آآ خلق وقد لا يكون منها خلق لكن العلق هو ابتداء الخلق حيث ان النطفة تبقى في الرحم آآ اربعين يوما نطفة ثم تكون علقة مثل ذلك. فاول اطوار الخلق الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى تفسير سورة اقرأ وهي اول شيء نزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم قال الامام احمد رحمه الله حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم. فكان لا يرى الرؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح. ثم ثم حبب اليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد. ويتزود لذلك ثم يرجع الى خديجة فتزوده لمثلها. حتى فجاءه حقه وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما انا بقارئ قال فاخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فقدني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم اوصلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم. قال فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع. فقالت فقال يا خديجة ما لي فاخبرها الخبر. وقال قد خشيت علي. فقالت له لا ابشر فوالله لا يخزيك الله ابدا. انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى اتت به ورقة ابن نوفل ابن نوفل ابن اسد ابن عبدالعزى ابن قصي وهو عم وهو ابن عم خديجة. اخي ابيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي وكتب بالعربية من الانجيل ما شاء الله ان يكتب. وكان شيخا كبيرا قد عمي. فقالت خديجة اي ابن عم من علق والعلق هي قطعة الدم. وسميت بهذا لانها تعلق في الرحم ويكون منها الخلق هذه القطعة التي هي احدى اطوال الخلق ذكرها ولم يذكر نطفة قبلها لان النطفة قد يكون منها اسمع من ابن اخيك فقال ورقة ابن اخيه ما اذ هرا. فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى الحديث. فقال ورقة هذا الناموت هذا الناموس الذي الذي انزل الله على موسى يا ليتني فيها جدعا اكون حيا حين يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوامخرجيهم؟ فقال ورقة نعم لم يأتي رجل قط بما جئت به الا اودي. وان يدركني يومك انصرك نصرا مؤزرا. ثم لم ينشب ورقة ان توفي او فتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال. فكلما اوفى بذروة جبل لكي يلقي بنفسه منه تبدل له تبدل له جبريل فقال له يا محمد انك رسول الله حقا. فيسكن بذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع. فان طالت عليه الفترة فاذا طالت عليه الفترة فترة الوحي غدا لمثل ذلك فاذا اوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له فقال له مثل ذلك. وهذا الحديث مخرج في في الصحيحين من حديث الزهري وقد تكلمنا على مثل هذا الحديث من جهة سنده ومتنه ومعانيه في اول شرحنا للبخاري مستقصى. فمن اراده فهو هناك محرم ولله الحمد والمنة نعم. فاول شيء نزل من القرآن هذه هذه الايات الكريمات المباركات. وهن اول رحمة رحم الله تعالى بها العباد. واول نعمة انعم الله بها عليهم وفيها التنبيه على ابتداء خلق الانسان من علقة وان من اكرمه وان من من كرمه تعالى ان علم الانسان ما لم يعلم. فشرفه وكرمه وبالعلم وهو القدر الذي امتاز به ابو البرية ادم عليه السلام على الملائكة. والعلم تارة يكون في الاذهان وتارة يكون في اللسان. وتارة يكون في الكتابة ذهني ولفظي ورسمي. والرسمي يستلزمهما من غير عكس. فلهذا قال اقرأ وربك الاكرم. الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. وفي الاثر قيدوا العلم بالكتابة. وفيه ايضا من عمل بما من عمل بما علم رزقه الله علم ما لم يكن يعلم طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه السورة هي سورة اقرأ وهذا احد اسمائها فهذه السورة لها ثلاثة اسماء اه وهذا من اشهرها وسميت بسورة العلق وسميت بسورة القلم والاكثر في تسمية تسميتها بالعلق لذكر الله تعالى فيها مبدأ خلق الانسان من علق كما قال تعالى خلق الانسان من علق وهي سورة مكية انزلها الله تعالى في مكة بالاتفاق الا ان اهل العلم اختلفوا في وقت تنزيل هذه السورة هل هي اول سورة انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم؟ وافتتح بها الوحي؟ ام ان آآ انها ليست باول سورة وقد انزل قبلها آآ سورة المدثر جماهير العلماء على ان سورة العلق سورة اقرأ هي اول سورة انزلت على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذهب جماعة من اهل العلم الى ما جاء في الصحيح من حديث جابر ان اول سورة انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة المدثر لكن هذا القول مرجوح لي هو وجه لوجوه كثيرة والراجح في آآ اول السور انها سورة اقرأ هي التي افتتح بها الوحي وآآ ابتدأ آآ بها آآ النبوة وقد آآ ساق المصنف رحمه الله باسناده ما ذكره عن عائشة رضي الله عنها انها قالت اول ما بدأ به آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي آآ الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل اه فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء وقصت ما قصت حتى جاء فجأة فجأه الملك فجاءه الملك فيه فقال اقرأ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ الى اخر ما ذكر وهذا الحديث لترجيح هذا الذي ذكره وبيان دليله وان اول سورة انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة اقرأ وهذه السورة الشريفة الكريمة تضمنت ذكرى آآ الامر بالتعلم ومنة الله تعالى على العباد بما وهبهم من القدرات على التعلم والتحصيل ومعرفة آآ الهدى ودين الحق الذي ارسل الله تعالى به رسله ثم ذكر حال الناس من الاعراض والاستكبار والجحود ثم عاد بالوعيد على المكذبين وختمها بالامر اه طاعته جل في علاه السجود له والاقتراب منه العبودية جل في علاه اه مناسبة ختم الاية ختم السورة بهذا السورة افتتحت بايش بيقرأ واختتمت بقوله جل وعلا كلا لا تطعه واسجد واقترب ليبين ان ثمرة العلم العمل فان ثمرة العلم تحقيق العبودية لله. لهذا لما كان في المبدأ لما كان في المبدأ الامر بالقراءة كان الختم في بيان ثمرة هذه القراءة. وان ثمرة هذه القراءة هي تبديد كل الشبهات وازالة كل ما يعرض على للانسان في طريقه الى الحق ليحقق العبودية لله عز وجل بطاعته والسجود له والاقتراب منه جل في علاه فهذا بيان شرع في العلم في بيان شرف العلم هذه السورة تبين شرف العلم ببيان ثمرته العظيمة التي يحصلها من سهل له فيه وفتح له فيه آآ هذه السورة اه هي اول شيء نزل من القرآن وهذه اول الايات المباركات التي افتتحت بها هذه الرسالة اقرأ باسم ربك الذي خلق اقرأ هذا امر من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو امر لكل من امن به واتبعه ان يقرأ والقراءة هي مفتاح التعلم والمقصود بالقراءة هنا هو طلب العلم ومعرفته ليست القراءة التي تكون اه اه تلاوة مكتوب بل هي اوسع من ذلك مما يتكلم به الانسان ويقرأه من العلوم النافعة ولو لم يكن مكتوبا فان العلم يؤخذ عن الصدور كما يؤخذ عن السطور فالقراءة المأمور بها شاملة للامرين قراءة المسطور وقراءة ما في الصدور من العلوم التي يقذفها الله تعالى في قلوب اولياءه مما يفتح عليهم من كتاب من انوار كتابه وهدايات سنة نبيه صلى الله عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق اقرأ امر بالتلاوة والقراءة وهو امر بالتعلم وقول باسم ربك الذي خلق هذا بيان ان هذه القراءة حاصلة بعون الله عز وجل متبركة به جل في علاه مبتدأة مستعانة مستعان فيها به بالله عز وجل. واذا قال اقرأ باسم ربك الذي خلق فالباء هنا للاستعانة او للمصاحبة آآ اي اقرأ ابتدأ قراءتك مستعينا بالله مستصحبا ذكر الله عز وجل متبركا باستحضار عونه ومعيته واسمائه وصفاته فاسماؤه مباركة. اقرأ باسم باسم ربك والاسم المقصود به هنا جميع اسماء الله عز وجل لان اسم مفرد مضاف والمفرد المضاف يعم من الفاظ العموم كما هو معلوم فالمقصود اقرأ باسماء الله عز وجل باسماء الرب سبحانه وبحمده اي مستعينا باسمائه مستصحبا اسماءه مستلهما البركة التي فيها. فان اسمائه مباركة كما قال جل وعلا تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فاسماؤه مباركة فيها من البركات في الفاظها وفي معانيها وفي مدلولاتها وفي التعبد لله تعالى بها ما يجلب للانسان معرفة الهدى ويبين له طرق الردى ويكفيه شر الصوارف والصوادف اقرأ باسم ربك وذكر الربوبية هنا لان المقتضى لانه لانه المستقر في نفسه ولم يقل اقرأ باسم الله انما قال اقرأ باسم ربك لانها اول الوحي واول الوحي يستند الى معنى مستقر في النفس والمعنى المستقر في نفوس الخلق ان الله رب كل شيء وانه جل وعلا الذي له الربوبية فله الالوهية فهو كالاستدلال بالربوبية على وجوب طاعته والانقياد له. فكما انه خلقك ورزقك وهو مالكك وهو المدبر لك فمن حقه ان تطيع امره اقرأ باسم ربك اي سيدك ومالكك وخالقك ورازقك ومدبرك هذا هذه كلها اوصاف تستوجب ايش تستوجب الامتثال تستوجب الاقبال على هذه الشريعة على هذا الوحي وانه من الله الخالق المالك الرازق المدبر اقرأ باسم ربك الذي خلقه. ذكر وصفا من اوصاف الربوبية. لان الربوبية تقتضي الخلق. قال الله تعالى قل قل من يرزقكم من السماء والارض. امن يملك السمع والابصار. ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر فسيقولون الله فالربوبية تدل على الخلق يدل على الملك تدل على الرزق تدل على التدبير. هذه المعاني الاربع كلها من معاني الربوبية. وهي وهي دارجة في اسم الرب جل في علاه فهي مندرجة في قوله اقرأ باسم ربك لكن جاء تفصيل جاء ذكر بعض افراد الربوبية ومعانيها استدعاء حضورها في هذا المقام حتى يحصل الامتثال الذي خلق ثم ذكر بعد الخلق العام خلقا خاصا. وقال الذي خلق ولم يذكر ماذا خلق ليشمل كل شيء فهو خالق كل شيء جل في علاه. فما من شيء في السماء والارض ولا في البر والبحر ولا في الكون ولا من ولا ولا ولا اه في علو او سفل الا وهو خلق لله جل وعلا فالله خالقه كما قال تعالى الله خالق كل شيء فقوله الذي خلق اي خلق كل شيء ثم بعد ان ذكر الخلق العام ذكر الخلق المتعلق بمن وجهت اليهم الرسالة وهم الانس خلق الانسان من علق فذكر الخلق الخاص لانه من دواعي الاستجابة ولانه الذي يقود النفوس الى القبول فانت تقرأ باسم خالقك بسم الذي انشأك من عدم انشأك من اه من علقة فذكر اطوار الخلق الذي خلق خلق الانسان من علق العلق ولذلك ذكر مبدأ الخلق النطفة لكن اول الاطوار التي ينتقل بها يتحقق بها او يهتدي بها خلق الانسان هي العلق لانه به يكون الانسان. اما النطفة فقد يعلق منها اه قد تلقح فيأتي منها علقة وقد لا تلقح فلا يخلق من شيء. قال جل وعلا خلق الانسان من علق هذا تذكير لهذا الموحى اليه بما يوجب ان يقبل على ربه وان يستجيب لامره. بعد ذلك عاد الى الامر بالقراءة اقرأ وهذا تأكيد للمعنى السابق وان القراءة ليست واحدة بل هي مكررة لان القراءة بها يحصل العلم بالله. والعلم بالله لا يحصل من قراءة واحدة. بل يحصل من قراءة تلو قراءة ومن نظر تلو نظر ومن علم ومن طلب للعلوم متواصل لا ينقطع ولذلك قال اقرأ وربك الاكرم اقرأ وربك الاكرم اقرأ والحال ان ربك الاكبر فالواو هنا حانية اي اقرأ حال كون ربك هو الاكرم جل في علاه والاكرم هنا مأخوذ من الكرم وهو كثرة العطاء وجزيل الاحسان وعظيم الهبات والاكرم صيغة مبالغة من الكريم او من الكرم فهو قد بلغ في الكرم اعلى مراتبه جل في علاه. فهو الكريم