الذين ينشئهم الله تعالى فيدخلهم الجنة دون عمل وهذا من فضله وكرمه جل في علاه نعم بهذا تكون قد انتهت آآ سورة النجم وما يتعلق بهذه الاية نقف على هذا والله اعلم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين ثم قال المصنف رحمه الله تعالى سورة قاف قوله تعالى فذكر بالقرآن من يخاف وعيدا هذه الاية تدل على خصوص التذكير بالقرآن بمن يخاف وعيد الله وقد جاءت ايات اخر تدل على عمومه كقوله تعالى فذكر انما انت مذكر. وقوله تعالى وكذلك ان انزلناه قرآنا عربيا وصرفناه وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا والجواب ان التذكير بالقرآن عام الا انه لما كان المنتفع به هو من يخاف وعيد الله صار كانه مختص به. كما اليه قوله تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. كما تقدم نظيره مرارا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سورة قاف سميت بهذا الاسم لافتتاح الله تعالى هذه السورة بهذا الحرف ق والاية التي اوردها المصنف رحمه الله فيما يتعلق بما يوهم الاضطراب في ايات الكتاب هي قوله تعالى فذكر بالقرآن من يخاف وعيد امر الله تعالى رسوله ان يذكر بالقرآن اي بما جاء فيه من الايات والمواعظ والوعد والوعيد من يخاف هو عيد الذي يخاف وعيد وجه توهم اه التعارض ان هذه الاية خصت ان التذكير لمن يخاف وعيد قصة التذكير بمن يخاف وعيد فالامر بالتذكير خاص بمن يخاف وعيد في حين ان القرآن جاء ذكرى لكل احد ولذلك قال تعالى فذكر انما انت مذكر ولم يذكر من الذي يذكره وحذف المعمول يفيد العموم اي فذكر كل احد ذكر كل من امرت بتذكيره من العالمين وكذلك قوله وكذلك انزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من من الوعيد لعلهم يتقون. او يحدث لهم ذكرى يحدث لهم تذكرا وهذا في حقك كل من جاء بعد انزال القرآن فالجواب على هذا ما ذكره المؤلف رحمه الله من ان التذكير بالقرآن عام فالقرآن خطاب للناس كافة ولذلك اول نداء في القرآن يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون لكن خص في هذه الاية من يخاف وعيد بامر الله عز وجل رسوله ان يذكره بالقرآن لانه المنتفع به فاعظم المنتفعين بالقرآن او من اسباب الانتفاع بالقرآن و الانتفاع بمواعظه وما جاء فيه من تذكير من خاف وعيد الله عز وجل فذكره على وجه الخصوص انما هو لبيان انه احق من يذكر لانتفاعه به والا فالتذكير عام لكل احد فالقرآن ذكرى لكل الناس من كان يخاف وعيد ومن كان يكذب بالوعيد اصلا وقوله رحمه الله يشير قوله تعالى ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين الى معنى الاختصاص في هذه الاية حيث قال تنفع المؤمنين. فامر بالتذكير وبين من المنتفع به وهو وهم اهل الايمان بعد ذلك قال وقد تقدم نظير نظيره مرارا يعني تقدم تخصيص من ينتفع بالقرآن سواء بتذكيره او بهدايته او ببيانه او نحو ذلك في مواضع كثيرة من اول ذلك قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وهو هدى للمتقين ولغيرهم لكن خصهم بالذكر لانهم المنتفعون بهذا الكتاب وكما في قوله تعالى قد بينا الايات لقوم يوقنون مع ان الله بين القرآن لكل احد ولكن ذكر الموقنين على وجه الخصوص والمتقين على وجه الخصوص في الاية التي قبلها قبله انما هو لاجل ان هؤلاء هم من ينتفع بالقرآن ينتفع بالايات ينتفع هدايات القرآن ونحو ذلك وهذا يبين انه لا تعارض بين التذكير العام والهداية العامة والبيان العام وبين تخصيص الهداية والبيان والتذكير ونحو ذلك ببعض من وصف الله تعالى لان هؤلاء هم المنتفعون بذلك نعم احسن الله اليكم ثم قال المصنف رحمه الله تعالى سورة الذاريات قوله تعالى هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين لا يخفى ما بين هذا النعت ومنعوته من التنافي في الظاهر. لان النعت صيغة جمع والمنعوت لفظ مفرد والجواب طيب قوله تعالى هل اتاك حديث ضيف ابراهيم؟ هذا في سورة الذاريات سمت الذاريات بهذا الاسم لذكر الله تعالى الذاريات والذاريات قيل فيها اقوال واقرب ذلك انها الرياح قال تعالى هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين هذا سؤال لتقرير مجيء خبر ابراهيم المكرمين فهل هنا بمعنى قد كما في قوله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا هل اتاك حديث الغاشية هذا السؤال هو اللي لفت النظر الى عظم هذه القضية وتأكيد مجيء الخبر عنها للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هل اتاك حديث اي خبر وقصص ضيف ابراهيم ضيف مفرد وقوله المكرمين جمع اختلف النعت والمنعوت ان نأتي الصفة والموصوف هو المنعوت الصفة هي قول المكرمين والمنعوت هو قوله ضيف ابراهيم فما الجواب على هذا الاختلاف مع ان الاصل ان الصفة تتبع الموصوف تذكيرا وتأنيثا وافرادا وجمعا فالجواب يقول احسن الله اليكم قال رحمه الله والجواب ان لفظة الضيف تطلق على الواحد والجمع لان اصلها مصدر ضاف فنقلت من المصدرية الى الاسمية. كما تقدم في سورة البقرة. نعم قال ان لفظة الضيف تطلق على الواحد والجمع اي هذه اللفظة مما يصدق على المفرد وعلى ما هو اكثر منه من المثنى والجامعي فتقول اكرمت الضيف قد يكون واحدا وقد يكون جمعا مثل الركب فهذه الالفاظ تصلح للمفرد والجمع وبالتالي وصفها بما يكون من الجمع لا يتعارض مع القاعدة في كون النعت يتبع المنعوت افرادا وجمعا وتذكيرا وتأليفا هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين؟ يقول مصنف رحمه الله لان اصلها مصدر ظافا ظاف يضيف ضيفا فهو في الاصل مصدر لكن قال فنقلت من المصدرية الى الاسمية وش الفرق بين المصدر والاسم الفرق بين المصدر والاسم ان المصدر يدل على معنى مجرد عن زمان وعن مكان وعن ذات تقول قام قياما قياما متى كيف؟ كل هذا ما لا لا علاقة له بما يدل عليه المصدر. فالمصدر لا يدل الا على معنى بخلاف الاسم الاسم يدل على معنى ويتعلق بذاك ظاف يضيف ضيفا ضيف مصدر والاصل انه معنى لا يتعلق بذاك لكن لما تعلق بشخص انتقل الى الاسمية ولهذا قال فنقلت من المصدرية الى الاسمية وش الفرق بينهما؟ ان المصدر يدل على معنى مجرد واما الاسمية فلها تعلق بالذوات مع دلالتها على المعنى تدل على معنى وذات قام بها ذلك المعنى ومع هذا يستقيم الجواب فلسنا بحاجة الى ذكر المضاف وافادته العمر. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى سورة الطور قوله تعالى كل امرئ بما كسبت كل امرئ بما كسب رهين هذه الاية تقتضي عموم رهن كل انسان بعمله ولو كان من اصحاب اليمين نظرا للشمول المدلول عليه بلفظة كل. وقد جاءت اية اخرى تدل على عدم شمولها لاصحاب اليمين وهي قوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين. والجواب ظاهر وهو ان اية الطور هذه تخصصها اية المدثر سورة الطور سميت بهذا الاسم لقسم الله تعالى في اولها بالطور والطور وكتاب مصر والطور جبل قيل انه الجبل الذي كلم الله تعالى عنده آآ موسى عليه السلام والاية التي اوردها قوله تعالى كل امرئ بما كسب رهين اي كل احد من انس او جند او ذكر او انثى وجاء بامره الدال على الذكر جريا على آآ لسان العرب والا في