاف المرأة مع زوجها وفيه من الفوائد ان المرأة تعتكف في المسجد كالرجل ولو كان الاعتكاف يجوز للمرأة في غير المسجد لكان اولى من تعتكف في بيتها هذه المرأة التي على هذه الحالة التي وصفت عائشة رضي الله تعالى عنها وفيه من الفوائد تعاونوا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم على البر والتقوى فكنا رضي الله تعالى عنهن يعن بعضهن بعضا على الطاعة فكنا يضعن الطست تحت هذه المستحاضة وهي تصلي هذي بعض الفوائد المتصلة بهذا الحديث