نعم الله تعالى على عباده لا حصر لها فضلا ان يحيطوا بها ويدركوها احصاءا وعدا قال الله جل وعلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعده احمده حق حمده احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واصلي واسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه. ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد وقد تكلمنا عن قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون وذكرنا ان كفر النعمة يكون على صور عديدة من ذلك نسبة النعمة الى غير الله عز وجل ومنه ايضا اضافتها الى الاسباب مع الغفلة عن المسبب مع الغفلة عن المسبب وكذلك من كفران النعم ان يستعملها الانسان في معصية الله عز وجل فان استعمال النعمة فيما يغضب الله يعود على الانسان بالهلاك والبوار ويوقعه في غضب العزيز الجبار جل في علاه كل هذه الصور من كفر النعم الذي يوقع الانسان في الاثم ويلحقه الوزر قد يكون كفرا مخرجا عن امر الله وقد يكون شركا اصغر لا يجري عليه المغفرة وقد يكون ذنبا ان تاب منه تاب الله عليه والا فانه تحت المشيئة. ان شاء عاقبه به وان شاء غفره له ثمة صور عديدة في غفران النعم منها ما يكون بالقلب ومنها ما يكون بالقول وقد ذكر المفسرون والسلف من ذلك شيئا كثيرا مما يتعلق بكفران النعم وما رتب عليه من العقوبات والمؤاخذات فنقرأ شيئا مما جاء في ذلك ونعلق عليه بما يفتح الله ثم نجيب على ما يسر الله تعالى من الاسئلة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال ابن عباس رضي الله عنهما في الاية الانداد هو الشرك. اخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل. وهو ان تقول والله وحياتك يا فلانة وحياتي. وتقول لولا كليبة هذا لاتنا اللصوص. ولولا البط في الدار لاتى اللصوص. وقول الرجل به ما شاء الله وشئت. وقول الرجل لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلانا كله به شرك. رواه ابن ابي حاتم. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. رواه الترمذي احسنه وصححه الحاكم وقال ابن عباس رضي الله عنه وقال ابن مسعود رضي الله عنه لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان. رواه ابو داوود بسند صحيح وعن ابراهيم النخعي انه يكره ان يقول الرجل اعوذ بالله وبك. ويجوز ان يقول ثم بك ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان الاخوان الواقفون يستريحون في اماكن ومن يريد ان يرتاح او لا حاجة له باستماع الدرس يذهب الى جهة اخرى الحمد لله رب العالمين يقول الله جل في علاه فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. هذه الاية الكريمة يخبر الله تعالى فيها بعد ان اخبر الله تعالى فيها عن عظيم منه على عباده بالوان من النعم والتسخير لما في السماء والارض عاد لتذكير العباد بحقه فنهاهم جل في علاه عن ان يجعلوا له اندادا فقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. اعلم بارك الله فيك ان اول ما امر الله تعالى به في كتابه عبادته عبادته وحده لا شريك له. هذا اول ما امر الله تعالى به في كتابه. فقال يا يا ايها الناس واعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. هذا اول مأمور به وهو افراد الله بالعبادة. فسر ذلك ابن مسعود بن عباس رضي الله تعالى عنه فقال في معنى الاية اعبدوا الله قال وحدوه اي وحدوا الله بعبادته وحده لا شريك له واول ما نهى الله تعالى عنه في كتابه نهى عن الشرك. فقال تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وبهذا يتبين ان رأس المأمورات واولها واصلها واساسها الذي يبنى عليه كل عمل كل امر وكل نهي ان تعبد الله وحده والا تقع في شيء من الشرك فان الله امرك بعبادته وحده لا شريك له ونهاك عن ان تجعل له ندا والند هو المثيل الند هو المساوي. الند هو العدل. الند هو النظير كل ذلك نهى الله تعالى عنه نهيا جازما فلا تجعلوا لله اندادا نكرة في سياق النفي فتعم كل ما يندد به