بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين وبعد. قال المؤلف رحمه الله تعالى في سورة النور اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة. والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين. هذه الاية الكريمة تدل على تحريم نكاح الزوان والزناة على الاعفاء والعفائف ويدل لذلك قوله محصنات غير مسافحات الاية وقوله محصنين غير مسافحين الاية وقد جاءت ايات اخر تدل بعمومها على خلاف ذلك. كقوله تعالى وانكحوا الايامى منكم وقوله واحل لكم ما وراء ذلكم والجواب عن هذا طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سورة النور سميت بهذا الاسم لان الله تعالى ذكر فيها النور حيث قال تعالى الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح وعلى هذا الوجه فلا تعارض اصلا بين الايات هذا واضح كما تقرر قبل قليل هذا واضح في انه لا تعارض لان المقصود هنا الاقوال لا الاشخاص الاقوال الخبيثة والطيبة تنسب الاية وهي مدنية بالاتفاق وقد تضمنت جملة من الاحكام والاداب المتعلقة الاداب الدينية في عدة نواحي وهي قد اشتملت على جملة من احكام النساء ولذلك كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الى اهل الكوفة ان علموا نسائكم سورة النساء من سورة النور ان علموا نساءكم سورة النور وكذلك جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها الامر جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها الامر تعلم هذه السورة او بتعليم هذه السورة للنساء الايات التي ذكرها المؤلف رحمه الله في سورة النور مما يوهم التعارض اربع ايات اكثرها اشكالا الاية الاولى وقد اشار رحمه الله في تفسيره الشيخ الشنقيطي اشار في تفسيره الى ان هذه الاية من مشكلات اي القرآن وذكر ذلك ايضا غيره من اهل العلم واشاروا الى الاشكال في الاية الا انهم اجابوا عن ذلك بانواع من الاجوبة الاية الكريمة فيها الخبر عن نكاح الزاني نكاح الزانية قال تعالى الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك ثم قال وحرم ذلك على المؤمنين الزاني والزانية هم من وقع منهم الزنا وحقيقته حقيقة الزنا الى جوا الحشفة او قدرها في فرج محرم قوله تعالى لا ينكح قيل معناها لا يجامع وقيل لا يعقد وهذا من المواظع التي اطلق فيها النكاح على الجماع والاصل في النكاح اطلاقه على العقد لا على الوطء لكن هذا على هذا التفسير بان النكاح هنا الجماع يكون من المواضع التي اطلق فيها النكاح على الوطء وقد استبعد ذلك الجماعة كما سيأتي الاية تقول الذين الاية تقول الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة وهذا خبر لكنه مظمن حكما هذا خبر وقد تضمن حكما وهو تحريم نكاح الزانية تحريم نكاح الزاني وانه لا يقبل نكاح الزاني الا زانية او مشركة الاية ايضا ذكر التحريم نكاح الزاني الزانية تحريم نكاح الزانية حيث قال والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك قرر هذا المعنى بجلاء بعد ذكر الحكم بالمفهوم فيما تقدم قال وحرم ذلك على المؤمنين وهذا نطق بالحكم وتصريح به بعد الاشارة اليه فيما تقدم في قوله الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك الزاني لا ينكح الا زانية لانه لا يقبل بالزاني الا عاصي فتكون كهوى او مشركة اي لا تؤمن بالله واليوم الاخر فتقبل لانها لا تثبت الاحكام والعكس والزانية لا ينكحها اي لا يعقد عليها او لا يطأها الا زان يوافقها على معصيتها فيكون فيكون كهي او مشرك لا يقر بالاحكام اصلا اما اهل الايمان فقد قال الله تعالى وحرم ذلك عن المؤمنين. يقول المؤلف رحمه الله هذه الاية الكريمة تدل على تحريم نكاح الزواني والزناة على الاعفاء والعفائف