الغالب ان يكون له مناسبة التعبير بالجزء عن الكل له وجهان اما ما يصلح ان يكون بغير مناسبة مثل الوجه فالوجه يطلق ويراد به الشخص او المراد به الشيء ذاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين وبعد قال المؤلف غفر الله لنا وله ولشيخنا ولجميع المسلمين سورة التين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم هذه الاية الكريمة توهم ان الانسان ينكر ان ربه خلقه لما تقرر في فن المعاني من ان خالي الذهن من التردد والانكار لا يؤكد له الكلام. ويسمى ذلك والمتردد يحسن التوكيد له بمؤكد واحد ويسمى طلبيا. والمنكر يجب التوكيد له بحسب انكاره ويسمى انكاريا. والله تعالى في هذه الاية اكد اخباره بانه خلق الانسان في احسن تقويم باربعة اقسام وباللام قد فهي ستة تأكيدات وهذا التوكيد يوهم ان الانسان منكر بان ربه خلقه وقد جاءت ايات اخرى صريحة في ان الكفار يقرون بان الله هو خالقهم وهي تهم ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين سورة التين تقدم الكلام على صدرها وقد اقسم الله تعالى فيها بثلاثة اقسام هي مواضع الرسالات والتين والزيتون الشام وطول سنين موضع الوحي لموسى وهذا البلد الامين وهو موضع خاتم الوحي لخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم هذا القسم لا يؤتى به الا تأكيد ولذلك جاء جوابه في قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم فالمؤكدات هنا هي هذه الاقسام التي ذكرها الله عز وجل كذلك اللا مقد والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين هذه اربعة مؤكدات ايمان لقد اللام وقع في جواب القسم وهي يؤتى بها للتأكيد قد حرف تحقيق وتوكيد يقول المصنف رحمه الله ان التوكيد لا يؤتى به الا لما هو موضع انكار فيؤتى به في موضع اقرار وهؤلاء مقرون بان الله تعالى خلقهم وهو مما احتجت به الرسل على انبيائهم في تقرير توحيد الالهية ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فهم مقرون بان الله خلقهم وخلق السماوات والارض وخلق سائر الخلق فالاقرار حاصل فما وجه تأكيد ما هم مقرون به ذكر رحمه الله فيما يتعلق باوجه البلاغة ان الكلام آآ له احوال من حيث التأكيد يقول لما تقرر في فن المعاني المقصود البلاغة من ان خالي الذهن من التردد والانكار لا يؤكد له الكلام الذي ليس عنده ما يضاد ما سيقال لا تحتاج الى ان تؤكد له المقال باي نوع من المؤكدات ويسمى هذا النوع من الكلام ابتدائيا والمتردد يحسن التوكيد له بمؤكد واحد وسماه طلبيا والمنكر هذا المتردد المنكر وهو ثالث الاقسام يجب التوكيد له بحسب انكاره. فكلما قوي الانكار زادت المؤكدات فالان عندنا ستة مؤكدات في امر هم مقرون به واضح فما وجه الجواب عن هذا التأكيد لما هم مقرون به ذكر في الجواب على ذلك وجهين الوجه الاول والجواب من وجهين الاول هو ما حرره علماء البلاغة من ان المقر اذا ظهرت عليه امارة الانكار جعل كالمنكر فاكد له الخبر كقول حجر بن نضلة جاء شقيق عارضا رمحه ان بني عمك فيهم رماح فشقيق لا ينكر ان في بني عمه رماحا ولان مجيئه عارضا رمحه احسن الله اليكم ولكن مجيئه عارض الرمح اي جاعلا عرضه عرضه جهتهم من غير التفات انه يعتقد ان لا رمحا فيهم فاكد له الخبر فاذا حققت ذلك فاعلم ان الكفار لما انكروا البعث ظهرت عليهم امارة انكار الايجاد الاول. لان من اقر بالاول لزمه الاقرار بالثاني ولان الاعادة ايسر من البدء. فاكد لهم فاكد لهم الايجاد الاول. ويوضح هذا ان الله تبين انه المقصود بقوله فما يكذبك بعد بالدين اي ما يحملك ايها الانسان على التكذيب بالبعث والجزاء بعد علمك ان الله اوجدك اولا فمن اوجدك اولا قادر على ان يوجدك ثانيا. كما قال تعالى قل قل يحيها الذي انشأها اول مرة الاية وقال كما بدأنا اول خلق نعيده. الاية وقال وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده الاية وقال يا ايها يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فان خلقناكم من تراب والايات بمثل هذا كثيرة. ولذا ذكر تعالى ان من انكر البعث فقد نسي ايجاده الاول. بقوله وضرب انا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. وبقوله ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخرج حيا اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا. وقال البعض معنى فما يكذبك فمن يقدر على تكذيبك يا نبي الله بالثواب والعقاب بعدما تبين له انا خلقنا الانسان على ما وصفنا وهو في دلالته على ما ذكرنا كالاول فظهرت النكتة في جعل الابتدائي كالانكار واضح المعنى الذي ذكره في الوجه الاول ان هؤلاء لما كذبوا البعث كان هذا مشعرا بتكذيبهم المبدأ ولهذا اكد الخلق الاول لانه الطريق الذي يستدل به على الخلق الثاني كما بدأنا اول خلق نعيده فلما كذبوا بالثاني وهو الاعادة بعد الموت والبعث بعد البلاء كان هذا مشيرا الى عدم يقينهم بالايجاد والخلق الاول فلذلك جاء مؤكدا بهذه المؤكدات الست ليس لاجل شكهم فيه لكن لانه يتطرق اليه الشك بما انهم مكذبون للبعث الثاني ولذلك قال فما يكذبك بعد بالدين بعد هذا البرهان البين. ما هو البرهان البين؟ ان الله خلقهم في احسن تقويم بعد هذا البرهان الاول ما الذي يجعلهم يكذبون بالبعث الذي هو يوم الدين يوم الجزاء والحساب فقول فما يكذبك بعد بالدين ليس المقصود بالدين هنا العمل انما المقصود بالدين هنا الحساب المذكور في قوله مالك يوم الدين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين يعني مالك يوم الحساب والجزاء واضح طيب الوجه الثاني احسن الله اليكم الوجه الثاني ان القسم شامل لقوله ثم رددناه اسفل سافلين اي الى النار وهم لا يصدقون بالنار بدليل لقوله تعالى هذه النار التي كنتم بها تكذبون. وهذا الوجه في معنى قوله اسفل سافلين اصح من القول بان معناه الهرم والرد الى ارذل العمر لكون قوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون اظهر في الاول من الثاني واذا كان القسم شاملا للانكار فلا اشكال لان التوكيد منصب على ذلك الانكار والعلم عند الله تعالى طيب يعني اذا الوجه الثاني هو ان التأكيد ليس لمفردة واحدة مما جاء به مما جاء ذكره في جواب القسم بل لمجموع امور لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين فقوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم يقرون به. لكنهم لا يقرون بقول ثم رددناه اسفل سافلين. والمقصود باسفل سافلين الجحيم اعاذنا الله تعالى واياكم منها لان الله تعالى قال ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين امنوا فاستثنى الذين امنوا. ورجح هذا التفسير لان تفسير اسفل السافلين بارذل الخلق هذا لا يتميز به كافر عن مؤمن فهو يجري على المؤمن وعلى الكافر واذا كان من دعاء المؤمن في الصباح والمساء اعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر فلو كان الهرم وسوء الكبر لا يتطرق للمؤمن لما كان للاستعاذة منه وجه لما كان للاستعاذة منه وجه. طيب يقول واذا كان القسم شاملا للانكار فلا اشكال لان التوكيد منصب على ذلك الانكار والعلم عند الله تم توجه ثالث لم يذكره المؤلف وهو ان المخاطبين بالقرآن من المشركين على نوعين. النوع الاول يقر مبدأ وقد يقروا بالميعاد لكنه لا يقيموا ليه التوحيد وزنا بل جعلوا الشركة موصلا الى ما يأملون من فضل الله ورحمته كما قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهذا القسم هو حال كثير من اهل الشرك الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يقرون بالبعث لكنهم لا يفردون الله بالعبادة اما القسم الثاني فهم الدهريون الذين لا لا يقرون باله ان هي الا حياة الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر فهؤلاء لا يقرون بان لهم خالقا يعبد ويستحق العبادة انما هو الدهر الذي يوجدهم ويبليهم فهؤلاء يصح ان يتوجه اليهم الخطاب في هذه السورة في الاقسام المؤكدة والتي تثبت المبدأ وتثبت المعاد اما المبدأ في قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم واما المعاد ففي قوله فما يكذبك بعد بالدين اليس الله باحكم الحاكمين؟ فتعال آآ جل في علاه الا يكون هناك بعث بعد الموت فان كذلك ينافي حكمة احكام الحاكمين سبحانه وبحمده فهذا الوجه الثالث لم يذكره المؤلف ويصبح ان يكون جوابا زائدا على ما ذكر رحمه الله سورة العلق احسن الله اليكم سورة العلق قوله تعالى ناصية كاذبة خاطئة اسند الكذب في الاية الكريمة الى ناصية هذا الكافر وهي مقدم على شعر وهي مقدم شعر رأسه. مع انه اسنده في ايات كثيرة الى غير الناصية كقوله انما الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون. والجواب ظاهر واضح قوله تعالى ناصية كاذبة خاطئة فوصف الناصية بالكاذبة واسند اليها واسند اليها الكذب والخطأ وفي مواضع اخرى اضاف الامر الى غير الناصية الى الكل انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون فان كانوا هذي ايش من الناصية وغير الناصية يشمل الناصية وغيرها يقول الجواب ظاهر وهو وهو انه هنا اطلق الناصية واراد صاحبها على عادة العرب في اطلاق البعض وارادة الكل وهو كثير في كلام العرب وفي القرآن فمن امثلته في القرآن هذه الاية الكريمة وقوله تعالى تبت يدا ابي لهب وتب يعني ابا لهب وقوله ذلك يعني تب هو وليست يده فقط نعم وقوله ذلك بما قدمت ايديكم يعني بما قدمتم. ومن ذلك تسمية العرب الرقيمة عينا. وهذا في وهناك ما يطلق فيه البعض ويستغنى عن عن ذكر الكل او يذكر الجزء ويستغنى عن ذكر الكل لكن لابد من مناسبة في مثل تبت يدا ابي لهب وتب لانه هز يده في وجه النبي صلى الله عليه وسلم كما كما ذكرت كما ذكرت الاية. والاية الاخرى التي آآ ذلك بما قدمت ايديكم لانها الكاسب اليد هي الجارحة الكاسبة في غالب ما يكون من العمل فوروا لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون الويل هنا انصب على فعل اليد لان هي التي تكتب فالجزء يطلق ورد به الكل على وجهين اما ما يعبر به عن الكل مثل ايش الوجه ومنه الناصية ايضا والثاني ما يكون مناسبة وهو في غالب بقية الاجزاء. طبعا الجواب وقوله خاطئة لا يعارضه قوله تعالى وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به. لان الخاطئ هو فعل هو فاعل الخطيئة او الخطأ بكسر الخاء او الخطئ بكسر الخاء وكلاهما الذنب. كما بينه قوله تعالى مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا. وقوله ان قتلهم كان خطئا كبيرا فالخاطئ المذنب عمدا والمخطئ من صدر منه الفعل من غير قصد فهو معذور اذا لا ليس ثمة تعارض بين قوله خاطئة وبين قوله ليس وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به لان خاطئة وقوع الخطأ مع العمد. وقوع المخالفة مع العمد. وقوع الذنب مع العبد. العمد. اما الخطأ فهو وقوعه من غير قصد ولهذا نفى الله تعالى عنه المؤاخذة واثبت له العذر في قوله وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به واما يعبر به يعني هذا نعود مما يعبر به آآ مما يعبر بالجزء ويراد به الكل النفس تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك ومعلوم ان ابن ادم مركب من نفس من روح وجسد وليس فقط نفس اللي هي التي هي الروح نعم احسن الله اليكم سورة القدر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى انا انزلناه في ليلة القدر لا تعارض بينه وبين قوله لا تعارض بينه وبين قوله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة لان الليلة المباركة هي ليلة القدر وهي من رمضان بنص قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن فما يزعمه كثير من العلماء من ان الليلة المباركة ليلة النصف ليلته من ان الليلة المباركة ليلة النصف من شعبان ترده هذه النصوص القرآنية والعلم عند الله تعالى المخالفة هنا في ليس في نص الايات الايات ليس بينها تعارض. لكن في تفسير بعض اهل العلم في قوله انا انزلناه في ليلة مباركة انها ليلة النصف من شعبان ولا ريب ان الليلة المباركة هي ليلة القدر وانها في رمظان لدلالة القرآن ووصفها بليلة القدر وبانها مباركة واوصاف اه متعددة لموصوف واحد فهي ليلة القدر الشرف والمنزلة والمكانة او ليلة التقدير انا انزلناه في ليلة مباركة فهي كثيرة البركات ومن بركاتها انه من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. اللهم بلغنا فضلك واستعملنا فيما تحب وترظى يا رب نعم سورة الزلزلة قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. هذه الاية الكريمة تقتضي ان كل انسان كافرا كان او مسلما يجازى بالقليل من الخير والشر. وقد جاءت ايات اخرى تدل على خلاف هذا العموم. اما ما فعله الكافئ اما ما فعله الكافر من الخير فالايات تصرح باحباطه كقوله اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا وباطل ما كانوا يعملون. طيب نقف على سورة الزلزلة