الالوهية كل موصوف بالعجز عن شيء من مقتضيات الربوبية فليس بمستحق للالوهية وهي مفهوم المخالفة من القاعدة من الكلية التي قبلها وكما ان الله عز وجل يستدل على استحقاقه بالوهيته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد سوف نأخذ في هذا الدرس ان شاء الله جملا من كليات الاعتقاد. تكملة للدروس السابقة التي تم شرح جمل من الكليات فيها تقرب على الثمانين كلية فنقول وبالله التوفيق ومنه نستمد العون والفضل وحسن القول والتحقيق الكلية الاولى كل اية تثبت استحقاق الله للربوبية كل اية تثبت استحقاق الله للربوبية فدليل على استحقاقه في وحدانية الالوهية كل اية تثبت استحقاق الله للربوبية فدليل على استحقاقه بوحداني الالوهية اقول وبالله التوفيق وهذا منهج القرآن العام من اول الفاتحة الى سورة الناس فاذا اراد الله عز وجل ان يستدل على وحدانيته في الوهيته فان طريق الاستدلال هو الاستدلال بربوبيته على الوهيته فاذا اراد الله عز وجل ان يثبت الوهيته فانه يذكر شيئا من مقتضيات ربوبيته فيجعل الاستدلال بربوبيته دليلا على على الوهيته كما انه اذا اراد ان يبطل الوهية غيره سلب خصائص الربوبية عنه وهما طريقان قرآنيان ومنهجان ثابتان من اوله الى اخره فاذا اراد الله ان يثبت الوهيته جعل طريق اثباتها اثبات ربوبيته واذا اراد الله ان يسلب او يبطل الوهية غيره جعل سبيل ابطالها سلب خصائص الالوهية عنه وهذا في ايات كثيرة. كقول الله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذا هو الالوهية. ثم استدل على هذا الامر بقوله الذي خلقكم وهو ربوبية والذين من قبلكم وهو ربوبية لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا وهي ربوبية والسماء بناء وهي ربوبية. وانزل لكم من السماء ماء اخرج به من الثمرات رزقا لكم. وكل هذا ربوبية ثم ختمها بالمطلوب الاعظم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فاستدل بربوبيته على وحدانيته في الوهيته ويقول الله عز وجل وانا ربكم فاعبدوني فامر بعبادته في توحيد الوهيته بانه الرب المستحق لكل مقتضيات الربوبية المستحق لكل مقتضيات الربوبية هو المستحق لكل مقتضيات الالوهية ومن لا فلا قال الله عز وجل قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير ام ما يشركون امن خلق السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها. هذا كله ربوبية ثم قال االه مع الله بل هم قومية يعدلون فاستدل بربوبيته على الوهيته ثم قال امن جعل الارض قرارا والسماء بناء وجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا. هذا كله ربوبية. ثم قال مستدلا بها على الوهيته اله مع الله بل اكثرهم لا يعلمون الى اخر الايات كلها يستدل الله عز وجل على الوهيته بربوبيته المستحق للربوبية الكاملة هو المستحق للالوهية الكاملة قال الله عز وجل والسماء بنيناها بايد وهو ربوبية وانا لموسعون. وهي ربوبية والارض فرشناها ربوبية فنعم الماهدون ربوبية ومن كل شيء خلقناه زوجين لعلكم تذكرون ثم امرهم بالفرار اليه الوهية ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله اله اخر اني لكم منه نذير مبين والايات في هذا المعنى كثيرة جدا فاذا اردت ان تدعو الناس الى توحيد الى توحيد الله عز وجل في الوهيته فالطريق الاعظم المقنع للقلوب والعقول والنفوس والارواح انما هو ذكر الربوبية التي لا يستحقها الا الله تبارك وتعالى والمستحق للربوبية هو المستحق للالوهية وتكمن بالكلية الثانية كل موصوف بالعجز كل موصوف للعجز عن شيء من مقتضيات الربوبية فليس بمستحق بربوبيته فكذلك يستدل على بطلان عبادة غيره بسلب خصائص الربوبية عنه وهذا منهج القرآن الاعظم في ابطال ما عبد من دون في ابطال عبادة ما عبد من دون الله عز وجل كما قال الله عز وجل ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون اي ما تعبدون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته النتيجة قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون فاذا كانت هذه الالهة التي تعبدونها مع الله عز وجل. لا تملك لكم ضرا ولا نفعا ولا تحبس عنكم رحمة ولا يجلب لكم خيرا. فلماذا تعبدونها وتتركون عبادة من خلق السماوات والارض وما فيهما فاستدل على بطلان عبادتهم لها بسلب