اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد تقدم الكلام على اول سورة شرح قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الم نشرح لك صدرك ثم قال ووضعنا عنك وزرك وقلنا في الوزر الذي اه وضعه الله تعالى عن رسوله قولين القول الاول انه الذنب والمقصود به صغائر الذنوب لان الانبياء معصومون عن كبائر الذنوب وقيل الذنوب التي كانت قبل البعثة والذي يظهر ان الذنوب التي وضعها الله تعالى عن رسوله تشمل هذا وذاك اما ما قبل البعثة فذاك غير محاسبا عليه مع ان الله كفه عن السوء والشر حتى قبل بعثته لكن ما كان مما يمكن ان يكون سيئة بان يكون سيئة او ذنبا فان الله قد فان الله لا يؤاخذه به لان المؤاخذة لا تكون الا بعد التكليف قال الله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فليس قبل التكليف مؤاخذة و اما ما بعد التكليف فانه محمول على صغائر الذنوب اذ الانبياء معصومون من كبائر الخطايا والاثام وهذا احد معاني عصمة الانبياء فان من عصمة الانبياء ان يعصمهم الله من كبائر الذنب وكذلك يعصمهم من ان يقرهم على الخطأ بل اذا وقعوا في شيء نبههم اليه وتابوا منه نبههم اليه ووفقهم الى التوبة منه عفا الله عنك لما اذنت لهم وما اشبه ذلك من الايات التي فيها الاخبار عن امر عاتب الله فيه رسوله صلى الله عليه وسلم وعفا عنه فيه اما وصف هذا الوزر بانه الذي الذي انقض ظهرك فلا يشكلها سيأتي الجواب. هذا المعنى الاول للوزر انه الذنب. المعنى الثاني انه انه ثقل الرسالة ومتاعب ومتاعب آآ تبليغها وتكاليف الرسول صلى الله عليه وسلم فان التكاليف التي حملها عظيمة كما قال الله تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا فهو رسول لجميع الناس قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فرسالته للجميع بها من المشقة والتعب ما هو واظح الان لو كلفت انت بدعوة جماعة قليلة من الناس لوجدت لذلك ثقلا وعبئا في اخراجهم من الظلمات الى النور وهم قد كانوا في غاية الظلمة ودعاهم الى كمال النور والهداية فلهذا ثقل عظيم فيكون قوله وضعنا عنك وزرك اي خفف الله عنك هذا الحمل ويسره عليك باعانته وتأييده ورعايته وحفظه وتقوية حتى تحملت هذا العبء العظيم هذا المعنى الثاني وقيل وهذا قول ثالث بمعنى الوزر انه ما كان من الحيرة قبل البعثة ووضعنا عنك وزرك اي حيرتك قبل البعثة فكان صلى الله عليه وسلم في ضيق مما عليه الناس لكنه لم يفتح له في الطريق الموصل الى الله عز وجل على وجه بين مع يقينه بظلال ما عليه الناس ما عليه قومه وانه ليس دين وانه ليس دين رب العالمين وهذا قول ذكره بعض المفسرين اكثر المفسرين على القولين السابقين ان الوزر هو الذنب او هو تقل الرسالة وتكاليفها وهذا القول الثالث ذكره بعضهم ويصلح ان يقول ويصلح ان تحمل الاية على الجميع ثم جاء بيان هذا الثقل وعظيم المنة بوظعه حيث قال الذي انقظ ظهرك هذا بيان لعظيم المنة التي ادركها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الوضع فانه حمل ثقيل انقض ظهره نقض الظهر هو الصوت الذي يصدر عند تحمل الشيء الثقيل ويسمى نقيض النقيض النقيض هو صوت يصدر لحمل ما يثقل هو صوت المحمل الثقيل ويطلق على صوت فرقعة مفاصل فيسمى نقيضا ولذلك انقض ظهرك اي جعل له صوتا لشدة الحمل الذي تحمله هذا معنى قوله تعالى الذي انقض ظهرك يتبين به عظيم هذا الحمل وانه منة من الله عظيمة على الرسول ان خفف عنه ذلك بان ازاله عن ظهره ورفعه عنه يقول المفسر رحمه الله وقوله الذي انقذ ظهرك الانقاذ الصوت وقال غير واحد من السلف في قوله الذي انقذ ظهرك اي اثق اي اثقلك حمله فهو استدل على ثقل الحمل بالصوت الصادر من الحمل الثقيل بالصوت الصادر من الحمل الثقيل و هذا اذا كان معنى الوزر الذنب يبين عظيم ما يترتب على مواقعة الذنوب