في الجنة جن لما ذكروا. فدل هذا على انهم يدخل الجنة ثم ذكر الجواب عن الاية آآ بكلام اه مفصل في ان الاية لا تدل على ما ما استدلوا له من لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان فهذا يدل على ان الجن يدخل الجنة لانه نفى ان يكون قد طمث الحور في الجنة قبل اهلها انس ولا جان فلو لم يكن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين. وبعد. قال المؤلف غفر الله لنا وله ولشيخنا ولجميع المسلمين. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله في دفع الاضطراب عن ايات الكتاب الشيخ محمد الشنقيطي في سورة الاحقاف في قوله تعالى يا قومي يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم هذه الاية يفهم من ظاهرها ان جزاء المطيع المطيع من من الجن غفران ذنوبه غفران ذنوبه واجارته من عذاب اليم لا دخول الجنة قال يغفر لكم ذنوب من ذنوبكم ويوجركم من عذاب اليم. ولم يقل يدخلكم الجنة وقد تمسك جماعة من العلماء منهم الامام ابو حنيفة بظاهر هذه الاية فقال ان المؤمنين المطيعين من الجن لا يدخلون الجنة هذا ما يفهم من الاية فيما استدل به من استدل على ان مؤمني الجن لا يدخلها الجنة قال وقد جاء في اية اخرى ما يدل على ان مؤمنيهم في الجنة وهي قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان وهذا عام لكل من خاف مقام ربه من الانس والجن يؤيد هذا المعنى قوله تعالى لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان يعني الحور ان الجن لا يدخلون الجنة اذ ان الله لم يذكر الا مغفرة الذنوب والاجارة من النار وعدم ذكر دخول الجنة لا يستلزم انهم لا يدخلونها ثم قال دلالة الاية لو قيل فيها دلالة فهي دلالة ايش مفهوم دلالة مفهوم. واما قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان فهي دلالة منطوق وذلك منطوق مقدمة على دلالة المفهوم. وبالتالي لا يصح الاستدلال بهذه الاية على ان مؤمن الجن لا يدخلن الجنة ثم عاد وقال ان دلالة المفهوم ايضا غير مسلمة دلالة المفهوم غير مسلمة. لان الاية ليس فيها ما يدل بالمفهوم على ان مؤمن الجنة لا يدخلون اذ ان المفهوم ينقسم الى قسمين القسم الاول مفهوم موافقة والقسم الثاني مفهوم مخالفة وفيما يتعلق بمفهوم الموافقة ليس في الاية مفهوم الموافقة بقسميه اولوي المساوي مفهوم الموافقة الاولوي ومفهوم الموافقة المساوي كلاهما ليس في الاية ذكر له. بقي عندنا ايش الان مفهوم المخالفة وهو ما سيتكلم عنه الان في نفي ان الاية فيها دلالة مخالفة على ان الجن لا يدخل الجنة يقول رحمه الله واما عدم دخوله في شيء نعم واما عدم دخوله في شيء من انواع مفهوم المخالفة فلان عدم دخوله في مفهوم الحصر او العلة او الغاية او العدد او الصفة او الظرف واضح فلم يبق واضح ليش؟ لانه ليس في الاية لا عدد ولا غاية ولا علة ولا صفة ولا ظرف فليس لها في اية ذكر وبالتالي تنتفي كل هذه المفاهيم كل هذه المفاهيم مفهوم العدد مفهوم الغاية مفهوم مفهوم المخالفة للصفة مفهوم الظرف كله منتفي بقي نوعان من المفهوم من مفهوم المخالفة في الاية مفهوم الشرط ومفهوم اللقب الان يتكلم عنهما فلم يبقى فلم يبقى من انواع مفهوم المخالفة يتوهم دخوله فيه الا مفهوم الشرط او اللقب وليس داخلا في واحد منهما فظهر عدم دخوله فيه اصلا مفهوم المخالفة مفهوم الشرط اقول ان جئت اكرمتك ان جئت اكرمتك هذا منطوق. انه اذا جئت ساكرمك المفهوم انك ان لم تأتي فلن تنال اكراما صح هذا بالمفهوم. ذاك بالمنطوق وهذا بالمفهوم. هذا اسمه مفهوم الشرط هذا اسمه مفهوم الشرط. الان هل في الاية مفهوم شرط؟ يقول رحمه الله واما توهم واما وجه توهم دخول مفهوم الشرط فلان قوله يغفر لكم من ذنوبكم فعل مضارع مجزوم بكونه جزاء الطلب. ما هو الطلب؟ اجيبوا داعي الله يغفر لكم فيغفر لكم فعل مضارع مجزوم. ما الذي جزمه هل انه جواب طلب؟ الطلب اي اين هو؟ اجيبوا داعي الله نظير قوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم. اتلوا جواب طلب نعم يقول يغفر لكم جواب طلب وجمهور العلماء العربية وجمهور علماء العربية على ان الفعل اذا كان كذلك فهو مجزوم بشرط مقدر لا بالجملة قبله كما قيل كما قيل به يعني كما قال به بعض النحويين انه مجزوم جوابا للطلب الجازم فيه انه جواب الطلب هو الذي ذكرناه قبل قليل. لكن اه يقول هنا المؤلف جمهور علماء العربية لا يقولون انه مجزوم بالطلب انما مجزوم بشرط مقدر بشرط مقدر تقديره يقول وعلى الصحيح وعلى الصحيح الذي هو مذهب الجمهور فتقرير المعنى اجيبوا داعي الله وامنوا به. ان تفعلوا ذلك يغفر لكم توهموا في الاية اذا الشرط ما هو؟ ان تفعلوا ذلك ما هو ذلك؟ مشار اليه ايش؟ الاجابة. ان تفعلوا ذلك يعني تجيبوا داعي الله يغفر لكم ذنوبكم نعم فيتوهم من الاية او فيتوهم في الاية فيتوهم في الاية مفهوم هذا الشرط المقدر والجواب عن هذا وبالتالي يقول قد يقول قائل ان الاية دالة على ان مؤمن الجن لا يدخل الجنة بناء على مفهوم المخالفة المستند الى الشرط والشرط المقدر ان يغفر ان تفعلوا يغفر لكم ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم. لكن حتى على هذا ليس ثمة في الاية دليل على مفهوم الشرط لانه يبين المؤلف والجواب على هذا؟ والجواب عن هذا ان مفهوم الشرط عند القائل به انما هو في فعل الشرط لا في وهو معتبر هنا في فعل الشرط على عادته. فمفهوم ان تجيبوا داعي الله وتؤمنوا به يغفر لكم انهم ان لم يجيب داعي الله ولم يؤمنوا به لم يغفر لهم وهو كذلك اذا مفهوم المخالفة في الشرط ليس في الجواب انما في ايش في الشرط ليس في الجزاء والجواب انما في الشرط. تقول ان اجتهدت نجحت ان اجتهدت نجحت مفهوم الشرط في الجواب او في في الجزاء جواب الشرط او في الشرط مفهوم المخالفة هو في الشرط لا في جزاءه بمعنى انه ان لم تجتهد فلن تنجح وليس في جواب الشرط لان جواب الشرط ليس هو مقصود الاساس الذي تبنى عليه الجملة انما تبنى الجملة على الشرط وجوابه ثمرته. يقول وهو معتبر هنا في فعل الشرط على عادته. ان تجيبوا داعي الله يغفر لكم ذنوبكم. اي فان لم تجيبوه لا يغفر لكم ذنوبكم. لكن هل معنى هذا انهم اذا اجابوا داعي الله لا ينالون الا المغفرة فقط ام قد ينالون غير المغفرة قد ينالون غير المغفرة لان المفهوم مفهوم الشرط مفهوم المخالفة في الشرط في في الشرط لا في الجواب اوضحه بالمثال الذي ذكرت ان تجتهد تنجح تمام النجاح درجات اليس كذلك متوسط ومتفوق هل في ان قلت ان تجتهد تنجح بيان درجة النجاح ام النجاح فقط دون تفصيله النجاح دون تفصيله هل يضاف اخر شيء ككسب اخر غير غير النجاح بسبب الاجتهاد؟ نعم لا ينحصر لا ينحصر الجواب في هذا فقط بل قد يضاف اليه ان تجتهد تنجح وتحصل وظيفة فلا يقال ان ان مفهوم الشرط في الجواب انما مفهوم الشرط فقط في الشرطي لا في جوابه بمعنى انه لا يؤخذ مفهوم مخالف من جواب الشرط انما من شرط نفسه. نعم اما جزاء الشرط فلا مفهوم له. لاحتمال ان تترتب على الشرط الواحد مشروطات كثيرة. يعني جزاءات كثيرة نعم فيذكر بعضها جزاء له فلا يدل على نفي غيره. كما لو قلت لشخص مثلا ان تسرق يجب عليك غرم ما سرق فهذا الكلام حق ولا يدل على نفي غير الغرم كالقطع. لان قطع اليد مرتب ايضا على السرقة كالغرم. واضح كلام واضح ان تسرق يجب عليك غرم او يجب عليك غرم ما سرقت. هل يعني هذا ان لا تقطع يده لو قلنا مفهوم مخالفة معناه انه لا يجب عليه الا قطع الا الغرم فقط دون ذلك لكن معلوم ان جواب الشرط لا مفهوم له انما انما لا مفهوم مخالفة له انما مفهوم المخالفة فقط في الشرط دون جوابه. يقول فكذلك الغفران والاجارة فكذلك الغفران والاجارة من العذاب ودخول الجنة كلها مرتبة على اجابة داعي الله والايمان به. فذكر في الاية بعضها وسكت فيها عن بعض. ثم بين في موضع اخر وهذا لا اشكال فيه وهذا واضح. اذا انت فالان ايضا مفهوم الشرط عن الاية. مفهوم المخالفة للشرط في الاية. بقي الان عندنا ايش مفهوم اللقب وهو اخر الاوجه المحتملة التي يمكن ان تفيد المعنى الذي ذكروه من ان مسلمي الجن لا يدخلون الجنة. قال واما وجه توهم واما وجه توهم دخوله في مفهوم اللقب. فلان اللقب في اصطلاح الاصوليين الاصول هو ما لم يمكن انتظام الكلام العربي دونه. اعني المسند اليه سواء كان لقبا او كنية او اسما او اسم جنس او غير ذلك. وقد اوضحنا اللقب غاية في المائدة والجواب عن عدم دخوله في مفهوم اللقب ان الغفران والاجارة من العذاب المدعى بالفرض انهما لقبان لجنس لجنس مصدره مصدرهما مصدرهما. مصدرهما وان تخصيصهما بالذكر يدل على نفي غيرهما في الاية مسندان لا مسند اليهما بدليل ان المصدر فيهما كامل في الفعل. ولا يسند الى الفعل اجماعا. ما لم يرد لفظه على سبيل الحكاية ومفهوم اللقب عند القائل به انما هو فيما اذا كان اللقب مسندا اليه لان تخصيصه بالذكر عند القائل به يدل على اختصاصه في الحكم به دون غيره والا لما كان للتخصيص بالذكر فائدة كما عللوا به مفهوم الصفة واجيب من جهة الجمهور بان اللقب ذكر ليمكن ليمكن الحكم يمكن الحكم لا لتخصيصه بالحكم. اذ لا يمكن الاسناد بدون مسند اليه ومما يوضح ذلك ان مفهوم الصفة الذي حمل عليه اللقب عند القائل به انما هو في المسند اليه لا في المسند. الجملة كل كلام العرب يتكون من مسند ومسند اليه من مسند ومسند اليه عندنا زيد كريم المسند اليه هو زيد والمسند هو الكرم شاء بكر والمسند هو الفعل والمسند اليه هو الفاعل فكل كلام العرب مكون من هذا هذين التركيبين. فقوله هنا ومما يوضح ذلك ان المفهوم ان مفهوم الصفة الذي حمل عليه اللقب عند القائل به انما هو في المسند اليه لا في المسند مثل ما تكلمنا قبل قليل في مفهوم المخالفة في الشرط انه في الشرط لا في جوابه فكذلك في الجملة المكونة من المسند والمسند اليه مفهوم الصفة واللقب في المسند اليه لا في المسند فلما تقول جاء زيد زايد مفهوم لقب هل معنى هذا انه ما جاء الا زيد لم يأت عمرو هذا مفهوم اللقب الجواب هذا مفهوم غير معتبر عند جماهير الاصوليين والفقهاء لان اللفظ لا يدل على الحصر ولا يدل على نفي ما عدا المعنى عن غيره. نعم. يقول اما المسند اما المسند فانه لا يراعى فيه شيء من من الافراد ولا الاوصاف اصلا. وانما يراعى فيه مجرد الماهية التي هي الحقيقة الذهنية فلو حكمت مثلا على الانسان بانه حيوان فان المسند اليه الذي هو الانسان في هذا المثال يقصد به جميع افراد لان كل فرد منها حيوان بخلاف المسند الذي هو الحيوان في في هذا المثال فلا يقصد به الا مطلق ماهيته حقيقته الذهنية من غير مراعاة الافراد لانه لو لو روعيت لو روعيت افراده لاستلزم حكم على الانسان بانه فرد اخر من افراد الحيوان كالفرس مثلا والحكم بالمباين على المباين باطل. اذا كان ايجابيا باتفاق