خصائص الربوبية عنه وقال الله عز وجل عن ابراهيم عليه السلام انه قال لابيه يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع والسماع من مقتضيات الربوبية. فالذي لا يسمع لا يصلح ان يكون ربا ولا اله ولا معبودا فمن خصائص الرب ان يسمع كما قال الله عز وجل قد سمع الله قول التي تجادلك وفي ايات كثيرة يقول ان الله سميع عليم سميع بصير ان ربي لسميع الدعاء الذي لا يسمع لا يصلح ان يكون ربا كما قال الله عز وجل في اية اخرى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير والرب لابد ان يكون مالكا لكل شيء. فالذي لا يملك القطمير وهو لفافة النواة لا يصلح ان يكون ربا ولا ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم فنفى عنهم صفة من صفات الربوبية وهي السمع. ولو سمعوا ما استجابوا لكم لانهم لا يملكون شيئا ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وهذا في ايات كثيرة. يقول الله عز وجل ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ولا ينفعه ويقول الله عز وجل ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا في السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون ويقول الله عز وجل يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون اي تعبدون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له نفى عنهم صفة الخلق ولو للشيء المهين اليسير الصغير وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب اي العابد والمطلوب المعبود من دون الله عز وجل فكيف تعبدون الهة عاجزة عن استنقاذ ما اخذ الذباب منها؟ وتتركون عبادة من يملك كل شيء وقادر على كل شيء ولا يعجزه ولا يعجزه شيء ولذلك فالشرك هو اظلم الظلم على الاطلاق اظلم الظلم على الاطلاق ويقول الله عز وجل واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم. ابطل عبادتهم بسلب شيء من خصائص الربوبية عنهم وهي النصرة النصرة من مقتضيات الربوبية ينصر من يشاء ان تنصروا الله ينصركم من مقتضيات ربوبيته فهؤلاء افنوا اعمارهم في عبادة من يستنصرونه ولا ينصرهم ثم قال الله عز وجل واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون. لا يستطيعون نصرهم وهم اي العابدون. لهم اي من يعبدون جند محضرون اي يحمون الهتهم ممن ارادها فالهة لا تنصركم بل هي محتاجة لان تكونوا جنودا حولها لتحموها ممن ارادها بالسوء. كيف تطلبون منها رزقا افعل واستدفاع ضر كيف تطلبون منها ذلك؟ وهي المفتقرة اليكم ولذلك استدل ابراهيم علاقة على بطلان الهة قومه بمثل هذا الجنس. من من الادلة لما حطم الهتهم وجعلها جذادا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون. قالوا من فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتي يذكرهم اي يذكرهم بالسوء والتكسير يقال له ابراهيم. قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون قالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا في ايش؟ فاسألوهم ان كانوا ينطقون ورجعوا الى انفسهم وقالوا انكم انتم الظالمون نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم. اف لكم. ولما تعبدون من دون الله. افلا تعقلون امر عقلي حجة عقلية واضحة. اين عقولكم فلو كانت هذه الهة ما استطاع ما استطاع ابراهيم ان يمسها السوء ولا محتاج عابدوها ان يقولوا من فعل هذا بالهتنا والهتكم تفعل او يفعل بها الاله يفعل ما يريد ولا يفعل به لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولكنها العقول اذا اذا اذا اذا انطفأ فيها نور التوحيد ونور البصيرة عشعشت فيها مثل هذه الشبه التي تقلب الحق باطلا والباطل حقا قال الله عز وجل الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون فمنهج القرآن هو هذان الامران فاذا اراد ان يثبت الالوهية له وحده دون ما سواه جعل طريق اثباتها استحقاقه. لكل مقتضيات الربوبية واذا اراد ان يبطل عبادة غيره فان طريق ابطالها سلب خصائص الربوبية عن هذه المعبودات من دون الله عزة وجل والايات في هذا كثيرة جدا الكلية الثالثة كل خلل وقع في الالوهية كل خلل وقع في الالوهية فلخلل وقع في الربوبية كل خلل وقع في في الالوهية فلي خلل وقع الربوبية اقول وبالله التوفيق وذلك لان الشرك في الربوبية