ودلالة الاية على ذلك بالخبر المفيد للحكم قال ويدل لذلك اي لما دلت عليه من تحريم نكاح الزانية ومن تحريم نكاح الزاني قوله تعالى محصنين غير مسافحين محسنين اي تطلبون الاحصان وهو الاعفاف غير مسافحين اي غير واقعين في السفاح الذي هو الزنا وكذلك قال تعالى محصنات غير مسافحات هذه الايات وما دلت عليه من تحريم نكاح الزواني يشكل عليها ما ذكره المؤلف رحمه الله من دلالة الايات التي اباحت النكاح من كل احد كما قال تعالى وانكحوا الايامى منكم وهم غير المتزوجين سواء كانوا زناة او غير زناة الاية عامة وكذلك قوله واحل لكم ما وراء ذلك بعد ذكر المحرمات حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم الى اخر الاية بعد ذلك قال واحل لكم ما وراء ذلك يعني اباح الله تعالى لكم ما وراء هذا من النساء ومنهن الزواني فالاية دلت على الاباحة وهنا جاء ما يوهم التعارض بين الايتين وقد اجاب عنه المؤلف رحمه الله بعدة اجوبة نقرأ ذلك يقول رحمه الله والجواب اتضح الاشكال في الاية طيب الجواب يقول والجواب على هذا؟ والجواب عن هذا مختلف فيه اختلافا مبنيا على الاختلاف في حكم تزوج العفيف للزانية او العفيفة للزاني فمن يقول هو حرام يقول هذه الاية مخصصة لعموم وانكحوا الايامى منكم وعموم. واحل لكم ما وراء ذلكم. والذين يقولون بعدم المنع وهم الاكثر باجوبة. منها طيب الان المؤلف نوع الجواب بناء على ما يكون من اعتقاد حكم تزويج الزاني والزانية حكم نكاح الزاني والزانية فمن رأى التحريم كما دلت عليه الايات اجاب بجواب ومن رأى الاباحة وانه ليس ثمة تحريم في نكاح الزاني والزاني وهذان قولان لاهل العلم القول الاول وقول مذهب اهو قول الامام احمد رحمه الله وجماعة والقول الثاني هو قول الامام الشافعي وجماعة من اهل العلم فبناء على القول يأتي تنوع الجواب تنوع الجواب بناء على الاختيار الفقهي في المسألة تنوع الجواب فمن قال هو حرام يعني يحرم كما دل عليه في اول الكلام او كما قرر في اول الكلام تحريم نكاح الزواني والزناة على العفائف وعلى الاعفاء والعفائف يقول هذه الاية مخصصة هذه الاية اي اية اية سورة النور الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة. والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك هذي مخصصة لعمومات الامر اباحة النكاح اباحة نكاح كل احد من النساء وانكح وكذلك كل احد من الرجال في قوله وانكحوا الايامى منكم وفي قوله واحل لكم ما وراء احل واحل لكم ما وراء ذلكم فجعل هذه الاية مخصصة لعموم تلك الايات اما من يرى الاباحة يرى وهذا قول الجمهور فيما يظهر من يرى اباحة زواج نكاح الزاني والزانية فيقول في الجواب يقول والذين يقولون بعدم المنع يعني بالاباحة وهم الاكثر في قول الفقهاء وقول الجمهور اجابوا باجوبة يعني في التوفيق بين الايات فقالوا منها منها انها منسوخة بقوله وانكحوا الايامى منكم واقتصر صاحب الاتقان على النسخ وممن قال بالنسخ عيد ابن المسيب والشافعي هذا الوجه الاول في الجواب النسخ اي ان اية الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها لا ينكحها الا زاني او مشرك منسوخة طبعا النسخ يحتاج الى معرفة التاريخ المتقدم والمتأخر ويحتاج ايضا الى تعذر الجمع فاذا امكن الجمع فلا يسار الى النسخ اذا امكن الجمع او الترجيح لا يسار الى النسخ وانما يسار اليه عند تعذر هذه الطرق والعلم بالتاريخ وكل هذا غير موجود كل هذا غير موجود فالجمع ممكن وليس ثمة علم بالتاريخ بل الظاهر فيما يبدو والله تعالى اعلم انه لا نسخ لان الاية وانكح العياء منكم اه هي في نفس السورة وقريب قريبة الذكر ويبعد ان يكون النسخ على هذا النحو المتقارب جدا و لا يعلم ايضا واما الاية الاخرى