عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قد كان في الامم قبلكم محدثون فان يكن من ما في احد فعمر منهم وروى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال نعم وجهاد الكفار وجهاد الكفار من اعظم الاعمال بل هو افضل ما تطوع به الانسان قال الله تعالى لا كم القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله مجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله على القاعدين اجرا عظيما وقال تعالى اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر فهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين. الذين امنوا هاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم والفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها ابدا ان الله عنده اجر عظيم. وثبت في صحيح مسلم وغيره عن النعمان ابن بشير عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما ابالي الا اعمل عملا بعد الاسلام الا ان اسقي الحاج وقال اخر ما ابالي ان اعمل عملا بعد الاسلام الا ان اعمر المسجد الحرام. وقال علي ابن ابي طالب الجهاد في سبيل الله افضل مما ذكرتما. فقال لا ترفعوا اصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اذا قضيت الصلاة سألته فسأله فانزل الله تعالى هذه عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي الاعمال افضل عند الله عز وجل؟ قال الصلاة على وقتها قلت ثم قال بالوالدين قلت ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه سئل اي الاعمال افضل؟ قال ايمان بالله اهل في سبيله قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور وفي الصحيحين ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اخبرني بعمل يعجز الجهاد في سبيل الله. قال لا تستطيعه او لا تطيقه. قال فاخبرني به. قال قال هل تستطيع اذا خرجت اذا خرج المجاهد ان تصوم ولا تفطر وتقوم ولا وفي السنن عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وصاه لما بعثه اليمن فقال يا معاذ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها خالق الناس بخلق حسن وقال يا معاذ اني لاحبك فلا تدع ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وقال له وهو رديفه. يا معاذ ما حق الله على عباده؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال حقه عليهم ان يعبدوه ولا به شيئا اتدري ما حق العباد على الله اذا فعلوا ذلك قلت الله ورسوله اعلم قال حقهم الا يعذبهم وقال ايضا لمعاذ رأس وعموده الصلاة ودعوة سنامه الجهاد في سبيل الله وقال يا معاذ الا اخبرك بابواب البر؟ الصوم جنة والصدقة الخطيئة كما يطفئ الماء النار وقيام الرجل في جوف الليل ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. ثم قال معاذ الا اخبرك بما هو املك لك من ذلك؟ فقال امسك عليك لسانك هذا فاخذ بلسانه قال يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك فيا معاذ وهل يكب الناس في النهار على مناخرهم الا حصائد السنتهم هذا كله في الحقيقة استطراد من الشيخ رحمه الله في بيان ان ان جهاد الكفار من اعظم الاعمال بل هو افضل ما تطوع به الانسان والجهاد جهاد الكفار نوعان جهاد باللسان وذلك باقامة الحجة عليهم وبيان دين الاسلام. وهذا هو المشار اليه بقول الله تعالى تعالى وجاهدهم به جهادا كبيرا. اي جاهدهم بالقرآن. الظمير يعود الى القرآن وجاهدهم به جهادا كبيرا وصفه بانه جهاد كبير عظيم. لانه لا يقوم به الا اصحاب