الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا قد بدأنا في التعليق على قول المؤلف رحمه الله وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افيح وذكرنا تعريف القدر ومنزلته وادلته ذكرنا ايضا مراتب الايمان به وقلنا ان الايمان بالقدر لا يتحقق الا بالايمان باربع مراتب نعم العلم ايش؟ ايوا العلم بعده العلم اي نعم علم الكتاب الخلق علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه وآآ ذكرنا ايضا فما ادلة هذه المراتب وان عقد اهل السنة والجماعة استقر على الايمان بهذه المراتب بدلالة الكتاب والسنة لا خلاف بينهم في ذلك. والادلة في هذا مستفيضة اول ما حدث من اه الضلال في القدر هو ما كان من معبد الجهني حيث قال ان الامر انف. ولا قدر سنة القدر وقال ان الامر مستأنف اي ان الله تعالى لم يسبق له علم بالحوادث قبل وقوعها ولم يكتب ذلك وهذا يتبعه ايضا انهم قالوا انه لم يشأ ولم يخلق لم يشأ ولم يخلق فنفوا المراتب كلها وهؤلاء ظهروا في اخر زمن الصحابة رضي الله عنهم وقد جاء خبرهم الى جملة من الصحابة جماعة من الصحابة فانكروا ذلك منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنه لانه لما حدث عن هؤلاء الذين يقولون لا قدر وان الامر وان امر انوف قال اخبروهم باني منهم بريء وذلك ان الايمان بالقدر اصل من اصول الدين قال غير ما واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم لو انفق مثل احد جبلا مثل جبل احد ذهبا ولم ولم يؤمن بالقدر لم ينفعه ذلك فالايمان بالقدر اصل من اصول الدين ومنزلته بينة واضحة يكفي في ذلك ما ذكره ابن عباس وجاء عن ابي هريرة مرفوعا القدر نظام التوحيد اي به ينتظم ويستقيم ايمان العبد وتوحيده هؤلاء فرد عليهم سلف الامة وبينوا بطلانهم وكفروا من قال بان الله لم يعلم ما يكون من الحوادث. قبل وقوعها وذلك لتكذيبه ما في القرآن وما في السنة وما اجمع عليه سلف الامة من ان الله تعالى علم كل شيء علم بالحوادث قبل وقوعها سبحانه وبحمده فمن انكر ذلك فقد كفر. ولذلك جاء عن الامام الشافعي وغيره من الائمة مناظرة هؤلاء للعلم. قال ناظروهم بالعلم. فان كذبوه كفروا. يعني من كذب علم الله السابق للحوادث فانه كافر لانه مكذب ما توافرت النصوص وتظاهرت الادلة كان علما ظروريا عند عموم الامة ان الله تعالى عالم بالاشياء قبل حدوثها فلما تبين لهؤلاء شناعة قولهم وقبح وقبح ما صاروا اليه من قول تركوا مسألة العلم فقالوا ان الله تعالى علم الاشياء وكتبها لكنه لم يشأها ولم يقدرها وهؤلاء هم الذين عرفوا بالقدرية الذين يقولون ان افعال العباد ليست خلقا لله تعالى ولا يشاؤها وانظر الى تناقضهم فانهم استدلوا على ان القرآن مخلوق بقوله تعالى الله خالق كل شيء ثم في مسألة القدر اخرجوا افعال العباد من هذا العموم في قوله تعالى الله خالق كل شيء وهذا يدل على ما في قلوبهم من زيغ وما فيه من ظلال حيث ادخلوا ما ليس داخلا واخرجوا ما هو داخل في اية وقد رد عليهم عليهم الائمة وفندوا قولهم وبينوا بطلان عقدهم ومخالفة ذلك للكتاب بيانا واضحا جليا وقابل هؤلاء الجبرية فهؤلاء ايضا من الفرق التي ظلت في القدر حيث غدوا في اثبات بمشيئة الله تعالى وخلقه فالغوا مشيئة الانسان وخلقه ومشيئة الانسان وفعله فقالوا انه لا مشيئة له بل هو كالريشة في مهب الريح وهذا يكذبه النصوص ويكذبه الواقع. فان افعال الناس تنقسم الى قسمين. افعال لهم فيها اختيار ولهم فيها ارادة وافعال لا اختيار لهم ولا ارادة فحركة قلوبهم نبض قلوبهم ليس بارادتهم ما احد يتحكم في هذا ولو اوكل هذا للانسان لما عاش. وهذا من رحمة الله بعباده لكن حركة يد الانسان قيامه وقعوده وكلامه هذا كله باختيال فلا يسوى رعشة المريض الذي لا يستطيع ايقاف حركة يده وبين حركة الصحيح الذي يحرك يده كيفما شاء هؤلاء لا يفرقون بين هذا وذاك. الجبرية لا يفرقون بين رعشة المريض وبين حركة الصحيح فعندهم هذا وذاك كله سواء وهذا مما ترده العقول وتأباه الفطر السليمة المستقيمة كما انه تكذبه النصوص لكن مع اثبات ذلك يعتقد اهل السنة والجماعة مع اثبات الخلق والمشيئة يعتقد اهل السنة والجماعة ان للعباد ماشي لان العبادة مشيئة ولهم فعلا ينسب اليهم عليه يجري الجزاء والثواب وهو محل الوعد والوعيد لكن هذا الاختيار لا يلزم منه ان يكون خارجا عن ارادة الله تعالى وتقديره ومشيئته بل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله فاثبت للعباد مشيئة ثم اخبر جل وعلا بان مشيئتهم لا تخرج عن مشيئته وهذا مما ينبغي ان يعلم انه من اسرار الخلق فان الله تعالى ليس كمثله شيء. اضاف للعباد مشيئة بها يختارون. وقوة بها يفعلون. لكنهم لا يقولون المشيئة سبحانه وبحمده وحتى يستقيم ايمان العبد فيما يتعلق بهذا الاصل وهو ما وهو ما يتصل بالقدر يجب عليه ان يعتقد ما ذكره اهل العلم من ان القدر سر الله في خلقه ولهذا كانت كلمة الامام الطحاوي رحمه الله في عقيدته بل ثمن شافيا لكل من في قلبه ريب او شك في مسألة القدر فكان من جملة ما قال رحمه الله واصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل فهو سر والسر لا يمكن ان يبشر لكن يجب ان توقن بان الله حكم العدل سبحانه وبحمده وينبغي للمؤمن ان يكف النظر عن التعمق في هذا الامر وان يسلم لله تعالى ما دلت عليه النصوص وان يعلم ان ربه حكيم خبير وهو على كل شيء قدير وذلك ان التعمق يفضي الى الارتياب والشك. ولهذا كان من كلام الطحاوي رحمه الله والتعمق والنظر لذلك ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان ثم قال رحمه الله بل حذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة وهذا فيه التحذير من الخوظ في هذا الامر فان الله طوى علم القدر عن انامه ونهاهم عن مراره اي ونهاهم عن طلبه كما قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فيجب على المؤمن ان يسلم لله تعالى هذا الامر والا يلج في القدر برأيه وعقله. بل يجب ان يسلم ما دلت عليه النصوص من ان الله علم بالاشياء قبل وقوعها وانه كتبها جل وعلا ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير الله يقول جل وعلا ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك وهيسير. واذا قال لم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض التي في سورة الحج ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير فاخبر جل وعلا عن علمه وعن كتابته واخبر ان ذلك عليه يسير ثم المؤمن يمتلئ قلبه طمأنينة وانشراحا ويقينا في اخبار النصوص. وما جاءت في به الايات والاحاديث واذا امتلأ قلبه اندفع عنه الريب والشك وقد جاء رجل الى جملة من الصحابة رضي الله عنهم يسألهم عن القدر فردوه الى ما علموا من نبيهم صلى الله عليه وسلم من تفويض الامر لله واعتقاد كمال العدل فيه جل وعلا فجاء في السنن عند وعند احمد في مسند من حديث عبد الله بن فيروز الديلمي انه جاء الى جملة زيد ابن ثابت وعبدالله ابن وحذيفة ابن اليمان وابي بن كعب يسألهم عن القدر ويقول حدثوني بشيء حدثوني بشيء ينفعني الله به فان في نفسي شيئا من القدر فقالوا اعلم ان الله تعالى لو عذب اهل السماوات وارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولكن عافيته اوسع لهم واعلم انك آآ لو انفقت مثل احد ذهبا ثم لم ثم لم تؤمن بالقدر لم ينفعك ذلك. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطأك. ليخطأك هكذا تواطأت كلماتهم فيما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم. في تقرير هذا الامر وهو ان طمأنينة القلب فيما يتعلق بالقدر ان يعلم ان الله تعالى ليس بظلام للعبيد. وما ربك بظلام للعبيد. ان الله لا يظلم الناس شيئا فاذا ايقن العبد واستقر قلبه على هذا العاقل انتفى عنه كل ريب فيما يتعلق بالقدر وهذه مسألة جليلة كبيرة مهمة ينبغي للمؤمن ان يعتني بها من حيث تقرير ما جاءت في النصوص لا ان يتعمق وآآ ينظر ويفكر ويوسوس فيما يتعلق بالقدر لكن فيما يتعلق الايمان بما جاءت به النصوص من علم الله وكتابته وخلقه ومشيئته وخلقه سبحانه وبحمده بعد هذا آآ ذكر المؤلف رحمه الله جملة من المسائل المتصلة بالايمان باليوم الاخر فقال رحمه الله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الحافظ ابو بكر عبدالله بن الامام ابي داود سليمان السجستاني رحمه الله تعالى في منظومته الحائية ولا تنكرن جهل النكيرا ومنكرا ولا الحوض والميزان انك تنصح يقول رحمه الله ولا تنكرا جهلا نكيرا ومنكرا ولا الحوض والميزان انك تنصح هذا البيت آآ بدأ فيه المؤلف رحمه الله بذكر ما يتصل بمسائل الايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر اصل من اصول الايمان التي دعت اليها الرسل قال الله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فتواطأت كلمة الرسل على دعوة الناس الى الايمان بهذا الاصل باليوم الاخر جاء في هذا الدين الحنيف من بيان ما يتعلق بهذا الايمان تفصيلا وبسطا وايظاحا وشرحا ما لم يأتي في شرائع واخبار الانبياء من قبل الانبياء كلهم دعوا الخلق الى الايمان بالرسل الى الايمان باليوم الاخر. لكن الذي تميزت به هذه الشريعة وهذا الدين هو التفصيل والبسط والبيان والايضاح الذي لم يأتي مثله ونظيره في سائر الشرائع. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا واكمال الدين هنا اكماله في الاحكام وفي الاخبار التي تصلح بها شؤون العباد فالدين اخبار واحكام. وقد كمل الله تعالى فكان الخبر عن اليوم الاخر في هذا الدين وفي هذا وفي هذه الملة اعظم اعظم منه في شرائع واخبار الانبياء من قبل. واليوم الاخر هو الايمان الايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت هذا هو الايمان المجمل الذي يجب ان يقر في قلب كل مؤمن الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فان اليوم الاخر يبتدأ بموت الانسان فما يكون في القبر وما يكون في البرزخ كله مما يتصل باليوم الاخر ولذلك يذكر اهل العلم ما يتعلق بالقبر وما يجب اعتقاده مما يكون فيه في سياق ذكرهم لاصل الايمان باليوم الاخر بهذا نعلم ان الايمان باليوم الاخر يتضمن الايمان بكل ما جاء به الخبر مما يكون في القبور وبكل ما جاء به الخبر مما يكون يوم يقوم الناس لرب العالمين. وبكل ما جاء به الخبر مما يتعلق بالجنة والنار. فكل هذا قداحه واكوابه واوعيته التي يشرب منه بها وكيزانه عدد نجوم السماء من شرب منه لا يظمأ بعده ابدا. اسأل الله ان نكون ممن يرد هذا الحوض ويشرب. هذا فضل عظيم فيتصل بالايمان باليوم الاخر المؤلف رحمه الله ذكر جملة من المسائل المتصلة بهذا الاصل من اصول الايمان الذي لا يستقيم ايمان احد الا به وهو الايمان باليوم الاخر قال ولا تنكرا جهلا نكيرا ومنكرا ومنكرا. لا تنكرا فنهى عن الانكار والانكار هو الجحود هكذا عرفه جماعة من اهل العلم ولعل الجحود ابلغ صور الانكار وان كان الانكار يصدق على ما دون الجحود. فالتكبيب انكار والرد انكار والتحريف انكار. لكن ابلغ ما يكون من صور الانكار الجحود وهو اعلاها ولذلك عرف به جماعة من اهل العلم. وان كان الانكار يصدق على ما دون ذلك وقول لا تنكرا يشمل التكذيب ويشمل التحريف المزمور التحريف والتأويل المذموم فان التحريف والتأويل المذموم داخل في الانكار لان حقيقة التحريف والتأويل المذموم هو تكذيب ما جاءت به النصوص لكنه تكذيب بمراوغة تكذيب بالتفاف بخلاف الجحود تكذيب بصراحة ومواجهة ولهذا عد التحريف جناية على النص. كما مر معنا في مسلك او بيان مسالك المكذبين للنصوص. فيما يتعلق بالاسماء والصفات وفيما يتعلق بما جاء به الخبر عن الله. في ابن القيم رحمه الله حيث قال فالجحد والتأويل والتحريف حظ النص فالجحد والتأويل والاعراض حظ النص الجاني فجعل كل هذا من الجناية على النصوص. فالجحد والتأويل والاعراض والتجهيل حظ النصر عند الجالي اي نصيبه آآ قوله رحمه الله ولكن كيرا يشمل كل هذه