اتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فوجههم الى النبي صلى الله الله عليه وسلم الى خاتم المرسلين وذكر ان انه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيأتوني اي فيأتي الناس اليه صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف العصيب وفي اليوم الشديد فيقولون له ما قالوا للانبياء قبله. والمرسلين قبله في طلب الشفاعة. ان يأتي الله تعالى ويفصل القضاء بين الناس ويريحهم من هذا الموقف. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق حتى استأذن على ربي اي حتى يطلب الاذن على الله عز وجل فيؤذن لي اي فيأذن الله تعالى له يقول فاذا رأيت ربي وهذه رؤية حق يرى فيها النبي صلى الله عليه وسلم الله جل في علاه يقول وقعت ساجدا. اي تعظيما له واجلالا. وهذا السجود سجود تعظيم لله عز وجل واجلال له سبحانه وبحمده فيدعني ما شاء الله فيدعني ما شاء الله اي ما قدر الله من الوقت ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطى وقل اسمع واشفع تشفع. هكذا يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم محمد ارفع رأسك. اي من السجود هل تعطى؟ اي اطلب نعطيك ما تطلب. وقل يسمع اي وقولك يقبل فالسماع هنا ليس المقصود به الادراك بل الاجابة كقولك عندما ترفع من الركوع في الصلاة سمع الله لمن حمده اي اجاب الله من حمده واعطاه ما يؤمل. وقل يسمع قال واشفع تشفع اي توسط تقبل شفاعتك ووساطتك. يقول فارفع رأسي فاحمده بتحميد يعلمني. اي ان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه بعد هذا السجود ويحمد الله بحمد بين يدي الطلب وهذا في فيه بيان ان الطلب ينبغي الا يتقدم مباشرة بل ينبغي ان يكون بين يدي الطلاق ثناء وتمجيد وحمد ليقع موقع القبول. يقول ثم اشفى في حج لي حدا الان بعد ان ذكر الحديث ما يتصل بشفاعة النبيين وطلب الشفاعة منهم واعتذارهم انتقل الى ذكر الشفاعة الخاصة. الشفاعة الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم نوعان في جملة واشار اليهما الحديث اكثر من من هذا لكن الذي اشار اليه الحديث نوعان الشفاعة التي تضمنها الحديث نوعان الشفاعة العظمى وهي شفاعته في فصل القضاء. والنوع الثاني من الشفاعة شفاعة خاصة وهي بامته صلى الله عليه وسلم الرواة لهذه الاحاديث ينتقلون بعد ذكر ما تقدم من الطلب الى الخاصة وهي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لامته. ويتركون الشفاعة العامة. السبب في هذا ان الشفاعة عامة وهي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يأتي الله عز وجل لفصل قضاء لا خلاف فيها بين اهل الاسلام فكلهم يقر بهذا النوع من الشفاعة. وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع عند رب العالمين القضاء ان يأتي لفصل القضاء سبحانه وبحمده. لكنه اختلفوا اي اهل الاسلام منهم من لا يثبت الشفاعة الخاصة وهي شفاعته صلى الله عليه وسلم في قوم استحقوا النار او دخلوا النار الا يدخلوها او ان يخرجوا منها فالحديث وروايات احاديث الشفاعة تنتقل من ذكر الشفاعة العظمى الى ذكر الخاصة اثباتا لها. ولان الشفاعة العظمى لا خلاف بين العلماء في اثباتها. واما الشفاعة الخاصة فثمة طوائف من اهل الاسلام لم يثبتوها. وهذا انحراف وخروج عن ما دلت عليه النصوص فاهل السنة والجماعة على ان للنبي صلى الله عليه وسلم شفاعات ومنه شفاعته في قوم دخلوا النار ان يخرجوا منها. ولكن ان تسمع ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم فيحد لي حدا ايقدر لي تقديرا فادخلهم الجنة والمقصود ادخلهم الجنة اي ان الله ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع عند الله في ان يخرجهم من النار واذا خرجوا من النار دخلوا الجنة. ثم قال ثم اعودوا اليه فاذا رأيت ربي مثله اي جرى مني سجود وطلب للشفاعة فيقال له اشفع في حج لي حدا ثم يشفع فيحد له فيحد لي حدا. فادخلهم الجنة ثم اعود الرابعة فاقول ما بقي في النار الا من حبسه القرآن يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر الشفاعة في امته ممن دخل النار حتى لا يبقى في النار الا من حبسه القرآن. وهم اهل الخلود. اهل الخلود. فان اهل الخلود وهم الكفار لا سبيل الى خروجهم كما قال الله تعالى في اهل الكفر وفي غيرهم من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. والله عز وجل لا يأذن بالشفاعة الا لاهل التوحيد. ولذلك لما