سبحانه وبحمده الكريم في ذاته الكريم في صفاته الكريم في افعاله الكريم في اسمائه جل في علاه قال اقرأ وربك الاكرم ثم قال الذي علم بالقلم وبين وجها من اوجه كرمه بذكر نعمة من النعم التي من بها على الانسان. الذي علم بالقلم علم بالقلم اي علم علم الخلق بالقلم الذي هو اداة تعلم وهو وسيلة التحصيل وهو الذي تسجل به المعلومات تعلم الناس بالقلم وهو الخط والكتابة التي بها يحصل ضبط المعلوم وادراكه وحفظه وتثبيته وهذي من وكما انه يحصل به مصالح الناس في دنياهم فان مصالح الناس في دنياهم لا تكون الا بالكتابة التي وسيلتها واداتها القلم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم علم الانسان اي بلغه من العلم ما لم يعلم وهذا اوسع من التعليم بالقلم فذكر التعليم بالقلم وهو وسيلة لكن الامر لا يقتصر على هذه الوسيلة من وسائل التعليم. بل علم الانسان ما لم يعلم سواء كان ذلك بالقلم عن من طريق القلم او من غير طريق القلم فان ما يعلمه الانسان من مما يصلح به حاله مبدأه لا يكون بالاقلام انما يكون بالفطرة التي يهدى اليها الانسان كما قال الله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون فجعل هذه الادوات لاجل تحصيل الشكر له جل في علاه فهذا العلم المتتابع من خروج الانسان من رحم امه لم يكن ابتداء بالقلم انما كان بوسائل سهلها الله تعالى يتدرج بها الانسان حتى يبلغ من العلم مبلغا واسعا يعلم فيه ما لم يكن قد ادركه وعلمه قبل ذلك. يقول المصنف رحمه الله وهنا يقول فاول شيء نعم قال وهن اول رحمة رحم الله بها العباد واول نعمة انعم بها عليهم وفيها التنبيه على ابتداء خلق الانسان من علقة وذكرنا وجه ذلك وذكرنا وجه ذلك وان من كرم ان علم الانسان ما لم يعلم وهذي ميزة خص الله تعالى بها البشر وعلمهم آآ ما لم يعلموا فرفعهم بذلك على كثير ممن خلق تفضيلا قال فشرفه وكرمه بالعلم وهو القدر الذي امتاز به ابو البشر ادم على الملائكة في قوله تعالى وعلم ادم الاسماء اه كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا. قال رحمه الله والعلم تارة يكون في الاذهان اي تدركه العقول وتارة يكون في اللسان اي بالبيان والايضاح وتارة يكون في الكتابة بالبنان اي في ما يخطه الانسان مما يدور في ذهنه ويحويه قلبه. قال وتارة يكون بالبنان. ذهني ولفظي رسمي اي العلم اما ان يكون ذهنيا وهذا العلم الذي في الاذهان او لفظيا وهذا العلم الذي يكون بالبيان واللسان او رسمي وهو بالخط قال والرسمي يستلزم من غير عكس يستلزمهما من غير عكس. يعني علم الانسان بالكتابة يدل على العلم الذهني والعلم اللفظي لكن العلم الذهني والعلم اللفظي لا يستلزم ان يكون الانسان عالما بالرسم والكتابة فالله عز وجل بعث النبي صلى الله عليه وسلم وبلغه من العلم ما لم يبلغه احد من الناس ولم يكن صلى الله عليه وسلم يعلم الرسم قال الله تعالى ما كنت تتلو من كتاب ما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون. فلم يكن يقرأ صلى الله عليه وسلم. لم يكن يقرأ كتابا ولم يكن يخطه بيمينه اي ينسخه ويكتبه اليس عنده علم رسمي لكن حباه الله من العلم الذهني والعلم اللفظي ما فاق به البشر علما بالله عز وجل معرفة وبين للحق ودلالة على الطريق الموصل اليه. قال فلهذا قال اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. كانه قال انما ذكر تعليم التعليم بالقلم لانه يدل على النوعين الاخرين من العلم وهو العلم الذهني والعلم اللفظي. وفي الاثر قيدوا العلم بالكتابة. في الاثر اي فيما جاء عن آآ المتقدمين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او غيرهم وهذا مأثور عن عمر ومأثور عن انس قيدوا العلم بالكتابة اي سجلوه وذلك ان العلم يذهب ان لم يقيد التقييد هو الكتابة هي قيد له تثبيت وتجويد