هو البوابة الكبرى الوهية فلا يقع الانسان في الاعم الاغلبي في شيء من مخالفات الالوهية او من صرف شيء من العبادة والتأله لغير الله عز وجل الا وقد سبق ذلك خلل في شيء من مقتضيات الربوبية فاشرك في الربوبية اولا ووقع في شرك الالوهية ثانيا فاذا اردنا ان نبطل الشرك في الالوهية النقطة الاولى الشرك في الربوبية. وهذا منهج القرآن وهي ان الله عز وجل اذا اراد ان يبطل عبادة غيره الوهية سلب خصائص الربوبية عنها وذلك لان الانسان قد فطر على الا يصرف الالوهية لشيء من دون الله الا ولابد ان يضفي عليه شيئا من خصائص الربوبية فيصفه بالربوبيات ويصرف له بعد ذلك الالوهيات ولذلك ما عبدت الشمس الا لما وصفت بشيء من مقتضيات الربوبية وما عبد القمر الا لما وصف بشيء من مقتضيات الربوبية وما عبدت الملائكة ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون فالملائكة عبدت من دون الله والشمس عبدت من دون الله والقمر عبد من دون الله كما قال الله عز وجل لا تسجدوا للشمس والان القمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون وعبدت الانبياء من دون الله لانهم اضفوا على الانبياء شيئا من مقتضيات الربوبية وعبد ال البيت من دون الله عز وجل لانهم اضفوا عليهم شيئا من مقتضيات الربوبية. وعبد الاولياء صالحون من دون الله عز وجل لانهم اضفوا عليهم شيئا من مقتضيات الربوبية. وعبدت القبور والاشجار والاحجار والمغارات والبقر والنجوم والافلاك. كلها عبدت من دون الله عز وجل. ولكن يسبق ذلك ان عابد قد اضفى عليها شيئا من مقتضيات الربوبية. فوقع في شرك الربوبية اولا ثم ذلك الى الشرك فيه في الالوهية ولذلك يقول الله تبارك وتعالى عن قوم هود انهم قالوا له لما امرهم بالتوحيد وترك الاوثان قالوا ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء وقد كانوا يظنون او يعتقدون ان الهتهم تضر وتنفع فلو انهم لم يعتقدوا فيها شيئا من ذلك لما صرفوا لها شيئا من الالوف ولذلك نحن لا نعبد هذا الماء الذي امامي لماذا؟ لاننا لم نضفي عليه شيئا من الربوبية. لكن تأكدوا انه متى ما اقتنعت قلوبنا انه موصوف بشيء من مقتضيات الربوبية فسترى من يصرف له شيئا من مقتضيات الالوهية ولذلك اذا سألت الناس عن سببية صرف الالوهيات لغير الله فلا يعللون لك الا بعلل ترجع الى الربوبية انه يرزق وهذا ربوبية او انه يضر وهي ربوبية او انه يشفي وهي ربوبية لا يجدون تعليلا اخر فيعللون صرفهم للالوهيات لان معبودهم متصف بشيء من الربوبيات ولذلك فمتى ما اردنا ان نبطل الشرك في الالوهية فلنصحح خير القلب في الربوبية لان من صحت ربوبياته صحت الوهيات. ومن اخترقت ربوبياته اختو رقت الوهياته فهما متلازمان واسمعوا الى قول الله عز وجل ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فلما اضفوا على معبوداتهم التصرف والتدبير في التقريب الى الله عز وجل زلفى. صاروا يعبدون دونهم من دون الله عزا عز عز وجل وقال الله عز وجل عنه واتخذوا من دون الله الهة اي صرفوا لها شيئا من الالوهيات لماذا؟ قال لعلهم ينصرون لما اضفوا عليهم ان الهتهم تنصر استقلالا وابتداء عبدوها من دون الله عز عز وجل والايات في هذا المعنى كثيرة الكلية الرابعة اطلت عليكم انا الكلية الرابعة كل مملوك فالله مالكه ملك حقيقة لا نزال في توحيد الربوبية كل مملوك فالله يملكه ملك حقيقة كل مملوك فالله يملكه ملك حقيقة اقول وبالله التوفيق وهذا ما ندين الله عز وجل به ان الله مالك لكل ذرات السماوات والارض وكل ذرات العالم العلوي والسفلي وما بينهما ولا يخرج شيء عن كونه مملوكا لله عز وجل بالملكية الحقيقية التامة الكاملة والتي لا يمكن ان تنفك عن الله عز وجل ازلا ولا ابدا ولذلك تمدح الله عز وجل بمقتضى من مقتضيات ربوبيته وهي عموم ملكه ملكه لكل شيء وقال الله عز وجل تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير وقال الله عز وجل وقل الحمد لله على اي شيء الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره وقال الله عز وجل الذي له ملك السماوات والارض ولم والذي له ملك السماوات والارض في ايات متعددة وقال الله عز وجل ذلكم الله ربكم له الملك. وانتم تعرفون ان تقديم الجار والمجرور يفيد تفيد الحصر اي لا مالك على الحقيقة الا الله