العقلاء وعامة النبض المباين المقصود به النسبة بين المسند والمسند اليه وهي اربع نسب اما ان يكون مباين واما ان يكون موافق واما ان يكون آآ عموم وخصوص مطلق واما ان يكون عموم وخصوص جزئي. هذه النسب الاربع فاذا كان الحكم بالمباين على المباين يعني المسند اليه والمسند متباينان مثل الانسان وحجر هذي ما في الايجاب غير مقبولة لانه لا يمكن ان يكون الانسان حجر فهنا المباين على الحكم بالمباين على المباين باطل اذا كان ايجابا باتفاق العقلاء فاذا قلت الانسان الحجر لم يقبل منك احد ذلك. لماذا؟ لان الحجر يباين الانسان بخلاف قولك الانسان حيوان فان ثمة اشتراك في وصف الانسان للحيوان وهو ما فيه من حياة. نعم وعامة النظار على ان موضوع القضية اذا كانت غير طبيعية يراعى فيها ما يصدق عليه عنوانها من الافراد باعتبار الوجود الخارجي ان كانت خارجية او الذهني ان كانت حقيقية. واما المحمول من حيث هو فلا تراعى فيه الافراد البتة انما يراعى فيه مطلق الماهية ولو سلمنا تسليما جدليا ان مثل هذه الاية يدخل في مفهوم اللقب فجماهير العلماء على ان مفهوم اللقب لا عبرة وربما كان اعتباره كفرا كما لو اعتبر معتبر مفهوم اللقب في قوله تعالى محمد رسول الله فقال يفهم من مفهوم لقبه ان غير محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن رسول الله فهذا كفر باجماع المسلمين فالتحقيق واضح بمعنى ان مفهوم المخالفة هنا محمد لقب لان اللقب هو اما ان يكون اسم علم واما ان يكون اسم جنس واما ان يكون وصف في في حكم الاسم واسم الجنس المقصود انه اما ان يكون اسم علم واما ان يكون اسم جنس لا يخفى ما يسبق الى الذهن من تنافي هذه العلة ومعلولها لان فتح الله لنبيه لا لا يظهر كونه لغفرانه له والجواب عن هذا طيب سورة الفتح سميت بهذا لخبر الله تعالى فيها عن الفتح الذي فتحه فقولك محمد رسول الله اذا عملت مفهوم اللقب في هذه الاية كان مفهوم اللقب كفرا لان مقتضاه انه غير محمد ليس برسول وهذا باطل للاتفاق نعم التحقيق ان اعتبار مفهوم ان اعتبار مفهوم اللقب لا دليل عليه شرعا ولا لغة ولا عقلا. سواء كان اسم جنس او اسم عين او اسم جمع او غير ذلك فقولك جاء زيد لا يفهم منه عدم مجيء عمرو عمرو وقولك رأيت اسدا لا يفهم منه عدم رؤيتك غير الاسد. والقول بالفرق بين اسم الجنس فيعتبر واسم العين فلا يعتبر لا يظهر فلا عبرة بقول الصيرفي وابي بكر الدقاق وغيرهما من الشافعية ولا بقول ابن خويز من وابن القصار من المالكية ولا بقول بعض الحنابلة باعتبار مفهوم اللقب لانه لا دليل على اعتباره عند القائل الا انه يقول لو لم يكن اللقب مختصا بالحكم لما كان لتخصيصه بالذكر فائدة. كما علل به مفهوم الصفة لان الجمهور يقولون ذكر اللقب ليسند اليه وهو واضح لا اشكال فيه. واشار صاحب مراقي السعود الى تعريف اللقب بالاصطلاح الاصولي وانه اضعف المفاهيم وانه اضعف المفاهيم بقوله اضعفها اللقب وهو ما ابي من دونه نظم الكلام العربي يعني لا يستقيم نظم الكلام العربي الا به نعم وحاصلها فقهي هذه المسألة وحاصل فقه هذه المسألة ان الجن مكلفون على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدلالة الكتاب والسنة اجماع المسلمين وان كافرهم في النار باجماع المسلمين وهو صريح قوله تعالى لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وقوله تعالى فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود ابليس اجمعون. وقوله تعالى قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار الى غير ذلك من الايات. وان مؤمنيهم