ابو شريح وفيه جملة من الفوائد فيه ان هذا الحديث اخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم وفيه ان من تسمى بهذا الاسم مع ملاحظة المعنى ثم نواصل التعليق والاجابة على الاسئلة ان شاء الله تعالى نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد كله. لا احصي ثناء عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد نقرأ ما يسر الله تعالى من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيها اماكن يمين ويسار بارك الله فيكم وسعوا لاخوانكم هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم يسب الدار. اذا السب هو ما كان تنقصا وذما وعيبا. اما ما كان مجرد خبر ولشيخنا وللحاضرين قال الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب من سب الدهر فقد اذى الله باب من سب الدهر فقد اذى الله. وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر. وانا الدهر بيدي الامر مقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر. الحمد لله رب واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الباب من الابواب التي ذكر فيها المؤلف رحمه الله ما يتعلق بالادب في شأن الله عز وجل وحفظ حقه جل في علاه بصيانة اسمائه وصفاته وافعاله عما لا يليق به سبحانه وبحمده فان العبد يجب عليه ان يراعي ان الله عز وجل عظيم القدر جليل المنزلة سبحانه وبحمده يا اخي اذا كانه لا لا يريد الحضور يتقدم حتى اللي ما له يعني يجلس يذكر او يقرأ المسجد واسع آآ قول المصنف رحمه الله عطى الباب قول المصنف رحمه الله باب من سب الدهر اي ما جاء من النصوص والاثار في حكم سب الدهر والدهر اسم للزمان ويطلق اسم العمر كله وللزمان كله وكذلك يطلق على السنة فالسنة تسمى دهرا ومنه قول ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فيما يأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم من افطر يوما من رمضان من غير ما عذر لم يجزه صيام الدهر وان صامه. صيام الدهر يعني صيام سنة كاملة فمن افطر يوما من رمضان من غير عذر لم يجزه اي لا يغنيه ولا يبري ذمته ان يصوم سنة كاملة اذا كان فطره من غير عذر. فالدهر يطلق على السنة ويطلق على الزمن كله ويطلق على الزمن الشديد الذي يصيب الناس فيه قحط وقلة موارد فكله مما يسمى دهرا وقد قال النبي وقد ذكر الله تعالى الدهر في القرآن في قوله جل وعلا وقالوا ما هي الا حياة ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر هذا خبر عن قوم من المشركين يسمون الدهريين. هؤلاء لا يؤمنون ببعث ولا انما هي حياتهم الدنيا يأكلون ويشربون ويعتقدون انه اذا ماتوا فلا بعث ولا نشور وهذا كان قائما في كثير من العرب في الجاهلية فانهم كانوا لا يؤمنون بالبعث فلذلك جاءت النصوص في تكذيبهم واقامة الحجة على ان البعث كائن لا محالة وانه لا بد ان يخرج الناس للحساب فقص الله تعالى عن هؤلاء ما يقولون قالوا ان هي الا حياتنا الدنيا اي ما هي الا حياتنا الدنيا ان تأتي كثيرا بمعناها النافية ما هي الا حياتنا الدنيا وعلامة ان النافية وهذا في كثير من كلام الله عز وجل يذكر ويأتي هذا هذه الصيغة علامتها ان يأتي بعدها الا ان هي الا حياتنا الدنيا اي ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا اي نموت اذا انقظت اجالنا ونحيا المدة التي قظى الله تعالى ان نحياها وما يهلكنا الا الدهر يعني وما يفنينا الا الزمان هذا عقدهم وذلك انهم الحدوا بالله عز وجل فلم يؤمنوا ببعث ولا نشور وانما هي حياتهم يتمتعون فيها بالوان المتاع يضيفون الى الزمان ما يكون من الوقائع والحوادث ولا شك ان الزمان محل وظرف للحوادث والوقائع من خير او شر