الاية عامة لكل شخص كل امرء بما كسب رهين البالز للمصاحبة او للسببية مع ما كسب رهين او بسبب ما كسب رهين ورهين اي محبوس وذلك ان الاعمال تحبس اصحابها بمعنى انهم يكونون يكونون مرتهنين بها ان خيرا فخير وان شرا فلا يلوم فلا يلوم فلا يلومن احد الا نفسه هذه الاية تقتضي عموم رهن كل انسان بعمله ولو كان من اصحاب اليمين نظرا لشمول المدلول عليه بلفظه كل واضح هذا وقد جاءت اية اخرى تدل على عدم شمول شمولها لاصحاب اليمين وهي قوله كل نفس بما كسبت رهينة اي محبوسة ثم قال الا اصحاب اليمين والا استثناء الاستثناء من دلاء من من اوجه البيان فاستثنى الله تعالى من عموم ارتهان الانفس اصحاب اليمين قال والجواب ظاهر يعني بين وهو ان الاية ان اية الطور هذه تخصصها اية المدثر تخصصها اية المدثر ويمكن ان يقال ان قوله تعالى كل امرئ بما كسب رهين اي انه مرهون باعماله فلا يفكه الا عمله وهو عمل لا يزاد فيه ولا ينقص والاستثناء في قوله الا اصحاب اليمين بيان ان اصحاب اليمين مرتهنون باعمالهم لكنهم يتفضل الله تعالى عليهم برحمته يجزيهم على صالح اعمالهم بما هو من فضله واحسانه تكون فتكون الاية عامة على عمومها و قوله تعالى الا اصحاب اليمين ليست استثناء على الوجه الذي ذكر وانما آآ بيان ما اختص به اصحاب اليمين من الافتكاك من هذا الرهن فهم مرتهنون لكنهم مفكوكون من ذلك الارتهان بفظل الله ومنه وعطائه وجزاءه على صالح اعمالهم طيب احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى سورة النجم قوله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى هذه الاية الكريمة تدل بظاهرها على ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجتهد في شيء وقد جاءت ايات اخر تدل على انه صلى الله عليه وسلم ربما اجتهد في بعض الامور كما دل عليه قوله تعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم وقوله تعالى ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض والجواب عن هذا من وجه توهم التعارض دلالة ما ينطق وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل شيء الا بوحي و دلت الايات على انه اجتهد عاتب الله تعالى رسوله على بعض مواطن الاجتهاد في قوله عفا الله عنك لما اذنت لهم وفي قوله ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يدخل في الارض الجواب من وجهين يقول رحمه الله الجواب الاول الاول وهو الذي اختصر عليه ابن جرير وصدر به ابن الحاجب في مختصره الاصولي ان معنى قوله تعالى وما ينطق عن الهواء اي في كل ما يبلغه عن الله ان هو اي كل ما يبلغه عن الله الا وحي من الله لانه لا يقول على الله شيئا الا بوحي منه. فالاية رد على الكفار حيث قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم افترى هذا القرآن كما قال ابن الحاجب واضح المعنى قال يعني قوله تعالى وما وما ينطق عن الهوى يعني في كل ما امر بتبليغه ان هو الا وحي يوحى اي كل ما بلغه الله كل ما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه حقيقتها انه وحي اوحاه الله تعالى اليه فيخرج بهذا ما يكون من اجتهاداته صلى الله عليه وعلى اله وسلم التي اذن الله تعالى له فيها نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الوجه الثاني فلا يكون في هذا تعارض بين الاية وبين ما جاء من اجتهاده صلى الله عليه وسلم في بعض الموارد. الوجه الثاني انه ان اجتهد فانه انما يجتهد بوحي من الله يأذن له وبه فيه يأذن له به في ذلك الاجتهاد وعليه فاجتهاده بوحي فلا منافاة ويدل لهذا الوجه ان اجتهاد هذا واضح انه ان اجتهد فانه انما يجتهد بوحي من الله وهو اذن الله تعالى له في الاجتهاد وعليه فان اجتهاده بوحي ثم انه في اجتهاده لا يخلو من حالين اما ان يوافق حكم الله فيقر عليه واما ان لا يوافق حكم الله تنبهه الله تعالى عليه كما قال تعالى عفا الله عنك لما اذنت لهم. وكما قال تعالى ما كان نبينا يكون له اسرى حتى يدخل في الارض. تريدون اعراض الدنيا؟ والله اريد الاخرة نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله عليه فاجتهاده بوحي فلا منافا. ويدل لهذا الوجه ان اجتهاده في الاذن للمتخلفين عن غزوة تبوك اذن الله له فيه حيث قال فاذن لمن شئت منهم. فلما اذن للمنافقين عاتبه بقوله عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا تعلم الكاذبين فالاجتهاد في الحقيقة انما هو الاذن قبل التبين لا في مطلق الاذن للنص عليه ومسألة اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم وعدمه من مسائل الخلاف المشهورة عند علماء الوصول وسبب اختلافهم هو تعارض تعارض الايات في ظاهر الامر قال مقيده عفا الله عنه الذي يظهر ان التحقيق في هذه المسألة انه صلى الله عليه وسلم كما فعل بعض المسائل من غير وحي في خصوصه كاذنه للمتخلفين عن غزوة تبوك قبل ان يتبين صادقهم من كاذبهم وكاسره لاسارى بدر وكامره بترك تأبير النخل وكقوله لو استقبلت من امري ما استدبرت الحديث الى غير ذلك وان معنى قوله تعالى وما ينطق عن الهوى لا اشكال فيه. لان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق بشيء من اجل من اجل الهوى ولا يتكلم بالهوى قوله تعالى ان هو الا وحي يوحى يعني ان كل ما يبلغه عن الله فهو وحي من الله لا بهوا ولا بكذب ولا افتراء. والعلم عند الله تعالى واضح هذا المعنى يعني هو انتقل الى الحديث عن مسألة اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم وقرر ان اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم حاصل آآ لا يتنافى مع الاية وذكرت لكم وجه عدم منافاة الاية من امر من جهته الى الجهة الاولى ان الله تعالى اذن له في الاجتهاد فهو بوحي من الله الجهة الثانية ان نتيجة الاجتهاد لا تخلو من حاليا اما ان يوافق حكم الله فيكون فيقره الله تعالى عليه فيكون بوحي من الله واما ان يكون على خلاف حكم الله ف ينبهه الله تعالى عليه بما ينبهه كقوله تعالى ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يدخل في الارض وقوله تعالى عفا الله عنك بما اذنت لهم نعم احسن الله اليكم ثم قال المصنف رحمه الله تعالى قوله تعالى ليس للانسان الا ما سعى. هذه الاية الكريمة تدل على انه لا ينتفع احد احد بعمل غيره وقد جاءت اية اخرى تدل على ان بعض الناس ربما انتفع بعمل غيره وهي قوله تعالى والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الاية فرفع الشاهد فيها ما جا والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء الحقنا بهم ذريتهم فانتفعوا بصلاح ابائهم وايمانهم الحقنا بهم ذريتهم وما لاتناهم من عمل من شيء يعني ما نقصناهم من عملهم من شيء فانتفع الابناء صلاح الاباء او بعمل غيرهم فكيف يتسق هذا مع قوله وان ليس للانسان الا ما سعى نعم احسن الله اليكم قال فرفع درجات الاولاد سواء قلنا انهم الكبار او الصغار نفع حاصل لهم. وانما حصل لهم ولابائهم لا بعمل انفسهم اعلم اولا ان ما روي عن ابن عباس من ان هذا كان شرع لمن قبلنا؟ شرعا من ان هذا كان شرعا لمن قبلنا فنسخ في شرعنا غير صحيح. بل اية وان ليس للانسان محكمة. كما ان القول بان ان المراد بالانسان خصوص الكافر غير صحيح ايضا والجواب من ثلاثة اوجه يعني قدم اولا بتصويب المعنى حتى لا يقول احد ان قوله تعالى وان ليس للانسان الا ما سعى المقصود بالانسان الكافر او يقول ان هذا في شرع من قبلنا فبالتالي لا يكون هناك توهم تعارض. يعني قدم جوابان غير مسلمين. نعم والجواب يعني الذي يرتضيه؟ نعم قال والجواب من ثلاثة اوجه الاول ان الاية انما دلت على نفي ملك الانسان لغير سعيه. ولم تدل على نفي انتفاعه بسعي غيره. لانه لم يقل وان وان لن ينتفع الانسان الا بما سعى وانما قال وان ليس للانسان. وبين وبين الامرين فرق ظاهر لان ان سعي الغير ملك لساعيه. ان شاء بذله لغيره فانتفع به ذلك الغير وان شاء لنفسه وقد اجمع العلماء على انتفاع الميت بالصلاة عليه والدعاء له والحج عنه ونحو ذلك مما ثبت الانتفاع بعمل الغير فيه هذا واضح هذا الوجه واضح ان المنفي هو ان يكون عمل الانسان لغيره وليس المنفي هو الانتفاع وبينهما فرق ظاهر كما ذكر فالعمل لمن عمل لكن ان وهبه لغيره فانه ينتفع به وذكر ان الاجماع دال على ان الاية ليست على عمومها وان ليس للانسان الا ما سعى. فان الانسان ينتفع الميت ينتفع بالصلاة عليه والدعاء له والحج عنه قد يقوله الصلاة والدعاء يعني في معنى واحد وهي عمل يقصد به نفع الميت بخلاف الحج ذكر الحج معنى ان العمل الذي الاصل فيه للانسان هذا عمل لا ينتفع منه العامل اذا اهداه الى غيره. بخلاف الدعاء فيقال لك بمثل والصلاة المتظمنة الدعاء كذلك ينتفع منها الحي والميت نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله الثاني ان ايمان الذرية هو السبب الاكبر في رفع درجاتهم اذ لو كانوا كفارا لما حصل لهم ذلك فايمان العبد وطاعته سعي منه في انتفاعه بعمل غيره من مسلمين. كما وقع في الصلاة في الجماعة فان صلاة بعضهم مع بعض يتضاعف بها الاجر زيادة على صلاته منفردا. وتلك المضاعفة انتفاع بعمل الغير سعى فيه المصلي بايمانه وصلاته في الجماعة وهذا الوجه يشير اليه قوله تعالى واتبعتهم ذريتهم بايمان اذا هنا انما انتفعوا بعملهم امنوا انتفعوا بايمانهم ان رفع الله منازلهم لقوله تعالى الذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان فهم لم ينتفعوا ابائهم بعمل ابائهم انما بعملهم هم تبعوا فلحقوا بابائهم لاجل هذا الوجه الثالث بعد الاذان. احسن الله اليكم ثم قال المصنف رحمه الله الثالث ان السعي الذي حصل به رفع درجات الاولاد ليس للاولاد كما هو نص قوله تعالى وان ليس للانسان الا ما سعى ولكنه من سعي الاباء فهو سعي للاباء اقر الله عيونهم بسببه بان رفع اليهم اولادهم ليتمتعوا في الجنة برؤيتهم الاية تصدق الاخرى ولا تنافيها لان المقصود بالرفع اكرام الاباء لا الاولاد فانتفاع الاولاد تبع فهو بالنسبة اليهم تفضل من الله عليهم بما ليس لهم كما تفضل بذلك على الولدان على الولدان والحور العين والخلق الذين ينشئهم للجنة. والعلم عند الله تعالى وهذا الوجه الثالث من اوجه الجمع هل يقال ان الحاق الابناء الاولاد بالاباء انما هو اكرام للاباء. فهو من عملهم وجزاء سعيهم الذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ان الحقنا بهم ذريتهم فهو مجازاة واثابة لمن للاباء واكرام الاباء طيب يقال حصل نفع للابناء بهذا الاكرام فاجاب عنها ان هذا النفع تبع وانه نظير ما يتفضل الله تعالى به على بعض خلقه دون سبب منه كالولدان الذين في الجنة والحور العين الذين في الجنة وكذلك وهذا اظهر الخلق