اختلف في دخولهم الجنة ومنشأ الخلاف الاختلاف في فهم الايتين المذكورتين. اية الاحقاف يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم واية الرحمن في قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان والظاهر. والظاهر دخولهم الجنة كما بينا والعلم عند الله تعالى اذ لا مفهوم في الاية على ما ذكروه. نعم التي تليها سورة القتال قوله تعالى فيها انهار من ماء غير اسر وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة وانهار من عسل مصفى هذه الاية الكريمة تدل على تعدد الانهار مع تعدد انواعها. وقد جاءت اية اخرى يوهم ظاهرها انه نهر واحد وهو قوله تعالى ان المتقين في جنات ونهر وقد تقدم الجمع واضحا في سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى ثم استوى الى السماء فسواهن الاية وبينا ان قوله ونهر يعني وانهار قوله جل وعلا في سورة القتال وهي سورة محمد صلى الله عليه وسلم سميت بهذا الاسم لذكر آآ القتال فيها قال الله جل وعلا بجزاء المؤمنين فيها انهار من ماء غير اسن يعني غير متغير الطعم وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين. وانهار من عسل مصفى. فذكر الله تعالى تعدد الانهار. مع بانواعها انهار متعددة عددا وجنسا ونوعا قال وقد جاءت اية اخر اية اخرى يوهم ظاهرها انه نهر واحد. وهي قوله تعالى ان المتقين في جنات ونهر اشار المؤلف رحمه الله الى انه تقدم في سورة البقرة الكلام على في قوله ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات ان الافراد لا ينافي الجمع ان الافراد لا يهنى في الجمع فقوله تعالى ثم استوى الى السماء هي سبع سماوات وليس المقصود سماء واحدة انما المقصود جنس السماء المقصود جنس السماء فلا تنفي الاية التعدد لسان العرب يقع فيه اطلاق المفرد وارادة الجمع وذلك مع تعريف المفرد وتنكيره واضافته اي على جميع الانحاء التي يأتي بها المفرد. سواء جاء منكرا او جاء معرفا او جاء مظاعفا وقد ذكر رحمه الله في سورة البقرة امثلة لذلك ومن امثلة ذلك في مفرد المنكر قوله تعالى ان المتقين في جنات ونهر فجاء التنكير هنا بصيغة جاء المفرد بصيغة المنكر ولم يفد الانفراد ولم ولم يعارض التعدد ووجه عدم معارضة التعدد هنا يمكن ان يقال مفرد اذا جيء به في صيغة الامتنان افاد العموم فمن صيغ العموم مجيء المفرد في صيغة الاثبات على وجه الامتنان ليعم كل الانهار التي ذكرها الله جل وعلا نعم سورة الفتح قوله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله آآ للنبي صلى الله عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبه من ذنبك وما تأخر؟ قال لا يخفى ما يسبق الى الذهن من تنافي هذه العلة وملولها. تنافي هذه العلة وملولها اي وما عللت له او لاجله فالعلة ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك والمعلول الفتح انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك. قال لان فتح الله لنبيه لا يظهر كونه لا يظهر كونه علة غفرانه له فثمة ما يمكن ان يتوهم التعارض بين العلة والمعلول. العلة ايش هي المغفرة والمعنى هو الفتح. فهل كان فتح الله لرسوله لاجل مغفرته له صلى الله عليه وسلم يجيب عن هذا فيقول والجواب على هذا من وجهين الوجه الاول؟ الاول وهو اختيار ابن جرير لدلالة الكتاب والسنة عليه ان المعنى ان فتح الله لنبيه يدل بدلالة الالتزام على شكر النبي لنعمة الفتح فيغفر الله له ما تقدم وما تأخر بسبب شكره بانواع العبادة على تلك النعمة فكان شكر النبي لازم لنعمة الفتح والغفران مرتب على ذلك اللازم اما دلالة الكتاب على هذا ففي قوله تعالى واذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فصرح في هذه السورة الكريمة بان تسبيحه بحمد ربه واستغفاره لربه شكرا على نعمة الفتح سبب لغفران ذنوبه. لانه رتب تسبيحه بحمده واستغفاره واستغفاره بالفاء على مجيء الفتح والنصر ترتيب المعلول على علته. ثم بين ان ذلك الشكر سبب الغفران بقوله انه كانت توابا. واما دلالة السنة ففي قوله صلى الله عليه وسلم لما قال له بعض اصحابه لا تجهد نفسك بالعمل فان الله غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال افلا اكون عبدا شكورا؟ فبين صلى الله عليه وسلم ان اجتهاده في العمل لشكر تلك النعمة وترتب الغفران على الاجتهاد في العمل لا خفاء به. الوجه الثاني ان قوله انا فتحنا يفهم منه بدلالة الالتزام الجهاد في سبيل الله. لانه السبب الاعظم في الفتح والجهاد سبب لغفران الذنوب فيكون المعنى ليغفر لك الله بسبب جهادك المفهوم من ذكر الفتح والعلم عند الله الله تعالى هذان الجوابان معناهما واحد عنا المغفرة المذكورة في الاية ليغفر لك الله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك. ليست مرتبة على الفتح بل مرتبة على ما ينتج عن الفتح من ثمرة فالفتح اما ان ينتج شكرا فيكون سببا للمغفرة هذا الوجه الاول واما ان ينتج جهادا فيكون سببا للمغفرة بما يترتب على الجهاد من الشهادة وثمة وجه اقرب من هذا وذاك بان يقال قوله تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك. اللام هنا ليست للتعليل انما هي للصيرورة كقوله تعالى فالتقطه ال فرعون ايش ليكون هل اللام هنا؟ تعليل للالتقاط هم؟ هل التقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا؟ هذا علة الالتقاط هل التقطوه لاجل هذا السبب؟ لو علموا ذلك ما التقطوه انما اللام هنا تسمى لام العاقبة. ولام الصيرورة يعني ما ينتهي اليه الامر. وما تكون عاقبته. فقول ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك هي لام العاقبة والصيرورة هذا اقرب فيما يظهر انه مما يرتبه الله على هذا الفتح من الخيرات والهبات للنبي الكريم ان يغفر الله له في عاقبة الامر ما تقدم من ذنبه وما تأخر واضح واضح يا اخوان طيب سورة الحجرات قوله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى هذه الاية الكريمة تدل على ان خلق الناس ابتداؤه من ذكر وانثى. وقد دلت اية ايات اخر على خلقهم من غير ذلك كقوله تعالى هو الذي خلقكم من تراب وقوله تعالى يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب الجواب واضح وهو ان التراب هو الطور الاول. وقد قال تعالى وقد خلقكم اطوارا. وقد بين الله اطوار خلق الانسان مما الى منتهاه بقوله تعالى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين الى اخر به واضح هذا واضح في انتفاء التعارض يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى باعتبار الجنس البشري واما قوله تعالى هو الذي خلقكم من تراب وقوله جل وعلا وقوله واما قوله تعالى الذي خلقكم هو هو الذي خلقكم من تراب وقوله تعالى يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب فهذا باعتبار اصل الخلقة فاصل الخلقة خلقة ادم من تراب واما الجنس البشري بعد ادم فخلقه من ذكر وانثى كما قال تعالى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين هذا اصل الخلق البشري ثم جعلناه نطفة في قرار مكين هذا ما بعد ذلك من ذرية ادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد نقف على سورة قاف