من دون الله اي كل ما يسوى بالله عز وجل فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون والتنديد اي ان تجعل له ندا يكون بالقلب ويكون بالقول ويكون بالعمل اما القلب فهو ان تجعل لله ندا في قلبك تحبه كحب الله وقد ذكر الله تعالى هذا في قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله هذا تنديد قلبي بان تجعل لها ندا فيما يتعلق بقلبك وسرك بان تعتقد ان غير الله يستحق حبا كحب الله او انه ينفع او انه يضر او ان تعتمد عليه او تركن اليه او ان تعظمه تعظيما لا يكون الا لله. كل هذا من التمديد الذي نهى عنه الله تعالى في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون هذا التمديد الاول وهو تمديد القلب وهو اخطرها واشنعها لانه اذا وقع القلب في الشرك تبع ذلك القول والعمل واما الصورة الثانية من التنديد هو ان تسوي غير الله بالله في اللسان والقول والكلام وهذا ثمرة ظعف علم بالله عز وجل او ثمرة تنديد في القلب. لان القلب وقع في الشرك اما هذا او هذا فيكون القلب قد سوى غير الله بالله كما قال الله تعالى عن المشركين الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم ايش؟ يعدلون اي يسوون يسوون بالله وهذا هو الشرك مداره تسوية غير الله بالله هذا معنى الشرك ان تسوي غير الله بالله ولا يلزم هذا ان يكون في كل شيء لانه ما في احد يسوي غير الله بالله في كل شيء ولو في شيء واحد فان الله لا يقبل الشريعة ولا يقبل ان يكون له نظير او مثيل بل نهى الله نهيا جازما فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فالتنديد يكون باللسان اما نتيجة ان القلب معمور بتسوية غير الله بالله في القلب شرك عظم غير الله فجعله كاله فبان بلسانه ونطق به قوله وهذا يكون شرك اللسان تنديد اللسان فرع عن تنديد القلب. الاحتمال الاخر ان يكون لجهل في حق الله وعدم معرفة التوحيد على ما ينبغي بان نسوي غير الله بالله لفظا وليس في قلبه انه مثله لكنه قاله بلسانه انا وهذا ينهى عنه ايضا لا فرق بين هذا وذاك في النهي عنه. لكن الفرق في في الخطورة ما في شك ان الذي سوى غير الله بالله في قلبه وبان في لسانها اعظم من ذاك الذي سوى الله بغيره في قوله وقلبه معظم لله وانه لا ند له ولا نظير لكنه سوى بلسانه هذا شرك اصغر وذاك شرك اكبر تنديد القلب شرك اكبر وتنديد اللسان اذا كان عن جهل بالله فهو شرك اصغر يعدل ويصوب وقد صوب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قال له ما شاء الله وشئت اي ما شاء الله مما يقدره وما شئت يا محمد فذكر الله ورسوله لكن ذكر الله ورسوله على وجه التعديل والتسوية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله ندا؟ جعل التسوية اللفظية تنديدا بالله عز وجل اجعلتني لله ندا؟ اي جعلتني مساويا لله تعالى الله رسول الله لا يقبل هذا ولذلك قال اجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله ثم شئت ثم شئت ثم في لغة العرب تفيد التعقيب والترتيب ونزول المرتبة عن المرحلة عن المذكور اولا فلذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنديد القولي ولا يقول قائل ان هذا يعني مال العبرة بما في القلب وهذا يقوله كثير من الناس تجده يقول الفاظ فيها تسوية غير الا بالله. واذا نبه قال المقصود ما في القلب انا ما في قلبي هذا المعنى الادب مع الله ينبغي ان يكون بالقلب والقول وليس فقط للقلب بل يجب ان يكون العبد مؤدبا مع ربه مراعيا حقه في قوله وفي قلبه فاذا وقع في نقص قدر الله في قوله حتما ان هذا ثمرة نقص قدر الله في قلبه او جهله بقدر ربه جل في علاه وانه لا يجوز ان يسوى غير الله بالله لا في قول ولا في قلب ولا في عمل اما تنديد غير الله تعالى بالله في العمل فهذا بان يصرف عبادة من العبادات لغير الله عز وجل مثال ذلك ان يذبح لغير الله ان يذبح لغير الله. قد يقول قال كيف يذبح لغير الله؟ في احد يذبح لغير الله؟ نعم. وما اكثرهم اولئك الذين اذا سكنا احدهم بيتا جديدا وقال اريد ان ادفع العين حتى ما تنزل على بيتي الجديد وعلى ملكي الحديث يقال له اذبح عند الباب شاة او ديكا او ما الى ذلك مما يذبح وهم لا يبالون فيما يذبح لو ذبحت ذبابا المقصود ان تقع في تسوية غير الله بالله لان المقصود هو التقرب لغير الله هذه صورة من صور التمديد ولا نظن ايها الاخوة ان هذا غير واقع هذا واقع في حياة كثير من الناس عن جهل وعدم علم. واذا قيل له لم تفعل ذلك؟ قال قال لي فلان او قال لي فلان او عادة او عرف الدين لا يؤخذ بالعادة والعرف قدر الله ينبغي ان يكون في قلب العبد اعلى ما يكون مما يطيق ولا يسوي به غيره فالذبح لغير الله له صور اما ان يكون على سبب وهذا هو الغالب واما ان يكون لغير سبب وهذا من الطوام الكبرى وكلاهما تنديد موقع في الشرك لعن الله من ذبح لغير الله هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء في الصحيح من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه قال حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم اربع كلمات اولها قال لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من ذبح لغير الله. ومن ومن لعنه الله فهو خاسر خائن ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ومن يلعن الله فلن تجد له سبيلا. هلاك في الدنيا والاخرة اللعن ابعاد وطرد لهذا ينبغي للمؤمن ان يكون حذرا من ان يقع في شيء من الشرك لا في قلبه ولا في قوله ولا في عمله فيصون قلبه عن تسوية غير الله بالله ويصون قوله عنان يسوي بالله غيره وان ايضا يصون اه عمله عن ان يسوي بالله غيره. واذا حقق ذلك سلم من اعظم افة ونجا من الظلم العظيم وهو الشرك بالله والشرك موبق لو لم يكن فيها الا انه محرم للنار ومانع لمغفرة العزيز الغفار لكان كافيا في ان ينفر منه الانسان. الله عز وجل يقول في محكم كتابه انه من يشرك فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار ثم قال وما للظالمين من انصار. من هم الظالمون؟ المشركون ظالمون ولذلك قال وما للظالمين من انصار يعني وما للمشركين من انصار اي ينصرونهم يوم القيامة وقال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فيجب على المؤمن ان يصون قوله وان يصون قلبه وان يصون عمله ان يكون فيها تنديد تنديد بالله ان ان يسوي بالله غيره فالله ليس كمثله شيء. وهو اغنى الشركاء عن عن الشرك. وهو الذي لا نظير له ولا كفر هل تعلم له سميا؟ لم يكن له كفوا احد ليس كمثله شيء. كل هذه الايات تحقق وتؤكد هذا المعنى. وهو معنى ينبغي ان يستحضره المؤمن ليس في لحظة ولا في منزلة من منازل حياته بل ينبغي ان يستحضره وان يكون عاملا به في كل حياته وعمره واليك هذا التفسير من ترجمة للقرآن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه فان الشيخ محمد بن الوهاب رحمه الله بعد ان ذكر الاية ذكر وبهذا يتبين ان الدعاوى التي يثيرها اعداء التوحيد على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كاذبة فالشيخ لم يأتي بشيء من قبل نفسه. انما جاء باثر بادلة من الكتاب والسنة وتفسيرها من كلام الائمة من الصحابة ومن بعدهم رضي الله تعالى عنهم واليك هذا النموذج الذي يدحض هذه الشبه المفترات على هذا العالم الجليل قال رحمه الله باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. اي لا تسووا غير الله بالله وانتم عالمون بانه لا تستحق احد ان يكون في منزلة الله ولا له نظير جل في علاه فهو العلي الاعلى سبحانه وبحمده ان يكون له شريك او ان يكون له ند سبحانه بعد ذلك قال وقال ابن عباس يعني في تفسير الاية الانداد هو الشرك يعني فلا تشركوا بالله هذا معنى الاية وانتم تعلمون. قوله فلا تجعلوا لله اندادا فسره ابن عباس فسر الانداد بالشرك فقال الانداد هو الشرك بكل صوره سواء كان شركا قلبيا او قوليا او عمليا. واليك البيان فيما ذكره من الامثلة التي تبين معنى الشرك الذي نهى الله تعالى عنه. في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. يقول