يزحفون على مؤخراتهم خلافا لما امروا به من السجود. وقالوا حطة اي حبة في شعيرة حبة في شعيرة على وجه السخرية وقيل في بعض النسخ وفي رواية قالوا حنطة حبة في شعيرة ما فيها وعمل بما دلت عليه وامن باخباره دعا اليه ونافح عنه هذا هو هذه هي الصحبة الكاملة ولك من شفاعة القرآن بقدر ما معك من صحبته. والناس في هذا الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون احمده حق حمده فهو اجل من حمد واعظم من ذكر له الحمد كله اوله واخر ظاهره وباطنه. واشهد ان لا اله الا الله. واشهد ان محمدا عبدالله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان اعظم ما اشتغل به الانسان من العلوم علم القرآن. ذلك ان علم القرآن يوصل العبد الى العلم بالله والعلم بالطريق الموصل اليه. ولذلك بشر الله تعالى الناس كافة بهذا الكتاب المبين ووصفه بانه نور مبين. لانه يكشف معالم الهدى ويبين طريق التقى ويحذر من سبل الردى ويوصل الانسان الى غاية المنى بالسعادة في الدنيا والفوز في الاخرة. فجدير بمن اراد النجاة وسعى في سبل الفلاح ان يشتغل بالقرآن العظيم ما استطاع الى ذلك سبيلا. فانه اصل العلوم ومنبعها. وهو القلوب وهدايتها وبقدر ما يصرف الانسان من وقت في تعلم القرآن من من استقامة الحال وزكاء العمل وصلاح القلب وهداية الروح ما لا يدركه بغيره. ولذلك جاء في الصحيحين من حديث ابي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه وهذا وسام نبوي. وشهادة من سيد الورى ممن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم بان خير الناس من تعلم القرآن وعلمه. وكثير من الناس قد يفهم من هذا الحديث في فضيلة تعلم القرآن وتعليمه انه منصب الى تعلم الفاظه وطريقة تلاوته وكيفية النطق به وهذا جزء من تعلم القرآن لكن اعظم من ذلك واهم واولى بالعناية العلم بمعاني كلام الله عز وجل معاني القرآن فهم ما فيه من هدايات والوقوف على ما فيه من دلالات واستنباط ما فيه من معاني فان ذلك يوصل الانسان الى سعادة الدنيا وفوز الاخرة. لذلك يقول الله تعالى في محكم كتابه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. والتدبر مرحلة متقدمة في فهم القرآن فانها مرحلة فهم المعنى تجاوزه بالنظر في تلك المعاني ومدلولاتها وازالة الفكر في معانيها و جنباتها بذلك يدرك الانسان تدبر القرآن. لذلك ينبغي للمؤمن ان يحرص على تدبر القرآن اكثر من حرصه على عدد ما يقرأ من القرآن. فان وقوفك عند اية وادراكك معناها واصلاحك لنفسك بها خير من ان تقرأ ختمات وانت لا تفقه المعنى ولا تدرك المدلول ولا تعرف ما فيه من هدايات فهذا قد ذمه الله تعالى في كتابه حيث قال ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني. منهم اميون اي لا يعرفون القراءة والكتابة الا قراءة الالفاظ فقط فليسوا اهل علم ومعرفة. وذلك ان كل من اعتنى اللفظ الفاظ القرآن دون عنايته بمعانيه وما فيه من دلالات فانه في الامر يوصف بانه لا يعلم القرآن الا امانيه. وقد وصفه الله تعالى بانه امي. فقال ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني يعني ليس لهم معرفة بالكتاب الذي انزله الله تعالى على رسوله الا القراءة لالفاظه الا تلاوة حروفه اما الوقوف عند معانيه وادراك مدلولاته والتبصر في هداياته فهم عنه معرضون. وهذا بالتأكيد اعراض عن القرآن ونوع هجر له وقد قال الله تعالى في شكاية الرسول صلى الله عليه وسلم قومه او قال الرسول ربي وقال الرسول يا ربي قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. هجروه بعدم معرفة معانيه. واذا لم يعرفوا معانيه فلن يعملوا به لان العمل فرع عن الفهم. فمن لم يفهم الكلام فانه لن يمتثل ما فيه من امر ولن ينزجر ما فيه من نهي ولن يتعظ بما فيه من عظات وعبر ولن يزداد ايمانا بهداياته وانواره لانه غافل عن معناه واخص صفات اهل الايمان اهل الاعتبار بالقرآن والانتفاع منه. قال الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته ها زادتهم ايمانا. انها لن تزيدهم