عز وجل وقال الله عز وجل الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ويقول الله عز وجل لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار يقول الله عز وجل يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والايات في هذا المعنى كثيرة المالك لكل شيء مملوك على الحقيقة انما هو الله تبارك وتعالى ولا يوصف بالملك حقيقة الا الله فليس احد يملك ملك حقيقة الا الله تبارك وتعالى وكما انه لا شريك له في الوهيته فكذلك لا شريك له في ملكوته وملكيته فان قلت اولا يشكل على قولك هذا بعض الايات التي تصف المخلوق بانه يملك قول الله عز وجل او ما ملكتم مفاتحه وقول الله عز وجل ملكة ايمانكم وايات تصف المخلوق بانه يملك فنقول ان كل اية تصف المملوء المخلوق بانه يملك فلابد ان تفهم على عدة اشياء الشيء الاول انه مطلق الملك للملكية المطلقة الملكية التي نصف الله عز وجل ونوحده بها انما هي الملكية المطلقة التي لا تخرج عنها ذرة واما ملكية المخلوق فهي الملكية المقيدة المحددة بما تحت يده وهو يملك سيارته ولا يملك سيارة جاره يملك بيته ولا يملك بيت جاره يملك اثاثه ولا يملك اثاث جاره فملكية الله هي الملكية العامة المطلقة وملكية المخلوق هي الملكية المحددة الخاصة واضف الى هذا ان الملكية التي يوصف بها المخلوق انما هي ملكية استخلاف. لا ملكية ذوات كما قال الله عز وجل وانفقوا مما جعلكم مالكين له ولا مستخلفين فيه؟ مستخلفين فيه المالك على الحقيقة لكل ما تراه عينك او ما تراه او ما لا ترى انما هو الله. فملكية الله للاشياء هي ملكية ذاتية حقيقية. واما ملكيتك لها فهي ملكية استخلاف. بدليل انها تنتقل لمن بعدك عند الموت انها تنتقل لمن بعدك بعد بعد الموت او تنتقل للمشتري اذا بعتها واضح واضف الى هذا ان ملكية المخلوق محدودية التصرف فليس لانك تملك الشيء يحق لك ان تتصرف فيه كيفما شئت فانك لو اردت ان تحرق سيارتك لمنعت شرعا من ذلك ولو اردت ان تمزق دراهمك لمنعت شعر عم من ذلك مع انك تملكها آآ التصرف فيما يملكه المخلوق مظبوط بظابط الشرع وكل من تصرف في ماليته بما لا يجيزه الشارع فهو اثم والواجب منعه. ويكون سفيه يمنع من التصرف في ماله اذا اساء التصرف فيه ولذلك منع الشارع المجنون من التصرف في المال ومنع الصبي من التصرف في ماله. ومنع السفيه من التصرف في ماله مع انهم يملكونه واما ما يملكه الله فلا هو التصرف الكامل فيه ايعدم هذا ويتلف هذا ويحرق هذا ويدمر هذا ويرسل الريح صرصر على هذا ويهلك هؤلاء بالصيحة فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقبة ولا احد يقول كيف كيف تأمرنا كيف تبني الشيء ثم فتصرف الله عز وجل فيما يملكه هو التصرف المطلق الذي لا يحد بضابط ولا بقيد. وانما تصرف فيما يملكه فانما هو مطلق التصرف المضبوط بضابط الشرع واضف الى هذا ان ملكية المخلوق محدودة بزمن ابتداء وزمن انتهاء فقد كانت السيارة مملوكة لغيرك وبعد شرائها ابتدأت ملكيتك لها وانهم عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. ومن يقل منهم اني اله من دونه اي مستحق لشيء ثم اذا بعتها انتهت ملكيتك عنها اليس كذلك؟ واما ملكية الله للاشياء فانها لا تسبق بعدم ولا تلحق بالزوال وهو مالك للاشياء ازلا ومالك للاشياء ابدا ملكية المخلوق محدودة بابتداء وانتهاء. وامام ملكية الله عز وجل فليست بمحدودة لا بابتداء ولا بانتهاء. فاين هذا من هذا الملكية التي تنص عليها هذه الكلية هي الملكية المطلقة لكل شيء والتي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال. وهي ملكية لمالكها الاحقية المطلقة في ان يتصرف فيها بما تقتضيه حكمته وعلمه وخبرته تبارك وتعالى وكل اية فيها وصف المخلوق بشيء من التملك فلابد ان تفهم على غرار هذه النقاط التي ذكرتها والله اعلم. ومن الكليات ايضا كل تدبير وتصريف يصدر من المخلوق كل تدبير وتصريف يصدر من المخلوق فينسب اليه نسبة سببية والى الله نسبة خلق وتقدير اعيدها مرة اخرى كل تدبير او تصريف يصدر من المخلوق وينسب اليه نسبة سببية وينسب الى الله نسبة خلق وارادة وتقدير وذلك لاننا معاشر اهل الاسلام نعتقد الاعتقاد الجازم الذي لا يدخله شبهة ولا شك ان المدبر والمتصرف لهذا العالم كله على الحقيقة انما هو الله تبارك وتعالى وهو الخالق على الحقيقة والمريد لهذه الاشياء بارادته الكونية على الحقيقة وهو المقدر لوجودها وكونها على الحقيقة ولكن اذا رأيت شيئا من النصوص ينسب بعض التدبير والتصريف لاحد من المخلوقين فاعلم انها نسبة فقط ان المخلوق سبب في هذا الشيء لكن الذي يوجد هذا الشيء ويقدر هذا الشيء ويخلق هذا الشيء حقيقة انما هو انما هو الله عز وجل ولذلك نجد في الادلة نسبة الايتاء للمخلوق كما قال الله عز وجل واتوهم من مال الله الذي اتاكم. فهل المخلوق يؤتي؟ الجواب يؤتي ايتاء سببية والله يؤتي ايتاء خلق وارادة وتقدير وهل المخلوق ينعم الجواب ينعم انعام سببية. والله ينعم انعام خلق وارادة وتقدير كما قال الله عز وجل واذ تقولوا الذي انعم الله عليه اي نعمة خلق وارادة وتقدير وايجاد وانعمت عليه اي نعمة سببية بعتقه والانعام تدبير وتصريف المخلوق ينعم انعام سبأ هي والله عز وجل ينعم انعام ابتداء وخلق وارادة وتقدير عبر عنها بما شئت فان قلت وهل المخلوق يرزق؟ الجواب نعم لكن يرزق رزقا سببية والله يرزق رزق ابتدائي وخلق وارادة وتقدير كما قال الله عز وجل فارزقوهم منه. فوصف المخلوق بانه يرزق وهكذا في سائر تصرفات المخلوق هل المخلوق يعطي؟ الجواب يعطي عطاء سببية والله يعطي عطاء خلق وتقدير وايجاد هل المخلوق يمنع؟ الجواب يمنع منع سببية والله يمنع الشيء منع ارادة وخلق وابتداء وتقدير هل المخلوق يضر؟ الجواب يضر ضرر سببية. والله هو الذي يملك الضر خلقه ويقدره ويريده بارادته الكوني هل المخلوق ينفع؟ الجواب ينفع نفع سببية. والله هو الذي ينفع عباده نفع خلق وابتداء وارادة وتقدير هل المخلوق يشاء؟ الجواب يشاء مشيئته سببية والله عز وجل يشاء مشيئة كونية قدرية يوجد عندها مقتضاها كما قال الله عز وجل وما تشاؤون اي سببية الا ان يشاء الله خلقا وتقديرا وارادته فاذا وصفت الادلة المخلوقة بشيء من التدبير والتصريف فاياك ان تعتقد انه مشارك لله عز وجل في التدبير الاستقلالي او التصريف الابتدائي الاستقلالي وانما هو تدبير سببي فبالتفريق بين النسبتين يتحرر يتحرر كثير من الاشكالات في نسبة التدبير الى المخلوق او نسبته الى الخالق والخلاصة ان التدبير الذي ينسب الى الله انما هو التدبير والتصريف المطلق والتدبير الذي ينسب الى المخلوق فانما هو مطلق التدبير ومطلق التصريف. والله اعلم ومن الكليات ايضا كل مخلوق وان عظمت مرتبته فليس بمستحق لشيء من مقتضيات الربوبية كل مخلوق وان عظمت مرتبته فليس بمستحق لشيء من مقتضيات الربوبية اقول وبالله التوفيق فالمخلوق وان عظمت مرتبته عند الله عز وجل فلا يزال ذلك المخلوق العبد الضعيف لله تبارك وتعالى لا يصلح ان يضفى عليه شيء من مقتضيات الربوبية او الالوهية وليس عظم منزلته عند الله بمسوغ لنا ان نعطيه شيئا من مقتضيات ربوبية الله عز وجل واعظم المخلوقات السماوية هم الملائكة والله عز وجل يسلب عنهم صفات الربوبية من مقتضيات الربوبية او الالوهية مع انه ملك من الملائكة ويتوعده الله عز وجل بقوله فذلك نجزيه جهنم واذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك وهو قول الله عز وجل حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير الملائكة تخاف من الله وتخشع لله. وتطيع الله ولا تعصيه. كما قال الله عز وجل عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وقال النبي صلى الله عليه وسلم اطت السماء وحق لها ان تئط. ما من موضع اربع اصابع الا ملك ساجد او راكع فاذا كان اعظم سكان السماء سلب الله عز وجل عنهم صفات الربوبية والالوهية فمن دونهم من باب اولى وكذلك الانبياء وهم اشرف سكان الارض والله عز وجل في الادلة يسلب عنهم صفات الربوبية. كما قال الله عز وجل عن نبيه وهو اكملهم على الاطلاق لا املك لنفسي نفعا ولا ضراء ولو كنت اعلم الغيب استكثرت من الخير وما مسني السوء. ويقول الله عز وجل له ليس لك من الامر شيء ما لك شأن فيهم؟ انا مالكهم وانا الذي ادبر امورهم وانا الذي اصرف احوالهم. فلا حق لك ان تدعو على احد لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا على بعض المشركين فانزل الله عز وجل ليس لك من الامر فاذا كان اشرف سكان السماء تسلب عنهم صفات الربوبية اشرف سكان الارض تسلب عنهم صفات الربوبية اذا من المستحق لان يوصف لشيء من مقتضيات الربوبية او الالوهية. الجواب لا احد فمهما عظمت منزلة المخلوق عند الله عز وجل. فانه يبقى ذلك العبد الضعيف المربوب المخلوق المفتقر بذاته الى الله عز وجل في تدبير احواله وتصريف اموره وطعامه وشرابه وقيامه وقعوده ليس بمستغن عن الله عز وجل طرفة عين كما ان الله عز وجل هو الغني بالوهيته وربوبيته غناء ذات عن خلقه كذلك المخلوقات هي الفقيرة الفقر الذاتي بضعفها وعجزها الى الله عز وجل في كل احوالها ولحظاتها وسكناتها فمسكين هذا الرجل الذي يضغي على شيء من المخلوقات شيئا من خصائص الربوبية او الالوهية بحجة انها مخلوق عظيم او لها منزلة عند الله عز وجل وكل هذا من ابطل الباطل واعظم البهتان ولا الملائكة يملكون شيئا من ذلك من الانبياء يملكون شيئا من ذلك ولا الرسل يملكون شيئا من ذلك ولا الشمس والقمر والافلاك والنجوم والاشجار والاحجار والاولياء والصالحون يملكون شيئا من ذلك فمقتضيات الربوبية لا يملكها الا واحد احد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو الله تبارك وتعالى لا شريك له ومن الكليات ايضا كل ما سوى الله فمخلوق لله هذا توحيد الخالقين كل ما سوى الله ما ادري كم رقمها عندكم ها كل ما سوى الله فمخلوق لله اقول وبالله التوفيق وهذا ما ندين الله عز وجل به من انه خالق كل شيء من ذرات هذا الكون فكل ما سواه ذات وصفات فانه مخلوق من العرش فما دونه العرش مخلوق وحملته مخلوقون وملائكة السماء والارض مخلوقون والسماوات السبع والاراضون سبع كلها مخلوقة وما فيها من اصناف المخلوقات وانواع الكائنات رهى وكبيرها كلها توصف بانها مخلوقة وقد اختصر الله عز وجل هذه العقيدة بقوله الله خالق كل شيء. وقال الله عز وجل هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض. وقال الله عز وجل ذلكم الله ربكم خالق كل شيء وكل ما سوى الله عز وجل مخلوق له. فان قلت وكيف تقول ذلك ونحن نجد ان الله يصف بعض المخلوقات بانها تخلق كقول الله عز وجل وتخلقون افك انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا فوصفهم بانهم يخلقون هذا الافك وقال الله عز وجل ثم انشأناه خلقا اخر. فتبارك الله احسن الخالقين فاثبت خالقين غيره فكيف نوحد الله عز وجل بصفة الخالقية؟ مع ان الله يصف بعض المخلوقات بانها بانها تخلق الجواب اعلم رحمك الله تعالى ان الخلق ينقسم الى قسمين خلق ايجاد عن عدم وخلق ايجاد عن عفوا وخلق تصوير الخالقية التي يختص الله عز وجل بها انما هي الخالقية عن عدم بان يكون الشيء معدوما لا وجود له البتة ثم يوجده الله تبارك وتعالى فهذا فالخالقية بهذا بهذا الاعتبار وهذا المعنى من خصائص الله عز وجل لا يشركه احد من خلقه فيها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح واما الخالقية الثانية فهي نقلص شيء من صورة الى وهذه قد مكن منها المخلوق لكن احسن من ينقل الشيء من صورة الى صورة هو الله عز وجل فهو احسن الخالقين اي المصورين بدليل ان الله عز وجل ذكر مراحل خلق الجنين في رحم امه. ينقله من طبق الى طبق ومن طور الى طور ثم يخرجه في صورة نهائية على ابدع صورة مدحت في قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. وقال الله عز وجل في سورة في اي صورة ما شاء ركبك والخلق بمعنى التصوير هو المقصود في قول الله عز وجل وتخلقون افك اي تصورون الغة تعبدونها من دون الله عز وجل. فالحجارة كانت موجودة لكن صوروها الى وثن. او صوروها الى صنم او صوروها الى شيء اخر وهم لم يخلقوا بمعنى يوجد وانما خلقوا بمعنى تصوروا اي نقلوا الشيء من صورة قديمة الى صورة جديدة وهو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ان الله عز وجل قال ومن اظلم ممن ذهب سيخلق كخلقي. اي يصور كتصويري الخلق المراد في الكلية التي معنا انما هو خلق الايجاد عن عدم لا خلق التصوير والنقل ولا اشكال في ذلك ان شاء الله وكل من زعم في مخلوق وكل من زعم في مخلوق انه يخلق الشيء عن عدم وقد وصفه بشيء من مقتضيات ربوبية الله عز وجل فيكون مشركا في ربوبيته نعوذ بالله من ذلك ومن الكليات ايضا كل من سوى غير الله لله في شيء من مقتضيات ربوبيته التسوية المطلقة ومشرك في الربوبية ومشركون في الربوبية اقول وبالله التوفيق وهذا حقيقة الشرك في الربوبية فاذا قيل لك