له كما قال الشاعر العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة وهي الكتابة التي يكتب فيها الانسان ما يدركه من العلوم. ولا اه يغتر الانسان بحفظه وقدرته على الاستحضار من علم يسمعه الانسان ويظن انه متى ما اراده حصله ثم اذا طلبه لم يجده لكن اذا كان مقيدا فانه يثبت. واذا نظرت الى الائمة الحفاظ من العلماء الذين اشتهروا بالحفظ وآآ حوت صدورهم علما غزيرا من الاثار اه قرأت اذا قرأت سيرهم وجدت انهم لا يعتمدون على هذا الحفظ في التحديث والتعليم في كثير من الاحيان فالامام احمد من اوسع الناس حفظا ومع ذلك كان لا يحدث الا من كتاب رحمه الله بكثير من احيانه حتى انه كان اذا خرج للناس خرج بكتاب الالبسة والاشربة اللباس والاشربة فقيل له لذلك فقال آآ اكثر ما يسأل الناس عن هذين فكان معه ما يحتاج الى مراجعته مع عمق فهمه ومع عمق حفظه وثقته رحمه الله في وظبطه لما يحفظ قال رحمه الله فيه ايضا من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يكن يعلم. وهذا حق فان العمل بالعلم من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يكن يعلم ان الله تعالى يفتح لعبده بالعلم والمعرفة ما لا يخطر له على بال اذا علمنا بالعلم فالعمل بالعلم من اوسع الابواب التي تدرك بها السعادات فان ذاك يفتح الانسان علما لا يدركه بمجرد المعرفة الخالية عن العمل. بعد ذلك قال تعالى كلا ان الانسان ليطغى نعم نقف على هذا هاو بدينا كم لنا الان طيب نقرأ المتبقي نعم بالله قال تعالى كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ان الى ربك الرجعى. ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ ارأيت فان كان على الهدى آآ او امر بالتقوى ارأيت ان كذب وتولى؟ الم يعلم بان الله يرى؟ كلا لئن لم ينتهل نسفعا ناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدعو ناديه سندعو الزبانية كلا لا تطعه واسجد واقترب يخبر تعالى عن الانسان انه ذو فرح واثر وبطل وطغيان. اذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ما له. ثم تهدده وتوعده ووعظه فقال ان الى ربك الرجعى اي الى الى الله تعالى البصير والمرجع. وسيحاسبك على ما لك من اين جمعته وفيما صرفته؟ قال ابن ابي حاتم حدثنا زيد ابن اسماعيل حدثنا جعفر ابن عون حدثنا ابو عميس عن عون قال قال عبد الله من همان لا يشبعان صاحب العلم وصاحب الدنيا ولا يستويان فاما صاحب العلم فيزداد رضا الرحمن. واما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان. قال ثم قرأ عبد الله رضي الله عنه ان الانسان يطغى ان رآه استغنى. وقال وقال الاخر انما يخشى الله من عباده انما يخشى الله من عباده العلماء. طيب. قوله كلا ان الانسان ليطغى كلا في الاصل تأتي كلمة ردع وزجر كما قال جماعة من المفسرين كلمة ردع وزجر هذا الاصل لكن في هذا المقام قالوا انها بمعنى حقا لانه لم يتقدم ما يوجب الردع والزجر والرد لباطل متقدم وقال اخرون انها بمعنى الا الاستفتاحية وفي كل الاحوال من قدر انها من اعمالها على الجار في استعمالها الغالب في استعمالها من انها كلمة ردع وزجر قدر شيئا وهو ان وهو قولهم الا انهم مفسدون كلا ان الانسان ليطغى. يعني اه الغالب في الناس عدم القيام بالطاعة مع عظيم انعام الله عليهم فجاء ما يزجرهم عن ذلك كلا زجرا لحالهم وبيان آآ وردعا عما مسارهم من عدم القيام بحق الله كلا ان الانسان ليطغى ان يتجاوز الحد كما اخبر آآ كما قال المفسر رحمه الله من الاشهر والبطر والطغيان نعم. قال رحمه الله وقد روي هذا مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. من همان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا ثم قال تعالى ارأيت الذي ينهى موجب الطغيان انه يستغني ان رآه استغنى فهذا موجب طغيانه