ابن عباس هو الشرك اخفى من دبيب النمل من دبيب النمل اي سير النمل على صفات سوداء اي على حصاة سوداء بهيمة ليس لا يرى ما عليها في ظلمة الليل اي في شدة اظلامه هذا في غاية الخفاء وفي غاية الاستتار ولا يمكن ان يتنبه اليه الا من انار الله بصائرهم جعلني الله واياكم منهم فنور البصيرة يكشف الملتبسات ويتبين به الانسان الحق من الهدى والتقى هو النور الذي قال الله تعالى فيه يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا فرقانا اي نورا تفرقون به بين الحق والباطل. وتميزون به بين الهدى والضلال وتعرفون به الخير من الشر فهذا الذي ذكر ابن عباس خفاء استتارا لا يمكن كشفه الا بنور الايمان وهداية الرحمن وتوفيقه الى الحذر ولذلك خافه النبيون فهذا ابراهيم عليه السلام امام الاتقياء الامة الذي جعله الله تعالى امة قانتا لله حنيفا يخاف الشرك. فيقول في دعائه واجنبني وبنيه ايش ان نعبد الاصنام استعاذ بالله من الشرك الظاهر فكيف بالشرك الخفي الذي وصفه ابن عباس بانه اخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل. ثم فسر رحمه الله صورا من التنديد واستمع اليه واستحظر ما حولك من كلام الناس وما تكلم به من تعرف لترى عظيم ما يقع فيه الناس من الشرك من حيث لا يشعرون في اقوالهم والنهي ليس فقط عن الشرك في القول بل الشرك في القول والشرك في القلب والشرك في العمل كله داخل فيما نهى الله عنه في قوله فلا تجعلوا وانتم تعلمون. يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه وهو ان تقول يعني الشرك الخفي الذي نهى الله عنه في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وهو ان تقول والله وحياتك قل لي تقال وحياتك اي تحلف بحياته وحياة ابيك وحياة امك والشرف وراسك وغلاوة ابناءك كل هذا جاري في السنة الناس. صح ولا لا هذا من جعل الانداد لله هذا مخالف لقول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. الوقوع فيما نهى الله عنه لانك سويت غير بالله فيما لا يكون الا لله فمن كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت ولذلك قال ابن عباس في بيان سور الشرك الخفي قال وهو ان يقول والله وحياتي يا فلان وحياتي يحلف بنفسه وحياته وتقول هذه صورة منصور الشرك اللفظي صورة منصور التنديد وهو الف بغير الله فالذي يحلف عليك بوالديك بابيك بامك بالشرف بالنبي كل هذا حلف بغير الله وهو من التنديد لان الحلف لا يكون الا بالله من كان حالفا ايش فليحلف بالله واذا كان ما هو حلف بالله فليصمت لا يحلف بشيء اما ان تحلف بالله والا فلا تحلف فان من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك كما جاء في حديث ابن عمر الذي سنقرأه بعد قليل اذا هذه الصورة الاولى التي ذكرها ابن عباس من صور التنديد وهو التنديد القولي بان يحلف بغير الله. ثم قال رحمه الله رضي الله تعالى عنه يقول وتقول لولا كليبة هذا لاتانا اللصوص ولولا البط في الدار لاتانا اللصوص هذا من اضافة النعمة الى السبب لولا كليبة فلان لاتان اللصوص. ابن عباس يعد هذا من التنديد يعد هذا من الشرك القولي. ان تقول لولا كليبة فلان لاتنا اللصوص ولولا البط في الدار لاتانا اللصوص. البط يصوت اذا جاء اه غريب وكذلك الكلاب تنبح اذا جاء غريب. فتنبه اهل الدار هذا سبب او ليس سببا سبأ ما في شك انه سبب لكن لماذا عده ابن عباس من الشرك؟ عده ابن عباس من الشرك لانه غفلة عن المسبب وهو الله جل في علاه ومعلوم ان ذكر السبب اذا كان يتظمن الغفلة عن المسبب المقدر الذي هو الله فانه منهي عنه وهو من كف النعمة كما قال الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. اما اذا كان ذكر السبب خال من ان الله اي مع الاقرار بفضل الله وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فانه لا بأس عند ذلك ان يقول هذا القول اي ان يضيف النعمة الى السبب كما تقدم في ما ذكرنا من حديث عبد الله من حديث العباس انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما نفعت عمك فقال هو في ضحظاح من نار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار. فقال لولا انا فذكره ولم يقل لولا الله ثم انا وهذا لانه سبب حقيقي مع البعد لغاية البعد عن الغفلة عن الله ليكن على لسانك فيما اذا ذكرت سببا مستقلا ان تذكر الله قبل ذكرك السبب. فاذا انتهت معاملتك في الدائرة تقول والله لولا الله ثم فلان ما تيسرت المسألة فاجعل ذكر الله مقدم فهذا من حفظ النعمة وشكرها. لكن لو جاء احد وسألك وقال لك كيف انهيت معاملتك؟ قلت والله لولا فلان ما ما فانت الان تجيب على السبب الخاص لانه يسألك عن السبب مثل ما سأل العباس النبي صلى الله عليه وسلم عن النفع الذي منه لعمه فقال لولا انا فبداية القول ينبغي ان يذكر فيها الله جل وعلا لنأمل من الوقوع في الشرك الذي ذكره والتمديد الذي ذكره عبد الله بن عباس في قوله وتقول لولا كليبة هذا لاتان اللصوص ولولا البط لان آآ لاتان اللصوص اذا عندما تذكر السبب ان تضيف النعمة الى السبب. ان كان استقلالا ابتداءا يعني كلام مبتدأ فاذكر الله ثم اذكر السبب هذا الاكمل في الادب والاكمل في حفظ النعمة واضافتها الى الله وشكرها حتى لا تقع في ما قاله تعالى يعرفون يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. اما فيما اذا كان جوابا على سؤال مثل ما مثلنا من من انهى لك هالموضوع هذا؟ كيف حصل لك؟ تقول لولا كذا لما كان كذا او لما حصل كذا هذا لا بأس به لانه اجابة مع مع وجوب اعتقاد انه ما شاء الله تاب وما لم يشأ لم يكن. واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك ايش ما نفعك هذا تمام اليقين الذي في القلب ينضح به اللسان ولا يغيب عن ذهن الانسان المؤمن الموحد بالله عز وجل الموحد لله عز وجل. يقول وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله هذا من الشرك وقد وقد ذكر حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وهذا من التنديد لانك قلت ووالواء والواو تقتضي التسوية فسويت غير بالله وهذا هو التنديد الذي نهى الله تعالى عنه في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقول الرجل لولا الله وفلان لولا الله وفلان كل ما يفيد تسوية غير الله بالله فهو تمديد. لما تقول لولا الله وفلان انت جعلت لله ندا وهو فلان الذي اظفت اليه السبب. لكن تقول حتى تسلم يقول رحمه الله لا تجعل فيها فلانا. هذا كلام من كلام عبد الله كلام عبد الله ابن عباس يقول لا تجعل فيها فلانا هذا كله به شرك يعني كل هذه الصور المتقدمة من الشرك القولي رواه عن عبد الله ابن عباس باسناده عن عبد الله ابن عباس ابن ابي حاتم. قال وعن عمر نقل عن عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طعن قال صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك وهو اما ان يكون كفرا اكبر او كفر اصغر على حسب ما يقوم في قلب الحالف. فمن كان في قلب الحالف ان المحلوف به كالله ولو في بعض الجوانب او الاشياء سوى غير الله بالله في في شيء من الاشياء فانه كفر اكبر لانه تنديد بالله في القلب والقول. واما اذا كان فقط تنديد بالقول دون تنديد القول فهذا شرك اصغر. فقوله صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك يحتمل ان يكون كفر شركا او كفرا اكبر او اصغر. وقال ابن مسعود انتبه لقول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه احلف احلف لان احلف لان احلف لان احلف بالله كاذبا يعني يمين غموس لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا يعني سيئات الحلف بغير الله اعظم من من اليمين الغموس التي عدها النبي صلى الله عليه وسلم من اكبر الكبائر وهي موجبة لغمس صاحبها في النار. وهي ان يحلف على ماض كاذبا. يقول والله فعلت كذا وما فعل. او والله ما فعلت كذا وهو قد فعل فهذا يمين يسميها العلماء اليمين الغموس لانها تغمس صاحبها في النار وقد جاءت تسميتها في السنة بذلك فهي تغمسه في الاثم والوزر في الدنيا وتغمسه في النار في الاخرة ابن مسعود يقول لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان من ان احلف بغيره صادقا. ليش؟ لان سيئة المعصية ولو كانت من الكبائر اعظم من سيئة الشرك ولو كان شركا اصغر فينبغي للمؤمن ان يعرف مراتب الخطر في معصية الله عز وجل. اعظم ذلك الكفر والشرك الاكبر ثم بعد ذلك الشرك الاصغر ثم بعد ذلك الكبائر ثم بعد ذلك الصغائر سلمنا الله واياكم من كل سوء وشر. وجعلنا من عباده واولياءه المتقين طيب عن حذيفة رضي الله تعالى عنه بعد ان ذكر مؤلف كلام ابن عباس جاب الادلة الدالة على صحة ما ذكره ابن عباس من قول النبي صلى الله عليه وسلم فنقل اولا عن عمر ثم نقل اثرا عن عبد الله بن مسعود ثم نقل حديث حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل لا تقول قال صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وفلان او وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان وقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال اجعلتني لله ندا؟ قل بل قل ما شاء الله وحده يعني لا ويغير الله بالله في قولك ما شاء الله وشاء فلان او ما شاء الله وشئت ولو كان الخطاب للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم رواه ابو داوود باسناد صحيح. وجاء عن ابراهيم النخعي وهو من كبار التابعين من تلاميذ عبد الله بن مسعود انه يكره انه يكره يكره بمعنى يرى التحريم لان الكراهة في كلام السلف ليست الكراهة في الاصطلاح المتأخرين بل معناه التحريك انه يكره يعني يحرم اعوذ بالله وبك. لان الاستعاذة لا تكون الا بالله فلا تكونوا بغيره فمن استعاذ بغيره ولو على التسوية كان ذلك من الشرك. لكن لو استعاذ ادمي حاضر قادر فانه لا بأس به بان يقول اعوذ بك من فلان وهو قادر حاضر فانه لا بأس به ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة الدجال قال صلى الله عليه وسلم عن فتنة الدجال فمن سمع به فلينأ عنه عوذنا الله واياكم من فتنة الدجال. من سمع بالدجال اي بخروجه فلينأى اي يذهب بعيدا عنه ما استطاع فمن وجد معاذا او ملاذا بل يعذ به هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم معاذا اي مكانا يحتمي به. او من يحميه من الدجال فليعد به وهذا فيه جواز ان يستعيد الانسان بالمخلوق فيما يقدر عليه وهو حاضر ولكن الاشكال في هذه الجملة اعوذ بالله وبك هو تسوية غير الله بالله وهو الذي نهى عنه في قوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ويقول لولا الله ثم فلان يعني الذي ينبغي ان يقول نعم. ويجوز ان يقول بالله ثم بك كان يعوذ بالله ثم بك لانه تابع لم يسوي غير الله بالله ويشترط ان يكون حاضرا قادرا. قال ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا لولا الله وفلان لانك عندما تذكر السبب مع الله عز وجل ينبغي ان يكون نازلا في المقام فتقول لولا الله ثم فلان ولا تقول لولا الله وفلان فان لولا الله فلان تفيد التسوية فيقع الانسان فيما نهى عنه الله عز وجل من تسوية غيره به يقول قائل هذا تنطع ليش التدقيق هكذا في الالفاظ نقول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من من امرهم فينبغي للمؤمن ان يلزم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي انكر ونبه وصوب ولا يمكن ان ينبه ولا يصوب الا ما كان فيحتاج الى تنبيه وتصويب ولذلك قال في خطابه لاصحابه لا تقولوا ما شاء الله وفلان بل قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان والادب مع الله ينبغي ان يكون بالقلب والقول والقالب والا تسوي غير الله بالله في شيء من ذلك كله. اسأل الله ان يعيذنا واياكم من الشرك ظاهره وباطنه وان يعيذنا من خفيه وجليه وان يغفر لنا ما لا نعلمه وان يسترنا بستره وان يعاملنا بعفوه وان يرزقنا الالتزام بلا اله الا الله وان يجعلنا من اهلها وان يتوفانا عليها وان يلزمنا التقوى وصلى الله وسلم على نبينا محمد يجيب على ما الاسئلة