ما معنى شرك الربوبية الجواب ان تقول ان يسوي العبد غير الله بالله في شيء من مقتضيات ربوبيته او في شيء من مقتضيات اسمائه وصفاته التي تخصه عز وجل وكل من اعتقد في مخلوق انه مشارك لله في الملك. فمشرك شرك ربوبية او انه مشارك لله في شيء من خلق الايجاد ومشرك شرك ربوبية او انه مشارك لله عز وجل في التدبير او التصريف الاستقلالي الابتدائي ومشرك شرك ربوبية او انه مشارك لله عز وجل في النفع والضر الاستقلالي الابتدائي فمشرك شركاء ربوبية او انه ينفع نفعا استقلاليا ابتدائيا ومشرك شرك ربوبية. او انه يضر ضررا استقلاليا ابتدائيا فانه مشرك شرك ربوبية او انه يحيي عن موت او يميت عن حياة فمشرك شرك ربوبية. او انه يعطي او يرزق عطاء او رزقا ابتداء واستقلال فانه مشرك. شرك ربوبية. فكل من جعل غير الله مساويا لله بشيء من مقتضيات ربوبية الله فانه يعتبر مشركا شركا اكبر وعلى ذلك يخرج تكفير تكفير من زعم ان احدا يعلم شيئا من مقتضيات الغيب المطلق لان علم الغيب المطلق من خصائص الربو بيد الله عز وجل فاذا سوى العبد غير الله بالله في علم الغيب فانه يكون مشركا مع الله عز وجل فيه في ربوبيته فان قلت ولماذا قيدت ذلك بقولك ابتدائي استقلالي؟ فاقول حتى يخرج السببي الذي شرحته في الكلية الماضية ومن الكليات ايضا كل الخلق مفطورون على الاقرار بالربوبية الا من جحدها ظلما وعنادا او ظلما وعلوا كل الخلق مفطورون على الاقرار في الربوبية الا من جحدها ظلما وعلوا وعنادا اقول وبالله التوفيق وهذا ما نص عليه كتاب الله عز وجل في ايات كثيرة يقول الله عز وجل ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فاقروا بصفة الخالقية وان الله متوحد بخلق السماوات والارض وقال الله عز وجل ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن ليقولن الله قال الله عز وجل ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعلم وقال الله عز وجل قل لمن الارض ومن فينا ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانى تسحرون والايات في هذا المعنى متعددة فان قلت وكيف تزعم ان الخلق مفطورون عن بكرة ابيهم على الاقرار بالربوبية مع اننا نجد في القرآن نفسه اناسا انكروه وعطلوه فرعون لما قال ما علمت لكم من اله غيري وقال الله عنه انا ربكم الاعلى وقال الله عز وجل عن الذي حاج ابراهيم في ربه من اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت اي ربوبية قال انا احيي واميت فانكر الربوبية وعطلها بل ان الله عز وجل قال عن الدهرية وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا؟ وما يهلكنا الا الدهر فنسبوا الاحياء والاماتة والتدبير والتصريف الى الدهر فكيف تقول بان الخلق مختورون؟ على الربوبية والقرآن يذكر طائفة قد انكروه الجواب من عدة اوجع الوجه الاول ان الاقرار ينقسم الى قسمين الى اقرار فطري باطني والى اقرار ظاهري علني فكليتنا لا تعني الاقرار الثاني وانما هي في الاقرار الاول فحتى هؤلاء الذين ثابروا ما تقرر في فطرتهم لو رجعوا الى فطرتهم لوجدوها مقرة بذلك فانكار فرعون انما هو انكار للربوبية في الظاهر بدليل قول الله عز وجل وجحدوا بها اي ظاهرا واستيقنتها انفسهم اي باطنا. والسبب في ذلك ظلما وعلوا والدهرية يقرون بان الله عز وجل حقيقة في قلوبهم ان الله هو الذي يحييهم ويميتهم ولكن ظاهرا انكروه فاذا قلنا بان الخلق مفطورون على الاقرار بمقتضيات الربوبية فنعني به الاقرارا الفطري القلبي الباطني. وان ظلما وعلوا الظاهر ولذلك لما اراد فرعون ان يكذب موسى في وجود الله. قال يا هامان ابن لي صرحا ولماذا لم يقل يا هامان؟ خذ معك طائفة من الجيش واذهب يمينا وشمالا واضرب مشارق الارض ومغاربها بحثا عن الله ولماذا لم يقل يا غمان احفر لي في الارض حتى نبحث عن الله اللي ما خص جهة العلو بالبحث استقرار ان الله عز وجل في السماء كما قال الله عز وجل عن موسى لما اراه الايات التسع لقد علمت ان يا فرعون ما انزل هؤلاء اي الايات الا رب السماوات والارض بصائر. علمت باطنا او ظاهرا باطنا فلا بد من التفريق بين الاقرار الباطني الفطري القلبي وبين الاقرار الظاهري اللساني اذا قلنا بان الخلق مفطورون على الاقرار بالربوبية فانما نعني به الاقرار الباطني للظاهرين فان الظاهر قد يجحد