هو الشرح المعنوي الذي ادركته الامة وابصرته بما كان عليه من طيب السجايا وكريم الاخلاق وحسن المعشر حتى قال فيه رب العالمين وانك لعلى خلق عظيم وقيل بل الشرح هنا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك. الذي ظهرك ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا فاذا فرغت فانصب. والى ربك فارغب قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره يقول تعالى الم نشرح لك صدرك؟ يعني اما شرحنا لك صدرك؟ اي نورناه وجعلناه فسيحا رحيبا واسعا كقوله فمن يريد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام. وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحا واسعا سمحا سهلا. لا حرج فيه ولا يسر ولا ظيق وقيل المراد بقوله الم نشرح لك صدرك شرح صدره ليلة الاسراء كما تقدم من رواية مالك ابن صعصعة وقد اورده الترمذي ها هنا وهذا وان كان واقعا لكن لكن لا منافاة فان من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الاسراء وما نشأ من الشرح المعنوي ايضا والله اعلم قال عبدالله بن الامام احمد حدثني محمد ابن عبد الرحيم ابو يحيى البزاز قال حدثنا يونس ابن محمد قال حدثنا معاذ ابن محمد ابن معاذ ابن محمد ابن ابي ابن كعب قال حدثني ابي محمد ابن معاذ عن معاذ عن محمد عن ابي عن ابي ابن عن ابي ابن ان ابا هريرة كان جريئا على ان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشياء لا عن اشياء لا يسأله عنها غيره قال يا رسول الله ما ما اول ما اول ما اول ما رأيت من امر النبوة؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وقال لقد سألت يا ابا هريرة اني لفي صحراء ابن عشر سنين واشهر واذا بكلام فوق رأسي واذا رجل يقول لرجل اهوه؟ قال نعم فاستقبلاني بوجوه لم ارى لم ارها لخلق قط وارواح لم اجدها من خلق قط وثياب لم ارها على خلق فاقبل الي يمشيان حتى اخذ حتى اخذ كل واحد منهما بعضد لا اجد لاحدهما مسا. فقال احدهما لصاحبه اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا هصر فقال احدهما لصاحبه افلق صدره فهوى احدهما الى صدري ففلقه فيما فلقه فيما ارى بلا دم بلا دم ولا فقال له اخرج اخرج الغل والحسد فاخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له ادخل الرأفة والرحمة اذا مثل الذي اخرج شبه الفضة ثم هز ابهام رجلي اليمنى فقال اغدو واسلم فرجعت بها اعدو رقة على الصغير ورحمة الكبير الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المولى نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه السورة هي سورة الشرح وسميت بالشرح لان الله تعالى ذكر فيها شرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتسمى سورة الانشراح وقد سماها البخاري سورة الم نشرح سماها باولها وهي وهي سورة مكية بالاتفاق وقد نزلت بعد الضحى حتى عدها بعض اهل العلم من سورة الضحى والذي عليه الائمة واهل العلم ان سورة الشرح سورة مستقلة عن سورة الضحى ليست منها و قد ذكر الله تعالى في هذه السورة ما من به على نبيه محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فموضوع السورة ذكر منن الله على على نبيه صلى الله عليه وسلم وهذه المنن وان كانت له صلى الله عليه وسلم الا انها تطال امته وينتفع بها الناس فجرح الصدر الف الله تعالى به الناس على شخصه صلى الله عليه وسلم وجمع القلوب عليه كما قال تعالى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك كذلك هذه السورة اه الكريمة اه صلة السورة السابقة التي تضمنت ذكر مقام النبي صلى الله عليه وسلم وما من الله تعالى به عليه من النعم. فهذه السورة ذكرت شيئا من النعم التي انعم الله تعالى بها على رسوله ففي سورة سابقة ذكر الله ما انعم عليه الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى وفي هذه السورة ذكر ما من به عليه بعد هدايته منشرح الصدر ورفع الذكر ووضع الوزر ورفع الذكر وكل هذه منن ومنح من الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهي لامته تبعا يقول الله تعالى في هذه الاية في هذه السورة الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم هذه اية في اول كل سورة كما تقدم الا سورة براءة ثم قال في بداية ايات السورة الم نشرح لك صدرك؟ الم نشرح الاستفهام هنا للتقرير والتقرير هنا معناه اي قد شرحنا لك صدرك فيمتن الله تعالى على رسوله بهذه المنة التي هي شرح الصدر و الشرح في اصل اللغة تجزئة اللحم ومنه سمي التشريح تشريحا ومنه سمي اللحم شرائح اذا قطع فاصله تجزئة اللحم لكنه يطلق على المعنى فيراد به الفسحة والاتساع ولهذا فسر جماعة من اهل العلم قوله تعالى الم نشرح لك صدرك؟ اي الم نفسح ونوسعه وهذا الشرح الذي امتن الله تعالى به على رسوله هنا هو شرح وهو ما جرى من شق صدره صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشق الصدر وقع للنبي صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة فوقع في صغره وهو ابن ثلاث سنين او اربع سنين عندما كان ببني سعد عنده مرضعة عند مرضعته حليمة السعدية وهو ما اشار اليه بعض المفسرين وجاء في الصحيح خبره وبيانه وتفصيله وبيانه على وجه التفصيل جاء في السياق وقد جرى في هذا الشرح وهو شق الصدر الاول شقوا صدره واخراج قلبه صلى الله عليه وسلم وتطيبه وتطهيره وملؤه حكمة وعلما ثم جرى هذا ثانيا عندما اسري به صلى الله عليه وسلم تهيئة لما سيلقى من المعارف والعلوم وهذا سر الشرح الثاني وكونه وقع قبل الاسراء وكونه وقع قبل المعراج لعظيم ما سيلقى وعظيم ما سيرى مما لا تطيقه في العادة قلوب الناس ولهذا زكاه ربه بثباته ورباطة جأشه بمعراجه قال ما زاغ البصر وما طغى ما زاغ البصر وما طغى على عظيم ما رأى صلى الله عليه وسلم. فقد رأى من ايات ربه الكبرى لكنه مع ذلك لم يطش فؤاده ولم يضطرب قلبه ولم يزغ بصره مع ان البصر يعني في حالات اه اه التأثر اضطراب والخوف او التغير يبدو ذلك في البصر حركة في اول في اقل ما يكون من التأثر ومع ذلك ما زاغ البصر ما تعدى ما مال وما طغى اي ما تعدى فهو لم يمل ولم يتعدى ما اذن له ان ان ينظر اليه وان يشاهده صلى الله عليه وسلم والاية تحتمل المعنيين تحتمل ان الشرح شرح معنوي وهذا هو الاصل وشرح الشرح الحسي وهو الشق وهذا جاءت به الاخبار في السنة في الصحيحين وفي غيرهما اجمالا وجاء تفصيله في في في السنن والسيار و كلا الشرحين الشرح الحسي الذي هو الشق والشرح المعنوي كان لاجله صلى الله عليه وسلم قال الم نشرح لك لك اللام هنا تدل على التعليل اي لاجلك فهي بيان لماذا جرى شرح الصدر الشرح هذا كان له صلى الله عليه وسلم فهو من مما امتن الله به عليه وهو ممن ذاق نفعه وادرك مصالحه ومحاسنه الم نشرح لك صدرك يقول المفسر اما شرحنا لك صدرك اي نورناه وجعلناه فسيحا رحيبا واسعا وذلك بطيب اخلاقه وسعة صبره وعظيم حلمه وكبير اناته وعظيم شفقته وواسع احسانه الى الناس فقد كان فسيحا رحيما رحيما واسع الصدر عظيم الاحسان على ان الى الناس عظيم الصبر عليهم والشرح يقابله الظيق والشرح الذي شرحه له صلى الله شرحه الله له لا يعني انه لم يعتره شيء من الضيق فقد كان يعتريه شيء من الضيق كما قال الله تعالى وانا لا نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين وهذا اما ان يكون قبل ما من الله عليه به من شرح الصدر الذي ازال عنه المتاعب واما ان يكون ذلك على وجه عارض لا يؤثر عليه فالشرح ضد الضيق وقد اخبر الله تعالى بهذا الشرح وجعله مضافا الى الصدر لانه موطن القلب الصدور موطن القلوب فيطلق الصدر ايراد القلب لانه محل البهجة والسرور والسعادة والطمأنينة قال الله تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب فالقلوب هي المقصودة بالصدور ولكن قد يطلق الصدر لانه محل القلب او لان مجال المجال الذي يحصل به التأثر اوسع من القلب والقلب هو لبه واساسه وان كان ما حوله يجري فيه نوع تأثر آآ يؤثر في حصول الضيق والانشراح التطبيق والانشراح يضاف الى الصدر كما قال تعالى الم نشرح لك صدرك؟ وكما قال ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. وقد قال فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يريد ان يضله يجعل صدره ظيقا حرجا الشرح والضيق هما مما يضاف الى الى الصدر لا الى القلب لكن شرح الصدر وضيقه ينعكس على القلب بهجة وسرورا طمأنينة آآ سكونا وينعكس عليها ظيقا وظجرا آآ اضطرابا وحيرة هبة وشكا وظلمة كل ذلك اثره يكون في القلب اذا قوله الم نشرح لك صدرك اي تذكير للنبي صلى الله عليه وسلم بهذه المنة التي من الله تعالى بها عليه من شرح صدره شرح الله صدورنا باتباعه والسير على طريقه يقول رحمه الله فمن يرد يقول فهو كما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحا وسمحا سهلا لا حرج فيه ولا اصر ولا ضيق. والحقيقة ان ثمرة شرح الصدر هو يسر الشرع يسر الشرع هو الذي ينشرح به الصدر. دليل ذلك قوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام الاسلام هو الذي يحصل به شرح الصدر الشريعة الاسلامية التي تشرح الصدر فما كان عليه صلى الله عليه وسلم منشرح الصدر منة ومنحة من الله تعالى بما من به عليه من هذا النور العظيم والكتاب المبين الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم نعم وقيل المراد الم يشرح صدرك هذا اشار الى المعنى الثاني وان المقصود بالشرح هنا الشرح الحسي وقلت لا مانع من ان تحمل الاية على المعنيين وان كان المتبادر الى الذهن الشرح المعنوي الى الشرح الحسي ولذلك لم يأتي في كل الاحاديث التي ذكر فيها الشرح الحسي اللي هو شق الصدر لم تذكر هذه الاية ولم اليها جاء ذلك في تفسير في احد الاقوال المنقولة عن ابن عباس تفسيرا يشرح صدرك الم يشرح لك صدرك انه الشق لكن هذا وفيما يظهر والله تعالى لاحتمال الاية لهذا المعنى ولكن اي ما اعظم بالتأكيد من حيث الظهور هو شرح شرح الشرح الممتد المستمر الذي لم يتقيد بمدة ولا موقف وهو شرح وهو شرح صدره معنويا بما كان عليه من طيب الاخلاق وكريم السجايا صلى الله عليه وسلم واشار المصنف الى امكان الجمع قال ولا منافاة فان من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الاسراء وما نشأ عنه من شرح المعاوي ايضا اشار الى امكان الجمع بين المعنيين الشرح الحسي والشرح المعنوي قوله وضعنا عنك وزرك وقوله ووضعنا عنك وزرك بمعنى ليغفر ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر الذي انقض ظهرك الانقاذ الصوت. وقال غير واحد من السلف في قوله الذي انقض ظهرك. اي اثقلك حمله اشار المفسر رحمه الله في قوله ووضعنا عنك وزرك ووضعنا اي حططنا لكن اشار المصنف في التفسير الى ان الوزر المقصود به الذنب حيث فسره فقال بمعنى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وهذا تفسير للوزر بانه الذنب ومنه قول الله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى اي ذنب اخرى او حمل اخرى والمعنى الثاني للوزر انه الثقل الثقل مطلقا سواء كان ثقل ذنب او ثقل هم او ثقل مكاره فقد وضع الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم ذلك كله واي المعنيين اقرب المعنى الثاني فيما يظهر والله اعلم ووضعنا عنك وزرك اي خففنا عنك الحمل الذي تلقاه والمتاعب التي تواجهها في دعوة الناس فوضعها الله تعالى عنه وخفف عنه ذلك بان وسع صدره وشرح صدره واعانه بما اعانه به من كريم السجايا والصبر على الخلق هذا هو الاقرب والله تعالى اعلم. وقوله ووضعنا عنك وزرك اي وضعنا عناية بك. هذه المتاعب والاخطار. فعنك هنا نظير قوله لك بقولها الم نشرح لك وان يأتي البسط هذه الاية ان شاء الله تعالى وما بعدها في القراءة القادمة غدا ان شاء الله