فلا يعلم التقدم من التأخر على ان هذا القول قال به جماعة من اهل العلم كما قال قال به سعيد ابن المسيب والشافعي القول الثاني بمن رأى جواز نكاح الزانية والزاني قال ومنها ان النكاح في هذه الاية الوطء وعليه فالمراد بالاية ان الزاني لا يطاوعه على فعله ويشاركه في مراده الا زانية مثله او مشركة لا ترى حرمة الزنا هذا الوجه الثاني وبه قال ابن عباس وسعيد ابن جبير وجماعة من اهل العلم والمقصود من هذا هو تبشيع الزنا تقبيح الزنا وانه لا يرضاه الا مشرك او زاني ولا ترضاها من النساء الا زانية او مشركة وهذا للتقبيح وقد رد هذا القول جماعة من اهل العلم ولكن الرد محل تأمل ونظر اذ الاية فيما يظهر يمكن ان تحمل على هذا المعنى اذ انه يفيد التقبيح والتبشيع لهذا الفعل. نعم ومنها ومنها ان هذا خاص لانه كان في نسوة في نسوة في نسوة بغايا كان الرجل يتزوج احداهن على ان تنفق عليه مما كسبته من الزنا. لان ذلك هو سبب نزول الاية. فزعم بعضهم انها مختصة بذلك السبب بدليل قوله واحل لكم الاية وقوله وانكحوا الايامى الاية وهذا اضعفها وجه ضعفه هذا القول ان الاية خاصة نساء معينات ووقائع محددة اما في مرفد ابن ابي مرثد الغنوي رضي الله تعالى عنه حيث انه كان له امرأة زانية يعرفها في الجاهلية فرغبت في نكاحه فابى الا ان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك. وقالوا هذا خاص بها وقيل انه في المهاجرين عندما قدموا المدينة رغبوا في نكاح نساء عرفن بالزنا ليستفيدوا من آآ من حالهن الاقتصادية المالية اه التي اه اه جعلت بعضهم يقبل على هذا فانزل الله تعالى هذا هذه الاية وهذا اظعفها. لماذا؟ قال المؤلف اظعفها لان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فلو قدر ان هذه الاية نزلت في رجال معينين او في نساء معينات فان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وبالتالي اذا كانت العبرة بعموم اللفظ بخصوص السبب فانه لا يقصر الحكم على هؤلاء المعينين بل هو عام لهم ولغيرهم هذا واضح هذا وجه قوله رحمه الله وهذا اضعفها عندنا النسخ ضعيف كما تقدم وعندنا هذا الوجه الاخير ضعيف فعلى القول على قول الجمهور بجواز نكاح الزانية والزاني يكون قوله تعالى الزانية لا ينكح الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك هو تقبيح للزنا وليس حكما بعدم الجواز. وقوله وحرم ذلك اي حرم الزنا وليس النكاح وحرم ذلك على المؤمنين وبه يندفع الاشكال بين الايات على القول بالتحريم وعلى القول بالاباحة نعم شلون الى هذا ذكرا لكن نزولا بعد امد اثنين وثلاثين ايه هو ليس كونها في سياق في سياق واحد انما في نزول واحد لا هيك ما في نزل واحد لا الان خفف الله عنكم بعد الحكم الاول ايه ايه نعم قوله تعالى الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات هذه الاية الكريمة نزلت في براءة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها مما رميت به وذلك يؤيد ما قاله عبدالرحمن بن زيد بن اسلم من ان معناها الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والطيبات من سائل الطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من النساء. اي فلو كانت عائشة رضي الله عنها غير طيبة لما اله الله زوجة لاطيب الطيبين صلوات الله عليه وسلامه. وعلى هذا فالاية هذا طبعا احد معاني الاية وانما ذكره بالنص لانه الوجه الذي يحصل فيه توهم تعارض مع ايات اخر والا من الاية من المعاني التي ذكرت في الاية الخبيثات للخبيثين الخبيثات اي من الاقوال. للخبيثين اي لمن خبث فعله وعمله والخبيثون من الاقوال والخبيثون من الاشخاص للخبيثات من الاقوال يسخرون لها والطيبات من الاقوال للطيبين والطيبون في اعمالهم