ولذلك لا يضاف الى الدهر ولا الى الزمان خير ولا شر. لان الزمان ظرف وقوع تلك الاحداث. وليس هو الفاعل لها بل الفعل من الله عز وجل وهؤلاء لما كفروا بالله اضافوا الفعل الى الزمان وهو ظرف وقوع تلك الحوادث. فقالوا وما يهلكنا الا الدهر. فاضافوا الاهلاك الى الدهر والذي يهلكهم هو الله جل وعلا المحيي المميت جل في علاه وليس للدهر تعلن ولا اثر في الايجاد والاعدام. بل الدهر مخلوق يقلبه الله تعالى ويصرفه كيف شاء سبحانه وهو ظرف لوقوع الحوادث. ساق المصنف رحمه الله في الباب حديث ابي هريرة حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال في الصحيح اي في الحديث الثابت في الصحيح والصحيح يطلق على ما ثبت من الحديث وصح ويطلق على ما اخرجه البخاري ومسلم. ويسمى الصحيح لان لانه اصح الكتب بعد القرآن. يقول رحمه الله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار يؤذينا ابن ادم. ابن ادم خلق من خلق الله والله جل وعلا في هذا الحديث الالهي يخبر عن تنقص ابن ادم لله عز وجل واذاه سبحانه وبحمده واعلم ان الاذى الثابت في حق الله عز وجل لا يلحقه فيه نقص ولا يلحقه فيه ضرر وانما يؤذي العبد نفسه بما يفعله من اساءة الى ربه جل وعلا والا فالله لا تطاله اذية المؤذين ولا تنتقصه جل في علاه ما يكون من الخلق من العصيان والكفر والالحاد والاذى. فهو سبحانه وبحمده الغني الحميد. الذي له العزة التامة والقوة الكاملة فالعزة يمتنع بها من كل اذى فهو العزيز الحميد جل في علاه عزيز محمود من ان يطاله شيء من النقص او الاذى لكن الاخبار بالاذى هنا هو بيان انه مما يكرهه سبحانه وبحمدك وليس انه يناله بذلك شيء من الضرر. فقد جاء في محكم التنزيل قول الله جل وعلا والذين يؤذون الله ورسوله فاضاف الاذية اليه والى رسوله لكن هذه الاذية ليست نقصا بوجه من الوجوه. فهو سبحانه وبحمده الذي قال يا عبادي في الحديث الالهي الذي يرويه ابو ذر رضي الله تعالى عنه في صحيح الامام مسلم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني فليس لاحد قدرة على ان يوصل شيئا من الضرر الى الله جل وعلا فهو الممتنع سبحانه وبحمده الذي لا يقوى عباده عليه جل في علاه ولا على ايصال ضر اليه سبحانه وبحمده ولهذا لا تلازم بين الاذى وبين الضرر. لا تلازم بين الاذى وبين الضرر. فقد يؤذيك من لا يضرك ولذلك قال الله تعالى في في الكافرين لن يضروكم فنفذ الضرر الا ابى ولكن ابى فالظرر لا يلزم منه فالاذى لا يلزم منه الحاق الضرر المؤذى وانما يتأذى الانسان من شيء لا يلحقه فيه ضرر فكذلك الله عز وجل سبحانه وبحمده اثبت ان ابن ادم يؤذيه بكلامه الرديء في سب الدهر ولكن هذا لا يلحق فيه الله عز وجل اي اذى فهو الممتنع جل في علاه العزيز الذي لا تصل اليه مضرة عباده يا عبادي انكم لم تبدوا لن تبلغوا ضري فتضروني. يقول الله جل وعلا في هذا الحديث يؤذيني ابن ادم يسب الدهر هذا بيان تفسير للاذى قال يسب الدهر وسب الدهر هو تنقصه وعيبه وذمه ونسبة الشر اليه هذا معنى سب الدهر السب هو الذم والتنقص والعيب ونسبة الشر الى الشيء. كل هذا من السب وهو الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يسب الدهر اي يذمه ويتنقصه ولا فرق في ذلك بين ان يسبه سبب او بدون سبب فانه داخل فيما نهى عنه الله عز وجل وذمه واثبت فيه اذية ابن ادم اذية ابن ادم له فانه قال يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وسب الدهر هنا سواء كان لسبب كان يقول الانسان الله يلعن الساعة الله يلعن اليوم هذا يوم خبيث هذا يوم قبيح على وجه التنقص والذم هذا كل مما يدخل في سرب الدهر. سواء كان هذا ابتداء بدون سبب كما لو نزل كما لو تكلم