هو رؤية نفسه ان يرى نفسه استغنى عن الله بالمال بالقوة بالصحة بالجاه بغير ذلك وقد قيل انها نزلت في ابي جهل والذي يظهر والله تعالى اعلم انها خبر عن حال الانسان الذي لم يهذبه القرآن ولم يملأ قلبه الايمان ولم يهتدي بانوار الاسلام نعم ان الى ربك الرجعى قال تعالى هذا تذكير له بما يكفه عن الطغيان. ان الى ربك الرجعاء اي اليه المرجع والمآب ليحاسبه على ما يكون من الاعمال هذا تذكير لكل من طغى ان هذا الطغيان لن يمتد بل سيتوقف فلينتبه الانسان وليتذكر المرجع ان الى ربك الرجعى فاليه المصير وسيحاسب يحاسبه على ما كان من طغيان. وفيه ايضا الدلالة على ان الاستغناء ليس حقيقيا لانه لو استغنى لما رجع الى الله لكنه راجع اليه. فاذا كان راجعا اليه فهذا دليل فقره وانه لا قوام له الا به. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله الغني الحميد. ثم قال ارأيت الذي ينهى ثم قال تعالى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ نزلت في ابي جهل لعنه الله. توعد النبي صلى الله عليه وسلم آآ على الصلاة عند البيت فوعظه الله تعالى بالتي هي احسن واولا فقال ارأيت ان كان على الهدى اي فيما فما ظنك ان كان هذا الذي تنهاه عن على الطريق المستقيمة في فعله او امر بالتقوى بقوله وانت تزجره وتتوعده على صلاته. ولهذا قال الم يعلم بان الله يرى اي اما علم هذا الناهي لهذا المهتدي ان الله الا يراه ويسمع كلامه وسيجازيه على فعله اتم الجزاء ثم قال متوعدا ومتهددا كلا لئن لم ينته اي لئن لم يرجع عما هو فيه من الشقاق والعناد لنسفعا اي لا نسمها سواء اي احسن الله اليك. اي لنسمنها سوادا يوم القيامة ثم قال ناصيتي ان كاذبة خاطئة. يعني ناصية ابي جهل كاذبة كاذبة في مقالها خاطئة في فعلها فليدعو ناديه اي قومه وعشيرته اي ليدعوهم يستنصروا بهم. سندعو الزبانية وهم ملائكة العذاب حتى يعلم من يغلب احزبنا او حزبه. قال البخاري رحمه الله حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معبر عن عبدالكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ابو جهل لان رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لاطأن ان على عنقه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال لان فعله لاخذته الملائكة. ثم قال تابعه عمرو ابن خالد عن عبيد عن عبيد الله يا ان عمرو عن عبدالكريم وكذا رواه الترمذي والنسائي في تفسيرهما من طريق عبدالرزاق به. وهكذا رواه ابن جرير عن ابي كريب عن زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو به وروى احمد والترمذي وابن جرير وهذا لفظه من طريق ابي داوود عن عن ابي آآ من طريق ابو داوود ابن ابن ابي هند عن عكرمة علي ابن عباس عن طريق داوود عفوا عن طريق دو لا بهم. نعم. احسن الله اليكم من طريق داود بن ابي هند عن اكريمة علي ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام فمر به ابو جهل ابن هشام فقال يا محمد الم انهك عن هذا وتوعده فاغلق له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره. فقال يا محمد باي شيء تهددني؟ اما والله اني لاكثر هذا الوادي ناديا. فانزل الله عز وجل ليدعو نادية سندعو الزبانية. قال ابن عباس لو لو دعا لو دعا ناديته ناديه لاخذته الملائكة ملائكة العذاب من ساعته. وقال دي حسن صحيح وقال الامام احمد رحمه الله ايضا حدثنا اسماعيل ابن زيد ابن زيد ابو يزيد حدثنا فرات عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال ابو جهل لئن رأيت رسول الله يصلي عند الكعبة لاتينه حتى اطأ على عنقه. فقال فقال لو فعل لو فعل لاخذته الملائكة عيانا. ولو ان اليهود تمنوا الموت لما اتوا ورأوا مقاعدهم من النار. ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون مالا ولا اهلا. وقال ابن جرير ايضا حدثنا ابن حميد حدثنا يحيى ابن واضح اخبرنا يونس ابن ابن ابي اسحاق عن الوليد ابن ابن الايزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال ابو جهل لان عاد محمد صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام لاقتلنه فانزل الله عز وجل اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ هذه الاية لنسف عن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدعو ناديه سندعو الزبانية فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فصلى فقيل ما يمنعك؟ فقال قد اسود ما بيني وبينه من من الكتائب. قال ابن عباس والله لو تحرك لاخذتهما الملائكة والناس ينظرون اليه. وقال ابن جرير حدثنا ابن عبد الاعلى حدثنا المعتمر عن ابيه حدثنا نعيم ابن ابيهن وعن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال ابو جهل هل يعفر محمد وجهه بين اظهركم؟ قالوا نعم. قال فقال واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لاطأنه على رقبته ولاعثرن وجهه في التراب. اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته قال فما فاجأهم منه الا وهو ينكس على عقبيه ويتقي بيديه قال فقيل له ما لك؟ فقال ان بيني وبينه خندقا من نار وهولا واجنحة. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا قال وانزل الله تعالى لا ادري في في حديث ابي هريرة ام لا كلا ان الانسان ليطغى الى اخر السورة. وقد رواه احمد بن حنبل ابن حنبل والنسائي وابن ابي حاتم من حديث معتمر بن سليمان به كل هذه الاثار في بيان سبب نزول قوله تعالى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى وهذا آآ على وجه الاستفهام التعجيب من حاله ارأيت الذي ينهى اي اخبرني عنه وما حاله؟ وهل حقق ما يريد من منع النبي صلى الله عليه وسلم من تبليغ رسالته؟ ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ ارأيت ان كان على الهدى اخبرني وحاله على هذه الحال وهي القيام بالهدى الم يعلم اي ذلك المانع الناهي لمن قام يصلي ويحقق العبودية لله؟ الم يعلم بان الله يرى؟ كلا لان لم ينتهي لنسفحن بالناصية. وهذا وعيد شديد السفع هو الوسم والناصية مقدمة الرأس وتطلق على الوجه اه ناصية كاذبة خاطئة. كذبة فيما تتوعد وتتهدد به وخاطئة في عملها وفعلها لا فليدعوا نادية سندعوا الزبانية كلا لا تطعه واسجد واقترب هذه اه اخر الاية ختم الله تعالى بهذه السورة يقول فيها المصنف رحمه الله وقوله وقوله كلا لا تطعه يعني يا محمد لا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة وكثرتها وصلي حيث شئت ولا تبالي. فان الله تعالى حفظك وناصرك. وهو يعصمك من الناس. واسجد واقترب كما ثبت في الصحيح عند مسلم. من طريق عبدالله بن وهب عن عمر ابن الحارث عن ومرة ابن غازيته عن سمي عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء. وتقدم ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد فيه اذا السماء وانشقت واقرأ باسم ربك الذي خلق. اخر تفسير سورة القراء نعم كلا هذي هذا اظراب عن الوعيد المتقدم عن الافك المتقدم الذي اخبر الله تعالى به عن ابي جهل امثاله لا تطعه اي لا تمتثل لما نهاك عنه من عبودية الله عز وجل بل كن على ما امرك تعالى به من الطاعة فاسجد واقترب والسجود هو اخص ما يكون ذلا وخضوعا لله عز وجل واقترب اي اقترب منه باوجه التعبد الاخرى ووقيل اقترب اي تأكيد للقرب بالسجود وهذا ما ظهر من سياق المصنف لحديث ابي هريرة اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد والذي يظهر ان كل عبادة تقربه من الله عز وجل. فكل من اشتغل بالعبادة فقد اقترب منه جل في علاه. والله تعالى وصلى الله وسلم على نبينا محمد بارك الله فيكم تفسير كل يوم احد ان شاء الله بعد العشاء