العزائم القوية ولا يقوم به الا اصحاب الصبر. لطول مدته فهو جهاد مستمر لا ينفعه. ولجميل عاقبته انه الناس على عبادة الله عز وجل والنوع الثاني من الجهاز وهو الذي يتبادر الى اكثر الاذهان عند ذكر لفظ الجهاد وهو جهاد السيف يعني امتثال الكفار وهذا ايضا له من المنزلة والمكانة ما دلت عليه النصوص وهذان النوعان من الجهاد يدخلان في كل النصوص او يدل عليهما على فضلهما كل النصوص الواردة في فضائل الجهاد والملاحظ ان اكثر العبادات ورد بيان فضله والحث عليه و الثناء او على اهله هما الصلاة والجهاد. فهما من اكثر العبادات نصوصا في الكتاب والسنة مدحا وبيانا وحثا وما الى ذلك من المرغبات في الفعل والمحذرات من السلف ولكن ينبغي ان يعلم ان جهاد العلم والبيان اشرف من جهاد السيف والسلال فهو في المنزلة العليا وهو الاصل الذي تحفظ به الشريعة. وليس هذا تحديدا من شأن جهاد السيف لكن في المفاضلة وبيان مراتب الاعمال جهاد البيان ان افضل من جهاد السيف ومما ينبغي ان يعلم ايضا ان الجهاد افضل التطوعات اذا كان في محل اما اذا كان في غير محلك يعني يترتب عليه مفسدة اعظم من المصلحة او يكون في وقت ضعف يجر على المسلمين بلاء فتنة فتركه احسن وبل قد يكون من الممنوعات وقد نهى الله جل وعلا المؤمنين على القتال ولما طلب قوم القتال قبل ان يشرع قال جل وعلا كفوا ايديكم. الم تر يا ايها الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة فنهوا عنه وهذا يدل على انه ليس في كل مكان وليس في كل ظرف وزمان ومحل يكون الجهاد هو افضل ما تطوع به الانسان. ارأيتم الصيام؟ اليس عملا صالح هل وورد فيهما لم يرد في غيره من الاعمال قال الله تعالى الصيام لي وانا اجزي به ما رأيكم لو صام يوم العيد ايكون مأجورا بهذا الاجر او او اثما؟ اثما لانه لم لم يراعي الشر في هذه العبادة مع عظيم قدرها عند الله جل وعلا وعظيم اجر المرتب عليها لكنه لا يحصل ذلك فكذلك الجهاد اذا كان في غير محل واذا كان سببا لشر اعظم فانه لا يحصل به لا تحصل به هذه الفضائل وهذا يتطلب من الانسان نظرا عميقا في محال الجهاد واوقاته والا تأخذه العوافي لان المسألة دين والانسان يتعبد الله بالفعل كما يتعبد له بالسر. او يتعبد لله بالترك كما يتعبد له بالفعل وهذا كله استطراد من الشيخ رحمه الله والا فالاصل هو الكلام على معنى الفقر وانه لم يرد الشرع ما يمدح الانسان بسبب فقره ما يمدح فيه الانسان بسبب فقره. نعم وايضا سيستطرد الان استطراد على استطراد على قول آآ النبي صلى الله عليه وسلم امسك عليك لسانك هذا يقول رحمه الله تفسير هذا. اي تفسير امساك اللسان وتفسير هذا ما ثبت الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا كون يصمت فالتكلم بالخير خير من السكوت عنه والصمت عن الشر خير من التكلم به فاما صمت الدائم فبدعة منهي عنها. وكذلك الامتناع عن اكل الخبز واللحم وشرب الماء. فذلك من البدع المذمومة ايضا. رجع الشيخ رحمه الله الى السلام على بعض الاوصاف. التي يجعلها بعض المبتدعة علامة على الولاية. من ذلك الصمت لو لم ابعث فيكم لبعث فيكم عمر. وفي حديث اخر ان الله ضرب الحق على لسانه عمر وقلبه وفيه لو كان نبي بعدي لكان عمر وكان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فهو رحمه الله بين الصمت الممدوح في الكتاب والسنة وهو الصمت عن المحرم. وعن ما لا فائدة فيه اما الصمت على الخير فهو شر. ولذلك قال رحمه الله فالتكلم بالخير خير من السكوت عنه. والخيرية هنا قد خيرية وجوب وقد تكون خيرية ندب. بمعنى انه قد يكون التكلف واجبا وقد يكون التكلم مستحبا صمت عن الشر خير من التكلم به وهذا على وجه الوجوب فاما الصمت الدائم يعني الامتناع عن الكلام على وجه الدوام فبدعة منهي عنها فمن تعبد لله بالصمت فانه خاص ومبتدع. لان الله سبحانه وتعالى لم يثني على الصمت ولم يأمر به على وجه الاطلاق. انما امر بالصمت في مقابل ايش؟ التكلم فيما لا ينفع او التكلم بالمحرم كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قائما في الشمس فقال ما هذا؟ فقالوا ابو اسرائيل نذر ان يقوم في الشمس ولا يستظل فلا يتكلم ويصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليجلس وليستظل تكلم وليتم صومه. وثبت في الصحيحين عن انس ان ان رجالا سألوا ان رجالا عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنهم تقالوها. فقالوا واينا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال احدهم اما انا اما انا فاصوم اما انا فاقوم ولا انام وقال الاخر اما انا فلا اكل اللحم وقال الاخر اما انا فلا اتزوج النساء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال رجال يقول احدهم كذا وكذا ولكني اصوم وافطر واقوم نعم واكل الاكل اللحم واكل اللحم واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي مني ايس لك غيرها ضانا ان غيرها خير منها. فمن كان كذلك فهو بريء من الله ورسوله. قال تعالى ومن يرغب عن ملته ابراهيم الا من سفه نفسه. بل يجب على كل مسلم ان يعتقد ان خير الكلام كلام الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه عليه وسلم كما ثبت عنه في الصحيح انه كان يخطب بذلك كل يوم جمعة المهم ان هذا الفصل بين فيه الشيخ رحمه الله ان اولياء الله عز وجل لا يختصون بلباس ولا بهيئة ولا يمتنعون عن ما عن مباح بل هم على الكتاب والسنة بل يجوز ان يخفى عليه بعض علم الشريعة. ويجوز ان يشتبه عليه بعض امور الدين حتى يحسب بعض الامور مما امر الله به مما نهى الله عنه. ويجوز ان يظن في بعض الخوارق من كرامات اولياء الله تعالى وتكون من الشيطان لبثها عليه لنقص درجته ولا انها من الشيطان وان لم يخرج بذلك ان ولاية الله تعالى. فان الله سبحانه الا تجاوزني هذه الامة عن الخطأ والنسيان وما عليه؟ فقال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كتبت وعليها ما اكتسبت ففينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اكرام كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا معنا طاقة لنا به. واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا فعلى قوم كافرين. وقد ثبت في الصحيح ان الله سبحانه استجاب هذا الدعاء وقال. المقصود من هذا الفصل هو الاستمرار في ابطال ما يدعيه المبتدعة المنحرفون عن طريق اهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالولاية ووصف الاولياء. ففي هذا الفصل يبين الشيخ رحمه الله انه ليس من شرط الولي ثبوت العفة والعصمة هي الامتناع عن الوقوع في الخطأ قولا وعقدا وعملا. فان العصمة عند اهل السنة والجماعة ليست ثابتة الا للانبياء والرسل. واما من عاداهم فهم عرظة للخطأ في اقوالهم والخطأ في اعمالهم والخطأ في عقدهم. وهذا الخطأ اذا كان لا اذا كان ناشئا عن جهاز فانه لا يؤاخذ به صاحبه سواء كان في اعتقاد او في عمل او في قول ورأي. وهذا ما قرره الشيخ رحمه الله في مواضع كثيرة من من كلامه ولكن ليعلم ان الخطأ الذي يقع من اولياء الله عز وجل قد يكون ناشئ عنه خفى بعض علم الشريعة كما