ظلما وعلوا واستكبارا واباء وغطرسة وكفرا وجحودا لكن لا يستطيع الانسان ان ينكر مقتضى من ضرورات فطرته واضف الى هذا جواب ثاني وهي اننا اذا قلنا بان الخلق مفطورون على مقتضيات الربوبية فنعني به الاقرار او الفطرة الاصلية لكن قد يعرض لهذه الفطرة ما يلوثها ويبدلها التبديل الثاني لا يلغي لا يلغي ما فطرت عليه النفوس في اول الامر كما قال الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة اي باعتبار الاصالة والولادة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه فقد تكمس فطرة الانسان بسبب المؤثرات البيئية الفاسدة سفير عونو ولد على الفطرة لكن فسدت بسبب تعاطيه وكبره وكفره وعناده فقال انا ربكم الاعلى لا لانه يجحد. وانما لان فطرته فسدت والدهرية فسدت فطرتكم بسبب سوء معتقداتهم فاذا قلنا بان الخلق مفطورون على الاقرار بمقتضيات الربوبية سنعني به فطرة الاصالة لا باعتبار ما يلوث هذه الفطرة فيما بعد من المؤثرات البيئية الخارجية وهما جوابان جوابان واضحان ويؤكد هذه الكلية الحديث الذي ذكرته لكم انفا كل مولود يولد على الفطرة اي فطرة الاسلام والاقرار بالربوبية وقول الله عز وجل واذ اخذ وربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم في العهد الاول واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى. الخلق كلهم قالوا بلى ويؤكده حديث عياض ابن حمار رضي الله عنه. في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل واني علاقة عبادي حنفاء كلهم فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم. وحرمت عليهم ما احللت لهم. اذا الفساد ليس فساد اصالة وانما فساد اكتساب عرب وبهذين الجوابين يزول الاشكال ان شاء الله. ومن الكليات ايضا كل موجود او حادث لابد له من موجب ومحدث طولنا عليكم نعتذر اليكم كل موجود او حادث فلا بد له من موجب ومحدث وهو قول الله عز وجل ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون وهو من اعظم الادلة العقلية على وجود الله عز وجل فان من مقتضيات العقول ان كل حادث فلا بد ان يقف وراءه محدث احدثه وكل موجود فلا بد ان يقف وراءه موجد اوجده. وذلك لان هذا كائن بعد ان لم يكن وحادث بعد ان لم يكن له اثر وحدوثه ووجوده له ثلاث احتمالات لا رابع له اما ان يكون قد اوجد نفسه بنفسه وهذا احتمال ترفضه العقول في اصغر الاشياء فكيف باكبرها؟ فلو اننا جئنا الى رجل وقلنا ان القصر الذي تراه عينك لم يكن بالامس موجودا واصبح الناس وهو موجود من غير بان ولا خبير عمره فان عقله لا يقبل ذلك بل فيما هو اصغر من ذلك كالابرة الصغيرة فاننا من حين ما نرى الابرة الصغيرة نتصور ان لها صانعا قد صنعها ومصورا قد صورها فاذا كانت العقول لا فاذا كانت العقول تأبى وجود شيء بلا موجد وحدوث شيء بلا محدث في اصغر الاشياء ففي اكبرها من باب فهذا الاحتمال مرفوض ثم اضف الى هذا احتمال اخر وهي ان يكون قد وجد من عدم او وجد صدفة وهذا احتمال مرفوض. لانه قبل ان يوجد نفسه كان موصوفا بالعدم والعدم لا يوصف بانه خالق او قادر فاذا لم يكن هذا الكون قد اوجد نفسه بنفسه ولا وجد صدفة فيبقى ان اصح فيبقى ان الاحتمال الحق الذي لا يجوز القول بغيره هو الثالث وهو ان له موجدا قد اوجد وخالقا قد خلقه وابدعه من العدم وهو الله تبارك وتعالى ولذلك ذكرت الاية احتمالين ولم تذكر الثالث اكتفاء في المقرر العقلي الذي يستنتجه قارئ هذه الاية وقال الله عز وجل ام خلقوا من غير شيء اي انهم خلقوا من عدم ام هم الخالقون اي هم الذين اوجدوا انفسهم فلا الاول صحيح ولا الثاني صحيح ثم سكت الله عز وجل وتجاوز الاحتمال الثالث لان نتيجة العقل ان لهم موجدا قد اوجدهم وخالقا قد ابدع صنعتهم وخلقهم وهو الله تبارك وتعالى فالعقل يمنع وجود شيء لا موجد له. ويمنع حدوث شيء لا محدث له. فهذا من الادلة التي يستدل بها اهل بل استدل بها القرآن على وجود الله عز وجل. ولذلك لما سمع جبير بن مطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية من سورة الطور. قال وذا فكاد قلبي ان يطير استدلال عقلي واضح على وجود الله عز وجل وانه المتوحد الخالقية والمتفرد بالاحداث والابداع وهو بديع السماوات والارض عز وجل والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين