مزايا من الله تعالى بها على هذه الامة لكن لا ينفي ان يكون ذلك مما آآ جرى في الامم السابقة ايضا على وجه تكون هذه الامة نصيبها من العفو اكبر من غيرها والا فعدل الله جل في علاه اه يقتضي ان لا يؤاخذ الانسان على ما لا يريد ولذلك اعتذر موسى عليه السلام للخضر لما آآ قال آآ له مقال في آآ ما خالف فيهما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين وبعد قال المؤلف رحمه الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا اذا ابدا هذه الاية تدل بظاهرها على ان المكره على الكفر لا يفلح ابدا وقد جاءت اية اخرى تدل على ان المكره على الكفر معذور اذا كان قلبه مطمئنا بالايمان وهي قوله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا. والجواب عن هذا من وجهين. طيب الحمد لله رب العالمين صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الاية الكريمة في سورة الكهف قوله تعالى انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم ومن قوله الفتية في اه الكهف بعضهم لبعض بعد ان ايقظهم الله تعالى من طول سبات قالوا انهم اي قومهم الذين آآ آآ قاتلوهم كرهوا ما هم عليه من ايمان وتوحيد. انه من يظهر عليكم يعني يغلبوكم يرجموكم يعاقبونكم بالرجم على توحيدكم وايمانكم ويظهر عليكم الظهور يطلق على عدة معاني يطلق على الاطلاع الرؤية يطلق على الغلبة والظاهر ان الظهور هنا يشمل هذا وهذا الغلبة والاطلاع يرجموكم اي يرموكم بالحجارة او يعيدوكم في ملتهم او هنا اما هي ان تكون للتقسيم يعني هذا او هذا يرجموكم اذا لم تجيبوهم ويعيدوكم اذا استجبتم لهم ويمكن ان تكون او هنا بمعنى حتى فتكون للغاية تكون بمعنى حتى ان يرجموكم حتى يعيدوكم. اي يعذبوكم الى ان اعيدكم قوله جل وعلا ولن تفلحوا اذا ابدا فيما قصه عنهم لعدم ثباتهم على الايمان. هذه الاية كما ذكر المؤلف. ظاهرها ان المكره على الكفر لا يفلح ابدا و جاءت اية اخرى ونصوص تدل على ان الاكراه لا يؤاخذ به صاحبه اذا كان ملجأا وهو من ابرز ذلك قول الله تعالى آآ الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدره في سورة اه النحل اه فان الله تعالى استثنى من اكره وقلبه مطمئن بالايمان من قوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فتهدد الله الكافرين الا من اكره يعني الجئ الى الكفر قولا او عملا وقلبه مطمئن بالايمان اي مستقر على التوحيد. وانما اجاب ظاهرا لاجل دفع ما هدد به او ما يعاقب به لو لم يستجب الجواب على هذا من وجهين يقول المؤلف رحمه الله والجواب عن هذا من وجهين الاول ان رفع المؤاخذة من الاكراه من خصائص هذه الامة ان رفع المؤاخذة مع الاكراه من خصائص هذه الامة فهو داخل في قوله تعالى ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم ويدل لهذا قوله صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه فهو يدل بمفهومه على خصوص على خصوصه بامته صلى الله عليه وسلم. وليس مفهوم لقب لان مناط التخصيص هو اتصافه بالافضلية على من قبله من الرسل واتصاف امته بها على من قبلها من الامم. والحديث والحديث وان اعله احمد وابن ابي حاتم فقد تلقاه العلماء قديما وحديثا بالقبول ومن اصلح الادلة في ان من قبلنا ليس لهم عذر بالاكراه حديث طارق حديث طارق بن شهاب في الذي قال النار في ذباب قربه لصنم مع انه قربه ليتخلص من شر من شر عبدة الصنم وصاحبه امتنع من ذلك قتلوه فعلم انه لو لم يفعل لقتلوه كما قتلوا صاحبه. ولا اكراه اكبر من وفي القتل ومع هذا دخل النار ولم ينفعه الاكراه وظواهر الايات تدل على ذلك فقوله ولن تفلحوا اذا ابدا ظاهر في عدم فلاحهم مع الاكراه. لان قوله يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم. صريح في اكراه وقوله ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او او اخطأنا مع انه تعالى قال قد فعلت كما ثبت في صحيح مسلم يدل بظاهره على ان التكليف بذلك كان معهودا قبل وقوله تعالى ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي مع قوله وعصى ادم رب وعصى ادم ربه فغوى فاسند اليه النسيان والعصيان معا يدل على ذلك ايضا وعلى القول بان المراد بالنسيان الترك فلا دليل في الاية. وقوله ربنا لا تؤاخذنا انا او اخطأنا مع قوله كما حملت كما حملت كما حملته على الذين من قبلنا ويستأن ويستأنس لهذا بما ذكره البغوي في تفسيره عن الكلب مع ان المؤاخذة بالنسيان كانت من الاصر على من قبلنا وكان عقابها يعجل لهم في الدنيا فيحرم عليهم بعض الطيبات. وقال بعض العلماء ان الاكراه عذر لمن قبلنا وعليه فالجواب هو الوجه الثاني ان الاكراه على الكفر قد يكون سببا لاستدراج الشيطان على والاستمرار عليه كما يفهم من مفهوم قوله تعالى وقلبه مطمئن بالايمان والى هذا الوجه جنح صاحب رح المعاني والاول اظهروا عندي واوضح والله تعالى اعلم اذا ذكر رحمه الله في الجواب على ما يظهر من تعارض بين الايتين اية سورة النحل الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان واية او عيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا اذا ابدا بان هذا في الامم السابقة وما ذكره الله تعالى من العفو عن المكره على الكفر هو من خصائص هذه الامة وساق لذلك جملة من الاستدلالات منها قوله ان ان الله تجاوز عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وهذا الحديث اه اشار المؤلف رحمه الله الى قول من ضعفه ثم قال في الاستدراك على هذا بان الامة تلقته قديما وحديثا بالقبول وآآ قوله تلقته بالقبول هو اشارة الى ان ما تضمنه الحديث مجمع عليه ما تضمنه الحديث مجمع عليه ووجه الدلالة فيه على اختصاص الامة قوله ان الله تجاوز عن لتجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكروا عليه اورد اشكال اخر على الحديث وهو ان قوله عن امتي مفهوم لقب ومعلوم ان مفهوم اللقب في قول جمهور الاصوليين لا يفيد مخالفة بمعنى انه لا يفيد قصر الحكم على المذكور ونفيه عن غيره هذا ما مقصوده بقوله رحمه الله فهو يدل بمفهومه على خصوص على خصوصه يعني هذه المزايا بامته وليس مفهوم لقب يعني مما لا يفيد مخالفة ووجه عدم اه اجرائه مجرى مفهوم اللقب قال لان مناط التخصيص هو اتصافه بالافضلية على من قبله من الرسل. يعني ان هذا سيق مساق التمييز الذي والتخصيص الذي يفيد التفضيل وليس لذكر ما يكون لهذه الامة ولغيرها ووجه ذلك قال تجاوز لي عن امتي يعني لاجلي عن امتي الخطأ والنسيان فدل ذلك على ان هذا مما خص الله تعالى به هذه الامة اكراما للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وآآ قوله رحمه الله ومن اصلح الادلة على ان من قبلنا ليس لهم عذر بالاكراه حديث طارق بن شهاب وهو لا يصح مرفوعا على الصحيح انما هو من قول سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه وهو مما لا يقال بالرأي في الغالب فاما ان يكون من اخبار بني اسرائيل واما ان يكون ممن ممن سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ان ان من امتنع عن ان من امتنع عن التقريب لاجل انه لا يملك وافق اولئك في التقريب لما اعطوه فدخل النار وقالوا انه مكره والصواب فيما يظهر من قصة طارق من قصة طارق بن شهاب في الرجل الذي دخل النار في ذباب انه مطاوع وليس مكرها لانه لما قيل له قرب قال ليس عندي شيء اقرب فلم يمتنع من التقريب لاجل التوحيد انما امتنع من التقريب لاجل ايش؟ انه ما عنده انه لا شيء عنده للتقريب وفرق بين هذا وذاك ولهذا لا يصلح الاستشهاد بقصة طارق على هذا المعنى وان كان قد ذكره بعض اهل العلم والذي يظهر والله تعالى اعلم آآ هو الوجه الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله اه وقد اشار اليه في ختم كلامه حيث قال ان الاكراه على الكفر قد يكون سببا لاستدراج الشيطان الى استحسانه والاستمرار عليه ان قوله تعالى انهم ان يظهر عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم. ان ذلك على وجه القبول وليس على وجه الاكراه الذي معه الرفض وان كان قد يكره الانسان عن شيء اول الامر ثم ينشرح به صدره كما دلت الاية في قوله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدره هذا هو الاقرب وان كان ما ذكر من اختصاص الامة اه حط الخطأ والنسيان وستره عليه. اه هو من تواطأ عليها ان لا يعيد عليه الا يراجعه الا يراجعه في شيء قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا تريقني من امري عسرا ويكون ما اختصت به هذه الامة عن سائر الامم فيما يتعلق التجاوز عن الخطأ والنسيان وتمسكه عليه اعظم مما يكون في الامم السابقة. فعلى سبيل المثال البول اذا اصاب ثوب اليهود كان من الاحكام المتعلقة بذلك ان يقص الثوب للازالة ونحن مأمورون بالغسل لايش للازالة فالازالة مشتركة هنا وهناك طلب الازالة مشترك هنا وهناك لكن وجه الازالة مختلف ما يكون للامة من العفو بالخطأ في شأن الخطأ والنسيان والاكراه اعظم مما يكون للامم السابقة وبهذا يتبين ان الراجح في هذين الوجهين هو الوجه الثاني وان الاكراه الذي آآ في هذه الاية آآ هو من مما لا ينطبق عليه قوله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن ايمان لانه مما قد يقع فيه شرح الصدر ولكن منشرح بالكفر صدرا. هذا ما يتعلق به الاية الاولى نعم قوله تعالى فاردت ان اعيبها هذه الاية تدل على ان عيبها يكون سببا لترك الملك الغاصب لها ولذلك خرقها ولذلك