قال بل يجوز ان يخفى عليه بعض علم الشريعة وقد يكون ناشئا عن اشتباه واختلاط والتباس فيشتبه عليه الحق بالباطل في مسألة معينة وذلك في قوله ويجوز ان يشتبه عليه بعض امور الدين حتى بعض الامور مما امر الله به مما نهى الله عنه. واسباب الوقوع في الخطأ كثيرة ومن اجمع ما كتب في ذلك او جمع ذلك في كتاب رفع المنام عن الائمة الاعلام لشيخ الاسلام رحمه الله فانه ذكر الاسباب التي توجب وقوع الخطأ في اقوال اهل العلم وهي ايضا توجب الخطأ في تهنئة اولياء الله عز وجل ثم بين رحمه الله ان ان وقوع الخطأ لا يخرج عن الولاية ولذلك قال وان لم يقصد بذلك بخطأه عن ولاية الله تعالى. واستدل لهذا بقوله فان الله سبحانه وتعالى تجاوز لهذه الامة عن الخطأ والنسيان وما استكهوا عليه والتجاوز يقتضي عدم المؤاخذة وعدم المؤاخذة من لوازمه الا تنقص الدرجة والا تنزل المرتبة. واستدل بذلك بالاية بالايتين في اخر سورة البقرة والشاهد فيها قوله تعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا وثبتت الصحيح انه قال قد فعلت وهذا من كرمه وجوده على عباده المؤمنين. نعم. ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما نزلت هذه الاية ان تبدوا ما في انفسكم ان تفكوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير. قال دخل قلوبهم منها شيء لم يدخلها قبل ذلك لم يدخلها قبل ذلك شيء اشد منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا اطعنا وسلمنا قال فالقى الله الايمان في قلوبهم فانزل الله تعالى لا يكلف الله الا وسعها الى قوي او اخطأنا قال الله قد فعلوا ربنا ولا تحمل علينا الى اخوانك كما حملته على الذين من قبلنا قال قد فعلت ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. قال قد فعلت وقد قال تعالى وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي هريرة وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وانه قال اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. وان اخطأ فله اجر. فلم المجتهد المخطئ بل جعل له اجرا على اجتهاده وجعل خطأه مغفورا له. ولكن المجتهد اذا مصيبة له اجران فهو افضل منه. ولهذا لما كان ولي الله يجوز ان يغلق. لم يجب على الناس الايمان بجميع ما يقوله من هو ولي لله الا ان يكون نبيا. بل ولا يجوز لولي لله ان يعتمد على ما يلقى اليه في قلبه الا ان يكون موافقا للشرع. وعلى ما يقع له من ما يراه منها من ومحادثة وخطابا من الحق بل يجب عليه ان يعرض ذلك جميعه على ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فان وافقه مقابله وان خالفه لم يقبل وان لم يعلم موافق هو ام مخالف توقف فيه والناس في هذا الباب ثلاثة اطناف طرفان ووسط فمنهم من اذا اعتقد في شخص انه ولي لله وافقه في كل ما يظن انه حدثه به قلبه عن ربه وسلم اليه جميع ما يفعلون ومنهم من اذا رأى وهذا كثير في الصوفية. لان الصوفية يعتقدون ان الولي يستقل بمعرفة الامور من غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم فعندهم ان الولي معصوم بل عندهم ان الولاية درجات من درجات الولاية او اعلى درجات الولاية تفوق درجة النبوة واذا كان كذلك فهو ليس بحاجة الى مراجعة النصوص ولا الاخذ عنها انما يأخذ مباشرة من قلبه عن ربه وهذا في غاية الغلو والانحراف وفتح باب التلاعب بالدين نعم. ومنهم من اذا رآه فقال او فعل ما ليس بموافق للشرع اخرجه عن ولاية الله بالكلية كان مجتهدا مخطئا وهذا كثير. لا سيما في في هذه الايام التي تكثر فيها الفتن وتضطرب فيها الاهوى ويعجب كل انسان برأيه اذا ذل العالم او تصور الانسان ان العالم قد زل في مسألة من المسائل خلا عليه الالقاب الشر والسوء ما لا يجوز ان يوصف به عوام المسلمين فضلا عن علمائهم فيجب على المؤمن ان يتقي هاتين الضلالة وان يتقي الله عز وجل فيما يقول وفيما يأتي ويذهب. فان من الناس من يطلق لسانه العنان فلا يطلب الله عز وجل فيما يقوله فاذا رأى شخصا اخطأ اخرجه من زمرة العلماء. لكونه اخطأ في اجتهاد او في رأي. فيما يحسبه وقد يكون العالم مصيب في هذا وفي هذا القول وهؤلاء بزعزلك الطائفة التي تجعل كل ما يصدر عن الولي حقا يجب اتباعه. نعم وخيار الامور انساقها وهو ان لا يجعلنا وهو الا يجعل معصوما ولا مأتوما ولا مأتوما اذا كان مجتهدا مخطئا فلا يتبع في كل ما يقوله ولا يحكم عليه بالكفر والفسق مع اجتهاده والواجب على الناس اتباع ما بعث الله به رسوله. واما اذا خالف قول بعض الفقهاء ووافق قول اخر لم يكن لاحد ان يلزمه بقول مخالف ويقول هذا خالف الشرع وقد ثبت في الصحيحين ويقول ما كنا نبعد ان السكينة تنطق على لسان عمر ثبت هذا عنه من رواية الشعبين وقال ابن عمر ما كان عمره كذا الا كان كما يقول وعن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب قال كنا نتحدث ان عمر ينطق على لسانه ملامحه وكان عمر يقول اقتربوا من افواه مطيعين واسمعوا منهم ما يقولون فانه تتجلى لهم امور صادقة وهذه الامور الصادقة التي اخبر الله بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه انها تتجلى هي الامور التي يكشفها الله عز وجل لهم. فقد ثبت ان اليوم وافضل هؤلاء في هذه الامة بعد ابي بكر عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنهما فان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر. هذا الكلام الذي ساقه الشيخ رحمه الله جاء من قوله وقد ثبت في الصحيحين انه قال قد كانت الامم قبلكم محدثون الى اخره هو دليل اخر لما عنه الشيخ رحمه الله في هذه القصة وهو في البحث في هذا الفصل في اي شيء عند الله ان الولاية لا يلزم منها العصمة للخطأ فهذا عمر رظي الله عنه وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بانه محدث كما في الاحاديث وجاء في فظله وانه يوفق الى الصواب ما سمعتموه. ومع ذلك كان له رضي الله عنه اخطأ وخالف الحق في بعض حوادث وسيأتي شواهد نهاية فاذا كان كذلك فغير عمر لم لم يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الفضيلة ولا ندري هل تثبت بغير عمر او لا؟ بل ان شيخ الاسلام رحمه الله في مواضع اخرى من كلامه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم ان فيه هذه الامة محدثين بل قال ان يكن في هذه الامة محدثون فعمر فلم يجزم وان كان في كلامه في هذا الموضع جزم ان عمر محدث رضي الله عنه. والشاهد انه مع كون عمر رضي الله عنه محدثا لم يسلمه ذلك او لم يعصمه ذلك من ان يخطئ في بعض اجتهاداته رضي الله عنه. ولم يمنعه ايضا من مراجعة ومشاورة الناس. فانه لم يعتز بنفسه ورأيه بل كان يجمع الصحابة واهل الشورى في مسائل قد يرى بعض الناس انها ليست الى ان يستشار فيها وان يرجع فيها الى اهل الرأي والمشورة وقد ثبت في الصحيح تعيين عمر بانه محدث في هذه الامة. فاي محدث ومخاطب فرض في امة محمد صلى الله عليه وسلم فعمر افضل منه. ومعها اذى فكان عمر رضي الله عنه قالوا ما هو الواجب عليه؟ في عرض ما يقع له على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فتارة يوافقه فيكون ذلك من فضائل عمر. كما نزل القرآن بموافقته غير مرة وتارة يخالفه فيرجع عمر عن ذلك. كما رجع يوم الحديبية لما كان قد رأى محاربة مشركين فهذا صلة ما تقدم في اول الفصل من بيان ان الولي ليس من شرطه العثمان وان الولي قد يخطئ وان الواجب على الولي اذا عرض له ما ليس متلقب من الشرع كان يعرض له فهم في كتاب الله او فهم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم او وفهم عام فانه يجب عليه ان يعرظ ذلك على الوحيين. فان وافق فذلك من الخير ومن الفظائل وان خالف فالواجب عليه ترك ذلك ومراجعة الكتاب والسنة. وهذا ما كان من عمر رضي الله عنه وهو خلاف وهو مخالف لما عليه الصوفية مما سبق ذكر بعضه وهو انهم يعتمدون على ما يكون في قلوبهم وما يلقى اليهم من الوساوس ويقولون نأخذ من قلوبنا او عن قلوبنا عن ربنا ولا يبالون بموافقة الشريعة ومخالفتها وهذا هو الدليل الثاني. الدليل الاول على وجوب مراجعة الشريعة. وان ليس من شرط الوليد. العصمة قوله على انا رسول ما انزل اليه من ربه والشاهد فيها قوله تعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا ولا وهذا هو الدليل الثالث نعم يقول رحمه الله والحديث معروف سنة ست من الهجرة ومعه المسلمون نحو الف واربعمائة وهم الذين بايعوه تحت الشجرة فلقد صالح المشركين بعد مراجعة جرت بينه وبينهم على ان يرجع في ذلك العام ويعتمر ومن العام القابل عفا الله عنه وشرط لهم شروطا فيها نوع غضاضة على المسلمين في الظاهر ذلك على كثير من المسلمين. وكان الله ورسوله اعلم واحكم بما في ذلك من المصلحة وكان عمر في من كره ذلك حتى قال للنبي صلى الله عليه وسلم اثنى على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى قال افليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلى ما نعطي الجنة في ديننا. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم اني رسول الله وهو ناقلي ثم قال افلم تكن تحدثنا انا البيت ونتطوف به؟ قال بلى قال اكنت لك انك تأتيه العام؟ قال لا. قال انك هو مطوف به فذهب عمر الى ابي بكر رضي الله عنهما فقال له مثل ما قال للنبي صلى الله عليه وسلم ورد عليه ابو بكر مثل جواب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن ابو بكر يسمع جواب النبي صلى الله عليه وسلم فكان ابو بكر رضي الله عنه اكمل موافقة لله وللنبي صلى الله عليه وسلم من عمر. وعمر رضي الله عنه رجع عن ذلك وقال فعملت لذلك اعمالا هذا شاهد من الشواهد لقوله رحمه الله وتارة يخالفه فيرجوا عمر عن ذلك عن عمر محدث اليس كذلك وله حالات الحالة الاولى ان يعرض له شيء يرجع الى النص فيكون موافقا. وهذا من فضائله الثاني ان يعرض له ما يخالف الكتاب والسنة عمر رضي الله عنه كان من هديه ان يترك رأيه ويرجع عن ذلك الى ما دل عليه الكتاب والسنة ذكره الف رحمه الله شاهدا من شواهد مخالفته في رأيه للكتاب والسنة ثم مراجعته رضي الله طبعا للكتاب والسنة وهو ما جرى منه في قصة قلح الحديبية والحزب ان الانسان اذا نظر الى هذه المعارضة الشديدة الغليظة يعني علم شدة الامر وشدة وقف ووقعه على الصحابة رضي الله عنهم لانهم خرجوا معظمين البيت واقبلوا يريدون العمرة لا يريدون القتال. ثم كان ما كان مما جرى في ذلك الصلح من الرجوع وعدم اخذ العمرة. فشق ذلك على الصحابة رضي الله عنهم. ومنهم عمر. حتى انه راجع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه المراجعة فقال السنا على الحق وعدونا على الباطل؟ فعلى ما نعطي الدنية في ديننا؟ افلم تكن تحدثنا انا نأتي البيت ونطوف به وهذه اسئلة شديدة ومع ذلك اتسع لها صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم شفقته ورحمته هذه رضي الله عنهم ولعلمه بشدة ما وقع عليه. لكنه صلى الله عليه وسلم اجاب عن هذه الشبه جميعا بما يقطعه. ثم عمر رضي الله عنه راجع ابا بكر ليسمع منه فوافق جواب ابي بكر جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطابقه مطابقة تامة ولم يكن يسمعها لم يكن حاضرا جوابا وهذا مما يعد من فضائل ابي بكر رضي الله عنه. ومن كمال تصديقه وهذه هي ثمرة التصديق موافقة في دقيق الامر والجريمة. رضي الله عن الجميع. ولشدة الامر وعظمه قال عمر رضي الله عنه فعملت لذلك اعمالا اي ارجو ان يعفو الله عز وجل بها ما جرى مني من المخالفة وهكذا ينبغي للمؤمن اذا جرى منه مخالفة او معارضة في رأي او قول او عمل للكتاب والسنة الواجب عليه ان يحرص على جذب ذلك وهدمه بالصالحات والحسنات. فان الحسنات يذهبن السيئات كما قال الله جل فليعمل لذلك اعمالا يكفر بها عن خطاياه ويخفف بها من سيئاته نعم وكذلك لما مات النبي صلى الله عليه وسلم انكر عمر موته اولا فلما قال ابو بكر انه مات رجع عمر عن ذلك. وكذلك في قتال مانع الزكاة. قال عمر لابي بكر كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها فقال له ابو بكر رضي الله عنه الم يقل الا بحقها فان الزكاة من والله لو منعوني علاقة كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منعها قال عمر فوالله ما هو الا ان رأيت الله قد شرح صدر ابي بكر للقتال افعلمت انه الحق ولهذا انا ظاهر تبين تقدم ابي بكر على عمر مع ان عمر رضي الله عنه محدث فان ثبت الصديق فوق مرتبة لان الصديق يتلقى عن الرسول المعصوم والمحدث يأخذ على عن قلبه اشياء وقلبه ليس بمعصوم فيحتاج ان يعرضه على ما جاء به النبي المعصوم ولهذا كان عمر رضي الله عنه يشاور الصحابة رضي الله عنهم هذا هذا تعليل لاي شيء وهو لهذا كان عمر. نعم. تعليم لعدم عصمة الولي. ولا يعني ان وليس تعليلا لقوله فان مرتبة الصديق فوق ما ثبت المحدث. فان ابا بكر رضي الله عنه كان ايضا يشاور اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. في بعض ما يعرف له وانما التعليل لما تقدم في اول الفصل نعم ولهذا كان عمر رضي الله عنه يشاور الصحابة رضي الله عنهم ويناظرهم ويرجع اليهم في بعض الامور وينازعونه في اشياء فيحتج عليهم ويحتجون عليه بامتتاب والسنة ويقرهم على ولا يقول لهم انا محدث ملهم مخاطب. فينبغي لكم ان تقبلوا مني ولا تعارضوني كما يقول ادعياء الصوفية الذين تضيق صدورهم بمخالفة مريديهم. ويريدون الناس كما قال قائلهم كالميت في يد الغاسل. يفعل به ما يشاء. لا يعالجه لا في قول ولا في فعل ولا في رأي. وهذا فلا شك انه مخالف لما كان عليه سلف هذه الامة. من ترك الباطل مهما كان مصدره وكائن من كان قائله بل الواجب مراجعة الكتاب والسنة نعم فاي احد ادعى او ادعى له اصحابه انه ولي لله وانه مخاطب يجب على اتباعه ان منه كل ما يقوله ولا يعارضوه ويسلموا له حاله. من غير اعتبار بالكتاب والسنة فهو وهو المخطئون. ومثل هذا من اضل الناس. فعمر بن الخطاب رضي الله عنه افضل منه وهو امير المؤمنين وكان المسلمون ينازعونه فيما يقوله وهو وهم على الكتاب والسنة وقد اتفق سلف الامة وائمتها وائمتها على ان كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا قول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من الفروق بين الانبياء