بقدر ما يحصل له من تلك المعارف الاخلال بذلك يوقع الانسان في الخلل في العلم بالله او العمل بما شرع جل في علاه ولهذا من من المهم ان تكون للانسان عين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد الفائدة الخامسة للانسان قوتان قوة علمية نظرية وقوة عملية ارادية الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الكلام من ابن القيم رحمه الله في قوله للانسان قوتان قوة علمية نظرية وقوة عملية ارادية هو بيان وتوصيف للواقع. لو قيل ما الدليل؟ الدليل هو الواقع الانسان له قوة ادراك ومعرفة وله قوة عمل وارادة وكلاهما مما ينبغي ان يسعى الانسان في تكميله ولهذا جاءت الشريعة بتكميل هذا وذاك كما سيأتي في كلام المؤلف القوة العلمية النظرية وتكميم جاءت الشريعة بتكميل القوة العلمية النظرية وتكميل القوة عملية الارادية وقد جاء في القرآن سورتان سورة تتعلق بالقوة العلمية النظرية وسورة تتعلق القوة العملية الارادية وهما طبعا ذكرهما في القرآن في مواضع عديدة لكن في سورتين مقترن في سورتين مقترنتين جاء ذكر هذا وهذا ومقترنتين يعني يسن قراءتهما في الصلاة سورة الكافرون قوة لتكميل القوة عملية الارادية وسورة الاخلاص تكميل القوة العلمية النظرية ولذلك تسمى لذلك تظمنت سورة اه الاخلاص توحيد المعرفة والعلم توحيد العلم والمعرفة وتضمنت سورة الكافرون توحيد الارادة والطلاق الارادة والطلب وهما ما اشار اليه هنا في قوله للانسان يعني كل بني ادم قوة من ذكر او انثى قوتان قوة علمية نظرية بها يكمل جوهره وفكره وقوة عملية ارادية بها يكمن قوله وعمله فبقدر كمال هاتين القوتين تكون كمال الانسان والانسان في الاصل آآ يميل الى او او نعم. والانسان في اصل الخلقة ظعيف في هاتين القوتين ومطلوب منه تكميلهما قال الله تعالى ان عرضنا ان عرضنا الامانة على السماوات ارض والجبال ها فبين ان يحملنها واشفقنا منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ظلوما خلل في ايش بالقوة الارادية العملية جهول خلل في القوة العلمية النظرية وبقدر كمال الانسان في هذين بالعلم والعمل يخرج عن الخطأ ويقوم بالامانة التي كلف بها فالانسان في اصل خلقته خلقه الله تعالى لا يعلم شيئا والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا لا تعلمون شيئا لكن من رحمته ان اعطى الانسان القدرة على ايش؟ على اكتساب المعارف والعلوم وعلى ترجمة ذلك عملا وبقدر ما يحصل الانسان من المعارف والعلوم ويترجمها ارادة وعملا يحصل له الكمال طيب قال رحمه الله للانسان قوتان قوة علمية نظرية وقوة عملية ارادية وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والارادية واستكمال القوة العلمية انما يكون بمعرفة فاطره وبارئه. ومعرفة اسمائه وصفاته. ومعرفة الطريق التي اقفلوا اليه ومعرفة ومعرفة افاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها. فبهذه المعارف الخمس يحصل كمال يحصل يحصل كمال يحصل كمال قوته العلمية واعلم الناس اعرفهم بها وافقههم فيها واستكمال القوة العملية المعارف الخمسة التي اناط بها كمال القوة العلمية معرفة فاطره وبارئه معرفة اسمائه وصفاته معرفة الطريق التي توصل اليه وهي الشريعة ومعرفة افاتها اي ما يقطعه عن الوصول الى الله عز وجل من المعاصي والسيئات ومعرفة نفسه وعيوبها هذه خمسة معارف بها تكمن القوة العلمية النظرية. نعم قال واستكمال القوة العملية. طيب قال واعلى واعلم الناس. قال واعلم الناس اعرفهم بها وافقههم فيها واستكمال القوة العملية الارادية لا يحصل الا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد والقيام بها اخلاصا وصدقا ونصحا واحسانا ومتابعة وشهودا لمنته عليه وتقصيره هو في اداء حقه فهو مستحي من مواجهته بتلك الخدمة. لعلمه انها دون ما يستحقه عليه ودون دون ودون دون دون ذلك وانه لا سبيل له الى استكمال هاتين القوتين الا بمعونته فهو مضطر الى ان يهديه الصراط المستقيم. الذي هدى اليه اولياءه وخاصته. وان يجنبه الخروج عن ذلك الصراط اما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال. واما في قوته العملية فيوجب له الغضب. الله اكبر قوله رحمه الله واستكمال القوة العملية الارادية لا يحصل الا بمراعاة حقوقه والمقصود بمراعاة حقوقه ان يترجم تلك العلوم والمعارف الى عمل والعمل عمل قلب وعملوا جوارح وقول لسان فكمال المعرفة لا يحصل للانسان به سعادة الا اذا اتبعه بكمال العمل وبترجمة ذلك ولهذا قال رحمه الله مفصلا في في ذلك اه ما ما ينبغي ان يكون عليه في عمله وانه لا يعني وان هذا العمل مهما كان فانه لا يفي الله تعالى حقه وانه لا لا يمكن ان يوفق الى العلم والعمل الا باللجأ الى الله وسؤاله الهداية قال رحمه الله آآ فهو مضطر الى ان يهديه الصراط المستقيم الذي هدى اليه اولياءه وخاصته بداية بيان ومعرفة وهذا كمال للقوة العلمية وهي وهداية توفيق وعمل وهذا كمال للقوة العملية الارادية قال وان يجنبه الخروج عن ذلك الصراط المستقيم والخروج عن الصراط المستقيم بواحد من امرين الخروج على الصراط المستقيم ب الجهل وعدم العلم وهذا هو الضلال وخروج على الصراط المستقيم بترك العمل بالعلم وهذا موجب للغضب ولذلك قال وان يجنبه الخروج عن الصراط المستقيم اما بفساد قوته العلمية فيقع في الضلال واما في قوته العملية عنده علم ومعرفة لكن ما في عمل فيوجب له الغضب ولهذا نقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم وهم الذين علموا ولم يعملوا ولا الضالين وهم الذين عملوا بلا علم فالغضب نقص في اي القوتين الغضب غير المغضوب عليهم نقصت اي القوتين عندهم القوة العملية الارادية ولا الضالين اي القوتين نقصت العلمية نعم قال فكمال الانسان وسعادته لا تتم الا بمجموع هذه الامور. وقد تضمنتها سورة الفاتحة وانتظمتها اكمل نظام فان قوله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. يتضمن الاصل الاول وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة اسمائه وصفاته وافعاله والاسماء المذكورة في هذه السورة هي اصول الاسماء الحسنى. وهي اسم الله والرب والرحمن فاسم الله متضمن لصفات الالوهية. واسم الرب متضمن لصفات الربوبية. واسم الرحمن متضمن لصفات الاحسان الجود والبر ومعاني اسمائه تدور على هذا يعني بقية الاسماء الاخرى دائرة على هذه الاسماء الثلاثة ولذلك قيل ان الاسم الاعظم الله الرحمن الرحيم نعم وقوله اياك نعبد واياك نستعين يتضمن معرفة الطريق الموصلة اليه. وانها ليست الا عبادته وحده بما يحبه ويرضاه واستعانته على عبادته واضح طريق الموصل اليه وعبادته عبادته لا تكون الا بما شرع عبادته لا تكون الا بما شرع فتضمن معرفة عبادته وما شرعه لتحقيق ما امر به جل في علاه وما شرعه مما يوصل اليه سبحانه وبحمده نعم ولا يتحقق للعبد ذلك الا بعون من الله فهو المتفضل على عبده بان اعانه على الطاعة. كل طاعة توفق اليها فهي فضل من الله عليك لانه لولا عون الله لك ما كانت فاحمد الله واعرف فظله واشهد منته وهذا يقطع عن القلب ايش العجب بالنفس والاغتراب بالعمل فاذا قمت من الليل اذا صليت الفرائض وحافظت عليها اذا اديت الواجبات بالزكاة والصوم والحج اذا وفقك الله للصالحات من صيام او غيره فذاك فضل الله الذي يسره لك فاحمد الله عليه واشهد فظله فالله تعالى اعلم حيث يجعل رسالته فذاك فضل الله اصطفاك وهداك والا لتركك مع هذا الخلق الكثير الذي لم يوفقهم لذلك كما قال الله تعالى ولو ارادوا الخروج لعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم لم يوفقهم فينبغي للعبد ان يفرح بكل طاعة يوفق اليها ويشهد منة الله عليه فيها وبهذا تزداد ازداد العبودية لله ويقترب العبد من ربه ويفتح الله تعالى له من ابواب العمل الصالح الاستقامة في قلبه وعمل ما يسر به. نعم قال وقوله اهدنا الصراط المستقيم يتضمن بيان ان العبد لا سبيل له الى سعادته الا باستقامته على المستقيم وانه لا سبيل له الا وانه لا سبيل له الى الاستقامة الا بهداية ربه له. كما لا سبيل له الى عبادته الا بمعونته فلا سبيل له الى الاستقامة على الصراط الا بهدايته وقوله والهداية المطلوبة ايش اهدنا الصراط المستقيم الهداية المطلوبة نوعان بداية البيان والارشاد والعلم والمعرفة وبه تكمن القوة العلمية للعبد فيعرف ربه يهديه لمعرفة الله واسماعه وصفاته ويهديه لمعرفة الشرائع الطريق الموصل اليه ثم يهديه هداية التوفيق والهام وعمل بان يوفقه الى العمل بما شرع فتكمل بذلك الهدايات نعم وقوله وقوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم وان الانحراف الى احد الطرفين انحراف الى الضلال. الذي هو فساد العلم والاعتقاد والانحراف والانحراف الى الطرف الاخر انحراف الى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل فاول السورة رحمة واوسطها هداية واخرها نعمة وحظ العبد من النعمة على قدر حظه من الهداية وحظه منها على قدر حظه من الرحمة. فعاد الامر كله الى نعمته ورحمته والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيته فلا يكون الا رحيما منعما. وذلك من موجبات الهيته فهو الاله الحق وان جحده الجاحدون وعدل به المشركون فمن تحقق بمعاني الفاتحة علما ومعرفة وعملا وحالا فقد فاز من كماله باوفر نصيب وصارت عبوديته عبودية الخاصة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبدين والله المستعان وهذا يعني من الكلام المفيد الذي يحمي الانسان على تدبر ما يقرأ من كلام الله عز وجل. وبه يفهم السر في تكرار الفاتحة في الصلاة انها من اعظم السور جمع معاني القرآن وجمع ما يفتح به كل خير ويغلق به كل شر ما ذكره رحمه الله من ان اولها هداية من اول من ان اولها رحمة واوسطها هداية واخرها نعمة ظاهر فان الله تعالى بدأ بذكر ربوبيته ورحمته الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ثم ذكر العبودية له اياك نعبد واياك نستعين وهذا تتمة رحمته ان يوفق العبد للعبادة وان يعينه عليها ثم ذكر آآ الهداية في قوله اهدنا الصراط المستقيم واما النعمة بقوله الصراط الذي انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وبه يعلم ان كل هداية وتوفيق الى علم او عمل انما هو من نعمة الله تعالى على العبد نعم الفائدة السادسة الرب تعالى يدعو عباده في القرآن الى معرفته من طريقين. احدهما النظر في مفعولاته والثاني التفكر في اياته وتدبرها فتلك اياته المشهودة وهذه اياته المسموعة المعقولة فالنوع الاول كقوله ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من سماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقومي يعقلون وقوله ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. وهو كثير في القرآن والثاني كقوله افلا يتدبرون القرآن وقوله وقوله افلم يتدبروا القول وقوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وهو كثير ايضا فاما المفعولات فانها دالة على الافعال. والافعال دالة على الصفات فان المفعول يدل على فاعل فعله. وذلك يستلزم وجوده وقدرته ومشيئته وعلمه لاستحالة صدور الفعل الاختياري من معدوم او موجود. لا قدرة له ولا حياة ولا علم ولا ارادة ثم ما في المفعولات من التخصيصات المتنوعة دال على ارادة الفاعل. وان فعله ليس بالطبع بحيث يكون واحدا غير متكرر وما فيها من المصالح والحكم والغايات