فانه حمل ثقيل على الانسان ولو كان من الصغائر لان الانبياء ذنوبهم صغائر لا يقعون في الكبائر. فاذا كان هذا الحمل الثقيل بسبب الصغائر فكيف بالكبائر والعظائم وقد قيل كيف يوصف الذنب بانه انقض الظهر وهو من صغائر الذنوب والانبياء معصومون من كبائر الذنوب الجواب هو ان الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم لعظيم مكانتهم وشريف منزلتهم يقع في نفوسهم من تعظيم الذنب ما يكون الصغير في اعينهم كبيرا وهذا حال الانسان اذا كمل ايمانه وطالعا قدر من عصى لا ما وقع منه من معصية فانه بالنظر الى المعصية قد يكون قد تكون صغيرة لكن بالنظر الى من عصيت لا صغيرة في حقه فهو العظيم جل في علاه ولذلك جاء في الصحيح صحيح البخاري من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن يرى ذنبه كأنه قاعد في اصل جبل يوشك ان يقع عليه واما المنافق فيرى ذنبه كالذباب وقع على انفه فقال به هكذا تطار وهذا التفاوت لعظيم ما قام في قلب العبد من في قلب العبد من تعظيم شعائر الله فانه عندما يعظم القلب شعائر الله يكون الدقيق جليلا وهذا معنى قول انس رضي الله عنه انكم لتفعلون افعالا هي في اعينكم ادق من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من العظائم او من الكبائر فهذا يبين ان نقظ الظهر هو باختلاف حال الناظر وهذا مشاهد الثوب النقي النظيف ناصع ناصع البياض اذا وقعت عليهم ادنى ما يكون من القذر تبين فيه لو هي نقطة لانه ناصع البياض فيبدو فيه كل شيء واما الثوب المتسخ فانه لا يتبين فيه ما يكون من من سوء وهكذا القلوب النقية والقلوب المريظة او الميتة واما اذا كان معنى الوزر ثقل الدعوة وتكاليف الرسالة فهذا يبين ما تحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغ رسالة ربه واذا كان تحمل الرسالة ابتداء فيه مشقة فكيف بتبليغها قال الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فقد كان النبي يلقى مشقة في التحمل حيث كان يحرك لسانه ليعجل في ظبطه وحفظه خشية تفلته عند تلقيه وقد ذكرت لكم انه كان اذا نزل عليه الوحي سمع صلصلة كصلصلة الجرس وتفصد آآ آآ جبينه عرقا لثقل ما يلقى عليه في اليوم الشاتي صلى الله عليه وسلم فهذا كله من ثقل التحمل وكذلك ثقل التبليغ فالرسالة كان لها ثقل تحملا وتبليغا وقد اعانه الله. فالوضع هنا هو التخفيف والتيسير والتسهيل بان اعانه الله تعالى على تحمل ذلك كله نعم ثم قال ورفعنا لك ذكرك وقوله ورفعنا لك ذكرك. قال مجاهد قال مجاهد لا اذكر الا ذكرت الا ذكرت معي اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. وقال قتادة رفع الله ذكره في الدنيا والاخرة. فليس ولا متشهد ولا صاحب صلاة الا ينادي بها. اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وقال ابن جرير حدثني يونس قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرنا عمرو بن الحارث عن دراج عن ابي الهيثم عن ابي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اتاني جبريل فقال ان ربي وربك يقول كيف رفعت ذكرك؟ قال الله اعلم. قال اذا ذكرت اذا ذكرت كرت معي وكذا رواه ابن ابي حاتم عن يونس ابن ابن عبد الاعلى به ورواه ابو يعلى من طريق ابن لهيعة عن دراج وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابو زرعة قال حدثنا ابو ابو عمر الحوضي قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عطاء بن السائل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربي مسألة وددت لاني لم اكن سألته قلت قد كانت قبلي قد كانت قبلي انبياء. منهم من سخرت له الريح ومنهم من يحيي الموتى. قال يا محمد الم الم اجد يتيما فاويتك قلت بلى يا ربي قال الم اجدك ضالا فهديتك؟ قال قلت بلى يا ربي. قال الم اجدك عائلا فاغنيتك؟ قال قلت بلى يا ربي قال الم اشرح لك صدرك؟ الم ارفع لك ذكرك؟ قلت بلى يا رب وقال ابو نعيم في دلائل النبوة حدثنا ابو احمد الغطريفي قال حدثنا موسى ابن سهل الجوني قال حدثنا احمد ابن القاسم ابن ابن مهرة من الهيتي قال حدثني نصر بن حماد عن عثمان بن عطا عن الزهري عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغت مما امرني الله به من امر السماوات والارض قلت يا رب انه لم يكن نبي قبلي الا وقد كرمته جعلت ابراهيم خليلا وموسى كليما وسخرت اود الجبال ولسليمان الريح والشياطين واحييت واحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي قال اوليس قد اعطيتك افضل من ذلك كله اني لا اذكر الا ذكرت معي وجعلت صدور امتك اناجيل يقرأون القرآن ظاهرا ولم يعطها امة واعطيتك كنزا من كنوز عرشي لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وحكى البغوي عن ابن عباس ومجاهد ان المراد بذلك الاذان يعني ذكره فيه. واورده واورد من شر يعني ذكره فيه واورد من شر حساب ثابت اقروا عليه للنبوة خاتم من الله اغروا عليه للنبوة خاتم من الله من نور يلوح ويشهد وضم الاله اسم النبي وضم الاله اسم النبي الى باسمه اذا قال في الخمس المؤذن اشهد وشق له من اسمه ليجله. فذو العرش محمود وهذا محمد وقال اخرون رفع الله ذكره في الاولين والاخرين ونوه به حين اخذ الميثاق على جميع النبيين ان يؤمنوا به وان يأمروا وان يأمروا اممهم بالايمان به. ثم شهر ذكره في امته فلا فلا يذكر الله الا ذكر معه. وما احسن قال الصرصري رحمه الله لا يصح الاذان في الفرض الا باسمه العذب في الفم المرضي وقال ايضا الم تر انا لا يصح اذاننا ولا فرضنا ان لم نكرره فيهما اللهم صلي قوله تعالى وضعنا ورفعنا لك ذكرك هذا معطوف على ما تقدم والجميع معطوف على قوله الم نشرح لك صدرك قال ووضعنا هذا عطف على قوله الم نشرح كيف عطف ماضيا على مضارع نشرح فعل ماضي ولا مضارع ها نشرح وظعنا وظعنا كيف يعطف مضارع ماضيا على مضارع لم اذا دخلت على المظارع حولت زمانه وقلنا في التفسير الم نشرح يعني شرحنا لك صدرك طرحناه لك صدرك فهذا الذي سوغ عطف الماضي على المضارع قوله ورفعنا لك ذكرك ورفعنا الرفع هو الاعلاء الذكر هنا يشمل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم باسمه وذكر النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه وذكر النبي صلى الله عليه وسلم بشرعه فكل هذا داخله في قوله ورفعنا لك ذكرك وقوله لك هنا كقوله الم نشرح لك دال على العناية و التخصيص ومزيد الحفاوة من الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وسلم وما ذكر من رفع الذكر ذكر رفع ذكر قولين في رفع الذكر وكلاهما مندرج في معنى الاية الاول رفع الذكر في الاذان فانه ما قال قائل اشهد ان لا اله الا الله الا قال اشهد ان محمدا رسول الله والمعنى الثاني ان الله رفع ذكره في الاولين والاخرين ونوه به تمام النبي الا اخذ عليه الميثاق ان يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم اذا خرج او اذا بعث وارسل وهو حي فما من نبي الا اخذ عليه الميثاق ان يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وان يؤمن قومه به صلى الله عليه وسلم وهذا من رفع ذكره وكل هذا منطبق على معنى الاية فان ذا هذا وذاك كلاهما فان هذا وذاك كلاهما رفع ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم نعم واما ما ذكر من حديث آآ الذي ساقهم جرير عن ابي سعيد اتاني جبريل فقال ان ربي وربك يقول كيف رفعت ذكرك قال الله كيف رفعت ذكرك؟ قال الله اعلم. قال اذا ذكرت ذكرت معي فهذا الحديث ظعيف الاسناد لما اشار اليه من انه من رواية دراج ابن ابي السمح عن ابي آآ عن عن ابي الهيثم عن ابي سعيد وهذا اسناد فيه مقال نعم وكذلك الاحاديث التي تلته كلها لا تخلو من مقال