احتج المشركون على النبي قال قل لله الشفاعة جميعا. اي الشفاعة كاملة ليس لاحد مدخل فيها هي لله عز وجل. وبهذا يتبين ان كل من اخلص لله عز وجل وكان من اهل التوحيد فانه يخرج شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وبشفاعة الشافعين ممن يأذن الله تعالى له بالشفاعة الا اهل الكفر فان اهل الكفر لا سبيل لخروجهم بالشفاعة لان الشفاعة لا تكون لاهل الكفر بل لا تكون الا لاهل التوحيد. هذا الحديث فيه جملة من فوائد من فوائد هذا الحديث عظيم الخطب في ذلك اليوم وشدة الهول يوم القيامة وفيه ان اهل الايمان يوم القيامة ويطلبون من الرسل الشفاعة. وان اول من يطلبون منه الشفاعة ادم عليه السلام فيعتذر ثم نوح فيعتذر ثم فيعتذر ثم موسى فيعتذر ثم عيسى فيعتذر ثم يطلبونها من النبي صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها ويذهب يسجد لا يبدأ بالشفاعة اولا بل يستأذن في الشفاعة فيقال له ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطى. هكذا اخبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وفيه من وفيه من الفوائد عظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وعظيم نفعه للخلق في الدنيا والاخرة صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وفيه ان الشفاعة حقا للشافعي بل هي منة من الله وبالحق. ولذلك لا يسوغ لاحد ان يطلب الشفاعة من مخلوق. انما يطلبها من الخالق جل وعلا فلا يأتي احد ويقول اسأل الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله اشفع لي لان هذا لا يكون اليه بل هو الى الله جل وعلا وانما يأتي الناس يوم القيامة الى الرسل لانهم احياء ويطلبون منهم ان يتوسطوا عند رب العالمين اما بعد موتهم فان الشفاعة لا تطلب من الاموات بل تطلب من الحي الذي لا يموت سبحانه وبحمده. فيه جملة من من الفوائد هذا بعضها او اهمها والشاهد من سياق هذا الحديث قولهم لادم وعلمك اسماء كل شيء. وهو الذي يفسر الاية في قوله وعلم ادم الاسماء كلها. فالمقصود بكل الاية اي كل الاسماء التي عرضها عليه وقدرته على التسمية فيما فيحتاج الى تسميته نعم. قال رحمه الله تعالى باب قال مجاهد الى شياطين واصحابهم من المنافقين والمشركين. محيط بالكافرين. الله جامعهم صبغة على الخاشعين على المؤمنين حقا. قال مجاهد بقوة يعمل بما فيه. وقال فليأتي مرض شك وما خلفها عبرة لمن بقي. لا شيعة لا بياض. وقال غيره يلونكم الولايات مفتوحة. مصدر الولاء وهي الربوبية. واذا اسرت الواو فهي وقال بعضهم الحقوق التي تؤكل كلها. وقال قتادة فماؤوا وقال غيره يستفتحون. يستنصرون شر باعوا راعين من الرعونة اذا ارادوا ان يحمقوا انسانا قالوا راعنا. لا يجزي لا يغني خطوات من الفضل والمعنى ابتلى اختبر. هذه كلمات ساقها المصنف رحمه الله. وبين وهي كلمات في سورة البقرة. ابتدأ رحمه الله بذكر قول الله عز وجل الى شياطينهم وذلك في قوله سبحانه وبحمده واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا انما نحن مستهزئون. وهذا خبر عن حال من احوال المنافقين. فالمنافقون اذا لقوا الذين امنوا اظهروا الايمان واذا خلوا الى شياطينهم وافقوهم على ما هم عليه من كفر وعصيان وقد بين مجاهد معنى قوله الى شياطينهم قال اصحابهم من المنافقين والمشركين المنافقون يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم ويظهرون له الاسلام والاتباع لما جاء به والايمان بما عنده وما من الهدى ثم اذا انصرفوا الى شياطينهم وهم اصحابهم من ممن يوافقهم في النفاق او المشركين اظهروا الكفر وقالوا كما قال الله جل وعلا قالوا انا معكم يعني على الكفر انما نحن مستهزئون اي نتظاهر بالاسلام استهزاء بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وقوله جل وعلا الى شياطينهم شياطين جمع شيطان والشيطان اصل المادة مأخوذ من البعد عن الهدى والخروج عن عن طريق التقى ولذلك يطلق الشيطان على كل من خرج عن الطريق المستقيم من انس او جن او حيوان. فليس اسما خاصا بالجن لكن لما كان الجن الخروج فيهم اكثر من غيرهم اصبح اطلاق الشيطان يتبادر الى الذهن انه من الجن. في حين انه يكون من من الانس والجن كما قال قال في كتابه شياطين الانس والجن. يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. ويطلق حتى على الحيوان ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الكلب وانه يقطع الكلب الاسود وانه يقطع الصلاة انه يقطع الصلاة اذا مر بين يدي المصلي قال في جواب سؤال ما بال الاسود من الابيض؟ قال الاسود شيطان والمقصود بالشيطان انه خارج عن عادة من عدم الاعتداء فهو يعتدي عادة يلبس على الانسان عادة ولذلك كان مروره بين يديه مما يقطع الصلاة. فالمقصود ان وصف الشيب الشيطان لخروجه عن الصراط المستقيم. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى احدكم الى ما يسره عن الناس ثم اراد احد ان يجتاز بين يديه فليدفعه فاذا ابى فليقاتله فانه شيطان وليس المقصود انه شيطان اي من الجن لكن لانه معتدل ومصر على الاعتداء مع التنبيه وصف بهذا الوصف فالشيطان يطلق على كل على كل متباعد عن الهدى خارج عن الصراط المستقيم سواء كان من الانس او من الجن او من الحيوان. اما ثاني ما ذكر من كلمات قوله جل وعلا والله محيط بالكافرين. ذكرت ان الله تعالى ذكر في المنافقين جملة من الصفات. قال جل في علاه ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. هذا اول ما ذكر الله تعالى من صفات المنافقين. فان الله تدأ سورة البقرة بذكر اقسام الناس ابتداء بالمؤمنين ثم بالكافرين ثم بالمنافقين واطال جل في علاه في ذكر صفات النفاق فهو من قوله جل وعلا ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض. فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم. الى اخر ما ذكر الله جل وعلا ثم بعد ان ذكر صفاتهم بين ما يتبين به حالهم من الامثال فضرب لهم مثلين كلاهما يكشف صفات المنافقين قال الله تعالى مثلهم اي مثل المنافقين الذين بين صفاتهم واعمالهم كمثل كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم عمي فهم لا يرجعون هذا المثل الاول حال المنافقين او يعني وهذا مثل اخر حال المنافقين كصيد من السماء اي كمطر نازل من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت ثم قال جل وعلا والله محيط بالكافرين. اي لا يخرجون عن حكمه. ولا يقدرون على الافلات منه جل في علاه. وقد فسر ذلك بقوله والله محيط بالكافرين اي الله جامعهم الله جامعهم اي انهم لا يخرجون عن تقديره. لا يخرجون عن قدرته. قال جل في علاه ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا فجميع خلق الله في السماوات والارض ومنهم الكفار الله تعالى بهم محيط لا يعجزونه ولا يخرجون عن قدره ولا يخرجون ولا يخرجون عما اراده بهم سبحانه وبحمده. ثم ذكر بعد ذلك قوله جل وعلا صبغة في تفسير صبغة قال دينا وذلك في قوله تعالى صبغة الله ومن احسن من الله صبغة لقوم يؤمنون. هذه الاية ذكرها الله تعالى بعد ان ذكر ما امر به المؤمنين من الايمان به. قال تعالى قولوا امين بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون بعد ذلك قال فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا. وان تولوا فانما هم في شقاق. اي في بعد عن الحق عن الحق والهدى فسيكفيكهم الله اي فسيدفع الله تعالى شرهم وضرهم وهو السميع العليم بعد ذلك قال في تزكية الايمان بالله وبما انزل على مرسلين من قبل صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون. صبغة الله اي دين الله. ومن احسن من الله صبغة اي ومن احسنوا من من الصبغة من الدين الذي ارتضاه الله عز وجل؟ وما الدين الذي ارتضاه الله عز وجل؟ دين الاسلام كما قال جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام. وكما قال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فليقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. الكلمة الرابعة التي ذكرها قوله على على الخاشعين في اول السورة التي اوصى جل وعلا فيها بالصبر حيث قال جل وعلا واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين. قال الخاشعين على المؤمنين حقا. ذلك ان الخشوع هو ثمرة الايمان الصادق ثمرة الايمان الصادق الخشوع. لذلك عندما ذكر الله تعالى المؤمنين في سورة المؤمنون قال قد افلح المؤمنون اول وصف ذكر الله تعالى من اوصاف المؤمنين ايش؟ الذين هم افلح المؤمنون الذين هم في في صلاتهم خاشعون. فاول صفات اهل الايمان الخشوع. ولذلك قال الله تعالى وانا لكبيرة اي الصلاة شاقة الا على الخاشعين اي الا على من حقق الخشوع وقد فسر الخشوع هنا بانه على المؤمنين حقا. قوله جل وعلا بقوة قال مجاهد في تفسير هذه الاية بقوة في الاية قال واذا اخذنا مثال ورفعنا فوقكم الطرق خذوا ما اتيناكم بقوة. خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون اي خذوا ما اتيناكم عزيمة وصدق وتحمل لما جاءت به النصوص وعملا بما فيها ولهذا فسر القوة هنا يعمل بما فيه. فالاخذ للكتاب بقوة هو ان تعمل بما فيه وما دل عليه محتسبا الاجر في ذلك عند الله. فقوله تعالى خذوا ما اتيناكم بقوة. اي اعملوا بما فيه. واستمسكوا به ولا تنحرفوا عنه ثم ذكر الله جل وعلا ما يعينهم على ذلك قال واذكروا ما فيه لعلكم تتقون. اذكروا اي تذكروا ما فيه من الوعد والوعيد والترغيب والترهيب فان ذلك مما يحملكم على اخذ الكتاب بقوة فانه انما يعمل بالكتاب بقوة ويؤخذ به اذا استحضر الانسان ما فيه من الوعد والوعيد. نعم. ذكر بعد ذلك وقال ابو العالية مرض وهذا في قوله في اول السورة حيث قال في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون. قال المرض الشك يعني الذي يوجب النفاق هو الشك في صدق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله فجعلناها نكالا لما بين وما خلفها وموعظة للمتقين. وما خلفها يعني وما وراءها وما جاء بعدها. قال عبرة لمن بقي فقوله ومن وما خلفها يعني عبرة لما يأتي وذلك ان الله تعالى ابتلى بني اسرائيل بمنعهم من الصيد في يوم السبت قال الله تعالى في كتابه ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت. فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين جعلناها يعني هذه العقوبة وهي ان الله مسخهم قردة خاسئين. فجعلناها نكالا لما بين يديها اي لمن حضرها وما خلف يعني وما يأتي بعدها من وما يأتي بعدها من قرون واقوام فيعتبرون بما جرى لاولئك فيكون ذلك رادعا لهم عنان يكرروا ما كرر اولئك من الاحتيال على شرع الله والانتهاك لحدوده اما اخر ما ذكر في هذا عن ابي العالية في قول لا شية فيها هذا في قصة التي سميت هذه السورة باسمها حيث انهم لما طلبوا من موسى عليه السلام ان يصف لهم البقرة قال لا شية فيها اي لا بياض فيها. اي لا بياض فيها حيث جاءوا اليه قالوا يا موسى ادع لنا ربك يبين لنا بين لنا ما لونها؟ قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. قال ادع ربك يبين لنا ما هي ان البقرة تشابه علينا ان شاء الله لمهتدون قال انه انه يقول انها بقرة لا فارغ ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون. فقول لا شيئة فيها هو في وصف البقرة اول ما امر الله تعالى بني اسرائيل امرهم بذبح بقرة ولم يأتي تعيين لصفتها ولا كونها ولا لغير ذلك. واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة. اول ما قابلوا الامر قابلوه بالاستخفار قال اتتخذنا هزوا؟ يعني كيف تأمرنا ان نذبح بقرة؟ والله عز وجل يأمرنا ان نذبح بقرة. اتتخذنا هزوا؟ قال موسى عليه السلام صابرا محتسبا امام هذا الاستخفاف منهم قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين. فامركم بشيء لم يأمركم الله تعالى به قال قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين يبين لنا ما لونها. قال انه يقول انها بقرة صفراء فقع لونها تسر الناظرين. قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون. قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرف مسلمة لا شية فيها سالمة لا بياض فيها قالوا الان بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون. يعني بعد كل هذا وبعد كل هذه المراجعة لم يكن فعلهم لما امر الله تعالى به من الذبح سهلا يسيرا منقادا بل اوشكوا الا يفعلوا ذلك. ثم ذكر من حال بني اسرائيل وقال غيره يسومونكم يولونكم وذلك فيما ذكره الله تعالى مما فعله ال فرعون ببني اسرائيل واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يصومونكم سوء العذاب اي ينزلون بكم سوء العذاب وجعل العذاب يشبه الوسم يسومونكم اي يولونكم وينزلون بكم ما يكون شبيها بالوسم وهو ما ينالهم من العقوبة قال الولاية مفتوحة مصدر الولاء. وهي الربوبية واذا كسرت الواو فهي الامارة الولاية وقال بعضهم الحبوب التي تؤكل كلها ثم وذلك في قول بني اسرائيل لموسى لما طلبوا منه الطعام واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقرها وكثائها وفومها. قال الفوم في تعريف في تعريف الفوم قال الحبوب التي تؤكل كلها هذا بعض ما ذكره المصنف رحمه الله من المعاني المنقولة عمن تقدم من سلف الامة. نقتصر على هذا ونستكمل ان شاء الله تعالى بقية المعاني التي ذكر. في اليوم ان شاء الله تعالى غدا