خرقها الخضر. وعموم قوله وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا يقتضي باخذ الملك للمعيبة والصحيحة معا والجواب واضح هذا فأردت ان اعيب هذه الآية تدل على ان عيبها يكون سببا لترك الملك الغاصب لها اي للسفينة لوجود العيب فيها ولذلك خرق الهدر وعموم قوله وكان وراهم يأخذ وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصب فظاهره ان يأخذ كل شيء ما كان معيبا وما ليس بمعيب فالجواب عن هذا الذي قد يتوهم منه التعارض نعم والجواب ان في الكلام حذف الصفة وتقديره كل سفينة صالحة صحيحة وحذف النعت اذا دل المقام عليه جائز كما اشار له ابن مالك في الخلاصة بقوله وما من وما من المنعوت والنعت عقل يجوز حذفه وفي النعت يقل. ومن شواهد حذف الصفة قول الشاعر ورب الخدين بكر ورب اسيلة الخدين بكر مهفهفة لها فرع وجيد. اي لها فرع فاحم وجيد طويل وقول عبيد بن الابرص الاسدي من قوله قول من قوله قول ومن فعله فعل ومن نائب ومن نائله نائل يعني من قوله هو قول فصل من قوله قول فصل وقوله ومن قوله قوله قول فصل من قوله قول فصل وفعله فعل جميل ونائله نائل جزر نعم التوجيه واضح وان في الاية حذف ما هو معلوم وهذا جار في لسان العرب انهم يحذفون ما يكون معلوما بقوله تعالى فاردت ان اعيبها وفي قوله جل وعلا وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة واصبع ويمكن ان ان يقال ان الاية اه اه بينت اه ما يأخذه مما لا يأخذه فيكون هذا دلالة على الحذف لانه قد يقول قائل الحذف تحكم القول بالحذف تحكم فالجواب على هذا ان يقال ان السياق دل عليه. ولهذا قال المؤلف رحمه الله وحذف النعت اذا دل المقام عليه جائز ان نعت يعني الصفة كما اشار اليه ابن مالك في الخلاصة الالفية وما من المنعوت والنعت عقل يعني فهم وادرك يجوز حذفه قال وفي النعت ايش يقل يعني وهو في النعت قليل والسبب ليش قليل في النعت؟ لان حذفه مشكل اذ ان اذ ان الصفة تبين عن الموصوف او يعرف بها الموصوف بخلاف الموصوف اذا حذفت الصفة فانه قد لا يعلم الا اذا دل عليه سياق وقد لا يتبين ولهذا كان حذف النعت اقل من حذف المنعوت قوله تعالى وان منكم الا واردها هذه الاية الكريمة تدل على ان كل الناس لابد لهم من ورود النار. واكد ذلك بقوله كان على على ربك حتما مقضيا. وقد جاء في اية اخرى ما يدل على ان بعض الناس مبعد عنها لا يسمع لها حسا وهي قوله تعالى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها. الاية والجواب هو ما ذكره الالوسي واضح وان منكم الا واردها والثانية اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها. فكيف يتفق الورود وان منكم الا واردها واستثناء اولئك بقول اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسا. الجواب ما ذكره للروسي وغيره من ان معنى قوله مبعدون اي عن عذاب النار والمها. وقيل المراد ابعادهم عنها بعد ان يكونوا قريبا منها. ويدل للوجه الاول ما اخرجه الامام احمد والحكيم الترمذي وابن وابن المنذر والحاكم وصححه جماعة عن عن ابي سمية قال اختلفنا اختلفنا ها هنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال اخرون يدخلون يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبدالله رضي الله عنه فذكرت ذلك له. فقال واهوى باصبعيه الى اذنيه صمت صمت ان لم اكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر الا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم عليه السلام. حتى ان للنار ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا. وروى جماعة عن ابن مسعود ان ورود النار هو المرور عليها لان الناس تمر على الصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم واخرج عبد ابن حميد وابن الانباري والبيهقي عن الحسن الورود المرور عليها من غير دخول. وروي ذلك ايضا عن قتادة قاله الالوسي. واستدل القائلون بان الورود نفس الدخول كابن عباس بقوله تعالى فاوردهم النار وقوله لو كان هؤلاء الهة ما وردوها وقوله حصب جهنم انتم لها واردون. فالورود في ذلك كله بمعنى الدخول. واستدل القائلون بان الورود القرب منها ومن غير الدخول بقوله تعالى ولما ورد ماء مدين وقول زهير فلما وردنا الماء زرقا جمامه وضعنا عصي الحاضر المتخيم والصواب من هذين الوجهين هو ما ذكره رحمه الله من ان الوجه الاول اقرب وان قوله تعالى مبعدون اي عن عذابها والمها والبقاء فيها فالابعاد هنا وعما يكون في النار من العذاب مقتضى دخولها من الالم. اما المرور عليها العبور فهذا قد قضاه الله تعالى على كل احد كما قال تعالى وان منكم الا واردها نقف على هذا ونكمل ان شاء الله الدرس القادم المجموعة القادمة باذن الله