الطرق. يشمل الجحود ويشمل التأويل ويشمل الاعراض ويشمل التسجيل ما يتعلق باليوم الاخر لن يدخل فيه من بلي بالتأويل في الاسماء والصفات كما دخل في الاسماء والصفات اي سلم المؤولون في الاسماء والصفات فيما يتعلق بالعلم بالله تعالى من التأويل والتحريم فيما يتعلق في اليوم الاخر بل اقروا به على ما جاء به الخطأ. لكن فئة من المنحرفين دخلوا فيه بالتأويل فقالوا ان ما اخبرت به الانبياء مما يكون في اليوم الاخر ليس بحقيقة وانما هو تخييم انما هو تخيير اي ان اي ان الانبياء خيلوا للناس حوضا وميزانا وصراطا وجنة ونارا والا فلا حقيقة لهذا وهؤلاء هم الفلاسفة الذين اتهموا الرسل بالكذب ولطفوا العبارة فقالوا انهم خيلوا ومعنى التخيير هو الخبر عما لا واقع له يعني انه كذب ولقد اجمعت الامة على اختلاف طرائقها وتنوع فئاتها ومذاهبها على كفر من قال هذا القوم لان مقتضاه هدم الشريعة وتكذيب الرسل جميعا لا رسولا واحدا. لان الرسل جميعا دعوا الى الايمان باليوم الاخر فالمؤلف يحذر من هذا المسلك في افراد مسائل لكن هذا التحذير ليس فقط في الافراد بل هو في الافراد وفي الكل لان التكبير في الافراد يفظي بالانسان الى ان يكذب بالمجموع فالضلال والانحراف لا يبتدئ كبيرا بل يبدأ صغيرا ثم يكبر فاي شيء في الدنيا يولد صغيرا ثم يكفر فقوله رحمه الله ولا تنكرا انكار ما جاءت به النصوص مما ذكر. وقوله جهلا كيف تكون جاهلا حال كونك جاهلا جاهلا هنا حال وهل هذا معناه انه اذا انكرت عن علم مع انه يمكن ان يكون انكار بعلم في هذا المقام؟ الجواب لا هذا القيد قيد كاشف يسميه العلماء والاوصاف تنقسم الى قسمين اوصاف كاشفة واوصاف مقيدة الاوصاف الكاشفة هي التي تبين حقيقة الواقع ولا تفيد ولا تفيد حصرا فليس لها مفهوم مثال ذلك قول الله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به قوله لا برهان له به. هل يمكن ان يأتي احد باله اخر له فيه برهان كل من عبد غير الله فلا برهان له في عبادته. فقوله لا برهان له به هذا ليس وصفا مقيدا لكنه وصف كاشف وصف كاشف لان كل من دعا غير الله فنظر هذا له به. فهذا ليس وصلا مقيدا ومثل الانكار هنا الانكار هنا ومثله ذكر الجهل هنا الجهل هنا ليس وقتا كاشفا يعني يصح ان تنكر بعلم لانه لا علم ينكر ما جاءت به الرسل وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والجهل هنا يشمل امرين او عموم الجهل في كلام العلماء يشمل وفي كلام الله تعالى وكلام رسوله يشمل امرين يشمل عدم العلم ويشمل عدم العمل بالعلم الجهل نوعان عدم العلم بالشيء جاهل وعدم العمل بالعلم ايضا جهل هل يمكن ان يطلق عدم العمل بالشيء جهلا نعم من ذلك قول الله تعالى وليست توبة نعم ما الاية من اولها؟ انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة فيه شهادة اذا كانوا جهال فلا اثم عليهم حتى يتاب عليهم. لان الاثم مرتب على العلم فالمقصود بالجهالة هنا هي عدم العمل بالعلم انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فكل من عصى الله فانه عصاه اما عن عدم علم وهنا لا يؤاخذ ولا يحتاج الى توبة الا اذا كان قد فرط في العلم واما ان يكون عصاه بعلم وهنا عصاه بجهالة لكونه عمل بما لم يعلم يعمل علم بما لم يعلم ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية. فالجاهلية هنا ليست عدا ليست عدم العلم انما هي عدم العمل بالعلم. فقوله رحمه الله ولا ولا تنكرا جهلا اي لا تنكر حال كونك جاهلا مخالفا للنصوص فكل من خالف ما دلت عليه نصوصه هو جاهل فالعلم كل العلم في كلام الله وكلام رسوله. بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ثم ذكر بعد ان نهى عن هذا المسلك مسألة من مسائل اليوم الاخر اشار اليها بقوله ولا تنكرا جهلا نكيرا ومنكرا نكيرا ومنكرا هذان اثنان لملكين شريفين وهذان الملكان مهمتهما سؤال العباد وفتنتهم في القبور اي اختبارهم سؤال العباد واختبارهم في القبور وسن الملكين اشارة الى ما جاء في شأنهما من فتنة القبور. فقوله ولا تنكرا جهلا نكيرا ومنكرا اي لا تنكر ما جاء في شأن من سمي بهذا الاسم نكير منكر وليس مراد المؤلف لا تنكرا هاتين الاثنين لهذين الملكين. فان اهل العلم اختلفوا في صحة تسمية الملكين الذين يتوليان فتنة الناس واختبارهم في قبورهم بهذين الاسمين لكنه اشار باسميهما الى عملهما فالبحث هنا ليس باسمين فحسب بل البحث هنا في عملهما وهو الفتنة وفتنة القبر تواترت بها الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم جاءت من احاديث وطرق كثيرة بلغت حد التواتر. ولذلك اجمعت الامة على ان الناس يفتنون في قبورهم يختبرون هذا من حيث الجملة. هناك مسائل اختلف فيها العلماء في هذا الاصل منها مثلا اسم الملكين هل هو منكر ونكير؟ منها مثلا عدد الملائكة الذين يتولون الفتنة. منها مثلا هل الفتنة عامة لكل الامم او لهذه الامة فقط منها مثلا هل هي عامة للجميع امة النبي صلى الله عليه وسلم ام يستثنى من ذلك غير المكلفين وهم الصغار الذين لم يبلغوا. كل هذه مسائل وقع فيها الخلاف لكن بين اهل السنة والجماعة لكن البحث ليس في هذه المسائل على تفريع تفريعاتها وما جاء فيه انما البحث في الاصل وهو وفتنة القبر فتنة القبر ثابتة ثبوتا قطعيا اذ ان طريق ثبوتها التواتر وعلى هذا اجمعت الامة وجاء في ذلك من الاحاديث ما هو مشهور ومنه ما يردده المؤمنون في صلواتهم اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات. ومن فتنة المسيح الدجال فان فتنة الممات يدخل فيها فتنة القبر يدخل فيها فتنة القبر والاحاديث في هذا متوافر ولذلك قال المؤلف ولا تنكرا جهلا نكيرا ومنكرا. اما من حيث الاسمين نكير فعيل ومنكر مفعل وهذين وهذان الاسمان جاء فيما رواه الترمذي وصححه ابن حبان من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قبر الميت اتاه ملكان اسودان ازرقان هذا في وصفهما يقال لاحدهما منكر والاخر نكير. او يقال لاحدهما المنكر ويقال للاخر النكير هذا الحديث تحاول ابن حبان وصححه جماعة وذهب طائفة من اهل العلم الى ضعف اسناده وبناء على ضعف اسناده فانه لم يثبت الاسمين لهذين الملكين وقال ان الاسناد لا يثبت كما ان في المتن مكاره. فان وسط بعض من رد الحديث بعد ان ضعف في اسناده تأمل في سياق هو متنه فقال ان منكر ونكير اثنان لا يليقان به الملكين كيف يكون ملك كيف يكون اه ملكا شريفا كريما يسمى بمنكر ونكير ولكن هذا الاعتراض ليس في محله. لان الاسم هنا نسبي. فهو منكر ونكير باعتبار حالما يقدم عليه فان الانسان اذا كان في قبره واتى هذان الملكان على هذه الصفة اسودان انكرهما اشد النكير فكان اسمهما منكر ونكير بناء على ما يصيب. الانسان من الدهشة وشدة الفزع من مجيئهما فاذا ثبت الحديث كما هو قول جماعة من اهل العلم لم يكن في ثبوت ذلك نقص او تنقص للملائكة وقد جاء الحديث بان الملائكة اربعة وذكر الذين يتولون الفتنة اربعة وذكر منهم اه منكر ونكير ونكور ودرنا ودرمان او رمان لكن هذا حديث موضوع فالثابت انهما ملكان كما جاء في الصحيح من حديث انس اذا مات ابن ادم اتاه ملكان يقعدانه وجاء هذا عن من حديث البراء ومن احاديث كثيرة في الاحاديث الثابتة الصحيحة انهم اثنان وانهما يتوليان السؤال سؤاله اختبار. فيقولان له من؟ ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ هذا محور الفتنة والابتلاء اختبار فيسدد المؤمن ويوفق ويثبت فيقول ربي الله ديني الاسلام ونبيي محمد واما المرتاب المنافق والكافر يعجب عن الجواب ولا يتمكن فيقول لا لا لا ادري فيقال له لا دريت ولا تليت وهذه اول منازل الاخرة وهي اول ما يكون في القوة وهذه الفتنة لكل ميت. قبر او لم يقبر انما اضيفت للقبور بناء على الغالب. ففتنة القبر وعذاب القبر هو من باب اضافة الشيء الى الغالب والا فان الذي يحرق ويذر في الريح او تأكله السباع او يغرق فيذوب وتأكله الاسماك والحيتان كل هؤلاء يجري عليه ما يجري على المقبورين. وانما ذكرت في القبور لان الغالب في حال بني ادم ومن لا يقبر فهم نذر قليل خلاف الاصل ثم هذه الفتنة ذكرنا من المسائل الخلاف فيها هل هي عامة الخلق كلهم او هي خاصة بهذه الامة ثم اذا كانت خاصة بهذه الامة هل هي عامة في الامة جميعا؟ ام يستثنى منها احد كل هذه المسائل فيها خلاف بين العلماء ولها ادلة في كل اه اه قول من اقوالها هذه من ارائها والصحيح انها تعم هذه الامة وغيرها فالفتنة ليست خاصة فكل امة تسأل عن نبيها وايضا بالنسبة لهذه الامة تعم كل الامة الا الشهداء فقد جاء استثنائهم وايضا الصغر لانهم غير مكلفين وكل هذه المسائل من مما جرى فيه بحث واخذ ورد بين اهل العلم وكل له دليله. بعد هذا قال رحمه الله ولا الحوظ والميزان اي ولا تنكرا جهلا الحوض والحوظ هو مجمع الماء هو مثيل الماء الذي يجتمع فيه والمراد بالحوظ هنا الحوظ المورود الذي وعد به خير الانام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والحوظ جاءت النصوص باثباته وهو مما يكون يوم القيامة وثبوته جاء متواترا عن اكثر من خمسين صحابيا ولذلك لا نريا ولا ريب في ثبوتهم بين اهل السنة والجماعة فانه قد ثبت متواترا عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت فيه احاديث كثيرة وهو كرامة من الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو كرامة لامته اما الكرامة للنبي صلى الله عليه وسلم فان الله تعالى قد قال انا اعطيناك الكوثر والكوثر هو الخير الكثير من ذلك النهر الذي في الجنة ومنه ايضا الحوض الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وواعد امته عنده فقال انا فرضكم على الحوض يعني انا امامكم على الحوض صلى الله عليه وسلم وهذا الحوض ترده امة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو لمن كان متبعا هديه ملتزما سنته صلى الله عليه وعلى اله ولذلك جاء في احاديث عديدة من حديث سعد من حديث عبد الله بن عباس وحديث ابي هريرة والحديث انس حديث جماعة من الصحابة ان النبي وسلم اخبر في الصحيحين وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن فئام من الامة يزادون اي يردون عن الحوض فيقول النبي صلى الله عليه وسلم اصحابي اصحابي. وهذا في قوم عرسهم صلى الله عليه وسلم فيقال له انك لا تدري ما احدثوا بعدك فقد غيروا وبدلوا فاقول سحقا سحقا. وهذا في حق من ارتد من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واذا كان هذا في حق اصحابه الذين تشرفوا برؤيته لكن غيروا بعده وتركوا هديه وتركوا دينه غيرهم ممن لم يصحبه من باب اولى ان يكون مردودا مدودا عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحوض جاءت النصوص في صفته وبيان ما له من الفضل والخير من ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حوضي مسيرة شهر حوضي مسيرة شهر هذا في بيان اتساع وعظمه وكبره فهو من حيث طوله مسيرة شهر كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اما صفة مائة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ماءه ابيض من اللبن وهذا في صفتي لولا وريحه اطيب من المسك وفي رواية مسلم من حديث ثبان وابي ذر واحلى من العسل واما بيان كثرة من يرد هذا الحوض فذلك في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عامر وكيزانه اي ومنة كبيرة من رب العالمين على هذه الامة. وعلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهل يكون الشرب بيد النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب ليس على هذا الدليل ولا فيه حجة يعني ليس هناك دليل ان الشرب يكون بيد النبي صلى الله عليه وسلم. هذا هو الذي يسقي الناس ولهذا دعاء من يقول اللهم اني اسألك اه شربة هنيئة من يده الشريفة هذا لا دليل عليه لا دليل على ان النبي هو الذي يسقي الناس بيده فلم تأتي النصوص بهذا وانما يرد الناس هذا الحوظ سيزداد عنه طائفة وفي بعض الروايات ان النبي يا دودو ان النبي