ايمانا وهم لا يفقهون معانيها ولن تفيدهم خيرا وهم لا يعرفون ما فيه من هدايات ما فيه من دلالات ما فيه من خيرات لذلك احث نفسي واخواني على العناية بفهم القرآن على الاهتمام ان نضم الى تلاوته معرفة معانيه فان معرفة معاني القرآن طريق الهداية. طريق العمل به طريق ترجمته واقعا. فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يشرح صدورنا لتلاوة كتابه. وان يرزقنا فهمه والاعتبار به وان يفتح لنا في تدبره فتحا عظيما. وان يجعلنا من حزبه واوليائه. وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته وان يجعله شفيعا لنا يوم نلقاه فان القرآن يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه وصاحب القرآن اتدرون من هو يا يا ايها الاخوة؟ صاحب القرآن هو الذي يتلوه وهو الذي يفهم معناه وهو الذي يتدبر مع اياته وهو الذي يعمل بما فيه وهو الذي يدعو اليه وهو الذي يذب عنه. كل هذا من صحبة القرآن. فالذي يقرأ القرآن له جزء من الصحبة فقط. واما الذي تكمل صحبته هو ذاك الذي قرأ اياته. وفهم معانيها وتدبر مستقل ومستكثر. وكل انسان على نفسه بصيرة. وليس بينك وبين القرآن حائل. القرآن يسره الله تعالى كما قال في محكم كتابه ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ فاذا عجزت عن فهم اية فاطلبها في تفاسير الكتاب وما اكثر التفاسير التي تخرب معاني القرآن. واذا اشكل عليك شيء من ذلك فراجع اهل العلم كما قال رب العالمين فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ليس ثمة ما يمنعك من التفقه بالقرآن. ولا فهم معانيه الا الهمة الا ضعف الارادة الا ايثار الدعاة الا الاعراض عن هذا الخير العظيم الذي به سعادة الدنيا وفوز الاخرة. نحن في هذا المجلس من كل يوم ان شاء الله تعالى نقف مع بعض ايات الكتاب الحكيم. نقرأ ما فيها من معاني وما جاء فيها من اخبار سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه وما جاء فيها من بيانه ونسأل الله ان يجعله مباركا وان تتنزل عليه السكينة وتغشاه الرحمة وتحفه الملائكة ويجعلنا الله واياكم ممن يذكره هو عنده فانه ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. نسأل الله ان يبلغنا ذلك على اوفر حظ فنحن نتدارس كتاب الله في اعظم بيوت الله في المسجد الحرام فنسأله ان يجعلنا واياكم من المقبولين وان يرزقنا واياكم الفوز يوم العرض عليه. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر ولجيخنا وللحاضرين. باب القول الله تعالى واذ قلنا لهم هذه القرية وسنزيد المحسنين. رغدا واسعا كثيرا. قال حدثني محمد قال حدثني عن ابن المبارك عن همام ابن منبه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل لبني اسرائيل وقولوا حطة يزحفون على اسنانهم فبدلوا وقالوا حطة هبة في شعرة هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لبيان معنى قول الله عز وجل واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث هذا مما قصه الله تعالى من اخبار بني اسرائيل في سورة البقرة بنو اسرائيل هم اليهود الذين بعث فيهم موسى عليه السلام. وكان اول ما بعث فيهم على نحو من الذلة والمهانة. والاستظعاف وتسلط فرعون وقومه عليه عليهم بنحو من السخرة والسبي والقتل فجاء الله تعالى بموسى فنجاهم واخرجهم من مصر اخرجهم وامرهم بالتوجه الى بيت المقدس وامرهم بدخول قرية بعد ان اراهم من ايات صدق موسى عليه السلام ما لا ان يكذب به الا من قسى قلبه. فان الله تعالى اظهر لهم ايات عظيمة من العصا واليد ومن اظهارهم على فرعون ومن شق البحر بضربة عصا موسى عليه السلام واغراق عدوهم على نحو شاهدوه وابصروه. وكان فيه اية. ثم امرهم الله تعالى ان يدخلوا قرية. والله عز وجل هنا لم يسمي القرية باسمها انما ذكرها بوصفها. والقرية في القرآن هي المدينة بخلاف استعمال الناس اليوم يميزون بين القرى والمدن بان المدن اكبر اتساعا واكثر جمهورا المدن اكبر اتساعا وقت الرقيا واكبر عددا واما القرى فهي دون ذلك بكثير. والذي عليه