المحمودة دال على حكمته تعالى وما فيها من النفع والاحسان والخير. دال على رحمته. وما فيها من البطش والانتقام والعقوبة دال على غضبه وما فيها من الاكرام والتقريب والعناية دال على محبته. وما فيها من الاهانة والابعاد والخذلان دال على بغضه ومقته وما فيها من من ابتداء الشيء في غاية النقص والضعف ثم سوقه الى تمامه ونهايته دال كن على وقوع المعابد وما فيها من احوال النبات والحيوان وتصرف المياه دليل على امكان الميعاد. وما فيها من ظهور اثار الرحمة والنعمة على خلقه دليل على صحة النبوات وما فيها من الكمالات التي لو عدمتها كانت ناقصة. دليل على ان معطي تلك الكمالات احق بها فمفعولاته ادل شيء على صفاته. وصدق ما اخبرت به رسله عنه فالمصنوعات شاهدة تصدق الايات المسموعات. منبهة على الاستدلال بالايات المصنوعات قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. اي ان القرآن حق فاخبر وانه لا بد ان يريهم من اياته المشهودة من اياته المشهودة من اياته المشهودة ما يبين لهم ان اياته المتلوة حق ثم اخبر بكفاية شهادته على صحة خبره بما اقام من الدلائل والبراهين على صدق رسوله فاياته شاهدة بصدقه وهو شاهد بصدق رسوله باياته. فهو الشاهد والمشهود له وهو الدليل والمدلول عليه فهو الدليل بنفسه على نفسه. كما قال بعض العارفين كيف اطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء. فاي دليل طلبته عليه فوجوده اظهر منه ولهذا قال الرسل لقومهم افي الله شك فهو اعرف من كل معروف وابين من كل دليل. فالاشياء عرفت به في الحقيقة. وان كان عرف بها في النظر والاستدلال بافعاله واحكامه علي هذه الفائدة ذكر فيها المؤلف رحمه الله ما يصل به الانسان الى معرفة ربه جل في علاه ومعرفة الله اكمل المعارف وهي مفتاح سعادة الانسان كما تقدم في ما ذكر في الفائدة السابقة اذ ان كما اذ ان اصل القوة العلمية النظرية هي معرفة الله عز وجل وما ذكره من معرفة الله عز وجل ذكر فيه امرين اي يعرف الله تعالى ويعرف كماله جل في علاه من طريقين. النظر في مفعولاته اي ما خلقه في السماوات والارض وما اجراه سبحانه وتعالى في الكون المشاهد والثاني التفكر في وحيه وما جاءت به رسله وهو التفكر في ايات الكتاب الحكيم. التفكر في قوله وتدبر اياته فهذا وذاك طريقان يحصل بهما معرفة الله تعالى والعلم به جل في علاه وكلما كمل الانسان هذين الطريقين فانه يدرك من العلم بالله والمعرفة له وتحقيق العبودية له جل وعلا باصرة وقلب حاضر في الاعتبار بما يشهده من ايات الله الله عز وجل يلفت الانظار في كتابه الى خلقه وبديع صنعه سبحانه وبحمده في كل دقيق وجليل حتى الاعمى الذي لا يبصر ندبه الى التفكر وفي انفسكم افلا تبصرون فالاعتبار بالايات الخلقية من طرق الوصول الى العلم بالله ومعرفة عظمته وجلاله سبحانه وبحمده. ثم يكمل هذا بمعرفة وفهم ما جاءت به الشريعة في الوحي والقرآن فان ذلك مما يدرك به العلم بالله واشار المؤلف في نهاية كلامه الى اقتران هذين وان الدلائل الخلقية تحمل العبد الى على ادراك للدلائل القرآنية. ولهذا يقول فمفعولاته اجل شيء على صفاته وصدق ما اخبرت به رسله ادل شيئا على مفعولاته على على صفاته وصدق ما اخبرت به رسله. كما قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم براهين في الافاق وفي الانفس تدل على ايش حتى يتبين لهم انه الحق انه الضمير يعود الى الاسلام. قيل يعود الى القرآن قيل يعود الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فمن كان هذا عين باصرة وقلب حاضر في الاعتبار بالايات لابد في النهاية ان يصل الى آآ الى معرفة ان ما جاء به القرآن حق وصدق والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد بعد الصلاة التفسير ان شاء الله