وقلوبهم يوفقون الى الطيب من القول هذا معنى من معاني الاية وهو الاظهر في معنى الاية لان الله تعالى قال بعد ذلك قال اولئك مبرؤون ايش مما يقولون فذكر القول بعد اضافة الاقوال الى من يناسبها. القول الخبيث يناسب الخبيث والقل الطيب يناسب الطيب الاقوال الخبيثات تناسب الخبيثين والاقوال الطيبات تناسب الطيبين لكن من المعاني ما ذكره المؤلف رحمه الله من ان المراد انه استبعاد عقلي لوقوع ما رميت به عائشة رضي الله تعالى عنها اذ ان الله تعالى قضى ان يكون الخبيث للخبيثة والخبيثة للخبيث والطيب للطيبة والطيب والطيبة للطيب هذا المعنى يشكل عليه ما ذكره الله تعالى في قصة امرأتي نوح وامرأة لوط حيث كانتا خبيثتين لطيبين يذكر وجه الاشكال ثم اوجه الجواب. نعم وعلى هذا فالاية الكريمة يظهر تعارضها مع قوله تعالى ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط الى قوله مع الا بادراكهما فلا يعقل وقوع المجيء بالفعل الا بادراك فاعل وقع منه المجيء. وقوله تعالى لم يجده شيء يدل على عدم وجود شيء يقع عليه المجيء في قوله تعالى جاءه. واضح؟ حتى اذا جاءه الداخلين وقوله ايضا وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون الاية اذا الاية الاولى دلت على خبث الزوجتين الكافرتين مع ان زوجيهما من اطيب الطيبين وهما نوح ولوط عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام. والاية الثانية دلت على طيب امرأة فرعون مع خبز زوجها. والجواب طيب اتضح انهاء وجه توهم التعارض الان يأتي بالجواب وقد اجاب عن ذلك من وجهين. الوجه الاول ان في معنى الاية وجهين للعلماء الاول وبه قال ابن عباس وروي عن مجاهد وعطاء وسعيد بن وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري وحبيبنا ابي بن ابي ثابت والضحاك كما نقله عنهم ابن كثير واختاره ابن جرير ان معناها الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال والخبيث والخبيثون من الرجال للخبيثات من القول والطيبات من وقول للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من القول. اي فما نسبه اهل اهل النفاق الى عائشة من كلام خبيث هم اولى به وهي اولى بالبراءة والنزاهة منهم. ولذا قال تعالى اولئك مبرءون مما يقولون الى من يناسبها من خبيث وطيب. نعم الوجه الثاني هو ما قدمنا عن عبد عن عبد الرحمن بن زيد وعليه فالاشكال ظاهر بين الايات. والذي يظهر لمقيده عفا الله عنه ان قوله الخبيثات للخبيثين الى اخره على هذا القول من العام المخصوص. بدليل امرأة نوح فرعون هذا واضح فيكون هذا تخصيص استثناء من العموم هذه الاية عامة. وما جرى في قصة نوح اه لوط وامرأة فرعون انما هو خاص خارج عن العام. نعم وعليه وعليه فالغالب تقييد كل من الطيبات والطيبين والخبيثات والخبيثين لجنسه وشكله الملائم له في الخبث او الطيب. مع انه تعالى ربما قيد خبيثة لطيب كامرأة نوح ولوط او طيبة لخبيث كامرأة فرعون لحكمة بالغة كما دل عليه قوله ضرب الله مثلا للذين كفروا وقوله وضرب الله مثلا للذين امنوا مع قوله وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. فدل ذلك على ان تقييد الخبيثة للطيب او الطيبة للخبيثة للخبيث فيه حكمة لا يعقلها الا العلماء وفيه وهي في وهي في تقييد الخبيثة للطيب ان يبين للناس ان القرابة من الصالحين لا تنفع الانسان وانما ينفعه عمله. الا ترى ان اعظم ما يدافع عنه الانسان زوجته واكرم الخلق على الله رسله فدخول امرأتي نوح وامرأة لوط النار كما قال تعالى فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين فيه اكبر واعظ واعظم زاجر عن الاغترار بالقرابة من الصالحين. والاعلام بان ان الانسان انما ينفعه عمله ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. كما ان دخول امرأة فرعون عون الجنة يعلم منه ان الانسان اذا دعته الضرورة لمخالطة الكفار من غير اختياره واحسن عمله وصبر على القيام بدينه انه يدخل الجنة ولا يضره خبث الذين يخالطهم ويعاشرهم. فالخبيث خبيث وان خالط الصالحين امرأة نوح ولوط والطيب طيب وان خالط الاشرار كامرأة فرعون ولكن ولكن مخالطة الاشرار لا تجوز يرى كما دلت عليه ادلة اخر خلاصة الجواب ان هذا استثناء وتخصيص من عام ثم بعد ذلك استطرد المؤلف رحمه الله في ذكر حكمة هذا الاستثناء والتخصيص وانه لحكمة وذكر في الحكمة وجهين في حق امرأة نوح وامرأة لوط ان القرابة لا تجدي ولا تعود على اصحابها بنفع اذا كان قد ابطأ بهم العمل من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه واما في قصة امرأة فرعون ففائدته ان الاخيار اذا اضطروا الى مخالطة الاشرار فان ذلك لا يظرهم كما قال الله تعالى ليس عليك هداهم نعم. اه كما قال الله تعالى في في نفس السورة يا ايها الذين امنوا لا يضركم من ضل اذا اهتديتم نعم قوله تعالى حتى اذا جاءه لم يجده شيء. هذه الاية الثالثة التي توهم الاشكال. نعم لا يخفى ما يسبق الى الذهن فيه من ان الضمير في قوله جاءه يدل على شيء موجود واقع عليه واقع عليه المجيء لان وقوع المجيء على العدم لا يعقل. ومعلوم ان الصفة الاضافية لا تتقوم الا بين متضايفين. فلا ايش المجيء على شيء في العادة قال لم يجده شيئا فعلى اي شيء جاء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا وجد تعارض او توهم التعارض انه اذا جاء اخبر بانه جاء الى شيء ثم اخبر بانه لا شيء لم يجده شيئا فعلى اي شيء جاء اجاب عن هذا بقوله والجواب عن هذا من وجهين. يعني الاية في نفسها ليست التعارض ليس بين هذه الاية توهم التعارض ليس بين هذه الاية وغيرها انما هو بينما ذكره الله في هذه الاية نفسها نعم والجواب عن هذا من وجهين ذكرهما ابن جرير في تفسير هذه الاية قال فان قال قائل وكيف قيل حتى اذا جاءه ولم يجده شيئا فان لم يكن السراب شيئا فعلام دخلت الهاء في قوله حتى اذا جاءه قيل انه شيء يرى من بعيد كالضباب الذي يرى كثيفا من بعيد. والهباء فاذا والهباء فاذا قرب منه دق دقة وصار كالهواء يعني هو شيء على البعد لكن اذا جاءه تلاشى وهذا وجه جيد. فقوله حتى اذا جاءه باعتبار النظر البعيد. لم يجده شيئا باعتبار الحقيقة والواقع لما جاء ذاك علم اليقين وهذا حق اليقين. علم اليقين انك ترى الشيء وتتحقق منه. وحق اليقين هو ان تأتي اليه ثم لا تجد او تجد هنا لم يجد لم يجده شيئا. نعم وقد وقد يحتمل هذا وجه اخر في الجواب وقد يحتمل ان يكون معناه حتى اذا جاء موضع السراب لم يجد لم يجد لم يجد السراب شيء فاكتفى بذكر السراب عن عن ذكر موضعه. انتهى منه بلفظه والوجه الاول اظهر عندي وعنده بدليل قوله وقد يحتمل ان يكون معناه الى اخره والجواب واضح نعم اذا الجواب باعتبار النظر والحقيقة وهو الاقرب الذي قدمه الطبري ورجحه الشيخ نعم الاية الاخيرة من ايات سورة النور التي توهم قد توهم التعارض قوله قوله تعالى فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فاذن لمن شئت منهم. هذه الاية الكريمة تدل على انه صلى الله عليه وسلم له الاذن ادنو لمن شاء وقوله تعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم. يوهم خلاف ذلك والفاظح حيث عاتبه على العفو عفا الله عنك لما اذنت لهم؟ وفي الاية الاولى جاء فيها تفويض الامر اليه فاذا استأذنوك ببعض شأنهم فاذن لمن شئت منهم الجواب والجواب ظاهر وهو انه صلى الله عليه وسلم له الاذن لمن شاء من اصحابه. من اصحابه الذين كانوا معه على امر جامع كصلاة جمعة او عيد او جماعة او اجتماع في مشورة ونحو ذلك. كما بينه تعالى بقوله واذا كان واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه. ان الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله. فاذا اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فاذن لمن شئت منهم واما الاذن في خصوص التخلف عن الجهاد فهو الذي بين الله لرسوله ان الاولى فيه الا يبادر بالاذن حتى حتى له الصادق في عذره من الكاذب وذلك في قوله تعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين وتعلم الكاذبين فظهر اللا منافاة بين الايات والعلم عند الله تعالى. واج عدن المنافاة بين الايات انها واردة على على حالين مختلفين ان الايتين واردتان على حالين مختلفين فالاية فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فاذن لمن شئت منهم هي في اصحابه الذين اجتمعوا معه على امر جامع من صلاة او عيد او جماعة او غير ذلك وهؤلاء صادقون حيث انهم حصل معهم الامتثال والاجتماع لكن طرأ ما يوجب الاعتذار ففوض الامر اليه واما اولئك فاعتذروا ابتداء على الاستجابة واضح اعتذروا ابتداء عن الاستجابة فعاتبه على المبادرة على اجابتهم وعذرهم مع قبل التثبت من صحة ما اعتذروا به. نعم لكنهم اعتذروا قبل ان يأتوا او بعدما جاء ولا تعارض بالتأكيد لا تعارض بين الايتين. لكن وجه الجواب اما انه على حالين مختلفين واما ان المعاتبة هنا على المبادرة قبل التثبت من صحة الاعتذار نعم سورة الفرقان قوله تعالى اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا هذه الاية الكريمة تدل على انقضاء هذه السورة سميت بالفرقان لان الله تعالى ذكر فيها الفرقان والمقصود بالفرقان القرآن وسمي القرآن فرقانا لان الله ماز به بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين الغي والرشاد وهو النور الذي اذا مكن الله تعالى قلب العبد منه ماز به بين الهدى والضلال والغي والرشاد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا فهو ثمرة العلم بالقرآن والعمل به لان التقوى لا تتحقق الا بعلم وعمل ان تتقوا الله فتقوى الله تكون بالعلم به وبكتابه والعمل بما جاء في شرعه ودينه وهذا هو الفرقان هذا الذي يكسب الانسان الفرقان وهو التمييز بين الحق والضلال والهدى بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال فسميت هذه السورة بهذا لان الله ابتدأها بتمجيد نفسه لانزال القرآن قال الله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ذكر المؤلف رحمه الله في هذه السورة ايتين توهمان التعارض الاية الاولى اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا. يقول رحمه الله هذه الاية الكريمة تدل على انقضاء الحساب في نصف نهار. لان المقيل للقيلولة او مكانها وهي الاستراحة نصف في النهار في الحر يعني ما قيل مصدر يطلق على الزمان والمكان يصلح ان يكون فعيل للمكان وللزمان مقيلا اي موضعا للقيلولة ومقيلا زمان اي زمانا للقيلولة اي زمن القيلولة اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا هذا يفيد ان الحساب سينتهي في وقت القيلولة وهذا الحساب السريع فانه وان كان يوما طويلا لكنه سريع على هذا النحو الذي ذكرت الاية فيقول المؤلف هذه الاية الكريمة تدل على انقضاء الحساب في نصف نهار لان المقيل للقيلولة او مكان. يعني القيلولة الفعل او آآ اه الفعل او او الزمان. الفعل او الزمان الفعل او المكان وكذلك الزمان الفعل يعني الزمان او المكان قال وهي الاستراحة نصف النهار في الحر. قال رحمه الله وممن قال بانقضاء الحساب وممن قال بانقضاء الحساب في نصف نهار ابن عباس وابن وابن مسعود وعكرمة وابن جبير. لدلالة هذه الاية على ذلك كما عنهم ابن كثير