القرآن ان القرى هي مدن ولذلك سميت مكة ام القرى لانها ام المدن فهي اول مدينة كانت على الارض قال الله تعالى فان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين. وقيل انما سميت ام القرى لان فيها اول بيت عبد الله تعالى فيه وقد يكون حصل من التجمعات السكنية او البشرية في غير مكة لكن مكة امتازت لانها اول ان فيها اول ان فيها اول بيت وضعه الله تعالى للناس للعبادة وهو هذه البنية التي يخبرها اهل الاسلام في كل صلاة. الله عز وجل يقول فيما قصه عن وقائع بني اسرائيل للاعتبار والعظة. فانما قصه الله من اخبار بني اسرائيل ليس قصصا للتسلية او لذكر ما جرى في الامم السابقة دون اعتبار بل يذكر الله تعالى تحذيرا مما وقعوا فيه وتنبيها لخطورة مخالفته وان ما جرى لاولئك سيكون لكل من سلك اسلكهم وسار في طريقهم. لذلك قصص القرآن ليست للتسلية ولا للمتعة. قال الله جل وعلا واذ قلنا ادخلوا اي قلنا لبني اسرائيل وان قلنا ادخلوا هذه القرية قيل القرية هي القدس وهي التي امروا بدخولها وقيل غير ذلك ادخلوا هذه القرية والشأن ليس في القرية انما فيما جرى من حدث. ولذلك ما عماه القرآن من اسماء الاشخاص او اسماء الاماكن او اسماء المواضع كل ذلك ينبغي ان يعرض عنه وان لا يبحث فيه لان العبرة ليس في المكان اذ لو كان المكان مقصودا لبينه الله تعالى او لو كان اسم الشخص مقصودا لبينه الله تعالى على سبيل المثال اختلاف المفسرين في اسم الشجرة التي اكل منها ادم. هل شجرة كذا او شجرة كذا على خلاف. لو كان في تسمية الشجرة نفعا لبينه الله عز وجل. انما النفع والعبرة في ان الله نهاه عن ان يأكل من الشجرة فاكل منها فكان ما كان من الحال التي وقعت له العبرة فيما ابهمه الله تعالى من الاسماء فيما ابهمه الله تعالى من الاماكن ان يمظى على ما هو عليه ولا يتكلف الانسان طلب ذلك يقول الله تعالى واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا. اي فكلوا منها مما ساقه الله من النعيم واما يسره الله تعالى من الارزاق رغدا اي واسعا لا ضيق عليكم فيه ولا تشديد في الوانه ونعيمه فان ذلك كله قد ابيح لكم لكن امرهم بامر يرافق دخولهم فقال جل وعلا وادخلوا الباب سجدا. ادخلوا الباب سجدا. اي ادخلوا الباب حال كونكم سجدا كيف يدخل الباب سجدا؟ قيل سجدا انهم يسجدون عند دخولهم والمراد بالسجود الركوع. لان الركوع قريب من الى السجود هكذا قال جماعة من المفسرين. وقال اخرون بل المراد بالسجود الذل والخضوع. لان السجود علامة الخضوع والانقياد والذل للمعبود سبحانه وبحمده. ولذلك قال لهم ادخلوا الباب سجدا. اي حال كونكم ابالله خاضعين خاشعين مستسلمين مقرين بعبوديتكم له جل في علاه وهذا المعنى ليس ببعيد. وعلى كل حال ليس المقصود ان يدخلوا وهم سجود ويكون دخولهم سجدا لان الساجد لا يتحرك. انما المقصود به اما ان يسجدوا ويدخلوا واما ان يركعوا واما ان المقصود هو الوصف المقارن للسجود من الذل والخضوع وتحقيق العبودية لله عز وجل. ادخلوا الباب سجدا ومع السجود امروا بان قولوا شيئا فهم امروا ان يدخلوا على صفة فعلية وعلى صفة قولية. اما الصفة الفعلية فهي السجود. واما الصفة قولية فهو ما او الامر القوي الذي امروا به وهو قوله تعالى وقولوا حطة. قولوا حطة. وما معنى حطة حطة مأخوذة من الحق اي انهم امروا بان يقولوا في سجودهم وذلهم عند دخولهم الى ما امروا بدخوله مسألتنا حطة. مسألتنا اي طلبنا يا ربنا حطة انت تحط عنا الخبايا والذنوب. فامروا بان يسألوا الله تعالى حط الخطايا. وحط الذنوب ذنوب لكنهم لاستكبارهم وصلفهم وقسوة قلوبهم لم يمتثلوا فدخلوا على خلاف الصفة التي امروا بها. امروا بالصفة ايش؟ ان يدخلوا كيف؟ سجدا. فما كان منهم الا دخلوا على استاههم يعني قاعدين على مقاعدهم يزحفون يعني هكذا هكذا. شفتوا؟ هكذا دخلوا لانه مأمور بالدخول كيف؟ مأمورون ان يدخلوا سجدا فخالفوا في الصفة. ثم انهم خالفوا في القول. فالله عز وجل قال لهم قولوا ايش حطه ايش معنى حطه؟ ما معنى حطة؟ يعني حط عنا الذنوب يسألون الله ان يحط عنهم الخطايا والذنوب قالوا حنطة حنطة والحنطة معروفة وهي نوع من الحبوب وهذا على وجه السخرية والاستهزاء بما امروا به وهم قوم بهت اصحاب استهزاء وسخرية بالنبيين. ولذلك لما امر موسى عليه السلام كما مر معنا في قصة البقرة قالوا اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين. فهم لم لم يقبلوا امره ولما امروا بما امروا به من الدخول على هذه الصفة كانوا على نحو من الاستهزاء بما امروا به والاستخفاف بما امروا به ما ذكره الله تعالى في كتابه حيث قال سبحانه وبحمده من هم؟ لما قال لهم قولوا حطة قالوا حنطة وفي بعض الروايات قالوا حبة في شعير حبة في شعير على وجه الاستهزاء والسخرية بما امروا به. فخالفوا امر الله عز وجل في صفة الدخول وفي القول الذي امروا به عند دخولهم. نستمع الى ما جاء. من الحديث في بيان ذلك والصلاة والسلام على ابي هريرة وساغ باسناده عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل لبني اسرائيل وادخلوا الباب سجدا وكونوا حطة فدخلوا على اشدائهم فبدلو وقالوا حطة حبة في شعرات. في من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في بيان ما فعله بنو اسرائيل عندما امروا بالدخول على هذه الصفة التي ذكر الله في كتابه وادخلوا الباب سجد وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم. فقد وعدهم الله تعالى اذا امتثلوا ما امروا به من الدخول على الصفة التي ذكر وقول ما قال وعدهم الله تعالى بامرين نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين السيئات واثابة المحسن وهو من امتثل امر الله عز وجل لكنهم لم يمتثلوا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم قيل قيل لبني اسرائيل ادخلوا الباب سجدا. وقولوا حطة فدخلوا يزحفون على استاههم. اي على مؤخراتهم وهذا كله استهزاء بما امرهم الله تعالى به. وقد ذكرت ان ما امروا به من قول حطة المقصود به طلب المغفرة وقيل انه اقرار منهم بالذنوب والخطايا وذلك يوجب مغفرة الله عز وجل. فامروا بان يقولوا تلك الصفة التي دخلوا بها هذه المدينة وهي في كل اقوال المفسرين تدور على انها كلمة يطلبون بها او صفة يطلبون بها حق الذنوب والخطايا. نعم من كان عدوا لجبريل. قال حدثنا ابن منير سمع عبد الله ابن بكر. قال حدثنا فمن قبل ما نستكمل ماذا جرى لما خالفوا امر الله تعالى؟ ما الذي حصل؟ انزل الله تعالى بهم العقوبة قال تعالى فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم. اي قالوا قولا غير الذي قيل لهم انزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء الرجس هو العقوبة. ما سببها بما كانوا ايش يفسقون اي بما كانوا يعصون الله عز وجل ويخالفون امره. ثم بعد ذلك انتقل الامام البخاري رحمه الله الى اية اخرى وهي من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه. وما جاء في تفسير هذه الاية فان بني اسرائيل جبريل عليه السلام وذكر في ذلك في سبب العداوة اسباب عديدة لكن الله اعلم بصحة هذه الاسباب لانه ولم يثبت بها حديث صحيح انما الثابت اليقين ان بني اسرائيل اتخذوا جبريل عدوا قيل لانهم قالوا ان جبريل لا ينزل الا بالعقوبة. وبالعذاب وبالقتل. وقيل ان جبريل كان قد حمى وقت نصر الذي استأصل اليهود واجلاهم من بيت المقدس وكل هذا زور وكذب فان جبريل عليه السلام من اشرف ملائكة الله عز وجل ومن اعلاه ومن اعلاهم واعظمهم مكانة وهو الواسطة بين الله عز وجل وبين رسله. فان الله عز وجل بعثه الى الرسل جميعا حيث كان واسطة بينه وبين المرسلين. فهو القوي الامين. وهو الذي اصطفاه رب العالمين وامتأى وائتمنه على اعظم وحي وعلى سائر الوحي الذي اوحاه الى المرسلين. انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده الرسل جميعا اوحي اليهم من طريق من طريق واحد وهو ما اوحاه الله تعالى الى جبريل. فجبريل ملك من الملائكة عظيم وهو الناموس وهو الرسول الذي بينه وبين رسله من بني ادم. كما قال الله تعالى الله يصطفي الملائكة رسلا ومن الناس