يزود عنه من ليس من اهله كما يزود صاحب الابل غرائب الابل عن حوضه يعني صاحب الابل يرد ما ليس من ابله عن الحوض. فجاء ان الذي يذود من ليس من اهل هذا الحوض انه النبي صلى الله عليه وسلم. اما انه يشرب انه يشرب الناس بيده فهذا لا دليل عليه ونحن في هذا نقف حيث وقف النص وقد احسن من انتهى الى ما قد سمع ما في شك انه لو كان من يد النبي صلى الله عليه وسلم لكان اهنأ واكرم واطيب لكن ليس لنا ان نخترع صفة او ان نقترح طريقة لم تأتي بها النصوص اذ مسائل الغيب مبناها على ايش على التوقيف على السمع فما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم امنا وصدقنا. وما لا وقفنا ولم نتكلم هذا ما يتعلق بالحوظ وقد اختلف العلماء رحمهم الله في مسألة الحوض هل لكل نبي حوض ام ان هذا الحوض خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم والذي جاء في الترمذي ان لكل نبي حوض ولكن الذي تميز به حوض النبي صلى الله عليه وسلم انه اعظمها واكبرها وانه اكثرها واردا وهنا مسألة وهي هل الحوض مستطيل؟ اه هل الحوض مربع او دائري هذه مسألة يذكرها بعض الباحثين وفيما يبدو لي ان هذا نوع نوع من التعمق. قد يلجأ اليه بعض اهل العلم فيتكلم انهوا جوابا لسؤال والا فالاصل ان ان يترك الامر كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال حائضي مسيرة شهر وهذا بيان اتساعه وعظيم سعته. وقال في رواية مسلم في حديث عبد الله بن عمر هذا قال زواياه سواء. اي استويات نواياه وفي رواية مسلم من حديث ثوبان قال طوله شهر وعرضه شهر وهذا يبين ان الطول ان له طولا وعرضا وهذا يشعر بانه مربع على ان من العلماء من قال ان قوله زواياهم سواء لا يصدق الا على الدائري الدائري. لكن في الحقيقة ان الدائرة ليس فيها زوايا وعلى كل حال هذا بحث لا حاجة اليه ونقتصر في هذا على ما جاءت به النصوص. مسيرته شهر طوله زواياه سواء عرضه طوله كعرضه يكفي هذا اما كيفية هذا الحوض على وجه التحديد فهذا مما لا يعلمه الا الله. لان مسائل الغيب مسائل لا تدرك بالعقول وانما نقتصر في هذا على ما جاءت به النصوص اي لا تدرك كيفياتها بالعقول سنفوض الكيفية الى امر الى العالم الى العليم الخبير سبحانه وبحمده ويكفينا في الايمان ان نؤمن بما اخبر به النبي صلى الله عليه وعلى وسلم بعد هذا ذكر المؤلف رحمه الميزان قال والميزان ايوا لا تنكرن جهل الميزان وهذا ثالث المسائل التي ذكرها المؤلف من مسائل الايمان باليوم الاخر الميزان والميزان المقصود به ما يوزن به وهذا الميزان الذي ذكره المؤلف يشير به الى ما جاءت به النصوص في قوله جل وعلا ونضع الموازين القسط اي العدل ليوم القيامة ويشير ايضا الى قوله جل وعلا فان من ثقلت موازينه وكقوله تعالى واما من خفت موازينه والى قوله والوزن يومئذ الحق والى قوله فلا نقيم له وزنا كل هذه الايات دالة على ما ذكر المؤلف رحمه الله من الميزان الذي يكون يوم القيامة وهذا الميزان حق وقسط وعدل الله اكبر هذا الثقل ثقل العمل ثقل الايمان والتقوى والصلاح ليست ثقل اللحم والعظم وهذا يدل على ان الاعمال على ان العمال يوزنون يوم القيامة كل هذا مما جاءت به النصوص وما يجب اعتقاده نؤمن به توافرت على ذلك النصوص من الكتاب والسنة واجمع عليه علماء الامة وهو ميزان حقيقي خلافا لمن قال انه كناية عن العدل كناية عن العدل وهذا ليس بصحيح فالعدل لا يحتاج الى ميزان وانما وصف الميزان بالعدل لانه اداته ووسيلته لكن لا ينفي قيام العدل بدون ميزان. قد يزن يكون الانسان عادلا من دون ان يزن. فالوزن هو وسيلة اظهار الميزان. وقد اخبر الله تعالى عن عدله وعن شمال تنزهي عن الظلم سبحانه وبحمده ثم اخبر انه يقيم الوزن يوم القيامة. وانه يضع الموازين ومعنى هذا ان هناك شيء يوزن وهذا مما جرى عليه قول اهل السنة والجماعة خالف في ذلك المعتزلة حيث قالوا ان الوزن المراد به العدل وهذا غير صحيح فالوزن غير فالميزان غير العدل الميزان يوزن به العمل ويوزن