وغيرهم فان الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه يجب لهم الايمان بجميع ما يخبرون به عن الله عز وجل وتجب فيما يأمرون به بخلاف الاولياء فانهم لا تجب طاعتهم في كل ما يأمرون به الايمان بجميع ما يخبرون به بل يعرض امرهم وخبرهم على الكتاب والسنة. فما وافق والسنة وجب قبوله وما خالف الكتاب والسنة كان مردودا وان كان صاحبه من اولياء الله وكان مجتهدا معذورا فيما قاله له اجر على اجتهاده ولكنه اذا خالف الكتاب والسنة كان مخطئا. وكان من الخطأ المغفور اذا كان صاحبه قد اتقى الله استطاع فان الله تعالى يقول فاتقوا الله ما استطعتم. ولا فرق في هذا بين ان يكون الخطأ في الاقوال او في العقائد او الاعمال. فان الانسان اذا بذل وسعه واتقى الله جل وعلا طاقة طلبا للحق ولم يصب فان الله سبحانه وتعالى لا يواصله اذا كان من اهل من اهل الاسلام لقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم يعني طاقتكم وجهدكم وهذا قد نزل جهده وطاقته لاصابة الحق ولم يصر. وبعض العلماء يقول هذا فقط في مسائل الفرعية. اما مسائل الاصول فان المخطئ فيها لا يعذر ولكن هذا التفريط لا دليل عليه بل النصوص دلت على ان العذر في الخطأ لمن اجتهد ولم يصب لا فرق فيه بين اصول الدين وفروعه. وقد هذا شيخ الاسلام رحمه الله في مواضع كثيرة من كلامه لكن الشأن كل الشأن في تحقيق الاستطاعة وفي تحقيق الاجتهاد. لان من الناس من يقصر في الاجتهاد ويقول انا معذور. لا لابد ان تتقي الله عز وجل حق تقاته. وان تبذل وسعك في تحصيل الحق نعم فان الله تعالى يقول فاتقوا الله ما استطعتم وهذا تفسير قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. قال ابن مسعود وغيره حق تقاته ان يطاع فلا يعصى وان افلا ينسى وان يشترى فلا يكفر اي بحسب استطاعتكم. فان الله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها كما قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسب وقال تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات لا يكلف نفسا الا وسعها اولئك اصحاب هم فيها خالدون. وقال تعالى وان كنت الى والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها وقد ذكر هذا الكلام للشيخ رحمه الله الظاهر انه استطراد وهو رد على من قال ان قوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. ناسخ لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته فان للعلماء من قال ان قوله تعالى يا ايها الذين امنوا فاتقوا الله حق تقاته منسوخة بقوله فاتقوا الله ما استطعتم لان حق قاتل لا يقدره الانسان لا يقدره ولا يقدره ولا يقدر عليه. لا يقدرها انه لا يبلغ. ولا يقدر عليه فلا يتحصل له والصحيح ما اشار اليه الشيخ رحمه الله من ان الاية ليست نافخة. انما هي مبينة وموظحة ومن قال من السلف بانها ناسخة فهو ليس على اصطلاح المتأخرين يعني ليس مقصوده النسخ في اصطلاح المتأخرين وهو رفع علم. لكن ما الذي يجب على الافراد من هذا الواجب العام يجب على الناس كل على قدر استطاعته وطاقته. فليست ناسخا هذه الاية قلت بل هي موضحة مبينة واستدل الشيخ رحمه الله بعدم النفخ بان جميع اوامر الشريعة معلقة بايش يا اخواني؟ بالاستطاعة جميع اوامر الشريعة على اختلاف وتنوعها معلقة بالاستطاعة. والادلة على ذلك كثيرة ذكر منها لا يكلف الله نفسا الا وسعها وذكر قوله تعالى انه يكلف نفسا وسعها وقوله لا نكلف نفسا الا وسعها. كل هذه الايات تدل على ان التكليف انما هو على قدر الاستطاعة