وغيره وفي تفسير الجلالين ما نصه واخذ من ذلك انقضاء الحساب في نصف نهار كما كما ورد في حديث انتهى منه مع انه تعالى ذكر ان مقدار يوم القيامة خمسون الف سنة في قوله تعالى في يوم كان مقداره خمسين الف سنة والظاهر في الجواب ان يوم القيامة يطول على الكفار ويقصر على المؤمنين ويشير لهذا قوله تعالى بعد هذا بقليل الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا. فتخصيصه فتخصيصه عسر ذلك اليوم بالكافرين يدل على ان المؤمنين ليسوا كذلك. وقوله تعالى فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير. يدل بمفهومه ايضا على انه يسير على المؤمنين غير عسير كما دل عليه قوله تعالى مهطعين الى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر. وقال ابن جرير حدثني يونس نائب قال انبأنا ابن وهب قال انبأنا عمرو بن الحارث ان سعيدا الصواف حدثه انه بلغه ان يوم القيامة يقصر على المؤمنين حتى يكونوا كما بين العصر الى غروب تم؟ حتى يكون حتى يكون بين كما كما بين العصر الى غروب الشمس وانهم يتقلبون في رياض الجنة حتى يفرغ الناس وذلك قوله اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا. ونقله عنه ابن كثير في تفسيره. ومن المعلوم ان سرور يقصر به الزمن والكروب والهموم سبب لطوله. كما قال ابو سفيان بن الحارث يرثي النبي صلى الله عليه وسلم ارقت فبات ليلي لا يزول وليل اخي المصيبة احسن وليل اخي المصيبة فيه طول. وقال الاخر فقصارهن مع الهموم طويلة وطوالهن مع سرور قصار ولقد اجاد من قال ليلي وليلي ليلي وليلى نفى نومي اختلافهما الطول والطول طوبى لي لو لو اعتدل والطول والطول في الطول والطول طوبى لي لو اعتدل يجود بالطول ليل كلما بخلت كلما بخلت كلما بخل بالطول ليلى بالطول ليلا وان جادت به بخلا. ومثل هذا كثير في كلام العرب جدا. واما يعني هذا تغزل بمحبوبته فيقول ان جادت ووصلت قصر ليله وان جفت وابعدت طال ليله هذا خلاصة ما في البيت واما على قول من فسر المقيل بانه المأوى والمنزل كقد ذات كقطة رحمه الله فلا تعارض بين الايتين اصلا لان المعنى على هذا اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مأوى ومنزلا. والعلم عند الله تعالى. يعني اذا وجه التعارض في اذا كانت الاية تفسر بالمقيل اي زمن القيلولة. واما اذا فسر بمكانها فان فانه لا تعارض نعم في الجملة يوم القيامة يوم عظيم. تختلف فيه احوال الناس اختلافا كبيرا واختلاف احوال الناس في ذلك اليوم على قدر اختلاف احوالهم في الدنيا نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يفد امنا ويرد على ذلك اليوم فائزا فرحا جذلان اللهم امين يا رب. قوله تعالى اولئك يجزون الغرفة بما صبروا الاية. هذه الاية الكريمة تدل على انهم يجزون غرفة واحدة وقد جاءت ايات اخر تدل على خلاف ذلك كقوله تعالى لهم غرف من فوقها غرف مبنية وكقوله وهم في وهم هم في الغرفات امنون. يعني توهم التعارض في قول اولئك يجزون الغرفة فذكرها مفردة وفي الايات الاخرى ذكرها متعددة مجموعة لهم غرف وهم في الغرفات امنون. الجواب طبعا هو يذكر ادنى ما يوهم من التعارض ادنى ما يرد ولا يلزم ان يكون هذا التعارض قوي او فهو متفاوت وذاك اختصر فالجواب قال رحمه الله ان الغرفة هنا بمعنى الغرف كما تقدم مستوفا بشواهده في الكلام على قوله تعالى ثم استوى الى السماء فسواهن. الان يعني هذا الالف واللام تفيد العموم نعم وقيل وقيل ان المراد بالغرفة الدرجة العليا في الجنة وعليه فلا اشكال. وقيل الغرفة الجنة سميت غرفة اسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهلها وان يبلغنا فردوسها بفضله ومنه وكرمه نقف على هذا نقرأ ان شاء الله الجمعة القادمة في الشعراء