الانسان بتنقص الدهر بلا سبب وايضا يلحق بهما كان لسبب مثل ان يختصم مع شخص فيسبوا ساعة عرفه فيها او لقيه فيها او ما ذلك كما هو جاري على السنة بعض الناس. هذا كله يدخل في اه الاذية التي ذكرها الله عز وجل من بني ادم في قوله ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر. واعلم ان نقص الدهر اذا كان او سب الدهر اذا كان ذما وصفيا وليس لاجل تنقصه وذمه في ذاته. انما هو وصف للواقع او نصف ليس فيه نسبة الشر الى الزمان انما توصيف حال توصيف زمان توصيف وقت كان تقول هذا يوم عصيب هذا يوم عسير هذا يوم شديد هذا يوم فيه بلاء هذا يوم صعب هذا يوم مرهق اذا كان وصفا وخبرا فهذا لا بأس به. ومنه ما جاء في القرآن في وصف ايام عقوبة عادل وتموت حيث قال تعالى اه في يوم نحس مستمر في يوم نحس مستمر. والنحس وصف دم لكنه لم يأت على وجه تنقص الزمان انما هو على وجه وصف الوقت والحال والظرف وليس نقصا او ذما. وذلك وكذلك اه في في وصفه جل وعلا اه في ايام النحسات وكذلك في قول لوط عليه السلام هذا يوم عصيب فكل هذه الاوصاف التي وصف فيها الزمان بوصف فيه ذنب ليست من سب الدهر فشتان بين الوصف المطابق الذي لا يقصد به التنقص والعيب انما يقصد به الاخبار والاعلان بالحال وبين ان يكون ذلك على وجه التنقص والذنب. فما كان اخواني الواقفون اذا في اماكن تفضلوا عن الزمان كما ذكرنا في ايات القرآن التي ذكر الله تعالى فيها ازمنة وقع فيها عذاب وصفها بنحسات او نحس او ما اشبه ذلك فهو على وجه الخبر لا بأس به. فيجوز للانسان ان يقول هذا يوم نحس ليس لنقص الزمان وعيبه وذمه وانه هو الذي اوقع ما يكرهه من من الوقائع والحوادث انما هو خبر عن ما ناله في هذا اليوم من الشدة ومن الاذى ومن الكرب. فهذا لا ليس سبا واذا توقى الانسان هذا كله فهو اطيب لان ذلك قد يشتبه عليه فيقول ذلك ظنا منه ان هذا وصف وهو في الحقيقة ذم وعيب وتنقص. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يدين ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر يخبر الله تعالى بانه الدهر هل هذا خبر عن انه الدهر هكذا قال بعض اهل العلم فيقول انا مبتدأ والدهر خبر. وقال بعض اهل العلم بل ان الدهر هنا ليس خبرا انما هو ظرف سيأتي بيانه وهو ان الدهر زمان وقوع الحوادث. وانا الدهر اقلب الليل والنهار فيكون الجملة تمت بقولك انا الدهر اقلب الليل والنهار. يعني ان الله عز وجل معنى الحديث يقول انا اقلب الليل نهار الدهر يعني زمن الدهر ومدة الدهر فهي ظرف وهذا المعنى اصوب فان الدهر ليس من اسماء الله عز وجل ولا هو من اوصافه لان اسمائه كلها كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى. وهذا ليس من الاسماء الحسنى لان الاسماء الحسنى تتضمن حسنا في معناه في الفاظ في لفظها فهي اكمل ما يكون لفظا وحسنا في معناها. والدهر زمان والزمان هو ما يحتوي على ما يحب الانسان ويكره وليس محل مدح او محل تنام فلا تصف شخصا تقول انت الدهر كما لو تقول انت الكريم انت العزيز انت الشريف فانه لا يوصف بالدهر احد على المدح ولذلك قوله صلى الله عليه وسلم فيما يخبره به عن ربه وانا الدهر اقلب الليل والنهار. فالجملة تتم بقولي اقلب الليل والنهار معنى انه يسب الدهر والدهر لا عمل له. انما الدهر ظرف لوقوع ما يقدره الله تعالى. فمن سب الدهر فقد سب من صرفه وهو الله عز وجل الذي يقلب الليل والنهار ويجري فيه ما يجري من الحوادث والنوازل والوقائع المقدرات وبه يعلم انه لا يجوز للمؤمن ان يسب الدهر وسب الدهر له احكام ان سب الدهر على انه فاعل للوقائع كما كان يعتقد المشركون فهذا كفر كما قال وما يهلكنا الا الدهر فاضافوا الفعل الى الدهر وهذا كفر بالله العظيم لان الدهر لا يفعل. انما هو من فعل وظرف لما يجيه الله تعالى من الاقدار النوع الثاني من سب الدهر اسب الدهر على انه سبب لما يكرهه الانسان وهذا يقع في الشرك الاصغر. لانه جعل ما ليس سببا سببا. وهو من الشرك الاصغر. النوع الثالث من سب الدهر ان يسبه على وجه التسخط ليس في باله ان الدهر فاعل ولا انه سبب لكن على وجه العيب والتسخر الذم الذي يقصد به العيب فهذا كبيرا من كبائر الذنوب كبيرة من كبائر الذنوب. كيف؟ كبيرة من من كبائر الذنوب ان الله تعالى اخبر بان الذي يسب الدهر يؤذيه وقد قال الله تعالى في محكم كتابه ان الذي نعم الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة اخبر الله تعالى بلعنه والذين يؤدون الله ورسوله الاية في سورة الاحزاب والذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة فاخبر الله تعالى بلعنهم واللعن لا يكون الا على كبائر الذنوب وعظائم الاثم فدل هذا على ان اللعنة على ان سب الدهر من كبائر الذنوب اذا كان على وجه العيب والتنقص. هذا القسم الثالث القسم الرابع ان يكون ذلك على وجه الخبر. بمعنى يخبر عن سوء حاله او سوء وقت من الاوقات مر عليه دون قصد ذم ولا تنقص ولا عيب انما هو لمجرد الخبر عن واقع فهذا لا بأس به وتركه او لاجل لان لا يشتبه بما نهي عنه نعم هذه اقسام سب الدهر التي جاء الخبر عنها في هذا الباب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر والمقصود به ما جاء في الرواية الاخرى المبينة وان الدهر بيد الامر اقلب الليل والنهار نعم قال رحمه الله باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخلع اسم عند الله رجل يسمى ملك الاملاك. لا مالك الا الله قال سفيان مثل شاهان شاه وفي رواية اغيض رجل على الله يوم القيامة واخبثه هذا الباب ايضا هو في بيان وجوب صيانة اسماء الله عز وجل من ان يسمى بها غيره وكذلك الاوصاف التي لا تليق الا به سبحانه لا يجوز ان يتصف بها احد من الخلق فهذا مدار الباب على بيان ان اسماء الله جل في علاه التي لا لا يسمى الا بها لا يجوز ان يسمى بها المخلوق ومثل ذلك الاوصاف. فكما انه لا يعاب فعله تعظيما له جل في علاه. فكذلك قالوا جل وعلا ان يسمى خلقه بشيء من اسمائه او ان يوصفوا بشيء من صفاته. قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فذروا الذين يلحدون في فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه امر الله تعالى بترك الذين يلحدون في اسمائه والالحاد في الاسماء له صور ومن صور الالحاد في الاسماء ان يسمى الخلق وباسمائه جل في علاه فان ذلك لا يجوز ومثله في الحكم ان يوصف الخلق بما لا يوصف به الا الخالق جل في علاه ذلك محرم. ولهذا ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب ما جاء في الصحيح في البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نخلع اسم عند الله اخنع اسم عند الله اي اوظع واحقر وادنى اسم عند الله تعالى رجل تسمى ملك الاملاك اي رجل سمى نفسه او رضي ان يسميه الناس ملك الاملاك قال لا مالك الا الله فان هذا الاسم لا يكون الا لله عز وجل هذا الوصف لا يكون الا لله عز وجل. فانه جل وعلا مالك كل شيء. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا مالك الا الله اي لا يصح الاتصاف بهذا الوصف ولا التسمي بهذا الاسم الا من الله جل وعلا. قال رحمه الله قال سليمان مثل شاهان شاه وهذا يدل على ان التسمي بهذه الاسماء التي هي حق لله ينازع المخلوق فيها الله عز بما يجب ان يكون له سواء كانت باللغة العربية او بغيرها من اللغات. فان شاهان شاه لغة اعجمية وليست لغته العربية ومع ذلك دخلت في ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان اخنعت من عند الله رجل رجل تسمى ملك الاملاك. وفي رواية قال اغيب رجل عند الله يوم القيامة واخبثه. هذا بيان ان الخبث ليس في الاسم ذاته انما في من تسمى به. فقوله صلى الله عليه وسلم ان نخلع اسم عند الله اي اخنع اوظع من تسمى باسم هو من تسمى بهذا الاسم. واما الاسم فهو وصف لله عز وجل لا يليق الا به ولذلك لا يجوز ان يشركه في غيره ولا ان يسمى به سواه سبحانه وبحمده ويدل ذلك الرواية الاخرى للحديث حيث قال صلى الله عليه وسلم اغيب اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاك اغيب رجل عند الله يوم القيامة واخبثه اي اخبث الرجال عند الله عز وجل رجل تسمى بهذا الاسم وقد قال المؤلف رحمه الله قوله اخنع يعني اوظع وهذا التفسير المشهور وقد سأل الامام احمد رحمه الله ابى عمرو الشيباني وهو من ائمة اللغة عن كلمة اخنع فقال اوظع يبين هذا الرواية الاخرى التي ذكرها في قول النبي صلى الله عليه وسلم اغيظوا رجل عند الله واخبثه رجل تسمى ملك الاملاك. واعلم بارك الله فيك ان التسمي بالاسماء التي تختص الله عز وجل محرم لا يجوز فلا يجوز لاحد ان يتسمى باسم من اسماء الله عز وجل التي يختص بها سبحانه وبحمده وكذلك كان يتسمى مثلا الرحمن الحي القيوم الاسماء التي تخصه جل في علاه فانه لا يجوز ان يتسمى بها لكن ما كان عليكم السلام ما كان من الاسماء مشتركا بمعنى انه يتسمى به يصح ان يتسمى بها الخلق كالسميع والبصير والعزيز ونحو ذلك اذا كانت هذه الاسماء تسمى بها الانسان او سمي بها شخص لكن لا على وجه اثبات المعنى الذي لله بل على اثبات المعنى الذي يليق بالمخلوق او لم يكن معنى ملاحظا فانه لا حرج في التسمي افادنا الحديث انه لا يجوز لاحد ان يتسمى بجميع ما اختص الله تعالى به من الاسماء والتي لا تسقط لا تصدق على غيره يتسمى ملك الاملاك احكم الحاكمين رب العالمين اعدل العادلين وما اشبه ذلك من اسمائه التي اختصت به. اما الاسماء التي يشترك فيها مع غيره هذا القسم الثاني فهذا اذا اطلق الاسم الذي يشترك فيه الله عز وجل مع المخلوق في التسمي به كالسميع والبصير اذا اطلق على وجه العموم على شخص لا يلاحظ فيه المعنى فانه لا حرج واذا كان يلاحظ المعنى المناسب للمخلوق فلا حرج. اما اذا اطلق على المعنى الذي لا يليق الا بالخالق فان هذا لا يجوز ولذلك جاء في القرآن تسمية ملك مصر بالعزيز واقر الله تعالى ذلك قالت يا ايها العزيز وآآ قالت امرأة العزيز وقال ولما دخلوا اخوة يوسف عليه قالوا يا ايها العزيز يقصدون يوسف ولو كان هذا لا يجوز لكان نهاهم يوسف عليه السلام عن ذلك. فتبين بهذا ان الذي يمنع منه من الاسماء هو ما كان خاصا بالله فانه لا يسمى به غيره جل في علاه تعظيما لله تقريرا لانفراده بالكمالات سبحانه وبحمده. وانه لا كفؤ له ولا ند ولا نظير ولا مثيل. لم يكن له كفوا احد وبحمده نعم الباب الذي يليه قال رحمه الله باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم من اجل ذلك باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم لاجل ذلك. عن ابي شريح رضي الله عنه انه كان يكنى ابا الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم فقال ان قومي اذا اختلفوا في شيء اتوني فحكمت بينهم. فرضي كلا الفريقين. فقال قال ما احسن هذان فما لك من الولد؟ قلت شريح ومسلم وعبدالله. قال فمن اكبره قلت شريح قال فانت ابو شريح. رواه ابو داوود وغيره هذا الحديث هذا الباب ذكر فيه المؤلف وجوب احترام اسماء الله عز وجل تغيير الاسم لاجل ذلك اي لتحقيق احترامي وصيانة اسماء الله عز وجل عما لا يليق اسماء الله دالة عليه اسماء الله معرفة به. اسماء الله يجب صيانتها عن كل نقص او عيب قال جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. وقال جل وعلا في محكم كتابه ولله المثل الاعلى وله المثل الاعلى وله الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. فواجب على كل مؤمن ان يصون اسماء الله عز وجل عن كل تنقص وكل الابواب السابقة والحديث السابقة دالة على هذا المعنى انه يجب صيانة اسماء الله عز وجل عن ان ينالها شيء من التنقص ان يسمى بها من لا يليق ان يسمى بها وهم المخلوق وهم الخلق جميعا. الان اتى المؤلف رحمه الله بوجه اخر من اوجه صيانة اسماء الله عز وجل. وهو ان المخلوق اذا تسمى او تكنى بما هو اسم من اسماء الله عز وجل. وكان المعنى ملاحظا. يعني تسمى بالاسم والمعنى ملاحظ يثبت له من المعنى ما يكون لله عز وجل فانه لا يجوز ان يتسمى الانسان بهذا الاسم بل يجب تغييره. ساق المؤلف حديث ابي شريح رضي الله تعالى عنه وابو شريح هو هاني ابن يزيد الكندي رضي الله تعالى عنه وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. كان يكنى ويدعى ابا الحكم. اي يدعوه قومه يلقبونه بابي الحكم قال رضي الله تعالى عنه عن ابي شريح هان ابن يزيد انه كان يكنى ابا الحكم اي يلقبه يكنيه قومه بابي الحكم والكنية هي ما كان مقدما باب او ابو عبد ابو عبد الله ابو محمد ابو الحكم ابو زيد هذا هذي فكل ما كان مقدما باب او ام فيسمى كنية. فقوله يكنى ابا الحكم اي ان قومه يكنونه بابي الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع هذا هذه الكلية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم اي ان الله هو الذي يفصل بين الناس في الخصومات وهو الذي يقضي ويحكم جل في علاه فالحكم هو من يقضي ويحكم ويفصل بين الناس بالخصومات. ان الله هو الحكم واليه الحكم. اي ويرجع اليه في الفصل سبحانه وبحمده. فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم ان قومي اذا اختلفوا في شيء اي مما يتنازعون فيه اتوني الجاؤوا الي فحكمت بينهم اي فقظيت بينهم بما يفتح الله تعالى علي من فصل النزاع وحسم فرض يا كلا الطرفين وهذا واضح انه ممن يوفق في حكمه الى ارضاء الاطراف لان عادت الحكام والقضاة انه لا يرظى المتخاصمون لديهم بل من حكم عليه غظب ومن حكم له رظي هذا والعادة والجاري في حكم اكثر الحكام ولذلك نصف الناس اعداء للقاضي هذا ان عدل هذا ان عدل نصف الناس اعداء للقضاة هذا ان عدلوا في احكامهم واقضيتهم وذلك ان من حكم عليه في الغالب لا يرضى. في الغالب لا يرظى. لكن هذا الرجل وهو هاني وهو يزيد بن هانئ آآ الكندي رضي الله تعالى عنه وهو هاني ابن يزيد الكندي رضي الله تعالى عنه وفقه الله للحكم بهذا النحو من الحكم الذي يرظى به المتخاصمون. قال فرظي كلا كلا كلا الفريقين قال النبي صلى الله عليه وسلم معلقا على فعله وحكمه بين قومه بما يحصل به التراضي والقبول الاطراف قال ما احسن هذا؟ يعني هذا شيء حسن لا احسن منه. ما احسن هذا؟ وهذا تعجب منه وثناء على حكمه بما يحصل به التراضي بين الاطراف. الاطراف فقال فما لك من الولد؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل هاني ابن يزيد الكندي؟ قال ما لك من الولد؟ يعني اي اي نعم من هم اولادك قال شريح ومسلم وعبدالله فسمى له ثلاثة من ابنائه شريح ومسلم وعبدالله قال فمن اكبرهم قال شريح قال فانت ابو شريح فانت ابو شريح اي غير النبي صلى الله عليه وسلم كنيته من ابي الحكم الى شريح. وذلك اسماء الله تعالى فانه لما كان يسمى بهذا الاسم الذي هو من اسماء الله عز وجل والذي لا يليق الا بالله عز وجل امره النبي صلى الله عليه وسلم بالتغيير فكناه النبي صلى الله عليه وسلم باسم اكبر اولاده والرجل لم يسمي من النساء بناتا في ولده مع انه قال له النبي صلى الله عليه وسلم فما لك من الولد اي شيء لك من الذرية سواء من الذكور او الاناث. لان الولد في كلام العرب يطلق على كل مولود للانسان سواء كان انا ذكرا او كان انثى. يقول الله تعالى يوصيكم الله في اولادكم يعني ايش؟ في الذكور من الاولاد في الابناء ام في في الذرية من الذكور والاناث؟ ها من الذرية من الذكور والاناث. ولذلك قال يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين. فالذكر ولد والانثى انثى ولد خلافا لما جرى به عرف استعمال كثير من الناس من اطلاق الولد على الذرية الذكور فقط فالولد يطلق على الذرية مطلقا من الذكور ومن الاناث. فقوله صلى الله عليه وسلم فما لك من الولد؟ يعني اي شيء لك من من الذرية؟ فسمى ثلاثة شو رايح وعبد ومسلم وعبدالله ويحتمل ان انه ليس له بنات وهذا هو الظاهر هو الظاهر لانه لم يسبب بنته لو كان له بنت هل يصح ان يكنى باكبر بناته لان النبي صلى الله عليه وسلم كناه باكبر اولاده؟ الجواب لا بأس بذلك. وقد تكنى جماعات من الصحابة كن ذكر فيها اسماء اناث ولو لم يكن لهم ذرية من الاناث فابو هريرة مثلا وابو بكرة وكذلك ابو حفص عمر بن الخطاب فبحفص يصلح ان يكون اسما لذكر اسما لانثى لانه مصدر وعنده ابنة اسمها حفصة فقد يكون هذا ترخيما بحذف اخره تخفيفا فما كان اخره آآ هاؤمر به تاء مربوطة يسقط للترخيم كقول النبي صلى الله عليه وسلم يا عائش يريد عائشة فهذا قد يكون اه مقصودا به حفصة رضي الله تعالى عنه والمهم ان التكني باسماء الاولاد ذكورا واناثا كله سائغ جار والنبي صلى الله عليه وسلم جرى فيه على معروف السائل الشائع في استعمال العرب من التكني باكبر الابناء ولذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم انت انتبه مع ملاحظة المعنى فانه يجب تغييره. اما اذا كان المعنى غير ملاحظ فانه لا بأس به. ولذلك جاء ان بعض الاسماء ان بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم اسمه الحكم ولم يغير النبي صلى الله عليه وسلم. اسمه وكذلك جاء ان منهم من كنيته ابو الحكم ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم وانما غير النبي صلى الله عليه وسلم هذا كنية هذا الرجل لان المعنى ملاحظ فاذا كان الاسم علما مجردا لا يلاحظ فيه المعنى فانه لا بأس به ونظير ذلك نظير ذلك صالح وعبدالله فهي اسماء تطلق على اصحابها ولا ينظر الى معناها فيقال هذا صالح وهو من افسد الناس فلا عبرة بالاسم من حيث لا يلاحظ المعنى في الاسم. اما اذا لوحظ المعنى في الاسم فان كان اسما يتضمن التزكية فان المشروع تغييره باسم لا تزكية فيه كايمان وهدى وبر وما اشبه ذلك وتقي ومتقي وما اشبه ذلك من الاسماء التي يلاحظ فيها المعنى اما اذا كان المعنى غائبا وليس ملاحظا فلا حرج في التسمي اسمى ولذلك اقر النبي صلى الله عليه وسلم التسمي بصالح والتسمي باسماء قد التزكية لكنه لكنها غير ملاحظة. لكن عندما لوحظت التزكية في كنيتي ابي شريح حيث كان يكنى ابا الحكم لجودة حكمه غير النبي صلى الله عليه وسلم الكورية. ومثله ايضا غير النبي صلى الله عليه وسلم المرة تزكي نفسها فسماها زينب لا تزكية فيه وليس وليس فيه معنى الا العالمية. ولا يلاحظ فيه معنى. هذا ما يتصل بالاسماء واعلم ان كل ما امر النبي صلى الله عليه وسلم بتغييره من الاسماء فهو على وجه الاستحباب والتسمي به على وجه الكراهة اما ما كان فيه تعد على الله عز وجل بان يكون بان يكون المعنى اللائق بالله ملاحظ في التسمية فانه عند ذلك يجب التغيير والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد نجيب على ما يسر الله من الاسئلة