به سجلات العمل اي دواوين التي تكتب فيها الاعمال ويوزن به العمال كل هذا مما جاءت به النصوص فالوزن يكون لثلاثة اشياء يكون للعمل ومن ذلك قوله جل وعلا فمن ثقلت موازينه فهنا يصدق على الموازين هي الاعمال واصلح من هذا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة. حديث ابي زرع عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وفي حديث ابي ما لك الاشعري قال النبي صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اذا هناك ما يملأ وهو ما يوزن به العمل فالعمل نفسه يوزن كما دلت على هذا النصوص وعلى هذا اهل السنة والجماعة ان الاعمال توزن يوم القيامة ومما ينزل ايضا السجلات والدواوين التي تسجل فيها الاعمال يدل لذلك ما في جامع الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو في قصة صاحب البطاقة حيث ينادى على رجل من هذه الامة فيؤتى له بتسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر في الطول فيوضع في كفة وهذي السجلات خزايا نسأل الله الستر والعفو والعافية والمغفرة والتجاوز فيقال له هل لك من عمل فيقول لا بعد ان يستغفر يقول لا في القول انك لن تظلم شيئا. فيؤتى ببطاقة هذه البطاقة مكتوب فيها لا اله الا الله فتوضع في الكفة الثانية للميزان فتطيش تلك السجلات وهذا يدل على ايش على ان الدواوين دواوين العمل التي يكتب فيها اعمال العباد توزن واعمال العباد تكتب في دواوين كما قال الله تعالى انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون وكقوله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. هذا الرقيب العتيد يقيد ويسجل ما يكون من العبد والادلة في هذا كثيرة فيشجع الانسان ما يكون من خير وشر ويوزن هذا السجل وقد اخبر الله تعالى عن اخذ الناس بكتبهم فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وفي القسم الاخر قال واما من اوتي كتابه بشماله في الاية الاخرى قال واما من اوتي كتابه وراء ظهره فالكتاب يؤخذ باليمين والشمال. وهو سجل العمل قال الله تعالى ويوم القيامة نعم قال سبحانه وتعالى ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا القسم الثالث مما يوزن الان ذكرنا في الوزن العمل والسجلات العامل يوزن العامل ايضا ونحن نذكر هذا يا اخواني لا تنظيرا بل كلنا سينزل عمله. وكلنا سيوزن سجله. وكلنا سيوزن فنسأل الله ان يثقل موازيننا بالحسنات يقول الله تعالى عن الكافر فلا نقيم له يوم القيامة وزنا هذا يشمل انه لا يقيم له وزنا في عمله لانه قال وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ولا وزنا في كتبه لانه قد حبط عمله ولا وزن في ذاته لانه ليس له عند الله تعالى وزن ولا مثقال ولهذا جاء فيما رواه البخاري في صحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالرجل الكافر العظيم السميم يوم القيامة فلا يزن عند الله شيئا. وقرأ قول الله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وايضا جاء من حديث ام موسى عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم امر عبد الله ابن مسعود ان يجري له اراكا فخرج يجري عراسا فكان فكانت ريح فتمايل لها عبدالله بن مسعود فضحك الصحابة من دقة ساق عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتضحكون من دقة ساقيه؟ انهما لفي الميزان اثقل من جبل احد ومما تواردت عليه كلمات اهل السنة والجماعة. بعد هذا قال المؤلف رحمه الله انك تنصح اي بهذا النهي قوله رحمه الله ولا تنكرا جهلا نكيرا ومنكرا ولا الحوض والميزان قال انك تنصح اي تنصح بهذا النهي فهذا النهي الصادر عن نصيحة وشفقة ورحمة ممن نظر رحمه الله هو اعلى درجته في المهديين ولا شك ان النصيحة اذا اذا جعلك القول من ناصح كان محلا للقبول الامتياز ولهذا ختم البيت بهذا التنبيه حتى يرعوي كل من له هوى ممن ينكر ما جاءت به النصوص نقف على هذا ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد